منذ 5 أيام
رائحة الكلور في المسابح: هل هي علامة على نظافة المياه أم خطر محتمل؟
حذر العلماء من أن رائحة الكلور القوية التي نشمها في المسابح قد لا تكون كما نظن مؤشرًا على نظافة المياه. في الواقع، وفقًا للأستاذة ليزا كوتشيرا، أستاذة علوم الطب الحيوي في جامعة كوينيبياك بولاية كونيتيكت، فإن هذه الرائحة قد تكون دليلاً على تلوث المياه بالكلورامينات، وهي مواد كيميائية سامة تتشكل عندما يتفاعل الكلور مع مواد مثل العرق والبول في المياه.
وأوضحت كوتشيرا في حديثها مع موقع "The Conversation" أنه من المعتقدات الشائعة بين الكثيرين أن الرائحة القوية للكلور تعني أن المياه نقية. ولكن، على العكس، فإن وجود هذه الرائحة قد يشير إلى أن المياه ملوثة، وأن هناك مستوى عالٍ من الكلورامينات.
في الواقع، قالت كوتشيرا إن "المياه النظيفة في المسابح يجب أن تكون خالية من هذه الرائحة، وهذه الرائحة القوية قد تكون بمثابة علامة تحذيرية على وجود تلوث في المياه".
لكن الخطر لا يتوقف عند هذه الرائحة فقط، إذ هناك العديد من الجراثيم التي قد تنمو في المسابح حتى في وجود الكلور. أحد أكبر الملوثات هو "كريبتوسبوريديوم"، وهو طفيلي مجهري يمكنه التسبب في إصابة الأفراد بالإسهال المائي الذي قد يستمر لعدة أيام.
وهذا الطفيلي يمكن أن يبقى في المياه حتى عندما يتم معالجة المياه بالكلور، مما يجعل السباحين عرضة للإصابة بالمرض عند ابتلاع كميات صغيرة من المياه الملوثة.
هل الكلور قادر على قتل البكتيريا؟
إضافة إلى ذلك، فإن "بكتيريا الزائفة الزنجارية" (Pseudomonas aeruginosa) تعتبر من المسببات الشائعة للعديد من المشاكل الصحية، مثل "طفح الحمام الساخن" أو التهاب الأذن المعروف باسم "أذن السباح". هذا الطفح الجلدي يظهر على شكل حكة وطفح أحمر حول بصيلات الشعر. أما "أذن السباح"، فهي عدوى تصيب الأذن الخارجية بسبب نمو البكتيريا أو الفطريات بعد أن تحجز المياه في الأذن، مما يؤدي إلى التهاب مؤلم في الأذن.
كما لا تقتصر المشكلات الصحية على هذه الجراثيم فحسب، بل تشمل أيضًا الفيروسات مثل "نوروفيروس" الذي يُعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بالإسهال والتسمم الغذائي، بالإضافة إلى "الفيروس الغدي" الذي يتسبب في أعراض مشابهة للزكام أو الأنفلونزا.
الكلور، على الرغم من كونه وسيلة فعالة لتطهير المياه، لا يقضي على جميع أنواع الجراثيم، وقد يظل بعض الملوثات في المياه لفترة طويلة، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًا للسباحين. لذا، فإن الحفاظ على نظافة المسابح يتطلب استخدام مستويات دقيقة من الكلور والمراقبة المستمرة لجودة المياه.
للحماية من هذه المخاطر، ينصح الخبراء باتباع بعض النصائح الوقائية، مثل تجنب ابتلاع المياه أثناء السباحة، والاستحمام قبل السباحة للتخلص من العرق والشوائب، وتجفيف الأذنين جيدًا بعد الخروج من الماء. كذلك، من الأفضل تجنب السباحة في الأماكن التي تنبعث منها رائحة قوية للكلور، حيث إنها قد تكون علامة على تلوث المياه.