أحدث الأخبار مع #جونمكارثي


الاتحاد
منذ 5 أيام
- علوم
- الاتحاد
الذكاء الاصطناعي.. من البدايات إلى روبوتات الدردشة
يشهد عالمنا اليوم استخداما قويًا ومتزايدا للذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الحياة، رغم أن روبوتات الدردشة القادرة على إنجاز العديد من المهام، تماما مثل البشر، لم تكمل سنتين بعد. وقد أحدث ظهورها تحولات جذرية كنا نعتبرها في الأمس القريب ضربا من الخيال العلمي. لكن الطريق إلى هذه النهاية لم يكن مفروشا بالورود. الجذور الأولى ظهرت عبارة "الذكاء الاصطناعي" لأول مرة عندما صاغها العالم الأميركي في مجال الكمبيوتر جون مكارثي John McCarthy (2011-1927)، في عام 1955، ونظم مؤتمر دارتموث الشهير في صيف 1956. لذا، يعتبر مكارثي أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي. منذ تلك اللحظة، انطلقت رحلة طموحة نحو بناء آلات قادرة على محاكاة القدرات الذهنية للبشر. لم تكن الرحلة متواصلة، بل تخللتها فترات من الانقطاع والاستئناف، لتصل بنا اليوم إلى عصر نشهد فيه ثورة حقيقية بفضل روبوتات الدردشة مثل "تشات جي بي تي" و"جيميناي". شهدت السنوات الأولى للذكاء الاصطناعي تفاؤلًا كبيرًا. حيث تصور الباحثون إمكانية حل المشكلات المعقدة، وترجمة اللغات، وحتى بناء آلات تفكر مثل الإنسان في غضون سنوات قليلة. ظهرت برامج رائدة مثل "لوجيك ثيوريست" و"جنرال بروبلم سولفر" التي أظهرت قدرة الآلات على التفكير المنطقي وحل بعض المشكلات. كانت هذه الفترة بمثابة وضع البذور الأولى لهذا المجال الواعد. لكن سرعان ما تبدد هذا التفاؤل مع اصطدام الواقع بتعقيد المشكلات الحقيقية. فقد تبين أن بناء أنظمة ذكية حقًا يتطلب قدرات حاسوبية وبيانات لم تكن متاحة آنذاك. تراجعت التمويلات البحثية، ودخل المجال في فترة سبات. الأنظمة الخبيرة والتعلم الآلي شهدت ثمانينيات القرن العشرين عودة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي مع ظهور "الأنظمة الخبيرة"، وهي برامج تحاكي خبرة الإنسان في مجالات محددة. كانت الفكرة الأساسية هي بناء برامج حاسوبية يمكنها محاكاة قدرات وخبرات الإنسان الخبير في مجال معين لاتخاذ القرارات وحل المشكلات. من أمثلة تطبيقات الأنظمة الخبيرة: التشخيص الطبي وهي أنظمة تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض بناءً على الأعراض والمعلومات الطبية، وأنظمة تقدم نصائح حول الاستثمار وإدارة الأموال. وقد حققت الأنظمة الخبيرة بعض النجاحات وكانت تعتبر من أوائل التطبيقات الناجحة للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، كانت محدودة النطاق وتتطلب إدخالًا يدويًا للمعرفة من الخبراء، مما جعل تحديثها وتوسيعها أمرًا صعبًا. كما بدأ التعلم الآلي، في هذه المرحلة من تاريخ الذكاء الاصطناعي، يكتسب زخمًا، حيث أصبحت البيانات الأساس الذي تتعلم منه الخوارزميات. أما الخوارزميات، فهي الإجراءات الحسابية التي تسمح للآلة بتحليل البيانات. في التسعينيات، برز التعلم الآلي كنهج واعد. وبدلاً من برمجة الآلات بشكل صريح لحل المشكلات، يركز التعلم الآلي على تطوير خوارزميات تسمح للآلات بالتعلم من البيانات وتحديد الأنماط واتخاذ القرارات أو التنبؤ دون أن تتم برمجتها بشكل مباشر لكل مهمة. أما النماذج، فهي الناتج النهائي لعملية التعلم، وهي تمثل المعرفة التي اكتسبتها الآلة من البيانات ويمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أو عمل تنبؤات جديدة. البيانات الضخمة والتعلم العميق شهدت بداية الألفية الجديدة تحولًا جذريًا بفضل توفر كميات هائلة من البيانات (البيانات الضخمة) والتطور الهائل في قوة الحوسبة. أدى هذان الأمران إلى تطور كبير في "التعلم العميق"، وهو فرع من التعلم الآلي يستخدم لتحليل البيانات المعقدة. حقق التعلم العميق نجاحات باهرة في مجالات مثل التعرف على الصور والكلام ومعالجة اللغة الطبيعية. ثورة روبوتات الدردشة مثّل ظهور روبوتات الدردشة التوليدية الكبيرة مثل "تشات جي بي تي" من شركة OpenAI و"جيميناي" من شركة جوجل نقطة تحول جديدة في تاريخ الذكاء الاصطناعي. هذه النماذج، المدربة على كميات هائلة من النصوص والبيانات، أظهرت قدرة مدهشة على توليد نصوص وصور بمجرد إدخال وصف بسيط بلغة عادية والإجابة على الأسئلة بطريقة تبدو شبيهة بالبشر. لم تعد روبوتات الدردشة مجرد أدوات للإجابة على الأسئلة البسيطة، بل أصبحت قادرة على كتابة المقالات، وتلخيص النصوص، وإنتاج صور وترجمة اللغات، وكتابة الأكواد البرمجية، وغيرها من الأمور المعقدة. هذا التطور يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، من التعليم والرعاية الصحية إلى خدمة العملاء والإبداع. آفاق المستقبل وبما أننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذه التقنية المذهلة، تتوجب معالجة التحديات التي تطرحها مثل ضمان احترام الذكاء الاصطناعي للأخلاق واحترام حقوق الملكية الفكرية والتعامل مع التحيزات المحتملة. اليوم، للذكاء الاصطناعي استخدامات واسعة النطاق، فهو يدخل في مجالات مثل الطب لتشخيص الأمراض، وفي السيارات ذاتية القيادة لتسهيل التنقل، وفي خدمة العملاء لتقديم الدعم، وفي الصناعة لتحسين الكفاءة. أما عن الآفاق المستقبلية، فيُتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تطوير حلول للتحديات العالمية كالتغير المناخي والأمراض المستعصية، بالإضافة إلى إحداث ثورة في مجالات الإبداع والبحث العلمي وغيرها.


وزارة الإعلام
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- وزارة الإعلام
كتب الدكتور حسان فلحه في صحيفة 'النهار': الذكاء الاصطناعي: النقل لا العقل!
كتب الدكتور حسان فلحه المدير العام لوزارة الإعلام في صحيفة 'النهار': تتحكم الولايات المتحدة الأميركية بطلاقة في عالم إدارة المعرفة، من خلال شركاتها الخاصة ومؤسساتها العامة أو عبر تلازم القطاعين المتنمرين معا بزهو، وتعيد إنتاج ثقافات الأمم وكتابتها بصيغ مجهولة النسب، واضحة المصدر (لها)، بعد تملكها القدرة على السيطرة والتحكم في مجالات تكنولوجيا المعرفة وقيادتها . هذه المنصات المعرفية ومحركاتها البحثية تتمكن من استلاب الأفكار والثقافات والمعارف، والاستيلاء عليها بكمها اللامحدود، وإعادة صياغتها في إطار من الضوابط والمعايير المحددة، في تفوق تقني مذهل لا يماثَل أو يجارى. إنها الصناعة الرائجة للثقافات الاصطناعية واقتصادات المعرفة، على قاعدة عندما يتحدث العقل الأميركي فإنه يتحدث عن العالم أجمع . عند إطلاق عالم الكومبيوتر الأميركي جون مكارثي عبارة 'الذكاء الاصطناعي' لم يحسب أن التقنيات المعرفية ووسائلها ستفرط في تعميق تجهيل بنوة الثقافة وتبيانها وتتعثر مدارك احتساب اشتقاقها وانتسابها . ما عرف بالذكاء الاصطناعي، هو بالأحرى التفوق الإدراكي والمعرفي المرحلي والاتكالي في سياق تراكم بنيان الثقافة من خلال وسائل الخوارزميات، كي تستحيل ضوابط لتحديد انتمائها (الثقافة)، أطرا شديدة التعقيد عند حصر الملكية الفكرية أو الأدبية أو العلمية أو عند ترسيم معالمها. هي تجانس الأضداد، غريبة النسب، كثيرة النِحَل. وهوية مكتومة القيد أقل ما توصف بأنها تغدو مشاعاتٍ ناتجةً من الارتطام المعرفي بين الحجم المذهل لوفرة المعلومات ذات الدفق الهائل، والسنوات القليلة لاحتساب أعمار الفرد المعرفية، قصيرة المدى أساسا. الإنسان آنذاك يستجير بالآلة على تردده الذهني وتمرده، وانعتاقه من روحية التفكير إلى الانبهار المادي . لم تعد المعرفة المستولدة من محاكاة الوسيلة في الردود والأجوبة تستثمر في علم إثبات النسب واستقائه، ولا تكترث بحق تدوين الملكية الفكرية وتناقلها، وهما شأنان سقطا في فضاءات الذكاء الاصطناعي الذي يتغول في استيلاب حقوق الأنساب أو ردها إلى أصحابها، بل يحيلها لقيطةً ثقافيةً على قاعدة المشاعة المعرفية، لا احتساب مصدرها ولا ربط مرجعها . تشترك 'الثقافة الاصطناعية' بمفهومها الواسع مع عمليات 'الذكاء الاصطناعي' في تلازم مدارات السرعة ومساراتها. الأولى ميزتها الضن بالارتقاء في استدراك ذكر النسب والحرص عليه عند تكوين حالات التراكم المعرفي السريع الذي تتصف به عادة الثقافة عموما . والثقافة باللغة العربية قد تعني 'الحذق، والفطنة، والذَّكاء، وسرعة التَّعلم، وتسوية الشَّيء، وتقويم اعوجاجه، والتَّأديب، والتَّهذيب، والعلم، والمعارف، والتَّعليم، والفنون'، أو كما احتسبتها اللغتان الإنكليزية والفرنسية، 'الفنون والافكار والسلوكيات الاجتماعية الروحية والمادية كمظاهر إنجاز الفكر البشري داخل المجتمعات'. وأيا كان تعريف الثقافة، لغة ومفهوما، فإن التطور التقني المستعر على ظلال الذكاء الاصطناعي أعتقها من أطرها التقليدية وغدت ثقافة تسير على منوال الانحدار النوعي وتسيّد التمدد الكمي. قد يكون في هذا القول بعض من الضبط المتلبس للحالات السائدة، لكنه يقينا تغيير بنيوي في أركان التفكير وأنماطه، وتبديل في ترتيب عناصر إعمال العقل . والذكاء الاصطناعي يطغى عليه إعادة إنتاج الافكار وترويجها، على غير ما دأب عليه أصحابها الأوّلون في التأني، وذلك بسرعة فائقة وسائغة إن لم يكن غالبا سلبُها، واستملاكها بعيدا من صعوبة تباين المصدر، وهو إسقاط مع سبق الإصرار لما درج عليه الباحثون والدارسون في استمراء تبنيهم لما يعرف بمنهجية البحث العلمي، وإحقاق الحق لأصحابه. وإن كانوا في فلتات طموحهم التنويري والتقدمي قد اباحوا استخدامه كحق إنساني يستوجب تعميمه ونشره في سياق النمو الفكري والثقافي الإنساني، أو حق عام لا يختصه أحدٌ في الاحتكار والتملك . الذكاء الاصطناعي وسّع أزمة الريبة بالنص وتعاظم محنة العقل في الحيرة وفي تقديم النقل عليه، والاقتباس والنسخ. وكذلك فعل بالصورة والمشهد المصور. ولا أدري ما كان موقف 'معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا' عندما طرد مكارثي مرة، لعبثه بعدم حضور محاضرات الفيزياء، والمعهد يرزح باستمراره اليوم تحت ثقل الذكاء الاصطناعي. إنه العالم المتغير المتردد الذي ينزع قيمه وأخلاقياته أمام عرى التكنولوجيا المتسارعة ليبني أخلاقيات وقيما لا تعير المترددين انتباها ولو للحظة تقنية عابرة . لم يكن الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير متشائما عندما زعم أن 'لا وجود للحقيقة وليس هناك سوى الإدراك'. لكنه كان واقعيا عندما قال إن 'فن الكتابة هو فن اكتشاف ما تؤمن به'، وليس بالضرورة من كتب أو تبيان النسب . الذكاء الاصطناعي يقدم النقل على العقل والاقتباس على النسب .


MTV
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- MTV
الذكاء الاصطناعي: النقل لا العقل
تتحكم الولايات المتحدة الامريكية بطلاقة، بعالم ادارة المعرفة من خلال شركاتها الخاصة و مؤسساتها العامة او عبر تلازم القطاعين المتنمرين معا بزهو، وتعيد انتاج ثقافات الامم وكتابتها بصيغ مجهولة النسب، واضحة المصدر (لها)، بعد تملكها القدرة على السيطرة والتحكم في مجالات تكنولوجيا المعرفة وقيادتها. هذه المنصات المعرفية ومحركاتها البحثية تتمكن من استلاب الأفكار والثقافات والمعارف، والاستيلاء عليها بكمها اللامحدود، واعادة صياغتها في إطار من الضوابط والمعايير المحددة، في تفوق تقني مذهل لا يماثل من أحد أو يجارى انها الصناعة الرائجة للثقافات الاصطناعية واقتصاديات المعرفة. على قاعدة عندما يتحدث العقل الاميركي فانه يتحدث عن العالم أجمع. عند اطلاق عالم الكومبيوتر الامريكي جون مكارثي John McCarthy عبارة "الذكاء الاصطناعي" لم يحتسب ان التقنيات المعرفية و وسائلها ستفرط في تعميق تجهيل بنوة الثقافة وتبيانها، وتتعثر مدارك احتساب اشتقاقها وانتسابها. ما عرف بالذكاء الاصطناعي، وهو بالاحرى التفوق الأدراكي والمعرفي المرحلي والاتكالي في سياق تراكم بنيان الثقافة من خلال وسائل الخوارزميات، كي تستحيل ضوابط لتحديد انتمائها (الثقافة)، أطرًا شديدة التعقيد عند حصر الملكية الفكرية او الادبية او العلمية أو عند ترسيم معالمها. هي تجانس الاضداد، غريبة النسب، كثيرة النِحَل. وهوية مكتومة القيد اقل ما توصف بانها تغدو مشاعاتٍ ناتجةً عن الارتطام المعرفي بين الحجم المذهل لوفرة المعلومات ذات الدفق الهائل، وبين السنوات القليلة لاحتساب اعمار الفرد المعرفية، قصيرة المدى أساسا. الانسان آنذاك يستجير بالالة على تردده الذهني وتمرده، وانعتاقه من روحية التفكير الى الانبهار المادي. لم تعد المعرفة المستولدة من محاكاة الوسيلة في الردود والاجوبة تستثمر في علم اثبات النسب وإستقائه، ولا تكترث بحق تدوين الملكية الفكرية وتناقلها، وهما شأنان سقطًا في فضاءات الذكاء الاصطناعي الذي يتغول في استيلاب حقوق الانساب أو ردها إلى أصحابها بل يحيلها لقيطةً ثقافيةً على قاعدة المشاعة المعرفية، لا احتساب مصدرها ولا ربط مرجعها. تشترك "الثقافة الاصطناعية" بمفهومها الواسع مع عمليات "الذكاء الاصطناعي" في تلازم مدارات السرعة ومساراتها. الاولى ميزتها الضن بالارتقاء في استدراك ذكر النسب والحرص عليه عند تكوين حالات التراكم المعرفي السريع الذي تتصف عادة به الثقافة عموما. والثقافة باللغة العربية قد تعني "الحذق، والفطنة، والذَّكاء، وسرعة التَّعلم، وتسوية الشَّيء، وإقامة اعوجاجه، والتَّأديب، والتَّهذيب، والعلم، والمعارف، والتَّعليم، والفنون". أو كما احتسبتها اللغتان الانكليزية والفرنسية، بانها الفنون والافكار والسلوكيات الاجتماعية الروحية والمادية كمظاهر إنجاز الفكر البشري داخل المجتمعات. وايًا كان تعريف الثقافة، لغة ومفهوما، فان التطور التقني المستعر على ظلال الذكاء الاصطناعي اعتقها من اطرها التقليدية وغدت ثقافة تسير على منوال الانحدار النوعي وتسيّد التمدد الكمي. قد يكون في هذا القول بعض من الضبط المتلبس للحالات السائدة، ولكنه يقينا تغيير بنيوي في أركان التفكير وانماطه، وتبديل في ترتيب عناصر إعمال العقل. والاخرى الذكاء الاصطناعي يطغى عليه اعادة انتاج الافكار وترويجها، على غير ما دأب عليه اصحابها الاولون في التأني، وذلك بسرعة فائقة وسائغة ان لم يكن غالبا سلبُها، واستملاكها بعيدا عن صعوبة تباين المصدر، وهو اسقاط مع سبق الاصرار لما درج عليه الباحثون والدارسون في استمراء تبنيهم لما يعرف بمنهجية البحث العلمي، وإحقاق الحق لاصحابه. وان كانوا في فلتات طموحهم التنويري والتقدمي، قد اباحوا استخدامه كحق انساني يستوجب تعميمه ونشره في سياق النمو الفكري والثقافي الانساني، أو حق عام لا يختصه احدٌ في الاحتكار والتملك. الذكاء الاصطناعي وسّع من ازمة الريبة بالنص ومن تعاظم محنة العقل في الحيرة وفي تقديم النقل عليه، والاقتباس والنسخ. وكذلك فعل بالصورة والمشهد المصور. ولا ادري ما سيكون عليه موقف "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا" عندما طرد مكارثي مرة، لعبثه بعدم حضور محاضرات الفيزياء، والمعهد يرزح باستمراره اليوم تحث ثقل الذكاء الاصطناعي. انه العالم المتغير المتردد الذي ينزع قيمه واخلاقياته امام عرى التكنولوجيا المتسارعة ليبني اخلاقيات وقيمًا لا تعير للمترددين انتباها ولو للحظة تقنية عابرة. لم يكن الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير Gustave Flaubert متشائما عندما زعم انه "لا وجود للحقيقة وانه لا يوجد سوى الإدراك". ولكنه كان واقعيا عندما قال ان "فن الكتابة هو فن اكتشاف ما تؤمن به". وليس بالضرورة من كتب أو تبيان النسب. الذكاء الاصطناعي يقدم النقل على العقل والاقتباس على النسب.


المركزية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- المركزية
عندما يتحدث العقل الاميركي فإنه يتحدث عن العالم اجمع
تتحكم الولايات المتحدة الامريكية بطلاقة ، بعالم ادارة المعرفة من خلال شركاتها الخاصة و مؤسساتها العامة او عبر تلازم القطاعين المتنمرين معا بزهو ، و تعيد انتاج ثقافات الامم وكتابتها بصيغ مجهولة النسب ، واضحة المصدر (لها ) ، بعد تملكها القدرة على السيطرة والتحكم في مجالات تكنولوجيا المعرفة و قيادتها . هذه المنصات المعرفية و محركاتها البحثية تتمكن من استلاب الافكار والثقافات والمعارف ، والاستيلاء عليها بكمها اللامحدود ، واعادة صياغتها في اطار من الضوابط والمعايير المحددة ، في تفوق تقني مذهل لا يماثل من احد او يجارى انها الصناعة الرائجة للثقافات الاصطناعية واقتصاديات المعرفة. على قاعدة عندما يتحدث العقل الاميركي فانه يتحدث عن العالم اجمع . عند اطلاق عالم الكومبيوتر الامريكي جون مكارثي John McCarthy عبارة "الذكاء الاصطناعي" لم يحتسب ان التقنيات المعرفية و وسائلها ستفرط في تعميق تجهيل بنوة الثقافة وتبيانها ، وتتعثر مدارك احتساب اشتقاقها وانتسابها . ما عرف بالذكاء الاصطناعي ، وهو بالاحرى التفوق الادراكي والمعرفي المرحلي و الاتكالي في سياق تراكم بنيان الثقافة من خلال وسائل الخوارزميات ، كي تستحيل ضوابط لتحديد انتمائها ( الثقافة)، اطرا شديدة التعقيد عند حصر الملكية الفكرية او الادبية او العلمية او عند ترسيم معالمها . هي تجانس الاضداد ، غريبة النسب ، كثيرة النِحَل. وهوية مكتومة القيد اقل ما توصف بانها تغدو مشاعاتٍ ناتجةً عن الارتطام المعرفي بين الحجم المذهل لوفرة المعلومات ذات الدفق الهائل ، وبين السنوات القليلة لاحتساب اعمار الفرد المعرفية ،قصيرة المدى اساسا . الانسان انذاك يستجير بالالة على تردده الذهني وتمرده، وانعتاقه من روحية التفكير الى الانبهار المادي . لم تعد المعرفة المستولدة من محاكاة الوسيلة في الردود والاجوبة تستثمر في علم اثبات النسب و إستقائه ، ولا تكترث بحق تدوين الملكية الفكرية و تناقلها ، وهما شأنان سقطا في فضاءات الذكاء الاصطناعي الذي يتغول في استيلاب حقوق الانساب او ردها الى اصحابها بل يحيلها لقيطةً ثقافيةً على قاعدة المشاعة المعرفية ، لا احتساب مصدرها و لا ربط مرجعها . تشترك "الثقافة الاصطناعية" بمفهومها الواسع مع عمليات "الذكاء الاصطناعي" في تلازم مدارات السرعة ومساراتها . الاولى ميزتها الضن بالارتقاء في استدراك ذكر النسب والحرص عليه عند تكوين حالات التراكم المعرفي السريع الذي تتصف عادة به الثقافة عموما . والثقافة باللغة العربية قد تعني "الحذق، والفطنة، والذَّكاء، وسرعة التَّعلم، وتسوية الشَّيء، وإقامة اعوجاجه، والتَّأديب، والتَّهذيب، والعلم، والمعارف، والتَّعليم، والفنون" . او كما احتسبتها اللغتان الانكليزية والفرنسية، بانها الفنون و الافكار والسلوكيات الاجتماعية الروحية و المادية كمظاهر إنجاز الفكر البشري داخل المجتمعات. وايا كان تعريف الثقافة ، لغة ومفهوما ، فان التطور التقني المستعر على ظلال الذكاء الاصطناعي اعتقها من اطرها التقليدية و غدت ثقافة تسير على منوال الانحدار النوعي وتسيّد التمدد الكمي . قد يكون في هذا القول بعض من الضبط المتلبس للحالات السائدة ، ولكنه يقينا تغيير بنيوي في أركان التفكير وانماطه ، و تبديل في ترتيب عناصر إعمال العقل . والاخرى الذكاء الاصطناعي يطغى عليه اعادة انتاج الافكار وترويجها ، على غير ما دأب عليه اصحابها الاولون في التأني ، وذلك بسرعة فائقة و سائغة ان لم يكن غالبا سلبُها ، واستملاكها بعيدا عن صعوبة تباين المصدر ، و هو اسقاط مع سبق الاصرار لما درج عليه الباحثون والدارسون في استمراء تبنيهم لما يعرف بمنهجية البحث العلمي ، وإحقاق الحق لاصحابه. وان كانوا في فلتات طموحهم التنويري و التقدمي ، قد اباحوا استخدامه كحق انساني يستوجب تعميمه ونشره في سياق النمو الفكري والثقافي الانساني ، او حق عام لا يختصه احدٌ في الاحتكار و التملك . الذكاء الاصطناعي وسّع من ازمة الريبة بالنص و من تعاظم محنة العقل في الحيرة و في تقديم النقل عليه ، والاقتباس والنسخ . وكذلك فعل بالصورة والمشهد المصور. ولا ادري ما سيكون عليه موقف "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا" عندما طرد مكارثي مرة ، لعبثه بعدم حضور محاضرات الفيزياء ، والمعهد يرزح باستمراره اليوم تحث ثقل الذكاء الاصطناعي. انه العالم المتغير المتردد الذي ينزع قيمه واخلاقياته امام عرى التكنولوجيا المتسارعة ليبني اخلاقيات وقيما لا تعير للمترددين انتباها ولو للحظة تقنية عابرة . لم يكن الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير Gustave Flaubert متشائما عندما زعم انه "لا وجود للحقيقة وانه لا يوجد سوى الإدراك " .ولكنه كان واقعيا عندما قال ان "فن الكتابة هو فن اكتشاف ما تؤمن به.' و ليس بالضرورة من كتب او تبيان النسب . الذكاء الاصطناعي يقدم النقل على العقل والاقتباس على النسب .

البيان
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- البيان
من هو أبو «الذكاء الاصطناعي» وكيف يُكمل الـAi عامه الـ70 في 2026؟
تعد الحقبة الحالية، والعصر الذي نعيش فيه «عصر الذكاء الاصطناعي»، فبعدما تعلمت الآلة، وصارت تفكر وتبتكر، أصبح الذكاء الاصطناعي هو مستقبل العالم في السنوات المقبلة، ولكن الذكاء الاصطناعي ليس وليد السنوات القليلة الماضية، بل أن له تاريخ طويل. فكيف يمر على «الذكاء الاصطناعي» الذي نعتبره حديث العهد، 70 عاماً؟ ترجع فكرة «الذكاء الاصطناعي» إلى آلاف السنين، حين بدأ الفلاسفة القدماء في التأمل بأسئلة الحياة والموت، وفي العصور القديمة، ابتكر المخترعون آلات تُعرف بـ«الأوتوماتا»، وهي أجهزة ميكانيكية تتحرك بشكل مستقل عن التدخل البشري. يعود أصل الكلمة إلى اللغة اليونانية القديمة وتعني «التحرك بإرادة ذاتية». ومن أقدم الإشارات إلى الأوتوماتا تعود إلى عام 400 قبل الميلاد، وتشير إلى حمامة ميكانيكية صنعها أحد أصدقاء الفيلسوف أفلاطون، وبعد قرون، أنشأ ليوناردو دافنشي أحد أشهر الأوتوماتا حوالي عام 1495. وكانت أوتوماتا الرسام الشهير ليوناردو دافينشي عبارة عن روبوت أسموه «الفارس الآلي»، حيث كان دافينشي عالماً وليس مجرد رساماً، ويقال إنه قد اخترع إنسان آلي وقتها، إلا أن علومه قد محيت ولم تصل للأجيال التالية. ورغم قِدم فكرة أن تعمل الآلة بذاتها، فإن بدايات الذكاء الاصطناعي الحديث تعود إلى القرن العشرين، حين بدأ المهندسون والعلماء في إحراز تقدم ملحوظ نحو ما نعرفه اليوم بالذكاء الاصطناعي. وفي عام 1921 قدم الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابك مصطلح «روبوت» رسمياً لأول مرة في مسرحيته الخيالية «روبوتات روسوم العالمية»، والتي تعد النواة الأولى أو البذرة التي بدأ بها هوس فكرة ذكاء الآلة، وفي عام 1929 أنشأ الياباني ماكوتو نيشيورا أول روبوت ياباني وسمّاه «غاكوتنسوكو». ولم يهدأ العلماء في محاولة إضافة الذكاء للآلة، ليستمر التطوير بخيال العلماء الذي لا حدود له، وفي عام 1949 نشر إدموند بيركلي كتابه «عقول عملاقة، أو آلات تفكر»، مشبّهًا الحواسيب بأدمغة بشرية. كل ذلك التاريخ السابق ربما كان مقدمات لم يُستخدم فيها مصطلح الذكاء الاصطناعي علانية، ولكنها كانت محاولات لاستيلاده، لتشهد الفترة من 1950 إلى 1956 ذروة الاهتمام بفكرة الذكاء الاصطناعي. وفي عام 1950 نشر آلان ماتيسون تورنغ عالِم رياضياتٍ وحاسوبٍ وعالم منطقٍ، والذي يُنظر إليه باعتباره «أبو علوم الكمبيوتر النظريّة والذكاء الاصطناعي»، نشر تورنغ ورقته «الآلات الحاسوبية والذكاء»، التي أسست لاختبار تورنغ الشهير، وهو طريقة لتحديد ما إذا كان حاسوب أو برنامج قادر على إظهار الذكاء البشري. في عام 1956، في مؤتمر في مؤتمر دارتموث، وفي إحدى الورش بالمؤتمر تحدث فيها الأمريكي جون مكارثي عالم الحاسوب الحاصل على العديد من الجوائز في علوم البرمجة وتطوير الحاسب الآلي، وفي الورشة أطلق مكارثي لأول مرة في التاريخ مصطلح «الذكاء الاصطناعي». ليكون عام 1956 هو عام مولد «الذكاء الاصطناعي»، أي أنه العام المقبل 2026 سيكون قد أتم الـ70 عاماً، ليبدأ عصر جديد لتطور تعلم الآلة ويشهد المصطلح في الخمسينيات وبداية الثمانينيات نموًا متسارعًا وتحديات كبيرة، حيث تم تطوير لغات برمجة مثل «LISP» لجون مكارثي، وأنتجت كتباً وأفلاماً تناولت فكرة الروبوتات، مما رسخ ومهد للذكاء الاصطناعي ثقافياً. التطورات بالسنوات: 1958: جون مكارثي يبتكر لغة «LISP» للذكاء الاصطناعي، لا تزال مستخدمة اليوم. 1959: صموئيل يطلق مصطلح «تعلم الآلة» 1961: بدأ أول روبوت صناعي «يونيميت» العمل في مصنع جنرال موتورز. 1965: فيغنباوم وليدربيرغ يصممان أول «نظام خبير» لمحاكاة تفكير الخبراء. 1966: جوزيف فايزنباوم يبتكر أول شات بوت «إليزا» باستخدام معالجة اللغة الطبيعية. 1968: عالم الرياضيات السوفيتي أليكسي إيفاكنينكو يقترح طريقة جديدة في الذكاء الاصطناعي تُعرف اليوم باسم التعلم العميق «Deep Learning» 1973: تقرير لجيمس لايتهايل ينتقد ضعف التقدم في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تقليص الدعم الحكومي البريطاني. 1979: روبوت «ستانفورد كارت» ينجح في التنقل بين العقبات بدون تدخل بشري. 1979: تأسيس "الجمعية الأمريكية للذكاء الاصطناعي"، المعروفة الآن باسم «AAAI»