logo
#

أحدث الأخبار مع #جوردانبارديلا

تقرير فرنسي عن "الإخوان المسلمين" يشعل جدلاً واسعاً
تقرير فرنسي عن "الإخوان المسلمين" يشعل جدلاً واسعاً

العربي الجديد

timeمنذ 14 ساعات

  • سياسة
  • العربي الجديد

تقرير فرنسي عن "الإخوان المسلمين" يشعل جدلاً واسعاً

أثار تقرير حكومي فرنسي صدر حديثاً حول جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا، جدلاً واسعاً على المستويين السياسي والديني، خصوصاً بعد عرضه في اجتماع مجلس الدفاع والأمن القومي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون ، يوم الأربعاء الماضي. تناول التقرير ما وصفه بـ"التغلغل الإخواني" داخل البنية الإسلامية في فرنسا، معتبراً هذا التغلغل تهديداً للتلاحم الوطني. وذكر قائمة من الكيانات التي قال إنها تُعد "امتدادات فكرية وتنظيمية للإخوان" في فرنسا، منها جمعية مسلمي فرنسا، ومجمع الكِندي في مدينة ليون، ومدرسة ابن خلدون في مرسيليا، وجمعية الإغاثة الإسلامية في فرنسا، إلى جانب منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية، وغيرها. أعد التقرير موظفون حكوميون رفيعو المستوى بناءً على طلب من الحكومة، فيما ركز على تقييم وجود "الإخوان المسلمين" داخل النسيج الإسلامي الفرنسي. وأشار التقرير إلى أن الجماعة تعتمد على تنظيم قوي يسعى، على المدى الطويل، إلى تعديل قواعد العلمانية والمساواة بين الجنسين في فرنسا. ورغم ذلك، شدد التقرير على أنه لا توجد أدلة تثبت نيّة الجماعة إقامة دولة إسلامية أو تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، لكنه حذر من تأثير متزايد لـ"الإخوان المسلمين" على الفضاء العام والسياسة المحلية. واقترح معدّو التقرير مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى "احتواء المخاطر الأيديولوجية وتنظيم علاقة الدولة مع مسلمي فرنسا بطريقة أكثر توازناً"، منها "تطوير خطاب حكومي يقوم على الفصل بين الإسلام ديناً، والإسلاموية مشروعاً سياسياً منغلقاً، ودعم الشخصيات والمؤسسات المسلمة ذات التوجه الجمهوري المعتدل". كما اقترحوا "ضبط التمويلات الأجنبية وتعزيز الشفافية في التعليم الديني والخيري، وتكثيف الرقابة على المؤسسات ذات الطابع المغلق (معزول)". غياب الدقة حول "الإخوان المسلمين" وعلى الرغم من عدم نشر التقرير كاملاً، فإن المقتطفات التي تسربت بشأنه كانت كافية لإشعال نقاش حاد على الساحة السياسية والدينية في فرنسا، فيما تنوعت ردات الفعل بين التأييد والإدانة. دعا البعض إلى اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة، بينما حذر آخرون من أن التقرير قد يُستغل سياسياً ويشكل تهديداً لحقوق المسلمين في البلاد. وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عبّر في بيان عقب صدور التقرير، عن قلقه من غياب تعريفات دقيقة للمصطلحات المستخدمة في التقرير الحكومي، مثل "الإخوان المسلمين" و"التغلغل الإسلاموي"، معتبراً أن ذلك يؤدي إلى خلط ضار يغذي الشكوك ضد مسلمي فرنسا. وأشار إلى أن تعميم الاتهامات على مؤسسات دينية وجمعيات وأفراد من دون أدلة واضحة يفتح الباب لوصم جماعي وتأجيج الكراهية، ما قد يضر بالتماسك المجتمعي. وطالب المجلس السلطات الفرنسية بالتحلي بالحكمة والتمييز في التعامل مع هذه القضية، مع ضرورة تجنّب الانجرار وراء أجندات إعلامية أو سياسية قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية في البلاد. في الجانب السياسي، تلقف قادة اليمين المتطرف التقرير لتكثيف الحملات ضد جماعة الإخوان المسلمين. وجاء في مقدمِهم جوردان بارديلا ، رئيس حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، الذي دعا في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" إلى اتخاذ إجراءات حاسمة. وطالب بارديلا بتصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً، بالإضافة إلى إغلاق 139 مسجداً و280 جمعية و21 مدرسة يزعم ارتباطها بـ"الإخوان"، وحل جميع المؤسسات ذات الصلة وملاحقة الأذرع الإدارية التابعة لها. كما دعا إلى طرد أئمة المساجد الأجانب الذين يُعتقد أنهم يروجون للكراهية داخل المجتمع الفرنسي، معتبراً ذلك جزءاً من استراتيجية مكافحة ما وصفه بـ"الإسلام السياسي المتطرف". تقارير دولية التحديثات الحية الإسلام في فرنسا: نزاع الدولة والجمعيات الدينية بدورها، دعت ماريون ماريشال، السياسية اليمينية المتطرفة والنائبة في البرلمان الأوروبي، في تغريدة على منصة إكس، إلى التوقيع على عريضة بعنوان "أوقفوا الإخوان المسلمين". وطالبت بحظر التنظيم وإغلاق مؤسساته كما فعلت النمسا (حظر البرلمان النمساوي، عام 2021، جماعة الإخوان المسلمين ومنعها من ممارسة أي عمل سياسي في البلاد، في سياق إجراءات لمكافحة الإرهاب والتطرف)، وطرد الأجانب المرتبطين به، إضافة إلى محاسبة المسؤولين الذين تواطأوا مع الجماعة لأهداف انتخابية. في المقابل، عبّر قادة في اليسار الفرنسي عن قلقهم مما وصفوه بـ"تصعيد إسلاموفوبي" داخل الخطاب السياسي الرسمي. وكتب جان لوك ميلانشون ، زعيم "فرنسا الأبية"، على "إكس": "أُحذّر! هذه المرة، تخطت الإسلاموفوبيا حدها. اجتماع مجلس الدفاع برئاسة الرئيس يُعطي مصداقية لأفكار الهذيان. كفى! أنتم على وشك تدمير بلدنا". استهداف حريات المسلمين من جهته، اعتبر النائب عن حزب فرنسا الأبية في الجمعية الوطنية، رافاييل أرنو، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، التقرير "جزءاً من أجندة إسلاموفوبية متصاعدة تستهدف المسلمين في فرنسا". وأضاف أن التقرير "يعزز سردية مبالغاً فيها عن جماعة في تراجع فعلي"، موضحاً أن "الخطاب الرسمي يعاني من تناقضات؛ ففي الوقت الذي يُتهم فيه المسلمون بالانفصال، يُتهمون أيضاً بمحاولة اختراق المؤسسات الرسمية". رافاييل أرنو: تجب مواجهة الهجمة المنظمة ضد المسلمين ويُستهدف المسلمون، بحسب أرنو، "بغض النظر عن تصرفاتهم، ما يخلق مناخاً دائماً من الشك والتمييز"، منتقداً "غياب تقارير مشابهة عن تيارات دينية أخرى، مثل الكاثوليك المتشددين، رغم قوتهم التنظيمية وعلاقاتهم مع مؤسسات الدولة". وبرأيه فهذا "دليل على ازدواجية المعايير"، منتقداً أيضاً إعلان غابرييل أتال، رئيس الوزراء السابق والنائب في البرلمان الفرنسي، قبل أيام قليلة، نية حزبه "النهضة" الذي ينتمي إليه ماكرون، حظر الحجاب للفتيات تحت سن 15، معتبراً ذلك "محاولة لمجاراة الخطاب الشعبوي العنصري ضد المسلمين". ودعا أرنو إلى تعبئة سياسية أوسع لمواجهة ما وصفه بـ"الهجمة المنظمة ضد المسلمين"، مؤكداً استمرار حزبه "فرنسا الأبية" في الدفاع عن قيم العلمانية والعدالة. قضايا حيرة الإخوان المسلمين بين السِّلم والعنف فريد عمير: يغيب في التقرير تعريف دقيق لمصطلح "الإخوان المسلمين" في السياق الفرنسي أما فريد عمير، رئيس "اتحاد الديمقراطيين المسلمين في فرنسا"، فرفض في تصريح لـ"العربي الجديد"، مضامين التقرير، مشيراً إلى غياب تعريف دقيق لمصطلح "الإخوان المسلمين" في السياق الفرنسي، ما "يفتح الباب أمام تصنيف أي مسلم ملتزم ضمن هذا الإطار بدون أساس قانوني واضح". وبرأيه، فإن التقرير يبالغ في الحديث عن "النفوذ" و"التهديد للوحدة الوطنية"، محذراً من أن هذا الخطاب يساهم في خلق "عدو داخلي" من المسلمين، وهو خطاب يشبه نظريات مؤامرة استُخدمت سابقاً ضد طوائف دينية أخرى في أوروبا. ونبّه من استغلال هذه التوجهات السياسية لتقييد الحريات الجمعوية للمسلمين (الحق في تشكيل جمعيات أو الانضمام إليها)، متوقعاً تصاعداً في السياسات الإسلاموفوبية، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ما قد يؤدي إلى إغلاق المزيد من المساجد والمدارس وطرد الأئمة.

الاتحاد الأوروبي يقترح مساعدات بـ1.6 مليار يورو للسلطة الفلسطينية
الاتحاد الأوروبي يقترح مساعدات بـ1.6 مليار يورو للسلطة الفلسطينية

المدى

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المدى

الاتحاد الأوروبي يقترح مساعدات بـ1.6 مليار يورو للسلطة الفلسطينية

أطلقت المفوضية الأوروبية برنامج دعم شامل متعدّد السنوات بقيمة تصل إلى 1.6 مليار يورو لتعزيز التعافي والقدرة على الصمود لدى الفلسطينيين. وخلال أول حوار سياسي رفيع المستوى بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الوطنية الفلسطينية، يجدّد الأول من خلال هذا الاقتراح 'الدعم الثابت للشعب الفلسطيني، والالتزام بالسلام القائم على حل الدولتين'. ووفقاً لمذكرة للجهاز التنفيذي الأوروبي، 'يغطي البرنامج الفترة من عام 2025 إلى عام 2027، ويتمحور حول ثلاثة ركائز، أولها: تقديم الدعم لقطاع الخدمات للشعب الفلسطيني، مع ما يقرب الـ620 مليون يورو في شكل منح مباشرة لميزانية السلطة الفلسطينية. لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للإدارة العامة'، كما 'ستساعد هذه الأموال السلطة الفلسطينية أيضًا على مواصلة تقديم الخدمات لشعبها'. وأشارت المفوضية إلى أن 'الجزء الأكبر من المدفوعات الأوروبية سيرتبط بالتقدّم الذي تحرزه السلطة الفلسطينية في إجراء الإصلاحات الرئيسية للاستدامة المالية، الحكم الديمقراطي، تنمية القطاع الخاص، البنية الأساسية والخدمات العامة، مما يسهم ببناء دولة مستدامة في الأراضي الفلسطينية'. وهي إصلاحات حددها الاتحاد الأوروبي مع السلطة الفلسطينية في تشرين الثاني 2024. ووفقاً للمذكرة، 'سيقدّم الاتحاد الأوروبي مساعداته المالية المباشرة من خلال آلية (بيغاس)، لضمان الرقابة اللازمة على المستفيدين النهائيين من الدعم، أي للحيلولة دون أن تنتهي الموارد بأيدي 'حماس'، التي اتهم زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا الاتحاد الأوروبي بتمويلها في تشرين الأو الماضي، لكن الممثل الأعلى آنذاك جوزيب بوريل طلب منه تقديم أدلة لدعم ادعاءاته، وهو ما لم يحدث'.

من هو جوردان بارديلا المرشح الأبرز لليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية؟
من هو جوردان بارديلا المرشح الأبرز لليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية؟

الشرق الأوسط

time٠١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

من هو جوردان بارديلا المرشح الأبرز لليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية؟

مع صدور حكم قضائي، اليوم الاثنين، يمنع زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان من الترشح خمس سنوات للانتخابات الرئاسية الفرنسية وما يعنيه ذلك من أنها لن تتمكن من المنافسة في انتخابات 2027 الرئاسية، والحكم عليها بالسجن أربع سنوات، بات جوردان بارديلا رئيس حزب «التجمّع الوطني» الذي تتزعمه لوبان، المرشّح الأوفر حظاً للحزب للترشح عام 2027 للمنصب الأعلى في الجمهورية الفرنسية. فمن هو جوردان بارديلا؟ ولد جوردان بارديلا يوم 13 من شهر سبتمبر (أيلول) عام 1995 في ضاحية درانسي بشمال شرقي العاصمة الفرنسية باريس. وهناك عاش مع والدته ذات الأصول الإيطالية، التي كانت عاملة بسيطة في مدرسة ابتدائية. أما والده فصاحب شركة لتوزيع آلات بيع المشروبات وهو يتحدّر من أصول إيطالية وجزائرية؛ إذ إن أمه - أي جدّة جوردان - راجان مادا ابنة مهاجر جزائري من منطقة القبائل بالجزائر. عاش جوردان بارديلا معظم الوقت مع والدته وجدته بعد طلاق والديه. وتلقى تعليمه في المدارس الخاصّة وحاول الالتحاق بالمعهد العالي للعلوم السياسية «سيانس بو» المرموق بعد حصوله على البكالوريا، غير أنه فشل في مسابقة الدخول مرتين. ومن ثم، أوقف دراسته الجامعية في تخصّص الجغرافيا بعد سنة فقط، ليتفرّغ بصفة نهائية للسياسة من دون أن يحصل على أي شهادة جامعية. والواقع أن رئيس حزب «التجمع الوطني» - الذي هو عملياً الوريث السياسي لحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف - قد بدأ نشاطه السياسي وهو لا يزال في سن السادسة عشرة. وفي أعقاب التحاقه بصفوف الحزب، تسلّق سلم المسؤوليات بسرعة فائقة؛ إذ اختير بارديلا مساعد نائب في البرلمان عام 2015، ثم عُيّن ناطقاً باسم الحزب بين عامي 2017 و2019. المحطة التالية لجوردان بارديلا تمثلت في دخوله معترك الانتخابات الأوروبية لأول مرة في عام 2019، وفي حينه ما كان يتعدى عمره الثالثة والعشرين. ويومذاك، فاز بمقعد نيابي في البرلمان الأوروبي، ليصبح أصغر نائب في تاريخ البرلمان الأوروبي. وبعد ذلك اختير ليكون نائب رئيسة «التجمع الوطني» مارين لوبان عام 2022، بعدما اضطرت إلى الانسحاب بسبب مشاركتها في الانتخابات الرئاسية. وفي السنة ذاتها، واصل السياسي الشاب الطموح صعوده الصاروخي مع اختياره رئيساً للحزب خلفاً لمارين لوبان ابنة السياسي المخضرم جان ماري لوبان مؤسس حزب «الجبهة الوطنية» وعميده. رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب «التجمع الوطني» مارين لوبان تتحدث إلى رئيس الحزب وعضو البرلمان الأوروبي جوردان بارديلا خلال الندوة البرلمانية للحزب في الجمعية الوطنية الفرنسية... باريس 14 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب) أكدت تقارير صحافية عدة أن قرار اختيار جوردان بارديلا رئيساً لـ«التجمع الوطني» كان نابعاً من مارين لوبان نفسها. ذلك أن الرئيسة السابقة للحزب اليميني المتطرف معجبة جداً بطموح هذا الشاب وذكائه، حتى إنها لم تتردّد في وصفه بـ«الحيوان السياسي» حين سألها أحد الصحافيين عن رأيها فيه. وأيضاً، في مناسبات عدة ظهرت لوبان وهي تعامل «تلميذها» كالأم الحنون؛ إذ شوهدت، مثلاً، في تحقيق تلفزيوني وهي تنصحه بتناول السكّريات قبل انطلاق المؤتمر لشحن الطاقة، أو وهي تمازحه بينما يتمرّن على الخطاب الذي سيلقيه. بل إنها، حسب شهادة الصحافي بيار ستيفان فور في كتابه «البديل الكبير... أو الوجه الخفي لبارديلا»، كانت قد سجلّته في هاتفها الجوال تحت اسم «الليث الصغير» ثم «الأسد» بعد فوزه في انتخابات عام 2019. وأضاف المصدر نفسه القول إن العلاقة التي تجمع بين الاثنين هي بمثابة «علبة سوداء» فيها، بالتأكيد، شيء من العاطفة، لكنها تظل مسألة «مصلحة سياسية مشتركة» قبل كل شيء. وتابع المصدر بأن كلاً من لوبان وبارديلا يحتاج إلى الآخر... وكلاهما يكمل الآخر. فهو نجح في الوصول إلى شرائح ناخبين كانت هي قد فشلت في الوصول إليها كالناخبين الشباب وأبناء الطبقة المتوسطة وسكان الضواحي... وفي الوقت عينه، تظل هي زعيمة الحزب ولا يمر قرار إلا بموافقتها. ولكن النقطة الأهم، على الإطلاق، هي أن مارين لوبان أيقنت أن «تلميذها الشاطر» صار الورقة الرابحة التي قد توصلها إلى حلم حياتها... ألا وهو قصر «الإليزيه» مقر الرئاسة الفرنسية. بناءً على ما سبق؛ وجدت مارين لوبان أنه كان من الضروري الاهتمام ببارديلا؛ كونه ورقتها الحزبية الرابحة. وبالفعل، خُصصت دورات تدريبية للقيادي الشاب منذ عام 2018 ولمدة أربع سنوات، ولا سيما في مجالات التواصل السياسي والتعامل مع وسائل الإعلام. وهنا نقرأ في مقال نشرته صحيفة «الليبراسيون» ما يلي: «لقد تلقى جوردان بارديلا تدريباً منتظماً في كيفية الحصول على الابتسامة المثالية، وكيفية التكلم أو مراوغة الصحافيين لدى الرد على أسئلتهم. ثم أنه كان يحضّر أسبوعيّاً بمساعدة فريق خاص كلّ الأسئلة التي يمكن أن تُطرح عليه وأفضل الأجوبة الممكنة ويحفظها عن ظهر قلب. ويمكن أن نقول إنه ببساطة (منتج تسويق سياسي) جرى تحضيره وتدريبه والدعاية له كي يحقق الفوز». ولم ينس كاتب المقال أن ينقل أيضاً عبارة باسكال أومو، خبير العلاقات السياسية الذي أوكلت إليه مهمة تدريب بارديلا؛ إذ قال: «كانت مهمتي أن أجعل منه فاشياً لطيفاً». زعيم «التجمع الوطني» الفرنسي جوردان بارديلا يتحدث خلال مؤتمر حول معاداة السامية في القدس... 27 مارس 2025 (أ.ف.ب) من جهة ثانية، فإن الوجه الجديد لبارديلا، الذي يجسّد اليمين المتطرف يختلف تماماً عما تعود عليه الفرنسيون. ذلك أن الرجل؛ أولاً ليس من عائلة لوبان. وهو أيضاً بحكم شبابه بعيد كل البعد عن حقبة «الشيطنة» التي عرفها الحزب مع مؤسّسه جان ماري لوبان، المعروف بمواقفه العنصرية المتطرفة. فقد انضم بارديلا إلى الحزب وهو لا يزال في السادسة عشرة من العمر، أي في ذروة المنعطف الذي تبنّاه حزب «الجبهة الوطنية» ابتداءً من عام 2015... أولاً بتغيير الاسم إلى «التجمع الوطني» والتخلّص من جان ماري لوبان، الذي صار عبئاً ثقيلاً على الحزب، ثم انتهاج طريق أكثر سلاسة ومرونة. وعلى الرغم من أن وصول مارين، ابنة لوبان المؤسس، لرئاسة الحزب فتح للحزب وتياره السياسي آفاقاً جديدة، فإن ماضيها العائلي ظل يعرقل مسيرة الفوز بالانتخابات الرئاسية، إلى أن أخذت الأمور تتغير أخيراً مع الشعبية المتصاعدة للسياسي الشاب. مما لا شك فيه أن بارديلا يتمتع بـ«كاريزما» لافتة، وهو شاب وسيم ومهذّب، يجيب عن أسئلة الصحافيين بهدوء ومن دون أي عصبية إلى درجة تذكّر بنجوم «سينما الخمسينات» في أناقته الكلاسيكية. وللعلم، دخل بارديلا في قائمة «الشخصيات الخمسين الأكثر شعبية في فرنسا»، حسب الدراسة السنوية التي تنشرها مجلة «جي دي دي»، مع أنه الشخصية السياسية الوحيدة في هذه القائمة. وبالتوازي مع هذا الواقع، يحظى القيادي الشاب بشعبية واسعة في منصات التواصل الاجتماعي، وبالأخص «تيك توك»، حيث يتابعه أكثر من مليون و300 ألف شخص معظمهم من الشباب، ولعل في ذلك ما يفسر ارتفاع نسبة الناخبين من الشباب خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير... وهي سابقة في تاريخ اليمين المتطرف. استطراداً، في عدد خاص بمجلة «لوبوان» بعنوان «جوردان بارديلا الحقيقي»، كتب أحد صحافييها ما يلي: «منذ البداية قدّم التجمع الوطني نجمه الساطع جوردان بارديلا على أنه شاب عصامي من أصول بسيطة، كوّن نفسه بنفسه، إلا أن الحقيقة مختلفة تماماً. فوالده الذي كان يقيم عنده في نهاية كل أسبوع صاحب شركة مزدهرة، ويسكن أحياء الضواحي الراقية ويصطحب ابنه في عطلة الصيف إلى مدينة ميامي الأميركية». وواصل الصحافي: «بارديلا لم يكن (كوزيت) (الشخصية الروائية في مسلسل الصور المتحركة المقتبس يابانياً عن رواية /البؤساء/ الشهيرة)، كما يريد أن يقدم نفسه للناخبين. وهو وإن كان يعيش في الضواحي فإنه كان بعيداً عن الأحياء الفقيرة التي يقطنها المهاجرون، الذين لم يختلط بهم، ولم يجرّب العمل في الإدارة ولا في قطاع الصناعة، كما لم يعرف البطالة؛ لأنه فضّل احتراف السياسة ورواتب كوادرها المرتفعة». وحقاً، حين وصل بارديلا إلى حزب «التجمع الوطني» تبّنى استراتيجية انتهازية تتمثل في الاقتراب من دوائر النفوذ للحصول على امتيازات، وبالأخص من عائلة لوبان. في البداية، كان قريباً من فريديرك شاتيون، زعيم مجموعة اتحاد الدفاع (الغود)، وهي منظمة راديكالية تُعرف بميولها النازية والعنصرية ودعواتها للعنف، حيث واعد لمدة سنتين ابنته كيريدوان شاتيون، المنخرطة في صفوف المنظمة نفسها. ومن ثم يقول أورليان لوغران، أحد أصدقائه السابقين لصحيفة «نوفل أوبزرفاتور» في لقاء معه: «كل شيء بدأ بالنسبة لجوردان حين شاهدته مارين لوبان وهو يتأبطّ ذراع كيريدوان ابنة صديق الطفولة فريديك... وقتها أحسّت بأنه شخص جدير بالثقة وسمحت له بالدخول في دائرة الحاشية المقرّبة». بعدها، طموح السياسي الشاب دفعه إلى محاولة الاقتراب أكثر من لوبان، وهو ما نجح فيه فعلاً حين أصبح عضواً في عائلة لوبان، مع دخوله حياة ومن ثم مصادقته نولوين أولفييه (حفيدة جان ماري لوبان وابنة ماري كارولين أخت مارين وفيليب أولفييه العضو البارز في الحزب ومستشار مارين). في المقابل، قصّة صعود بارديلا هي أيضاً قصّة خيانات، أهمها قضية تخلّيه عن صديقه فلوريان فيليبو، العضو السابق في المكتب السياسي الذي كان يمثل «الجناح اليساري» في الحزب. إذ حمل بارديلا معه مشاريع إصلاحية للضواحي تستهدف مجال التربية والسكن والشغل، لكن عندما أقدمت مارين لوبان على عزل فيليبو بسبب خلافات داخلية، كان بارديلا أول من يتخلّى عن صديقه. وجدت مارين لوبان أنه كان من الضروري الاهتمام ببارديلا كونه ورقتها الحزبية الرابحة. وبالفعل خصّصت له دورات تدريبية منذ عام 2018 لمدة 4 سنوات.

اليمين الفرنسي يهاجم الجزائريين مجددا
اليمين الفرنسي يهاجم الجزائريين مجددا

النهار

time٠٧-٠٢-٢٠٢٥

  • صحة
  • النهار

اليمين الفرنسي يهاجم الجزائريين مجددا

يستمر النقاش حول الهجرة في فرنسا. حيث قدم الحزب الجمهوري مشروع قانون جديد لإلغاء حق البقاء لتلقي العلاج الطبي على الأراضي الفرنسية. ونددت ست جمعيات فرنسية كبيرة، الثلاثاء، بالقانون المقترح الهادف إلى إلغاء حق الإقامة لتلقي العلاج الطبي للأجانب في فرنسا. وتم إدخال حق الإقامة لتلقي العلاج في نهاية تسعينيات القرن العشرين للسماح للأجانب المتواجدين بالفعل في فرنسا. بتسوية وضعهم وتلقي العلاج في البلاد. ويعتقد واضعو هذا القانون المقترح أن النظام يخص حاليا 'الأجانب الذين قدموا إلى فرنسا خصيصا للاستفادة من العلاج من أمراض مزمنة'. وبحسب صحيفة 'الجمهوريين'، فإن العدد الإجمالي للأجانب المستفيدين من هذا النظام سيصل إلى 30 ألف شخص. سواء كانوا يتقدمون بطلب للحصول على تصريح الإقامة الأول أو تجديده. حيث استنكر الحزب السياسي 'الانجذاب المهاجر' و'التكلفة الكبيرة على المالية العامة'. وفي حديثه على قناة أوروبا 1، عاد جوردان بارديلا إلى موضوع 'الهجرة الطبية في فرنسا'. ويريد زعيم التجمع الوطني وضع حد لما يسميه 'فضيحة تأشيرات الرعاية الصحية'. وحسب قوله فإن التصاريح الطبية الممنوحة للأجانب المرضى يستفيد منها بالأساس الجزائريون. وصرح بارديلا الذي يخلط بين تأشيرات الدخول إلى فرنسا وتصاريح الإقامة لتلقي العلاج. 'أود أن أضع حدا لفضيحة تأشيرات العلاج والتي تعني أن 40% من الجزائريين. الذين يتقدمون بطلب الحصول على تأشيرة على الأراضي الفرنسية هم تأشيرات للعلاج. أي تأشيرات لتلقي العلاج في بلادنا'. في الواقع، لا تصدر فرنسا تأشيرات للعلاج، بل تصاريح إقامة فقط. وتعود الأرقام الأخيرة الخاصة بتصاريح الإقامة الصادرة لأسباب طبية إلى التقرير الأخير للمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج، الذي نقلته إذاعة فرنسا. ويظهر هذا التقرير أن إجمالي عدد الجزائريين الذين تقدموا بطلبات للحصول على تصريح إقامة للرعاية الصحية بلغ 2103 في عام 2022. من إجمالي 29271 تصريحًا مُنحت هذا العام. وهو ما يُعادل نسبة 7% وليس 40% كما يدعي جوردان بارديلا. مرة أخرى، يظل التقدير مرتفعا قليلا. وإذا قارنا 2103 رخصة إقامة للرعاية الصحية بعدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين في عام 2022. فإن هذا المعدل يمثل حوالي 1.3% فقط من التصاريح والتأشيرات الممنوحة للجزائريين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store