
طائرات الموت الإسرائيلية تَقصف صوت المنشد الطفل حسن عياد
استُشهد المنشد الطفل حسن علاء عياد في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أول من أمس، ليلتحق بآلاف الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا بنيران الإبادة.
حسن لم يكن مجرد طفل عادي، بل كان صوتاً يغني الوجع الفلسطيني، يشدو بحنجرته بكلمات مؤلمة تعبّر عن الحصار والجوع والمعاناة، هو الذي اشتهر بمحاكاته لرائعة فرقة العاشقين "اشهد يا عالم علينا وع بيروت"، التي كتبها الشاعر الكبير الراحل أحمد دحبور، ولكن بطريقته الخاصة، قدمها برفقة والده المنشد أيضاً، الذي شيّعه وسط حشد كبير، وقدمها منفرداً، فأبكى الكثيرين حول العالم، لا سيما أن عديد الفضائيات العربية والأجنبية نقلتها مترجمة للغات عدّة.
كان يغني من بين الركام، ومن بين الخيام، ليُسمِع العالم صوت غزة التي تُباد: "اشهد يا عالم علينا وهدموا بيوت"، و"بالطيارات إحنا ذقنا طعم الموت، غارة برّية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت، والعرب بنومة هنيّة".
لم يكن الطفل عياد مجرد فتى، بل كان صوتاً صغيراً يصدح بنبرة تحدٍ وأسى في الوقت نفسه، يطلق العنان لحنجرته، رغم هدير "الزنانات" والطائرات الحربية الإسرائيلية بأنواعها المحملة بصواريخ القتل، التي طاله أحدها، فأسكت لحن صوته إلى الأبد.
وفور الإعلان عن استشهاده، انتشر النبأ كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما مقطع الفيديو المؤثر لأغنيته الشهيرة، ومن بعدها مقطع فيديو تشييعه من والده، معلناً وهو يصرخ، استشهاده، وغيابه الأبدي، دون أن يغيب صوته، الذي سيبقى حاضراً، هو الذي قدّم أغنية لمشروع أفلام "من المسافة صفر"، لاثنين وعشرين مخرجاً ومخرجة من قطاع غزة، من إنتاج المخرج رشيد مشهراوي، وإنتاجه، ونافس على جائزة الأوسكار بوصوله إلى قائمة الخمسة عشر، فيما كان قدم قبلها أغنية أنتجتها فضائية "فلسطيني"، خلال حرب الإبادة، تحت عنوان "عشانك يا فلسطين".
ونعاه العديد من المبدعين الفلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكتب المخرج رشيد مشهراوي على "فيسبوك": استشهد حسن عياد، الطفل الذي أهداني أغنية من غزة، وغنى لأفلام من المسافة صفر.. كان ضحية قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.. نفقد أرواحنا يومياً يا حسن، الشاطر حسن، الفنان حسن، الشهيد حسن.. أوجعتني يا حسن.
وكتب الروائي حسن القطراوي: الطفل المنشد الشهيد حسن علاء عياد، كان وفياً لكلماته، أنشد قائلاً: "بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت".. رحل بصاروخ من طائرة وسط مخيمنا، كان بُلبلاً يجول المخيّم مغرّداً.
بدوره، تساءل الشاعر خالد جمعة بألم: هل سمعتم بولد اسمه حسن عياد؟ من الصعب تحديد عمره، ربمّا 12، ربّما 14.. حسن كان يحب الغناء، أخذ أغنية "اشهد يا عالم" التي كتبها أحمد دحبور، وحوّلها من كلماته إلى أغنية أخرى وغناها، وأهداها إلى فريق أفلام "من المسافة صفر".. أظنه كان مشروع مؤلف أو مغن، وربما كان سيصير شيئاً آخر مختلفاً، لكننا لن نعرف ذلك مطلقاً، فقد أخذته الغارة في النصيرات.
أما الشاعرة ياسمين العابد، فخاطبت المنشد الشهيد: قبل يومين كنت تناشد العالم واليوم صرت شهيداً.. حسن هو الولد الوحيد لأهله.. "الله يصبّر أمه وأبوه".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 4 أيام
- جريدة الايام
"مملكة القصب" يوصل العراق إلى "كان": حكاية كعكة لعيد ميلاد الرئيس
كان - أ ف ب: بفضل "مملكة القصب"، الذي يُعرض ضمن فعاليات أسبوعَي المخرجين، نجح العراق أخيراً في الوصول إلى مهرجان كان السينمائي. ويتتبع هذا العمل الأول الواعد للمخرج حسن هادي المحاولات الشاقة المبذولة من فتاة صغيرة لتوفير المكونات اللازمة لصنع كعكة احتفاء بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين. وبحسب موقع "ديدلاين" الإعلامي المتخصص، فإن هذا الفيلم الذي يحمل بنسخته العالمية عنوان The President's Cake، "يتفوق بشكل كبير" على بعض الأفلام المنافسة على جائزة السعفة الذهبية، و"قد يمنح العراق أول ترشيح له لجوائز الأوسكار". يتتبع الفيلم قصة لمياء، وهي فتاة تبلغ 9 سنوات يختارها معلّموها لإعداد كعكة في الصف لمناسبة عيد ميلاد الرئيس صدام حسين. ولا مناص لهذه الطفلة من أداء هذه المهمة تحت طائلة الإبلاغ عنها للسلطات. وتدور أحداث "مملكة القصب" في أوائل تسعينيات القرن العشرين، عندما كان العراق خاضعاً لعقوبات اقتصادية صارمة فرضتها الأمم المتحدة بعد غزوه للكويت. وتكابد الفتاة وجدتها - اللتان تعيشان في مزرعة قصب بجنوب البلاد - لتوفير لقمة العيش. وبينما تنتقلان إلى المدينة، ومعهما ديك لمياء وما تبقى لهما من ممتلكات لبيعها بغية توفير ثمن المكونات باهظة الثمن اللازمة لصنع الكعكة، يستكشف الفيلم الواقع الاجتماعي في العراق خلال التسعينيات، والفساد المستشري في البلاد. لم تتح لحسن هادي فرصة تناول الحلوى في سنوات ما قبل المراهقة، وكان لا بدّ من انتظار رفع العقوبات عن العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وسقوط صدام حسين. ولعدم توفر السكر الأبيض والبيض، اضطر الأطفال العراقيون إلى الاكتفاء بتناول الكعك المصنوع من التمر المطحون، والذي كانت توضع عليه شمعة في بعض الأحيان. ويقول المخرج لوكالة فرانس برس: "عندما تكون طفلاً، تشعر بالحزن لعدم حصولك على كعكة عيد ميلادك، لكن عندما تكبر، تدرك ما كان على أهلك أن يمروا به لتأمين الطعام الذي تأكله". ويرى الرجل أن العقوبات "هدمت النسيج الأخلاقي للمجتمع" وأعادت البلاد "مئات السنين إلى الوراء"، قائلاً: "لا يتعلق الأمر بعائلتي فقط، بل بكل هؤلاء الناس الذين اضطروا حرفياً إلى بيع كل شيء"، حتى أن بعضهم باعوا "إطارات أبوابهم". ويعتبر هادي أن "العقوبات تقوّي الحكام المستبدين" لأنها تركز الموارد النادرة في أيديهم وتجعلهم "أكثر بطشاً". وصُوّر فيلم "مملكة القصب" بالكامل في العراق، ويجسد بصورة لافتة جمال منطقة المسطحات المائية القديمة في الأهوار جنوب العراق، والتي تُعتبر مهد الإنسانية والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2016. وتعمّد صدام حسين تجفيف المنطقة في تسعينيات القرن العشرين، في محاولة لإخراج المتمردين المختبئين بين القصب. لكن بعد الغزو الأميركي، فتحت السلطات الباب أمام تدفق المياه، ما سمح للأهوار بالازدهار مرة أخرى، رغم أنها أصبحت الآن مهددة بتغير المناخ. وقد اختار حسن هادي هذا الإطار جزئياً للتأكيد على حقيقة أن "الأهوار بقيت" بينما "صدام رحل". ولإعادة تجسيد العراق كما كان في ريعان شبابه، أولى المخرج وطاقمه اهتماماً كبيراً بالتفاصيل، فاستعانوا بملابس قديمة ولجؤوا إلى حلاق لقص الشعر والشوارب حتى للممثلين الثانويين. كما صوّروا مشهداً في مطعم صغير يقال إن صدام حسين نفسه كان يرتاده. ويجسد ممثلون غير محترفين دور العراقيين العاديين، تحت مراقبة أتباع الرئيس الموجودين في كل مكان، فيما تنتشر صوره على الملصقات والإطارات والجداريات. ويقول المخرج: إنه "أمر لا يُصدّق" أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع أنه يعتزم رفع العقوبات عن سورية، بعد أن أطاح المعارضون بقيادة الإسلاميين بالرئيس بشار الأسد نهاية العام الماضي. ويضيف: "لا أعتقد أن العقوبات ساعدت بأي شكل من الأشكال في التخلص من بشار، لكنها بلا شك عززت قدرته على قتل المزيد من الناس وتعذيب المزيد".


فلسطين أون لاين
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- فلسطين أون لاين
تأجيل بث وثائقي عن مسعفي غزة يثير أزمة جديدة لـ "بي بي سي".. ما القصة؟
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بممارسة "الرقابة السياسية" في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها لبث فيلم طلبت إنتاجه عن الأطباء الفلسطينيين العاملين في غزة. وجاء ذلك في رسالة مفتوحة وجّهها أكثر من 600 شخصية بارزة من عالم الفنون والإعلام إلى المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، تيم ديفي، يوم الاثنين، عبّروا فيها عن "قلقهم العميق" مما وصفوه بـ"الرقابة على الأصوات الفلسطينية"، مؤكدين أن الفيلم بات جاهزًا للبث منذ فبراير/شباط الماضي. ويحمل الفيلم عنوان "غزة: مسعفون تحت النار"، وقد أنتجه صناع أفلام مرشحون لجوائز الأوسكار والإيمي، وتناول شهادات من داخل القطاع عن الأوضاع التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي تحت القصف الإسرائيلي، بحسب الرسالة. ورغم حصول الفيلم على موافقة قانونية من محامي بي بي سي، فإنه لم يُعرض حتى الآن. وتقول تقارير إعلامية إن القرار جاء في أعقاب مراجعة داخلية تجريها الهيئة لفيلم وثائقي آخر بعنوان "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، والذي تعرض لانتقادات من السفارة الإسرائيلية في لندن ووزراء بريطانيين بسبب خلفية عائلية للراوي. وأكدت الرسالة أن تأجيل الفيلم الجديد يمثّل "إسكاتًا لأصوات المسعفين الذين يعملون في ظروف استثنائية"، وطالبت الهيئة بتحديد موعد بث واضح. ومن بين الموقعين على الرسالة المخرج البريطاني مايك لي، والممثلة سوزان ساراندون، إلى جانب نحو 130 من موظفي بي بي سي لم تُكشف أسماؤهم. وقالت شركة الإنتاج "بيسمنت فيلمز" إن الفيلم يحتوي على "شهادات لاذعة" من أطباء وعاملين صحيين وثقوا ما وصفوه بـ"استهداف البنية التحتية الصحية في غزة". في السياق ذاته، أصدرت حركة "العاملون الصحيون من أجل فلسطين"، وهي شبكة دولية من المهنيين الصحيين، بيانًا جاء فيه: 'المسعفون الذين ظهروا في هذا الفيلم شهدوا مقتل عدد من زملائهم، وخاطروا بحياتهم من أجل علاج الجرحى وتوثيق الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الصحية في غزة'. وأكد البيان أن 'منع عرض هذه القصص يمثل إسكاتًا لأصوات العاملين في الصفوف الأمامية، الذين يتعرضون يوميًا للموت، ليس فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب الصمت الإعلامي'. وفي تعليقها على الجدل، قالت بي بي سي في بيان: "هذا الفيلم الوثائقي عملٌ تقريريٌّ قوي، وسنبثه في أقرب وقتٍ ممكن. لقد اتخذنا قرارًا تحريريًا بعدم بثه مؤقتًا بينما نُجري مراجعةً جاريةً لفيلمٍ سابق". وتأتي هذه الانتقادات في ظل استمرار الجدل بشأن تغطية الإعلام الغربي للأحداث في غزة، إذ تتهم مؤسسات إعلامية كبرى، بينها بي بي سي، بعدم التوازن في تغطيتها للنزاع، خاصة فيما يتعلق بإبراز الروايات الفلسطينية. المصدر / ميدل ايست آي


فلسطين أون لاين
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- فلسطين أون لاين
حسن عياد.. "طفل غزة" الذي صرخ ضدَّ "الموت" و"الجوع" و"الهدم" حتى استشهاده
غزة/ محمد عيد "طعم الموت"، "الجوع"، "الهدم" صرخات أطلقها الطفل المنشد حسن علاء عياد (14 عامًا) طوال شهور حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، دون أن يسمع صرخاته أو نداءاته عربي أو أجنبي. أنشودة للحزن وأخرى للفرح وثالثة لأبطال المقاومة، هكذا طاف حسن برفقة والده علاء (39 عامًا) مخيمات النزوح والأحياء السكنية المدمرة، حتى المستشفيات ومراكز علاج الجرحى لينشدا بتناغم بين الأب وطفله لغزة الوحيدة الجريحة، ومحاولة لمداواة أناس تركوا وحيدين في مواجهة المقصلة الإسرائيلية. "بالطائرات إحنا ذقنا طعم الموت.. غارة برية وبحرية، سدوا المعابر بالجوع الناس تموت.. شنوا هالحرب النازية، والدبابات تظل تدمر حتى تفوت مناطق غزة الشرقية.. والبطل قاتل بالعبوة والبارود واستشهد جوّا الشجاعية (شرق مدينة غزة)"، كلمات أنشودة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على العاصمة اللبنانية عام 1982 كانت سببًا في شهرة الطفل ابن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ورغم الفارق الزمني بين تلك الحرب ونظيرتها المستمرة ضد غزة، إلا أن الأب وطفله أعادا ترتيب هذه الكلمات في محاولة لإسقاط ذات المشهد، هكذا يقول الوالد، الذي كانت أمنيته أن يرى طفله منشداً وطنياً وشابًا كبيرًا مشهورًا. "حاولت الاهتمام بحسن وصوته وتشجيعه لرسم الفرحة والبهجة في مخيمات النازحين والجرحى ومواساة أهالي الشهداء، ويوماً بعد آخر ذاع صيته.. هذا ما يريده أب لابنه". عُرف حسن بصوته العذب الذي عبّر عن معاناة الغزيين تحت الحصار والحرب، وانتشرت مقاطعه المصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أداها بين خيام النازحين والبيوت المهدمة. وقبل ذلك، كان الطفل الوحيد لوالديه من الذكور يجوب مع والده أزقة مخيم النصيرات كـ"مسحراتي" طوال شهر رمضان، ومنشداً مادحاً لأوصاف النبي الأعظم (عليه الصلاة والسلام). لم يكن "حسن" طفلاً عادياً، بحسب وصف الوالد الذي لم تتوقف دموعه خلال استقبال المواسين له، "بل كان صوتًا فلسطينيًا يرسم البهجة أحيانًا ويعكس الوجع والألم تارة أخرى .. لكن لم أتخيل يومًا أن يكون هو الوجع ذاته". "زفيني وافرحي فيني .. وإن فارقتك سامحيني يا يمّا يا يمّا.. يا يمّا جيتك شهيد بثوب جديد"، هذا ما غنّى له "حسن" ذات يوم في إحدى المقاطع المصورة دون أن يعلم أن غدًا سيكون قريبًا. كان يحاول أن يسمع صوت غزة المدمرة للعالم: "نشدنا بصوتنا الجميل، صرخنا بأعلى صوتنا، حتى قتل صاروخ إسرائيلي ابني .. دون أن يسمع صوتنا أحد!". "حسن قطعة من القلب، قطعة من الروح، صديق وسند"، بكلمات متقطعة مع دموع البكاء يسترسل الأب المكلوم بمدح طفله الذي رافقه في جميع مهامه الانشادية والحياتية. حتى يوم رحيله كانا معًا، وتحديدًا مساء الاثنين من هذا الأسبوع، حينما عادا من مهمة انشادية في أحد مخيمات النزوح جنوب القطاع، حتى عادا إلى النصيرات من مدخلها الغربي (طريق البحر)، وأثناء سيرهما على "تبة النويري" فتك صاروخ من طائرة مسيرة إسرائيلية بمركبة (توكتك) ليرتقي ثمانية شهداء، من بينهم "الطفل المنشد" الذي ارتقى حينها "من شدة ضغط" الصاروخ. صرخ وقتها "علاء" من هول المشهد دون أن يعلم أن هذا الصاروخ سرق منه طفله الوحيد وقطعة روحه، حتى وصلا معًا في مركبة لمستشفى العودة ليخبره الأطباء أن "حسن شهيد"، ليعود مرة أخرى للصراخ والبكاء. سكت "صوت غزة"، وسكت أحد الصوتين ليكمل "علاء" ذات المسيرة في تشييع جثمان نجله مرددًا بين المشيعين: "زفوا حسن لأمه .. حب الأقصى بجري في دمه". البكاء والحزن لم يعتصر قلب الزوج وزوجته، بل إن "رحيل حسن" أوجع محبيه ومتابعيه، وعبر عن ذلك الشاب إبراهيم الحاج الذي كتب على صفحته في "فيسبوك": "من من أبناء المخيم وأهله لم يستيقظ للسحور في ليالي رمضان على صوت (علاء) وابنه حسن؟، هو نفسه ابن جيراننا الذي كان يصحو فجراً مع والده يجوب شوارع المخيم كمسحراتي، ظل يتسلل بين الأزقة والمستشفيات ومآوي النازحين يصدح في وجه الموت!". وكتبت الصحفية يافا أبو عكر: "ارتقى الآن حسن عياد الطفل الذي غنى لغزة وبيروت ووجعهما، الذي رسم البسمة على وجوهنا انخطف من بيننا .. الذي حلم ما عاد يحلم صار حلم". هذا الحلم عبر عنه والده الطفل الشهيد خاتمًا: "لقد مات الحلم ومات الأمل وماتت الحياة من بعدك يا حسن!" معاهدًا نفسه بمواصلة الصراخ "ضد الموت"، "ضد الجوع"، "ضد الدمار" حتى تتوقف حرب الإبادة على غزة التي فتكت بـ 16 ألف شهيد من الأطفال. المصدر / فلسطين أون لاين