#أحدث الأخبار مع #جريجواردولاكوربوابة الأهرام٠٥-٠٤-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهراماللائحة وسنينها!للكاتب الفرنسى جريجوار دولاكور رواية ذائعة الصيت باسم «لائحة رغباتي»، احتلت قائمة الأكثر مبيعا لشهور فى عام 2012، رواية مثيرة مسكونة بشخصيات مؤثرة، تدعونا لإعادة النظر فى لائحة رغباتنا، ولا أظن أن المؤلف تصور لحظة أن كلمة «اللائحة» ستكون أكثر الكلمات ذيوعا وانتشارا على ألسنة المجتمع المصرى لما يقرب من ثلاثة أسابيع أو يزيد، واللائحة التى أقصدها هنا هى لائحة مسابقة دورى النيل لعام 2024/ 2025، المكتوبة فى تسعة فصول و64 مادة، على 49 صفحة فولسكاب، وممهورة بتوقيعين، على اليمين: طه زكى مدير إدارة المسابقات، وعلى اليسار: أحمد دياب رئيس رابطة الأندية المحترفة. الجميع يتحدث، صغارا وكبارا، متعلمين وغير متعلمين، رياضيين ومشجعين، مسئولين وعاديين، إعلاميين محترفين ونشطاء هواة، هوجة ولا هوجة عرابي، أو عركة من خناقات الفتوات فى روايات نجيب محفوظ، لو حاول أحد الفضوليين من أمثالى أن يبتعد عن الهوجة والعركة، ويتعرف على المعلومات المجردة فى اللائحة، فلن يجد إلا أصوات الصراخ وتبادل الاتهامات، آراء وانطباعات ورغبات تنطلق كالصواريخ الموجهة فى مختلف الاتجاهات، كلها تشبه سلوكيات بطلة رواية «لائحة رغباتي» التى تريد الاستفادة من اللحظة الراهنة التى كسبت فيها جائزة اليانصيب دون أن تربطها بكل جوانب حياتها. غالبية أصحاب الصخب عندهم إجابات قاطعة، ونادرا ما يسأل أحدهم سؤالا صحيحا يفتح ثغرة فى الصخب إلى إجابة دقيقة، فيتجنب مصادمات عنيفة من تلك التى تحدث على الطرق السريعة بسبب رعونة السائقين الذين يتعاطون ما يُغيب عقولهم أو يقلل من تركيزهم!. والسؤال الصحيح هو أصل المعرفة وليس الإجابات.. وقبل أيام جلست أمام شاشة قناة رياضية رسمية كانت ذات شنة ورنة فى زمن سابق، أشاهد برنامجا ليليا يتحدث عن اللائحة وضرورة الالتزام بها، حرصا على نزاهة المسابقة وعدم مجاملة أى طرف على حساب طرف آخر، ومنعا للفوضى، وحاولت أن أفهم القضية بعيدا عن القنوات الفئوية ولاعبى كرة القدم ومقدمى البرامج، فلم يرد على لسان المذيعة بند اللائحة الذى يقال إنه جرى الخروج عليه فى مباراة القمة التى لم تلعب، ويجب تطبيقه دون التلاعب به، وهو نفس ما فعله ضيفها المحرر الرياضى الذى ظل يتحدث ويعلو ويشيح بيديه غضبا، لما يقرب من نصف ساعة دون أن يذكر بند اللائحة الذى أهين عمدا، حتى يوثق كلامه أمام المشاهدين، فقط راح يضرب مثلا بتطبيق لائحة العام السابق، دون أن يفسر لنا هل هى نفس لائحة العام الحالى أم تغيرت!. المدهش أن رجل قانون شهيرا كتب على صفحته بالفيسبوك نقدا لاذعا وجارحا بنفس طريقة المحرر الرياضي، وأهال التراب على رابطة الأندية المحترفة، التى انتهكت شرف لائحتها، دون أن يسوق نصوص المادة 17 التى تنظم (توقيت بداية المباراة وحالات الانسحاب)، ويدلل بها على سلوك الرابطة التى انحرفت بالعدالة!. مليون فى المائة لا يعنينا أن يعاقب ناد بخصم نقاطه أو ينزل إلى الدرجة الثانية طالما القانون هو السيد، ما يعنينا هو حالة «عقل جمعي» فى مناقشة قضية رياضية، فالمخطئ يجب أن يعاقب، ولا يصح أن نتسامح معه، خاصة أن الصورة التى نقلت عنا إلى العالم الخارجى لا تليق بنا. لكن هذا النمط من العقل وحوار الطرشان دون معلومات مجردة يفتح أبوابا أغلقناها فى وجه دعاة التطرف الدينى وجماعاتهم، وكانت الغوغائية هى الجسر الذى عبر عليه شيوخ التطرف إلى عقول مريديهم، ولا نريد أن يحل محل هؤلاء الشيوخ «غوغائيون» فى ثياب رياضية أنيقة وألقاب وظيفية مؤثرة، ويخاطبون عشرات الملايين من جمهور كرة القدم، أغلبهم شباب، حماس وتعصب وانفعالات وزعيق وهتافات وخناقات إذا لزم الأمر، فالعاطفة أكبر من العقل، والانطباع يسبق التفكير واللسان يتفوق على المنطق، فما الذى يمكن أن يجرونا إليه؟، هل يعقل أن يغذى هذه الحالة الانفعالية ويقودها من يجب أن يتصرفوا بحكمة، وقبل الحكمة بمعلومات ومعارف وحقائق صحيحة، دون أن يتنازلوا عن الحقوق أو يغضوا النظر عن الالتزام بالشفافية والنزاهة بلا مجاملات أو استثناءات! يبدو أن العشوائيات لم تعد أحياء ولا مناطق ولا بيوتا، فقط وإنما مفاهيم وتصرفات دون معلومات!. نحن فى مجتمع يعانى تحديات اقتصادية، وتتربص بحدودنا مخاطر جمة، وأمامنا تحديات كبرى، نعم عندنا جيش قادر على حماية مصر والدفاع عنها، ونعمل بمنتهى الجدية لنخرج من تلك الأزمة الاقتصادية التى نعانيها منذ عشرات السنين، ونحاول الآن علاج قلبها الصلب، فلا يبقى منها إلا بعض أعراضها جانبية، وفيه مصريون يحفرون فى الصخر ويستميتون فى أعمالهم ويلزمون أنفسهم بالمعرفة والتفكير العلمى ليشدوا وطننا خارج هذا النفق، لكن المجتمعات لا تنهض ولا تتقدم إلا بزخم عام يشملها كلها. نعم.. نحن فى نوبة صحيان: فكرا وعملا، ونريدها نوبة مستدامة دون معوقات، يصنعها بعضنا دون قصد، وهم يدافعون عن انحيازات أو مكاسب خاصة!. أمامنا مهام جديرة بأن تشغلنا، دون أن نهمل أو نقلل اهتمامنا بالرياضة، لكن علينا أن نعرف أن الرياضة ترفيه وتسلية ومتعة وليست حربا ولا خناقات فى ساحات شعبية، نعم نعلم أننا ورثنا مشكلات فيها، سببها القواعد واللوائح التى تحكم النشاط الرياضى، خاصة فى الاتحادات الرياضية وطريقة تكوينها وأساليب عملها، وندرك أن المصالح الشخصية أحيانا أو كثيرا ما تحكمها قبل المصلحة العامة، وهذا يحتاج إلى وقت لإصلاحها، وسوف نصلحها ونحن نبنى بلادنا، فهل نتريث ونلتزم بالتفكير العلمى والمعلومات الصحيحة إلى أن يحدث ذلك؟.
بوابة الأهرام٠٥-٠٤-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهراماللائحة وسنينها!للكاتب الفرنسى جريجوار دولاكور رواية ذائعة الصيت باسم «لائحة رغباتي»، احتلت قائمة الأكثر مبيعا لشهور فى عام 2012، رواية مثيرة مسكونة بشخصيات مؤثرة، تدعونا لإعادة النظر فى لائحة رغباتنا، ولا أظن أن المؤلف تصور لحظة أن كلمة «اللائحة» ستكون أكثر الكلمات ذيوعا وانتشارا على ألسنة المجتمع المصرى لما يقرب من ثلاثة أسابيع أو يزيد، واللائحة التى أقصدها هنا هى لائحة مسابقة دورى النيل لعام 2024/ 2025، المكتوبة فى تسعة فصول و64 مادة، على 49 صفحة فولسكاب، وممهورة بتوقيعين، على اليمين: طه زكى مدير إدارة المسابقات، وعلى اليسار: أحمد دياب رئيس رابطة الأندية المحترفة. الجميع يتحدث، صغارا وكبارا، متعلمين وغير متعلمين، رياضيين ومشجعين، مسئولين وعاديين، إعلاميين محترفين ونشطاء هواة، هوجة ولا هوجة عرابي، أو عركة من خناقات الفتوات فى روايات نجيب محفوظ، لو حاول أحد الفضوليين من أمثالى أن يبتعد عن الهوجة والعركة، ويتعرف على المعلومات المجردة فى اللائحة، فلن يجد إلا أصوات الصراخ وتبادل الاتهامات، آراء وانطباعات ورغبات تنطلق كالصواريخ الموجهة فى مختلف الاتجاهات، كلها تشبه سلوكيات بطلة رواية «لائحة رغباتي» التى تريد الاستفادة من اللحظة الراهنة التى كسبت فيها جائزة اليانصيب دون أن تربطها بكل جوانب حياتها. غالبية أصحاب الصخب عندهم إجابات قاطعة، ونادرا ما يسأل أحدهم سؤالا صحيحا يفتح ثغرة فى الصخب إلى إجابة دقيقة، فيتجنب مصادمات عنيفة من تلك التى تحدث على الطرق السريعة بسبب رعونة السائقين الذين يتعاطون ما يُغيب عقولهم أو يقلل من تركيزهم!. والسؤال الصحيح هو أصل المعرفة وليس الإجابات.. وقبل أيام جلست أمام شاشة قناة رياضية رسمية كانت ذات شنة ورنة فى زمن سابق، أشاهد برنامجا ليليا يتحدث عن اللائحة وضرورة الالتزام بها، حرصا على نزاهة المسابقة وعدم مجاملة أى طرف على حساب طرف آخر، ومنعا للفوضى، وحاولت أن أفهم القضية بعيدا عن القنوات الفئوية ولاعبى كرة القدم ومقدمى البرامج، فلم يرد على لسان المذيعة بند اللائحة الذى يقال إنه جرى الخروج عليه فى مباراة القمة التى لم تلعب، ويجب تطبيقه دون التلاعب به، وهو نفس ما فعله ضيفها المحرر الرياضى الذى ظل يتحدث ويعلو ويشيح بيديه غضبا، لما يقرب من نصف ساعة دون أن يذكر بند اللائحة الذى أهين عمدا، حتى يوثق كلامه أمام المشاهدين، فقط راح يضرب مثلا بتطبيق لائحة العام السابق، دون أن يفسر لنا هل هى نفس لائحة العام الحالى أم تغيرت!. المدهش أن رجل قانون شهيرا كتب على صفحته بالفيسبوك نقدا لاذعا وجارحا بنفس طريقة المحرر الرياضي، وأهال التراب على رابطة الأندية المحترفة، التى انتهكت شرف لائحتها، دون أن يسوق نصوص المادة 17 التى تنظم (توقيت بداية المباراة وحالات الانسحاب)، ويدلل بها على سلوك الرابطة التى انحرفت بالعدالة!. مليون فى المائة لا يعنينا أن يعاقب ناد بخصم نقاطه أو ينزل إلى الدرجة الثانية طالما القانون هو السيد، ما يعنينا هو حالة «عقل جمعي» فى مناقشة قضية رياضية، فالمخطئ يجب أن يعاقب، ولا يصح أن نتسامح معه، خاصة أن الصورة التى نقلت عنا إلى العالم الخارجى لا تليق بنا. لكن هذا النمط من العقل وحوار الطرشان دون معلومات مجردة يفتح أبوابا أغلقناها فى وجه دعاة التطرف الدينى وجماعاتهم، وكانت الغوغائية هى الجسر الذى عبر عليه شيوخ التطرف إلى عقول مريديهم، ولا نريد أن يحل محل هؤلاء الشيوخ «غوغائيون» فى ثياب رياضية أنيقة وألقاب وظيفية مؤثرة، ويخاطبون عشرات الملايين من جمهور كرة القدم، أغلبهم شباب، حماس وتعصب وانفعالات وزعيق وهتافات وخناقات إذا لزم الأمر، فالعاطفة أكبر من العقل، والانطباع يسبق التفكير واللسان يتفوق على المنطق، فما الذى يمكن أن يجرونا إليه؟، هل يعقل أن يغذى هذه الحالة الانفعالية ويقودها من يجب أن يتصرفوا بحكمة، وقبل الحكمة بمعلومات ومعارف وحقائق صحيحة، دون أن يتنازلوا عن الحقوق أو يغضوا النظر عن الالتزام بالشفافية والنزاهة بلا مجاملات أو استثناءات! يبدو أن العشوائيات لم تعد أحياء ولا مناطق ولا بيوتا، فقط وإنما مفاهيم وتصرفات دون معلومات!. نحن فى مجتمع يعانى تحديات اقتصادية، وتتربص بحدودنا مخاطر جمة، وأمامنا تحديات كبرى، نعم عندنا جيش قادر على حماية مصر والدفاع عنها، ونعمل بمنتهى الجدية لنخرج من تلك الأزمة الاقتصادية التى نعانيها منذ عشرات السنين، ونحاول الآن علاج قلبها الصلب، فلا يبقى منها إلا بعض أعراضها جانبية، وفيه مصريون يحفرون فى الصخر ويستميتون فى أعمالهم ويلزمون أنفسهم بالمعرفة والتفكير العلمى ليشدوا وطننا خارج هذا النفق، لكن المجتمعات لا تنهض ولا تتقدم إلا بزخم عام يشملها كلها. نعم.. نحن فى نوبة صحيان: فكرا وعملا، ونريدها نوبة مستدامة دون معوقات، يصنعها بعضنا دون قصد، وهم يدافعون عن انحيازات أو مكاسب خاصة!. أمامنا مهام جديرة بأن تشغلنا، دون أن نهمل أو نقلل اهتمامنا بالرياضة، لكن علينا أن نعرف أن الرياضة ترفيه وتسلية ومتعة وليست حربا ولا خناقات فى ساحات شعبية، نعم نعلم أننا ورثنا مشكلات فيها، سببها القواعد واللوائح التى تحكم النشاط الرياضى، خاصة فى الاتحادات الرياضية وطريقة تكوينها وأساليب عملها، وندرك أن المصالح الشخصية أحيانا أو كثيرا ما تحكمها قبل المصلحة العامة، وهذا يحتاج إلى وقت لإصلاحها، وسوف نصلحها ونحن نبنى بلادنا، فهل نتريث ونلتزم بالتفكير العلمى والمعلومات الصحيحة إلى أن يحدث ذلك؟.