logo
#

أحدث الأخبار مع #تيمورلنك

جائزة «نوبل» للطائرات المسيَّرة
جائزة «نوبل» للطائرات المسيَّرة

الجمهورية

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجمهورية

جائزة «نوبل» للطائرات المسيَّرة

يقول الفيلسوف الألماني «هيغل»: «تندلع الحروب عندما تكون ضرورية، ثمّ تنمو المواسم من جديد وتتوقّف الألسنة عن الثرثرة أمام جدّيـةِ التاريخ» (1). ولكنّ الحروب، ولا سيّما في منطقة الشرق الأوسط، تندلع، ويندلع معها التاريخ، وتندلع المواسم، كأنما الله قد صبَّ غضبَهُ على هذه المنطقة بما يشبه الطوفان. قبل نشوء المنظمات الدولية: الأمم المتحدة (1945)، شرعة حقوق الإنسان (1948)، مجلس الأمن الذي يُعتبر «المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليَّين»، كانت الدولُ كما القبائل، تحلّ الصراعات فيما بينها بالغزو الدموي. تصَّوروا أبرز مشاهدها التاريخية في الشرق العربي: جيش المغول يدخل بغداد 1258 بقيادة «هولاكو» يدمّر معالمها الحضارية، يغرق في نهر دجلـة دماء الملايين من البشر «ودماء» الملايين من الكتُب، حتى قال المؤرّخ «إبن الأثير»: «إنّ العالم منذ أنْ خُلِقَ آدم وحواء لم يشهد مثل هذه المجازر». وها هو تيمورلنك في المقابل، يغزو دمشق (1400)، يفرش الأرضَ بالجثث، يحرق المدينة والمسجد الأموي، يبني الأبراج والمآذن بالجماجم، على ما يذكر «إبن أياس»، والغريب أنَّ تيمورلنك كما يقول المؤرّخون، كان متديِّناً، وكان يحمل مع جيشه مسجداً متحرّكاً ليؤدّي فيه الصلاة. بعد نشوء المرجعيات والمنظمات الدولية المعنية بالسلام العالمي وحقوق الإنسان، ماذا تغيّر في هذا العالم عمّا كان من مجازر في عهد المغول. المشكلة في أنّ هذه المرجعيات وفي طليعتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن أصبحت محكومةً من جبابرة الدول الكبرى. والمشكلة الثانية: في هذا الإنخفاض الذريع في مستوى قيادات الدول الكبرى التي تحتكر قرار الحرب وقرار السلم. حين كانت مثلاً، معاهدة «يالطا» للسلام في أعقاب الحرب العالمية الثانية 1945 موقَّعة من: الولايات المتحدة بزعامة «روزفلت»، والإتحاد السوفياتي بزعامة ستالين، وبريطانيا بزعامة تشرشل. تصوّروا اليوم كيف انحدر مستوى الزعامات الدولية إلى مجاهل القرون الوسطى، فانخرط معها العالم في الحشود العسكرية الخاضعة لنظام الإرهاب. وحين أصبحت القوانين والعلائق الدولية محكومةً بحكم الميادين، فإذا الحرب تصنع الدولة والدولة تصنع الحرب، أصبحت المحافظة على الوجود الكياني والإنساني مرتبطة بالتفوق العسكري المسلّح. من هنا، برزت تلك الجنيّة الساحرة التي اسمها الطائرات المسيَّرة، فراحت تشكِّل تنافساً محموماً بين الدول، تُخصَّصُ لها كبرى الموازنات على حساب شؤون الحياة ومعيشة الإنسانية المعذَّبة. هذه المسيّرات: تخفّف أعباء الحروب الباهظة، تحول دون المواجهة الكلاسيكية المباشرة بين الجيوش، تحقّق أهداف الحرب بالإغتيالات، تشكّل توازناً نسبيّاً في القدرة القتالية بين الدول الكبرى والصغرى، كما هي الحال بين روسيا وأوكرانيا، فهي إذاً تستحقّ جائزة «نوبل للحرب» ولا تستبشروا بعد ذلك مع «هيغل» «بأنّ الحروب تتوقَّف مع جدّية التاريخ». مع سقوط المواثيق الدولية، لا يبقى إلاّ الرجوع إلى رحاب الله خلاصاً... إلى رحاب الله الذي فوق، وليس الله الذي حمله تيمورلنك في مسجد متحرّك إلى الشام، وليس الله الذي يؤْمنُ به اليهود قائداً عسكرياً لتحقيق انتصاراتهم على الشعوب، وليس الله الذي تجنّده التنظيمات الإرهابية جندياً معها في القتال. وحدَه اكتشاف الله الذي انطفأ نورُه في أعماق أُلوهيَّةِ السلاطين، هو القادر على تحقيق السلام لبني البشر. يقول أرسطو «إذا كان الله غير موجود فعلينا اكتشاف الله كي لا يفقد الناسُ عقولهم»، وليس الجنون هو الوسيلة الفضلى لاكتشاف الله.

فضائيّات الحابل والنّابل
فضائيّات الحابل والنّابل

الدستور

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

فضائيّات الحابل والنّابل

محمَّد سلَّام جميعان الذاتُ العربيةُ الآن جريحة كليمة، متأثِّمة، قَلِقة ومُحبَطَة، وعاجزة عن التكيُّف مع حضارة الأقوياء ومع العنف الذي يرسم لوحةً سوريالية للموت المجّانيّ وبقايا الجثث التي تحوم فوقها الغربان إنَّها ذات مرسومة على شاشات البث الفضائي، وسائمة في حقول الصورة، تطارد جراد الألوان الصاخبة؛ وإذ ترى في الفواصل الدعائيّة، الفاتناتِ، بأوصافهن الواردة في معلَّقة الأعشى، تتذكر إبليس والثعبان والتفاحة، وإذ ترى القبور والشواهد تتذكَّر قابيل، وتلوح لها سيماء تيمورلنك وهولاكو... ولأنَّ الذات العربيَّة الجريحة بـ «أيّام العرب» المعاصرة، تكره الصمت ونُباح الكلاب، فإنَّها تلوذ بأضعف الإيمان، وتُصغي إلى البرمائيين في نصائحهم التي تقود إلى الاستبداد الذي عناه الكواكبي بقوله في طبائع الاستبداد: (تضافرت آراء أكثر العلماء الناظرين في التاريخ الطبيعي للأديان على أن الاسـتبداد السـياسي متولّد من الاستبداد الديني... بينهما رابطة الحاجة على التعاون لتذليل الإنسان). وهكذا تبحث الذات العربية عن ذاتها المتخيَّلة في الصورة، تتغذَّى بمنتوجاتها. والعلاقة بين الجمهور والصورة تتعدّى التسلوية والتّلهي إلى حدّ الغرق التام في تفاصيلها، وتطابقه وتماهيه معها، والتذاذه بها. لم تستطع الذات العربية النكوصية الارتداديَّة استصدار تقرير طبّي أو فرمان قانوني يحمي شَبكيَّتها من عمى الألوان، ويحفظ عقلها من القُبَل والعمائم والتوابل ونكهات المطبخ الحديث، ووصفات الكهانة التي ستشفي الحارث بن حلّزة اليشكري من داء البَرَص، وتُحصّن غمّازة الخدِّ من الحسد... الكلُّ مبتهجٌ بالصورة: المُصوِّر والمُخرِج والمُشاهِد، ولا أحدَ يصيحُ: « قرِّبا مربط النعامة منّي... «كما صاح المهلهل حين قُتل ابنه. (فالعين) لم تعد تفيض بالدمع، وليست هي جهاز الإبصار، فقد حوَّلتها الصورة إلى حرفٍ استهلَّ به الفراهيدي مُعجمه الشهير «معجم العين»، ولا داعي لاستذكار (عين جالوت) فقطز مُدرجٌ على لائحة الإرهاب وحسبُ المُشاهِد «عيون المها بين الرصافة والجسر» لأنَّ عين المشاهِد العربي غدت أصغر من عيون الشرق آسيويين . إنَّه الاستبداد الجديد الذي دعا الذات العربية إلى أن تكون منشغلة بحريتها المفصَّلة بمقاييس فساتين هيفاء وأليسّا.. حرِّية مزركشة كفساتين بنات الغجر.. حرّية تُغيّر وظيفة اليد من رافعة لراية الوطن وعازفة على أوتار الآلات الموسيقية غِبطةً بالحياة، إلى ممسكة «بالريموت» مشبعة بِمَهمَّة قصّاصي الأثر، ليس طلباً للثقافة والوعي، بل إمعاناً في الرضوخ والاسترخاء أمام الاستبداد الجديد، فاستنشـاق حرية العـالم الحرّ يجب أن تكون من النوافذ بحسب تعليمـات «الباب العالي» و»الصدر الأعظم» . وإذا كان الاستبداد في القديم « يسلب الحرية والوعي»، فإنَّ الاستبداد الجديد « يزيّف الحريّة والوعي» ويُنادي الذات العربية المنصدِعة، التي تكاثرت عليها القواهر والمستلِبات: تعاليْ إلى دواء الإرهاق والحرمان والقلق والجوع وعواصف الأخبار، وعنتريات امرىء القيس في طلب ثأر أبيه، وفخر ابن كلثوم بالصبيّ المفطوم الذي تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا... نَم الآنَ على إيقاع جديد.. لدينا الحلّ، فقيس بن الملوّح الذي أحبّ ليلى ولم يحظ بها سنزوجه منها زواجاً عرفياً ريثما تهدأ الأحوال (برامج التعارف والبحث عن شريك)، وجوع أبي الشمقمق سنداويه بالوجبات السريعة (برامج الطبخ).. حتى الزوجات غير المستويات التضاريس يجدن لدينا ما لم تجده ولّادة بنت المستكفي في بيت أبيها (برامج الريجيم)... لا تخش (الدكتاتور) فالصاحب بن عبّاد في سجن أغمات مسجون، فقد درست دولة الأدارسة والأغالبة ولا غالب إلّا الله. لا تصدِّق الكواكبي حين يقول: (أقبح أنواع الاستبداد، استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل، ويسمّى استبداد المرء على نفسه). فهذا لغو لا يساوي أرخص أنواع السجائر.. سنريك سحرَة فرعون وهم يفكّون الطلاسم وسيقرأون عليك من آيات الله البيّنات ما يحلّ العقد ويكفيك شرّ حاسد إذا حسد (برامج العلاج والرقى). قُلْ أعوذ بربّ الفلق واخفض توترك الصِّراعيّ مع اللقمة والسلطة والطبيعة، فلدينا من هو أمهر من (ابن سيرين) في تفسير تضغيثات الأحلام والتخريف النفسي، فإذا رأيتَ في منامك قِرداً يقشّر الموز فهذا إيذان بانسحاب القوات الأمريكية وحلول السلام في الشرق الأوسط، وإذا رأيتِ يا أختي في منامِك قطّاً سيامياً فهذا يعني انتهاء عقد عمل خادمتك السيرلانكية، (وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً): ... شرق أوسط جديد مليء (باعتذارات النابغة) عن عداء السّاميَّة والبغضاء والكراهيات والمسوغات البذيئة للوقوع في شباك غواية الحرب والاستنارة والرفض والغثيان الروحي تحت سماء بلا أديان، حتى يغدو من الاستقباح والاستبشاع أن تقول (لا) للغباء المتفوِّق .. لن تصبح مفاهيمك التاريخية خاضعة للحرب الإعلامية التي يتحدَّث عنها وفيها خبراء في شؤون القارات الخمس!.. سنكون على درجة عظيمة من تحريف الحقيقة الحرّة! هذا هو قَدرُك الذي لا تستطيع الفكاك منه كالجوع والشيخوخة والموت، وما تبقّى من بلادات وتفاهات وأوبئة صرت محكوماً لها بحكم منطق وجودك. فالإحساس بالانغلاب والانقهار أمام الآخر يولِّد هوان الاعتبارات الذاتية، فالقواهر الخارجية تضاعف من الإِعْنات أمام القواهر الداخلية، فتُكثِرُ الشخصيةُ المستَلَبةُ والمستَبدُّ بها من الاجترار والاستكئاب: طلب الكآبة، والاستحزان، لأنَّ صورة الحاضر غير ناصعة، وغير بهيّة، فتدخل الذات عندئذ في لحظة انبهار، تُخفِت من حدَّة التوتر الصراعيّ النازفِ من كراماتٍ مجروحة، بفعل الضوابط الاجتماعية الكابحة أو القهر السياسي الرادع للحرية، أو الانحرافات في الوجدان الديني الآيل بالذات إلى عنف ضد ذاتها وضد الآخر، سبيلاً إلى الخروج من القلق والإثم والانجراح، وهو ما يسعى إليه ويوفِّره الاستبداد الجديد، حيث يتواطأ الديني والسياسي ويتقاسمان المهمات (فالمتن) للسياسي و(الحاشية) للفقيه المرسِّخ لمفهوم التبعية والطاعة، والناهز بمهمة التطويع والترويض من خلال النأي بـ(السياسة الشرعية) خارج السياق الأُحدوثي لخطابه، والاكتفاء – من ثم – بالشَّكلانية والتفريعات الصُّغْرَويّة، وتعزيز فكرة الخلاص الفردي، والتنافي والتنافر مع فكرة الخلاص الجماعي أو الاهتمام بالحرية والتفكُّر الحرّ، وتكريس فكرة الموت والحياة الأُخروية، والقناعة بالقليل والتّشظُّف والزهد،... وباختصار شديد: يسعى فقهاء الفضائيات إلى تفكيك العلاقة بين اللقمة والسلطة والمجتمع، وسجن المستمعين والمشاهدين في تصورات مثالية، قوامها الانشغال فحسب بحياة ما بعد الموت، نأياً بالجمهور عن الواقع أو التفكّر الحرّ في واقعه المعصوف بكُبْرَيات القضايا والأزمات. أما مفسرو الأحلام في الفضائيات، فيُسهمون في تكريس غايات الاستبداد الجديد بإلجاء جمهور الحالمين إلى الأحجبة والطلسمات الغيبية، وحرف الحلم وتأويله بعيداً عن واقعته الموضوعية، بجعل الأحلام المؤوّلة وسيلة للتكيف مع واقع الاستبداد الجديد، عن طريق تحويل الأُزعومات إلى اعتقادات، واللعب على فكرة التأويل بالضد. إنَّ إخراج المنامات من اللاوعي إلى الواقع وتحويلها من كونها هواجس مهموسة للباطن إلى حقائق مُسْتَعلَنة للخارج هو احتيال على الطاقة الحرة للإنسان في رفض واقعه، ومن ثم تدجين الإنسان/ صاحب الحلم، وإلجائه إلى الإيمان الوهمي بما ستؤول إليه حياته من بعد. فمؤولو الأحلام الفضائيون يتقصّدون إزاحة العوامل البيئية من تأويلاتهم، ويدعون مستفسريهم إلى عدم إتخام المعدة، وهذه في حد ذاتها عولمة اقتصادية للحلم، قوامها الاحتيال على لقمة المواطن المقهور والمنغلِب، وحقه في العيش الكريم، وتكمن أبعاد هذا الأمر في تقسيم الموائد إلى أطعمة أثرياء وأطعمة فقراء. وبتلقائية وعفوية صارخة ضاجّة ومحتجَّة تنطلق الذات المقهورة بجموح غادِر لذاتها في البحث عن الإشباع الجنسي. واللافت أن الكتب التي عنيت بالجنس في التاريخ العربي انولدت في عصور الانقهار العربي والاستبداد الأجنبيّ حيث الجنس يصير تعويضاً عن خسارات السلطة والاقتصاد والجاه الاجتماعي، وتعويضاً عن فقدان الأمن والطمأنينة، والليلةُ هذهِ تُشبهُ البارحة تلك، في النزوع إلى الخلاص من سلطة الانقهار، وها هي فضائيات الاستبداد الجديد تحقق غاية الاستبداد في كافة عصوره كما أشار إليه الكواكبي (الاستبداد تصرّف فرد أو جمع في حقوق قومٍ بالمشيئة وبلا خوفِ تبعة).

مذبحة الشيعة في لبنان؟؟
مذبحة الشيعة في لبنان؟؟

الديار

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الديار

مذبحة الشيعة في لبنان؟؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قد يكون علينا الاعتذار من هولاكو لما ارتكبه من فظاعات في العراق. مؤرخ الدولة العباسية موفق سالم الجوادي قال "ان الطرقات، والميادين، فاضت بدماء الرجال والنساء والأطفال. وكان البعض يعتصمون على سطوح منازلهم، فيلحق بهم الجنود ويذبحونهم، لتجري الميازيب بدمهم". الاعتذار لأن ما فعله العراقيون بالعراقيين أشد هولاً مما فعله الغزاة المغول. وقد يكون علينا الاعتذار من تيمورلنك لما ارتكبه من فظاعات في سورية. قال ابن اياس، في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" عن حلب، لم يكن أمام المارة الا أن يطؤوا على الجثث "حتى قيل إنه بنى من رؤوس القتلى عشر مآذن". أما حين فتح دمشق "أحرق الجامع الأموي، وذبح سكانها جميعا، باستثناء الحرفيين والمهرة الذين نقلهم الى سمرقند لتزيينها واعمارها". الاعتذار لآن ما فعله، ويفعله، السوريون بالسوريين، يتعدى بكثير ما فعله القائد الأعرج. نعرف من هو، وما هو، أحمد الشرع، الذي يتعامل معه العرب والغرب على أنه بطل من أبطال التحرير والديموقراطية، منذ أن كان رجاله على السفوح الشرقية يدفنون جنودنا وهم أحياء. ولو تسنى لهم النزول الى المدن والقرى لتحولت الى مقابر. لكن الرجل نزع العمامة الأفغانية، وأحل محلها الطربوش العثماني، ليعد السوريين بجمهورية أفلاطون، ولكن بتكشيرة الحجاج بن يوسف. هل تغيير غطاء الرأس يعني تغيير الرأس؟ لا أثر لرجاله (الأشاوس) في الجنوب السوري. يعلم أنه اذا ما بعث بواحد منهم الى هناك لما بقي للحظة في "قصر الشعب". لا رصاصة، ولا كلمة، في وجه من يقضمون الأرض السورية. قضيته الآن مطاردة "فلول النظام"، وازالتهم وعائلاتهم من الوجود. هذا هو الاسلام السياسي الذي تجلى في "ابهى" صوره في الجزائر حين كان رجال "الجبهة الاسلامية للانقاذ" يقتلون الشرطي وذويه، وأبناءه، وحتى جيرانه. تماماً ما يحدث الان في مناطق الساحل السوري. لماذا هذه المناطق بالذات؟ فقط لأن بشار الأسد ينتمي الى طائفة الأكثرية فيها. الشاشات تتتحدث عن تحريره لسورية. تحريرها من العلويين أم من الاسرائيليين؟ قطعاً، لا ندافع عن بشار الأسد، ولا عما فعلته الأجهزة، بالأساليب الهمجية اياها. لكن الشرع قال بـ "دولة القانون". ما يحدث في الشوارع، وفي الأزقة، من قتل عشوائي فاق همجية المغول. وكنا نتمنى لو حوكم من يوصفون بـ "فلول النظام"، وهم بالملايين، أمام القضاء، لا قتلهم أمام أطفالهم، في منازلهم، وأن يعلقوا على المشانق في ساحة المرجة، تماماً كما فعل جمال باشا السفاح. على وقع صيحات "الله أكبر" (هل تصل الصيحات الى الله؟) يتحول الساحل السوري الى جهنم. لا شيء يدعى "الرأي العام العالمي". هناك فقط الرأي العام الغربي الذي وقف الى جانب اسرائيل في ابادتها لأهل غزة، بحجة أن الدولة العبرية تدافع عن أمنها، وعن وجودها. حتى إننا لم نسمع أي كلمة حول ما يحدث في سورية من أنطونيو غوتيريتش، وهو العاشق لأفكار ابن بلده البرتغالي خوسيه ساراماغو حين يقول "من يقتل الأطفال كمن يقتل الأزهار، ومن يقتل الأزهار يقتل الملائكة". هنا عبارة "الله أكبر" هي المفتاح المقدس للمقبرة. لنتذكر قول الياباني ياسوناري كاوباتا (نوبل في الآداب) حين زار هيروشيما "لكأن العالم مات هنا". الآن تموت سورية. الطوائفية مثل القبائلية مصيبتنا الكبرى. هل كان أدونيس ونزار قباني ومحمد الماغوط وعمر أبو ريشة، وحنا مينا، يعرفون ما هي طوائفهم، ويعرف الناس ما هي طوائفهم؟ ذلك النوع البربري من الاسلام السياسي هو الوباء العظيم. أنظروا الى وجوههم. هل هي وجوه كائنات بشرية حقاً؟ وحين تموت سورية، ماذا يحدث للبنان؟ حالنا حال. حين تنعدم الثقة بين الطوائف، لتحل محلها الكراهية. كثيرون تحدثوا عن "حروب الآخرين على أرضنا". لم يسألوا عن السبب. اكتفوا بالبريق اللغوي، والبريق السياسي، للعبارة. ما من سلطة في لبنان حاولت أن تنقلنا من ثقافة الطائفة الى ثقافة الدولة. نحن على أرضنا جاليات طائفية، وكل طائفة تابعة لمرجعية خارجية. ثم نتحدث عن حروب الاخرين على أرضنا. اللبنانيون، بكل طوائفهم، يقاتلون من أجل الآخرين. في سورية، طلبت السلطة الجديدة من العسكريين في المناطق العلوية تسليم اسلحتهم. وحين سلموها بدأ مسلسل القتل والخطف والتنكيل، وحتى الصرف من الوظائف ومنع الرواتب للموت جوعاً اذا لم تكن هناك طريقة اخرى للموت. طائفة بكاملها في قبضة ياجوج وماجوج. هذا وقت للصراحة، لأقصى ما تقتضيه الصراحة. نخب شيعية ترى أن ما تتعرض له الطائفة، وليس فقط "حزب الله" أو البيئة الحاضنة، وفي ظل التبدل الدراماتيكي في التوازنات الداخلية، والاقليمية، يثير التوجس من السيناريوات الخاصة بنزع سلاح الحزب. مذبحة للشيعة على غرار مذبحة العلويين في سورية؟ تابعوا ما يحدث من الكابيتول في واشنطن الى أحاديث الظل (وتحت الثريات) في لبنان. هذا ما يريده الأميركيون، وما يريده الاسرائيليون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store