
حسن عياد.. "طفل غزة" الذي صرخ ضدَّ "الموت" و"الجوع" و"الهدم" حتى استشهاده
غزة/ محمد عيد
"طعم الموت"، "الجوع"، "الهدم" صرخات أطلقها الطفل المنشد حسن علاء عياد (14 عامًا) طوال شهور حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، دون أن يسمع صرخاته أو نداءاته عربي أو أجنبي.
أنشودة للحزن وأخرى للفرح وثالثة لأبطال المقاومة، هكذا طاف حسن برفقة والده علاء (39 عامًا) مخيمات النزوح والأحياء السكنية المدمرة، حتى المستشفيات ومراكز علاج الجرحى لينشدا بتناغم بين الأب وطفله لغزة الوحيدة الجريحة، ومحاولة لمداواة أناس تركوا وحيدين في مواجهة المقصلة الإسرائيلية.
"بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت.. غارة برية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت.. شنوا هالحرب النازية، والدبابات تظل تدمر حتى تفوت مناطق غزة الشرقية.. والبطل قاتل بالعبوة والبارود واستشهد جوّا الشجاعية (شرق مدينة غزة)"، كلمات أنشودة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية عام 1982 كانت سببًا في شهرة الطفل ابن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ورغم الفارق الزمني بين تلك الحرب ونظيرتها المستمرة ضد غزة، إلا أن الأب وطفله أعادا ترتيب هذه الكلمات في محاولة لإسقاط ذات المشهد، هكذا يقول الوالد، الذي كانت أمنيته أن يرى طفله منشداً وطنياً وشابًا كبيرًا مشهورًا.
"حاولت الاهتمام بحسن وصوته وتشجيعه لرسم الفرحة والبهجة في مخيمات النازحين والجرحى ومواساة أهالي الشهداء، ويوماً بعد آخر ذاع صيته.. هذا ما يريده أب لابنه".
عُرف حسن بصوته العذب الذي عبّر عن معاناة الغزيين تحت الحصار والحرب، وانتشرت مقاطعه المصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أداها بين خيام النازحين والبيوت المهدمة.
وقبل ذلك، كان الطفل الوحيد لوالديه من الذكور يجوب مع والده أزقة مخيم النصيرات كـ"مسحراتي" طوال شهر رمضان، ومنشداً مادحاً لأوصاف النبي الأعظم (عليه الصلاة والسلام).
لم يكن "حسن" طفلاً عادياً، بحسب وصف الوالد الذي لم تتوقف دموعه خلال استقبال المواسين له، "بل كان صوتًا فلسطينيًا يرسم البهجة أحيانًا ويعكس الوجع والألم تارة أخرى .. لكن لم أتخيل يومًا أن يكون هو الوجع ذاته".
"زفيني وافرحي فيني .. وإن فارقتك سامحيني يا يمّا يا يمّا.. يا يمّا جيتك شهيد بثوب جديد"، هذا ما غنّى له "حسن" ذات يوم في إحدى المقاطع المصورة دون أن يعلم أن غدًا سيكون قريبًا.
كان يحاول أن يسمع صوت غزة المدمرة للعالم: "نشدنا بصوتنا الجميل، صرخنا بأعلى صوتنا، حتى قتل صاروخ إسرائيلي ابني .. دون أن يسمع صوتنا أحد!".
"حسن قطعة من القلب، قطعة من الروح، صديق وسند"، بكلمات متقطعة مع دموع البكاء يسترسل الأب المكلوم بمدح طفله الذي رافقه في جميع مهامه الانشادية والحياتية.
حتى يوم رحيله كانا معًا، وتحديدًا مساء الاثنين من هذا الأسبوع، حينما عادا من مهمة انشادية في أحد مخيمات النزوح جنوب القطاع، حتى عادا إلى النصيرات من مدخلها الغربي (طريق البحر)، وأثناء سيرهما على "تبة النويري" فتك صاروخ من طائرة مسيرة إسرائيلية بمركبة (توكتك) ليرتقي ثمانية شهداء، من بينهم "الطفل المنشد" الذي ارتقى حينها "من شدة ضغط" الصاروخ.
صرخ وقتها "علاء" من هول المشهد دون أن يعلم أن هذا الصاروخ سرق منه طفله الوحيد وقطعة روحه، حتى وصلا معًا في مركبة لمستشفى العودة ليخبره الأطباء أن "حسن شهيد"، ليعود مرة أخرى للصراخ والبكاء.
سكت "صوت غزة"، وسكت أحد الصوتين ليكمل "علاء" ذات المسيرة في تشييع جثمان نجله مرددًا بين المشيعين: "زفوا حسن لأمه .. حب الأقصى بجري في دمه".
البكاء والحزن لم يعتصر قلب الزوج وزوجته، بل إن "رحيل حسن" أوجع محبيه ومتابعيه، وعبر عن ذلك الشاب إبراهيم الحاج الذي كتب على صفحته في "فيسبوك": "من من أبناء المخيم وأهله لم يستيقظ للسحور في ليالي رمضان على صوت (علاء) وابنه حسن؟، هو نفسه ابن جيراننا الذي كان يصحو فجراً مع والده يجوب شوارع المخيم كمسحراتي، ظل يتسلل بين الأزقة والمستشفيات ومآوي النازحين يصدح في وجه الموت!".
وكتبت الصحفية يافا أبو عكر: "ارتقى الآن حسن عياد الطفل الذي غنى لغزة وبيروت ووجعهما، الذي رسم البسمة على وجوهنا انخطف من بيننا .. الذي حلم ما عاد يحلم صار حلم".
هذا الحلم عبر عنه والده الطفل الشهيد خاتمًا: "لقد مات الحلم ومات الأمل وماتت الحياة من بعدك يا حسن!" معاهدًا نفسه بمواصلة الصراخ "ضد الموت"، "ضد الجوع"، "ضد الدمار" حتى تتوقف حرب الإبادة على غزة التي فتكت بـ 16 ألف شهيد من الأطفال.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- فلسطين أون لاين
حسن عياد.. "طفل غزة" الذي صرخ ضدَّ "الموت" و"الجوع" و"الهدم" حتى استشهاده
غزة/ محمد عيد "طعم الموت"، "الجوع"، "الهدم" صرخات أطلقها الطفل المنشد حسن علاء عياد (14 عامًا) طوال شهور حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، دون أن يسمع صرخاته أو نداءاته عربي أو أجنبي. أنشودة للحزن وأخرى للفرح وثالثة لأبطال المقاومة، هكذا طاف حسن برفقة والده علاء (39 عامًا) مخيمات النزوح والأحياء السكنية المدمرة، حتى المستشفيات ومراكز علاج الجرحى لينشدا بتناغم بين الأب وطفله لغزة الوحيدة الجريحة، ومحاولة لمداواة أناس تركوا وحيدين في مواجهة المقصلة الإسرائيلية. "بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت.. غارة برية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت.. شنوا هالحرب النازية، والدبابات تظل تدمر حتى تفوت مناطق غزة الشرقية.. والبطل قاتل بالعبوة والبارود واستشهد جوّا الشجاعية (شرق مدينة غزة)"، كلمات أنشودة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية عام 1982 كانت سببًا في شهرة الطفل ابن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ورغم الفارق الزمني بين تلك الحرب ونظيرتها المستمرة ضد غزة، إلا أن الأب وطفله أعادا ترتيب هذه الكلمات في محاولة لإسقاط ذات المشهد، هكذا يقول الوالد، الذي كانت أمنيته أن يرى طفله منشداً وطنياً وشابًا كبيرًا مشهورًا. "حاولت الاهتمام بحسن وصوته وتشجيعه لرسم الفرحة والبهجة في مخيمات النازحين والجرحى ومواساة أهالي الشهداء، ويوماً بعد آخر ذاع صيته.. هذا ما يريده أب لابنه". عُرف حسن بصوته العذب الذي عبّر عن معاناة الغزيين تحت الحصار والحرب، وانتشرت مقاطعه المصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أداها بين خيام النازحين والبيوت المهدمة. وقبل ذلك، كان الطفل الوحيد لوالديه من الذكور يجوب مع والده أزقة مخيم النصيرات كـ"مسحراتي" طوال شهر رمضان، ومنشداً مادحاً لأوصاف النبي الأعظم (عليه الصلاة والسلام). لم يكن "حسن" طفلاً عادياً، بحسب وصف الوالد الذي لم تتوقف دموعه خلال استقبال المواسين له، "بل كان صوتًا فلسطينيًا يرسم البهجة أحيانًا ويعكس الوجع والألم تارة أخرى .. لكن لم أتخيل يومًا أن يكون هو الوجع ذاته". "زفيني وافرحي فيني .. وإن فارقتك سامحيني يا يمّا يا يمّا.. يا يمّا جيتك شهيد بثوب جديد"، هذا ما غنّى له "حسن" ذات يوم في إحدى المقاطع المصورة دون أن يعلم أن غدًا سيكون قريبًا. كان يحاول أن يسمع صوت غزة المدمرة للعالم: "نشدنا بصوتنا الجميل، صرخنا بأعلى صوتنا، حتى قتل صاروخ إسرائيلي ابني .. دون أن يسمع صوتنا أحد!". "حسن قطعة من القلب، قطعة من الروح، صديق وسند"، بكلمات متقطعة مع دموع البكاء يسترسل الأب المكلوم بمدح طفله الذي رافقه في جميع مهامه الانشادية والحياتية. حتى يوم رحيله كانا معًا، وتحديدًا مساء الاثنين من هذا الأسبوع، حينما عادا من مهمة انشادية في أحد مخيمات النزوح جنوب القطاع، حتى عادا إلى النصيرات من مدخلها الغربي (طريق البحر)، وأثناء سيرهما على "تبة النويري" فتك صاروخ من طائرة مسيرة إسرائيلية بمركبة (توكتك) ليرتقي ثمانية شهداء، من بينهم "الطفل المنشد" الذي ارتقى حينها "من شدة ضغط" الصاروخ. صرخ وقتها "علاء" من هول المشهد دون أن يعلم أن هذا الصاروخ سرق منه طفله الوحيد وقطعة روحه، حتى وصلا معًا في مركبة لمستشفى العودة ليخبره الأطباء أن "حسن شهيد"، ليعود مرة أخرى للصراخ والبكاء. سكت "صوت غزة"، وسكت أحد الصوتين ليكمل "علاء" ذات المسيرة في تشييع جثمان نجله مرددًا بين المشيعين: "زفوا حسن لأمه .. حب الأقصى بجري في دمه". البكاء والحزن لم يعتصر قلب الزوج وزوجته، بل إن "رحيل حسن" أوجع محبيه ومتابعيه، وعبر عن ذلك الشاب إبراهيم الحاج الذي كتب على صفحته في "فيسبوك": "من من أبناء المخيم وأهله لم يستيقظ للسحور في ليالي رمضان على صوت (علاء) وابنه حسن؟، هو نفسه ابن جيراننا الذي كان يصحو فجراً مع والده يجوب شوارع المخيم كمسحراتي، ظل يتسلل بين الأزقة والمستشفيات ومآوي النازحين يصدح في وجه الموت!". وكتبت الصحفية يافا أبو عكر: "ارتقى الآن حسن عياد الطفل الذي غنى لغزة وبيروت ووجعهما، الذي رسم البسمة على وجوهنا انخطف من بيننا .. الذي حلم ما عاد يحلم صار حلم". هذا الحلم عبر عنه والده الطفل الشهيد خاتمًا: "لقد مات الحلم ومات الأمل وماتت الحياة من بعدك يا حسن!" معاهدًا نفسه بمواصلة الصراخ "ضد الموت"، "ضد الجوع"، "ضد الدمار" حتى تتوقف حرب الإبادة على غزة التي فتكت بـ 16 ألف شهيد من الأطفال. المصدر / فلسطين أون لاين


جريدة الايام
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الايام
طائرات الموت الإسرائيلية تَقصف صوت المنشد الطفل حسن عياد
استُشهد المنشد الطفل حسن علاء عياد في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أول من أمس، ليلتحق بآلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا بنيران الإبادة. حسن لم يكن مجرد طفل عادي، بل كان صوتاً يغني الوجع الفلسطيني، يشدو بحنجرته بكلمات مؤلمة تعبّر عن الحصار والجوع والمعاناة، هو الذي اشتهر بمحاكاته لرائعة فرقة العاشقين "اشهد يا عالم علينا وع بيروت"، التي كتبها الشاعر الكبير الراحل أحمد دحبور، ولكن بطريقته الخاصة، قدمها برفقة والده المنشد أيضاً، الذي شيّعه وسط حشد كبير، وقدمها منفرداً، فأبكى الكثيرين حول العالم، لا سيما أن عديد الفضائيات العربية والأجنبية نقلتها مترجمة للغات عدّة. كان يغني من بين الركام، ومن بين الخيام، ليُسمِع العالم صوت غزة التي تُباد: "اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت"، و"بالطيارات إحنا ذقنا طعم الموت، غارة برّية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت، والعرب بنومة هنيّة". لم يكن الطفل عياد مجرد فتى، بل كان صوتاً صغيراً يصدح بنبرة تحدٍ وأسى في الوقت نفسه، يطلق العنان لحنجرته، رغم هدير "الزنانات" والطائرات الحربية الإسرائيلية بأنواعها المحملة بصواريخ القتل، التي طاله أحدها، فأسكت لحن صوته إلى الأبد. وفور الإعلان عن استشهاده، انتشر النبأ كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما مقطع الفيديو المؤثر لأغنيته الشهيرة، ومن بعدها مقطع فيديو تشييعه من والده، معلناً وهو يصرخ، استشهاده، وغيابه الأبدي، دون أن يغيب صوته، الذي سيبقى حاضراً، هو الذي قدّم أغنية لمشروع أفلام "من المسافة صفر"، لاثنين وعشرين مخرجاً ومخرجة من قطاع غزة، من إنتاج المخرج رشيد مشهراوي، وإنتاجه، ونافس على جائزة الأوسكار بوصوله إلى قائمة الخمسة عشر، فيما كان قدم قبلها أغنية أنتجتها فضائية "فلسطيني"، خلال حرب الإبادة، تحت عنوان "عشانك يا فلسطين". ونعاه العديد من المبدعين الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكتب المخرج رشيد مشهراوي على "فيسبوك": استشهد حسن عياد، الطفل الذي أهداني أغنية من غزة، وغنى لأفلام من المسافة صفر.. كان ضحية قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.. نفقد أرواحنا يومياً يا حسن، الشاطر حسن، الفنان حسن، الشهيد حسن.. أوجعتني يا حسن. وكتب الروائي حسن القطراوي: الطفل المنشد الشهيد حسن علاء عياد، كان وفياً لكلماته، أنشد قائلاً: "بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت".. رحل بصاروخ من طائرة وسط مخيمنا، كان بُلبلاً يجول المخيّم مغرّداً. بدوره، تساءل الشاعر خالد جمعة بألم: هل سمعتم بولد اسمه حسن عياد؟ من الصعب تحديد عمره، ربمّا 12، ربّما 14.. حسن كان يحب الغناء، أخذ أغنية "اشهد يا عالم" التي كتبها أحمد دحبور، وحوّلها من كلماته إلى أغنية أخرى وغناها، وأهداها إلى فريق أفلام "من المسافة صفر".. أظنه كان مشروع مؤلف أو مغن، وربما كان سيصير شيئاً آخر مختلفاً، لكننا لن نعرف ذلك مطلقاً، فقد أخذته الغارة في النصيرات. أما الشاعرة ياسمين العابد، فخاطبت المنشد الشهيد: قبل يومين كنت تناشد العالم واليوم صرت شهيداً.. حسن هو الولد الوحيد لأهله.. "الله يصبّر أمه وأبوه".


قدس نت
٢٣-١١-٢٠٢٤
- قدس نت
نجم لعبة 'وورلد أوف ووركرافت' لم يخفت بعد 20 سنة على إطلاقها
أثبتت لعبة الفيديو عبر الانترنت "وورلد أوف ووركرافت" التي تحتفل غداً بالذكرى السنوية العشرين لإطلاقها، قدرتها على الاستمرار لسنوات عدة، في نجاح طويل الأمد نادراً ما يشهده هذا القطاع ويرجع إلى مجتمع مخلص من اللاعبين وعالم يواصل التطوّر. ويقول إيون هازيكوستاس، المدير الحالي للعبة الذي تحدثت وكالة فرانس برس إليه خلال معرض "غيمزكوم" الذي أُقيم في آب في ألمانيا: "إنها لعبة نادرة أثرت في عدد كبير من الأشخاص، ونحن ندرك أهمية هذا الإرث". انضم هذا المعجب بـ"وورلد أوف ووركرافت" منذ بداياتها، إلى استوديو "بليزرد" الأميركي المطوّر للعبة في العام 2008، قبل أن يتقدّم ليصبح مسؤولا عن قيادة هذه "السفينة الكبيرة". ومع أنّ "وورلد أوف ووركرافت" لم تكن أوّل لعبة أدوار متعددة اللاعبين على الإنترنت (نوع يُعرف أيضا بـMMORPG) عند إصدارها العام 2004، إلا أنّها حققت نجاحا هائلا، وسرعان ما جمعت ملايين اللاعبين من مختلف أنحاء العالم. وقد استفادت بشكل خاص من شعبية ماركة "ووركرافت"، وهي سلسلة من الألعاب الإستراتيجية في الوقت الفعلي أطلقها استوديو "بليزرد" الذي استحوذت عليه "مايكروسوفت" سنة 2023، قبل عشر سنوات من طرح "وورلد أوف ووركرافت". يتواجه فصيلان في عالم بطولي خيالي تسكنه عفاريت وجنّ، في كون مستمر عبر الإنترنت يمكن لآلاف اللاعبين التواصل فيه بالوقت نفسه، مقابل اشتراك شهري يبلغ 13 يورو. وهناك، ينجزون مهام غالبا ما تتطلب تعاونا مع لاعبين آخرين. يقول المتخصص في المجتمعات عبر الإنترنت أوليفييه سيرفيه، الذي يعتبر أن استمرار لعبة "وورلد أوف ووركرافت" لفترة زمنية طويلة هو "حالة غير اعتيادية": "لقد كانت رائدة" لأنّ الجانب الاجتماعي للتجربة الذي كان لا يزال في بداياته آنذاك، جعل اللاعبين مخلصين للعبة. ويضيف: "لقد عوّلت بليزرد على مجموعات مشابهة للنقابات تضم ما بين 30 إلى 200 لاعب". وبات الأشخاص في هذه المجموعات "يتواعدون ويتبادلون الثقة في ما يخص حياتهم اليومية"، ويدعون بعضهم البعض إلى حفلات زفاف أو يشاركون في جنازات، وأصبحت اللعبة "حجة للاجتماع". وفي العام الذي أُطلقت فيه منصة فيسبوك، كانت اللعبة تظهر تصوّراً لما باتت عليه الشبكات الاجتماعية حالياً. ويقول مدير اللعبة الذي مارسها لسنوات: "كان ذلك أول تواصل في بيئة افتراضية لأشخاص كثر. كان شعورا سحريا نوعا ما، من الصعب إعادة بثه راهنا". ومُذّاك، أعادت ألعاب شهيرة أخرى مثل "فورتنايت" و"ليغ او ليجندز" التركيز على هذا الجانب الاجتماعي، مع تكييفها مع القواعد الشائعة في المرحلة الراهنة. في ذروة نجاحها في أوائل العام 2010، كانت تشير "وورلد أوف ووركرافت" إلى أنّها تضم أكثر من 10 ملايين حساب نشط. ويوضح سيرفيه أنّ ذلك يعني أيضا ارتفاعا في عدد اللاعبين، لأنّ في آسيا، غالبا ما كان أشخاص كثر يتشاركون الحساب نفسه. وعدد اللاعبين الحالي غير معروف بدقة، إذ لا توفر "بليزرد" أي تفاصيل في هذا الخصوص، لكنّ "وورلد أوف ووركرافت" لا تزال تمارَس على نطاق واسع جدا في مختلف أنحاء العالم. يقول إيون هازيكوستاس: "نحن لا نعتمد على أمجادنا". وفي نهاية آب، طُرحت نسخة جديدة من اللعبة تحمل عنوان "ذي وور إنسايد" تتضمّن مجالات جديدة للاستكشاف وتغييرات كثيرة. وتعتزم الشركة إطلاق نسختين أخريين. ويتابع هازيكوستاس: "نحاول ابتكار ألعاب طموحة لمحاولة إحداث تغيير بالنسبة إلى اللاعبين والحفاظ على ديناميكية اللعبة". وتتيح هذه الإضافات التي تُدخلها الشركة كل عامين، إمكانية عودة اللاعبين. لكن سيكون من الصعب على المستخدم الذي كان يمارس اللعبة سنة 2004، التعرف على عالم أزيروث حيث تجري المغامرة. ويقول سيرفيه: "بعد مرور عشرين عاما، لا تزال هذه اللعبة بمثابة معلم أثري، ولكن في سوق ألعاب ومستخدمين تغيروا بشكل تام"، معتبرا أنّ ألعاب الأدوار المتعددة اللاعبين على الإنترنت "أصبحت من أنواع ألعاب الفيديو". ويقول مدير وورلد أوف ووركرافت: "لا أرى في الأفق نهاية للعبة"، بالمقارنة مع ألعاب "مارفل" و"ستار وورز". ويضيف: "حتى لو وصلت الخوادم إلى نهاية يوما ما، فستبقى ووركرافت ماركة، ولن نتوقف عن سرد قصص في هذا الكون". المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - باريس