أحدث الأخبار مع #جوفورث

سعورس
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- سعورس
«السلاحف البحرية» تملك «جي.بي.إس» بيولوجياً تحت الماء.. دراسة تُحيّر العلماء!
لطالما اشتبه الباحثون في أن السلاحف البحرية تعتمد على الحقول المغناطيسية للأرض في التنقل، تمامًا كما تستخدم الطيور المهاجرة والبعض من الكائنات البحرية الأخرى بوصلة داخلية لتحديد الاتجاهات، لكن السؤال الأهم الذي ظلّ بلا إجابة هو: كيف تحدد السلاحف المواقع الدقيقة التي تقصدها، مثل أماكن الغذاء أو شواطئ وضع البيض؟ هل تمتلك آلية شبيهة بنظام «جي.بي.إس» تمكنها من معرفة إحداثيات المواقع وليس مجرد اتجاهاتها؟ في محاولة لحل هذا اللغز، قاد فريق من الباحثين بجامعة تكساس إيه آند إم الأمريكية ، تحت إشراف خبيرة الأحياء البحرية «كايلا جوفورث»، دراسة جديدة نشرتها دورية «Nature»، حاولوا فيها فهم ما إذا كانت السلاحف ضخمة الرأس قادرة على تذكر أماكن الغذاء بناءً على الإشارات المغناطيسية للأرض. تجربة معملية تفتح أبواب الاكتشاف لتأكيد الفرضية، قام الباحثون بجمع مجموعة من السلاحف البحرية الصغيرة من جزيرة قبالة ولاية نورث كارولينا الأمريكية ، ثم وضعوها في أوعية ماء داخل المختبر، حيث تمت محاكاتها للحقول المغناطيسية التي تتواجد في مواقع محددة مثل خليج المكسيك وسواحل ولاية مين الأمريكية. تم تصميم التجربة بحيث يتم تعريض السلاحف لمجالين مغناطيسيين مختلفين على مدار شهرين، لكن مع فارق أساسي: تم تقديم الطعام للسلاحف أثناء وجودها في أحد هذه المجالات المغناطيسية، بينما لم يُقدَّم لها أي غذاء عند تعرضها للمجال الآخر. وبعد فترة، كرر الباحثون التجربة لكن هذه المرة دون تقديم أي طعام، فقط تعريض السلاحف للمجالين المغناطيسيين. رقصة الذاكرة.. والسلوك المفاجئ كانت النتيجة مدهشة: السلاحف قامت بنفس الحركات الدائرية الراقصة التي كانت تؤديها عند حصولها على الطعام، ولكن فقط عندما تعرضت للمجال المغناطيسي الذي كان مرتبطًا بالغذاء في المرات السابقة. حتى عندما لم يكن هناك طعام فعلي، استمرت السلاحف في هذا السلوك، مما يشير إلى أنها «تتذكر» أن هذا الموقع المغناطيسي مرتبط بتوافر الغذاء. هذا الاكتشاف يثبت لأول مرة أن السلاحف لا تستخدم فقط المجالات المغناطيسية لتحديد الاتجاهات، بل إنها قادرة على تسجيل «إحداثيات مغناطيسية» لمواقع محددة، مما يمنحها قدرة ملاحية مذهلة شبيهة بنظام «جي.بي.إس». أخبار ذات صلة 5 نصائح مهمة للمدخنين في رمضان أبٌ يتنازل عن قاتل ابنه بعد دفنه ذاكرة طويلة الأمد... وقدرة مذهلة على التذكر لم يتوقف الفريق البحثي عند هذه النقطة، بل أراد اختبار مدى قدرة السلاحف على تذكر هذه المعلومات لفترات طويلة، لذلك، قاموا بإعادة التجربة بعد أشهر عدة، بعد أن تم إبعاد السلاحف عن أي محفزات مغناطيسية طوال تلك الفترة، وكانت النتيجة مذهلة مرة أخرى: السلاحف واصلت تأدية رقصاتها الدائرية عند التعرض لنفس المجالات المغناطيسية التي ارتبطت لديها بالغذاء، مما يعني أنها تستطيع تذكر هذه الإحداثيات لفترات طويلة، ربما تصل إلى سنوات أو حتى عقود، كما تفعل عند العودة إلى شواطئ وضع البيض التي زارتها في السابق. تقول جوفورث: «نعتقد أن السلاحف قادرة على تذكر الإحداثيات المغناطيسية لفترة تصل إلى 20 عامًا. هذا يفسر كيف تعود السلاحف إلى نفس الشواطئ لوضع بيضها عامًا بعد عام، رغم رحلاتها الطويلة في المحيطات». هل تمتلك الحيوانات بوصلة مغناطيسية مزدوجة؟ أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت هذه القدرة على تسجيل الإحداثيات المغناطيسية تعتمد على نفس «البوصلة الداخلية» التي تساعد السلاحف على تحديد الاتجاهات، أم أنها وظيفة حيوية مختلفة تمامًا. لذلك، قاموا بإعادة التجربة مع تعريض السلاحف لموجات راديوية كهرومغناطيسية، وهو ما يعطل قدرة بعض الكائنات على تحديد الاتجاهات. ولكن المفاجأة أن السلاحف استمرت في التعرف على الإحداثيات المغناطيسية، مما يشير إلى أن لديها بالفعل حاستين مغناطيسيتين منفصلتين: واحدة لتحديد الاتجاه، والأخرى لتحديد الموقع الدقيق. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد هذه الظاهرة، فقد أظهرت دراسات سابقة أن بعض الطيور وأسماك السلمون تمتلك آليات مشابهة لاستخدام المجالات المغناطيسية في الملاحة. وتشير بعض الأبحاث إلى أن هذه الحاسة قد تكون موجودة لدى العديد من الكائنات الفقارية، مما يمنحها قدرة مذهلة على التنقل عبر البيئات المختلفة. ما كشفته هذه الدراسة هو أن السلاحف البحرية ليست مجرد كائنات تتبع تيارات المحيطات، بل هي رحالة ذكية تمتلك نظام ملاحة متطورًا يسمح لها بتذكر المواقع والاستدلال عليها بناءً على خريطة مغناطيسية داخلية. وبينما يواصل العلماء استكشاف هذه الظاهرة، تظل السلاحف البحرية تسبح في محيطاتها الواسعة، تؤدي رقصاتها الغامضة، وتحمل في ذاكرتها أسرارًا ربما لن نفك شفرتها بالكامل يومًا ما.


عكاظ
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- عكاظ
«السلاحف البحرية» تملك «جي.بي.إس» بيولوجياً تحت الماء.. دراسة تُحيّر العلماء!
في أعماق المحيطات الشاسعة، حيث تمتد المسافات بلا حدود واضحة، تواصل السلاحف البحرية رحلاتها المذهلة عبر آلاف الأميال دون أن تضل طريقها، لكن علماء الأحياء البحرية ظلوا لسنوات يتساءلون عن سر سلوك غريب تكرره هذه الكائنات عند وصولها إلى أماكن معينة: حركات دائرية «الراقصة» التي تؤديها السلاحف وكأنها تحتفل ببلوغها هدفًا خفيًا، فما الذي يدفعها إلى هذا السلوك؟ وهل يحمل هذا اللغز إجابة عن أسرار ملاحية أكثر تعقيدًا مما كنا نتصور؟ لطالما اشتبه الباحثون في أن السلاحف البحرية تعتمد على الحقول المغناطيسية للأرض في التنقل، تمامًا كما تستخدم الطيور المهاجرة والبعض من الكائنات البحرية الأخرى بوصلة داخلية لتحديد الاتجاهات، لكن السؤال الأهم الذي ظلّ بلا إجابة هو: كيف تحدد السلاحف المواقع الدقيقة التي تقصدها، مثل أماكن الغذاء أو شواطئ وضع البيض؟ هل تمتلك آلية شبيهة بنظام «جي.بي.إس» تمكنها من معرفة إحداثيات المواقع وليس مجرد اتجاهاتها؟ في محاولة لحل هذا اللغز، قاد فريق من الباحثين بجامعة تكساس إيه آند إم الأمريكية، تحت إشراف خبيرة الأحياء البحرية «كايلا جوفورث»، دراسة جديدة نشرتها دورية «Nature»، حاولوا فيها فهم ما إذا كانت السلاحف ضخمة الرأس قادرة على تذكر أماكن الغذاء بناءً على الإشارات المغناطيسية للأرض. تجربة معملية تفتح أبواب الاكتشاف لتأكيد الفرضية، قام الباحثون بجمع مجموعة من السلاحف البحرية الصغيرة من جزيرة قبالة ولاية نورث كارولينا الأمريكية، ثم وضعوها في أوعية ماء داخل المختبر، حيث تمت محاكاتها للحقول المغناطيسية التي تتواجد في مواقع محددة مثل خليج المكسيك وسواحل ولاية مين الأمريكية. تم تصميم التجربة بحيث يتم تعريض السلاحف لمجالين مغناطيسيين مختلفين على مدار شهرين، لكن مع فارق أساسي: تم تقديم الطعام للسلاحف أثناء وجودها في أحد هذه المجالات المغناطيسية، بينما لم يُقدَّم لها أي غذاء عند تعرضها للمجال الآخر. وبعد فترة، كرر الباحثون التجربة لكن هذه المرة دون تقديم أي طعام، فقط تعريض السلاحف للمجالين المغناطيسيين. رقصة الذاكرة.. والسلوك المفاجئ كانت النتيجة مدهشة: السلاحف قامت بنفس الحركات الدائرية الراقصة التي كانت تؤديها عند حصولها على الطعام، ولكن فقط عندما تعرضت للمجال المغناطيسي الذي كان مرتبطًا بالغذاء في المرات السابقة. حتى عندما لم يكن هناك طعام فعلي، استمرت السلاحف في هذا السلوك، مما يشير إلى أنها «تتذكر» أن هذا الموقع المغناطيسي مرتبط بتوافر الغذاء. هذا الاكتشاف يثبت لأول مرة أن السلاحف لا تستخدم فقط المجالات المغناطيسية لتحديد الاتجاهات، بل إنها قادرة على تسجيل «إحداثيات مغناطيسية» لمواقع محددة، مما يمنحها قدرة ملاحية مذهلة شبيهة بنظام «جي.بي.إس». أخبار ذات صلة ذاكرة طويلة الأمد... وقدرة مذهلة على التذكر لم يتوقف الفريق البحثي عند هذه النقطة، بل أراد اختبار مدى قدرة السلاحف على تذكر هذه المعلومات لفترات طويلة، لذلك، قاموا بإعادة التجربة بعد أشهر عدة، بعد أن تم إبعاد السلاحف عن أي محفزات مغناطيسية طوال تلك الفترة، وكانت النتيجة مذهلة مرة أخرى: السلاحف واصلت تأدية رقصاتها الدائرية عند التعرض لنفس المجالات المغناطيسية التي ارتبطت لديها بالغذاء، مما يعني أنها تستطيع تذكر هذه الإحداثيات لفترات طويلة، ربما تصل إلى سنوات أو حتى عقود، كما تفعل عند العودة إلى شواطئ وضع البيض التي زارتها في السابق. تقول جوفورث: «نعتقد أن السلاحف قادرة على تذكر الإحداثيات المغناطيسية لفترة تصل إلى 20 عامًا. هذا يفسر كيف تعود السلاحف إلى نفس الشواطئ لوضع بيضها عامًا بعد عام، رغم رحلاتها الطويلة في المحيطات». هل تمتلك الحيوانات بوصلة مغناطيسية مزدوجة؟ أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت هذه القدرة على تسجيل الإحداثيات المغناطيسية تعتمد على نفس «البوصلة الداخلية» التي تساعد السلاحف على تحديد الاتجاهات، أم أنها وظيفة حيوية مختلفة تمامًا. لذلك، قاموا بإعادة التجربة مع تعريض السلاحف لموجات راديوية كهرومغناطيسية، وهو ما يعطل قدرة بعض الكائنات على تحديد الاتجاهات. ولكن المفاجأة أن السلاحف استمرت في التعرف على الإحداثيات المغناطيسية، مما يشير إلى أن لديها بالفعل حاستين مغناطيسيتين منفصلتين: واحدة لتحديد الاتجاه، والأخرى لتحديد الموقع الدقيق. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد هذه الظاهرة، فقد أظهرت دراسات سابقة أن بعض الطيور وأسماك السلمون تمتلك آليات مشابهة لاستخدام المجالات المغناطيسية في الملاحة. وتشير بعض الأبحاث إلى أن هذه الحاسة قد تكون موجودة لدى العديد من الكائنات الفقارية، مما يمنحها قدرة مذهلة على التنقل عبر البيئات المختلفة. ما كشفته هذه الدراسة هو أن السلاحف البحرية ليست مجرد كائنات تتبع تيارات المحيطات، بل هي رحالة ذكية تمتلك نظام ملاحة متطورًا يسمح لها بتذكر المواقع والاستدلال عليها بناءً على خريطة مغناطيسية داخلية. وبينما يواصل العلماء استكشاف هذه الظاهرة، تظل السلاحف البحرية تسبح في محيطاتها الواسعة، تؤدي رقصاتها الغامضة، وتحمل في ذاكرتها أسرارًا ربما لن نفك شفرتها بالكامل يومًا ما.


بوابة الأهرام
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- بوابة الأهرام
السلاحف البحرية تستخدم الـ"جي.بي.إس" للوصول إلى أماكن الغذاء
الألمانية احتار علماء الأحياء البحرية كثيرا لمعرفة السر الذي يجعل السلاحف البحرية تقوم بحركات دائرية راقصة في كل مرة تصل فيها إلى أماكن بعينها في البحار أو المحيطات. وطرح باحثون فرضية أن تكون هذه السلوكيات غير المألوفة لها صلة بالوصول إلى أماكن معينة يتوافر فيها الغذاء، أو بمعنى أدق الوصول إلى الأماكن التي سبق لهذه الزواحف البحرية أن عثرت فيها على الغذاء في مرات سابقة. موضوعات مقترحة وشرع فريق من الباحثين في الولايات المتحدة في اختبار هذه الفرضية العلمية ومحاولة تحديد ما إذا كانت فصيلة معينة من السلاحف البحرية تحمل اسم "السلاحف ضخمة الرأس " تستطيع أن تتذكر اماكن توافر الغذاء، وهو ما يدفعها للقيام بهذه الحركات غير المعتادة عند الوصول إليها في كل مرة، وتوصلوا من خلال دراسة نشرتها الدورية العلمية Nature إلى أن السلاحف تقوم بهذه الرقصات الدائرية عندما تقابل ظروفا مغناطيسية معينة تقترن لديها بتوافر الغذاء في أماكن بعينها. وتقول كايلا جوفورث خبيرة الأحياء البحرية بجامعة تكساس إيه إند إم الأمريكية ورئيس فريق الدراسة إن هذه النتائج تكشف أن السلاحف مكتلة الرأس تستطيع التعرف على البصمة المغناطيسية لمواقع بعينها، وهو ما يساعدها في رسم خرائط مغناطيسية للأماكن على غرار نظام التموضع العالمي عبر الأقمار الصناعية الذي يعرف باسم نظام "جي.بي.إس". وتشتهر السلاحف البحرية بشكل عام بقدرتها على الهجرة لمسافات طويلة حيث تقطع آلاف الأميال دون أن تضل طريقها عن الوجهة التي تقصدها. وتعود كثير من السلاحف عام تلو الآخر إلى نفس الأماكن التي يتوافر فيها الغذاء أو إلى نفس السواحل التي تضع فيها البيض. وظل الباحثون يعتقدون لسنوات أن السلاحف تعتمد على المجالات المغناطيسية للأرض لتحديد اتجاهها للوصول إلى الأماكن التي تقصدها كما لو كانت مجهزة ببوصلة داخلية. ولكن الإبحار إلى مكان بعينه يتطلب في حقيقة الأمر اكثر من مجرد اتجاه، بل يستلزم وجود احداثيات للوجهة التي تقصدها السلاحف. ومن هذا المنطلق، طرح بعض العلماء نظرية مفادها أن السلاحف تستطيع معرفة الإحداثيات المغناطيسية الخاصة بأماكن الغذاء وشواطئ وضع البيض على نحو شبيه بطريقة عمل نظام ال"جي.بي.إس". ووجد الباحثون أن السلاحف تقوم بنفس الحركات الدائرية الراقصة في كل مرة يتم تعريضها للمجال المغناطيسي الذي اقترن لديها بتوافر الغذاء، حتى في المرات التي لا يتم فيها تقديم الغذاء لها، وهو ما يدعم فرضية أن تلك الزواحف استطاعت تحديد الاحداثيات المغناطيسية التي تقترن بتوافر الغذاء، سواء إن كان الغذاء متوافر فعليا أو لا. وتقول الباحثة جوفورث في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني "ساينتفيك أمريكان" المتخصص في الأبحاث العلمية إنه تم رصد خواص مماثلة لدى أسماك السلمون التي تقطع رحلتها عبر المحيطات للوصول إلى أماكن غذاء بعينها. وتفسر الباحثة المتخصصة في الأحياء البحرية تلك الرقصات التي تقوم بها السلاحف باعتبارها "تعبيرا عن الشعور بالحماس نظرا لوصولها لأماكن الطعام". وتؤكد هذه التجربة أن السلاحف البحرية لديها بالفعل حاستين مختلفتين لرصد المجالات المغناطيسية، في الوقت الذي اثبتت فيها دراسات سابقة أن بعض الطيور لديها أيضا منظومتين مزدوجتين لرصد نفس المجالات. ومن جانبها تعتقد جوثورث وزملاؤها أن هذه الحاسة المغناطيسية هي سمة مشتركة لدى الكائنات الفقارية تحملها معها في "حقيبة سفرها" مثل جهاز التموضع (جي.بي.إس) وتسترشد بها للوصول إلى مقاصدها.


الجزيرة
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
شاهد.. السلاحف تتذكر الخرائط المغناطيسية للأرض وتعلّمها "برقصات مميزة"
أظهرت دراسة جديدة أول دليل ملموس على أن السلاحف البحرية من نوع "اللوجرهيد" تستطيع تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية الفريدة للمواقع الجغرافية المختلفة، وتقوم برقصة عندما تكون في مكان يرتبط بالطعام. ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على كيفية تنقل هذه الحيوانات المهاجرة لمسافات شاسعة عبر المحيطات للوصول إلى مواقع التغذية والتكاثر المحددة. وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في 12 فبراير/شباط في مجلة "نيتشر" إلى أن السلاحف البحرية تمتلك حاستين مغناطيسيتين متميزتين تعملان بطرق مختلفة لاكتشاف المجال المغناطيسي للأرض، مما يمكنها من تطوير خريطة داخلية لمحيطها. وهذا مقطع فيديو قصير وثقه الباحثون للرقصات المميزة لسلاحف اللوجرهيد عندما تكون في مكان يرتبط بالطعام: طفرة في فهم هجرات السلاحف تعرف سلاحف "اللوجرهيد" بهجراتها الطويلة المدى، والتي يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أنها موجهة بواسطة خريطة مغناطيسية داخلية. تساعد هذه الخريطة السلاحف على اكتشاف التغيرات في المجال المغناطيسي للأرض وتحديد موقعها بدقة. لكن حتى الآن، لم يتم إثبات أن هذه السلاحف يمكنها تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية المرتبطة بالمواقع المهمة. تقول المؤلفة الرئيسة للدراسة "كايلا جوفورث"، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في علم الأحياء في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: "بحثنا لأول مرة فيما إذا كان بإمكان الحيوانات المهاجرة تعلم التعرف على التوقيعات المغناطيسية للمناطق الجغرافية المختلفة. لطالما اشتبه العلماء في أن الحيوانات يمكنها حفظ المعالم المغناطيسية، لكن هذه هي أول إثبات علمي على تلك القدرة". ومن خلال تجارب محكمة، أظهر الباحثون أن سلاحف "اللوجرهيد" تستطيع تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية للأماكن التي تجد فيها الطعام. وهذا يعني أن السلاحف قد تستخدم هذه المعلومات المكتسبة للعودة إلى مناطق التغذية المحددة، مما يفسر دقتها المذهلة في التنقل لمسافات طويلة. كما أن لهذه النتائج تأثيرا واسع النطاق، إذ يمكن أن تنطبق على العديد من الأنواع المهاجرة التي تعتمد على المجال المغناطيسي للأرض في تحركاتها، وفقا لتصريحات "جوفورث" لـ"الجزيرة نت". تضيف الباحثة أن "القدرة على التمييز بين الحقول المغناطيسية لمناطق جغرافية مختلفة تفسر كيف يمكن للعديد من الحيوانات -وليس فقط السلاحف البحرية- أن تسافر لمسافات طويلة وتعود إلى مواقع محددة بدقة". حاستان مغناطيسيتان تتناول الدراسة أيضا الآليات التي تستخدمها السلاحف البحرية في إدراك واستخدام الحقول المغناطيسية. وتشير النتائج إلى أن تنقلها يعتمد على نظامين منفصلين: أحدهما يعمل كبوصلة، لمساعدتها على الحفاظ على الاتجاه، والآخر كخريطة تمكنها من التعرف على المواقع المحددة. ويعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم كيفية تفاعل الحيوانات مع المجال المغناطيسي للأرض. "يوفر هذا الاكتشاف رؤى جديدة ليس فقط حول كيفية تنقل السلاحف، ولكن أيضا حول كيفية تكوين وتحديث خرائطها الداخلية. إذ إن من المدهش أن هذه الحيوانات يمكنها الوصول إلى معلومات غير مرئية بهذه الدقة لتوجيه رحلاتها"، وفق ما أوضحت جوفورث. وتضيف الباحثة أنه إلى جانب أهميته العلمية، يمكن أن يساعد هذا البحث في جهود الحفاظ على البيئة وتطوير التكنولوجيا. فقد يسهم فهم كيفية اكتشاف السلاحف للمجالات المغناطيسية وتفسيرها في تقليل الاضطرابات التي تسببها الهياكل التي يصنعها الإنسان، مثل خطوط الطاقة ومزارع الرياح البحرية، والتي قد تؤثر على الإشارات المغناطيسية الطبيعية. وتضيف جوفورث: "علاوة على ذلك، قد تلهم هذه النتائج تطوير تقنيات ملاحة جديدة مستوحاة من الطبيعة، خاصة في إنشاء أنظمة تعتمد على الإشارات المغناطيسية في التوجيه. ومن خلال كشف القدرات الخفية للسلاحف البحرية، تفتح هذه الدراسة الباب أمام تساؤلات جديدة حول كيفية تنقل الأنواع المهاجرة الأخرى، ومدى تأثير الأنشطة البشرية على بقائها".