أحدث الأخبار مع #جيش_محمد


العربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربية
الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
ما أهم درس فى المواجهة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان، والتى انتهت بقبول الطرفين وقف إطلاق النار بعد حرب خاطفة ومحدودة ومنضبطة الى حد ما، استمرت نحو خمسة أيام؟! الدروس والعبر والعظات كثيرة، لكن سوف أركز اليوم على درس واحد وهو أنه حينما تكون قويا فإن الجميع يخافك ويقدرك بل ويحترمك حتى لو كنت عدوه، والعكس صحيح تماما. لأنه حينما تكون ضعيفا فسوف يتجرأ عليك الجميع ويحولونك إلى «ملطشة». لمن لم يتابع تفاصيل الصراع فإن هجوما وقع فى بلدة باهالغام، فى الجزء الذى تسيطر عليه الهند فى كشمير قتل فيه ٢٦ شخصا معظمهم من السائحين الهندوس. الهند اتهمت جماعة «ريزستنس فرونت» أو جبهة المقاومة المدعومة من باكستان بالمسئولية، وهو ما نفته الأخيرة تماما وطالبت بتحقيق دولى، لكن الهند شنت عملية عسكرية فى ٧ مايو الجارى استهدفت خلالها مواقع باكستانية قالت إنها تخص ما وصفته بـ«الجماعات الإرهابية» خصوصا «جيش محمد» و«لشكر طيبة» إضافة إلى مواقع تخص الجيش الباكستانى. لكن باكستان ردت على الهجوم الهندى بعملية «البنيان المرصوص» وقالت إنها تمكنت من إسقاط مقاتلات هندية من طراز رافال فرنسية الصنع وروسية من طراز ميج وسوخوى ومسيرات وادعى كل طرف أنه دمر مواقع للطرف الثانى، وأن معظم الضحايا لديه من المدنيين. لكن ربما الأخطر هو أن المواجهة أدت إلى تعليق معاهدات واتفاقيات طويلة المدى، خصوصا معاهدة مياه نهر السند التى تنظم توزيع المياه القادمة من المنابع الهندية إلى المصبات الباكستانية وكذلك اتفاقية سملا الموقعة بين البلدين فى ٢ يوليو ١٩٧٢بعد حرب صعبة بين البلدين وقتها، وتنص على احترام سيادة كل طرف وحل النزاعات بالطرق السلمية ورسم خط لوقف إطلاق النار فى كشمير، وعودة الأسرى والتطبيع بين الطرفين. المهم بعد ٥ أيام من القتال بكل أنواع الأسلحة، وخصوصا المقاتلات والمسيرات والصواريخ وسقوط أكثر من ٦٠ قتيلا ونزوح مئات الآلاف فى كشمير وقرب حدود البلدين، تم وقف إطلاق النار فى وساطة قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن بلاده هى التى سعت إليها، فى حين أن ٣٠ دولة سعت للوساطة أيضا كما قال مسئول وزير خارجية باكستان إسحاق دار. المهم أن القتال توقف وهو خبر طيب ومفرح للبلدين وللمنطقة وللعالم بأكمله. السؤال هل كانت الهند ستقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن شعرت أن باكستان قوية ويمكنها أن ترد الهجوم بهجوم مماثل وربما بصورة أكبر؟! المؤكد أن الإجابة هى لا قاطعة. والسبب أن لدينا نموذجا فى منطقتنا اسمه إسرائيل، فهى تواصل البلطجة فى المنطقة منذ عام ١٩٤٨، ولم يردعها أحد إلا باستثناءات قليلة كما حدث فى الانتصار المصرى العظيم فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣، لكن ومنذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ فإن إسرائيل تعربد فى المنطقة كما تشاء بدعم أمريكى كامل وفاضح! هى ترتكب جرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة وتتهيأ لضم الضفة الغربية، وتحتل مناطق مهمة فى لبنان، واحتلت مناطق جديدة فى سوريا بعد أن دمرت معظم قدراتها العسكرية، كما تقصف فى اليمن وإيران، وتقول إن يدها تطال كل مكان فى المنطقة، وتتحدى المجتمع الدولى والأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية. أتصور أن الهند ربما حاولت استغلال عملية «باهالغام» مثلما استغلت إسرائيل عملية «طوفان الأقصى». لكن الفارق أن الرد الباكستانى كان مقنعا للهند لكى تقبل بوقف إطلاق النار، فحينما بدأت الهند هجومها وجدت ردا مماثلا من باكستان وربما أقوى، الصاروخ بالصاروخ والمسيرة بالمسيرة والمقاتلة بالمقاتلة. والأهم أن السلاح النووى الذى تمتلكه باكستان رسميا منذ ٢٨ مايو ١٩٩٨ هو الذى يجعل الهند تفكر مليون مرة قبل أن تشن هجوما شاملا على باكستان، وهى التى امتلكت القنبلة النووية نظريا عام ١٩٧٤ ثم أجرت فى مايو ١٩٩٨ خمس تجارب نووية إضافية بعد أيام من الإعلان الباكستانى. السلاح النووى قاتل ومدمر وخطر على البشرية، لكن فى عالم الغابة الذى نعيشه الآن، هو الذى يجعل صديقك يتودد إليك وخصمك يخشاك. القوة الخشنة - وليست الناعمة - هى التى تمنع الآخرين من التجرؤ عليك واستضعافك، فهل يعى العرب هذا الدرس البديهى، ويفكرون فى استغلال ما لديهم من أوراق وهى كثيرة ولكنها معطلة؟!


الجزيرة
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
حرب الظلال والاستخبارات.. كيف تدير الهند وباكستان صراعهما من خلف الستار؟
يشهد إقليم كشمي ر تطورات جديدة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، عن نجاح بلاده في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند و باكستان ، في محاولة لنزع فتيل أزمة متفاقمة بين دولتين نوويتين لطالما طغت علاقتهما التوترات المزمنة. وعلى الرغم من التهدئة الظاهرة، إلا أن المشهد في جنوب آسيا لا يبدو أنه يتجه نحو الاستقرار الحقيقي، إذ تبقى كشمير عقدة جيوسياسية شديدة التعقيد لكلا الطرفين؛ فهي تمثل للهند جزءا لا يتجزأ من وحدة أراضيها، ولها أهمية إستراتيجية وأمنية كبرى، بينما تنظر إليها باكستان كأرض محتلة يجب تحريرها. وبينما تسلط الأضواء على تبادل إطلاق النار والتحركات العسكرية على جانبي خط المراقبة، فإن الصورة الحقيقية للصراع أعمق بكثير مما يظهر للعلن، فخلف الستار تدور معركة من نوع آخر أكثر هدوءا وتعقيدا، تحركها حسابات استخباراتية وأدوات تكنولوجية خارجة عن النمط التقليدي للحروب. View this post on Instagram A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher) العمليات السرية الهندية.. أدوات الاستخبارات في الصراع منذ هجوم بولواما الواقعة في الجزء الهندي من إقليم كشمير، في فبراير/شباط 2019، الذي أودى بحياة أكثر من 40 جنديا هنديا واتهمت جماعة "جيش محمد" المدعومة من باكستان بتنفيذه، دخلت الهند مرحلة جديدة من التصعيد الأمني والاستخباراتي في كشمير. وشكّل هذا الهجوم نقطة تحول جوهرية في العقيدة الأمنية الهندية، حيث دفعت تداعياته نيودلهي إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها الدفاعية وتحديث جيشها واللجوء إلى أدوات غير تقليدية لمواجهة التهديدات المتزايدة. واعتمدت نيودلهي نهجا استخباراتيا متقدما يستند إلى تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيّرة، والأقمار الصناعية، وأنظمة اعتراض الإشارات، وفقا لما ذكرته صحيفة "ذا تايمز أوف الهند". وقد أسهمت التقنيات بشكل كبير في تعزيز قدرة الهند على مراقبة التحركات الباكستانية، لا سيما في المناطق الحساسة مثل كشمير، مما مكنها من التصدي للتهديدات بفاعلية وبشكل استباقي. مع تصاعد التوترات، أصبحت الحرب السيبرانية جزءا من الأدوات الهندية في مواجهة باكستان. ووفقا لتقرير صادر عن شركة "بلاك بيري" للأمن السيبراني، فإن مجموعة القراصنة الهندية "سايدويندر" نفذت هجمات ضد مؤسسات حكومية وشركات في باكستان -مثل شركة "يورو أويل"- والمحكمة العليا في آزاد كشمير، وجامعة بلوشستان.. وغيرها. وتُعد الاستخبارات ركيزة أساسية في القرارات العسكرية الهندية، ويتم استخدام المعلومات التي توفرها هذه الأدوات لتوجيه ضربات دقيقة استباقية. على سبيل المثال، جاءت الهجمات الصاروخية ضد أهداف باكستانية في السادس من مايو/أيار 2025 بناء على معلومات استخباراتية دقيقة حول تهديدات وشيكة، كما أكدت وزارة الخارجية الهندية. وعلى الجانب الآخر، يشهد الجيش الهندي تحولا تقنيا متسارعا من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية، بما في ذلك تحليل البيانات ورصد التهديدات. ووفقا للبوابة الوطنية للذكاء الاصطناعي في الهند (IndiaAI)، فإن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشمل: أنظمة المراقبة الذكية لأمن الحدود: نشر الجيش الهندي أكثر من 140 نظامَ مراقبة معتمدا على الذكاء الاصطناعي على الحدود مع باكستان والصين باستخدام كاميرات ورادارات ومستشعرات لتوفير تغذية مباشرة وتحليل دقيق لحركة التسللات وتقليل الحاجة للمراقبة البشرية في المناطق النائية مثل خط السيطرة الفعلي. الطائرات المسيّرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: تُستخدم "المركبات الجوية غير المأهولة" (UAVs) في الاستطلاع على مدار الساعة، وهي قادرة على العمل في ظروف مناخية قاسية والتقاط صور في مناطق معزولة، مما يساهم في اكتشاف الطائرات المعادية وتوفير حلول فعّالة لمراقبة الحدود. "أنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة" (LAWS): تعد من أبرز الأنظمة القتالية الذكية، حيث تدمج المستشعرات والخوارزميات لاكتشاف وتتبع واستهداف الأعداء بشكل مستقل. وتعمل هذه الأنظمة على تقليل الحاجة للتدخل البشري، مما يعزز من فعالية العمليات العسكرية. المركبات القتالية والروبوتات المستقلة: تُستخدم المركبات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مهام إجلاء المصابين وتوصيل المعدات والذخائر في بيئات خطرة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات المراقبة والاستطلاع في مناطق عالية الخطورة. أما في مجال المراقبة الدقيقة، فقد قامت الهند بنشر طائرات مسيّرة من طراز "هيرون"، التي طوّرتها بالتعاون مع إسرائيل. وتُستخدم هذه الطائرات بشكل رئيسي في تعقّب المناورات العسكرية الباكستانية وتحديد الأهداف في الوقت الفعلي. كما تم تعديل هذه الطائرات لتناسب التضاريس الوعرة في كشمير، مما يزيد من فعاليتها في تنفيذ العمليات الاستخباراتية ضمن بيئات جبلية معقدة، وفقا لإعلام هندي. ولا تقتصر جهود الهند على التقنيات المحلية فقط، بل امتدت لتشمل شراكات إستراتيجية مع إسرائيل، حيث حصلت على أسلحة متطورة مثل بنادق "تافور" ونظام التوجيه الدقيق "سبايس-2000″، الذي استُخدم في الغارات الجوية التي أعقبت هجوم بولواما. وتُعد هذه التقنيات جزءا من بنية استخباراتية شاملة تهدف إلى تحسين فعالية الضربات العسكرية وتقليل هامش الخطأ في العمليات الموجهة ضد باكستان، وفقا لما ورد في وسائل إعلام هندية. تعامل باكستان مع التصعيد.. الجماعات المسلحة والدعم الخارجي لم تقف باكستان مكتوفة اليدين أمام أدوات الهند في النزاع، بل استمرت في تفعيل أدوات ضغط فعّالة، خاصة في إقليم كشمير، ضمن إستراتيجية تهدف إلى موازنة التفوق العسكري الهندي. وفي هذا السياق، تبرز الجماعات المسلحة كعنصر محوري في سياسات إسلام آباد، رغم الضغوط الغربية المتزايدة. وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في أبريل/نيسان 2024، لا تزال جماعات مثل "جيش محمد" و"عسكر طيبة" تتلقى دعما من عناصر داخل جهاز الاستخبارات الباكستانية "آي إس آي" (ISI)، غالبا بطريقة غير معلنة. ورغم إعلان الحكومة الباكستانية حظر جماعة "عسكر طيبة" واعتقال بعض قادتها، فإن الدعم استمر عبر منظمات واجهة تُستخدم كغطاء قانوني لنشاط الجماعة، وفقا لتقرير صادر عن "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" (CSIS). ويشمل هذا الدعم تسهيلات لوجيستية وتمويلية عبر منظمات خيرية واجتماعية تسهم في تدريب العناصر المسلحة، وتمويل عملياتهم، ودعم حملاتهم الإعلامية، ما يزيد من قدرتهم على تنفيذ هجمات داخل كشمير، وفق المركز. وفي إطار دعمها الإستراتيجي لباكستان، تلعب الصين دورا متناميا في مراقبة الأنشطة العسكرية الهندية. فوفقا لوكالة رويترز، تولي بكين اهتماما خاصا بأنظمة الأسلحة الهندية المتطورة وخاصة صاروخ "براهماوس" فرط الصوتي، الذي تم تطويره بشكل مشترك بين الهند وروسيا، إذ يُعتبر واحدا من أسرع الصواريخ في العالم، تصل سرعته إلى حوالي 3 ماخات (أي 3 أضعاف سرعة الصوت، أو حوالي 3700 كيلومتر في الساعة)، وتعتبره بكين تهديدا محتملا في إطار التنافس الإقليمي. وعلى الرغم من محدودية القواعد البحرية الصينية في المحيط الهندي، فقد كثفت الصين من نشاطها الاستخباراتي عبر نشر سفن أبحاث وسفن صيد ذات مهام مزدوجة، تُستخدم غالبا كأدوات تجسس لجمع معلومات حول تحركات البحرية الهندية. ويعكس التعاون الاستخباراتي بين باكستان والصين تنسيقا لافتا، إذ رصد محللون تحركات منسقة لأساطيل صيد صينية بالقرب من المناورات البحرية الهندية في البحر العربي. وقد فُسر ذلك على أنه مؤشر واضح على تصاعد التوتر في المنطقة. ووفقا لتقارير وزارة الدفاع الأميركية، تسهم هذه الأنشطة الاستخباراتية في توفير تحذيرات مبكرة ومعلومات إستراتيجية تفيد بكين، مما يدعم باكستان في مواجهتها المستمرة مع الهند. وفي إطار الحرب السيبرانية المتصاعدة بين البلدين، نفذت مجموعات قرصنة باكستانية عدة هجمات رقمية استهدفت مؤسسات هندية حساسة خلال عام 2025. ففي مايو/أيار، أعلنت مجموعة تُدعى "القوة السيبرانية الباكستانية" (Pakistan Cyber Force) مسؤوليتها عن اختراق مواقع تابعة لوزارة الدفاع الهندية وتسريب بيانات شخصية لعسكريين، من بينها كلمات مرور، بحسب ما أوردته صحيفة "ذا تايمز أوف إنديا". وفي أبريل/نيسان 2025، أعلنت تقارير إعلامية هندية عن تعرض مواقع عسكرية، من بينها منظمة الإسكان العسكرية وبوابة التوظيف الخاصة بالقوات الجوية، لهجمات إلكترونية من مجموعة قرصنة باكستانية تُعرف باسم "قراصنة الإنترنت الخلافة" (IOK Hacker). وتنوعت الهجمات بين تشويه الصفحات، وهجمات حجب الخدمة، ومحاولات سرقة بيانات، ولم يتسن التحقق من تفاصيل هذه الهجمات بشكل مستقل حتى الآن، إلا أن تقارير أمنية سابقة تشير إلى تكرار هذا النمط من الهجمات في النزاع السيبراني بين البلدين. الاغتيالات المستهدفة أظهرت الضربات الجوية التي نفذتها الهند داخل الأراضي الباكستانية في مايو/أيار 2025، وتحديدا في مدينتي بهاولبور وموريدكي، تصعيدا غير مسبوق في طبيعة المواجهة بين البلدين، إذ باتت الاغتيالات المستهدفة أداة محورية في الحرب غير التقليدية. ووفقا لتقرير من رويترز، أسفرت الضربات عن مقتل 13 شخصا، من بينهم 10 من أقارب مسعود أزهر، زعيم جماعة جيش محمد، بما في ذلك نساء وأطفال. وهو ما يعكس تحوّلا في تكتيكات الاستهداف، حيث لجأت الهند إلى ضرب الدوائر العائلية للقيادات المسلحة كأداة ضغط نفسي واستخباراتي. ورغم إعلان الهند أن عملياتها استهدفت ما تزعم أنها "معسكرات إرهابية" بدقة، فإن سقوط المدنيين أثار غضبا شعبيا واسعا، مما أسفر عن تنظيم جنازات جماعية شارك فيها آلاف المشيعين، وسط هتافات دينية. وتمثل هذه الضربات تحولا إستراتيجيا مقلقا، إذ وسّعت المواجهة خارج إقليم كشمير إلى العمق الباكستاني، في مؤشر على أن ساحة الصراع تجاوزت الحدود التقليدية. في السياق ذاته، كشفت صحيفة واشنطن بوست في ديسمبر/كانون الأول 2024 عن برنامج منظم تقوده "وكالة الاستخبارات الهندية" (RAW) لاغتيال شخصيات داخل باكستان منذ عام 2021. وشملت الأهداف شخصيات تعتبرها الهند تهديدا لأمنها، ووصلت هذه العمليات إلى محاولات اغتيال على الأراضي الأميركية، بموافقة كبار المسؤولين وبمعرفة الولايات المتحدة. كذلك، أفادت ذي غارديان في أبريل/نيسان 2024 بأن وكالة الاستخبارات الهندية نفذت اغتيالات ضد أفراد مرتبطين بجماعات مسلحة داخل باكستان، عبر خلايا نائمة في الإمارات، تم رصدها من خلال تحركات مالية واتصالات مشبوهة. وفي واقعة سابقة، اتهمت إسلام آباد الهند بتدبير تفجير في لاهور عام 2021، استهدف منزل زعيم جماعة لشكر طيبة، في محاولة فاشلة لاغتياله، بحسب وزير الداخلية الباكستاني آنذاك. هذه العمليات تتم غالبا عبر وسطاء محليين أو عناصر من الحدود الأفغانية، ما يمنح الهند هامشا للإنكار الرسمي. وتؤكد واشنطن بوست أن الهدف منها "كان تحييد داعمي الجماعات المسلحة المصنفة إرهابية من قبل نيودلهي". ومما يثير الانتباه هو أن هذه العمليات لا تُنفّذ بشكل أحادي، بل ضمن تنسيق مع أجهزة استخبارات غربية، خصوصا في الجوانب الفنية، مما يعكس اهتماما دوليا بكبح النفوذ الباكستاني في بؤر النزاع، خاصة مع تصاعد التوتر في كشمير وهيمنة التيار الهندوسي القومي في نيودلهي. سلاح المعلومات والتضليل الإعلامي في عصر الحرب المعلوماتية، أصبحت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أدوات أساسية في الصراعات الحديثة. ولم تقتصر هذه الأدوات على نقل الأخبار والحقائق فحسب، بل تطورت لتصبح أدوات إستراتيجية تستخدم لنشر المعلومات المغلوطة والتضليل الإعلامي بهدف التأثير على الرأي العام المحلي والدولي. وقد بات هذا التحول في طبيعة الحرب الإعلامية يشكل جزءا محوريا من النزاعات المعاصرة، ومنها الصراع المستمر بين الهند وباكستان. وتشير تقارير حديثة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة رئيسة لنشر الأخبار الكاذبة والمحتوى المفبرك حول كشمير. على سبيل المثال، وثقت "بي بي سي" انتشار فيديوهات وصور قديمة أو من صراعات أخرى، تم إعادة نشرها على أنها توثق أحداثا جارية بين الهند وباكستان، ما أدى إلى تضليل ملايين المستخدمين وإثارة موجات من الكراهية والعداء. كما أن الرقابة المشددة على الصحافة المستقلة في كشمير ساهمت في غياب الروايات الموضوعية، وسمحت للروايات الرسمية والدعاية بالسيطرة على المشهد الإعلامي. وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت الهند بشكل متزايد على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مغلوطة تهدف إلى تشويه سمعة باكستان، خاصة في ما يتعلق بقضية كشمير والهجمات المسلحة. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في يناير/كانون الثاني 2023، تبين أن الهند استخدمت حسابات وهمية ووسائل إعلام متعاطفة لنشر محتوى مضلل، حيث تم التركيز على ربط باكستان بهجوم بولواما الذي وقع في 2019، رغم أن تقارير دولية عديدة أظهرت غموضا في الأدلة التي تدين باكستان بشكل قاطع. إضافة إلى ذلك، كشف تقرير واشنطن بوست، عن استخدام الهند إستراتيجيات متقدمة على الإنترنت، بما في ذلك حملات التضليل عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر. ووفقا للتقرير، استهدفت هذه الحملات المواطنين في باكستان ودول أخرى، حيث تم نشر روايات مضللة حول العنف في كشمير، وهذا أسهم في تعبئة الرأي العام ضد باكستان. في المقابل، استخدمت باكستان الإستراتيجية ذاتها، وفقا لتقرير صادر عن "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" (CSIS) 2023، إذ عملت على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر روايات مضللة حول التدخلات الهندية في كشمير. وقد سلط التقرير الضوء على كيفية وصف باكستان القمع الهندي للمدنيين في الإقليم بشكل مكثف، في محاولة لتشكيل صورة سلبية عن الهند على الساحة الدولية. كما كانت باكستان نشطة في استخدام شبكات إعلامية دولية مثل قناة "دنيا نيوز" ووكالة "ميديا لودج" لنقل رسائلها، سعيا منها لضغط الرأي العام الغربي لصالح قضيتها. أيضا، أفادت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية في تقرير لها بأن وكالة الاستخبارات الباكستانية كانت وراء بعض الحملات الإعلامية التي تتضمن معلومات مغلوطة، بهدف التأثير على صورة الهند في المجتمع الدولي وزيادة التوترات بين البلدين. هذه الحملات استهدفت نشر روايات مزيفة تسهم في تأجيج الصراع وزيادة الانقسامات الدولية حول قضية كشمير. ويبرهن النزاع في كشمير اليوم أن الصراعات الحديثة لم تعد تُحسم بالقوة العسكرية وحدها، بل باتت أدوات الاستخبارات والتكنولوجيا والمعلومات تلعب دورا حاسما في رسم ملامح المواجهة. وبينما يتصاعد التنافس بين الهند وباكستان في ميادين مفتوحة وساحات خفية، تظل كشمير بؤرة توتر قابلة للاشتعال في أي لحظة، مع غياب حل سياسي حقيقي.


BBC عربية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- BBC عربية
من هو مسعود أزهر، الرجُل الذي وضع الهند وباكستان على حافة الحرب؟
شنّت الهند في وقت سابق من هذا الأسبوع هجمات صاروخية على تسعة مواقع في باكستان، رداً على هجوم دمويّ شنّه مسلّحون ضد سُيّاح هنود في منطقة كشمير قبل أسبوعين، وسقط ضحيّته 26 قتيلاً. وقالت الهند إن المواقع التي استهدفتْها كانت "بِنية تحتية إرهابية"، موضحة أنها استهدفت جامع "سبحان الله" في منطقة باهاوالبور شرقي باكستان. وزعمت السلطات الهندية أن جماعة "جيش محمد" المسلّحة المحظورة، تستخدم الجامع كمركز "للتجنيد، والتحضير العسكري والتدريب الأيديولوجي للمسلحين". وقال زعيم الجماعة مسعود أزهر، الذي تصنفه الأمم المتحدة كإرهابي، إن الهجمات الهندية قتلتْ العديد من أفراد عائلته. فماذا نعرف عن جماعة "جيش محمد" المحظورة، وزعيمها؟ مَن هو مسعود أزهر؟ يُعرف مسعود أزهر، دولياً، بأنه شخص متطرف حرّض "إسلاميين" حول العالم على ارتكاب أعمال قتل وغيرها من العمليات الإرهابية تحت شعار "الحرب المقدسة". وُلد أزهر في عام 1968 لعائلة متديّنة في مدينة باهاوالبور، وكان أبوه يعمل في الطب والفلسفة. ودرس في جامعة العلوم الإسلامية، بـكراتشي - أكبر مدن باكستان، وبعد تخرّجه في مركز جامعة بنورية للتعليم الديني، عُيّن مدرّساً فيها. قاتل أزهر في أفغانستان مع الجهاديين لبعض الوقت عام 1989، بحسب ما صرّح به طاهر حميد - وهو أحد المساعدين المقرّبين من مسعود أزهر- لمجلة رسائل الجهاد، المعنيّة بنشر أخبار الجهاديين. وبعد عودته من أفغانستان، واصَل الدعوة إلى العنف في مناطق أخرى، بما في ذلك مدن كراتشي، وحيدر أباد، وسكهر، ونواب شاه وغيرها من المناطق. وكتب أزهر مقالات عبّر فيها عن آرائه التي تحرض على العنف الجهادي، وفي يناير/كانون الثاني 1990، نشر أول أعداد مجلة "صدى المجاهد" الشهرية. ويُعتقَد أنّ هذه المجلة كانت خاضعة لنفوذ حركة المجاهدين المحظورة - والمنحلّة حاليا - التي كانت تمارس أنشطتها المسلحة من كشمير، إذ ناقشت المجلة الأفكار العقائدية للحركة. وكتب مسعود أزهر ما يربو على 30 كتاباً متنوعاً بين الجهاد الإسلامي، والتاريخ الإسلامي، وتدريب الجهاديين وإدارة شؤونهم، وشدد على أهمية القتال في أفغانستان دفاعاً عن القيم الإسلامية، بحسب صحفيين وخبراء. اعتقاله وإطلاق سراحه في الهند ويؤمن مسعود أزهر بالعنف الجهادي العالمي، وقد زار كلاً من الهند، وبنغلاديش، والسعودية وزامبيا، فضلاً عن المملكة المتحدة كما يقول بعض مساعديه. وفي عام 1994، خضع للاعتقال في الجزء الهندي من كشمير، على خلفية اتهامه بالتورّط في أنشطة إرهابية. وفي بيان له بينما كان محتجزاً، قال أزهر للمخابرات الهندية نقلته تقارير إعلامية حينها، إنه ذهب إلى الهند لتقييم إمكانية "الجهاد" هناك، حيث إلى بنغلاديش في البداية، ومنها إلى العاصمة الهندية دلهي، بجواز سفر برتغالي. وأصبح اسم أزهر ذائعاً في عام 1995، بعد حادث اختطاف ستة سُيّاح أجانب في الجزء الهندي من كشمير؛ حيث طالب المختطِفون بإطلاق سراحه، وهو ما رفضتْه الحكومة الهندية. ويُعتقَد أن خمسةً من السُياح الستة المختطَفين، قُتلوا بينما تمكّنَ واحدٌ من الهرب. وفي الـ 24 من ديسمبر/كانون الأول 1999، تعرضّت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهندية للاختطاف بينما كانت في طريقها من العاصمة النيبالية كاتماندو إلى دلهي. وهبطت الطائرة في قندهار جنوبي أفغانستان، حيث كانت حركة طالبان في السلطة. وعندها أيضا، طالب المختطِفون بإطلاق سراح أزهر مقابل تحرير 155 رهينة كانوا على متن الطائرة. وبعد مفاوضات مطوّلة، أُطلق سراحه بالإضافة إلى اثنين آخرين هما: عمر سعيد شيخ ومشتاق زارغار. تأسيس "جيش محمد" كان مسعود أزهر جزءاً من حركة المجاهدين قبل اعتقاله في الهند، وبعد إطلاق سراحه، أعلن تأسيس "جيش محمد" في كراتشي عام 1999، وأعلن عن حلّ كل الارتباطات مع حركة المجاهدين، ليستحوذ "جيش محمد" بعدها على العديد من المعسكرات والمكاتب التابعة للحركة. وفي أبريل/نيسان 2000، تم تفجير سيارة مفخخة في معسكر قريب من بادامي باغ في مدينة سريناغار، عاصمة كشمير الهندية. وكان هذا الهجوم الانتحاري هو الأول من نوعه في تاريخ الحركة الكشميرية، إذ اتهمتْ السلطات الهندية "جيش محمد" بالوقوف وراء الهجوم. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2001، تعرّض برلمان جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية لهجوم، وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، تعرّض البرلمان الهندي في دلهي لهجوم أيضاً، واتهمت السلطات الهندية جماعة "جيش محمد" بالوقوف وراء الهجمات، ولكن الجماعة نفت ذلك. وفي عام 2016، حمّلت السلطات الهندية "جيش محمد" مسؤولية الهجوم على قاعدة جوية في مدينة باثانكوت، على الحدود بين الهند وباكستان. كما اتهمت دلهي الجماعة بالهجوم على القنصلية الهندية في مزار شريف بأفغانستان، وتنفيذ هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة أوري بكشمير الهندية عام 2016. وفي عام 2019، أعلنت جماعة "جيش محمد" مسؤوليتها عن تفجير انتحاريّ أودى بحياة 40 شخصا في كشمير الهندية. الإدراج على قائمة الإرهاب أدرجتْ الولايات المتحدة جماعة "جيش محمد" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية أول مرة، عام2001 بعد هجومها على البرلمان الهندي. بينما سعت الهند بعد ذلك إلى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية عالمية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، غير أن الصين أجهضت تلك المساعي. لكن، في أعقاب الهجوم الانتحاري في بولواما، والذي أودى بحياة 40 شخصا من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية في مايو/أيار 2019، أضافت الأمم المتحدة اسم مسعود أزهر إلى قائمة الإرهابيين العالميين. وقد زجّ ذلك الهجوم بالهند وباكستان إلى أتون حرب شاملة؛ إذ ردّت الهند بغارات جوية في عُمق بالاكوت، شمال شرقي باكستان – مما اضطر الأخيرة إلى الردّ، ما تسبب في معركة جوية شرسة. وفي مطلع 2002، وفي أثناء حكم الجنرال برويز مشرف، تمّ حظْر جماعة "جيش محمد" في باكستان، لكنها استمرت في نشاطها تحت اسم جديد هو "تنظيم الفرقان"، كما شكّلتْ جمعية خيرية تحت اسم "صندوق الرحمة".


الجزيرة
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
الهند وباكستان تتبادلان الاتهامات والتحذيرات والرغبة بخفض التوتر
تبادلت الهند وباكستان اليوم الخميس الاتهامات بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة، والتحذير من الرد بقوة على أي هجوم، كما تبادل البلدان المسلحان نوويا وخاضا ثلاث حروب من قبل، الرغبة في خفض تصعيد التوتر بينهما. وأفادت وزارة الدفاع الهندية بمقتل 16 مدنيا، وإصابة 59، بقصف مدفعي باكستاني، ونشر الجيش الهندي لقطات تظهر ضربات على ما سماها معسكرات إرهابية في باكستان ، والشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير. وصرح متحدثان عسكريان هنديان، في مؤتمر صحفي، بأن القوات الهندية هاجمت منشآت مرتبطة بجماعتي "جيش محمد" و"عسكر طيبة". وقد رفضت إسلام آباد المزاعم الهندية بوجود معسكرات إرهابية على أراضيها، وتعهدت بالرد على الضربات الهندية. وقالت الحكومة الهندية اليوم الخميس إنها قامت بتحييد محاولة من جانب باكستان "للهجوم على أهداف عسكرية" في الهند باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ. كما قالت إنها ردت بنفس الطريقة مستهدفة رادارات وأنظمة الدفاع الجوي في عدد من الأماكن في باكستان، مؤكدة في بيان أنه "تم بصورة موثوقة معرفة أنه تم تحييد نظام دفاع جوي في لاهور". ودارت ليلة الخميس اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الرشاشة بين الهند وباكستان على طول خط الحدود الفاصل بين البلدين في منطقة كشمير، بحسب ما أعلنت نيودلهي. وصباح اليوم الخميس، قال الجيش الهندي في بيان إن الجيش الباكستاني نفذ الليلة الماضية قصفا غير مبرر بالأسلحة الخفيفة والمدفعية على طول خط السيطرة -الذي يقوم عمليا مقام خط الحدود بين البلدين- في قطاعات كوبوارا وبارامولا وأوري وأخنور، مضيفا أنه "رد بشكل متناسب". دبلوماسيا، أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار لنظيره الإيراني عباس عراقجي الذي يزور الهند في إطار جهود وساطة تجريها طهران، أن نيودلهي"لا تنوي التسبب في تصعيد جديد"، لكنه شدد على أن أي هجوم من جانب باكستان سيُواجه بـ"رد حازم للغاية". وفي إسلام آباد ، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن بلاده ستحمي سيادتها وسلامة أراضيها، مهما كلف الأمر، وستقتص لكل قطرة دم سالت في الهجمات الهندية. ورغم تعهد الحكومة الاتحادية الباكستانية بالرد على الضربات الهندية، قال وزير الدفاع خواجة محمد آصف لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن بلاده مستعدة لتهدئة التوترات. وكانت مصادر للجزيرة في باكستان أفادت بمقتل شخص واحد، وإصابة آخر، إثر سقوط قطع من إحدى المسيرات الهندية في حقل زراعي. وأعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أحمد شريف تشودري إن الدفاعات الجوية اعترضت وأسقطت 12 طائرة مسيرة إسرائيلية الصنع، اخترقت المجال الجوي الباكستاني، معتبرا أن النهج الاستفزازي الذي تسلكه الهند يعرض أمن المنطقة للخطر. وكان مراسل الجزيرة قد نقل عن مصدر باكستاني في وقت سابق قوله إن بلاده أسقطت 25 طائرة تجسس هندية في مناطق متفرقة، ثلاثٌ منها في لاهور وغُجَارات وتشاكوال بإقليم البنجاب صباح اليوم، بينما تم إسقاط الرابعة في إقليم السند الجنوبي. ومنذ هجوم 22 أبريل/نيسان الماضي الذي أودى بحياة 26 شخصا في الشطر الهندي من كشمير، تصاعد التوتر بين البلدين المتخاصمين منذ تقسيم البلاد في 1947. وتحوّل هذا التوتر إلى مواجهة عسكرية ليلة الأربعاء، في حين سارعت أطراف دولية إلى عرض التوسط بين الطرفين أو أقله الدعوة إلى ضبط النفس.


صحيفة سبق
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة سبق
في أكبر ضربة على باكستان منذ عقود.. الهند تقصف مقارَّ مزعومة لجماعات مسلحة في بهاولبور وسط البلاد
أظهرت لقطات فيديو من الساعات الأولى من صباح الأربعاء وميضاً ساطعاً من معهد إسلامي سكني خارج بهاولبور في وسط باكستان، حيث هاجمت الهند جارتها رداً على مقتل سياح هنود في كشمير. وبحسب وكالة "رويترز"، أُخلي المعهد من طلابه في الأيام الأخيرة مع تزايد التكهنات باستهدافه من قِبل الهند، لكن عائلة مسعود أزهر، مؤسّس جماعة جيش محمد الإسلامية المسلحة، لا تزال هناك، وفقاً للجماعة. وقال الجيش الباكستاني إن عشرة من أقارب أزهر كانوا من بين 13 شخصاً قُتلوا في الغارة، بينهم نساء وأطفال. وخرج آلاف الأشخاص لحضور جنازاتهم في ملعب رياضي في وقتٍ لاحقٍ من اليوم، وهم يهتفون "الله أكبر" وهتافات دينية أخرى. وقالت الجماعة في بيان: "وحشية (رئيس الوزراء الهندي ناريندرا) مودي خالفت كل الأعراف. الحزن والصدمة لا يُوصفان". وأضافت أن خمسة من القتلى أطفال، من بينهم شقيقة أزهر وزوجها. ولم ترد على طلب للتعليق على سبب بقاء العائلة في الموقع. إلى الشمال، وبعد نحو نصف ساعة من منتصف الليل، أصابت أربعة صواريخ هندية مجمعاً مترامي الأطراف في موريدكي على مدى ست دقائق، وفقاً لمسؤول حكومي محلي. أدّى الهجوم إلى هدم مسجد ومبنى إداري مجاور ودفن ثلاثة أشخاص تحت الأنقاض. تصف لافتة خارجية الموقع بأنه مجمع صحي وتعليمي حكومي، لكن الهند تقول إنه مرتبط بجماعة عسكر طيبة المسلحة. تُحمّل دلهي وواشنطن عسكر طيبة مسؤولية هجوم عام 2008 على مدينة مومباي الهندية، الذي أودى بحياة أكثر من 160 شخصاً. عسكر طيبة، التي نفت مسؤوليتها عن ذلك الهجوم، محظورة. وأعلنت دلهي أنها نفّذت ضربات دقيقة على مقرَي خصومها المسلحين، ضمن ما وصفته بتسعة "معسكرات إرهابية" مستهدفة. وقالت في إحاطة إعلامية حول الهجمات: "على مدى العقود الثلاثة الماضية، بنت باكستان بنية تحتية إرهابية بشكلٍ منهجي". وأعلنت باكستان أن الهند قصفت ستة مواقع، مما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة 46 آخرين، جميعهم "مدنيون أبرياء". وقال مسؤولون وخبراء، إن هجوم الهند على جارتها، وهو الأبرز منذ عقود، قد حقّق هدفاً طال انتظاره، لكن إسلام أباد حذرت من أنها سترد بقوة. انحصر الصراع بين الهند وباكستان في العقود الأخيرة في منطقة كشمير الجبلية المتنازع عليها. لكن في إسلام أباد، اعتُبرت الغارات الجوية على بلدتَي بهاولبور ومريدكي تصعيداً خطيراً.