
"لوحات الجنوب" تتكلم.. متحف "سرسق" يُكرّم عبد الحميد بعلبكي عبر معرض
يفتتح متحف "سرسق" - الأشرفية، يوم الأربعاء 27 شباط الجاري، معرضاً تكريمياً للفنان الراحل عبد الحميد بعلبكي، والد الفنانة سمية والموسيقار لُبنان.
إنطلاقة هذا المعرض تأتي بعدما دمر العدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان منزل بعلبكي في بلدة العديسة حيث كان مرتعاً فنياً وثقافياً عريقاً لما يحتويه من كُتب نادرة ولوحات فنية.
أمام ما حصل، كان متحف "سرسق" سباقاً لتكريم بعلبكي وإبراز فنه ولوحاته في إطار تحية له ولجنوب لبنان وللعديسة أيضاً.
المعرض يستمرّ حتى 28 أيلول المُقبل، وسيكون أيضاً مقصداً لعرض جدارية "الحرب" التي أنجزها بعلبكي قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً عام 1977. وبعد عامين وتحديداً عام 1979، جرى عرض تلك اللوحة خلال معرض "جرح دافئ" نظمته وزارة الثقافة آنذاك.
في إتصالٍ مع "لبنان24"، شكر المايسترو لبنان بعلبكي إدارة متحف "سرسق" على لفتتها الكريمة تجاه والده، وقال: "المتحف أراد مشكوراً تكريم الفنان الذي قدم الكثير للبنان والإضاءة على مسيرته الفنية وتوجيه تحية للجنوب بعدما عانى الكثير خلال الحرب".
بعلبكي كشف أن اللوحات التي ستظهر في المعرض جرى جمعها عن طريق أكثر من جهة من بينها مؤسسة "دلول"، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع أشخاص لديهم لوحات لبعلبكي، وأضاف: "أيضاً، قدم كل شخص من أفراد العائلة لوحتين ليتم عرضهما ضمن المعرض".
ويلفت بعلبكي إلى أنه خلال عرض اللوحات، سيتم بث فيلم وثائقي عن الفنان الراحل، قائلاً إن الأجواء ستكون "بيتية" داخل المعرض وذلك كي يشعر المواطن أنه في بيته وليس في معرض كلاسيكي، الأمر الذي يُمثل مبادرة لطيفة من متحف "سرسق".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اغاني اغاني
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- اغاني اغاني
"ست الدنيا" تجمع ماجدة الرومي بجمهورها في مهرجان أعياد بيروت 2025
تستعد السيدة ماجدة الرومي للقاء جمهورها بعد غياب دام أكثر من 15 سنة في ليلة استثنائية تحمل الكثير من الشوق والفن الأصيل، وذلك ضمن فعاليات مهرجان "أعياد بيروت"، في 8 تموز/يوليو 2025. في هذا الصدد، ستقدّم ماجدة الرومي باقة من أجمل أغانيها التي طبعت الذاكرة الفنية العربية، إلى جانب الأوركسترا بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي في ليلة مميزة تحت عنوان:" بيروت ست الدنيا" وتفاعل الجمهور بحماسٍ كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، معبّرًا عن رغبته بالاستمتاع بصوتها الأصيل في هذه الأمسية المنتظرة وكتب:" والله انتِ الي ست الدُنيا"، " يارب تضّلي تغنّي دايمًا بلبنان يا أرزة لبنان"، " أراكِ قريبًا يا ملكة"، " ربنا يوفقك ان شاء الله"، "ان شاء الله هالصيفية نجي لبنان" مع الإشارة إلى أنّ هذا المهرجان من تنظيم 2U2C ، Star system و Gat the agency، وبرعاية إعلامية ل Nostalgie ، جبل لبنان وأغاني أغاني. يذكر أن آخر أعمال ماجدة الرومي هي أغنية "قول يا قلبي" التي طرحتها عبر قناتها على يوتيوب ، وهي من كلماتها، ألحان يحيى الحسن، وتوزيع داني الحلو، أما الفيديو كليب فهو من اخراج وسام سميرة. وجاء في مطلع الأغنية:"قول يا قلبي قول..طاير يا قلبي فيي وين.. قول يا قلبي قول..صاير بأيّا دنيي وين.. أنا انهزمت، أنا استسلمت.. ورفعت الراية البيضاء وعلّيتها،أنا انغرمت".


النهار
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
"ريكويم" موزارت في السرايا الحكومية: "قداس" يُنبئ بقيامة وطن
ش. ب. ليلة الثلاثاء، تخلّت السرايا الحكومية في بيروت عن كونها مبنى سياسياً تقليدياً، وتحوّلت إلى صرح موسيقي، ارتفعت فيه أرواحنا مع نغمات "ريكويم" موزارت، أو سمفونية "القداس الجنائزي"؛ تلك الرائعة الخالدة التي لا تُؤدّى فحسب، بل تُستحضر كما تُستحضر القيامة، التي نقف على مشارفها. حفل تخطّى العرض الكلاسيكي إلى لحظة نادرة تشعر فيها أنّ الوطن، بوجعه وفي رماده، يمكن أن يُولَد من جديد على إيقاع الموسيقى. حين يصدح صوت الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، تشعر بأن شيئاً ما يتبدّل في فضاء القاعة؛ شيء يتجاوز الصنعة الموسيقية إلى جوهر الإنسان؛ شيء يعصف بنا فندخل في رحلة تطهير النفس. كانت البداية بنغمات بطيئة وخافتة، كأنها تنهيدة شعب بأكمله، ثم راحت الأصوات تعلو، تتشابك، تتناوب بين سؤال الحياة واستحقاق الموت. صوت كورال جامعة سيدة اللويزة، بقيادة الأب خليل رحمة، كان كصلوات متدفّقة من الأعماق، تذيب الزمن، فننساه، ويُصبح الوقت لحظة رجاء وانخطاف سعيد. "موحدون في الجمال" "ريكويم" موزارت، الذي كتبه وهو يحدّق في موته، بدّل معناه ذلك المساء، وأعتقه بعلبكي والكورال من كونه مجرّد مرثاة، فتحوّل إلى وعد بالقيامة. لم تكن الألحان الثقيلة القاتمة نذير فناء، بل جرس بداية، وكذلك لم يكن صوت السوبرانو الحالم بكاءً، بل نوراً يتسرّب من كوّة ضيّقة عند سقف داكن. يذكّر بعلبكي بأنّها "ليست هذه المرة الأولى التي تقدّم فيها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية حفلاً موسيقياً في السرايا الحكومية، إذ سبق لها أن حلّت في الصرح ضمن سلسلة من الفعاليات السابقة"، مشيراً في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "ما يميّز هذا الحفل تحديداً هو رمزيته، إذ عبّر رئيس الحكومة نواف سلام من خلاله عن اعتبار السرايا بيتاً لجميع اللبنانيين، ومساحة مفتوحة يمكن أن تحتضن الثقافة والفن". مع ذلك، يرى بعلبكي أنّه "لا نزال بحاجة ماسّة إلى قاعة عروض نموذجية دائمة مخصّصة للحفلات الموسيقية، بعيداً عن الأمكنة الموقّتة كالسرايا أو حتى الكنائس"، وذلك من أجل إرساء تقليد ثقافيّ مستدام يتيح للأوركسترا تقديم عروضها بشكل دوري ومنتظم. بدا "قداس" موزارت في السرايا كأنه تذكير بأنّ "لبنان أكثر من بلد. إنه رسالة". وليس أبلغ ممّا قالته رئيسة الكونسرفتوار، المؤلِّفة الموسيقية هبة القواس، لوصف رمزية الحفل: "من هنا، حيث تُصنع القرارات وترسم ملامح الدولة، نلتقي اليوم لا في حدث سياسيّ أو احتفال بروتوكولي، بل في لقاء ثقافي - روحي - إنساني، يعبر بالوطن من مفهوم الدولة إلى معنى الرسالة". ورأت القواس أنّ في الحفل "دعوة نادرة مميزة تعلن لبنان الرسالة، لبنان الذي يتّسع ويحتضن مختلف الطوائف والمذاهب ويعالج الانقسامات، ليعلن بصوت الموسيقى أننا موحدون في الجمال، في الإبداع، في الإيمان بقوة الإنسان". حضور الدولة في الفن يلفت بعلبكي أنّ "ريكويم" موزارت هو من بين أكثر الأعمال الكلاسيكية أداءً حول العالم، ويُعدّ من روائع الريبرتوار العالمي. "كنّا قد قدّمناه قبل نحو شهر ونصف شهر في كنيسة القديس يوسف - بيروت، وسط حضور جماهيري كبير"، يقول، "وجاء العرض الأخير في السرايا امتداداً لذلك النجاح، وأداءً يتقاطع مع رمزية أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية"، في توقيت بالغ الدلالة والإيحاء. وزير الثقافة يتوسط هبة القواس ولبنان بعلبكي. (نبيل إسماعيل) في هذه المساحة، لم نكن ننتظر خطاباً سياسياً، بل كنا نصغي إلى ما هو أعمق: إلى شهادة جمال ومقاومة موسيقية أمام التفكّك. الأصوات الفردية للصوليستات ماري- جوزيه مطر، ميلاني أشقر، بشارة مفرج وبرونو خوري، حملت كلّ منها حكاية، فكانت مشاهد من حياة وطنية طويلة ترفض أن تموت. وفي كلّ حركة من يد بعلبكي، شعرنا أنّ ثمة من يقودنا من العتمة نحو الضوء. إنها تجربة روحية - ثقافية، أعادت المعنى إلى حضور الدولة في الفن. أن تُفتَح السرايا الكبيرة للموسيقى هو اعتراف بأنّ الفن قادر على بناء ما تهدّمه السياسة، وأنّ في قلب هذا الوطن مكاناً لما يسمو عن اليومي، لما هو خالد وأبدي.


النهار
١١-٠٣-٢٠٢٥
- النهار
التشكيلي الراحل عبد الحميد بعلبكي مُكرماً في متحف سرسق
الفنان التشكيلي الراحل عبد الحميد بعلبكي يشكل ظاهرة فنية تشكيلية تتعدى ظاهرها وأدواتها ومقتنياتها، ذلك أنها، فور حضورها، ترسّخت في المشهد الثقافي اللبناني كذاكرة حية وتستمر. وبسرعة قياسية تجاوزت مساحة حضورها وأدخلت للمعنى تفاصيل زمن غابر، كاد يغيب ويحذف من حيويته، لكن روح الفنان الشاعر كانت الأقدر على ترجمة تلك الذاكرة وتثبيتها في مكانها الأصل في الوعي الجماعي، وعي الثقافة الراقية التي كانت وستبقى المقياس الأساسي في تحديد الهوية الثقافية الحضارية للمجتمع والبلاد. تكريماً للراحل بعلبكي، افتتح متحف سرسق - الأشرفية معرضاً جاء بعدما دمّر العدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان منزل بعلبكي في بلدة العديسة حيث كان مرتعاً فنياً وثقافياً عريقاً لما يحتويه من كُتب نادرة ولوحات فنية. أمام ما حصل، كان متحف سرسق سباقاً لتكريم بعلبكي وإبراز فنه ولوحاته في إطار تحية له ولجنوب لبنان وللعديسة أيضاً. المعرض يستمرّ حتى 28 أيلول/سبتمبر المُقبل، وسيكون أيضاً مقصداً لعرض جدارية "الحرب" التي أنجزها بعلبكي قبل أكثر من 40 عاماً وتحديداً عام 1977. وبعد عامين وتحديداً عام 1979، جرى عرض تلك اللوحة خلال معرض "جرح دافئ" نظمته وزارة الثقافة آنذاك. المعرض لتكريم الفنان الذي قدم الكثير للبنان والإضاءة على مسيرته الفنية وتوجيه تحية للجنوب بعدما عانى الكثير خلال الحرب. والوحات التي تظهر في المعرض جرى جمعها عن طريق أكثر من جهة، كما تم التواصل مع أشخاص لديهم لوحات لبعلبكي، وقدّم كل شخص من أفراد العائلة لوحتين ليتم عرضهما ضمن المعرض. وتخلل المعرض فيلم وثائقي يعرض اللوحات، ويتحدث عن الفنان الراحل. أجواء المعرض كانت "بيتية" داخل القاعة الكبيرة، وذلك كي يشعر الزائر أنه في بيته وليس في معرض كلاسيكي، الأمر الذي يُمثل مبادرة لطيفة من المتحف. الفنان الراحل عبد الحميد بعلبكي، كان حضوره طاغياً في الحياة الفنية التشكيلية اللبنانية، في مرحلة السبعينيات، واستمر هذا الصخب حتى وفاته عام 2013. فهو الفنان الذي عاش ورسم ولوّن مراحل زمنية وفكرية واجتماعية، في لبنان وفي فرنسا. كما عُرف الراحل بمواهب فنية أخرى، إذ كتب الشعر والرواية، وأصدر العديد من الكتب الأدبية في هذا السياق. وإلى جانب حضوره كأستاذ مادة الفنون في الجامعة اللبنانية، تتلمذ على "يد" الطبيعة، فأخذ منها مادته اللونية الباذخة، وتشهد أعماله ولوحاته الضخمة وألوانها النقية على أهمية العلاقة التي أرساها مع التراب والشجر والعصافير والبشر. ودفعته علاقته مع المكان إلى حصر سنوات عمره الأخيرة في قريته العديسة في جنوب لبنان، والمتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، حيث للطبيعة مشاهدها الصافية الخلابة... وكأنه قرر الموت في هذا المكان الأحبّ على قلبه وبصره. جولة سريعة بين لوحاته المعروضة فنكتشف كلّ واحدة كأنها الصورة الآنية في زمن المرحلة المعاشة. لوحة ذاكرة، تستحضر الزمن الأصيل وما يحتويه من مفاجآت الشكل والمعنى والدلالة، والتي في العادة تكون قائمة بيننا ولا يمكننا رؤيتها، فيرسمها الفنان، يستخرجها من أعماقها السحيقة ويضعها في متناول الوعي والبصر والذهن. وكان الراحل على دراية بما يجول في الأعماق الدفينة لإنسان تلك المرحلة والمراحل التالية، واستطاع من خلال لوحته وإشاراتها الواسعة تحقيق هدف القول والفعل والمعنى، إذ لم تكن لوحته مجرد صورة معبّرة، ناقلة للواقع فحسب، بل تخطت الأمر وذهب بها الفنان وبألوانها إلى العمق في المعنى والرأي والموقف. ولا شك في أن الراحل كان من الفنانين الذين عاشوا المعاناة بكل شجونها وقسوتها، بعد أن اصطدم بالمدينة، وأقام في التجمعات السكنية التي زنّرت بيروت، أو التي شكّلت "حزام البؤس"، كما كان يردد دائماً. وبالطبع، كان في مواجهة مستمرة مع هذا الواقع الصعب والمرّ. وتتجلّى تلك المواجهة مع الواقع في تلك الصعوبة القائمة في لوحاته وفي أعماله التي جمعت كثافة العبث في إطار واسع، وحوّلتها الى مربّعات ودوائر وإشارات وألوان وخطوط مفتوحة على كل شاردة وواردة في المساحة المعاشة، وفي الرقعة المحسوسة. لذلك اعتمد الراحل، وفي أغلب أعماله، على الشكل الكبير والمفتوح للوحة الواحدة. فقد كانت لوحته من الحجم الكبير، حيث يمكن الشكل أن يستوعب كل تفاصيل الحالة والشعور، كأنه كان يعتمد على المساحة اللامحدودة والمحددة وفق هدف الشرح والتفسير والدلالة التي أرادها، لتكون خير معبّر، وخير جواب على سؤال: كيف نحيا في عالم يضجّ بالتعب والعذاب؟