أحدث الأخبار مع #جيمسبيكر

جزايرس
منذ 4 أيام
- سياسة
- جزايرس
مجلس الأمن: جبهة البوليساريو تفند بالأدلة أكاذيب ممثل دولة الاحتلال المغربي حول الصحراء الغربية
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وأشار سيدي محمد عمار في رسالته, إلى أن نفس الادعاءات التي يقدمها ممثل دولة الاحتلال بخصوص الصحراء الغربية لا أساس لها من الصحة إطلاقا ومضللة,وهي ليست سوى إهانة لعقول الدول الأعضاء, مشددا على أنه "إذا كان يعتقد أن تكرار نفس الأكاذيب سيجعل الناس يصدقونها في النهاية, فإنه لا يخدع إلا نفسه والجمهور الذي اعتاد خداعه بحركاته المسرحية".وبخصوص اللاجئين الصحراويين, أكد ممثل جبهة البوليساريو أن هؤلاء شردوا قسرا من أرضهم, بسبب احتلال المغرب غير الشرعي لوطنهم في عام 1975, وقصف المدنيين بقنابل النابالم والفوسفور الحارقة المحظورة دوليا, ما ألحق الدمار بسبل عيشهم. وأضاف في ذات السياق أن الصحراويين في الجزء المحتل من الصحراء الغربية يعيشون في أكبر سجن على وجه الأرض, حيث يتعرضون يوميا للقمع الوحشي من قبل قوات الاحتلال المغربية, بعيدا عن مراقبة المجتمع الدولي, بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على الإقليم. كما لفت سيدي محمد عمار إلى أن الاحتلال المغربي يستمر في منع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من زيارة الصحراء الغربية المحتلة للسنة التاسعة على التوالي, على الرغم من دعوات مجلس الأمن المتكررة لها لتسهيل مثل هذه الزيارات. وذكر أيضا بأن سلطات الاحتلال المغربي تستمر في منع دخول الصحفيين الأجانب والمراقبين المستقلين وترحيل من يتمكن منهم من دخول الصحراء الغربية المحتلة, "لأنها تخشى أن يعرف العالم الفظائع والجرائم البشعة التي ترتكبها قواتها القمعية ضد الصحراويين في الصحراء الغربية المحتلة والجحيم الحقيقي الذي يعيشون فيه تحت الاحتلال". وبخصوص الإطار القانوني للقضية الصحراوية, شدد الدبلوماسي الصحراوي على أن "الصحراء الغربية إقليم غير محكوم ذاتيا ويحتله المغرب بشكل غير شرعي و+اتفاقية مدريد+ ليس لها أي أثر قانوني على الوضع الدولي للإقليم المحتل".---المغرب هو من يعرقل تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي--- وأوضح سيدي محمد عمار أنه إذا كان احتلال الصحراء الغربية قد "انتهى" بموجب "اتفاقية مدريد" المبرمة في 1975, كما يدعي ممثل دولة الاحتلال, فلماذا تبقي الجمعية العامة وهيئاتها الفرعية وكذلك مجلس الأمن قضية الصحراء الغربية قيد نظرهم "كمسألة إنهاء استعمار" في حالة الجمعية العامة و"كمسألة سلام وأمن" في حالة مجلس الأمن, ولماذا أنشأ مجلس الأمن الدولي بتصويت أعضائه بالإجماع وتحت سلطته, بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في عام 1991. كما لفت إلى أن دولة الاحتلال قبلت رسميا باستفتاء تقرير المصير في عام 1988 ثم تراجعت عنه خوفا من الخسارة, مشددا على أنه "لا يمكن لممثل دولة الاحتلال المغربي أن ينكر أن ملكه السابق ألزم بلاده بالاستفتاء وتعهد رسميا بقبول نتائجه". واستدل في هذا الإطار, بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق, جيمس بيكر, الذي شغل منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ما بين 1997 و2004, والتي قال فيها: "كلما اقتربنا من تنفيذ خطة التسوية .. كلما زاد قلق المغاربة, في اعتقادي من احتمال عدم فوزهم في الاستفتاء". وأضاف ممثل جبهة البوليساريو بالقول: "الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية لم ينظم بعد, ليس بسبب قضايا تتعلق بتسجيل الناخبين, ولكن فقط لأن دولة الاحتلال المغربي تخشى نتيجة الاستفتاء".كما توقف الدبلوماسي الصحراوي عند ما يسمى ب"مبادرة الحكم الذاتي" التي يحاول من خلالها المغرب فرض سيادته المزعومة على الصحراء الغربية, معتبرا هذه المبادرة التي وصفها ب"المهزلة", أحدث تطور في حملة مستمرة يشنها الاحتلال لتعطيل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وحرمان الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وأكد في السياق ذاته أنه "لا يمكن أبدا للدول التي تحترم نفسها والملتزمة التزاما حقيقيا بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي قبول وتأييد هذه المبادرة الاستعمارية, التي يجب إدانتها بكل صراحة ووضوح".


بلبريس
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- بلبريس
أحمد نور الدين يُحذّر من الانزلاق في فخ الحياد المغشوش بشأن قضية الصحراء المغربية
بلبريس - ليلى صبحي في تدوينة مثيرة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، حذّر الباحث والخبير في العلاقات الدولية المغربي أحمد نور الدين من مغبة التعامل بـ'سذاجة سياسية' مع المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد بولوس، مذكّراً بسوابق دعم أمريكية مدفوعة لصالح الأطروحة الانفصالية، بتمويل جزائري مباشر. وأشار نور الدين إلى أن الجزائر، وباستغلال مواردها البترولية، دفعت لسنوات طويلة أموالاً طائلة لشراء مواقف سياسية وشخصيات نافذة داخل الدوائر الأمريكية، من بينهم كريستوفر روس، المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء، الذي قال إنه 'اشترته الجزائر بالبترودولار'، بالإضافة إلى جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تحوّل، حسب قوله، إلى 'أكبر عدو للمغرب في البيت الأبيض'، وقام بنشر مقالات رأي تعارض الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020. وأوضح نور الدين أن الجزائر لم تكتفِ بذلك، بل سبق أن موّلت مؤسسة جيمس بيكر في عهد الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، واستمرت في ضخ الأموال لفائدة مؤسسة كيري كينيدي، كما تدفع سنوياً ملايين الدولارات لشركات الضغط داخل الكونغرس الأمريكي، في محاولة للتأثير على القرار السياسي الأمريكي بشأن ملف الصحراء. وانتقد نور الدين بشدة تصريحات بولوس الأخيرة لقناة 'العربية'، والتي تحدث فيها عن ضرورة التوصل إلى حل 'يرضي الطرفين، المغرب والجزائر'، معتبراً هذا الطرح 'مساواة مرفوضة بين المعتدي والمعتدى عليه'. واعتبر أن المطلوب من الولايات المتحدة ليس اقتراح حلول وسطية، بل مطالبة الجزائر بإنهاء عدوانها، وتفكيك الميليشيات الانفصالية، وإغلاق مخيمات تندوف. وختم نور الدين تدوينته برسالة تحذيرية، شدد فيها على أن أي صيغة للحل تمنح الجزائر 'طوق نجاة' في هذا التوقيت، لن تكون سوى مكافأة غير مستحقة لبلد 'سفينته تغرق'، على حد تعبيره، داعياً إلى تمسّك المغرب بموقفه السيادي، واليقظة أمام محاولات تدوير خطاب 'الحياد المغشوش'.

الدستور
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الدستور
جدليات تخفيض سعر صرف الدولار عالمياً
لابد في البداية من توضيح مفهوم تخفيض قيمة العملة (Devaluation) والذي يعني تخفيض سعر الصرف الرسمي لها مقابل عملات دولية مرحعية، وعادة ما تتخذ ادارات الدول هذه الخطوة في سبيل اعادة التوازن الى الميزان التجاري والتخفيف من العجز فيه من خلال جعل اسعار السلع المستوردة مرتفعة وبالتالي تخفي قيمة الواردات وتشجيع الطلب المحلي على البدائل واو السلع المشابهة، كما انه يهدف لتعزيز حجم الصادرات وبالتالي تحريك ودفع النمو الاقتصادي.كان لابد من هذا التوضيح في ظل ما يُنقل عبر الصحف الامريكية من نية الرئيس الامريكي دونالد ترامب التوجه نحو تخفيض قيمة الدولار، وللعلم فان هذا التوجه كان قبل اربعين عاما، من خلال اتفاقية عُرفت حينها باتفاقية «بلازا» الشهيرة في العام 1985 حيث اقنع وزير الخزانة الاميرمكي حينها جيمس بيكر قادة الدول الخمس الكبار G5 «امريكاـ فرنسا، المانيا، اليابان، المملكة المتحدة» بضرورة تخفيض قيمة الدولار لخفض العجز الفيدرالي حينها، حيث التزمت اليابان والمانيا بتحفيز الطلب المحلي ووافقت الاطراف المتبقية على المشاركة والتدخل عند الضرورة في اسواق العملات لتصحيح اختلالات الحساب الجاري.الأن يريد ترامب مساعدة اقتصاده ابتداءا بالتعريفات الجمركية التي فرضها على الواردات الى امريكا بنسب متفاوتة وبالمناسبة ادت الى صدمة كبيرة جعلت من هذه الدول اتخاذ سياسات احترازية تقيها عنف ارتدادات هذا القرار، فبعضها توجه نحو فتح اسواق جديدة للسلع المصدرة لامريكا، واخرى تفاوض واشنطن، وهناك قرارات فردية تعزم من خلالها بعض الشركات العالمية لفتح مصانعها في امريكا لاتقاء التعرفات الجديدة، فيما انتجت دول كثيرة مبدء المعاملة بالمثل وفرض رسوم جمركية على الواردات الامريكية.الرئيس الامريكي يرى في ان خطوة زيادة الرسوم الجمركية غير كافية، خاصة وان الدولار الامريكي برأية اصبح قويا اكثر من اللازم، وان اضعافه بالتأكيد سيسهم في معالجة اختلالات العجز التجاري الامريكي الذي بلغ رقما قياسيا مقداره 1.2 ترليون دولار في العام الماضي، كما ان قيمة الدولار كعملة احتياط عالمية اصبحت تشكل عبئا لا ميزة في الوقت الراهن، كما ان القوة التارخية للدولار تقوض القدرة التنافسية الامريكية وتجعل الواردات ارخص نسبيا من التصنيع المحلي، بالتالي فان امريكا تسعى للاتفاق مع دول اخرى من اجل تصحيح هذه المعادلة.الحديث عن هذا الامر يأخذ مساحات كبيرة، الا انه من الممكن اجمالها بان هذا القرار والاتفاقات الدولية بالتبعية له قد تحمل اثارا كبيرة كما حصل نتيجة اتفاقية «بريتون وودز» التي ارست النظام المالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، لترسي الان نظاما ماليا عالميا جديدا نادت به دول اخرى على رأسها الصين وروسيا بخلق نظام اقتصادي مالي متعدد الاقطاب وعدم اتخاذ الدولار كعملة احتياط عالمية، خاصة وان تخفيض قيمته ستدخل الكثير من الدول المصدرة في مشكلات اقتصادية كبيرة.


الصباح العربي
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الصباح العربي
أحمد الخميسي يكتب: العلاج بالكتابة
انتشرت مؤخرا فكرة أن الكتابة علاج للمشاكل النفسية بل وللأمراض البدنية، ويسمى ذلك" الكتابة الاستشفائية" التي تحسن الحالة النفسية وترفع كفاءة الجهاز المناعي وتقاوم الربو والصداع النصفي. وقد راجت تلك الفكرة مؤخرا، خاصة بعد أن صدر كتاب " الكتابة التعبيرية " جيمس بيكر في 2014، والذي يؤسس فيه لفكرة التداوي بالكتابة، سواء أكانت أدبية أو غير أدبية، ويقول في ذلك : " إن التعبير بالكلمات على الورق أو حتى على الكمبيوتر سحر لن يلمسه إلا من مارس الكتابة من أجل التعافي". والمقصود هنا بالتعافي الناجم عن الكتابة استخدام عملية الكتابة لتخليص الذهن من الشحنات السلبية، والتوتر، والقلق، والتغلب على الاكتئاب، بوضع كل تلك المشاعر على ورق، ومن ثم مواجهتها. وقد قام جيمس بيكر نفسه بتجربة في ذلك المجال عام 1986على مجموعة من الطلاب، أفاض بعدها في الكلام عن الأثر العضوي البدني للعلاج بالكتابة. إلا أن فكرة " العلاج بالكتابة " قد وجدت من المبالغات قدرا ضخما، كما تجد عادة كل فكرة بازغة، هذا رغم أن الفكرة نفسها قديمة، وطالما أشار أدباء عظام إلى تأثير الأدب في الحالة النفسية سواء عند الكاتب أو القارئ. ووصلت تلك المبالغة حد أن الكتابة تعالج الضغط والأورام وتساعد في تحسين كفاءة الجهاز المناعي للتغلب على الأمراض. وفي ذلك المضمار ذهبت الروائية الأمريكية سيلفيا بلاث إلى حد القول:" لقد اشتغلت بالطب عشرين عاما رأيت فيها أن الأدب والطب صفحتان متقابلتان، مثلهما كمثل رجلي الانسان"، ومن العجيب أن هذه الكاتبة المرموقة التي آمنت بذلك توفيت منتحرة عام 1963 ! ولا شك أن للكتابة أثراً كبيراً في شحن النفوس وحفزها وابتعاث الآمال فيها، لكن لا أكثر من ذلك. وسوف نجد هذا الأثر فقط لدي مبدعي الأدب والفن، وليس لدي كل إنسان وضع أمامه ورقة وسجل عليها مشاعر الاحباط أو التوتر والقلق، وهذا لسبب بسيط أن الفنان يخلق من الفوضى التي تحبطه نظاما فنيا ، ويخلق من عشوائية الحياة قانونا بخلق شكل فني في بناء محكم، ينتظمه إيقاع وتتخلله فكرة وهدف. الفنان بذلك يعيد خلق العالم الكئيب، فيجد لفوضاه حلا. والعلاج بالكتابة ممكن إلى حد ما ، عندما تكون وراء الكتابة فكرة. ومع ذلك فإننا نلاحظ انتشار وهم العلاج بالكتابة على نطاق واسع، ورواجه في برامج الورش الأدبية.


عكاظ
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- عكاظ
الشاعرة الشعبية وجيمس بيكر..!
يُطلَقُ على الشخص الكتوم وصف سياسي، والسياسة المُستهدِفة نتائج جيّدة تحتاج إلى الكتمان والضنّ بأدواتها وخطواتها كي لا تفسد ولا يُزايد عليها، وهي مناطة بذوي الاختصاص، الذين لا يظهرون إلا مقداراً ضئيلاً من المعلومات، كون السياسي أدهى من أخبر المحللين، الذين يتوقّعون أنهم غطوا جميع الاحتمالات، ليتفاجؤوا بفتح السياسة أبواب احتمالية أجدَّ وأحدث، فالسياسيُّ أشبه بالزئبق الذي كلما تظن أنك قبضته فَلت. ومنذ أكثر من ربع قرن، كسرت إحدى الشاعرات الشعبيات (وهم النخبة)، مؤكدةً أن فهم السياسة وتحليل معطياتها ليس حكراً على طائفة من الذكور، الذين يجيدون ترتيب وتنسيق المصطلحات، دون غيرهم، وبرغم أن قوات التحالف الدولي في مطلع التسعينيات من القرن المنصرم لم تبدأ عملية تحرير دولة الكويت الشقيقة من احتلال النظام العراقي، إلا أنّ شاعرتنا سبّقت بالبشارة، وصَدَقَتْ في قراءتها للمشهد، وقالت في لعب نسائي: (وجا مع جيمس بيكر دولة مستقلة)، وقد كان، وفي هذه القفلة للقصيدة معنى مُضمر يُعلي من شأن العروس، غير المعنى السياسي الظاهر، وكانت هذه الشاعرة أوّل محلّلة سياسية تصح نبوءتها، برغم أن معظم النساء اللواتي يلعبن لا يعرفن (جيمس بيكر) ولا يدرين عن الدور الذي لعبه في تلك الحقبة. وفي مشهد حواري من مسرحية «المتزوجون» يسأل الفنانُ (جورج سيدهم) الفنانَ (نجاح الموجي): «قل لي يا واد يا مزيكا، تعرف إيه عن سياسة الوفاق؟» فيجيبه: «يعني يا بخت من وفّق بين رأسين في الحلال»، فيعلّق حنفي: «دي سياسة أمك». للسياسة أبطال ولها ضحايا، ولها باعة ومُشترون، وسماسرة، وربما انطبق على الحبك السياسي ما ينطبق على الشِّعر من فتلٍ ونقض، ومن الخطأ أن يثق مُحلّل بنفسه حدّ ادّعاء العلم بما يُعدّ في مطابخ السياسة من وجبات غير قابلة للهضم، فالغور بعيد؛ والاعتبارات تزيد وتنقص؛ ما يعيدنا لشِعر النقائض خصوصاً قول جرير: ويقضى الأمر حين تغيب تيمُ ولا يُستأمرون وهم شهود ومن أعاجيب البعض تناوله قضايا السياسة الموغلة في الغموض على أنها غاية في الوضوح، ويطرح وجهة نظره، التي يتردد في طرحها فطاحلة وزراء الخارجية، بكل ثقةٍ في معلوماته؛ وربما لا يتجرأ الخبير في الشأن السياسي على قول ما يقوله بعض الشعبيين والعوام، علماً بأن ما يقدمه المحلل السياسي ربما كان تحليلاً موجّهاً، لا يمت لواقع الأمر بأي صلة، فهو يخمّن، ويرجح كفة رأي، يُحسب له، أو في أسوأ الأحوال ما يحسب عليه. لا خلاف على أن ميدان السياسة ليس ملعب كرة قدم تقام فيه مباريات بين فرق وأندية ترى منهم وجوه الإيجابية والسلبية، وليس مضمار عدائين تتابع الأسرع والأبطأ، فهناك الكثير مما يُدار بين الدول تحت الطاولة، وفي الغُرف المُظلمة، و لا يُعلن عنه إلا عقب عقود من الزمان، ولذا عندما نعود لتحليل المحللين في قضية (ووتر جيت) أو (إيران جيت) وغيرهما من قضايا مرّت علينا، ندرك أن البون شاسع بين التحليل والتسييل السياسي. ومما انكشف مؤخراً أنّ أحد الزعماء العرب الراحلين، الذي كان يشتم الأمبريالية، لم يكتفِ بتعليق صورة (كوندليزا رايس) في غرفة نومه، بل كتب فيها قصيدة غزل، مستوحاة من قصيدة عنترة بن شداد التي عبّر فيها عن رغبته بتقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرها المتبسّم، ما دفع آخر زوجاته الشرعيات إلى التوجه للقبلة وصبّ الدعاء عليه، بالويل والثبور، وبسوء المصير، كونه كسر قلبها بقصة عشق، مواهب أطرافه غير متكافئة. وكم من دول أشعرنا محللوها العجم والعرب بأنها قادرة على تدمير العالم بضغطة زرّ، وسرعان ما انكشف السرّ، وغدا حماها مستباحاً، فالبلاد التي تسقط طائرة الرئاسة فيها بسبب الافتقار إلى الصيانة دولة يُرثى لها أكثر مما يُخشى منها، وربما الذي ضخّم قدرات صدام حسين ليغدو ضحية في العيد الكبير هو ذاته الذي بالغ في تفصيل ثوب أكبر من حجمه. تقول قصة واقعية؛ بأنّ موظفاً ظلّ يحلم بسماع كلمة إطراء من زميلة عمل، وكان يعتني بها صباح مساء، وعندما اقترب منها يوماً ليسمع شكراً، أو كلمة ما قصّرت، قالت: «غطّوا بك لأم التخوم (الوجه وجه الضبّ، والمؤخرة مؤخرة الدُّب)»، فانهارت أعصابه، وغاب عن العمل أياماً؛ منهكاً بسبب هذه الإهانة، وشاءت الأقدار والظروف أن يترقّى وصار رئيساً لها فغدت تغنّي له كلما شافته أو دخلت عليه بصوت جهوري (يا مليح القفا وحلو التثني، وجميلاً جماله كم فتنّي)، بالطبع كان يعلم أنها تنافقه، ومن باب استهلاكها كان يبدي لها بعض الرضا المُصطنع. ومن ذكريات طلبة جامعة، أن زميلين نزلا إحدى الأسواق في محاولة اختبار مهاراتهما في اصطياد قلوب العذارى والخبيرات، وكان الجريء منهما قصير القامة، فغمز لإحدى السيدات، فقالت لزميله الأطول (خذّ المقفّص للبيت حان موعد رضاعته، وخله يشوف نفسه في المراية نصه قفيز ونصه....). وصار ذلك القصير من يومها شاباً تقيّاً، لا يرفع نظره إلى سيدة، وإن كانت النظرة الأولى مباحة، فنسأل الله له الثبات. لا أتصوّر بحال أن كل كاتب أو مُحللّ سياسي يستطيع أن يعبّر بصراحةٍ تامة عن قرار بلد، ولا سياسة قيادة، ولا مشاعر مسؤول، لأنّ المعلومة ليست متوفرة، وكثير من المحللين لم تُصب تحليلاتهم؛ فتذرّعوا بأنهم لا يعلمون الغيب، ولا يضربون بالودع، وبهذا لا نستطيع محاججتهم ولا محاكمتهم برغم أنهم ضحّوا بأبرياء، وخدعوا شعوباً بالشعارات المهترئة. ويمكن أن نُسلّم بواقع أدبياتنا العربية العامرة بالتناقض في المواقف والمشاعر، وحقاً (ما كل مُعلن صح، ولا كل خافي غلط) والسياسة «فن الممكن»، وهذا يعني أن التلميح أبلغ من التصريح أحياناً وأسلم، ومحتوى الطرح يخضع للنسبيّة، إذ لا مجال للقطعيّة، بل استشراف المآلات، وتوقع المخرجات، خصوصاً أن معظم المحللين ليسوا على صلة وثيقة بالسياسيين كما في عقود مضت، حين كانوا سمناً على عسل. تلويحة: التوقّعُات لا تُلغي الواقع ولا تُبلسم جراح الوقائع.