
"ريكويم" موزارت في السرايا الحكومية: "قداس" يُنبئ بقيامة وطن
ش. ب.
ليلة الثلاثاء، تخلّت السرايا الحكومية في بيروت عن كونها مبنى سياسياً تقليدياً، وتحوّلت إلى صرح موسيقي، ارتفعت فيه أرواحنا مع نغمات "ريكويم" موزارت، أو سمفونية "القداس الجنائزي"؛ تلك الرائعة الخالدة التي لا تُؤدّى فحسب، بل تُستحضر كما تُستحضر القيامة، التي نقف على مشارفها. حفل تخطّى العرض الكلاسيكي إلى لحظة نادرة تشعر فيها أنّ الوطن، بوجعه وفي رماده، يمكن أن يُولَد من جديد على إيقاع الموسيقى.
حين يصدح صوت الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، تشعر بأن شيئاً ما يتبدّل في فضاء القاعة؛ شيء يتجاوز الصنعة الموسيقية إلى جوهر الإنسان؛ شيء يعصف بنا فندخل في رحلة تطهير النفس. كانت البداية بنغمات بطيئة وخافتة، كأنها تنهيدة شعب بأكمله، ثم راحت الأصوات تعلو، تتشابك، تتناوب بين سؤال الحياة واستحقاق الموت. صوت كورال جامعة سيدة اللويزة، بقيادة الأب خليل رحمة، كان كصلوات متدفّقة من الأعماق، تذيب الزمن، فننساه، ويُصبح الوقت لحظة رجاء وانخطاف سعيد.
"موحدون في الجمال"
"ريكويم" موزارت، الذي كتبه وهو يحدّق في موته، بدّل معناه ذلك المساء، وأعتقه بعلبكي والكورال من كونه مجرّد مرثاة، فتحوّل إلى وعد بالقيامة. لم تكن الألحان الثقيلة القاتمة نذير فناء، بل جرس بداية، وكذلك لم يكن صوت السوبرانو الحالم بكاءً، بل نوراً يتسرّب من كوّة ضيّقة عند سقف داكن.
يذكّر بعلبكي بأنّها "ليست هذه المرة الأولى التي تقدّم فيها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية حفلاً موسيقياً في السرايا الحكومية، إذ سبق لها أن حلّت في الصرح ضمن سلسلة من الفعاليات السابقة"، مشيراً في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "ما يميّز هذا الحفل تحديداً هو رمزيته، إذ عبّر رئيس الحكومة نواف سلام من خلاله عن اعتبار السرايا بيتاً لجميع اللبنانيين، ومساحة مفتوحة يمكن أن تحتضن الثقافة والفن".
مع ذلك، يرى بعلبكي أنّه "لا نزال بحاجة ماسّة إلى قاعة عروض نموذجية دائمة مخصّصة للحفلات الموسيقية، بعيداً عن الأمكنة الموقّتة كالسرايا أو حتى الكنائس"، وذلك من أجل إرساء تقليد ثقافيّ مستدام يتيح للأوركسترا تقديم عروضها بشكل دوري ومنتظم.
بدا "قداس" موزارت في السرايا كأنه تذكير بأنّ "لبنان أكثر من بلد. إنه رسالة". وليس أبلغ ممّا قالته رئيسة الكونسرفتوار، المؤلِّفة الموسيقية هبة القواس، لوصف رمزية الحفل: "من هنا، حيث تُصنع القرارات وترسم ملامح الدولة، نلتقي اليوم لا في حدث سياسيّ أو احتفال بروتوكولي، بل في لقاء ثقافي - روحي - إنساني، يعبر بالوطن من مفهوم الدولة إلى معنى الرسالة".
ورأت القواس أنّ في الحفل "دعوة نادرة مميزة تعلن لبنان الرسالة، لبنان الذي يتّسع ويحتضن مختلف الطوائف والمذاهب ويعالج الانقسامات، ليعلن بصوت الموسيقى أننا موحدون في الجمال، في الإبداع، في الإيمان بقوة الإنسان".
حضور الدولة في الفن
يلفت بعلبكي أنّ "ريكويم" موزارت هو من بين أكثر الأعمال الكلاسيكية أداءً حول العالم، ويُعدّ من روائع الريبرتوار العالمي. "كنّا قد قدّمناه قبل نحو شهر ونصف شهر في كنيسة القديس يوسف - بيروت، وسط حضور جماهيري كبير"، يقول، "وجاء العرض الأخير في السرايا امتداداً لذلك النجاح، وأداءً يتقاطع مع رمزية أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية"، في توقيت بالغ الدلالة والإيحاء.
وزير الثقافة يتوسط هبة القواس ولبنان بعلبكي. (نبيل إسماعيل)
في هذه المساحة، لم نكن ننتظر خطاباً سياسياً، بل كنا نصغي إلى ما هو أعمق: إلى شهادة جمال ومقاومة موسيقية أمام التفكّك. الأصوات الفردية للصوليستات ماري- جوزيه مطر، ميلاني أشقر، بشارة مفرج وبرونو خوري، حملت كلّ منها حكاية، فكانت مشاهد من حياة وطنية طويلة ترفض أن تموت. وفي كلّ حركة من يد بعلبكي، شعرنا أنّ ثمة من يقودنا من العتمة نحو الضوء.
إنها تجربة روحية - ثقافية، أعادت المعنى إلى حضور الدولة في الفن. أن تُفتَح السرايا الكبيرة للموسيقى هو اعتراف بأنّ الفن قادر على بناء ما تهدّمه السياسة، وأنّ في قلب هذا الوطن مكاناً لما يسمو عن اليومي، لما هو خالد وأبدي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ يوم واحد
- سيدر نيوز
بالصور.. مروان خوري من سيدة اللويزة: الحق والخير والجمال ركائز لا غنى عنها في أي عمل فني
عقد الفنان اللبناني مروان خوري، مؤتمرًا صحفيًا خاص بحفله الموسيقي الذي سيقام في جامعة سيدة اللويزة يوم الأحد 15 حزيران 2025، الحرم الرئيسي-ذوق مصبح، تحت شعار: 'من أجل لبنان ومستقبل شبابه'، وذلك بهدف دعم صندوق الطالب وتسليط الضوء على دور الفن في خدمة القضايا التربوية والانسانية. مروان خوري من سيدة اللويزة: الحق والخير والجمال ركائز لا غنى عنها في أي عمل فني — Cedar News (@cedar_news) May 22, 2025 حضر المؤتمر، الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة، الدكتور ميشال حايك نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، الدكتور أنطوان فرحات نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير، الى جانب عمداء الكلّيات والمدراء، أهل الاعلام والصحافة كما أسرة جامعة سيدة اللويزة. بعد النشيد الوطني كانت كلمة ترحيب بالفنان والحضور، ألقاها الأستاذ ماجد بوهدير، مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة الذي قال: 'نحن متحلقون اليوم حول شخصٍ ليس عاديًا، بل استثنائي، خرج عن الإطار بتواضعه المرهف وتميّزه الإبداعي، واسمه محفور في قلب الوطن. واليوم، يتجسّد هذا الحضور البهيّ في الموعد السنوي الرفيع، الذي يعكس صورةً مشرقةً عن جمال هذا الوطن وثقافته الأصيلة.' وأضاف بو هدير: 'نعتزّ بتقديم فنانٍ ارتبط اسمه بالرقيّ والإبداع، وترك بصمة واضحة في مسار الأغنية. إن مروان خوري، بما يمثله من حسّ موسيقي فريد وقدرة لافتة على التأليف والتلحين والأداء، استطاع أن يُشكّل حالة فنية متفرّدة، تجمع بين عمق الكلمة وعذوبة اللحن. فهذا اللقاء ليس مجرد محطة إعلامية، بل هو مناسبة لتسليط الضوء على مسيرة غنية تُترجم التزامًا طويل الأمد تجاه الفن الأصيل، وتجسّد قيمة الجمال في وجهه الحقيقي'. وكان للأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة كلمة رحّب فيها بالحضور، معربًا عن اعتزازه بهذا الحدث الثقافي والتربوي. وأكد الأب الرئيس 'أن ما نشهده اليوم يشكّل تجسيدًا حيًّا للتكامل بين الفن والتربية، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان والمجتمع'. كما لفت إلى أن الجامعة، منذ ثلاث سنوات، اعتمدت هذا النهج التشاركي إيمانًا منها بأن للفنان دورًا أساسيًا في بثّ الأمل، فضلًا عن رسالته الهادفة في خدمة القضايا الإنسانية. ثمَّ أضاف الأب الخوري ' أن إشراك وسائل الإعلام في هذه المسيرة يسهم بفاعلية في تنشئة الأجيال الصاعدة على القيم الجمالية والمعرفية، إذ إنَّ الفن، بما يتمتّع به من حرية تعبير لا تعرف الحدود، يمثّل وسيلة تعليمية وتوعويّة فريدة قادرة على ملامسة الوجدان والعقل معًا'. ليختم الأب الخوري كلمته بدعوة إلى مواصلة هذا النوع من المبادرات التي تعزز الحوار بين القطاعات المختلفة وتسهم في النهوض بالمجتمع. بعد كلمة الاب الرئيس، إعتبر الفنان مروان خوري هذا الحفل بمثابة تكريم لمسيرته الفنية ومكانته في محيطه الثقافي. مضيفاً 'أنّ الفنان لا يمكن أن ينفصل عن بيئته، بل هو نتاجها وانعكاس لتربيتها وقيمها. وأن التنشئة داخل الأسرة تترك أثرًا عميقًا في خياراته الفنية، ما يدفعه إلى انتقاء أغانٍ تحمل بُعدًا وجدانيًا وزمنيًا، وتعيش من جيل إلى جيل لما تحمله من ألحان وكلمات صادقة نابعة من الروح'. كما شدّد خوري على أنّ الإبداع لا يكتمل إلا من خلال تواصل الفنان مع الكون والخالق، وأن سموّ الروح هو ما يمنح الفن صدقه وجماله. وأشار إلى حرصه الدائم على بناء علاقة متينة مع جمهوره، معتبرًا أن الإحساس جوهر التجربة الفنية، مهما تطوّرت أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأضاف: ' إنّ الرسالة الفنية الحقيقية تكمن في قدرتها على لمس القلوب وتحفيز الفكر، بعيدًا عن الضجيج والسطحية. وشدّد على أهمية الالتزام بالقيم الأصيلة، لأن الفن إذا لم يحمل قضية أو يعكس همًّا إنسانيًّا، يفقد عمقه وأثره'. ليختم كلمته بالتأكيد على ضرورة تحقيق التوازن في مختلف جوانب الحياة، معتبرًا أنّ الحق والخير والجمال هم ركائز أساسية لا غنى عنها في أي عمل إنساني أو فني. وفي هذا الإطار، شهد اللقاء حوارًا غنيًّا بين الإعلاميين والفنان خوري، تناول قضايا جوهرية تتعلّق بالهوية الفنية، التي سوف تتظهّر بالصورة الأحلى في إحتفاليّة 15 حزيران المقبل مساءً، في جامعة سيّدة اللويزة – زوق مصبح.

المركزية
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- المركزية
نقطة فاصلةEYE 25.. معرض لكلية الهندسة في جامعة اللويزة
أقامت كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة معرض نهاية العام بعنوان "نقطة فاصلةEYE 25 "، في حرم الجامعة، في ذوق مصبح. وحضر رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري، نائب رئيسها للشؤون الأكاديمية الدكتور ميشال حايك، نائب رئيسها لشؤون التطوير الدكتور أنطوان فرحات، عميدة كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الدكتورة كارين أبو جودة، عميد شؤون الطلاب الدكتور شربل زغيب، ضيف الشرف المهندس مروان زغيب، علي رمضان، إلى جانب عمداء الكليات، أسرة جامعة سيدة اللويزة والطلاب. بعد النشيد الوطني وكلمة للمهندس شادي بطيش، تحدثت عميدة كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة الدكتورة كارين أبو جودة، فأكدت أن "هذا الحدث يشكل محطة مفصلية في مسيرة طلاب الفنون والتصميم"، وقالت: "هذا المكان الذي ترسم فيه الأحلام، وتلون، وتصمم، وأحيانا تنهار قبل الموعد النهائي بساعات... لكنها، بأعجوبة، تعود إلى الحياة من جديد". وأشارت إلى أن "المعرض يمثل نقطة فاصلة بين الماضي والمستقبل ولحظة تحول تنبض بالإبداع والإلهام"، مشيدة بـ"الجهود التي بذلها الطلاب في مشاريعهم التي تعكس رؤاهم الفريدة." وتحدثت عن "تميز طلاب الأقسام المختلفة، من الهندسة المعمارية إلى الموسيقى"، واصفة "كل تجربة بأنها شهادة حية على قدرة الشباب على التعبير والإبداع والتأثير". وأكدت أن "الإبداع لا يخلو من الأخطاء، بل يولد منها". الخوري ومن جهته، تحدث الخوري عن "عمق فلسفة التعلم ورسالة الكلية"، مؤكدا أن "جوهر هذه الرسالة يتمثل في دفع الطلاب إلى تجاوز المألوف والانفتاح على آفاق غير مكتشفة، بما يسهم في تنمية الإبداع وتوسيع المعرفة"، وقال: "كلما تسلقنا جبلا، لاح لنا جبل آخر". ودعا إلى "التطلع المستمر إلى الأمام"، وقال: "إن الأفق لا تحده حدود، ما دام الطموح حيا، والرؤية واضحة، والشغف بالتعلم راسخا في النفوس". وأكد أن "لبنان الجديد، المنشود والمنتظر، يقوم على سواعد طلابه، وعمق انتمائهم لوطنهم، وإيمانهم بقدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم". مروان زغيب وألقى مروان زغيب كلمة قال فيها: "ليست كل عمارة تحتاج إلى أن تبنى كي تكتسب معنى، فبعض المشاريع المعمارية، وإن لم ينفذ، كان دوره محوريا في تشكيل الخطاب المعماري وإلهام أجيال من المعماريين حول العالم". وأوضح أن "القيمة الحقيقية لهذه المشاريع لا تكمن في هيئاتها المادية، بل في الأفكار التي تحملها، والأسئلة التي تثيرها، والرؤى التي تطرحها حول جوهر العمارة ودورها الثقافي والفلسفي". وقدم زغيب، خلا المعرض، مجموعة مختارة من أعماله غير المشيدة، مستعرضًا من خلالها "ثنائية المقدس والطبيعة، والعلاقة العميقة التي تربط بينهما". وبعد عرض الأزياء الذي قدمه الطلاب، قدمت إليه الجامعة هدية تذكارية.


سيدر نيوز
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
بالصور.. نقطة فاصلة: عين ٢٥.. معرض ختام العام في سيدة اللويزة يُبرز إبداعات طلاب الهندسة والعمارة
اقامت كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة معرض نهاية العام بعنوان: ' نقطة فاصلة EYE 25″ ، وذلك يوم الخميس 15 ايار2025، في حرم الجامعة في ذوق مصبح. نقطة فاصلة: عين ٢٥.. معرض ختام العام في سيدة اللويزة يُبرز إبداعات طلاب الهندسة والعمارة — Cedar News (@cedar_news) May 16, 2025 تقدّم الحضور ضيف الشرف المهندس مروان زغيب، السيد علي رمضان، الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيدة اللويزة ، الدكتور ميشال حايك نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، الدكتور أنطوان فرحات نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير، الدكتورة كارين أبو جودة عميدة كلية الهندسة والعمارة في الجامعة، عميد شؤون الطلاب الدكتور شربل زغيب، الى جانب عمداء الكلّيات، أسرة جامعة سيدة اللويزة والطلاب. استُهِلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ليلقي المهندس شادي بطيش كلمة ترحيبية، قال فيها: ' إن هدف EYE25 هو تسليط الضوء على القيمة الحقيقية لأعمال الطلاب المتخرجين، وفتح المجال أمامهم للتفاعل مع شخصيات مهنية وروّاد من القطاعين العام والخاص، بما يعزّز ثقتهم بأنفسهم ويهيّئهم للمرحلة المقبلة من مسيرتهم.' وأضاف: 'هذا الحدث لا يقتصر على الاحتفال بإنجازات الطلاب، بل يشكّل أيضًا مساحة للتواصل بين الطالب وعائلته الأكاديمية، وفرصة لتعزيز الانتماء إلى جامعة سيدة اللويزة التي كانت شريكًا أساسيًا في نموهم وتطوّرهم.' وتابع قائلًا: 'ينطلق المعرض من المدخل الرئيسي للمبنى، حيث تستقبل الزوّار تركيبة فنية عمودية مستوحاة من شعار EYE25، ويمتد عبر ثلاث قاعات رئيسية خُصّصت لأعمال طلاب أقسام العمارة، التصميم الداخلي، والتصميم الغرافيكي.' وأشار المهندس بطيش إلى أن فكرة المعرض وشعاره قد وُضِعت وصُمّمت بالكامل من قبل طلاب قسم التصميم الغرافيكي، في تعبير واضح عن روح الابتكار التي يتميّز بها طلابنا. وختم كلمته بتوجيه الشكر إلى أعضاء لجنة جامعة سيدة اللويزة، والهيئتين التعليمية والإدارية، مثنيًا على التعاون المثمر مع الموسيقي أسامة الرحباني من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع قسم الموسيقى في كلية RC FAAD في جامعة سيدة اللويزة، في آذار 2025، لإطلاق برنامج موسيقي بعنوان: 'الإنتاج الموسيقي والممارسات الصناعية' ابتداءً من خريف العام 2025. كما أعلن عن توقيع مذكرة تفاهم أخرى مع دار أزياء المصمّم جورج شقرا، في إطار مبادرة رائدة تجمع بين الإبداع الأكاديمي والتميّز في عالم الموضة. وفي ختام كلمته، توجّه بالشكر إلى طلاب قسم تصميم الأزياء، الذين قدّموا رؤىً عصرية مبتكرة عكست طاقاتهم الإبداعية وتميّزهم المهني. وبدورها، رحّبت الدكتورة كارين أبو جودة، عميدة كلية الهندسة والعمارة في جامعة سيدة اللويزة، بالحضور خلال افتتاح معرض 'EYE 25″، مؤكدة أن هذا الحدث يشكّل محطة مفصلية في مسيرة طلاب الفنون والتصميم. وقالت: 'هذا المكان الذي تُرسم فيه الأحلام، وتُلوَّن، وتُصمَّم، وأحيانًا تنهار قبل الموعد النهائي بساعات… لكنها، بأعجوبة، تعود إلى الحياة من جديد!' واعتبرت د. أبو جودة أن المعرض يمثّل 'نقطة فاصلة' بين الماضي والمستقبل، لحظة تحوّل تنبض بالإبداع والإلهام، مشيدة بالجهود التي بذلها الطلاب في مشاريعهم التي تعكس رؤاهم الفريدة. وسلطت الضوء على تميّز طلاب الأقسام المختلفة، من الهندسة المعمارية إلى الموسيقى، ووصفت كل تجربة بأنها شهادة حيّة على قدرة الشباب على التعبير، والإبداع، والتأثير. كما شددت على أن الإبداع لا يخلو من الأخطاء، بل يولد منها، مستشهدة بقول سكوت آدامز: 'الإبداع هو أن تسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء. أما التصميم فهو أن تعرف أيّ من تلك الأخطاء يجب أن تُبقي.' وكان للأب الرئيس بشارة الخوري كلمة تناول فيها بعمقٍ فلسفة التعلّم ورسالة الكلية، مؤكدًا أن جوهر هذه الرسالة يتمثل في دفع الطلاب إلى تجاوز المألوف والانفتاح على آفاق غير مكتشفة، بما يسهم في تنمية الإبداع وتوسيع المعرفة. وأشار الأب الرئيس إلى أن 'كلّما تسلّقنا جبلًا، لاح لنا جبل آخر'، في تعبير مجازي يعكس الطبيعة المتجددة للسعي البشري نحو المعرفة، حيث يُعدّ كل إنجاز بداية لمسار جديد من البحث والاكتشاف. وختم الأب الخوري كلمته بدعوة ملهمة إلى التطلّع المستمر إلى الأمام، مؤمنًا بأن الأفق لا تحدّه حدود، ما دام الطموح حيًا، والرؤية واضحة، والشغف بالتعلّم راسخًا في النفوس. وأكد أن لبنان الجديد، المنشود والمنتظر، يقوم على سواعد طلابه، وعلى عمق انتمائهم لوطنهم، وإيمانهم بقدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم. وكان لضيف الشرف، المهندس مروان زغيب، مداخلة لافتة خلال الأمسية، قال فيها: 'ليست كل عمارة بحاجة لأن تُبنى كي تكتسب معنى.' مؤكدًا أن بعض المشاريع المعمارية، وإن لم تُنفّذ، كان لها دور محوري في تشكيل الخطاب المعماري وإلهام أجيال من المعماريين حول العالم. وأوضح زغيب أن القيمة الحقيقية لهذه المشاريع لا تكمن في هيئاتها المادية، بل في الأفكار التي تحملها، والأسئلة التي تثيرها، والرؤى التي تطرحها حول جوهر العمارة ودورها الثقافي والفلسفي. كما قدّم زغيب خلال العرض مجموعة مختارة من أعماله غير المشيّدة، مستعرضًا من خلالها ثنائية 'المقدّس والطبيعة'، والعلاقة العميقة التي تربط بينهما. وأشار إلى أن هذه المشاريع، رغم بقائها في حيّز التصوّر، تحمل رؤية مكتملة، وتشكل مساحات تأملية تتجاوز حدود البناء المادي، لتغدو وسائط للتعبير الثقافي، والإدراك المكاني، وإثارة الأسئلة الوجودية. ومن خلال الدمج بين الرسومات، والسرد، والتفكير التصميمي، دعا زغيب الحضور إلى إعادة النظر في العمارة بوصفها حوارًا مستمرًا بين المشهد الطبيعي وتجربة التقديس في الفضاء، لا مجرد استجابة وظيفية للمكان. وبعد عرض الأزياء الذي قدّمه الطلاب، قُدّم للمهندس مروان زغيب، بإسم جامعة سيدة اللويزة، هدية تذكارية بالمناسبة.'