أحدث الأخبار مع #ثيودورروزفلت


رقمي
منذ 11 ساعات
- رقمي
كيفية تحسين الصور القديمة باستخدام ChatGPT: دليل بسيط وفعال
في عالمنا الرقمي المتطور، أصبحت التكنولوجيا الذكية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على ذكرياتنا القديمة، خاصة الصور العتيقة التي تحمل قصصًا وذكريات ثمينة. من بين التقنيات الحديثة التي نالت اهتمامًا واسعًا، برز استخدام الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا ChatGPT، لتحسين الصور القديمة وإعادة إحيائها بطريقة مبتكرة. كيف يمكن لـ ChatGPT تحسين الصور القديمة؟ على الرغم من أن ChatGPT هو نموذج لغوي ذكي تم تطويره لمعالجة النصوص، إلا أن النسخ الحديثة منه باتت تمتلك قدرات متقدمة في التعامل مع الصور، مثل تلوين الصور بالأبيض والأسود، تحسين وضوحها، وتصحيح التلفيات البصرية. يمكن للمستخدمين عبر صياغة طلبات (برومبتات) محددة أن يوجهوا ChatGPT لإعادة إنتاج نسخة محسنة من الصور القديمة. كيف تستخدم ChatGPT لتحسين صورة قديمة؟ في البداية، من المهم أن تفهم أن ChatGPT لا يعيد الصورة الأصلية بشكل حرفي، بل يقوم بإعادة تخيلها بناءً على المعلومات المتاحة. لتفادي الأخطاء الشائعة، يُفضل استخدام برومبت دقيق، مثل: 'يرجى تحسين جودة هذه الصورة القديمة التي أملك حقوقها مع الحفاظ على أجواء الفترة الزمنية الأصلية. لا تغير ترتيب الأشخاص أو تعابير الوجوه أو الخلفية أو الملابس، فقط أضف ألوان دقيقة وتفاصيل واقعية متوافقة مع الحقبة.' 'Please enhance the quality of this old photo that I own the rights to while preserving the original time period atmosphere. Do not change the arrangement of people, facial expressions, background, or clothing; only add accurate colors and realistic details consistent with the era.' اقرا أيضاً ... شرح كيفية التعديل على الصور باحترافية باستخدام شات جي بي تي ChatGPT شات جي بي تي ChatGPT يطلق ميزة جديدة يحتاجها الجميع! هذا الطلب يساعد الذكاء الاصطناعي على تقديم صورة ملونة ومُحسنة، مع إصلاح التلفيات وإعادة خلق التفاصيل المفقودة بطريقة طبيعية. تجارب ناجحة في تحسين الصور القديمة أظهرت تجارب مع صور قديمة مشهورة، مثل صور تاريخية لرؤساء أو مشاهد يومية من الماضي، قدرة ChatGPT على إحياء هذه الصور بألوان واضحة وتفاصيل أكثر دقة. مثلاً، صورة للرئيس ثيودور روزفلت تم تحسينها لتظهر تفاصيل مكتبه ولونه بوضوح، رغم بعض التعديلات البسيطة التي تختلف عن الصورة الأصلية. نصائح مهمة لتحقيق أفضل نتائج استخدم صورًا تمتلك حقوقها لتجنب مشكلات قانونية. قدم تعليمات واضحة ومحددة للذكاء الاصطناعي. لا تتوقع استنساخًا دقيقًا بل إعادة تخيل تحاكي الأصل. جرب عدة محاولات مع برومبتات مختلفة لتحصل على أفضل نتيجة. خلاصة رغم أن ChatGPT لا يُعتبر أداة ترميم صور تقليدية، إلا أنه يقدم طريقة ممتعة ومبتكرة لإعادة إحياء الصور القديمة وتحويلها إلى نسخ ملونة ومحسنة. مع بعض التوجيه الصحيح، يمكن للمستخدمين استعادة الذكريات العائلية بطريقة رقمية حديثة، تضفي عليها حياة جديدة مع الحفاظ على روح الزمن الذي التقطت فيه.


Independent عربية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
حين يتعثر السلام: ترمب وظلال الرؤساء السابقين
حتى الآن لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في صنع السلام الذي تعهده بين روسيا وأوكرانيا، وبدت إدارته محبطة من عدم قبول الطرفين المتحاربين بخطة ترمب لإحلال السلام، وهو ما يثير تساؤلات عن سبب تعثره في الوساطة، بينما نجح رؤساء أميركيون سابقون مثل ثيودور روزفلت في إنهاء الحرب الروسية - اليابانية عام 1905، وجيمي كارتر في إحلال السلام بين مصر وإسرائيل باتفاق "كامب ديفيد" عام 1978، وبيل كلينتون في إنهاء الحروب التي اندلعت بسبب تفكك يوغوسلافيا عبر اتفاقات "دايتون" عام 1995، وفي تحقيق السلام في إيرلندا الشمالية عام 1998، فلماذا نجح هؤلاء وتعثر ترمب؟ وما شروط الوساطة الناجحة؟ وهل يمكن لترمب أن يتعلم من دروس التاريخ أم يفضل نهج الواقعية السياسية التي اتبعها ريتشارد نيكسون ومستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته هنري كيسنجر؟ اعتراف بالفشل طوال حملته الرئاسية لعام 2024 جعل ترمب الحل الدبلوماسي للحرب الأوكرانية - الروسية أولوية قصوى، مشيراً إلى قدرته على إحلال السلام في غضون 24 ساعة، وحتى قبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، بصفته رئيساً منتخباً، عين مبعوثين وأجرى مناقشات تمهيدية مع مجموعة من القادة، وحين وصل إلى السلطة تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتقى مرتين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأدلى بتصريحات علنية متكررة حول الحرب. لكنه في النهاية وبعد توقيع اتفاق المعادن الذي طال انتظاره مع كييف، اعترف الرئيس ترمب في حديث لبرنامج "واجه الصحافة" على شبكة "أن بي سي"، أنه قد لا يكون من الممكن للولايات المتحدة التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما يعد اعترافاً بالفشل، لكن المؤكد حتى الآن أن جهود الوساطة الأميركية بين الطرفين المتحاربين لم يدرها ترمب بالطريقة التي أدارها رؤساء أميركيون في الماضي حينما لعبوا دور الوسيط في النزاعات الخارجية، فحققوا نجاحات عدة، مع بعض الإخفاقات، ويشير التاريخ إلى طبيعة الجهود الرئاسية والدبلوماسية التي اضطلعت بها الولايات المتحدة منذ بدايات القرن الـ 20 وحتى الآن، وفي ما يلي إضاءة على أبرز هذه الجهود وعوامل النجاح التي رافقتها. إنهاء الحرب الروسية - اليابانية اندلعت الحرب الروسية - اليابانية في عامي 1904 و1905 بين روسيا القيصرية، القوة الدولية التي كانت آنذاك تمتلك أحد أكبر الجيوش في العالم، واليابان، القوة الصغيرة الناشئة التي خرجت لتوها من عزلة دامت قرنين ونصف القرن، حيث كانت كل منهما تسعى إلى نفوذ أكبر في آسيا، وخاضت الدولتان المتحاربتان معاركهما على أراضي دولتين محايدتين هما الصين وكوريا، عندما أطلق اليابانيون النار على الروس في بورت أرثر بإقليم منشوريا. شهد هذا الصراع أعظم معارك التاريخ قبيل الحرب العالمية الثانية من حيث عدد القوات والسفن، إذ كانت أول حرب حديثة يستخدم فيها تليغراف، والهاتف، والرشاشات، والأسلاك الشائكة، وقذائف النجوم المضيئة، وحقول الألغام، والطوربيدات المتطورة، والبوارج المدرعة، ولولا ضبط النفس العسكري الذي أبدته الدول الأوروبية الأخرى، ودبلوماسية الولايات المتحدة الناجحة، لكانت الحرب امتدت لتعجل بموعد الحرب العالمية الأولى. حافظ اليابانيون على تفوقهم العسكري طوال الصراع، لكن روسيا وعلى رغم تمزقها بالصراعات الأهلية، لم تتوقف عن القتال، ونظراً إلى افتقار اليابان للموارد المالية لمواصلة الحرب، طلبت من الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت التوسط من أجل السلام، ووافق الطرفان. فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب بين روسيا واليابان عبر معاهدة "بورتسموث" (مكتبة الكونغرس) جهود ثيودور روزفلت دعا روزفلت الكونت الروسي سيرغي ويت والبارون الياباني جوتارو كومورا إلى الولايات المتحدة لبدء الدبلوماسية الشخصية التي فضلها، وبمجرد وصولهما مع وفديهما، توجه المفاوضون إلى حوض بناء السفن التابع للبحرية الأميركية في بورتسموث بولاية ماين، ثم انتقلوا إلى اليخت الرئاسي الخاص به "ماي فلاور" مع ترحيب وكرم ضيافة أسهمت في إضفاء طابع إنساني لكسر الجمود في المفاوضات، وفي النهاية، وبفضل مهارة روزفلت التفاوضية، اتفق الجانبان على أن تتنازل روسيا عن أي حقوق في بورت أرثر والنصف الجنوبي من جزيرة سخالين، لكنها لن تدفع تعويضات لليابان، وتعهد الجانبان الانسحاب من منشوريا. شعرت اليابان بأنها المنتصرة في الحرب، واعتقدت أنه كان ينبغي أن تكسب أكثر في السلام، كما شعرت روسيا بأنها منعت اليابان من احتلال منشوريا، وكان هدف روزفلت هو خلق توازن في القوى بين الإمبراطوريتين، وهو ما يعتقد معظم المؤرخين أنه نجح في ذلك، كما رفعت جهود روزفلت الولايات المتحدة إلى مكانة أعلى في الشؤون العالمية، إذ فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب عبر معاهدة "بورتسموث"، الموقعة في الخامس من سبتمبر (أيلول) 1905، ومثلت هذه الجهود بداية دور الرئيس الأميركي كزعيم عالمي. أعظم نجاحات جيمي كارتر تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد" (رويترز) أعظم نجاح لجيمي كارتر على رغم انتكاسات الرئيس جيمي كارتر العديدة خلال دورته الرئاسية الوحيدة (1977-1981) فإن أعظم نجاحاته تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد"، وهي إطار السلام الذي تم التفاوض عليه عام 1978 بين إسرائيل ومصر بعد عقود من الصراع، وفي حين لم يفز كارتر بجائزة "نوبل" نتيجة هذا الإنجاز، بينما نالها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، إلا أنها ظلت علامة مضيئة في سجله التاريخي، وشكلت نقطة البداية لسعيه الحثيث بعد خروجه من البيت الأبيض لتحقيق السلام وحلحلة النزاعات الدولية، والذي مكنه بعد ذلك من نيل جائزة "نوبل" عام 2002. جاءت نقطة الانطلاق لكارتر عندما انتظم في دبلوماسية شخصية مكثفة في "كامب ديفيد"، حيث عزل نفسه مع السادات وبيغن لمدة 13 يوماً، ولإتمام الصفقة، اضطر كارتر إلى التنقل بين الطرفين حاملاً المواقف المتبادلة ساعياً إلى الحلول، وفي مرحلة ما، اضطر إلى توجيه نداء محموم إلى السادات بعدم مغادرة "كامب ديفيد" بسبب تعنت مناحيم بيغن، وتمكن كارتر في النهاية من تحقيق أول سلام بين أول دولة عربية وإسرائيل، والذي كان حجر الأساس لما أعقب ذلك من اتفاقات سلام في المنطقة. كلينتون واتفاقات "دايتون" اتسعت جهود الرئيس بيل كلينتون للوساطة الدبلوماسية لإحلال السلام بين الخصوم ثلاث مرات خلال دورتيه الرئاسيتين (1993-2001)، حيث نجح في محاولتين وباءت الثالثة بالفشل في اللحظات الأخيرة في خروجه من البيت الأبيض. كانت اتفاقات "دايتون" في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 بقاعدة رايت باترسون الجوية بولاية أوهايو هي خط النهاية للحروب التي اندلعت بين 1992 و1995 في البوسنة والهرسك بين الصرب والكروات والمسلمين بسبب تفكك يوغوسلافيا السابقة، ولم تكن الجهود الأميركية تحت رئاسة كلينتون لتنجح لولا الضغط الأميركي الواضح الذي دفع الأطراف إلى هذه النتيجة. منذ البداية آمنت إدارة كلينتون من خلال وزير الخارجية وارين كريستوفر ونائبه ريتشارد هولبروك بأن السبيل الوحيد لإحلال السلام في البلقان هو من خلال مزيج معقد من القيادة الأميركية، والدبلوماسية القسرية أحياناً والإبداعية أحياناً أخرى، والاستعداد لاستخدام القوة، عند الضرورة، واستخدام سياسة الضغط والتملق والتهديد في مسعاها لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق سلام. ومن خلال المفاوضات الماراثونية التي استمرت أشهراً عدة، أعادت الولايات المتحدة، تأكيد سلطتها الأخلاقية وقيادتها، وأنهت أسوأ حرب في أوروبا منذ أكثر من نصف قرن بعدما خلفت 200 ألف قتيل وأجبرت مليوني شخص على النزوح من ديارهم. إنهاء صراع إيرلندا الشمالية توسط كلينتون أيضاً عبر مبعوثه السيناتور الأميركي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ جورج ميتشل في اتفاق بين الحكومة البريطانية وجمهورية إيرلندا والفصائل المتحاربة في إيرلندا الشمالية، حيث تم توقيع اتفاق "بلفاست"، المعروف أكثر باسم اتفاق "الجمعة العظيمة" في الـ10 من أبريل (نيسان) 1998، والذي أنهى أعمال العنف والاضطرابات الدموية التي استمرت 30 عاماً وأدت إلى مقتل 3532 شخصاً. وأرسى الاتفاق إجماعاً بين مختلف الطوائف حول السلام ورسم مستقبل المنطقة، بعدما انغمست إيرلندا الشمالية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، في صراع عنيف بين الجمهوريين (وغالبيتهم من الكاثوليك) الذين أرادوا أن تصبح المقاطعة جزءاً من إيرلندا الموحدة، والاتحاديين (وغالبيتهم من البروتستانت) الذين أرادوا بقاءها ضمن المملكة المتحدة. وفي حين لم يكن تدخل كلينتون في حل قضية إيرلندا الشمالية على المستوى الشخصي، إلا أنه وضع شروط التسوية مبكراً عندما وافق على منح زعيم الحزب الجمهوري الإيرلندي جيري آدامز تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة على عكس رغبة بريطانيا ومستشاري كلينتون أنفسهم. وعندما زار كلينتون بلفاست لإضاءة شجرة عيد الميلاد عام 1995، جمع قادة من الكاثوليك ملتزمين توحيد إيرلندا وقادة من البروتستانت موالين لبريطانيا، كما أسهمت السيدة الأولى هيلاري كلينتون من خلال لقائها منظمات نسائية إيرلندية من كلا الجانبين، وهو ما عكس اهتمامه الشخصي بالحل السلمي للقضية. فشل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين امتدت جهود كلينتون للتوصل إلى اتفاق بين رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" الراحل ياسر عرفات ورؤساء الوزراء الإسرائيليين المتعاقبين طوال فترة رئاسته التي استمرت ثمانية أعوام، وتضمنت في كثير من الأحيان لقاءات شخصية وزيارات متبادلة ومفاوضات، لكنها مثلت في النهاية أكبر إحباطات كلينتون الذي ألقى باللوم في هذا الفشل على تراجع الزعيم الفلسطيني عرفات عن الاتفاق في "كامب ديفيد" بعد جهود حثيثة ضمت أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك عام 2000، حيث انهارت المحادثات، التي كانت تهدف إلى حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه، قبل ستة أسابيع فقط من انتهاء ولاية كلينتون الثانية. كان الخلاف يتعلق بالقدس الشرقية بما فيها الحرم القدسي، حيث أصر إيهود باراك على السيادة الإسرائيلية على المنطقة بأكملها، مع إمكان منح الفلسطينيين وصاية، في حين طالب عرفات بالسيادة الفلسطينية الكاملة على الحرم القدسي، وفيما حاول بيل كلينتون التوسط بين الجانبين، فشلت المفاوضات في النهاية بسبب الجمود حول وضع القدس، وتحديداً الحرم القدسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قواسم مشتركة وعلى رغم أن هذه الأمثلة تضمنت قيادة وتدخلاً رئاسيين، فإنها لم تتبع نموذجاً واحداً، ومع ذلك فإن هناك بعض القواسم المشتركة كما يشير المتخصص في مجال السياسة العامة في جامعة "تينيسي" أندرو بوش، منها ما يلي: أولاً: عندما كان الأمر يتعلق بقضايا حساسة تتعلق بحيازة الأراضي أو السيطرة عليها، كان تركيز المفاوضين، بمن فيهم الرئيس أحياناً، ينصب على العلاقات الشخصية والخصوصية في هذه العملية لتجاوز الصعاب. ثانياً: غالباً ما كانت الوساطات الناجحة تتحقق عندما كانت الولايات المتحدة محايدة، كما في مفاوضات "بورتسموث" بين روسيا واليابان، أو ودودة تجاه كلا الطرفين كما في مفاوضات "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، وكذلك في اتفاق "الجمعة العظيمة" الخاصة بالصراع في إيرلندا الشمالية، على رغم أن اتفاق "دايتون" كان استثناءً لأن الولايات المتحدة كانت معادية تماماً للصرب. ثالثاً: إن مفاوضات السلام اتسمت غالباً بالسرية، حيث كان المفاوضون يتناقشون ويوازنون المكاسب والخسائر والخطوط الحمراء بعيداً من تأثيرات وضغوط القوى الأخرى، سواء الداخلية في بلدانهم أو الخارجية في المحيط العالمي، وهو أمر ضروري لضمان نجاح المفاوضات حتى نهايتها المنشودة. ترمب على النقيض لكن على النقيض من هذه القواسم المشتركة، حاول الرئيس ترمب في حرب أوكرانيا التوسط في صراع كثيراً ما دعمت فيه الولايات المتحدة طرفاً ضد الآخر بقوة وحزم، وحينما سعى لمحاولة إظهار التوازن، قدم مقترحاته علناً في انتهاك واضح لقاعدة "لا مفاوضات علنية"، وبدلاً من الامتثال إلى القاعدة الثانية وهي "لا وساطة من دون حياد"، اعتبر الأوكرانيون أن مقترحاته منحازة ضدهم، وبذلك يكون ترمب قد محا إلى حد كبير صورة الولايات المتحدة كمؤيدة لأوكرانيا. أدت هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل والمحفوفة بالأخطار إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، وكلفت إدارة ترمب رأس مالها المعنوي في السعي لتحقيق سلام غير مؤكد. الواقعية السياسية تدير إدارة ترمب استراتيجية تعرف باسم "الواقعية السياسية"، فالولايات المتحدة ليست مستعدة للمخاطرة بحرب أوسع نطاقاً مع روسيا بأي مستوى من التدخل قد يدفع واشنطن وحلفاءها في صراع عسكري مباشر مع موسكو، مما يخاطر بتصعيد المعارك إلى حرب نووية، وهو ما يجد كثر من صناع السياسة والخبراء في واشنطن صعوبة في تقبلها. وتشير السياسة الواقعية وفقاً للمتخصص في العلاقات الدولية في كلية "دورنسيف" بجامعة "جنوب كاليفورنيا" جيفري فيلدز، إلى فلسفة الدول في اتباع سياسات خارجية تعزز مصالحها الوطنية، حتى على حساب القيم الليبرالية الجوهرية سعياً وراء مصالحها الخارجية، وهي سياسة اتبعها الرئيس ريتشارد نيكسون، بتوجيه من مستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته لاحقاً هنري كيسنجر، حين أطلق الرجلان أحداثاً أدت إلى تطبيع العلاقات مع الصين، وتخلى نيكسون بمقتضاها عن ميوله المناهضة للشيوعية لمصلحة نهج كان يأمل في أن يعزز وضع وقيادة الولايات المتحدة في نهاية المطاف. وبحسب كيسنجر، لا يمكن إدارة السياسة الخارجية من دون أخذ الظروف الموضوعية في الاعتبار لأن التعامل مع مصير الأمم دون النظر إلى الظروف التي تواجهها هو هرب من الواقع، بالتالي لم تقتصر الواقعية السياسية في سبعينيات القرن الماضي على محاولة دق إسفين بين الصين والاتحاد السوفياتي، بل امتدت إلى دعم أوغستو بينوشيه، منتهك حقوق الإنسان في تشيلي خلال فترة كيسنجر، وحتى بعد كيسنجر، ظلت الواقعية السياسية تعني للسياسيين في الولايات المتحدة دعم الديكتاتوريين اليمينيين المناهضين للشيوعية في أميركا الوسطى خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. واقعية ضبط النفس ومع وصول ترمب إلى البيت الأبيض أصبحت الواقعية السياسية في السياسة الخارجية الأميركية تعني ضبط النفس في أوكرانيا، إذ إن المواجهة المباشرة مع روسيا ليست في مصلحة الولايات المتحدة، والقيمة الاستراتيجية لأوكرانيا محدودة باستثناء ما يتعلق بصفقة المعادن الأخيرة، ومن غير المتوقع أن تغير الحرب التي قتل فيها مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين الأوكرانيين، موقف الولايات المتحدة، لأن أخطار التصعيد مرتفعة للغاية، بسبب خشية التصعيد النووي، لأن الولايات المتحدة تتفوق بكثير على روسيا من حيث القوات التقليدية مما يمكن أن يدفع روسيا لاستخدام قوتها النووية. ومن دون مشاركة الولايات المتحدة وحلف "الناتو" عسكرياً في الحرب، اتخذت إدارة ترمب نهجهاً بمحاولة إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات وقبول بعض الشروط التي تريدها روسيا في أي اتفاق سلام بما في ذلك أن تكون أوكرانيا ذات حدود إقليمية مختلفة وعلاقة أمنية مع روسيا لا تروق لها تماماً. قد يصعب على البعض، سواء داخل أوكرانيا أو خارجها تقبل طرح إدارة ترمب، كما تمسك الرئيس الروسي بوتين بموقفه ظناً منه أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الاستمرار في دعم أوكرانيا إلى الأبد، لكن مهماً كان مقدار الواقعية السياسية في حقبة تاريخية سيطر عليها كيسنجر، فإنها كانت ولا تزال حاضرة في السياسة الخارجية الأميركية المعاصرة.


Independent عربية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
هل يستفيد ترمب من تجارب الرؤساء السابقين في صنع السلام؟
حتى الآن لم ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في صنع السلام الذي تعهده بين روسيا وأوكرانيا، وبدت إدارته محبطة من عدم قبول الطرفين المتحاربين بخطة ترمب لإحلال السلام، وهو ما يثير تساؤلات عن سبب تعثره في الوساطة، بينما نجح رؤساء أميركيون سابقون مثل ثيودور روزفلت في إنهاء الحرب الروسية - اليابانية عام 1905، وجيمي كارتر في إحلال السلام بين مصر وإسرائيل باتفاق "كامب ديفيد" عام 1978، وبيل كلينتون في إنهاء الحروب التي اندلعت بسبب تفكك يوغوسلافيا عبر اتفاقات "دايتون" عام 1995، وفي تحقيق السلام في إيرلندا الشمالية عام 1998، فلماذا نجح هؤلاء وتعثر ترمب؟ وما شروط الوساطة الناجحة؟ وهل يمكن لترمب أن يتعلم من دروس التاريخ أم يفضل نهج الواقعية السياسية التي اتبعها ريتشارد نيكسون ومستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته هنري كيسنجر؟ اعتراف بالفشل طوال حملته الرئاسية لعام 2024 جعل ترمب الحل الدبلوماسي للحرب الأوكرانية - الروسية أولوية قصوى، مشيراً إلى قدرته على إحلال السلام في غضون 24 ساعة، وحتى قبل عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، بصفته رئيساً منتخباً، عين مبعوثين وأجرى مناقشات تمهيدية مع مجموعة من القادة، وحين وصل إلى السلطة تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتقى مرتين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأدلى بتصريحات علنية متكررة حول الحرب. لكنه في النهاية وبعد توقيع اتفاق المعادن الذي طال انتظاره مع كييف، اعترف الرئيس ترمب في حديث لبرنامج "واجه الصحافة" على شبكة "أن بي سي"، أنه قد لا يكون من الممكن للولايات المتحدة التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما يعد اعترافاً بالفشل، لكن المؤكد حتى الآن أن جهود الوساطة الأميركية بين الطرفين المتحاربين لم يدرها ترمب بالطريقة التي أدارها رؤساء أميركيون في الماضي حينما لعبوا دور الوسيط في النزاعات الخارجية، فحققوا نجاحات عدة، مع بعض الإخفاقات، ويشير التاريخ إلى طبيعة الجهود الرئاسية والدبلوماسية التي اضطلعت بها الولايات المتحدة منذ بدايات القرن الـ 20 وحتى الآن، وفي ما يلي إضاءة على أبرز هذه الجهود وعوامل النجاح التي رافقتها. إنهاء الحرب الروسية - اليابانية اندلعت الحرب الروسية - اليابانية في عامي 1904 و1905 بين روسيا القيصرية، القوة الدولية التي كانت آنذاك تمتلك أحد أكبر الجيوش في العالم، واليابان، القوة الصغيرة الناشئة التي خرجت لتوها من عزلة دامت قرنين ونصف القرن، حيث كانت كل منهما تسعى إلى نفوذ أكبر في آسيا، وخاضت الدولتان المتحاربتان معاركهما على أراضي دولتين محايدتين هما الصين وكوريا، عندما أطلق اليابانيون النار على الروس في بورت أرثر بإقليم منشوريا. شهد هذا الصراع أعظم معارك التاريخ قبيل الحرب العالمية الثانية من حيث عدد القوات والسفن، إذ كانت أول حرب حديثة يستخدم فيها تليغراف، والهاتف، والرشاشات، والأسلاك الشائكة، وقذائف النجوم المضيئة، وحقول الألغام، والطوربيدات المتطورة، والبوارج المدرعة، ولولا ضبط النفس العسكري الذي أبدته الدول الأوروبية الأخرى، ودبلوماسية الولايات المتحدة الناجحة، لكانت الحرب امتدت لتعجل بموعد الحرب العالمية الأولى. حافظ اليابانيون على تفوقهم العسكري طوال الصراع، لكن روسيا وعلى رغم تمزقها بالصراعات الأهلية، لم تتوقف عن القتال، ونظراً إلى افتقار اليابان للموارد المالية لمواصلة الحرب، طلبت من الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت التوسط من أجل السلام، ووافق الطرفان. فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب بين روسيا واليابان عبر معاهدة "بورتسموث" (مكتبة الكونغرس) جهود ثيودور روزفلت دعا روزفلت الكونت الروسي سيرغي ويت والبارون الياباني جوتارو كومورا إلى الولايات المتحدة لبدء الدبلوماسية الشخصية التي فضلها، وبمجرد وصولهما مع وفديهما، توجه المفاوضون إلى حوض بناء السفن التابع للبحرية الأميركية في بورتسموث بولاية ماين، ثم انتقلوا إلى اليخت الرئاسي الخاص به "ماي فلاور" مع ترحيب وكرم ضيافة أسهمت في إضفاء طابع إنساني لكسر الجمود في المفاوضات، وفي النهاية، وبفضل مهارة روزفلت التفاوضية، اتفق الجانبان على أن تتنازل روسيا عن أي حقوق في بورت أرثر والنصف الجنوبي من جزيرة سخالين، لكنها لن تدفع تعويضات لليابان، وتعهد الجانبان الانسحاب من منشوريا. شعرت اليابان بأنها المنتصرة في الحرب، واعتقدت أنه كان ينبغي أن تكسب أكثر في السلام، كما شعرت روسيا بأنها منعت اليابان من احتلال منشوريا، وكان هدف روزفلت هو خلق توازن في القوى بين الإمبراطوريتين، وهو ما يعتقد معظم المؤرخين أنه نجح في ذلك، كما رفعت جهود روزفلت الولايات المتحدة إلى مكانة أعلى في الشؤون العالمية، إذ فاز روزفلت بجائزة "نوبل" للسلام لمساهماته في إنهاء الحرب عبر معاهدة "بورتسموث"، الموقعة في الخامس من سبتمبر (أيلول) 1905، ومثلت هذه الجهود بداية دور الرئيس الأميركي كزعيم عالمي. أعظم نجاحات جيمي كارتر تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد" (رويترز) أعظم نجاح لجيمي كارتر على رغم انتكاسات الرئيس جيمي كارتر العديدة خلال دورته الرئاسية الوحيدة (1977-1981) فإن أعظم نجاحاته تحقق في اتفاقات "كامب ديفيد"، وهي إطار السلام الذي تم التفاوض عليه عام 1978 بين إسرائيل ومصر بعد عقود من الصراع، وفي حين لم يفز كارتر بجائزة "نوبل" نتيجة هذا الإنجاز، بينما نالها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، إلا أنها ظلت علامة مضيئة في سجله التاريخي، وشكلت نقطة البداية لسعيه الحثيث بعد خروجه من البيت الأبيض لتحقيق السلام وحلحلة النزاعات الدولية، والذي مكنه بعد ذلك من نيل جائزة "نوبل" عام 2002. جاءت نقطة الانطلاق لكارتر عندما انتظم في دبلوماسية شخصية مكثفة في "كامب ديفيد"، حيث عزل نفسه مع السادات وبيغن لمدة 13 يوماً، ولإتمام الصفقة، اضطر كارتر إلى التنقل بين الطرفين حاملاً المواقف المتبادلة ساعياً إلى الحلول، وفي مرحلة ما، اضطر إلى توجيه نداء محموم إلى السادات بعدم مغادرة "كامب ديفيد" بسبب تعنت مناحيم بيغن، وتمكن كارتر في النهاية من تحقيق أول سلام بين أول دولة عربية وإسرائيل، والذي كان حجر الأساس لما أعقب ذلك من اتفاقات سلام في المنطقة. كلينتون واتفاقات "دايتون" اتسعت جهود الرئيس بيل كلينتون للوساطة الدبلوماسية لإحلال السلام بين الخصوم ثلاث مرات خلال دورتيه الرئاسيتين (1993-2001)، حيث نجح في محاولتين وباءت الثالثة بالفشل في اللحظات الأخيرة في خروجه من البيت الأبيض. كانت اتفاقات "دايتون" في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 بقاعدة رايت باترسون الجوية بولاية أوهايو هي خط النهاية للحروب التي اندلعت بين 1992 و1995 في البوسنة والهرسك بين الصرب والكروات والمسلمين بسبب تفكك يوغوسلافيا السابقة، ولم تكن الجهود الأميركية تحت رئاسة كلينتون لتنجح لولا الضغط الأميركي الواضح الذي دفع الأطراف إلى هذه النتيجة. منذ البداية آمنت إدارة كلينتون من خلال وزير الخارجية وارين كريستوفر ونائبه ريتشارد هولبروك بأن السبيل الوحيد لإحلال السلام في البلقان هو من خلال مزيج معقد من القيادة الأميركية، والدبلوماسية القسرية أحياناً والإبداعية أحياناً أخرى، والاستعداد لاستخدام القوة، عند الضرورة، واستخدام سياسة الضغط والتملق والتهديد في مسعاها لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق سلام. ومن خلال المفاوضات الماراثونية التي استمرت أشهراً عدة، أعادت الولايات المتحدة، تأكيد سلطتها الأخلاقية وقيادتها، وأنهت أسوأ حرب في أوروبا منذ أكثر من نصف قرن بعدما خلفت 200 ألف قتيل وأجبرت مليوني شخص على النزوح من ديارهم. إنهاء صراع إيرلندا الشمالية توسط كلينتون أيضاً عبر مبعوثه السيناتور الأميركي وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ جورج ميتشل في اتفاق بين الحكومة البريطانية وجمهورية إيرلندا والفصائل المتحاربة في إيرلندا الشمالية، حيث تم توقيع اتفاق "بلفاست"، المعروف أكثر باسم اتفاق "الجمعة العظيمة" في الـ10 من أبريل (نيسان) 1998، والذي أنهى أعمال العنف والاضطرابات الدموية التي استمرت 30 عاماً وأدت إلى مقتل 3532 شخصاً. وأرسى الاتفاق إجماعاً بين مختلف الطوائف حول السلام ورسم مستقبل المنطقة، بعدما انغمست إيرلندا الشمالية منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، في صراع عنيف بين الجمهوريين (وغالبيتهم من الكاثوليك) الذين أرادوا أن تصبح المقاطعة جزءاً من إيرلندا الموحدة، والاتحاديين (وغالبيتهم من البروتستانت) الذين أرادوا بقاءها ضمن المملكة المتحدة. وفي حين لم يكن تدخل كلينتون في حل قضية إيرلندا الشمالية على المستوى الشخصي، إلا أنه وضع شروط التسوية مبكراً عندما وافق على منح زعيم الحزب الجمهوري الإيرلندي جيري آدامز تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة على عكس رغبة بريطانيا ومستشاري كلينتون أنفسهم. وعندما زار كلينتون بلفاست لإضاءة شجرة عيد الميلاد عام 1995، جمع قادة من الكاثوليك ملتزمين توحيد إيرلندا وقادة من البروتستانت موالين لبريطانيا، كما أسهمت السيدة الأولى هيلاري كلينتون من خلال لقائها منظمات نسائية إيرلندية من كلا الجانبين، وهو ما عكس اهتمامه الشخصي بالحل السلمي للقضية. فشل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين امتدت جهود كلينتون للتوصل إلى اتفاق بين رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" الراحل ياسر عرفات ورؤساء الوزراء الإسرائيليين المتعاقبين طوال فترة رئاسته التي استمرت ثمانية أعوام، وتضمنت في كثير من الأحيان لقاءات شخصية وزيارات متبادلة ومفاوضات، لكنها مثلت في النهاية أكبر إحباطات كلينتون الذي ألقى باللوم في هذا الفشل على تراجع الزعيم الفلسطيني عرفات عن الاتفاق في "كامب ديفيد" بعد جهود حثيثة ضمت أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك عام 2000، حيث انهارت المحادثات، التي كانت تهدف إلى حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه، قبل ستة أسابيع فقط من انتهاء ولاية كلينتون الثانية. كان الخلاف يتعلق بالقدس الشرقية بما فيها الحرم القدسي، حيث أصر إيهود باراك على السيادة الإسرائيلية على المنطقة بأكملها، مع إمكان منح الفلسطينيين وصاية، في حين طالب عرفات بالسيادة الفلسطينية الكاملة على الحرم القدسي، وفيما حاول بيل كلينتون التوسط بين الجانبين، فشلت المفاوضات في النهاية بسبب الجمود حول وضع القدس، وتحديداً الحرم القدسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قواسم مشتركة وعلى رغم أن هذه الأمثلة تضمنت قيادة وتدخلاً رئاسيين، فإنها لم تتبع نموذجاً واحداً، ومع ذلك فإن هناك بعض القواسم المشتركة كما يشير المتخصص في مجال السياسة العامة في جامعة "تينيسي" أندرو بوش، منها ما يلي: أولاً: عندما كان الأمر يتعلق بقضايا حساسة تتعلق بحيازة الأراضي أو السيطرة عليها، كان تركيز المفاوضين، بمن فيهم الرئيس أحياناً، ينصب على العلاقات الشخصية والخصوصية في هذه العملية لتجاوز الصعاب. ثانياً: غالباً ما كانت الوساطات الناجحة تتحقق عندما كانت الولايات المتحدة محايدة، كما في مفاوضات "بورتسموث" بين روسيا واليابان، أو ودودة تجاه كلا الطرفين كما في مفاوضات "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، وكذلك في اتفاق "الجمعة العظيمة" الخاصة بالصراع في إيرلندا الشمالية، على رغم أن اتفاق "دايتون" كان استثناءً لأن الولايات المتحدة كانت معادية تماماً للصرب. ثالثاً: إن مفاوضات السلام اتسمت غالباً بالسرية، حيث كان المفاوضون يتناقشون ويوازنون المكاسب والخسائر والخطوط الحمراء بعيداً من تأثيرات وضغوط القوى الأخرى، سواء الداخلية في بلدانهم أو الخارجية في المحيط العالمي، وهو أمر ضروري لضمان نجاح المفاوضات حتى نهايتها المنشودة. ترمب على النقيض لكن على النقيض من هذه القواسم المشتركة، حاول الرئيس ترمب في حرب أوكرانيا التوسط في صراع كثيراً ما دعمت فيه الولايات المتحدة طرفاً ضد الآخر بقوة وحزم، وحينما سعى لمحاولة إظهار التوازن، قدم مقترحاته علناً في انتهاك واضح لقاعدة "لا مفاوضات علنية"، وبدلاً من الامتثال إلى القاعدة الثانية وهي "لا وساطة من دون حياد"، اعتبر الأوكرانيون أن مقترحاته منحازة ضدهم، وبذلك يكون ترمب قد محا إلى حد كبير صورة الولايات المتحدة كمؤيدة لأوكرانيا. أدت هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل والمحفوفة بالأخطار إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، وكلفت إدارة ترمب رأس مالها المعنوي في السعي لتحقيق سلام غير مؤكد. الواقعية السياسية تدير إدارة ترمب استراتيجية تعرف باسم "الواقعية السياسية"، فالولايات المتحدة ليست مستعدة للمخاطرة بحرب أوسع نطاقاً مع روسيا بأي مستوى من التدخل قد يدفع واشنطن وحلفاءها في صراع عسكري مباشر مع موسكو، مما يخاطر بتصعيد المعارك إلى حرب نووية، وهو ما يجد كثر من صناع السياسة والخبراء في واشنطن صعوبة في تقبلها. وتشير السياسة الواقعية وفقاً للمتخصص في العلاقات الدولية في كلية "دورنسيف" بجامعة "جنوب كاليفورنيا" جيفري فيلدز، إلى فلسفة الدول في اتباع سياسات خارجية تعزز مصالحها الوطنية، حتى على حساب القيم الليبرالية الجوهرية سعياً وراء مصالحها الخارجية، وهي سياسة اتبعها الرئيس ريتشارد نيكسون، بتوجيه من مستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته لاحقاً هنري كيسنجر، حين أطلق الرجلان أحداثاً أدت إلى تطبيع العلاقات مع الصين، وتخلى نيكسون بمقتضاها عن ميوله المناهضة للشيوعية لمصلحة نهج كان يأمل في أن يعزز وضع وقيادة الولايات المتحدة في نهاية المطاف. وبحسب كيسنجر، لا يمكن إدارة السياسة الخارجية من دون أخذ الظروف الموضوعية في الاعتبار لأن التعامل مع مصير الأمم دون النظر إلى الظروف التي تواجهها هو هرب من الواقع، بالتالي لم تقتصر الواقعية السياسية في سبعينيات القرن الماضي على محاولة دق إسفين بين الصين والاتحاد السوفياتي، بل امتدت إلى دعم أوغستو بينوشيه، منتهك حقوق الإنسان في تشيلي خلال فترة كيسنجر، وحتى بعد كيسنجر، ظلت الواقعية السياسية تعني للسياسيين في الولايات المتحدة دعم الديكتاتوريين اليمينيين المناهضين للشيوعية في أميركا الوسطى خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. واقعية ضبط النفس ومع وصول ترمب إلى البيت الأبيض أصبحت الواقعية السياسية في السياسة الخارجية الأميركية تعني ضبط النفس في أوكرانيا، إذ إن المواجهة المباشرة مع روسيا ليست في مصلحة الولايات المتحدة، والقيمة الاستراتيجية لأوكرانيا محدودة باستثناء ما يتعلق بصفقة المعادن الأخيرة، ومن غير المتوقع أن تغير الحرب التي قتل فيها مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين الأوكرانيين، موقف الولايات المتحدة، لأن أخطار التصعيد مرتفعة للغاية، بسبب خشية التصعيد النووي، لأن الولايات المتحدة تتفوق بكثير على روسيا من حيث القوات التقليدية مما يمكن أن يدفع روسيا لاستخدام قوتها النووية. ومن دون مشاركة الولايات المتحدة وحلف "الناتو" عسكرياً في الحرب، اتخذت إدارة ترمب نهجهاً بمحاولة إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات وقبول بعض الشروط التي تريدها روسيا في أي اتفاق سلام بما في ذلك أن تكون أوكرانيا ذات حدود إقليمية مختلفة وعلاقة أمنية مع روسيا لا تروق لها تماماً. قد يصعب على البعض، سواء داخل أوكرانيا أو خارجها تقبل طرح إدارة ترمب، كما تمسك الرئيس الروسي بوتين بموقفه ظناً منه أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الاستمرار في دعم أوكرانيا إلى الأبد، لكن مهماً كان مقدار الواقعية السياسية في حقبة تاريخية سيطر عليها كيسنجر، فإنها كانت ولا تزال حاضرة في السياسة الخارجية الأميركية المعاصرة.


اليمن الآن
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
أمريكا تكشف موعد انتهاء عملـ.ـياتها العــسكرية ضد الحوثيين في اليمن
في تصريحات مثيرة هذا الأسبوع، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن مسلحي جماعة الحوثي المدعومة من إيران "قُضي عليهم بالكامل"، نتيجة حملة الضربات الجوية المكثفة التي أمر بشنّها منذ 15 مارس الماضي، في إطار عملية عسكرية وُصفت بأنها الأضخم من نوعها ضد الجماعة المسلحة. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير حديث، أن المسؤولين في البنتاغون أكدوا في إحاطات مغلقة إحراز "نجاحات ملموسة" في تدمير ترسانة الحوثيين الضخمة، التي تتركز في شبكة من الكهوف والمخابئ الجبلية. وتشمل الأهداف التي تم قصفها: مواقع لتخزين الصواريخ، ومنشآت لتجميع الطائرات المسيّرة، وقاذفات متعددة الاستخدام. ووفقًا لمساعدين في الكونغرس ومسؤولين حلفاء، فقد كانت الضربات تحت اسم "عملية الفارس الخشن" — في إشارة إلى وحدة قتالية بقيادة الرئيس الأميركي الأسبق ثيودور روزفلت — أعنف بكثير من تلك التي نفذتها إدارة بايدن، سواء من حيث حجم الذخائر المستخدمة أو عدد الأهداف التي تم تدميرها. ورغم تمكن الحوثيين من تحصين مواقعهم وإعادة تموضع بعض القدرات الهجومية، إلا أن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن الغارات الجوية "أعاقت بشكل كبير قدرة قادة الجماعة على التواصل والتنسيق"، ما أدى إلى تراجع حاد في فاعلية الهجمات الحوثية، خصوصًا ضد السفن في البحر الأحمر. وقال مسؤول كبير في البنتاغون، تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الضربات تجاوزت أهدافها الأولية، وأثّرت مباشرة على هيكل القيادة والسيطرة لدى الحوثيين، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في هجمات الصواريخ الباليستية ضد إسرائيل خلال الأيام الماضية. وأوضحت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أن الغارات "أثبتت فعاليتها"، مؤكدة مقتل عدد من القادة الحوثيين وتدمير منشآت يُعتقد أنها كانت تستخدم لتصنيع أسلحة متطورة. وبحسب تصريحات قادة عسكريين، فإن منح ترامب صلاحيات موسعة للقادة الإقليميين والمحليين ساعد على تنفيذ الضربات بسرعة وكفاءة، خلافًا لنهج إدارة بايدن التي كانت تقيد قواعد الاشتباك. ورغم الترحيب من جانب الإدارة، إلا أن بعض أعضاء الكونغرس أعربوا عن قلقهم، وطالبوا بتوضيحات بشأن الأهداف المستقبلية للعملية. وفي رسالة موجهة إلى البيت الأبيض، كتب السيناتوران جيف ميركلي وراند بول: "بعد فشل الجهود السابقة في الردع، نحتاج إلى معرفة المسار الذي تنوي الإدارة المضي فيه". وفي تصريح لافت، قال وزير الخارجية ماركو روبيو: "نحن نقدم خدمة كبيرة للعالم بإسكات هذه الجماعة"، مضيفًا أن تعطيل الممرات البحرية الدولية لا يمكن التساهل معه، ويجب أن يقابل برد حازم. وتستمر الولايات المتحدة في رصد نتائج العملية التي يبدو أنها لن تتوقف قريبًا، وسط حديث عن استمرارها لأشهر في حال لم تُحقق أهدافها الكاملة.


اليمن الآن
٠٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
صحيفة أمريكية: واشنطن تستعد لحملة جوية طويلة ضد الحوثيين قد تمتد لستة أشهر
أفادت تقارير نشرتها صحيفة 'نيويورك تايمز'، استناداً إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين، بأن الحملة العسكرية الجوية التي تستهدف مواقع تابعة لمليشيات الحوثي في اليمن قد تمتد لمدة تصل إلى ستة أشهر. وأطلق وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث على هذه العمليات اسم 'عملية الفارس الخشن'، في إشارة رمزية إلى القوات التي قادها ثيودور روزفلت خلال الحرب الإسبانية الأمريكية في كوبا. ووفقاً لتقديرات مسؤولي البنتاغون، فإن الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة خلال ثلاثة أسابيع استهلكت ذخائر تزيد قيمتها عن 200 مليون دولار، وهو رقم لا يشمل التكاليف الإضافية المرتبطة بتشغيل حاملتي طائرات، وقاذفات 'بي-2″، وطائرات مقاتلة، فضلاً عن نشر أنظمة دفاع جوي في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصدر لم يُكشف عن هويته، إلى أن الإنفاق الإجمالي قد يتجاوز حاجز المليار دولار بحلول الأسبوع القادم، مما قد يدفع البنتاغون إلى التقدم بطلب للحصول على تمويل إضافي من الكونغرس. في سياق متصل، كشف مسؤولون أمريكيون خلال نقاشات داخلية مغلقة أن الضربات لم تحقق سوى نتائج محدودة في تقليص القدرات العسكرية للحوثيين، لا سيما بسبب تخزين المليشيات معظم أسلحتها -من صواريخ وطائرات مسيرة ومنصات إطلاق- في مواقع تحت الأرضية يصعب استهدافها. وأوضح ثلاثة من أعضاء الكونغرس، في تصريحات للصحيفة، أن مرونة مقاتلي الحوثي وقدرتهم على تعزيز مخابئهم أضعفت فعالية الهجمات الأمريكية، مما سمح للجماعة بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر. من جانب آخر، أثار الاعتماد الكبير على الذخائر المتطورة طويلة المدى قلق بعض المخططين العسكريين في البنتاغون، الذين يخشون من تأثير ذلك على مخزونات البحرية الأمريكية، خاصة في حال اضطرت الولايات المتحدة لمواجهة تهديدات أخرى، مثل محاولة صينية لاجتياح تايوان. وفي الوقت نفسه، أبدى مسؤولون كبار آراء متضاربة حول النتائج؛ فبينما اعتبر البعض أن الضربات تجاوزت أهدافها الأولية بتعطيل الاتصالات بين قيادة الحوثيين، وألحقت الضربات ضرراً بهيكل القيادة والسيطرة لدى المليشيات، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول كبير، الذي أكد أن العمليات قلصت من قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات مضادة فعالة، ممهدة الطريق لمراحل لاحقة من الحملة. وفي تقييم رسمي، أكدت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أن الضربات حققت نجاحاً ملموساً في القضاء على قادة بارزين في المليشيات لم يُحدد أسماؤهم، ودمرت منشآت كانت تُستخدم لتصنيع أسلحة متطورة. وأضافت أن العمليات ساهمت في استعادة حركة الملاحة بأمان في البحر الأحمر. وأكد مسؤولو إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الهجمات الحالية تستهدف القضاء على قيادات عليا في الحوثيين، على عكس الضربات الأضيق نطاقاً في عهد إدارة بايدن، التي ركزت على البنية التحتية العسكرية فقط.