logo
#

أحدث الأخبار مع #توكتك

حسن عياد.. "طفل غزة" الذي صرخ ضدَّ "الموت" و"الجوع" و"الهدم" حتى استشهاده
حسن عياد.. "طفل غزة" الذي صرخ ضدَّ "الموت" و"الجوع" و"الهدم" حتى استشهاده

فلسطين أون لاين

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • فلسطين أون لاين

حسن عياد.. "طفل غزة" الذي صرخ ضدَّ "الموت" و"الجوع" و"الهدم" حتى استشهاده

غزة/ محمد عيد "طعم الموت"، "الجوع"، "الهدم" صرخات أطلقها الطفل المنشد حسن علاء عياد (14 عامًا) طوال شهور حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، دون أن يسمع صرخاته أو نداءاته عربي أو أجنبي. أنشودة للحزن وأخرى للفرح وثالثة لأبطال المقاومة، هكذا طاف حسن برفقة والده علاء (39 عامًا) مخيمات النزوح والأحياء السكنية المدمرة، حتى المستشفيات ومراكز علاج الجرحى لينشدا بتناغم بين الأب وطفله لغزة الوحيدة الجريحة، ومحاولة لمداواة أناس تركوا وحيدين في مواجهة المقصلة الإسرائيلية. "بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت.. غارة برية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت.. شنوا هالحرب النازية، والدبابات تظل تدمر حتى تفوت مناطق غزة الشرقية.. والبطل قاتل بالعبوة والبارود واستشهد جوّا الشجاعية (شرق مدينة غزة)"، كلمات أنشودة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية عام 1982 كانت سببًا في شهرة الطفل ابن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ورغم الفارق الزمني بين تلك الحرب ونظيرتها المستمرة ضد غزة، إلا أن الأب وطفله أعادا ترتيب هذه الكلمات في محاولة لإسقاط ذات المشهد، هكذا يقول الوالد، الذي كانت أمنيته أن يرى طفله منشداً وطنياً وشابًا كبيرًا مشهورًا. "حاولت الاهتمام بحسن وصوته وتشجيعه لرسم الفرحة والبهجة في مخيمات النازحين والجرحى ومواساة أهالي الشهداء، ويوماً بعد آخر ذاع صيته.. هذا ما يريده أب لابنه". عُرف حسن بصوته العذب الذي عبّر عن معاناة الغزيين تحت الحصار والحرب، وانتشرت مقاطعه المصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أداها بين خيام النازحين والبيوت المهدمة. وقبل ذلك، كان الطفل الوحيد لوالديه من الذكور يجوب مع والده أزقة مخيم النصيرات كـ"مسحراتي" طوال شهر رمضان، ومنشداً مادحاً لأوصاف النبي الأعظم (عليه الصلاة والسلام). لم يكن "حسن" طفلاً عادياً، بحسب وصف الوالد الذي لم تتوقف دموعه خلال استقبال المواسين له، "بل كان صوتًا فلسطينيًا يرسم البهجة أحيانًا ويعكس الوجع والألم تارة أخرى .. لكن لم أتخيل يومًا أن يكون هو الوجع ذاته". "زفيني وافرحي فيني .. وإن فارقتك سامحيني يا يمّا يا يمّا.. يا يمّا جيتك شهيد بثوب جديد"، هذا ما غنّى له "حسن" ذات يوم في إحدى المقاطع المصورة دون أن يعلم أن غدًا سيكون قريبًا. كان يحاول أن يسمع صوت غزة المدمرة للعالم: "نشدنا بصوتنا الجميل، صرخنا بأعلى صوتنا، حتى قتل صاروخ إسرائيلي ابني .. دون أن يسمع صوتنا أحد!". "حسن قطعة من القلب، قطعة من الروح، صديق وسند"، بكلمات متقطعة مع دموع البكاء يسترسل الأب المكلوم بمدح طفله الذي رافقه في جميع مهامه الانشادية والحياتية. حتى يوم رحيله كانا معًا، وتحديدًا مساء الاثنين من هذا الأسبوع، حينما عادا من مهمة انشادية في أحد مخيمات النزوح جنوب القطاع، حتى عادا إلى النصيرات من مدخلها الغربي (طريق البحر)، وأثناء سيرهما على "تبة النويري" فتك صاروخ من طائرة مسيرة إسرائيلية بمركبة (توكتك) ليرتقي ثمانية شهداء، من بينهم "الطفل المنشد" الذي ارتقى حينها "من شدة ضغط" الصاروخ. صرخ وقتها "علاء" من هول المشهد دون أن يعلم أن هذا الصاروخ سرق منه طفله الوحيد وقطعة روحه، حتى وصلا معًا في مركبة لمستشفى العودة ليخبره الأطباء أن "حسن شهيد"، ليعود مرة أخرى للصراخ والبكاء. سكت "صوت غزة"، وسكت أحد الصوتين ليكمل "علاء" ذات المسيرة في تشييع جثمان نجله مرددًا بين المشيعين: "زفوا حسن لأمه .. حب الأقصى بجري في دمه". البكاء والحزن لم يعتصر قلب الزوج وزوجته، بل إن "رحيل حسن" أوجع محبيه ومتابعيه، وعبر عن ذلك الشاب إبراهيم الحاج الذي كتب على صفحته في "فيسبوك": "من من أبناء المخيم وأهله لم يستيقظ للسحور في ليالي رمضان على صوت (علاء) وابنه حسن؟، هو نفسه ابن جيراننا الذي كان يصحو فجراً مع والده يجوب شوارع المخيم كمسحراتي، ظل يتسلل بين الأزقة والمستشفيات ومآوي النازحين يصدح في وجه الموت!". وكتبت الصحفية يافا أبو عكر: "ارتقى الآن حسن عياد الطفل الذي غنى لغزة وبيروت ووجعهما، الذي رسم البسمة على وجوهنا انخطف من بيننا .. الذي حلم ما عاد يحلم صار حلم". هذا الحلم عبر عنه والده الطفل الشهيد خاتمًا: "لقد مات الحلم ومات الأمل وماتت الحياة من بعدك يا حسن!" معاهدًا نفسه بمواصلة الصراخ "ضد الموت"، "ضد الجوع"، "ضد الدمار" حتى تتوقف حرب الإبادة على غزة التي فتكت بـ 16 ألف شهيد من الأطفال. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store