logo
#

أحدث الأخبار مع #جامعةشيفيلدهالام

لماذا الجري البطيء أكثر فائدة من الجري السريع
لماذا الجري البطيء أكثر فائدة من الجري السريع

شبكة النبأ

timeمنذ 5 أيام

  • صحة
  • شبكة النبأ

لماذا الجري البطيء أكثر فائدة من الجري السريع

البرنامج التدريبي المتنوع المكوَّن من تدريبات منخفضة وعالية الشدة؛ وأيام راحة يسمح للعدائين بالتكيف؛ حتى يصير في إمكانهم تحمل القوى العالية التي تبذلها عضلاتهم ومفاصلهم وأوتارهم، والتي تسمح للقوة والسرعة بالتطور، يمنحك الركض البطيء قاعدة لياقة بدنية مناسبة، للسماح لك برفع المستوى، البطء يمكن أن يساعدك على التحرك بسرعة... بقلم: كريس سيمز تزداد في الآونة الأخيرة شهرة حراك الركض البطيء، والذي يلتقي فيه الناس للركض المتأني، ولكن لا تنخدع بالتفكير في أن المكاسب لا تأتي إلا بعد الألم. بالنسبة إلى العديد من العدائين، فإن الركض السريع هو هدفهم الأساسي لا غير. ولكن، في الآونة الأخيرة، يزدهر النهج المعاكس شيئًا فشيئًا؛ والذي يتمثل بحراك الركض البطيء Slow-running movement؛ حيث يلتقي الناس في رحلات اجتماعية غير مستعجلة. قد يكون هذا ممتعًا، ولكن من المعروف أن المكاسب لا تأتي إلا بعد الألم، صحيح؟ تشير العديد من الأبحاث إلى أن الأمر ليس بهذه البساطة. في الواقع، يمكن أن يؤدي السير بوتيرة أكثر راحة إلى تحقيق مجموعة من الفوائد الصحية، من وظيفة القلب، إلى الصحة العقلية، مع تحاشي الجوانب السلبية، لدفع جسمك إلى أقصى حد. قد يساعدك حتى على العيش لفترة أطول، ومن المفارقات أنه يؤدي إلى تحسّن مستواك الرياضي. لا يتعلق الجري البطيء بالسير بسرعة محددة، بل يتعلق بالمشي بوتيرة بطيئة بالنسبة إليك، والتي تتمثل في المشي بسرعة ترفع معدل ضربات قلبك، ولكنها تتركك قادرًا على الدردشة. وإن أردنا الدقة، سيكون معدل ضربات قلبك من 60 إلى 70% من معدل ضربات قلبك الأقصى، بحسب ما تقول ريبيكا روبنسون، العداءة المتحمسة والاستشارية الخصوصية في الرياضة والطب الرياضي. من المفترض أن يكون هذا المستوى من الجهد – المعروف أيضًا بتدريب المنطقة 2 – سهلًا إلى حد ما، فهل يعتبر حقًا تمرينًا؟ «نعم»، هكذا يجيب ستيف هاك، من جامعة شيفيلد هالام في المملكة المتحدة. يقول إن إنفاق الطاقة يزداد خطيًا مع سرعة الجري، ومن ثمَّ فإن إجمالي الطاقة التي تستخدمها لتغطية مسافة ثابتة هو نفسه عمومًا، بغض النظر عن مدى سرعة حركتك. ويقول: «مع الركض البطيء، يستغرق الأمر وقتًا أطول». هذا هو السبب في أنه يمكنك الحصول على العديد من الفوائد نفسها من المشي مقارنة بالركض، إذا كان لديك الوقت، ومن تلك الفوائد معدل أبطأ من الشيخوخة البيولوجية وتعزيز الصحة العقلية. الإنفاق التراكمي للطاقة هو ما يهم للعديد من الآثار الفيسيولوجية للتمرين، وليس شدة الجهد. حرق الدهون لكن الوتيرة غير المستعجلة للجري البطيء تعني أنه يمكن أن يوفر أشياء لا توفرها التمارين عالية الشدة. تؤثر السرعة التي تركض بها في ما يستخدمه جسمك كوقود. إذا كنت تتحرك ببطء، فإن جسمك يمكنه استخدام الاستقلاب الهوائي، والذي يعتمد على إمدادات جيدة من الأكسجين من رئتيك. فهذا يعني أنك تقوم بتحطيم الدهون المخزَّنة لتزويد معظم طاقتك. يقول هاك: «إذا كنت أرغب في حرق الدهون، فإن الركض أبطأ هو الأفضل». عندما تستهلك طاقة عالية، عندما تلهث للتنفس، يتحول الجسم إلى استخدام العمليات اللاهوائية، ويكسر الكربوهيدرات والبروتين بشكل أساسي. من خلال استقلاب الدهون بشكل أفضل، يمكن أن يساعدنا تدريب المنطقة 2 في إدارة الوزن ومستويات الأنسولين، كما تقول روبنسون. وتقول إن الركض البطيء يمكن أن يساعد أيضًا نظام القلب والأوعية الدموية لدينا على العمل بكفاءة أكبر، من خلال تشجيع عضلة القلب على التطور، وزيادة كمية الدم التي يمكن أن تضخها، وتقليل معدل ضربات القلب أثناء الراحة وخفض ضغط الدم والإجهاد القلبي. في الواقع، تظهر بعض الدراسات أنه قد يكون أكثر فائدة لنظام القلب والأوعية الدموية إذا كنت تمارس الرياضة بشكل معتدل، بدلًا من دفع نفسك إلى أقصى حد. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2022 حول الصحة طويلة الأمد، على أكثر من 116 ألف بالغ أمريكي، أن فوائد النشاط البدني القوي لصحة القلب والأوعية الدموية تتلاشى عند مستويات النشاط العالية، على عكس النشاط معتدل الشدة، على الرغم من أن الفوائد الصحية أو غيرها من الفوائد للتمارين عالية الشدة لا يزال حولها خلاف كبير. وبالمثل، وجدت دراسة أجريت عام 2020، على 138 عداء ماراثون لأول مرة، أن التدريب على السباق وإكماله، حتى بوتيرة بطيئة، يعادل انخفاضًا لمدة أربع سنوات في العمر البيولوجي لنظام القلب والأوعية الدموية، مع وجود ارتباط بين بطء الركض وانخفاض نسبة تصلب الأورطي (الأبهر) Aorta المرتبط بالعمر، وهو الشريان الكبير الذي يحمل الدم من القلب. هناك تعزيزات ذهنية Mental boosts تنتج عن الركض البطيء أيضًا. وبحسب روبنسون، فإنه في حين أن التدريب عالي الشدة يشتهر بـ«ضجة» إطلاق الإندورفين، إلا أن التمرين البطيء في الخارج يوفر نوعًا خاصًا من الضجة. تقول: «يمكننا أن نكون أكثر وعيًا بمشاعرنا وبالطبيعة من حولنا إذا اخترنا ممارسة الرياضة ببطء في الهواء الطلق. ونظرًا لأنه يمكننا ممارسة الرياضة بوتيرة تسمح لنا بإجراء محادثة، فقد يكون هذا وقتًا مهمًا للتواصل مع الأصدقاء الذين نعمل معهم – مما يساعد على صحتنا العقلية». تدريب المنطقة 2 ولكن كيف يمكن أن يتناسب الركض البطيء مع حياة شخص هدفه تسجيل أوقات سريعة؟ في الواقع، يتم الاعتماد على هذه الممارسة من قبل نخبة الرياضيين. يقضي العديد من عدائي المسافات الطويلة نحو 80% من تدريبهم في المنطقة 2، بدلًا من التدريب بوتيرة أسرع. تقول روبنسون: «بصفتي عداءة، أحب أن أبذل جهودًا شاقة وعالية الشدة، لكنني أعلم أن الركض البطيء جزء مهم من برنامجي. للركض البطيء فوائد فسيولوجية محددة للتدريب، ويتيح أيضًا التعافي بين التدريبات الصعبة؛ فمحاولة الجري بجد كل يوم تزيد في النهاية من قدرة الجسم على التكيف والتعافي». البرنامج التدريبي المتنوع المكوَّن من تدريبات منخفضة وعالية الشدة؛ وأيام راحة يسمح للعدائين بالتكيف؛ حتى يصير في إمكانهم تحمل القوى العالية التي تبذلها عضلاتهم ومفاصلهم وأوتارهم، والتي تسمح للقوة والسرعة بالتطور، بحسب ما تقول روبنسون. بمعنى آخر، يمكن أن يمنحك الركض البطيء قاعدة لياقة بدنية مناسبة، وحالة جسم مناسبة؛ للسماح لك برفع المستوى، إذا كنت ترغب في ذلك. خلاصة القول هي: إن البطء يمكن أن يساعدك على التحرك بسرعة، وقد يساعدك على العيش لفترة أطول أيضًا. * المصدر: موقع مجلة العلوم-العدد نوفمبر 2024

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟
هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟

شفق نيوز

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • شفق نيوز

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟

توصف الوحدة بأنها تهديد مُدمر للصحة، لدرجة أنها تُعادل تدخين 15 سيجارة يومياً. ولكن في الوقت نفسه، يشكّل التواصل المستمر والكثيف إرهاقاً للبعض منا، إذ لم نكن يوماً متقاربين من بعضنا البعض بالقدر الذي نحن عليه اليوم، حيث نتلقى مئات الرسائل يومياً عبر هواتفنا الذكية، ما يدفع الكثيرين للبحث عن الهدوء. فهل من الممكن إذاً إيجاد هذا التوازن؟ سألت بي بي سي خبراء الصحة عن رأيهم. هل هناك فرق بين العزلة والوحدة؟ على الرغم من أنها الشعور بالوحدة هو مشكلة قديمة، إلا أن هذه المشاعر أصبحت أصعب للملايين من الناس خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي الإلزامي بسبب فيروس كورونا، عندما بقي الكثيرون لوحدهم في منازلهم لفترات طويلة. تقول أندريا ويغفيلد، مديرة مركز دراسات الوحدة في جامعة شيفيلد هالام بالمملكة المتحدة، إن الوحدة "شعور ذاتي مؤلم" ينشأ عندما يكون "عدد علاقاتك الاجتماعية أقل مما تطمح له". لكن الوحدة تظهر أيضاً عندما تشعر أن نوعية علاقاتك الشخصية أسوأ مما ترغب به، وفق ما يقوله خبراء، أو إذا قارنت علاقاتك بعلاقات أقرانك، ووجدت بأن روابط الصداقة التي تملكها أضعف من الآخرين، فهذا يحيلك بسهولة للشعور بالوحدة. ومع أن الشخص المنعزل عن الآخرين قد يشعر بالوحدة أكثر من غيره، إلا أنه من الممكن أن يشعر الفرد بالوحدة وهو محاط بعدد كبير من الناس. فأن الإحساس بأنك غريب عن المكان والوسط الذي تتواجد به، ولا تنتمي لهما، أو أن علاقاتك مع الآخرين ليست بالقوة التي ترغبها، يمكن أن تؤدي بك بسرعة إلى تلك المشاعر المؤلمة، وهي الوحدة، تقول ويغفيلد. في بعض اللغات، قد تكون لكلمتي الوحدة والعزلة ذات المعنى، لكنهما في الحقيقة كلمتين متناقضتين، فالعزلة هي حالة مؤقتة من الممكن أن تمنحك بعض الهدوء المستحب، الذي قد تستمتع به! وقد تكون العزلة هي فترة تقضيها بمفردك جسديا دون التفاعل مع أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، كما توضح ثوي-في نغوين، الباحثة الرئيسية في مختبر العزلة والأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة دورهام في المملكة المتحدة. كيف يؤثر الشعور بالوحدة على جسدك؟ الوحدة ضارة جدا بالصحة، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج عن ارتباط الوحدة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى. تقول ويغفيلد إن هناك أدلة متزايدة على أن الوحدة يمكن أن تؤدي إلى الخرف والاكتئاب والقلق وزيادة خطر الوفاة بشكل عام. لم يتضح بعد السبب وراء هذا التأثير للوحدة على الصحة الجسدية، يعتقد الأطباء أن الرابط قد يعود إلى زيادة الشعور بالضغط والتوتر ونقص التحفيز المعرفي نتيجة الانعزال، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية. تُقدر منظمة الصحة العالمية أن من كل أربعة مسنين هناك شخص واحد يعاني من عزلة اجتماعية، بينما يواجه ما بين 5 إلى 15% من المراهقين مشاعر الوحدة. وبعيدًا عن العمر، توجد أيضاً مجموعات معينة معرضة لخطر متزايد من الشعور بالوحدة أكثر من غيرها، مثل المهاجرين، والأقليات العرقية، وطالبي اللجوء، والأشخاص من مجتمع الميم، والمسؤولين عن رعاية المرضى والمعاقين، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أخرى. كيف يمكنك التغلب على الوحدة؟ في السنوات الأخيرة، أطلقت حكومات عديدة مبادرات للتصدي لوباء الوحدة، الذي أصبح أحد أبرز القضايا التي يتم إدراجها على جداول الأعمال السياسية للحكومات، في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، والضمان الاجتماعي، والاقتصاد بشكل عام. تُظهر الأبحاث أن التطوع يُمكن أن يكون استراتيجية وقائية فعالة، ففي هونغ كونغ، أكدت تجربة أجريت على 375 متطوعاً مجتمعياً أن استغلال أوقات الفراغ من أجل قضية تؤمن بها يُمكن أن يُخفف من الشعور بالوحدة، وخاصة لدى كبار السن. في الوقت نفسه، تتبع أستراليا وهولندا نهجاً مختلفاً، حيث تستثمران بدلاً من ذلك في مبادرة للعيش المشترك بين الأجيال، إذ يتم تشجيع الأجيال الأكبر سناً والأصغر سناً على قضاء الوقت معاً في أماكن مشتركة مثل المراكز المجتمعية أو المجمعات السكنية ذات الساحات المشتركة. و في بريطانيا يستخدم الأطباء ما يعرف ب "الوصفات الطبية الاجتماعية"، حيث يُحيل الأطباء المرضى الذين يشتبهون في عزلتهم الشديدة إلى خدمات تتضمن التواصل بين الناس، بدلًا من وصف الأدوية. ويشرح هولان ليانغ، طبيب نفس الأطفال والمراهقين، أن الحل الأمثل يكمن في بناء مجتمعات متسامحة ومتعاونة، يشعر الأفراد فيها بمكانتهم، ويحلمون بأهدافٍ يسعون لتحقيقها. يقول ليانغ، مؤلف كتاب "الشعور بالانتماء": "إن الاطمئنان على الآخرين، وتعزيز اللطف والتعاون بين الناس يُساعد على الوقاية من الوحدة". أما على المستوى الفردي، فإن تحقيق الرضا الذاتي، وتحسين جودة علاقاتنا بأصدقائنا تساعد في الابتعاد عن الوحدة، وفق ما يقوله خبراء لبي بي سي، محذرين من أن علامات مثل الشعور المستمر بالحزن وقلة الرغبة في الاختلاط بالآخرين أو مغادرة المنزل، قد تشكل مؤشراً على بداية شعورنا بالوحدة. وقد تشمل العلامات التحذيرية أيضاً شعور الشخص بأنه منفصل عن الآخرين، أو حتى عن المكان والمساحات التي يتواجد بها. هل للعزلة وصمة عار؟ تؤكد البروفيسورة نغوين أن البشر، ككائنات اجتماعية، يعتمدون على شبكة اجتماعية متماسكة تلتزم بقواعد معينة للبقاء. ومن هذا المنطلق، تقول: "نميل إلى التركيز على أهمية التفاعل الاجتماعية وأن نبقى سوياً مع بعضنا، وبهذا المعنى، تُعتبر العزلة وصمة عار"، على الرغم من ذلك، تساعد العزلة بشكل مباشر في "تهدئتنا". أظهرت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة أن لحظات العزلة يمكن أن تجلب فوائد على الصحة النفسية. تابع الباحثون 178 شخصاً بالغاً لمدة تصل إلى 21 يوما، خلال هذه الفترة، كان على المشاركين ملء مذكرات واستبيانات لقياس مستوى توترهم، ورضاهم عن الحياة، واستقلاليتهم، وشعورهم بالوحدة. كشفت التجربة أن قضاء ساعات أطول بمفردهم جعلهم يشعرون بانخفاض التوتر، وحرية الاختيار، والتصرف على سجيتهم، وهو ما يشير، وفقاً للباحثين، إلى أثر العزلة "كمهدئ". لكنهم أيضاً، أفادوا بأنه تملكتهم مشاعر بأنهم وحيدين وانخفضت نسب الرضا عن أنفسهم. كيف تجد لحظات ذات معنى لنفسك؟ تشير الأدلة إلى أن العزلة توفر مساحة لتنظيم المشاعر، وشعوراً بالحرية والاستقلالية، لذا، يمكن أن تكون أداة مفيدة بشكل خاص في المواقف التي نتعرض فيها لضغط نفسي أكبر، أو في يوم معين نشعر فيه بازدحام الحياة. و يمكن أن تساعد العزلة في دعم الصحة النفسية والقدرة على الصمود أمام المشكلات، لكن في ذات الوقت، قد يكون قضاء الوقت بمفردنا مرهقا للبعض. توصي البروفيسورة نغوين بجعل قضاء الوقت بمفردك "عادة" منتظمة، وذلك من خلال جدولة وقت يمكنك الاستمتاع به بعيداً عن الشاشات وسائل التواصل. وقالت"عندما يسألني الناس عن كيفية الاستفادة من العزلة، فإنني أنصح دائماً بالبدء بخطوات صغيرة، بـ 15 دقيقة فقط يوميًا". خلال هذه الفترة القصيرة، يمكنك تتبع مشاعرك، وما الذي تحب القيام به، ومع مرور الأيام، قم توسيع نطاق هذا الوقت من العزلة، تدريجياً. وأضافت "أحياناً، يرغب الناس في بدء فترة نقاهة وتقليل وقت استخدامهم للشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي لأيام، قد يُسبب هذا شعوراً بعدم الراحة، وقد لا يرغبون في تجربته مجدداً في المستقبل". ولكن هل هناك حد؟ كشفت بيانات جامعة ريدينغ أن الناس كانوا أكثر وحدة وأقل رضا في الأيام التي قضوا فيها ساعات أطول في عزلة، وحتى عندما كانت العزلة اختيارية، لم تقل هذه المشاعر، لأنها أصبحت تتراكم على مدار عدة أيام، لذا فإن التوازن المثالي لا يمكن قياسه بالساعات، تقول نغوين، إنما من حيث جودة الأشياء التي نفعلها في هذا الوقت. تُشير إلى أن بعض الأبحاث تُظهر أن الشعور بالوحدة يبدأ عندما نكون بمفردنا لمدة 75٪ من ساعات يقظتنا. وتعتقد أن "هذا يعتمد في الواقع على مستوى كل فرد وماذا يفعل خلال هذه الدقائق من الانقطاع عن العالم؟ يقترح الخبراء إيجاد أنشطة مُحفزة تُوفر أيضاً الراحة والاسترخاء. هناك العديد من الهوايات والأنشطة المشتركة التي تتوافق مع العزلة، مثل القراءة، والبستنة، والمشي في الطبيعة، والاستماع إلى الموسيقى، والطبخ، والحرف اليدوية.

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟
هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟

الوسط

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • الوسط

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟

Getty Images العزلة المتعمدة قد تكون مفيدة لصحتك النفسية توصف الوحدة بأنها تهديد مُدمر للصحة، لدرجة أنها تُعادل تدخين 15 سيجارة يومياً. ولكن في الوقت نفسه، يشكّل التواصل المستمر والكثيف إرهاقاً للبعض منا، إذ لم نكن يوماً متقاربين من بعضنا البعض بالقدر الذي نحن عليه اليوم، حيث نتلقى مئات الرسائل يومياً عبر هواتفنا الذكية، ما يدفع الكثيرين للبحث عن الهدوء. فهل من الممكن إذاً إيجاد هذا التوازن؟ سألت بي بي سي خبراء الصحة عن رأيهم. هل هناك فرق بين العزلة والوحدة؟ على الرغم من أنها الشعور بالوحدة هو مشكلة قديمة، إلا أن هذه المشاعر أصبحت أصعب للملايين من الناس خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي الإلزامي بسبب فيروس كورونا، عندما بقي الكثيرون لوحدهم في منازلهم لفترات طويلة. تقول أندريا ويغفيلد، مديرة مركز دراسات الوحدة في جامعة شيفيلد هالام بالمملكة المتحدة، إن الوحدة "شعور ذاتي مؤلم" ينشأ عندما يكون "عدد علاقاتك الاجتماعية أقل مما تطمح له". لكن الوحدة تظهر أيضاً عندما تشعر أن نوعية علاقاتك الشخصية أسوأ مما ترغب به، وفق ما يقوله خبراء، أو إذا قارنت علاقاتك بعلاقات أقرانك، ووجدت بأن روابط الصداقة التي تملكها أضعف من الآخرين، فهذا يحيلك بسهولة للشعور بالوحدة. ومع أن الشخص المنعزل عن الآخرين قد يشعر بالوحدة أكثر من غيره، إلا أنه من الممكن أن يشعر الفرد بالوحدة وهو محاط بعدد كبير من الناس. فأن الإحساس بأنك غريب عن المكان والوسط الذي تتواجد به، ولا تنتمي لهما، أو أن علاقاتك مع الآخرين ليست بالقوة التي ترغبها، يمكن أن تؤدي بك بسرعة إلى تلك المشاعر المؤلمة، وهي الوحدة، تقول ويغفيلد. في بعض اللغات، قد تكون لكلمتي الوحدة والعزلة ذات المعنى، لكنهما في الحقيقة كلمتين متناقضتين، فالعزلة هي حالة مؤقتة من الممكن أن تمنحك بعض الهدوء المستحب، الذي قد تستمتع به! وقد تكون العزلة هي فترة تقضيها بمفردك جسديا دون التفاعل مع أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، كما توضح ثوي-في نغوين، الباحثة الرئيسية في مختبر العزلة والأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة دورهام في المملكة المتحدة. Getty Images في الدراسات الطبية، ترتبط الوحدة بالخرف والاكتئاب والقلق، بل وحتى بزيادة احتمال الوفاة بشكل عام. كيف يؤثر الشعور بالوحدة على جسدك؟ الوحدة ضارة جدا بالصحة، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج عن ارتباط الوحدة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى. تقول ويغفيلد إن هناك أدلة متزايدة على أن الوحدة يمكن أن تؤدي إلى الخرف والاكتئاب والقلق وزيادة خطر الوفاة بشكل عام. لم يتضح بعد السبب وراء هذا التأثير للوحدة على الصحة الجسدية، يعتقد الأطباء أن الرابط قد يعود إلى زيادة الشعور بالضغط والتوتر ونقص التحفيز المعرفي نتيجة الانعزال، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية. تُقدر منظمة الصحة العالمية أن من كل أربعة مسنين هناك شخص واحد يعاني من عزلة اجتماعية، بينما يواجه ما بين 5 إلى 15% من المراهقين مشاعر الوحدة. وبعيدًا عن العمر، توجد أيضاً مجموعات معينة معرضة لخطر متزايد من الشعور بالوحدة أكثر من غيرها، مثل المهاجرين، والأقليات العرقية، وطالبي اللجوء، والأشخاص من مجتمع الميم، والمسؤولين عن رعاية المرضى والمعاقين، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أخرى. Getty Images أدت عمليات الإغلاق المطولة والتباعد الاجتماعي الإلزامي بسبب جائحة كورونا إلى عزل الكثير من الناس كيف يمكنك التغلب على الوحدة؟ في السنوات الأخيرة، أطلقت حكومات عديدة مبادرات للتصدي لوباء الوحدة، الذي أصبح أحد أبرز القضايا التي يتم إدراجها على جداول الأعمال السياسية للحكومات، في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، والضمان الاجتماعي، والاقتصاد بشكل عام. تُظهر الأبحاث أن التطوع يُمكن أن يكون استراتيجية وقائية فعالة، ففي هونغ كونغ، أكدت تجربة أجريت على 375 متطوعاً مجتمعياً أن استغلال أوقات الفراغ من أجل قضية تؤمن بها يُمكن أن يُخفف من الشعور بالوحدة، وخاصة لدى كبار السن. في الوقت نفسه، تتبع أستراليا وهولندا نهجاً مختلفاً، حيث تستثمران بدلاً من ذلك في مبادرة للعيش المشترك بين الأجيال، إذ يتم تشجيع الأجيال الأكبر سناً والأصغر سناً على قضاء الوقت معاً في أماكن مشتركة مثل المراكز المجتمعية أو المجمعات السكنية ذات الساحات المشتركة. و في بريطانيا يستخدم الأطباء ما يعرف ب "الوصفات الطبية الاجتماعية"، حيث يُحيل الأطباء المرضى الذين يشتبهون في عزلتهم الشديدة إلى خدمات تتضمن التواصل بين الناس، بدلًا من وصف الأدوية. ويشرح هولان ليانغ، طبيب نفس الأطفال والمراهقين، أن الحل الأمثل يكمن في بناء مجتمعات متسامحة ومتعاونة، يشعر الأفراد فيها بمكانتهم، ويحلمون بأهدافٍ يسعون لتحقيقها. يقول ليانغ، مؤلف كتاب "الشعور بالانتماء": "إن الاطمئنان على الآخرين، وتعزيز اللطف والتعاون بين الناس يُساعد على الوقاية من الوحدة". أما على المستوى الفردي، فإن تحقيق الرضا الذاتي، وتحسين جودة علاقاتنا بأصدقائنا تساعد في الابتعاد عن الوحدة، وفق ما يقوله خبراء لبي بي سي، محذرين من أن علامات مثل الشعور المستمر بالحزن وقلة الرغبة في الاختلاط بالآخرين أو مغادرة المنزل، قد تشكل مؤشراً على بداية شعورنا بالوحدة. وقد تشمل العلامات التحذيرية أيضاً شعور الشخص بأنه منفصل عن الآخرين، أو حتى عن المكان والمساحات التي يتواجد بها. Getty Images لأننا كائنات اجتماعية، غالباً ما تعد الوحدة وصمة عار هل للعزلة وصمة عار؟ تؤكد البروفيسورة نغوين أن البشر، ككائنات اجتماعية، يعتمدون على شبكة اجتماعية متماسكة تلتزم بقواعد معينة للبقاء. ومن هذا المنطلق، تقول: "نميل إلى التركيز على أهمية التفاعل الاجتماعية وأن نبقى سوياً مع بعضنا، وبهذا المعنى، تُعتبر العزلة وصمة عار"، على الرغم من ذلك، تساعد العزلة بشكل مباشر في "تهدئتنا". أظهرت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة أن لحظات العزلة يمكن أن تجلب فوائد على الصحة النفسية. تابع الباحثون 178 شخصاً بالغاً لمدة تصل إلى 21 يوما، خلال هذه الفترة، كان على المشاركين ملء مذكرات واستبيانات لقياس مستوى توترهم، ورضاهم عن الحياة، واستقلاليتهم، وشعورهم بالوحدة. كشفت التجربة أن قضاء ساعات أطول بمفردهم جعلهم يشعرون بانخفاض التوتر، وحرية الاختيار، والتصرف على سجيتهم، وهو ما يشير، وفقاً للباحثين، إلى أثر العزلة "كمهدئ". لكنهم أيضاً، أفادوا بأنه تملكتهم مشاعر بأنهم وحيدين وانخفضت نسب الرضا عن أنفسهم. Getty Images يعد العمل في الحديقة أحد الأنشطة التي تُناسب لحظات العزلة الصحية كيف تجد لحظات ذات معنى لنفسك؟ تشير الأدلة إلى أن العزلة توفر مساحة لتنظيم المشاعر، وشعوراً بالحرية والاستقلالية، لذا، يمكن أن تكون أداة مفيدة بشكل خاص في المواقف التي نتعرض فيها لضغط نفسي أكبر، أو في يوم معين نشعر فيه بازدحام الحياة. و يمكن أن تساعد العزلة في دعم الصحة النفسية والقدرة على الصمود أمام المشكلات، لكن في ذات الوقت، قد يكون قضاء الوقت بمفردنا مرهقا للبعض. توصي البروفيسورة نغوين بجعل قضاء الوقت بمفردك "عادة" منتظمة، وذلك من خلال جدولة وقت يمكنك الاستمتاع به بعيداً عن الشاشات وسائل التواصل. وقالت"عندما يسألني الناس عن كيفية الاستفادة من العزلة، فإنني أنصح دائماً بالبدء بخطوات صغيرة، بـ 15 دقيقة فقط يوميًا". خلال هذه الفترة القصيرة، يمكنك تتبع مشاعرك، وما الذي تحب القيام به، ومع مرور الأيام، قم توسيع نطاق هذا الوقت من العزلة، تدريجياً. وأضافت "أحياناً، يرغب الناس في بدء فترة نقاهة وتقليل وقت استخدامهم للشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي لأيام، قد يُسبب هذا شعوراً بعدم الراحة، وقد لا يرغبون في تجربته مجدداً في المستقبل". ولكن هل هناك حد؟ كشفت بيانات جامعة ريدينغ أن الناس كانوا أكثر وحدة وأقل رضا في الأيام التي قضوا فيها ساعات أطول في عزلة، وحتى عندما كانت العزلة اختيارية، لم تقل هذه المشاعر، لأنها أصبحت تتراكم على مدار عدة أيام، لذا فإن التوازن المثالي لا يمكن قياسه بالساعات، تقول نغوين، إنما من حيث جودة الأشياء التي نفعلها في هذا الوقت. تُشير إلى أن بعض الأبحاث تُظهر أن الشعور بالوحدة يبدأ عندما نكون بمفردنا لمدة 75٪ من ساعات يقظتنا. وتعتقد أن "هذا يعتمد في الواقع على مستوى كل فرد وماذا يفعل خلال هذه الدقائق من الانقطاع عن العالم؟ يقترح الخبراء إيجاد أنشطة مُحفزة تُوفر أيضاً الراحة والاسترخاء. هناك العديد من الهوايات والأنشطة المشتركة التي تتوافق مع العزلة، مثل القراءة، والبستنة، والمشي في الطبيعة، والاستماع إلى الموسيقى، والطبخ، والحرف اليدوية.

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟ #عاجل
هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟ #عاجل

سيدر نيوز

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • سيدر نيوز

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟ #عاجل

توصف الوحدة بأنها تهديد مُدمر للصحة، لدرجة أنها تُعادل تدخين 15 سيجارة يومياً. ولكن في الوقت نفسه، يشكّل التواصل المستمر والكثيف إرهاقاً للبعض منا، إذ لم نكن يوماً متقاربين من بعضنا البعض بالقدر الذي نحن عليه اليوم، حيث نتلقى مئات الرسائل يومياً عبر هواتفنا الذكية، ما يدفع الكثيرين للبحث عن الهدوء. فهل من الممكن إذاً إيجاد هذا التوازن؟ سألت بي بي سي خبراء الصحة عن رأيهم. هل هناك فرق بين العزلة والوحدة؟ على الرغم من أنها الشعور بالوحدة هو مشكلة قديمة، إلا أن هذه المشاعر أصبحت أصعب للملايين من الناس خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي الإلزامي بسبب فيروس كورونا، عندما بقي الكثيرون لوحدهم في منازلهم لفترات طويلة. تقول أندريا ويغفيلد، مديرة مركز دراسات الوحدة في جامعة شيفيلد هالام بالمملكة المتحدة، إن الوحدة 'شعور ذاتي مؤلم' ينشأ عندما يكون 'عدد علاقاتك الاجتماعية أقل مما تطمح له'. لكن الوحدة تظهر أيضاً عندما تشعر أن نوعية علاقاتك الشخصية أسوأ مما ترغب به، وفق ما يقوله خبراء، أو إذا قارنت علاقاتك بعلاقات أقرانك، ووجدت بأن روابط الصداقة التي تملكها أضعف من الآخرين، فهذا يحيلك بسهولة للشعور بالوحدة. ومع أن الشخص المنعزل عن الآخرين قد يشعر بالوحدة أكثر من غيره، إلا أنه من الممكن أن يشعر الفرد بالوحدة وهو محاط بعدد كبير من الناس. فأن الإحساس بأنك غريب عن المكان والوسط الذي تتواجد به، ولا تنتمي لهما، أو أن علاقاتك مع الآخرين ليست بالقوة التي ترغبها، يمكن أن تؤدي بك بسرعة إلى تلك المشاعر المؤلمة، وهي الوحدة، تقول ويغفيلد. في بعض اللغات، قد تكون لكلمتي الوحدة والعزلة ذات المعنى، لكنهما في الحقيقة كلمتين متناقضتين، فالعزلة هي حالة مؤقتة من الممكن أن تمنحك بعض الهدوء المستحب، الذي قد تستمتع به! وقد تكون العزلة هي فترة تقضيها بمفردك جسديا دون التفاعل مع أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، كما توضح ثوي-في نغوين، الباحثة الرئيسية في مختبر العزلة والأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة دورهام في المملكة المتحدة. كيف يؤثر الشعور بالوحدة على جسدك؟ الوحدة ضارة جدا بالصحة، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج عن ارتباط الوحدة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى. تقول ويغفيلد إن هناك أدلة متزايدة على أن الوحدة يمكن أن تؤدي إلى الخرف والاكتئاب والقلق وزيادة خطر الوفاة بشكل عام. لم يتضح بعد السبب وراء هذا التأثير للوحدة على الصحة الجسدية، يعتقد الأطباء أن الرابط قد يعود إلى زيادة الشعور بالضغط والتوتر ونقص التحفيز المعرفي نتيجة الانعزال، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية. تُقدر منظمة الصحة العالمية أن من كل أربعة مسنين هناك شخص واحد يعاني من عزلة اجتماعية، بينما يواجه ما بين 5 إلى 15% من المراهقين مشاعر الوحدة. وبعيدًا عن العمر، توجد أيضاً مجموعات معينة معرضة لخطر متزايد من الشعور بالوحدة أكثر من غيرها، مثل المهاجرين، والأقليات العرقية، وطالبي اللجوء، والأشخاص من مجتمع الميم، والمسؤولين عن رعاية المرضى والمعاقين، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أخرى. كيف يمكنك التغلب على الوحدة؟ في السنوات الأخيرة، أطلقت حكومات عديدة مبادرات للتصدي لوباء الوحدة، الذي أصبح أحد أبرز القضايا التي يتم إدراجها على جداول الأعمال السياسية للحكومات، في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، والضمان الاجتماعي، والاقتصاد بشكل عام. تُظهر الأبحاث أن التطوع يُمكن أن يكون استراتيجية وقائية فعالة، ففي هونغ كونغ، أكدت تجربة أجريت على 375 متطوعاً مجتمعياً أن استغلال أوقات الفراغ من أجل قضية تؤمن بها يُمكن أن يُخفف من الشعور بالوحدة، وخاصة لدى كبار السن. في الوقت نفسه، تتبع أستراليا وهولندا نهجاً مختلفاً، حيث تستثمران بدلاً من ذلك في مبادرة للعيش المشترك بين الأجيال، إذ يتم تشجيع الأجيال الأكبر سناً والأصغر سناً على قضاء الوقت معاً في أماكن مشتركة مثل المراكز المجتمعية أو المجمعات السكنية ذات الساحات المشتركة. و في بريطانيا يستخدم الأطباء ما يعرف ب 'الوصفات الطبية الاجتماعية'، حيث يُحيل الأطباء المرضى الذين يشتبهون في عزلتهم الشديدة إلى خدمات تتضمن التواصل بين الناس، بدلًا من وصف الأدوية. ويشرح هولان ليانغ، طبيب نفس الأطفال والمراهقين، أن الحل الأمثل يكمن في بناء مجتمعات متسامحة ومتعاونة، يشعر الأفراد فيها بمكانتهم، ويحلمون بأهدافٍ يسعون لتحقيقها. يقول ليانغ، مؤلف كتاب 'الشعور بالانتماء': 'إن الاطمئنان على الآخرين، وتعزيز اللطف والتعاون بين الناس يُساعد على الوقاية من الوحدة'. أما على المستوى الفردي، فإن تحقيق الرضا الذاتي، وتحسين جودة علاقاتنا بأصدقائنا تساعد في الابتعاد عن الوحدة، وفق ما يقوله خبراء لبي بي سي، محذرين من أن علامات مثل الشعور المستمر بالحزن وقلة الرغبة في الاختلاط بالآخرين أو مغادرة المنزل، قد تشكل مؤشراً على بداية شعورنا بالوحدة. وقد تشمل العلامات التحذيرية أيضاً شعور الشخص بأنه منفصل عن الآخرين، أو حتى عن المكان والمساحات التي يتواجد بها. هل للعزلة وصمة عار؟ تؤكد البروفيسورة نغوين أن البشر، ككائنات اجتماعية، يعتمدون على شبكة اجتماعية متماسكة تلتزم بقواعد معينة للبقاء. ومن هذا المنطلق، تقول: 'نميل إلى التركيز على أهمية التفاعل الاجتماعية وأن نبقى سوياً مع بعضنا، وبهذا المعنى، تُعتبر العزلة وصمة عار'، على الرغم من ذلك، تساعد العزلة بشكل مباشر في 'تهدئتنا'. أظهرت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة أن لحظات العزلة يمكن أن تجلب فوائد على الصحة النفسية. تابع الباحثون 178 شخصاً بالغاً لمدة تصل إلى 21 يوما، خلال هذه الفترة، كان على المشاركين ملء مذكرات واستبيانات لقياس مستوى توترهم، ورضاهم عن الحياة، واستقلاليتهم، وشعورهم بالوحدة. كشفت التجربة أن قضاء ساعات أطول بمفردهم جعلهم يشعرون بانخفاض التوتر، وحرية الاختيار، والتصرف على سجيتهم، وهو ما يشير، وفقاً للباحثين، إلى أثر العزلة 'كمهدئ'. لكنهم أيضاً، أفادوا بأنه تملكتهم مشاعر بأنهم وحيدين وانخفضت نسب الرضا عن أنفسهم. كيف تجد لحظات ذات معنى لنفسك؟ تشير الأدلة إلى أن العزلة توفر مساحة لتنظيم المشاعر، وشعوراً بالحرية والاستقلالية، لذا، يمكن أن تكون أداة مفيدة بشكل خاص في المواقف التي نتعرض فيها لضغط نفسي أكبر، أو في يوم معين نشعر فيه بازدحام الحياة. و يمكن أن تساعد العزلة في دعم الصحة النفسية والقدرة على الصمود أمام المشكلات، لكن في ذات الوقت، قد يكون قضاء الوقت بمفردنا مرهقا للبعض. توصي البروفيسورة نغوين بجعل قضاء الوقت بمفردك 'عادة' منتظمة، وذلك من خلال جدولة وقت يمكنك الاستمتاع به بعيداً عن الشاشات وسائل التواصل. وقالت'عندما يسألني الناس عن كيفية الاستفادة من العزلة، فإنني أنصح دائماً بالبدء بخطوات صغيرة، بـ 15 دقيقة فقط يوميًا'. خلال هذه الفترة القصيرة، يمكنك تتبع مشاعرك، وما الذي تحب القيام به، ومع مرور الأيام، قم توسيع نطاق هذا الوقت من العزلة، تدريجياً. وأضافت 'أحياناً، يرغب الناس في بدء فترة نقاهة وتقليل وقت استخدامهم للشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي لأيام، قد يُسبب هذا شعوراً بعدم الراحة، وقد لا يرغبون في تجربته مجدداً في المستقبل'. ولكن هل هناك حد؟ كشفت بيانات جامعة ريدينغ أن الناس كانوا أكثر وحدة وأقل رضا في الأيام التي قضوا فيها ساعات أطول في عزلة، وحتى عندما كانت العزلة اختيارية، لم تقل هذه المشاعر، لأنها أصبحت تتراكم على مدار عدة أيام، لذا فإن التوازن المثالي لا يمكن قياسه بالساعات، تقول نغوين، إنما من حيث جودة الأشياء التي نفعلها في هذا الوقت. تُشير إلى أن بعض الأبحاث تُظهر أن الشعور بالوحدة يبدأ عندما نكون بمفردنا لمدة 75٪ من ساعات يقظتنا. وتعتقد أن 'هذا يعتمد في الواقع على مستوى كل فرد وماذا يفعل خلال هذه الدقائق من الانقطاع عن العالم؟ يقترح الخبراء إيجاد أنشطة مُحفزة تُوفر أيضاً الراحة والاسترخاء. هناك العديد من الهوايات والأنشطة المشتركة التي تتوافق مع العزلة، مثل القراءة، والبستنة، والمشي في الطبيعة، والاستماع إلى الموسيقى، والطبخ، والحرف اليدوية.

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟
هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟

BBC عربية

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • صحة
  • BBC عربية

هل يمكن أن يكون الشعور بالوحدة مفيداً؟

توصف الوحدة بأنها تهديد مُدمر للصحة، لدرجة أنها تُعادل تدخين 15 سيجارة يومياً. ولكن في الوقت نفسه، يشكّل التواصل المستمر والكثيف إرهاقاً للبعض منا، إذ لم نكن يوماً متقاربين من بعضنا البعض بالقدر الذي نحن عليه اليوم، حيث نتلقى مئات الرسائل يومياً عبر هواتفنا الذكية، ما يدفع الكثيرين للبحث عن الهدوء. فهل من الممكن إذاً إيجاد هذا التوازن؟ سألت بي بي سي خبراء الصحة عن رأيهم. هل هناك فرق بين العزلة والوحدة؟ على الرغم من أنها الشعور بالوحدة هو مشكلة قديمة، إلا أن هذه المشاعر أصبحت أصعب للملايين من الناس خلال فترات الإغلاق والتباعد الاجتماعي الإلزامي بسبب فيروس كورونا، عندما بقي الكثيرون لوحدهم في منازلهم لفترات طويلة. تقول أندريا ويغفيلد، مديرة مركز دراسات الوحدة في جامعة شيفيلد هالام بالمملكة المتحدة، إن الوحدة "شعور ذاتي مؤلم" ينشأ عندما يكون "عدد علاقاتك الاجتماعية أقل مما تطمح له". لكن الوحدة تظهر أيضاً عندما تشعر أن نوعية علاقاتك الشخصية أسوأ مما ترغب به، وفق ما يقوله خبراء، أو إذا قارنت علاقاتك بعلاقات أقرانك، ووجدت بأن روابط الصداقة التي تملكها أضعف من الآخرين، فهذا يحيلك بسهولة للشعور بالوحدة. ومع أن الشخص المنعزل عن الآخرين قد يشعر بالوحدة أكثر من غيره، إلا أنه من الممكن أن يشعر الفرد بالوحدة وهو محاط بعدد كبير من الناس. فأن الإحساس بأنك غريب عن المكان والوسط الذي تتواجد به، ولا تنتمي لهما، أو أن علاقاتك مع الآخرين ليست بالقوة التي ترغبها، يمكن أن تؤدي بك بسرعة إلى تلك المشاعر المؤلمة، وهي الوحدة، تقول ويغفيلد. في بعض اللغات، قد تكون لكلمتي الوحدة والعزلة ذات المعنى، لكنهما في الحقيقة كلمتين متناقضتين، فالعزلة هي حالة مؤقتة من الممكن أن تمنحك بعض الهدوء المستحب، الذي قد تستمتع به! وقد تكون العزلة هي فترة تقضيها بمفردك جسديا دون التفاعل مع أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي، كما توضح ثوي-في نغوين، الباحثة الرئيسية في مختبر العزلة والأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة دورهام في المملكة المتحدة. كيف يؤثر الشعور بالوحدة على جسدك؟ الوحدة ضارة جدا بالصحة، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج عن ارتباط الوحدة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى. تقول ويغفيلد إن هناك أدلة متزايدة على أن الوحدة يمكن أن تؤدي إلى الخرف والاكتئاب والقلق وزيادة خطر الوفاة بشكل عام. لم يتضح بعد السبب وراء هذا التأثير للوحدة على الصحة الجسدية، يعتقد الأطباء أن الرابط قد يعود إلى زيادة الشعور بالضغط والتوتر ونقص التحفيز المعرفي نتيجة الانعزال، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية. تُقدر منظمة الصحة العالمية أن من كل أربعة مسنين هناك شخص واحد يعاني من عزلة اجتماعية، بينما يواجه ما بين 5 إلى 15% من المراهقين مشاعر الوحدة. وبعيدًا عن العمر، توجد أيضاً مجموعات معينة معرضة لخطر متزايد من الشعور بالوحدة أكثر من غيرها، مثل المهاجرين، والأقليات العرقية، وطالبي اللجوء، والأشخاص من مجتمع الميم، والمسؤولين عن رعاية المرضى والمعاقين، والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أخرى. كيف يمكنك التغلب على الوحدة؟ في السنوات الأخيرة، أطلقت حكومات عديدة مبادرات للتصدي لوباء الوحدة، الذي أصبح أحد أبرز القضايا التي يتم إدراجها على جداول الأعمال السياسية للحكومات، في ظل ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، والضمان الاجتماعي، والاقتصاد بشكل عام. تُظهر الأبحاث أن التطوع يُمكن أن يكون استراتيجية وقائية فعالة، ففي هونغ كونغ، أكدت تجربة أجريت على 375 متطوعاً مجتمعياً أن استغلال أوقات الفراغ من أجل قضية تؤمن بها يُمكن أن يُخفف من الشعور بالوحدة، وخاصة لدى كبار السن. في الوقت نفسه، تتبع أستراليا وهولندا نهجاً مختلفاً، حيث تستثمران بدلاً من ذلك في مبادرة للعيش المشترك بين الأجيال، إذ يتم تشجيع الأجيال الأكبر سناً والأصغر سناً على قضاء الوقت معاً في أماكن مشتركة مثل المراكز المجتمعية أو المجمعات السكنية ذات الساحات المشتركة. و في بريطانيا يستخدم الأطباء ما يعرف ب "الوصفات الطبية الاجتماعية"، حيث يُحيل الأطباء المرضى الذين يشتبهون في عزلتهم الشديدة إلى خدمات تتضمن التواصل بين الناس، بدلًا من وصف الأدوية. ويشرح هولان ليانغ، طبيب نفس الأطفال والمراهقين، أن الحل الأمثل يكمن في بناء مجتمعات متسامحة ومتعاونة، يشعر الأفراد فيها بمكانتهم، ويحلمون بأهدافٍ يسعون لتحقيقها. يقول ليانغ، مؤلف كتاب "الشعور بالانتماء": "إن الاطمئنان على الآخرين، وتعزيز اللطف والتعاون بين الناس يُساعد على الوقاية من الوحدة". أما على المستوى الفردي، فإن تحقيق الرضا الذاتي، وتحسين جودة علاقاتنا بأصدقائنا تساعد في الابتعاد عن الوحدة، وفق ما يقوله خبراء لبي بي سي، محذرين من أن علامات مثل الشعور المستمر بالحزن وقلة الرغبة في الاختلاط بالآخرين أو مغادرة المنزل، قد تشكل مؤشراً على بداية شعورنا بالوحدة. وقد تشمل العلامات التحذيرية أيضاً شعور الشخص بأنه منفصل عن الآخرين، أو حتى عن المكان والمساحات التي يتواجد بها. هل للعزلة وصمة عار؟ تؤكد البروفيسورة نغوين أن البشر، ككائنات اجتماعية، يعتمدون على شبكة اجتماعية متماسكة تلتزم بقواعد معينة للبقاء. ومن هذا المنطلق، تقول: "نميل إلى التركيز على أهمية التفاعل الاجتماعية وأن نبقى سوياً مع بعضنا، وبهذا المعنى، تُعتبر العزلة وصمة عار"، على الرغم من ذلك، تساعد العزلة بشكل مباشر في "تهدئتنا". أظهرت دراسة أجرتها جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة أن لحظات العزلة يمكن أن تجلب فوائد على الصحة النفسية. تابع الباحثون 178 شخصاً بالغاً لمدة تصل إلى 21 يوما، خلال هذه الفترة، كان على المشاركين ملء مذكرات واستبيانات لقياس مستوى توترهم، ورضاهم عن الحياة، واستقلاليتهم، وشعورهم بالوحدة. كشفت التجربة أن قضاء ساعات أطول بمفردهم جعلهم يشعرون بانخفاض التوتر، وحرية الاختيار، والتصرف على سجيتهم، وهو ما يشير، وفقاً للباحثين، إلى أثر العزلة "كمهدئ". لكنهم أيضاً، أفادوا بأنه تملكتهم مشاعر بأنهم وحيدين وانخفضت نسب الرضا عن أنفسهم. كيف تجد لحظات ذات معنى لنفسك؟ تشير الأدلة إلى أن العزلة توفر مساحة لتنظيم المشاعر، وشعوراً بالحرية والاستقلالية، لذا، يمكن أن تكون أداة مفيدة بشكل خاص في المواقف التي نتعرض فيها لضغط نفسي أكبر، أو في يوم معين نشعر فيه بازدحام الحياة. و يمكن أن تساعد العزلة في دعم الصحة النفسية والقدرة على الصمود أمام المشكلات، لكن في ذات الوقت، قد يكون قضاء الوقت بمفردنا مرهقا للبعض. توصي البروفيسورة نغوين بجعل قضاء الوقت بمفردك "عادة" منتظمة، وذلك من خلال جدولة وقت يمكنك الاستمتاع به بعيداً عن الشاشات وسائل التواصل. وقالت"عندما يسألني الناس عن كيفية الاستفادة من العزلة، فإنني أنصح دائماً بالبدء بخطوات صغيرة، بـ 15 دقيقة فقط يوميًا". خلال هذه الفترة القصيرة، يمكنك تتبع مشاعرك، وما الذي تحب القيام به، ومع مرور الأيام، قم توسيع نطاق هذا الوقت من العزلة، تدريجياً. وأضافت "أحياناً، يرغب الناس في بدء فترة نقاهة وتقليل وقت استخدامهم للشاشات أو وسائل التواصل الاجتماعي لأيام، قد يُسبب هذا شعوراً بعدم الراحة، وقد لا يرغبون في تجربته مجدداً في المستقبل". ولكن هل هناك حد؟ كشفت بيانات جامعة ريدينغ أن الناس كانوا أكثر وحدة وأقل رضا في الأيام التي قضوا فيها ساعات أطول في عزلة، وحتى عندما كانت العزلة اختيارية، لم تقل هذه المشاعر، لأنها أصبحت تتراكم على مدار عدة أيام، لذا فإن التوازن المثالي لا يمكن قياسه بالساعات، تقول نغوين، إنما من حيث جودة الأشياء التي نفعلها في هذا الوقت. تُشير إلى أن بعض الأبحاث تُظهر أن الشعور بالوحدة يبدأ عندما نكون بمفردنا لمدة 75٪ من ساعات يقظتنا. وتعتقد أن "هذا يعتمد في الواقع على مستوى كل فرد وماذا يفعل خلال هذه الدقائق من الانقطاع عن العالم؟ يقترح الخبراء إيجاد أنشطة مُحفزة تُوفر أيضاً الراحة والاسترخاء. هناك العديد من الهوايات والأنشطة المشتركة التي تتوافق مع العزلة، مثل القراءة، والبستنة، والمشي في الطبيعة، والاستماع إلى الموسيقى، والطبخ، والحرف اليدوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store