logo
#

أحدث الأخبار مع #جماعةالمسلمين

حسن البنَّا.. قتله «المجاهدون» فـى التنظيم الخاص لجماعة الإخوان
حسن البنَّا.. قتله «المجاهدون» فـى التنظيم الخاص لجماعة الإخوان

بوابة ماسبيرو

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة ماسبيرو

حسن البنَّا.. قتله «المجاهدون» فـى التنظيم الخاص لجماعة الإخوان

عاش البنا فى الإسماعيلية مع الحرفيين والعمال الذين يعملون فى معسكرات الإنجليز البنا هو المنظم الأساسى للجماعة وصاحب نظريتها التنظيمية وصاغ لها فكراً يجعلها مرتبطة به شخصياً الطيبون من الناس، صدقوا "اللحية" المهذبة، التى كانت تزين وجه "حسن البنا" مدرس اللغة العربية، الخطيب المفوّه، لكنه لم يتوقف عند حدود "المنبر" والمسبحة والسجادة، تجاوز الحدود ودخل "قصر فاروق" وجلس مع "إسماعيل صدقى" وحارب "مصطفى النحاس" و"النقراشى"، وكان "التنظيم الخاص" الذى جعله "الجيش السرى" لجماعة الإخوان هو الأداة التى عجلت بقتله، وجعلت الملك فاروق هو من يعطى الأمر بقتل "فضيلة المرشد"، وكما كان ـ الإمام الشهيد ـ يفكر فى تشكيل جيش يحارب به أعداء "جماعة المسلمين" كان هناك من هم أكثر ذكاء وخبرة منه، قضوا على "العصابات الإخوانية" وأطلقوا عليه لقب "راسبوتين" وعذبوه نفسيا، فذهب إلى مسئولى الداخلية وطلب منهم أن يعتقلوه، ورفضوا طلبه، لكنهم قتلوه فى شارع من شوارع القاهرة، ولم يحضر جنازته أحد من المجاهدين أو المتعاطفين أو الإخوة الذين أنفق عمره فى تربيتهم ليكونوا رهبان الليل وفرسان النهار.. القارئ المهتم بحكاية وتاريخ "الإخوان" يعرف القدرة الخارقة التى امتلكها الإخوان على ترويج "مظلومية" تصورهم ضحايا النظام الملكى والجمهورى، وكانت الظروف السياسية والثقافية والإعلامية تسهل هذه المهمة، وعلى سبيل المثال، عاش المصريون نصف قرن من الزمان وهم يؤمنون بأن "حادث المنشية" الذى تعرض فيه "جمال عبد الناصر" لمحاولة اغتيال على أيدى مجموعة مدربة من رجال "التنظيم الخاص" التابع لجماعة الإخوان، هو حادث "وهمى" ومدبر من جانب "عبدالناصر" نفسه، ولكن فى زمن القنوات الفضائية، تكلم واحد من الذين شاركوا فى تنفيذ محاولة الاغتيال، وشرح بالتفصيل خطة "الإخوان" لقتل "عبد الناصر"، وهذا الرجل ـ صاحب الضمير الحى ـ لانعرف الدوافع التى دعته لفضح "الجماعة" بعد موت عبد الناصر وموت كل من شارك وفكّر ووضع الخطة لتنفيذ حادث المنشية، لكنه أثبت بالتجربة أن "الكذب" أداة معتمدة لدى "الإخوان" وأن "حسن البنا" أجاز الكذب واعتبره من أسلحة القتال فى الحرب على الكفار، والكفار فى نظره هم العلمانيون والرافضون لحكم "الشريعة" وكل مخالف لنظرية الإخوان السياسية. أصل الحكاية فى عشرينيات القرن العشرين، كان الشاب "حسن أحمد عبد الرحمن البنا" يعيش مع المسلمين ظروفا صعبة، بعد سقوط الخلافة العثمانية التى كان المسلمون يرون فيها "الرباط" أو "البيت الكبير" الذى يجمعهم حول معنى، رغم أن هذه الخلافة هى السبب فى تخلف المسلمين وضياع المصريين والعرب، فهى التى أطلق عليها الغرب "الرجل المريض".. وكان علماء السلطان يصورونها للناس على أنها فريضة من فرائض الإسلام والإيمان، وبعد سقوطها فى تركيا، حاول "الملك فؤاد" أن يملأ الفراغ، وشغله حلم الخلافة، وسعى لتحقيق هذا الحلم واستعان بشيوخ الجامع الأزهر، واستضاف شيوخا آخرين من بلاد المسلمين، ولكن الشيخ المثقف "على عبد الرازق" أجهض حلم "جلالة الملك" وكتب كتابه المهم "الإسلام وأصول الحكم"، وأثبت أن الخلافة ليست من أركان الإسلام، وأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن خليفة ولا ملكا، وقال إن "الخليفة" هو الحاكم الذى اختاره المسلمون بعد وفاة الرسول، ولم تنزل به آية من عند الله، وهذا يعنى أن محاولة الربط بين "الخليفة" ونصوص القرآن وسنة النبى، محاولة فاشلة، وهاج شيـــوخ الأزهر، وجرّدوا "الشيخ على عبد الرازق" من شهادة "العالِميّة"، وفصلته وزارة الحقانية من وظيفته "قاضٍ شرعى فى محكمة المنصورة "، وتعرض لحملة تشويه فى المجتمع السياسى والصحفى، ولكن هذا كله لم يقضِ على حلم المسلمين الواقعين فى قبضة الاحتلال البريطانى، ووجدت "جماعة الإخوان" الأرض ممهدة للنمو والظهور، وكان "حسن البنا" العضو فى الطريقة الصوفية "الحصافية" جاهزا للعبة التى أغرته، فسخر لها حياته وهى نفسها "اللعبة القاتلة" التى قتلته فى شارع "رمسيس" أمام مقر جمعية الشبان المسلمين، بست رصاصات أطلقها "مخبر" كان يركب سيارة سوداء، ورغم هذه الرصاصات، لم يمت "المرشد" وفاضت روحه فى قصر العينى، بعد صدور تعليمات من "القصر الملكى" ورئاسة الحكومة "السعدية" بعدم إسعافه وتركه يلقى مصيره دون مساعدة من طبيب. رحلة الإخوان يشهد الخصوم والحلفاء للشيخ "حسن البنا" بالقدرة على التنظيم، والخطابة والقدرة على التأثير فى الآخرين، وبضاعته هى "حلم الخلافة"، وهذه البضاعة كانت رائجة لدى الناس فى زمن كانت فيه مصر تعيش ظروفا اقتصادية قاسية، وتعيش حالة من الخضوع للحكم البريطانى، فكانت "الدعارة" مرخصة، بهدف خدمة جنود الاحتلال المغتربين، وهذا كان يُشعر المصريين بالذل، وهم قوم التدين والعراقة والأخلاق الرفيعة، وكانت "الخمور" مباحة، وهذه بالذات محرمة بنص القرآن الكريم، وكان الهوان السياسى والشعور بالهزيمة الروحية، يجعل خطاب "العودة إلى الخلافة" و"تطبيق شرع الله" رائجا ومقبولا، وهذا ما فعله "حسن البنا"، وكانت البداية فى "المحمودية "؛ حيث كوّن "حسن" مع زملائه جمعية تهتم بالدعوة إلى الأخلاق الحميدة، ومقاومة المنكرات، لكن المهم هنا أن "الجمعية" التى كانت تعمل على مقاومة الانحرافات التى يشهدها المجتمع، كبرت فصارت "جماعة" تعمل بالسياسة، وتستعمل الأساليب الحزبية المدنية العلمانية، وعند المواجهة مع السلطات، تخفى الجماعة الوجه السياسى وتظهر الوجه الدعوىّ، وهذه الازدواجية هى التى عاش بها "المرشد" حتى قتله خصومه وأصبح اسمه يُذكر مسبوقاً بلقب "الإمام الشهيد"، ومن المهم أن يعرف القارئ العزيز أن "حسن البنا" تعلم ما تعلمه من شيوخه وهم: الشيخ عبد الوهاب الحصافى، شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية، والشيخ رشيد رضا ـ صاحب مجلة المنار ـ والشيخ محمد زهران ـ صاحب مدرسة الرشاد، ومجلة الإسعاد فى "المحمودية" والشيخ طنطاوى جوهرى صاحب تفسير "الجواهر". ومواهب ـ البنا ـ وقدرته على السيطرة "الوجدانية" على المريدين والتابعين، جعلت "محمود الجنيدى" ـ عضو مكتب الإرشاد ـ وهو المكتب الذى يعادل "المكتب السياسى" فى الحزب العلمانى يقول عن مرشده: ـ ارمِنا حيث شئت، فو الله لواستعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك.. وقال ـ حسن العشماوى ـ وهو من قيادات الجماعة التى رباها "فضيلة المرشد" حسن البنا: ـ كان كل منا يشعر أنه يقف موقف المريد من شيخه وقد أسلم له القياد، ليأخذ به إلى الله.. وكتب الأمريكى "روبير جاكسون" عن حسن البنا يقول: ـ زرت هذا الأسبوع رجلا قد يصبح من أبرز الرجال فى التاريخ المعاصر، وقد يختفى إذا كانت الحوادث أكبر منه، وذلك هو الشيخ حسن البنا ـ زعيم الإخوان، كان الرجل جذّاب المظهر، رقيق العبارة بالرغم من أنه لايعرف لغة أجنبية، لقد حاول أتباعه الذين كانوا يترجمون بينى وبينه أن يصوّروا لى أهداف هذه "الدعوة" وأفاضوا فى الحديث، ولم أقتنع، وظل الرجل صامتا حتى رأى الحيرة على وجهى فقال لهم "قولوا له شيئا واحدا: هل قرأت عن محمد؟، قلت "نعم"، فقال: هذا ما نريد تطبيقه، لقد نظرت إلى هذا الرجل، ورأيت مظهره البسيط، وثقته بنفسه، وإيمانه العجيب بأفكاره، وتوقعت أن يجىء يوم يسيطر فيه على الشعب ويصبح زعيما شعبيا فى مصر والشرق كله، لقد حمل "حسن البنا" ـ المصحف ـ ووقف به فى طريق رجال الفكر الحديث، وهو مؤمن بأن الإسلام قوة روحية ونفسية موجودة فى "ضمير الشرق" وأنها تستطيع أن تمده بالقوة التى تمكّنه من التحكم فى مصيره ومصير الكوكب كله". وفى كتابه "حسن البنا" يشرح لنا ـ دكتور رفعت السعيد ـ المنهج السياسى والتنظيمى الذى اتبعه المرشد العام لجماعة الإخوان، حتى بلغ بها مرحلة القوة ووضعها فى قلب الخريطة السياسية المصرية: ـ وكان ـ البنا ـ هو المنظم الأساسى للجماعة "الإخوان" وصاحب نظريتها التنظيمية، وصاغ لها فكرا وتنظيما يجعلها مرتبطة به "شخصيا"، ولتحقيق ذلك استغل عاملين أولهما: الغموض المحيط بأهدافها وطبيعتها ومناهجها العملية باعتبارها "دعوة سياسية"، وثانيهما: بناء تنظيم الجماعة بطريقة تجعله صاحب الأمر وحده وتجعل سائر أجهزة التنظيم ومستوياته ولجانه مجرد كيانات استشارية يملك عليها الأمر، ويوجب عليها السمع والطاعة، وعندما اجتمع المؤتمر الثالث للإخوان ليحدد الهيكل التنظيمى للجماعة ويشكل هيئاتها المختلفة، صاغ فقرة تقول: ـ وقد ترك المجتمعون لفضيلة المرشد العام تحديد مهمة كل هيئة من هذه الهيئات، ووضع البيان الذى يوضح ذلك التحديد. ومن باب الشرح والتفسير لما ذكره ـ رفعت السعيد ـ نقول: ـ كان حسن البنا، يتمتع بذكاء تنظيمى، جعله ينشئ "جماعة الإخوان" ليكون "هو" كل شىء فيها، لا تستطيع الاستغناء عنه، ولا يجرؤ أحد على تجاوزه، لأنه لايعرف غير قانون السمع والطاعة، والنص المعتمد للقَسم الذى يقسمه عضو الجماعة يتضمن هذا المعنى: ـ أُعاهد الله العلىّ العظيم على التمسُّك بدعوة الإخوان المسلمين، والجهاد فى سبيلها، والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها و"السمع والطاعة" فى المنشط والمكرَه، وأُقسم بالله العظيم على ذلك وأبايع عليه والله على ما أقول وكيل. و"البيعة" حسب ما ذكره ابن خلدون هى "العهد على الطاعة"، وقد كان "المبايع" فى العصور الإسلامية يعاهد الأمير على أن يُسلم له النظر فى أمر نفسه وأمور المسلمين، لاينازعه أحد، ويطيعه فى ما يكلفه فى المنشط والمكره. اللعب بالنار اللعب بالنار فى الثقافة المصرية والعربية مقصود به تعريض النفس للخطر، وقد عاش ـ حسن البنا ـ حالة "الزعامة" فى مدينة "الإسماعيلية"، وهى مدينة فيها عمال وحرفيون يعملون فى معسكرات الإنجليز، جاءوا من القرى والنجوع فى الدلتا والصعيد، ولا يعرفون من الإسلام غير ما يقوله لهم خطباء المساجد وحفظة كتاب الله عز وجل، وكانت "الأمية" منتشرة فى صفوف هؤلاء العمال، وكان "سحر" حسن البنا هو المدخل لحشد هذه الشرائح محدودة الوعى، وكانت الظروف الاقتصادية والسياسية التى تعانى منها هذه الشرائح، تجعلها مهيأة لقبول خطاب "الصبر" والقناعة، والعمل من أجل نصرة العقيدة، ولسان حال هذه الشرائح مُصاغ فى حكمة شعبية "يعنى لادنيا ولاآخرة.." والمقصود بهذه الحكمة هو العمل من أجل يوم الحساب، بعد الحياة القاسية فى الدنيا، لتكون "الآخرة" تعويضا عن القهر والقسوة التى عاشها الواحد من هؤلاء فى الدنيا التى لاعدل فيها ولا رحمة، وبعد أن استطاع "حسن البنا" تنظيم هؤلاء فى "جماعة" أصبح هو "الإمام" و"المرشد" و"فضيلة المرشد" الذى ينازع "مصطفى النحاس" على "الشعب"؛ فالوفد يقدم نفسه بأنه "حزب الشعب" الذى هب ّ بزعامة "سعد زغلول" فى ثورة 1919 من أجل تحقيق "الجلاء" والحصول على الاستقلال، و"جماعة الإخوان" تقدم نفسها بأنها "جماعة المسلمين" التى تمتلك القبول والمصداقية لدى المسلمين وهو الأغلبية فى مصر، و"الوفد" يقدم نفسه بشعار "الهلال مع الصليب" محتميا فى تراث "علمانى" وطنى، لكن "حسن البنا" بعدما أدرك هذا التناقض، استخدمه فى الحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية للجماعة، فالوفد ـ العلمانى الوطنى ـ يرفض لعبة "الازدواجية" التى تمارسها جماعة الإخوان، فيغلق مقراتها فى الأقاليم، ويترك "المركز العام" للجماعة فى القاهرة، وهو المكان الذى يدير منه ـ الشيخ البنا ـ شئون الجماعة، ثم يشكّل "المرشد الإمام" فريق "الجوّالة" وهو تنظيم شبه عسكرى مهمته "فرض وجود" الجماعة بالقوة على الشارع السياسى والتصدى لخصومها، وكانت لدى الوفد فرق "القمصان الزرقاء" ولدى حزب "مصر الفتاة" فرق "القمصان الخضراء"، وفى الفترات التى كان الوفد فيها بعيدا عن الحكم، كانت "الجماعة" تلعب بالنار مع القوى الأخرى، فإذا هتفت جماهير الوفد "الشعب مع النحاس"، هتف شباب "الإخوان" هتافا يقول: الله مع الملك.. وظل اللعب بالنار يستهوى "حسن البنا" خاصة بعد زيادة عدد "الإخوان" وانتشار دعوتهم فى القرى والمدن وانجذاب قطاعات شعبية كبيرة العدد لدعوتهم، ولكن هذا اللعب تحوّل إلى "قتبلة موقوتة" بعد تشكيل "التنظيم الخاص" وهو "جيش الإخوان" المسلح، المدرب، الذى يتلقى أوامره من "فضيلة المرشد" وحده، ويسمع ويطيع ولا يملك "المجاهدون" أعضاء التنظيم الخاص غير تنفيذ قرارات فضيلة المرشد، دون مناقشة ودون اعتراض. وكان الثعلب السياسى "على ماهر باشا" يعرف أطماع "المرشد العام" ويعرف هدفه النهائى، فجلس معه واتفق على قيام "الإخوان" بلعب دور "الظهير الشعبى" للقصر، فى مواجهة "الوفد"، وحصل "المرشد" على الدعم المالى الذى أنفقه على مقرات وصحف وأنشطة الجماعة، وجلس "المرشد العام" مع "إسماعيل صدقى" واتفق معه على التصدى للوفد، وتأييد "جلالة الملك" فاروق الأول، وجاءت "اللحظة الفارقة" فى العام 1948 وكان الانقلاب الذى وقع فى اليمن ضد "الإمام يحيى" هو "القشَّة" التى قصمت ظهر "الجماعة" وعجّلت بنهاية دورها السياسى، لأن "الملك فاروق" أدرك خطورة "البنّا" وأدرك أن وجوده على قيد الحياة وبقاءه على العرش مرهون بموت المرشد، ومحو "الجماعة" من الخريطة السياسية، ويأتى "محمود فهمى النقراشى" وهو خصم سياسى للمرشد، ولا يحب "الجماعة" وقرر "المرشد" أن يلعب بالنار، ولكن هذه المرة كانت اللعبة قاسية، قُتِل "النقراشى" فى مقر وزارة الداخلية برصاصات أطلقها "عبد المجيد أحمد حسن" وقبله قُتِل "أحمد ماهر" برصاص "محمود عيسوى" وهو من "التنظيم الخاص" بشهادة "السيد سابق والباقورى" وقرر حزب "الهيئة السعدية" الثأر، وقرر "القصر" التخلص من "المرشد"، وفى يوم 2فبراير 1949 أطلق "مخبر سرى" منتدب من "مديرية جرجا" الرصاص على "حسن البنا" ومات فضيلة المرشد العام، وقرر "إبراهيم عبد الهادى" رئيس الوزراء دفن "البنا" تحت حراسة مشددة، فلم يحضر جنازته غير والده، وهو من تولى تجهيز الجثة للدفن، ومكرم عبيد باشا وهو سياسى انشق عن الوفد وأسس حزب "الكتلة الوفدية" وتولّت سيدات عائلة البنا أعمال المعاونة فى تغسيل الجثة وحمل "النعش" وطويت صفحة "البنّا"، وكان عمره قد بلغ الثالثة والأربعين.

ابراهيم غرايبة : عشرة أسباب ترجح أن الدولة لن تلاحق الإخوان المسلمين؟
ابراهيم غرايبة : عشرة أسباب ترجح أن الدولة لن تلاحق الإخوان المسلمين؟

أخبارنا

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • أخبارنا

ابراهيم غرايبة : عشرة أسباب ترجح أن الدولة لن تلاحق الإخوان المسلمين؟

أخبارنا : لا أتوقع أن تلاحق السلطة التنفيذية الإخوان المسلمين على نحو شامل، وسوف تحصر المحاكمات بالأشخاص الذين يتوصل إليهم التحقيق ويحاكمون كأشخاص أو مجموعات بمعزل عن علاقتهم بالإخوان المسلمين و/أو حزب جبهة العمل الإسلامي و/او حركة حماس. وهذا مجرد تقدير شخصي أو كما يقول عادل إمام في مسرحية شاهد ماشافش حاجة ده اقتراحي في القضية يعني. الحال إنني ومثلي كثير من المثقفين والمتابعين في شأن القضية المنظورة في محكمة أمن الدولة وأظن انها سميت تصنيع السلاح وطائرات درون؛ شاهد ما شافش حاجة، لكن يمكن تقديم النقاط التالية كمدخل للترجيح بأنه لن يكون حظر ولا ملاحقة. 1. التقدير العام للمسألة السياسية القائمة على درجة عالية من التعقيد والاعتبارات المتناقضة والمتوازية التي تجعل علاقة الدولة الأردنية بالإخوان المسلمين مختلفة عن أي بلد آخر، ولا يمكن قياس ما يجري في بلدان عربية بالأردن. 2. الحالة السياسية والقضية الراهنة المثيرة للجدل والتفاعل محاطة بمزاج شعبي واجتماعي واضح، ولا يمكن فصلها عما يجري في غزة وفلسطين بعامة، كما أن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرير وتحرر من الاحتلال تمثل رمزية عالية متقبلة بل ومقدسة لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين وقطاع واسع في العالم المناصر للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر والعدالة. ومع الموافقة والتسليم على عدم صحة انتهاك قوانين وسيادة الأردن والدول العربية والتزاماتها الدولية والقانونية، والموافقة أيضا والتسليم بأنه ثمة انتقائية إخوانية وحماسوية في السلوك تجاه الدول وقوانينها والتزاماتها، فإنها تظل جرائم سياسية يؤيدها الناس أو يتعاطفون معها حتى الموافقة على أنها جريمة. 3. في الاستشهاد والتفكير بتاريخ العلاقة بين الحكومة والإخوان ما يؤشر بوضوح أن الحكومة تريد من الجماعة أن تخفض نشاطها وظهورها السياسي، وأن تعيد حالة التفاعل مع حرب غزة إلى مستوى أقل انفعالا وتوترا، ومن يتذكر من أجيالي حالة ومشاهد التفاعل مع انتفاضة الأقصى عام 2000 – 2003 ومعاهدة السلام 1993 – 1997 يلاحظ ان ما يجري اليوم ليس مختلفا وأن الإدارة الحكومية للملف لا يتوقع أن تكون مختلفة. 4. لم تتحرك السلطة أمنيا ضد جماعة المسلمين وقياداتها، ولو كانت تريد ربط القضية بالإخوان المسلمين لتحركت بسرعة واعتقلت أعدادا كبيرة منهم لحظة أو قبيل الإعلان عن القضية، وطالما مر "ثلاثة أيام وثلث" بعد الإعلان فإنها دخلت في مرحلة من التسكين والضغط والمواجهة الناعمة. 5. جماعة الإخوان المسلمين محظورة قانونيا، وليس لها صفة قانونية منذ إعلان القضاء رسميا أنها جماعة غير قانونية، لكن الأكثر طرافة ودهشة أن الجماعة لم تكن قانونية منذ عقود طويلة، وأنها كانت تعمل دون غطاء قانوني. هي ببساطة جماعة غير مسجلة أو مرخصة، وتعمل بحكم وضع اليد المتقبل من قبل الدولة والمعترف به واقعيا وليس قانونيا أو رسميا. لكن السلطة التنفيذية لم تلاحق الجماعة حتى مع الإعلان عن عدم قانونيتها، واكتفت بإغلاق المقرات المعلنة، وتعلم السلطة أن الجماعة تعمل كما لو لم يحدث شيء وأنها أجرت انتخاباتها وأعلنت عن قادتها تماما كما كان يحدث على الدوام منذ عدة عقود. بل إن الجماعة بالغت في إظهار نفسها سياسية واعلاميا، وفعل المراقب العام الأخير "مراد العضايلة" ما لم يفعله أي مراقب عام للجماعة من قبل؛ عندما شارك في مؤتمر الإعلان عن مرشحي حزب جبهة العمل الإسلامي للانتخابات النيابية 2024، ولم يكن فقط جالسا إلى جانب الأمين العام للحزب وائل السقا، لكنه ردّ عليه واستدرك قمعيا وناقضا لبعض مقولات السقا. وللأمانة فقد كان خطاب العضايلة موفقا أكثر من خطاب السقا، وأظهر وعيا سياسيا وواقعيا أكثر. لكنه في ذلك كله لم يكن يحمل صفة قانونية للمشاركة بل والوصاية على الحزب! 6. تؤدي جماعة الإخوان المسلمين برغم انزعاج السلطة التنفيذية منها دورا استيعابيا للجماهير، وبدونها تتحول إلى مجموعات بلا قيادة ولا تنسيق ولا توجيه، ويمكن أن تحدث فوضى، ويزيد التطرف والتعصب الديني والسياسي. وتظل العلاقة بين السلطة والجماهير المنفعلة بما يجري في فلسطين من خلال جماعة الإخوان المسلمين أكثر مؤسسية وتملك إمكانيات التفاهم والتطبيق بدلا من محاولة التفاهم مع اعداد كبيرة لا تحصى من المجموعات المعروفة وغير المعروفة. 7. تمثل جماعة الإخوان المسلمين مظلة سياسية لفئات اجتماعية واسعة في الأردن، لا تؤيد الجماعة دينيا ولكن سياسيا، وتقدم في المقابل حاضنة وقاعدة اجتماعية للجماعة، تجعلها محمية أو مغطاة، والحال أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مختلفة في تركيبتها العضوية والتنظيمية والاجتماعية عن الجماعة في أي قطر آخر، إنها ليست مجرد جماعة دينية سياسية مثل الإخوان المسلمين في مصر أو تونس أو المغرب على سبيل المثال، لكنها أيضا جماعة اجتماعية بمعنى تمثيل سياسي واجتماعي لفئة واسعة من المواطنين على أساس جغرافي وجهوي وليس ديني أو برامجي. كما أنها (جماعة الإخوان المسلمين في الأردن) تختلف فكريا وأيديولوجيا عن الجماعة في الأقطار العربية الأخرى، هي في الحقيقة حزب التحرير الإسلامي بغطاء أو قشرة إخوانية، تشبه في ذلك الوصف التقليدي بالبطيخة التي يختلف جوهرها في كل شيء عن الإطار الذي يغلف هذا الجوهر ويحيط به. الغطاء ليس مختلفا فقط عن الجوهر بل يحميه ويصد عنه الأذى والضربات. بالطبع تستطيع السلطة منع الجماعة وملاحقتها لكنها في ذلك تدفع كلفة اجتماعية وسياسية تجعل المواجهة غير مجدية بالنسبة إليها، إنهما (المظلة السياسية والقاعدة الاجتماعية) مثل الجمل والقط المربوطان ببعضهما، يؤخذان معا أو يتركان معا. 8. تعلم السلطة التنفيذية بالتأكيد أن وقف عمليات تهريب وتخزين وتصنيع السلاح لن يتم إلا بالتفاهم مع مجموعة "حولّي" من قادة حماس، وهي مجموعة فرضت نفسها "سلبطة" على حماس وجماعة الإخوان المسلمين، لكن هذها المجموعة التي لا تتغير ولا تستشهد تبتز حماس والجماعة ولم يعد سهلا التخلص منها، يجب أن تفعل ذلك أولا حماس والجماعة. وفي المقابل فإنها مجموعة مستعدة لممارسات وتفاهمات مغرية للسلطات والدول ومفرطة في البراغماتية وعلى نحو لن تقدم عليه قيادة جماعة الإخوان المسلمين ولا قيادة حماس المنتخبة انتخابا حقيقيا وفعليا (مجموعة غزة) وتعرض نفسها وتقدمها على نحو علني متكرر أنها ورقة متاحة او معروضة للاستخدام والتأثير. بمقابل طبعا 9. المشكلة الأكثر تعقيدا أن حماس انقسمت انقساما عدائيا بين مجموعة غزة ومجموعة "حولّي" وربما تكون قصص العنف والسلاح والمواجهة والتفاهم والتفاوض مرتبطة إلى حدّ كبير بهذا الصراع؛ بما في ذلك التصعيد والتهدئة. ويجب أولا توحيد حماس إذا بقيت (لا أظن أنه يمكن القضاء عليها مادامت فتح غير قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني) وتمكينها من إقامة علاقة قانونية مع الفلسطينيين وخاصة في الضفة وغزة، والخارج أيضا؛ مع الاعتراف بالتعقيدات والازدواجية. 10. البديل أو الحل النظري هو تمكين الفلسطينيين في فلسطين وفي الدول العربية وغيرها من الدول التي تناصر القضية الفلسطينية أو تتفهما من إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على نحو ديمقراطي يعكس إرادة واتجاهات الفلسطينيين.

عشرة أسباب ترجح أن الدولة لن تلاحق الإخوان المسلمين؟
عشرة أسباب ترجح أن الدولة لن تلاحق الإخوان المسلمين؟

عمون

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عمون

عشرة أسباب ترجح أن الدولة لن تلاحق الإخوان المسلمين؟

لا أتوقع أن تلاحق السلطة التنفيذية الإخوان المسلمين على نحو شامل، وسوف تحصر المحاكمات بالأشخاص الذين يتوصل إليهم التحقيق ويحاكمون كأشخاص أو مجموعات بمعزل عن علاقتهم بالإخوان المسلمين و/أو حزب جبهة العمل الإسلامي و/او حركة حماس. وهذا مجرد تقدير شخصي أو كما يقول عادل إمام في مسرحية شاهد ماشافش حاجة ده اقتراحي في القضية يعني. الحال إنني ومثلي كثير من المثقفين والمتابعين في شأن القضية المنظورة في محكمة أمن الدولة وأظن انها سميت تصنيع السلاح وطائرات درون؛ شاهد ما شافش حاجة، لكن يمكن تقديم النقاط التالية كمدخل للترجيح بأنه لن يكون حظر ولا ملاحقة. 1. التقدير العام للمسألة السياسية القائمة على درجة عالية من التعقيد والاعتبارات المتناقضة والمتوازية التي تجعل علاقة الدولة الأردنية بالإخوان المسلمين مختلفة عن أي بلد آخر، ولا يمكن قياس ما يجري في بلدان عربية بالأردن. 2. الحالة السياسية والقضية الراهنة المثيرة للجدل والتفاعل محاطة بمزاج شعبي واجتماعي واضح، ولا يمكن فصلها عما يجري في غزة وفلسطين بعامة، كما أن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرير وتحرر من الاحتلال تمثل رمزية عالية متقبلة بل ومقدسة لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين وقطاع واسع في العالم المناصر للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر والعدالة. ومع الموافقة والتسليم على عدم صحة انتهاك قوانين وسيادة الأردن والدول العربية والتزاماتها الدولية والقانونية، والموافقة أيضا والتسليم بأنه ثمة انتقائية إخوانية وحماسوية في السلوك تجاه الدول وقوانينها والتزاماتها، فإنها تظل جرائم سياسية يؤيدها الناس أو يتعاطفون معها حتى الموافقة على أنها جريمة. 3. في الاستشهاد والتفكير بتاريخ العلاقة بين الحكومة والإخوان ما يؤشر بوضوح أن الحكومة تريد من الجماعة أن تخفض نشاطها وظهورها السياسي، وأن تعيد حالة التفاعل مع حرب غزة إلى مستوى أقل انفعالا وتوترا، ومن يتذكر من أجيالي حالة ومشاهد التفاعل مع انتفاضة الأقصى عام 2000 – 2003 ومعاهدة السلام 1993 – 1997 يلاحظ ان ما يجري اليوم ليس مختلفا وأن الإدارة الحكومية للملف لا يتوقع أن تكون مختلفة. 4. لم تتحرك السلطة أمنيا ضد جماعة المسلمين وقياداتها، ولو كانت تريد ربط القضية بالإخوان المسلمين لتحركت بسرعة واعتقلت أعدادا كبيرة منهم لحظة أو قبيل الإعلان عن القضية، وطالما مر "ثلاثة أيام وثلث" بعد الإعلان فإنها دخلت في مرحلة من التسكين والضغط والمواجهة الناعمة. 5. جماعة الإخوان المسلمين محظورة قانونيا، وليس لها صفة قانونية منذ إعلان القضاء رسميا أنها جماعة غير قانونية، لكن الأكثر طرافة ودهشة أن الجماعة لم تكن قانونية منذ عقود طويلة، وأنها كانت تعمل دون غطاء قانوني. هي ببساطة جماعة غير مسجلة أو مرخصة، وتعمل بحكم وضع اليد المتقبل من قبل الدولة والمعترف به واقعيا وليس قانونيا أو رسميا. لكن السلطة التنفيذية لم تلاحق الجماعة حتى مع الإعلان عن عدم قانونيتها، واكتفت بإغلاق المقرات المعلنة، وتعلم السلطة أن الجماعة تعمل كما لو لم يحدث شيء وأنها أجرت انتخاباتها وأعلنت عن قادتها تماما كما كان يحدث على الدوام منذ عدة عقود. بل إن الجماعة بالغت في إظهار نفسها سياسية واعلاميا، وفعل المراقب العام الأخير "مراد العضايلة" ما لم يفعله أي مراقب عام للجماعة من قبل؛ عندما شارك في مؤتمر الإعلان عن مرشحي حزب جبهة العمل الإسلامي للانتخابات النيابية 2024، ولم يكن فقط جالسا إلى جانب الأمين العام للحزب وائل السقا، لكنه ردّ عليه واستدرك قمعيا وناقضا لبعض مقولات السقا. وللأمانة فقد كان خطاب العضايلة موفقا أكثر من خطاب السقا، وأظهر وعيا سياسيا وواقعيا أكثر. لكنه في ذلك كله لم يكن يحمل صفة قانونية للمشاركة بل والوصاية على الحزب! 6. تؤدي جماعة الإخوان المسلمين برغم انزعاج السلطة التنفيذية منها دورا استيعابيا للجماهير، وبدونها تتحول إلى مجموعات بلا قيادة ولا تنسيق ولا توجيه، ويمكن أن تحدث فوضى، ويزيد التطرف والتعصب الديني والسياسي. وتظل العلاقة بين السلطة والجماهير المنفعلة بما يجري في فلسطين من خلال جماعة الإخوان المسلمين أكثر مؤسسية وتملك إمكانيات التفاهم والتطبيق بدلا من محاولة التفاهم مع اعداد كبيرة لا تحصى من المجموعات المعروفة وغير المعروفة. 7. تمثل جماعة الإخوان المسلمين مظلة سياسية لفئات اجتماعية واسعة في الأردن، لا تؤيد الجماعة دينيا ولكن سياسيا، وتقدم في المقابل حاضنة وقاعدة اجتماعية للجماعة، تجعلها محمية أو مغطاة، والحال أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مختلفة في تركيبتها العضوية والتنظيمية والاجتماعية عن الجماعة في أي قطر آخر، إنها ليست مجرد جماعة دينية سياسية مثل الإخوان المسلمين في مصر أو تونس أو المغرب على سبيل المثال، لكنها أيضا جماعة اجتماعية بمعنى تمثيل سياسي واجتماعي لفئة واسعة من المواطنين على أساس جغرافي وجهوي وليس ديني أو برامجي. كما أنها (جماعة الإخوان المسلمين في الأردن) تختلف فكريا وأيديولوجيا عن الجماعة في الأقطار العربية الأخرى، هي في الحقيقة حزب التحرير الإسلامي بغطاء أو قشرة إخوانية، تشبه في ذلك الوصف التقليدي بالبطيخة التي يختلف جوهرها في كل شيء عن الإطار الذي يغلف هذا الجوهر ويحيط به. الغطاء ليس مختلفا فقط عن الجوهر بل يحميه ويصد عنه الأذى والضربات. بالطبع تستطيع السلطة منع الجماعة وملاحقتها لكنها في ذلك تدفع كلفة اجتماعية وسياسية تجعل المواجهة غير مجدية بالنسبة إليها، إنهما (المظلة السياسية والقاعدة الاجتماعية) مثل الجمل والقط المربوطان ببعضهما، يؤخذان معا أو يتركان معا. 8. تعلم السلطة التنفيذية بالتأكيد أن وقف عمليات تهريب وتخزين وتصنيع السلاح لن يتم إلا بالتفاهم مع مجموعة "حولّي" من قادة حماس، وهي مجموعة فرضت نفسها "سلبطة" على حماس وجماعة الإخوان المسلمين، لكن هذها المجموعة التي لا تتغير ولا تستشهد تبتز حماس والجماعة ولم يعد سهلا التخلص منها، يجب أن تفعل ذلك أولا حماس والجماعة. وفي المقابل فإنها مجموعة مستعدة لممارسات وتفاهمات مغرية للسلطات والدول ومفرطة في البراغماتية وعلى نحو لن تقدم عليه قيادة جماعة الإخوان المسلمين ولا قيادة حماس المنتخبة انتخابا حقيقيا وفعليا (مجموعة غزة) وتعرض نفسها وتقدمها على نحو علني متكرر أنها ورقة متاحة او معروضة للاستخدام والتأثير. بمقابل طبعا 9. المشكلة الأكثر تعقيدا أن حماس انقسمت انقساما عدائيا بين مجموعة غزة ومجموعة "حولّي" وربما تكون قصص العنف والسلاح والمواجهة والتفاهم والتفاوض مرتبطة إلى حدّ كبير بهذا الصراع؛ بما في ذلك التصعيد والتهدئة. ويجب أولا توحيد حماس إذا بقيت (لا أظن أنه يمكن القضاء عليها مادامت فتح غير قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني) وتمكينها من إقامة علاقة قانونية مع الفلسطينيين وخاصة في الضفة وغزة، والخارج أيضا؛ مع الاعتراف بالتعقيدات والازدواجية. 10. البديل أو الحل النظري هو تمكين الفلسطينيين في فلسطين وفي الدول العربية وغيرها من الدول التي تناصر القضية الفلسطينية أو تتفهما من إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على نحو ديمقراطي يعكس إرادة واتجاهات الفلسطينيين.

حتى لا نخسر رمضان
حتى لا نخسر رمضان

الشروق

time٠٤-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الشروق

حتى لا نخسر رمضان

إذا بُلّغ المسلم شهر رمضان آمنا في وطنه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، عفيفا عن مسألة الناس، فتلك نعمة جليلة من الله تعالى، الذي أمّد في عمره حتى يزيد في صحائف أعماله، خاصة في هذا الشهر الذي شرّفه الله –تعالى- على سائر الشهور بنزول القرآن فيه، وشرّفه بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام وهو الصيام، وجعله الله تعالى بفضله فرصة للعتق من النيران ودخول الجنان، إذ فيه تفتّح أبواب الجنة، وتغلّق أبواب النّار، وتصفد المردة من الجان، فلا يضيّع هذه الفرصة عاقل رشيد مهما كانت الأسباب والأحوال. لذلك، فإنّ مما يكسب الغنائم في هذه الفرضة أن يكون للواحد منّا برنامج في حدّه الأدنى لا ينبغي أن ينزل عنه طيلة أيام الشهر ولياليه على النحو الآتي: المحافظة على الصلوات الخمس في وقتها، فإنّ الله –تعالى- يقول: ((إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا))، بمعنى فرضا محددا بوقت لا يجوز تأخيرها عنه دون عذر شرعي.. ومن استطاع أن يصليها في المسجد مع جماعة المسلمين فإن في ذلك خيرا كثيرا، خاصة إذا علمنا أنه في شهرنا هذا تكون صلاة الصبح والعصر والمغرب والعشاء خارج أوقات الدراسة والعمل عند أكثر الناس.. ومن استطاع أن يزيد على ذلك النوافل فليفعل، فإنها تجبر النقص الحاصل في الصلوات المكتوبة، وكذلك بالنسبة لصلاة الضحى التي تصلى من ركعتين إلى ثمان ركعات من بعد طلوع الشمس إلى زوالها. قراءة ورد من القرآن الكريم كل يوم : إنّ الله –تعالى- لما أراد أن يعرفنا بشهر رمضان قال: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان)) [البقرة: من الآية 185]. ويؤكّد ذلك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعارض جبريل القرآن كلّ سنة مرّة في رمضان، فلمّا كان العام الّذي توفّي فيه عارضه مرّتين.. فمن لم يقرأ القرآن في شهر القرآن فمتى يقرؤه؟ لعل من الناس من لم يفتح المصحف منذ شهر رمضان الفارط، ثم تجده يشتكي القلق والحيرة! فمن أين تأتيه السكينة والطمأنينة وربنا -عز وجل- يقول: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)).. ومن أراد ختمه في رمضان، فيكفيه أن يقرأ حزبين كل يوم وليلة، وذلك لا يأخذ منه إلا نحو نصف ساعة أو قريبا من ذلك، أفلا نستطيع أن نخصص نصف ساعة من بين 24 ساعة لنسقي قلوبنا ونحييها بأفضل الذكر؟! وقراءة القرآن مشروعة في كل لحظة من ليل أو نهار ولا نهي في ذلك.. وختمه فيه من الحسنات ما لا يدخل تحت عدٍّ أو إحصاء، والله يضاعف لمن يشاء. المحافظة على قيام رمضان (التراويح) طيلة شهر رمضان؛ فقيام اللّيل من أعظم ما تقرّب به الصّالحون، وأشرف ما يبتغيه المؤمنون، وفضائله لا تحصى ولا تعدّ؛ روى الحاكم وغيره بسند صحيح عن سهل بن سعد –رضـي الله عنه- قال: جاء جبريل -عليه السّلام- إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: 'يَا مُحَمَّدُ! عِـشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيّ بِهِ، واعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ المُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ'.. وقيام اللّيل أفضل النوافل؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضـي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: 'أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْل'. بعض الناس هدانا الله وإياهم، بمجرد الافطار، يسارع إلى المقهى، وربما كان بيته مجاورا للمسجد، فيُرفع أذان العشاء وهو جالس في المقهى، وتقام الصلاة وهو كذلك، ويُفرغ من التراويح وهو مقيم على تلك الحال عياذا بالله تعالى. صلاة التراويح هي صلاة القيام، ومن لم يقم لله خلال عامه بسبب التشاغل وأتعاب الحياة ففي رمضان فرصة ليذوق حلاوة المناجاة والوقوف بين يدي الله مستمعا ومستمتعا بالتلاوات الخاشعة، فإذا انصرف بقي عداد حسناته مشتغلا إلى بزوغ الفجر، فقد روى التّرمذي والنّسائي عن أبي ذرٍ -رضي الله ـعنه- قال: قال -صلّى الله عليه وسلّم-: 'إنّه مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَة'.. ومن حافظ على صلاة التراويح طيلة ليالي رمضان فهو بإذن الله ممن وافق ليلة القدر وحظي بفضلها وأجرها الذي قال عنه ربنا سبحانه: ((ليلة القدر خير من ألف شهر)). يتبع…

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store