
تأجيل بث وثائقي عن مسعفي غزة يثير أزمة جديدة لـ "بي بي سي".. ما القصة؟
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين
اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بممارسة "الرقابة السياسية" في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها لبث فيلم طلبت إنتاجه عن الأطباء الفلسطينيين العاملين في غزة.
وجاء ذلك في رسالة مفتوحة وجّهها أكثر من 600 شخصية بارزة من عالم الفنون والإعلام إلى المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، تيم ديفي، يوم الاثنين، عبّروا فيها عن "قلقهم العميق" مما وصفوه بـ"الرقابة على الأصوات الفلسطينية"، مؤكدين أن الفيلم بات جاهزًا للبث منذ فبراير/شباط الماضي.
ويحمل الفيلم عنوان "غزة: مسعفون تحت النار"، وقد أنتجه صناع أفلام مرشحون لجوائز الأوسكار والإيمي، وتناول شهادات من داخل القطاع عن الأوضاع التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي تحت القصف الإسرائيلي، بحسب الرسالة.
ورغم حصول الفيلم على موافقة قانونية من محامي بي بي سي، فإنه لم يُعرض حتى الآن. وتقول تقارير إعلامية إن القرار جاء في أعقاب مراجعة داخلية تجريها الهيئة لفيلم وثائقي آخر بعنوان "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، والذي تعرض لانتقادات من السفارة الإسرائيلية في لندن ووزراء بريطانيين بسبب خلفية عائلية للراوي.
وأكدت الرسالة أن تأجيل الفيلم الجديد يمثّل "إسكاتًا لأصوات المسعفين الذين يعملون في ظروف استثنائية"، وطالبت الهيئة بتحديد موعد بث واضح. ومن بين الموقعين على الرسالة المخرج البريطاني مايك لي، والممثلة سوزان ساراندون، إلى جانب نحو 130 من موظفي بي بي سي لم تُكشف أسماؤهم.
وقالت شركة الإنتاج "بيسمنت فيلمز" إن الفيلم يحتوي على "شهادات لاذعة" من أطباء وعاملين صحيين وثقوا ما وصفوه بـ"استهداف البنية التحتية الصحية في غزة".
في السياق ذاته، أصدرت حركة "العاملون الصحيون من أجل فلسطين"، وهي شبكة دولية من المهنيين الصحيين، بيانًا جاء فيه: 'المسعفون الذين ظهروا في هذا الفيلم شهدوا مقتل عدد من زملائهم، وخاطروا بحياتهم من أجل علاج الجرحى وتوثيق الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الصحية في غزة'.
وأكد البيان أن 'منع عرض هذه القصص يمثل إسكاتًا لأصوات العاملين في الصفوف الأمامية، الذين يتعرضون يوميًا للموت، ليس فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب الصمت الإعلامي'.
وفي تعليقها على الجدل، قالت بي بي سي في بيان: "هذا الفيلم الوثائقي عملٌ تقريريٌّ قوي، وسنبثه في أقرب وقتٍ ممكن. لقد اتخذنا قرارًا تحريريًا بعدم بثه مؤقتًا بينما نُجري مراجعةً جاريةً لفيلمٍ سابق".
وتأتي هذه الانتقادات في ظل استمرار الجدل بشأن تغطية الإعلام الغربي للأحداث في غزة، إذ تتهم مؤسسات إعلامية كبرى، بينها بي بي سي، بعدم التوازن في تغطيتها للنزاع، خاصة فيما يتعلق بإبراز الروايات الفلسطينية.
المصدر / ميدل ايست آي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 5 ساعات
- جريدة الايام
"مملكة القصب" يوصل العراق إلى "كان": حكاية كعكة لعيد ميلاد الرئيس
كان - أ ف ب: بفضل "مملكة القصب"، الذي يُعرض ضمن فعاليات أسبوعَي المخرجين، نجح العراق أخيراً في الوصول إلى مهرجان كان السينمائي. ويتتبع هذا العمل الأول الواعد للمخرج حسن هادي المحاولات الشاقة المبذولة من فتاة صغيرة لتوفير المكونات اللازمة لصنع كعكة احتفاء بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين. وبحسب موقع "ديدلاين" الإعلامي المتخصص، فإن هذا الفيلم الذي يحمل بنسخته العالمية عنوان The President's Cake، "يتفوق بشكل كبير" على بعض الأفلام المنافسة على جائزة السعفة الذهبية، و"قد يمنح العراق أول ترشيح له لجوائز الأوسكار". يتتبع الفيلم قصة لمياء، وهي فتاة تبلغ 9 سنوات يختارها معلّموها لإعداد كعكة في الصف لمناسبة عيد ميلاد الرئيس صدام حسين. ولا مناص لهذه الطفلة من أداء هذه المهمة تحت طائلة الإبلاغ عنها للسلطات. وتدور أحداث "مملكة القصب" في أوائل تسعينيات القرن العشرين، عندما كان العراق خاضعاً لعقوبات اقتصادية صارمة فرضتها الأمم المتحدة بعد غزوه للكويت. وتكابد الفتاة وجدتها - اللتان تعيشان في مزرعة قصب بجنوب البلاد - لتوفير لقمة العيش. وبينما تنتقلان إلى المدينة، ومعهما ديك لمياء وما تبقى لهما من ممتلكات لبيعها بغية توفير ثمن المكونات باهظة الثمن اللازمة لصنع الكعكة، يستكشف الفيلم الواقع الاجتماعي في العراق خلال التسعينيات، والفساد المستشري في البلاد. لم تتح لحسن هادي فرصة تناول الحلوى في سنوات ما قبل المراهقة، وكان لا بدّ من انتظار رفع العقوبات عن العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وسقوط صدام حسين. ولعدم توفر السكر الأبيض والبيض، اضطر الأطفال العراقيون إلى الاكتفاء بتناول الكعك المصنوع من التمر المطحون، والذي كانت توضع عليه شمعة في بعض الأحيان. ويقول المخرج لوكالة فرانس برس: "عندما تكون طفلاً، تشعر بالحزن لعدم حصولك على كعكة عيد ميلادك، لكن عندما تكبر، تدرك ما كان على أهلك أن يمروا به لتأمين الطعام الذي تأكله". ويرى الرجل أن العقوبات "هدمت النسيج الأخلاقي للمجتمع" وأعادت البلاد "مئات السنين إلى الوراء"، قائلاً: "لا يتعلق الأمر بعائلتي فقط، بل بكل هؤلاء الناس الذين اضطروا حرفياً إلى بيع كل شيء"، حتى أن بعضهم باعوا "إطارات أبوابهم". ويعتبر هادي أن "العقوبات تقوّي الحكام المستبدين" لأنها تركز الموارد النادرة في أيديهم وتجعلهم "أكثر بطشاً". وصُوّر فيلم "مملكة القصب" بالكامل في العراق، ويجسد بصورة لافتة جمال منطقة المسطحات المائية القديمة في الأهوار جنوب العراق، والتي تُعتبر مهد الإنسانية والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2016. وتعمّد صدام حسين تجفيف المنطقة في تسعينيات القرن العشرين، في محاولة لإخراج المتمردين المختبئين بين القصب. لكن بعد الغزو الأميركي، فتحت السلطات الباب أمام تدفق المياه، ما سمح للأهوار بالازدهار مرة أخرى، رغم أنها أصبحت الآن مهددة بتغير المناخ. وقد اختار حسن هادي هذا الإطار جزئياً للتأكيد على حقيقة أن "الأهوار بقيت" بينما "صدام رحل". ولإعادة تجسيد العراق كما كان في ريعان شبابه، أولى المخرج وطاقمه اهتماماً كبيراً بالتفاصيل، فاستعانوا بملابس قديمة ولجؤوا إلى حلاق لقص الشعر والشوارب حتى للممثلين الثانويين. كما صوّروا مشهداً في مطعم صغير يقال إن صدام حسين نفسه كان يرتاده. ويجسد ممثلون غير محترفين دور العراقيين العاديين، تحت مراقبة أتباع الرئيس الموجودين في كل مكان، فيما تنتشر صوره على الملصقات والإطارات والجداريات. ويقول المخرج: إنه "أمر لا يُصدّق" أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع أنه يعتزم رفع العقوبات عن سورية، بعد أن أطاح المعارضون بقيادة الإسلاميين بالرئيس بشار الأسد نهاية العام الماضي. ويضيف: "لا أعتقد أن العقوبات ساعدت بأي شكل من الأشكال في التخلص من بشار، لكنها بلا شك عززت قدرته على قتل المزيد من الناس وتعذيب المزيد".


جريدة الايام
منذ 13 ساعات
- جريدة الايام
"بي بي سي" تعاقب "لينيكر" بالاستغناء ردّاً على منشور مؤيّد لفلسطين
لندن - د ب أ: أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس، الاستغناء عن خدمات الإعلامي البارز، جاري لينيكر، نجم منتخب إنكلترا السابق. وقال تيم ديفي المدير العام لـ"بي بي سي": "لقد اعترف جاري بالخطأ الذي ارتكبه، لذا اتفقنا سوياً على عدم تقديمه المزيد من البرامج بعد نهاية الموسم الجاري، وذلك بعدما كان صوتاً بارزاً للشبكة على مدار أكثر من عقدين، ونود أن نشكره على مساهمته". وقال لينيكر في بيان رسمي: "كرة القدم كانت أساساً لحياتي سواء داخل الملعب أو في أستوديوهات التحليل، وكنت أهتم بها كثيراً وبعملي مع بي بي سي على مدار سنوات طويلة، ولن أكرر ما فعلته بنشر أي شيء معاد للسامية، لأنه أمر يتعارض مع مبادئي". وأضاف أيضاً: "أكرر اعتذاري وأسفي الشديد مجدداً، وأقر بالخطأ الذي ارتكبته وبالانزعاج الذي تسببت به". وكانت تقارير صحافية ذكرت، صباح أمس، أنه من المتوقع أن يعلن النجم الإنكليزي جاري لينيكر رحيله عن تقديم برنامج "ماتش أوف ذا داي" واستقالته من شبكة "بي بي سي"، ولن يكون متواجداً في تغطية هيئة الإذاعة البريطانية لكأس العالم لكرة القدم 2026. ذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن لينيكر (64 عاماً) يقدم هذا البرنامج منذ عام 1999 خلفاً لديس لينام، وأعلن أنه سيستقيل من "بي بي سي" في 2024. وأضافت أيضاً: إن هناك توقعات وفقاً لمصادر من الشبكة الإذاعية بأن لينيكر سيعلن رحيله، وسط ما يتردد بأن مسؤولي "بي بي سي" يعتبرون موقفه غير مقبول. ونقلت صحيفة (صن) عن مصدر قوله: "إنها نهاية مأساوية لمسيرة إذاعية مذهلة". ويأتي رحيل لينيكر بعد اعتذاره عن مشاركة منشور من مجموعة مؤيدة لفلسطين ثم حذفه من حسابه الرسمي على "إنستغرام"، وكان مرفقاً بالمنشور صورة فأر، ليتم اتهام النجم الإنكليزي بمعاداة السامية. وأضافت صحيفة (صن): إنه من المتوقع أن يقدم لينيكر مهاجم برشلونة وتوتنهام وأفيرتون السابق آخر مباراة له يوم الأحد المقبل، ولن يظهر في تغطية مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وتعرض لينيكر للإيقاف مؤقتاً عن العمل في "بي بي سي" خلال آذار 2023 بسبب تعليقات أدلى بها وسط جدل حول الحيادية وانتقاد سياسات الحكومة الجديدة بشأن اللجوء. ووقع لينيكر ضمن 500 شخصية بارزة على رسالة مفتوحة في شباط الماضي تطالب "بي بي سي" بإعادة بث فيلم وثائقي بعنوان "غزة.. كيف تنجو من منطقة حرب"، وذلك عبر منصة "بي بي سي آي بلاير". وأعلن النجم الإنجليزي، في تشرين الثاني 2024، أنه لن يقدم برنامج "ماتش أوف ذا دي" بنهاية الموسم الجاري، لكن سيكون متواجداً في تغطية كأس العالم وكأس الاتحاد الإنكليزي.


فلسطين أون لاين
منذ 7 أيام
- فلسطين أون لاين
تأجيل بث وثائقي عن مسعفي غزة يثير أزمة جديدة لـ "بي بي سي".. ما القصة؟
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين اتُهمت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بممارسة "الرقابة السياسية" في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها لبث فيلم طلبت إنتاجه عن الأطباء الفلسطينيين العاملين في غزة. وجاء ذلك في رسالة مفتوحة وجّهها أكثر من 600 شخصية بارزة من عالم الفنون والإعلام إلى المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، تيم ديفي، يوم الاثنين، عبّروا فيها عن "قلقهم العميق" مما وصفوه بـ"الرقابة على الأصوات الفلسطينية"، مؤكدين أن الفيلم بات جاهزًا للبث منذ فبراير/شباط الماضي. ويحمل الفيلم عنوان "غزة: مسعفون تحت النار"، وقد أنتجه صناع أفلام مرشحون لجوائز الأوسكار والإيمي، وتناول شهادات من داخل القطاع عن الأوضاع التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي تحت القصف الإسرائيلي، بحسب الرسالة. ورغم حصول الفيلم على موافقة قانونية من محامي بي بي سي، فإنه لم يُعرض حتى الآن. وتقول تقارير إعلامية إن القرار جاء في أعقاب مراجعة داخلية تجريها الهيئة لفيلم وثائقي آخر بعنوان "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، والذي تعرض لانتقادات من السفارة الإسرائيلية في لندن ووزراء بريطانيين بسبب خلفية عائلية للراوي. وأكدت الرسالة أن تأجيل الفيلم الجديد يمثّل "إسكاتًا لأصوات المسعفين الذين يعملون في ظروف استثنائية"، وطالبت الهيئة بتحديد موعد بث واضح. ومن بين الموقعين على الرسالة المخرج البريطاني مايك لي، والممثلة سوزان ساراندون، إلى جانب نحو 130 من موظفي بي بي سي لم تُكشف أسماؤهم. وقالت شركة الإنتاج "بيسمنت فيلمز" إن الفيلم يحتوي على "شهادات لاذعة" من أطباء وعاملين صحيين وثقوا ما وصفوه بـ"استهداف البنية التحتية الصحية في غزة". في السياق ذاته، أصدرت حركة "العاملون الصحيون من أجل فلسطين"، وهي شبكة دولية من المهنيين الصحيين، بيانًا جاء فيه: 'المسعفون الذين ظهروا في هذا الفيلم شهدوا مقتل عدد من زملائهم، وخاطروا بحياتهم من أجل علاج الجرحى وتوثيق الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الصحية في غزة'. وأكد البيان أن 'منع عرض هذه القصص يمثل إسكاتًا لأصوات العاملين في الصفوف الأمامية، الذين يتعرضون يوميًا للموت، ليس فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب الصمت الإعلامي'. وفي تعليقها على الجدل، قالت بي بي سي في بيان: "هذا الفيلم الوثائقي عملٌ تقريريٌّ قوي، وسنبثه في أقرب وقتٍ ممكن. لقد اتخذنا قرارًا تحريريًا بعدم بثه مؤقتًا بينما نُجري مراجعةً جاريةً لفيلمٍ سابق". وتأتي هذه الانتقادات في ظل استمرار الجدل بشأن تغطية الإعلام الغربي للأحداث في غزة، إذ تتهم مؤسسات إعلامية كبرى، بينها بي بي سي، بعدم التوازن في تغطيتها للنزاع، خاصة فيما يتعلق بإبراز الروايات الفلسطينية. المصدر / ميدل ايست آي