أحدث الأخبار مع #سيدةاللويزة،


الوطنية للإعلام
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطنية للإعلام
رودي بارودي وقع كتابه الجديد "ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: من التالي؟" في جامعة سيدة اللويزة
وطنية - استضافت جامعة سيدة اللويزة - ذوق مصبح احتفالا بتوقيع الكتاب الجديد للخبير اللبناني في شؤون الطاقة الدكتور رودي بارودي، بعنوان: "ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: من التالي؟" في قاعة بيار أبو خاطر، في حضور النائبين ملحم رياشي وأنطوان حبشي، رئيس مجلس الأمناء في الجامعة الوزير السابق زياد بارود، سفيرة قبرص ماريا حجي تيودوسيو، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية ورئيس المجلس الأعلى للجامعة الأباتي إدمون رزق، رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري ونوابه، طوني نصرالله، توفيق خوري، الإعلامي موريس متى ووجوه ثقافية، إجتماعية وأكاديمية وأسرة الجامعة. بو هدير استهل اللقاء بالنشيد الوطني ثم تحدث مدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة ماجد بو هدير، فرحب بالدكتور بارودي وقال: "في كل مرة يتطلعون معه إلى أبعد من الحدود الجغرافية، حيث يقومون بتخطيها بكل الثقة وذلك للتلاقي معه. لماذا؟ لأنه يشبههم وهم يشبهونه، بحبهم لرسم الحدود التي تعطي الصورة الأوضح لكيفية متابعة المسار. في المرة الماضية، أصدر الكتاب حول إتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واليوم مولوده الجديد:" ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط: من التالي؟"، وفي كلّ مرّة نسأل مع د. بارودي: ماذا بعد؟ لأنه يحاكي العمق في داخل الحدود علماً، بحثا وتعمقا وأكثر". اضاف: "أما بعد الأكثر هو عندما يضع يده مع جامعة سيدة اللويزة، إذ يجد في مهد إطارها، الرافعة التي من خلالها يصل إلى تحقيق الهدف وذلك بالتكاتف مع رئيسها الذي يمتهن معه البعد الرؤيوي المشترك، لكيما يعبران معاً حدود المعرفة، لكيما يصلا إلى تحقيق الهدف الأسمى ألا وهو أن لبنان يبقى المنارة الثقافية، التوعوية التي تجعل منه المرجع وأكثر". الخوري ثم تحدث الأب بشارة الخوري، قال: "نجتمع اليوم ليس فقط للاحتفال بإصدار كتاب جديد، بل لنكرم رجلا ترك بعقله ورؤيته الثاقبة، وتعاطفه العميق، وصداقته أثرا بالغا في حياة كثيرين، وفي مؤسسات عدة، من بينها مؤسستنا". ولفت الى ان الدكتور بارودي "هو شخصية مرموقة في المشهد العالمي لقطاع الطاقة. فبصفته الرئيس التنفيذي لشركة "الطاقة والبيئة القابضة"، ومؤلفا لكتب عدة في مجال النفط والغاز، أسهم صوته في إثراء النقاشات السياسية وتعميق الفهم في مجال يحتل موقعا محوريا في العلاقات الدولية ومسار التنمية المستدامة، وبخبرة تمتد لأكثر من أربعة عقود، شملت مساهماته مختلف أنحاء العالم من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، ومن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إلى وكالات في اليابان وآسيا الوسطى وغيرها، حيث طلبت مشورته وخبرته". أضاف: "إيمانا منه بقيمة السلام، لم يتردد د. بارودي في تقديم رؤية استشرافية. ففي وقت طغى فيه التشاؤم على آفاق شرق البحر الأبيض المتوسط، تجرأ على تخيل واقع مختلف: مستقبل يسوده السلام والاستقرار والازدهار المشترك، يقوم على تطوير مسؤول للموارد النفطية والغازية الهائلة في المنطقة. واليوم، ومع التوصل إلى تسويات سلمية للحدود البحرية، وتقدم الحوار الإقليمي، نرى بوادر هذه الرؤية تتحقق. لقد كان الدكتور بارودي محقا حين آمن بإمكانية سلوك درب أفضل، وها نحن اليوم أقرب إلى تحقيق تلك الرؤية من أي وقت مضى". وختم قائلا: "في خضم الأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان، يؤكد د. بارودي أن مواردنا الطبيعية، يمكن أن تشكل جزءا من الحل ومصدرا للتجدد والأمل للأجيال القادمة. وهو للمرة الثانية خلال عامين، يختار جامعة سيدة اللويزة منبرا لمشاركة رؤاه وإطلاق مؤلفه الجديد. وليس هذا الاختيار محض صدفة، بل هو انعكاس لإيمانه العميق برسالة هذه الجامعة". بارودي ثم تحدث بارودي عن كتابه الجديد، فأشار الى أنه "يتناول الحاجة الملحة لدول المنطقة إلى تسوية حدودها البحرية، وما يمكن أن تفتحه هذه الخطوة من فرص اقتصادية، لا سيما في قطاع الطاقة، إضافة إلى سبل الترسيم العادل والمنصف بالاستناد إلى القوانين والمعايير العلمية والتقنية المعتمدة دوليا". ولفت الى ان "هذا الكتاب فيه خرائط دقيقة وحصرية غير مسبوقة تظهر بوضوح مواقع الحدود البحرية كما يفترض أن تكون وفقا لقواعد الأمم المتحدة، سواء تلك التي تم التفاوض بشأنها أو التي حسمت قضائيا"، وأكد أن "تسوية هذه الحدود العالقة ومن ضمنها الحدود بين (لبنان وقبرص، لبنان وسوريا، اليونان وتركيا، تركيا وسوريا، سوريا وقبرص، وتركيا وقبرص) تعد الخطوة الأولى الأساسية لمن يسعى إلى استثمار الموارد الطاقوية البحرية"، وأشار إلى أن "تحقيق أمن الطاقة وإمكانات التصدير المجدية اقتصاديا يمكن أن يحدث نقلة نوعية في عدة دول، ما يتيح لها إجراء استثمارات تاريخية في قطاعات التعليم، الصحة، والبنية التحتية للنقل، فضلا عن خلق فرص عمل لائقة، والحد من الفقر وعدم المساواة". وختم موضحا "الفوائد المشتركة العابرة للحدود، منها الحد من مصادر التوتر بين الجيران وبناء الثقة وفتح آفاق جديدة للتعاون". هذا وتخلل الاحتفال مداخلات بين المؤلف والحضور، ثم قدم الأب الرئيس هدية لبارودي عبارة عن مجسم تذكاري وكتاب "العذراء مريم في لبنان - محافظة بيروت". واشار بيان الجامعة الى أن الدكتور بارودي "يتمتع بخبرة تمتد على مدى 47 عاما في قطاع الطاقة، وهو يشارك خبراته بانتظام ككاتب ومتحدث، ويحرص على الترويج للطاقة كمحفز للحوار والسلام في كل زمان ومكان"، ولفت الى أن "كل عائدات مبيعات الكتاب الجديد ستخصص لصندوق المساعدات المالية لطلاب الجامعة".


النهار
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
"ريكويم" موزارت في السرايا الحكومية: "قداس" يُنبئ بقيامة وطن
ش. ب. ليلة الثلاثاء، تخلّت السرايا الحكومية في بيروت عن كونها مبنى سياسياً تقليدياً، وتحوّلت إلى صرح موسيقي، ارتفعت فيه أرواحنا مع نغمات "ريكويم" موزارت، أو سمفونية "القداس الجنائزي"؛ تلك الرائعة الخالدة التي لا تُؤدّى فحسب، بل تُستحضر كما تُستحضر القيامة، التي نقف على مشارفها. حفل تخطّى العرض الكلاسيكي إلى لحظة نادرة تشعر فيها أنّ الوطن، بوجعه وفي رماده، يمكن أن يُولَد من جديد على إيقاع الموسيقى. حين يصدح صوت الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، تشعر بأن شيئاً ما يتبدّل في فضاء القاعة؛ شيء يتجاوز الصنعة الموسيقية إلى جوهر الإنسان؛ شيء يعصف بنا فندخل في رحلة تطهير النفس. كانت البداية بنغمات بطيئة وخافتة، كأنها تنهيدة شعب بأكمله، ثم راحت الأصوات تعلو، تتشابك، تتناوب بين سؤال الحياة واستحقاق الموت. صوت كورال جامعة سيدة اللويزة، بقيادة الأب خليل رحمة، كان كصلوات متدفّقة من الأعماق، تذيب الزمن، فننساه، ويُصبح الوقت لحظة رجاء وانخطاف سعيد. "موحدون في الجمال" "ريكويم" موزارت، الذي كتبه وهو يحدّق في موته، بدّل معناه ذلك المساء، وأعتقه بعلبكي والكورال من كونه مجرّد مرثاة، فتحوّل إلى وعد بالقيامة. لم تكن الألحان الثقيلة القاتمة نذير فناء، بل جرس بداية، وكذلك لم يكن صوت السوبرانو الحالم بكاءً، بل نوراً يتسرّب من كوّة ضيّقة عند سقف داكن. يذكّر بعلبكي بأنّها "ليست هذه المرة الأولى التي تقدّم فيها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية حفلاً موسيقياً في السرايا الحكومية، إذ سبق لها أن حلّت في الصرح ضمن سلسلة من الفعاليات السابقة"، مشيراً في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "ما يميّز هذا الحفل تحديداً هو رمزيته، إذ عبّر رئيس الحكومة نواف سلام من خلاله عن اعتبار السرايا بيتاً لجميع اللبنانيين، ومساحة مفتوحة يمكن أن تحتضن الثقافة والفن". مع ذلك، يرى بعلبكي أنّه "لا نزال بحاجة ماسّة إلى قاعة عروض نموذجية دائمة مخصّصة للحفلات الموسيقية، بعيداً عن الأمكنة الموقّتة كالسرايا أو حتى الكنائس"، وذلك من أجل إرساء تقليد ثقافيّ مستدام يتيح للأوركسترا تقديم عروضها بشكل دوري ومنتظم. بدا "قداس" موزارت في السرايا كأنه تذكير بأنّ "لبنان أكثر من بلد. إنه رسالة". وليس أبلغ ممّا قالته رئيسة الكونسرفتوار، المؤلِّفة الموسيقية هبة القواس، لوصف رمزية الحفل: "من هنا، حيث تُصنع القرارات وترسم ملامح الدولة، نلتقي اليوم لا في حدث سياسيّ أو احتفال بروتوكولي، بل في لقاء ثقافي - روحي - إنساني، يعبر بالوطن من مفهوم الدولة إلى معنى الرسالة". ورأت القواس أنّ في الحفل "دعوة نادرة مميزة تعلن لبنان الرسالة، لبنان الذي يتّسع ويحتضن مختلف الطوائف والمذاهب ويعالج الانقسامات، ليعلن بصوت الموسيقى أننا موحدون في الجمال، في الإبداع، في الإيمان بقوة الإنسان". حضور الدولة في الفن يلفت بعلبكي أنّ "ريكويم" موزارت هو من بين أكثر الأعمال الكلاسيكية أداءً حول العالم، ويُعدّ من روائع الريبرتوار العالمي. "كنّا قد قدّمناه قبل نحو شهر ونصف شهر في كنيسة القديس يوسف - بيروت، وسط حضور جماهيري كبير"، يقول، "وجاء العرض الأخير في السرايا امتداداً لذلك النجاح، وأداءً يتقاطع مع رمزية أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية"، في توقيت بالغ الدلالة والإيحاء. وزير الثقافة يتوسط هبة القواس ولبنان بعلبكي. (نبيل إسماعيل) في هذه المساحة، لم نكن ننتظر خطاباً سياسياً، بل كنا نصغي إلى ما هو أعمق: إلى شهادة جمال ومقاومة موسيقية أمام التفكّك. الأصوات الفردية للصوليستات ماري- جوزيه مطر، ميلاني أشقر، بشارة مفرج وبرونو خوري، حملت كلّ منها حكاية، فكانت مشاهد من حياة وطنية طويلة ترفض أن تموت. وفي كلّ حركة من يد بعلبكي، شعرنا أنّ ثمة من يقودنا من العتمة نحو الضوء. إنها تجربة روحية - ثقافية، أعادت المعنى إلى حضور الدولة في الفن. أن تُفتَح السرايا الكبيرة للموسيقى هو اعتراف بأنّ الفن قادر على بناء ما تهدّمه السياسة، وأنّ في قلب هذا الوطن مكاناً لما يسمو عن اليومي، لما هو خالد وأبدي.