أحدث الأخبار مع #جامعةيوهانسغوتنبرغ


تونس الرقمية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- تونس الرقمية
القرآن في مواجهة العلم: حين ينحني العلماء أمام الحقيقة
اكتشافات عصرية مذكورة سلفًا في النص القرآني منذ أكثر من قرن، لا تتوقف العلوم الحديثة عن كشف حقائق مذهلة عن الكون، والأرض، والجسم البشري. ومع ذلك، فإن بعض هذه الحقائق تبدو وكأنها مذكورة بدقة في القرآن الكريم، الذي أُنزل في القرن السابع الميلادي. هذا التلاقي أثار دهشة العديد من العلماء الغربيين غير المسلمين، الذين أعربوا عن اندهاشهم أمام هذه 'الصدف' المذهلة، حتى أن بعضهم لم يتردد في وصفها بالمعجزة. تمدّد الكون وعلم الفلك الحديث ﴿وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْيْدٍۢ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ (سورة الذاريات، الآية 47) هذه الإشارة إلى التمدد المستمر للكون أثارت اهتمام الدكتور ألفريد كرونر، أستاذ علم الجيولوجيا في جامعة يوهانس غوتنبرغ بألمانيا. فقد صرّح خلال مؤتمر علمي قائلاً: «من شبه المستحيل أن يكون أحد قد عرف هذا قبل 1400 عام، دون أن يملك المعرفة التي اكتشفناها مؤخرًا.» وهذا بالفعل ما توصل إليه العلم الحديث في القرن العشرين، حين أثبتت الفيزياء الفلكية أن الكون في حالة توسّع دائم. الجيولوجيا والدور التثبيتي للجبال ﴿وَأَلْقَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ رَوَٰسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ (سورة النحل، الآية 15) شرح الجيوفيزيائي فرانك بريس، الرئيس الأسبق للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والمستشار العلمي للرئيس جيمي كارتر، في كتابه أن الجبال تمتد بجذور عميقة وتعمل كأوتاد تُثبت القشرة الأرضية — وهي رؤية تتطابق مع ما ورد في القرآن الكريم. علم الأجنة ومراحل تطوّر الإنسان ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةًۭ فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةًۭ…﴾ (سورة المؤمنون، الآية 14) كان الدكتور كيث مور، أستاذ التشريح وعلم الأجنة في جامعة تورونتو الكندية، من أوائل العلماء الذين درسوا هذه الآيات من منظور البيولوجيا الحديثة. وبعد دراسته للنص القرآني ومقارنته بالاكتشافات العلمية، صرّح قائلاً: «أنا منبهر بدقة هذه الآيات. من غير الممكن أن يكون هذا من إنتاج رجل في القرن السابع.» شهادات علمية تثير التساؤل غالبًا ما يُستشهد بالدكتور جو لي سيمبسون، أستاذ أمراض النساء والتوليد، والدكتور موريس بوكاي، الطبيب الفرنسي الخاص بالملك فيصل، ضمن أبرز العلماء الذين عبّروا عن دهشتهم أمام النص القرآني. نشر بوكاي كتابه الشهير «الكتاب المقدس، القرآن والعلم»، حيث أكد فيه أن البيانات العلمية الحديثة لا تتعارض مع ما ورد في القرآن، مما قاده في النهاية إلى اعتناق الإسلام. نشأة الكون من كتلة واحدة: القرآن ونظرية الانفجار العظيم الآية التالية أثارت اهتمامًا متزايدًا لدى عدد من العلماء منذ القرن العشرين: ﴿أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًۭا فَفَتَقْنَـٰهُمَا ۖ﴾ (سورة الأنبياء، الآية 30) في اللغة العربية الفصحى، تشير كلمة 'رتق' إلى شيء ملتحم، موحد، خالٍ من الشقوق — تعبير عن تماسك تام. أما 'فتق' فتعني الفتح أو الانفصال المفاجئ. هذا الوصف يشير بوضوح إلى حالة وحدة أصلية للكون أعقبتها عملية انفصال — أو انفجار كوني. تشابه مع نظرية الانفجار العظيم يُجمع علماء الكونيات على أن الكون نشأ من نقطة شديدة الكثافة والحرارة، تُعرف بالفرادة، والتي انفجرت قبل نحو 13.8 مليار سنة — وهي ما يُعرف بنظرية الانفجار العظيم. وقد شكّل هذا الانفجار لحظة ولادة الزمان والمكان والمادة. وهي نفس الحالة التي وصفها هذا النص القرآني بدقة مدهشة. علماء غربيون مندهشون صرّح الدكتور ألفريد كرونر، الجيولوجي الألماني والمدير السابق لقسم علوم الأرض في جامعة ماينز، خلال مؤتمر علمي: «من شبه المستحيل أن يكون شخص ما قد عرف هذا منذ 1400 سنة دون أدوات علمية.» وأبدى اندهاشه من أن نصًا قديمًا يصف مرحلة أولية من نشأة الكون بهذه الدقة العلمية. من جهته، أكد الدكتور ويليام هاي، أستاذ علم الجيولوجيا البحرية في الولايات المتحدة، أن المفردات المستخدمة في القرآن تتطابق بشكل مذهل مع المفاهيم الحديثة في علم الكون. تأمل نفسي ووجودي على المستوى الإنساني، يفتح هذا النص أفقًا فكريًا أوسع: فكل شيء يبدأ من الوحدة والغيب. وهذا يتناغم مع رحلتنا كأفراد. فالإنسان، الذي يمر بالانقسامات والأزمات، يمكنه أن يرى في توسّع الكون مجازًا للتجدّد والنمو بعد الانكسار. لقد عرف الكون الفوضى قبل أن ينتظم، ومثل ذلك، فإن آلامنا قد تسبق التوازن الجديد. حكمة قرآنية عمرها قرون تؤكدها العلوم الحديثة ليست الغاية استخلاص نتائج متسرّعة أو تحميل العلم ما لا يقول، بل الإشارة إلى هذا التلاقي اللافت بين نص مقدّس من القرن السابع واكتشافات علمية أساسية في القرن العشرين. فالآية لا تزعم أنها مرجع علمي، لكنها تنقل حقيقة كونية بكلمات باتت اليوم تكتسي دلالات جديدة. نص قديم يتحدى الزمن إن كان هذا الكم من العلماء الغربيين، وبعضهم من خلفيات ملحدة أو متشككة، قد تأثروا بما في القرآن من حقائق علمية، فذلك لأن هذا النص يتجاوز حدود المعارف البشرية في زمنه. والقرآن لا يقدم نفسه ككتاب علوم، لكن اتساقه مع الحقائق الثابتة يفرض تساؤلاً عقلانيًا جادًا. كثير من منتقدي الإسلام يبنون أحكامهم على تصورات مغلوطة أو أحكام مسبقة. أما من يقرأ، ويحلّل، ويتأمل، فسرعان ما يدرك أن معجزة الإسلام ليست مخفية: بل هي بين أيدينا، في كلمات القرآن. كتاب عمره 14 قرنًا، لكنه في كل عصر يكشف حقيقة تتناسب مع زمنه. وهنا تكمن معجزة الإسلام الحيّة. هذا المقال يمثّل باكورة سلسلة تنشر كل يوم جمعة، تسلط الضوء على مسارات اعتناق الإسلام من قبل شخصيات بارزة، والدوافع التي قادتهم لذلك. يمكنكم الإطلاع على بقية المقالات الصادرة ضمن هذه السلسلة. الصلاة في الإسلام: كنز صحي خفي تؤكده الدراسات العلمية ! القرآن… بوصلة في زمن الأزمات: حين تتحوّل المحن إلى نِعَم لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب


26 سبتمبر نيت
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- 26 سبتمبر نيت
اكتشاف آثار حياة مجهولة في الصخور الصحراوية في عمان وناميبيا
كشفت أعمال بحثية في المناطق الصحراوية في ناميبيا وعمان والمملكة العربية السعودية، عن هياكل غير عادية يرجح أن تكون ناتجة عن نشاط شكل مجهول من أشكال الحياة الميكر وبيولوجية. كشفت أعمال بحثية في المناطق الصحراوية في ناميبيا وعمان والمملكة العربية السعودية، عن هياكل غير عادية يرجح أن تكون ناتجة عن نشاط شكل مجهول من أشكال الحياة الميكر وبيولوجية. وتم اكتشاف جحور صغيرة بشكل غير معتاد، أي أنابيب دقيقة تمر عبر الصخور بترتيب متواز من الأعلى إلى الأسفل، في الرخام والحجر الجيري في هذه المناطق الصحراوية. وقال البروفيسور سيس باسشير من جامعة يوهانس غوتنبرغ في ماينز (JGU)، الذي صادف هذه الظاهرة لأول مرة أثناء العمل الميداني الجيولوجي في ناميبيا: "لقد فوجئنا لأن هذه الأنابيب ليست بالتأكيد نتيجة لعملية جيولوجية". وخلال التحقيقات اللاحقة للعينات، تم العثور على أدلة على وجود مواد بيولوجية. ومن الواضح أن الكائنات الدقيقة قد ثقبت الصخور. وأضاف باسشير: "لا نعرف حاليا ما إذا كان هذا الشكل من الحياة قد انقرض أم أنه ما يزال موجودا في مكان ما". ويعمل الجيولوجي سيس باسشير في ناميبيا منذ 25 عاما، من بين أماكن أخرى. وتركز أبحاثه على إعادة بناء التضاريس الجيولوجية التي تعود إلى عصر ما قبل الكمبري. وأوضح باسشير: "ننظر إلى هيكل الصخور لمعرفة كيف تجمعت القارات معا لتشكل القارة العملاقة "غوندوانا" قبل 500 إلى 600 مليون سنة". وفي ذلك الوقت، تشكلت رواسب كربونات في المحيطات القديمة وتحولت إلى رخام بسبب الضغط والحرارة. وأضاف: "لاحظنا هياكل غريبة في هذا الرخام لم تكن نتيجة لأحداث جيولوجية". بدلا من أسطح التآكل الناعمة، يمكن رؤية أنابيب بعرض نصف مليمتر تقريبا وطول يصل إلى ثلاثة سنتيمترات، مصطفة بشكل متواز مع بعضها بعضا وتشكل أشرطة يصل طولها إلى عشرة أمتار. كما تشكلت بعض القشور الكلسية على الحواف. وتمت أولى الملاحظات من هذا النوع في صحراء ناميبيا قبل 15 عاما. وفي الوقت الحالي، واصل البروفيسور سيس باسشير، بالتعاون مع زملائه من معهد علوم الأرض في جامعة ماينز، والدكتورة ترودي فاسينار، رئيسة شركة الاستشارات في علم الأحياء الدقيقة الجزيئي وعلم الجينوم، التحقيق في هذه الظاهرة. وقال باسشير: "نعتقد أنه يجب أن يكون هناك كائن دقيق شكّل هذه الأنابيب". ولم تكن الأنابيب فارغة، بل كانت مليئة بمسحوق ناعم من كربونات الكالسيوم النقية. ويفترض أن الكائنات الدقيقة قد حفرت الأنفاق لاستخدام العناصر الغذائية الموجودة في كربونات الكالسيوم، المكون الرئيسي للرخام. وبقي المسحوق الناعم خلفها. كما وجد باسشير هياكل مشابهة جدا أثناء العمل الميداني في عمان والمملكة العربية السعودية (في عمان في الحجر الجيري، بينما في الصحراء السعودية كانت في الرخام). وقال باسشير: "على أي حال، هذه هياكل قديمة، ربما يتراوح عمرها بين مليون إلى مليوني عام. نفترض أنها تشكلت في مناخ أكثر رطوبة قليلا، وليس في المناخ الصحراوي الجاف السائد اليوم". ومع ذلك، يبقى الكائن الحي الذي تسبب في هذه الهياكل لغزا. والكائنات الدقيقة داخل الصخور (endolithic microorganisms) ليست نادرة في المناطق الصحراوية، حيث يمكنها الحصول على الطاقة والعناصر الغذائية من الصخور التي تعيش فيها. وأوضح باسشير: "ما يثير الاهتمام في اكتشافنا هو أننا لا نعرف أي نوع من الكائنات الدقيقة داخل الصخور هذا. هل هو شكل معروف من الحياة أم كائن حي غير معروف تماما؟". ووفقا لسيس باسشير، يجب أن يكون كائنا حيا يمكنه البقاء على قيد الحياة دون ضوء، لأن الأنابيب تشكلت في أعماق الصخور. المصدر: ساينس ديلي