أحدث الأخبار مع #جرحدافئ


النهار
١١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
التشكيلي الراحل عبد الحميد بعلبكي مُكرماً في متحف سرسق
الفنان التشكيلي الراحل عبد الحميد بعلبكي يشكل ظاهرة فنية تشكيلية تتعدى ظاهرها وأدواتها ومقتنياتها، ذلك أنها، فور حضورها، ترسّخت في المشهد الثقافي اللبناني كذاكرة حية وتستمر. وبسرعة قياسية تجاوزت مساحة حضورها وأدخلت للمعنى تفاصيل زمن غابر، كاد يغيب ويحذف من حيويته، لكن روح الفنان الشاعر كانت الأقدر على ترجمة تلك الذاكرة وتثبيتها في مكانها الأصل في الوعي الجماعي، وعي الثقافة الراقية التي كانت وستبقى المقياس الأساسي في تحديد الهوية الثقافية الحضارية للمجتمع والبلاد. تكريماً للراحل بعلبكي، افتتح متحف سرسق - الأشرفية معرضاً جاء بعدما دمّر العدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان منزل بعلبكي في بلدة العديسة حيث كان مرتعاً فنياً وثقافياً عريقاً لما يحتويه من كُتب نادرة ولوحات فنية. أمام ما حصل، كان متحف سرسق سباقاً لتكريم بعلبكي وإبراز فنه ولوحاته في إطار تحية له ولجنوب لبنان وللعديسة أيضاً. المعرض يستمرّ حتى 28 أيلول/سبتمبر المُقبل، وسيكون أيضاً مقصداً لعرض جدارية "الحرب" التي أنجزها بعلبكي قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً عام 1977. وبعد عامين وتحديداً عام 1979، جرى عرض تلك اللوحة خلال معرض "جرح دافئ" نظمته وزارة الثقافة آنذاك. المعرض لتكريم الفنان الذي قدم الكثير للبنان والإضاءة على مسيرته الفنية وتوجيه تحية للجنوب بعدما عانى الكثير خلال الحرب. والوحات التي تظهر في المعرض جرى جمعها عن طريق أكثر من جهة، كما تم التواصل مع أشخاص لديهم لوحات لبعلبكي، وقدّم كل شخص من أفراد العائلة لوحتين ليتم عرضهما ضمن المعرض. وتخلل المعرض فيلم وثائقي يعرض اللوحات، ويتحدث عن الفنان الراحل. أجواء المعرض كانت "بيتية" داخل القاعة الكبيرة، وذلك كي يشعر الزائر أنه في بيته وليس في معرض كلاسيكي، الأمر الذي يُمثل مبادرة لطيفة من المتحف. الفنان الراحل عبد الحميد بعلبكي، كان حضوره طاغياً في الحياة الفنية التشكيلية اللبنانية، في مرحلة السبعينيات، واستمر هذا الصخب حتى وفاته عام 2013. فهو الفنان الذي عاش ورسم ولوّن مراحل زمنية وفكرية واجتماعية، في لبنان وفي فرنسا. كما عُرف الراحل بمواهب فنية أخرى، إذ كتب الشعر والرواية، وأصدر العديد من الكتب الأدبية في هذا السياق. وإلى جانب حضوره كأستاذ مادة الفنون في الجامعة اللبنانية، تتلمذ على "يد" الطبيعة، فأخذ منها مادته اللونية الباذخة، وتشهد أعماله ولوحاته الضخمة وألوانها النقية على أهمية العلاقة التي أرساها مع التراب والشجر والعصافير والبشر. ودفعته علاقته مع المكان إلى حصر سنوات عمره الأخيرة في قريته العديسة في جنوب لبنان، والمتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، حيث للطبيعة مشاهدها الصافية الخلابة... وكأنه قرر الموت في هذا المكان الأحبّ على قلبه وبصره. جولة سريعة بين لوحاته المعروضة فنكتشف كلّ واحدة كأنها الصورة الآنية في زمن المرحلة المعاشة. لوحة ذاكرة، تستحضر الزمن الأصيل وما يحتويه من مفاجآت الشكل والمعنى والدلالة، والتي في العادة تكون قائمة بيننا ولا يمكننا رؤيتها، فيرسمها الفنان، يستخرجها من أعماقها السحيقة ويضعها في متناول الوعي والبصر والذهن. وكان الراحل على دراية بما يجول في الأعماق الدفينة لإنسان تلك المرحلة والمراحل التالية، واستطاع من خلال لوحته وإشاراتها الواسعة تحقيق هدف القول والفعل والمعنى، إذ لم تكن لوحته مجرد صورة معبّرة، ناقلة للواقع فحسب، بل تخطت الأمر وذهب بها الفنان وبألوانها إلى العمق في المعنى والرأي والموقف. ولا شك في أن الراحل كان من الفنانين الذين عاشوا المعاناة بكل شجونها وقسوتها، بعد أن اصطدم بالمدينة، وأقام في التجمعات السكنية التي زنّرت بيروت، أو التي شكّلت "حزام البؤس"، كما كان يردد دائماً. وبالطبع، كان في مواجهة مستمرة مع هذا الواقع الصعب والمرّ. وتتجلّى تلك المواجهة مع الواقع في تلك الصعوبة القائمة في لوحاته وفي أعماله التي جمعت كثافة العبث في إطار واسع، وحوّلتها الى مربّعات ودوائر وإشارات وألوان وخطوط مفتوحة على كل شاردة وواردة في المساحة المعاشة، وفي الرقعة المحسوسة. لذلك اعتمد الراحل، وفي أغلب أعماله، على الشكل الكبير والمفتوح للوحة الواحدة. فقد كانت لوحته من الحجم الكبير، حيث يمكن الشكل أن يستوعب كل تفاصيل الحالة والشعور، كأنه كان يعتمد على المساحة اللامحدودة والمحددة وفق هدف الشرح والتفسير والدلالة التي أرادها، لتكون خير معبّر، وخير جواب على سؤال: كيف نحيا في عالم يضجّ بالتعب والعذاب؟


ليبانون 24
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- ليبانون 24
"لوحات الجنوب" تتكلم.. متحف "سرسق" يُكرّم عبد الحميد بعلبكي عبر معرض
يفتتح متحف "سرسق" - الأشرفية، يوم الأربعاء 27 شباط الجاري، معرضاً تكريمياً للفنان الراحل عبد الحميد بعلبكي، والد الفنانة سمية والموسيقار لُبنان. إنطلاقة هذا المعرض تأتي بعدما دمر العدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان منزل بعلبكي في بلدة العديسة حيث كان مرتعاً فنياً وثقافياً عريقاً لما يحتويه من كُتب نادرة ولوحات فنية. أمام ما حصل، كان متحف "سرسق" سباقاً لتكريم بعلبكي وإبراز فنه ولوحاته في إطار تحية له ولجنوب لبنان وللعديسة أيضاً. المعرض يستمرّ حتى 28 أيلول المُقبل، وسيكون أيضاً مقصداً لعرض جدارية "الحرب" التي أنجزها بعلبكي قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً عام 1977. وبعد عامين وتحديداً عام 1979، جرى عرض تلك اللوحة خلال معرض "جرح دافئ" نظمته وزارة الثقافة آنذاك. في إتصالٍ مع "لبنان24"، شكر المايسترو لبنان بعلبكي إدارة متحف "سرسق" على لفتتها الكريمة تجاه والده، وقال: "المتحف أراد مشكوراً تكريم الفنان الذي قدم الكثير للبنان والإضاءة على مسيرته الفنية وتوجيه تحية للجنوب بعدما عانى الكثير خلال الحرب". بعلبكي كشف أن اللوحات التي ستظهر في المعرض جرى جمعها عن طريق أكثر من جهة من بينها مؤسسة "دلول"، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع أشخاص لديهم لوحات لبعلبكي، وأضاف: "أيضاً، قدم كل شخص من أفراد العائلة لوحتين ليتم عرضهما ضمن المعرض". ويلفت بعلبكي إلى أنه خلال عرض اللوحات، سيتم بث فيلم وثائقي عن الفنان الراحل، قائلاً إن الأجواء ستكون "بيتية" داخل المعرض وذلك كي يشعر المواطن أنه في بيته وليس في معرض كلاسيكي، الأمر الذي يُمثل مبادرة لطيفة من متحف "سرسق".