logo
#

أحدث الأخبار مع #جهازتوكاماك،

15 مليون درجة مئوية داخل صندوق .. هل ينتهي عصر الوقود الأحفوري؟
15 مليون درجة مئوية داخل صندوق .. هل ينتهي عصر الوقود الأحفوري؟

البيان

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • البيان

15 مليون درجة مئوية داخل صندوق .. هل ينتهي عصر الوقود الأحفوري؟

في تطور علمي مذهل، نجح العلماء في أوروبا في تحقيق إنجاز كبير في مجال الطاقة النووية الاندماجية، ما يعطي أملاً جديدًا للعالم في الحصول على مصدر طاقة نظيف ومستدام. تم تحقيق هذا الإنجاز داخل جهاز يسمى "توكاماك"، وهو صندوق على شكل دونات تصل درجة الحرارة بداخله إلى حوالي 150 مليون درجة مئوية، وهي درجة حرارة تفوق بكثير تلك الموجودة في قلب الشمس، تم إجراء هذه التجربة الرائدة في فرنسا باستخدام مفاعل "WEST" التابع للمفوضية الفرنسية للطاقة الذرية والطاقات البديلة (CEA). في 12 فبراير، تمكن مفاعل "WEST" من الحفاظ على بلازما الاندماج لأكثر من 22 دقيقة، محطمًا الرقم القياسي السابق لفترة استدامة البلازما في جهاز توكاماك، يُعد هذا التقدم علامة فارقة في طريق تطوير طاقة الاندماج النووي، حيث يظهر أن العلماء أصبحوا أكثر قدرة على فهم وإدارة البلازما لفترات أطول، مما يفتح الباب أمام إمكانية تحقيق اندماج نووي مستدام. في ظل الأزمة العالمية للطاقة وارتفاع تكاليفها، بالإضافة إلى التحديات البيئية الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري، يبرز الاندماج النووي كحل واعد، ويعتمد الاندماج النووي على دمج ذرات الهيدروجين لإطلاق كميات هائلة من الطاقة دون انبعاثات كربونية ضارة، والميزة الرئيسية لهذه التقنية هي أنها تنتج طاقة نظيفة، حيث إن الناتج الوحيد للعملية هو الماء،مما يجعلها بديلاً صديقًا للبيئة. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يتمثل في الحفاظ على الظروف القاسية المطلوبة لحدوث الاندماج، مثل الحفاظ على استقرار البلازما عند درجات حرارة مرتفعة للغاية. هذا الإنجاز الأخير في فرنسا يعد خطوة مهمة نحو التغلب على هذه التحديات. تتنافس دول مثل الولايات المتحدة والصين واليابان في مجال أبحاث الاندماج النووي، لكن أوروبا تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ بفضل مفاعل "WEST". هذا التقدم لا يعزز فقط مكانة أوروبا كرائدة في هذا المجال، بل يساهم أيضًا في تطوير تقنيات التحكم في البلازما التي ستكون حاسمة لتشغيل المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (ITER)، الذي يتم بناؤه حاليًا في فرنسا. يُعتبر "ITER" أكبر مشروع اندماج نووي في العالم، وسيعتمد نجاحه بشكل كبير على الدروس المستفادة من تجارب مثل تلك التي أجريت في مفاعل "WEST". إذا نجح هذا المشروع، فقد يصبح الوقود الأحفوري شيئًا من الماضي في العقود القادمة. التحديات المتبقية على الرغم من التقدم الكبير، لا يزال هناك طريق طويل أمام العلماء لتحقيق اندماج نووي مستدام على نطاق تجاري. وفقًا لتقرير صادر عن "نيو أطلس"، فإن التحدي الرئيسي لا يكمن في تحقيق الاندماج نفسه، بل في جعل التفاعل ذاتي الاستدامة وإنتاج طاقة صافية. يتطلب ذلك الحفاظ على بلازما عالية الطاقة مستقرة لمدة 10 ثوانٍ على الأقل، مع الوصول إلى درجات حرارة تتراوح بين 100 إلى 150 مليون درجة مئوية، وتطبيق ضغوط عالية في موقع التفاعل. هل نحن على أعتاب عصر الطاقة اللانهائية؟ بينما يقترب العلماء من تحقيق حلم الطاقة النووية الاندماجية، لا يزال هناك حاجة إلى سنوات من البحث والتطوير لجعل هذه التقنية آمنة ومستقرة بالكامل. إذا تم التغلب على هذه التحديات، فقد تصبح الطاقة الاندماجية مصدرًا رئيسيًا للطاقة النظيفة، مما يساهم في إنهاء أزمة الطاقة العالمية ويقلل من الاعتماد على الموارد الملوثة للبيئة. أوروبا أثبتت أننا أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هذا الهدف، بفضل جهاز على شكل دونات قادر على الوصول إلى درجات حرارة هائلة. ومع ذلك، يبقى من غير المرجح أن تساهم تقنية الاندماج النووي بشكل كبير في تحقيق هدف انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050، نظرًا للبنية التحتية المعقدة المطلوبة لتوليد هذه الطاقة على نطاق واسع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store