#أحدث الأخبار مع #جامعةرايس،المدن١٠-٠٥-٢٠٢٥أعمالالمدنترامب: 100 يوم من الفشل...عندما تتحكّم النرجسيّة بأميركاليس من المبالغة القول إن هذه أغرب 100 يوم لأي رئيس في التاريخ الأميركي، لأنها في جوهرها نرجسية، مرضيّة بامتياز. بدا كل أسبوع من ولاية ترامب الحالية كأنه عامٌ كاملٌ للكثير من الأميركيين، بعدما بدأت تظهر مبكراً علامات الضجر والقلق والخوف على المستقبل في الداخل، إلى حدّ أن تقييم شريحة كبيرة من الشعب الأميركي للمئة يوم الأولى من حكم الرئيس الأميركي، أصبح ملازماً تلقائياً للفشل الذريع وبكل المقاييس العلمية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية. فهذا المؤرخ الأميركي من جامعة رايس، دوغلاس برينكلي، يقول عن ترامب: "لا يأتي مصلحاً بقدر ما هو أداة هدم"، ويضيف "ما نشهده مع ترامب هو مجرد انتقام سافر واستخفاف بالمواطنين الأميركيين، وخلق حالة من الفوضى تجعل الناس يشعرون وكأننا في حرب أهلية جديدة قد تشتعل في أي لحظة". سياسات فاشلة في الواقع، لطالما اعتدّ الأميركيون ببعض الأوامر التنفيذية الرئاسية التي حجزت لها مكاناً مرموقاً في تاريخهم، نظراً لأهدافها النبيلة أو إنجازاتها العظيمة، مثل: إعلان تحرير العبيد، وإلغاء الفصل العنصري في مدارس ليتل روك. لكن قرارات ترامب الحالية مبنية على القسوة ونهم الانتقام. على المستوى التشريعي، لم يُوقّع ترامب سوى خمسة مشاريع قوانين، ولم يكن أيٌّ منها رئيسياً، مما يجعل هذا أسوأ أداء لرئيس جديد في بداية ولايته منذ أكثر من قرن. أما على الصعيد الاقتصادي، ففي عهده تباطأ النمو، وتدهورت ثقة المستهلكين والشركات بواشنطن، وتراجعت الأسواق، ومعها ثروات الأميركيين. وتعقيباً على ذلك، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الأسبوع الفائت، إلى أن "رسوم ترامب الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو". وبالمثل، وصف كريستوفر والر، أحد محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في 14 نسيان/أبريل الجاري، رسوم ترامب الجمركية بأنها: "واحدة من أكبر الصدمات التي أثرت على الاقتصاد الأميركي منذ عقود". فشل في السياسة الخارجية فشل ترامب امتد أيضاً إلى السياسة الخارجية. فقد قال إنه سينهي الحروب في غزة وأوكرانيا. لكن القتال استؤنف في غزة، فيما تواصل روسيا حربها على أوكرانيا، على الرغم من مغازلته للكرملين وكسر القطيعة معه، ما جعل من محاولات ترامب للتقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مادة للسخرية. بل إن بعض الساسة الأميركيين وصفوها بالساذجة. أكثر من ذلك، لقد كان فاشلاً في نظر أصدقائه، بعد أن شن حرباً تجارية ضد كندا والمكسيك وأوروبا واليابان، وأثار غضب كندا بالحديث عن الضم، وهدد غرينلاند وبنما، وتسبب في شقّ حلف شمال الأطلي (ناتو). والانطباع ذاته تكوّن لدى الخصوم، إذ أضحت الصين أكثر جرأة في تهديد تايوان، وردّت بقوة على حرب ترامب التجارية، ووسّعت نفوذها العالمي لملء الفراغ الذي خلّفه انسحاب واشنطن من العالم. كذلك، يأخذ عليه خصومه الداخليون مهادنته للنظام الإيراني وتراجعه عن مواقفه الحربية ضده، فضلاً عن إخفاقاته في القضاء على ما يعتبره البيت الأبيض "تهديد جماعة الحوثيين في اليمن للملاحة العالمية في البحر الأحمر". إخفاقات دستورية وعلمية قائمة الفشل تطول أيضاً. دستورياً، تمّ إلغاء إجراءاته التنفيذية التي كانت جريئة في تجاهلها للقانون، أكثر من 80 مرة من قبل القضاة، بما في ذلك القضاة الذين عيّنهم الجمهوريون. وفي وقت يتحدّى فيه ترامب المحكمة العليا التي أصدرت حكماً بالإجماع ضده، يواجه الموظّفون والشخصيّات الذين عيّنهم في مناصب قياديّة ازدراءَ الآخرين لهم. الأكثر أهمية، أن ترامب تجرأ على المسّ بالمحرّمات العلمية التي تُعد من أسرار التفوّق الأميركي في العالم. فهو يواصل حربه ضد الجامعات المرموقة وفي مقدمتها "هارفارد". أيضاً، تُخطّط الإدارة لتوجيه ضربة أقسى للبحث الطبي، إذ خفّض ميزانية المعاهد الوطنية للصحة بنسبة 40%، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، ضمن خفض ميزانية وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بنسبة الثلث. وعلى المنوال ذاته، استُبعد 43 خبيراً من أصل نحو 200 من المجالس المشرفة على هذه الأبحاث، وتبيّن أن 38 منهم، كانوا من الإناث أو السود أو من أصل لاتيني. الحُكم الأهم على فشل ترامب أتى من الرأي العام، الذي قال كلمته. إذ أظهر استطلاع مجلة "إيكونوميست وشركة يوغوف" الأسبوع الفائت أن 42% من الأميركيين يوافقون على أدائه، فيما يعارضه 52%، مما يشير إلى تراجع بمقدار 16 نقطة عن فترة بداية ولايته. كما أن الأغلبية ترى أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ وأنها خارجة عن السيطرة. ماذا عن نجاحاته؟ في الحقيقة، لا يمكن مقارنة "نجاحات ترامب القليلة" بالواقع، إذ إنها لا تكاد تُذكر فعلاً. صحيح أن عمليات عبور الحدود تدنت من مستوياتها المنخفضة أصلاً، غير أنه لا توجد أدلة تُذكر على زيادة عمليات الترحيل، رغم تباهي الإدارة بذلك. ليس هذا فحسب، بل تراجعت آمال خفض التكاليف ـــ أي تدني مجموع الأموال التي تنفقها جهات حكومية أو مؤسسات خاصة على العمليات المالية ــ في إطار خدمة "DOGE" الأميركية، التي كان توقع إيلون ماسك أن تبلغ تريليون دولار هذا العام، إلى 150 مليار دولار فقط، ويبدو أن الكثير من ذلك مبني على أرقام مختلقة (والأرقام هنا على ذمّة الواشنطن بوست). تداعيات سياسات ترامب على حزبه على الجانب الجمهوري، واجهت شخصيات مثل السيناتور تشاك غراسلي (أيوا)، والنائب برايان ماست (فلوريدا)، والنائبة مارجوري تايلور غرين (جورجيا)، ناخبين غاضبين خلال اجتماعات عامة في عطلة الكونغرس. وتعرض اثنان من المتظاهرين في فعالية لغرين للصعق بالكهرباء. إضافة إلى ذلك، أرسل اثنا عشر عضواً جمهورياً متوتراً في مجلس النواب، رسالة إلى قيادتهم يحذرون فيها من أنهم سيعارضون مشروع قانون ترامب الرئيسي للضرائب والإنفاق، إذا "تضمّن أي تخفيض في تغطية برنامج ميديكيد للفئات الضعيفة".
المدن١٠-٠٥-٢٠٢٥أعمالالمدنترامب: 100 يوم من الفشل...عندما تتحكّم النرجسيّة بأميركاليس من المبالغة القول إن هذه أغرب 100 يوم لأي رئيس في التاريخ الأميركي، لأنها في جوهرها نرجسية، مرضيّة بامتياز. بدا كل أسبوع من ولاية ترامب الحالية كأنه عامٌ كاملٌ للكثير من الأميركيين، بعدما بدأت تظهر مبكراً علامات الضجر والقلق والخوف على المستقبل في الداخل، إلى حدّ أن تقييم شريحة كبيرة من الشعب الأميركي للمئة يوم الأولى من حكم الرئيس الأميركي، أصبح ملازماً تلقائياً للفشل الذريع وبكل المقاييس العلمية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية. فهذا المؤرخ الأميركي من جامعة رايس، دوغلاس برينكلي، يقول عن ترامب: "لا يأتي مصلحاً بقدر ما هو أداة هدم"، ويضيف "ما نشهده مع ترامب هو مجرد انتقام سافر واستخفاف بالمواطنين الأميركيين، وخلق حالة من الفوضى تجعل الناس يشعرون وكأننا في حرب أهلية جديدة قد تشتعل في أي لحظة". سياسات فاشلة في الواقع، لطالما اعتدّ الأميركيون ببعض الأوامر التنفيذية الرئاسية التي حجزت لها مكاناً مرموقاً في تاريخهم، نظراً لأهدافها النبيلة أو إنجازاتها العظيمة، مثل: إعلان تحرير العبيد، وإلغاء الفصل العنصري في مدارس ليتل روك. لكن قرارات ترامب الحالية مبنية على القسوة ونهم الانتقام. على المستوى التشريعي، لم يُوقّع ترامب سوى خمسة مشاريع قوانين، ولم يكن أيٌّ منها رئيسياً، مما يجعل هذا أسوأ أداء لرئيس جديد في بداية ولايته منذ أكثر من قرن. أما على الصعيد الاقتصادي، ففي عهده تباطأ النمو، وتدهورت ثقة المستهلكين والشركات بواشنطن، وتراجعت الأسواق، ومعها ثروات الأميركيين. وتعقيباً على ذلك، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الأسبوع الفائت، إلى أن "رسوم ترامب الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو". وبالمثل، وصف كريستوفر والر، أحد محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في 14 نسيان/أبريل الجاري، رسوم ترامب الجمركية بأنها: "واحدة من أكبر الصدمات التي أثرت على الاقتصاد الأميركي منذ عقود". فشل في السياسة الخارجية فشل ترامب امتد أيضاً إلى السياسة الخارجية. فقد قال إنه سينهي الحروب في غزة وأوكرانيا. لكن القتال استؤنف في غزة، فيما تواصل روسيا حربها على أوكرانيا، على الرغم من مغازلته للكرملين وكسر القطيعة معه، ما جعل من محاولات ترامب للتقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مادة للسخرية. بل إن بعض الساسة الأميركيين وصفوها بالساذجة. أكثر من ذلك، لقد كان فاشلاً في نظر أصدقائه، بعد أن شن حرباً تجارية ضد كندا والمكسيك وأوروبا واليابان، وأثار غضب كندا بالحديث عن الضم، وهدد غرينلاند وبنما، وتسبب في شقّ حلف شمال الأطلي (ناتو). والانطباع ذاته تكوّن لدى الخصوم، إذ أضحت الصين أكثر جرأة في تهديد تايوان، وردّت بقوة على حرب ترامب التجارية، ووسّعت نفوذها العالمي لملء الفراغ الذي خلّفه انسحاب واشنطن من العالم. كذلك، يأخذ عليه خصومه الداخليون مهادنته للنظام الإيراني وتراجعه عن مواقفه الحربية ضده، فضلاً عن إخفاقاته في القضاء على ما يعتبره البيت الأبيض "تهديد جماعة الحوثيين في اليمن للملاحة العالمية في البحر الأحمر". إخفاقات دستورية وعلمية قائمة الفشل تطول أيضاً. دستورياً، تمّ إلغاء إجراءاته التنفيذية التي كانت جريئة في تجاهلها للقانون، أكثر من 80 مرة من قبل القضاة، بما في ذلك القضاة الذين عيّنهم الجمهوريون. وفي وقت يتحدّى فيه ترامب المحكمة العليا التي أصدرت حكماً بالإجماع ضده، يواجه الموظّفون والشخصيّات الذين عيّنهم في مناصب قياديّة ازدراءَ الآخرين لهم. الأكثر أهمية، أن ترامب تجرأ على المسّ بالمحرّمات العلمية التي تُعد من أسرار التفوّق الأميركي في العالم. فهو يواصل حربه ضد الجامعات المرموقة وفي مقدمتها "هارفارد". أيضاً، تُخطّط الإدارة لتوجيه ضربة أقسى للبحث الطبي، إذ خفّض ميزانية المعاهد الوطنية للصحة بنسبة 40%، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، ضمن خفض ميزانية وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بنسبة الثلث. وعلى المنوال ذاته، استُبعد 43 خبيراً من أصل نحو 200 من المجالس المشرفة على هذه الأبحاث، وتبيّن أن 38 منهم، كانوا من الإناث أو السود أو من أصل لاتيني. الحُكم الأهم على فشل ترامب أتى من الرأي العام، الذي قال كلمته. إذ أظهر استطلاع مجلة "إيكونوميست وشركة يوغوف" الأسبوع الفائت أن 42% من الأميركيين يوافقون على أدائه، فيما يعارضه 52%، مما يشير إلى تراجع بمقدار 16 نقطة عن فترة بداية ولايته. كما أن الأغلبية ترى أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ وأنها خارجة عن السيطرة. ماذا عن نجاحاته؟ في الحقيقة، لا يمكن مقارنة "نجاحات ترامب القليلة" بالواقع، إذ إنها لا تكاد تُذكر فعلاً. صحيح أن عمليات عبور الحدود تدنت من مستوياتها المنخفضة أصلاً، غير أنه لا توجد أدلة تُذكر على زيادة عمليات الترحيل، رغم تباهي الإدارة بذلك. ليس هذا فحسب، بل تراجعت آمال خفض التكاليف ـــ أي تدني مجموع الأموال التي تنفقها جهات حكومية أو مؤسسات خاصة على العمليات المالية ــ في إطار خدمة "DOGE" الأميركية، التي كان توقع إيلون ماسك أن تبلغ تريليون دولار هذا العام، إلى 150 مليار دولار فقط، ويبدو أن الكثير من ذلك مبني على أرقام مختلقة (والأرقام هنا على ذمّة الواشنطن بوست). تداعيات سياسات ترامب على حزبه على الجانب الجمهوري، واجهت شخصيات مثل السيناتور تشاك غراسلي (أيوا)، والنائب برايان ماست (فلوريدا)، والنائبة مارجوري تايلور غرين (جورجيا)، ناخبين غاضبين خلال اجتماعات عامة في عطلة الكونغرس. وتعرض اثنان من المتظاهرين في فعالية لغرين للصعق بالكهرباء. إضافة إلى ذلك، أرسل اثنا عشر عضواً جمهورياً متوتراً في مجلس النواب، رسالة إلى قيادتهم يحذرون فيها من أنهم سيعارضون مشروع قانون ترامب الرئيسي للضرائب والإنفاق، إذا "تضمّن أي تخفيض في تغطية برنامج ميديكيد للفئات الضعيفة".