منذ يوم واحد
دواء شائع لتساقط الشعر قد يُهدد خصوبة الرجال
في تحقيق طبي موسّع نشرته صحيفة The New York Times أثيرت مخاوف جديدة حول استخدام دواء فيناسترايد Finasteride، الشائع لعلاج تساقط الشعر والصلع الوراثي لدى الرجال، وتأثيره المحتمل على الخصوبة وجودة السائل المنوي، حتى عند استخدامه بجرعات منخفضة.
القصة بدأت مع حالة "ويل ستون"، وهو شاب أمريكي بدأ استخدام فيناسترايد بجرعة يومية 1 ملغ بعد زواجه. وبعد فشل محاولات الإنجاب، أظهرت التحاليل انخفاضًا شديدًا في عدد الحيوانات المنوية، ما دفع طبيب المسالك البولية إلى مطالبته بالتوقف الفوري عن تناول الدواء.
رغم أن فيناسترايد معروف منذ عقود، ويُستخدم كذلك لعلاج تضخم البروستاتا الحميد بجرعات أعلى، إلا أن بعض الخبراء مثل الدكتور جيمس كاشانيان، مدير الصحة الجنسية للرجال في Weill Cornell Medicine، حذّر من أن حتى الجرعة المنخفضة التي تُستخدم في علاج الصلع قد تؤثر بشكل واضح على عدد الحيوانات المنوية ونوعيتها لدى بعض المرضى.
وقد أشار إلى حالات سريرية موثقة أثّرت فيها هذه الجرعة على جودة السائل المنوي، رغم أنها تُعد "آمنة" في معظم الأدبيات الطبية.
بين الانتشار الواسع والمخاطر المخفية
دواء شائع لتساقط الشعر قد يُهدد خصوبة الرجال - المصدر | shutterstock
شهد استخدام فيناسترايد ارتفاعًا لافتًا في السنوات الأخيرة مع ظهور خدمات الطب عن بُعد مثل Hims وRoman، ما جعله في متناول الرجال الشباب بشكل أسهل من أي وقت مضى. ورغم أن غالبية المستخدمين لا يعانون من آثار جانبية، فإن فئة معينة قد تتعرض لتراجع الخصوبة دون أن تدرك الصلة بين الأمرين.
التحقيق أشار أيضًا إلى أن الشركات المزودة لهذا الدواء تنشر تحذيرات بشأن التأثيرات الجنسية المحتملة (مثل انخفاض الرغبة أو ضعف الانتصاب)، لكنها لا تبرز بشكل واضح احتمال التأثير على الخصوبة، وهو ما قد يشكّل "ثغرة توعوية" وفقًا للخبراء.
في سياق التحقيق، أُشير إلى دراسة علمية أُجريت عام 1999 لم تُظهر تأثيرًا واضحًا لفيناسترايد على عدد الحيوانات المنوية، إلا أن تلك الدراسة تلقّت تمويلًا من شركة Merck المُصنّعة للدواء، ما يطرح تساؤلات حول حيادية نتائجها، خصوصًا في ظل تضارب التقارير السريرية الحديثة.
لا يوصي الخبراء بالتوقف عن تناول فيناسترايد بشكل عشوائي، بل ينصحون الرجال الذين يخططون للإنجاب بإبلاغ طبيبهم بشأن استخدام هذا الدواء، وإجراء تحليل للسائل المنوي في حال وجود صعوبات. في بعض الحالات، قد تعود الخصوبة إلى وضعها الطبيعي بعد التوقف عن العلاج.