logo
#

أحدث الأخبار مع #توسانامي

شريان الحياة بوجه العاصفة
شريان الحياة بوجه العاصفة

الجريدة

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الجريدة

شريان الحياة بوجه العاصفة

في لحظات الفوضى والهلع التي تعقب وقوع كارثة طبيعية أو من صنع الإنسان، تتحول شبكات الهواتف المتنقلة من مجرد وسيلة للترفيه والتواصل إلى شريان حياة بالغ الأهمية. ففي خضم الضبابية والخطر، تصبح هذه الشبكات بمثابة حبل النجاة الذي يربط الأفراد ببعضهم، وبالجهات المسؤولة عن الإنقاذ والإغاثة، وبالعالم الخارجي. إن استمرار تشغيل شبكات الهواتف خلال الكوارث ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة حتمية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وتسريع عملية التعافي. ففي اللحظات الحرجة التي تلي وقوع الكارثة، تمكن الشبكات الأفراد من الاتصال بأحبائهم للاطمئنان عليهم وإخبارهم بسلامتهم، وتتيح للمتضررين طلب المساعدة والإبلاغ عن الإصابات أو الأضرار أو الأشخاص المفقودين لفرق الإنقاذ والإغاثة. هذا التواصل السريع يمكن أن يحدث فرقاً حاسماً بين الحياة والموت. كما تعتمد فرق الإنقاذ بشكل كبير على شبكات الهواتف لتلقي البلاغات من المتضررين، وتحديد المناطق الأكثر تضرراً، وتسهل تبادل المعلومات الحيوية بين مختلف الجهات المعنية بإدارة الأزمة، مما يضمن استجابة أكثر فعالية وكفاءة. ولنا في «كورونا» خير دليل على أهمية الهواتف التي لعبت دوراً أساسياً في إيصال الجهات المعنية بمكافحة الجائحة المعلومات الموثوقة للناس وتقليل حالة الذعر لنشر التحذيرات والتنبيهات والتحديثات حول الوضع الراهن، كما مكنت الهواتف من متابعة حجر المصابين والتأكد من عدم مغادرة منازلهم والاختلاط بالناس وحماية أنفسهم وعائلاتهم. ورغم أهميتها القصوى، تواجه شبكات الهواتف المتنقلة تحديات كبيرة خلال الكوارث، مثل انقطاع الكهرباء، وتضرر البنية التحتية، والزيادة الهائلة في حجم المكالمات والبيانات. أتذكر جيداً استضافة هيئة الاتصالات بالكويت مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة في يناير 2016، وكان بعنوان (GET-2016) يبرز أهمية شبكات الهواتف أثناء الكوارث، واستعرضت بعض الدول المتطورة كاليابان تجربتها خلال زلزال توهوكو عام 2011، وما تلاه من توسانامي تسبب بأضرار جسيمة للبنى التحتية ومنها خروج شبكات الاتصالات عن الخدمة مما أدى إلى فقدان المتضررين التواصل مع جهات الإغاثة، مما ساهم بزيادة عدد الضحايا. واستعرضت بعض الدول الإفريقية خلال المؤتمر تجربتها بأهمية شبكات الاتصالات في احتواء تفشي الأوبئة. لكن الأهم كيف استفادت هذه الدول من تجاربها لتقليل الأضرار في الأزمات المستقبلية. انقطاع الكهرباء المفاجئ في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا أواخر أبريل الماضي أدى إلى فقدان 60 في المئة من شبكات الهواتف امتد بعضها إلى 36 ساعة، والآن يجري نقاش بهذه الدول على فرض إجراءات احترازية على شركات الاتصالات لتوفير طاقة احتياطية ومولدات كهرباء لضمان استمرار تشغيل أبراج الاتصالات، خلال انقطاع الكهرباء، لا تقل عن عدد ساعات معينة كما هو مطبق بدول أخرى كالدنمارك والنرويج. بالكويت، نعلم أن شركات الاتصالات تأخذ احتياطات مماثلة دون تدخل من هيئة الاتصالات الكويتية، ولكن من باب الاستفادة من تجارب الآخرين، أرى من الضروري أن تتدخل الهيئة بإجراء دراسة شاملة حول مستوى استعداد شركات الاتصالات لاستمرارية شبكاتهم خلال الكوارث بأنواعها، وأن تسد النقص بإصدار قرارات تنظيمية تلزم شركات الاتصالات بإجراءات احترازية، منها استقبال الشبكات لجميع أنواع الاتصالات خلال الكوارث، من المشترك وغير المشترك، كون هذه الشبكات شريان الحياة الرقمي الذي يمكن أن ينقذ الأرواح ويسرع عملية التعافي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store