logo
#

أحدث الأخبار مع #جيمسمارتن

حاملة طائرات بريطانية تقود قوة هجومية دولية بالمحيطين الهندي والهادئ
حاملة طائرات بريطانية تقود قوة هجومية دولية بالمحيطين الهندي والهادئ

روسيا اليوم

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • روسيا اليوم

حاملة طائرات بريطانية تقود قوة هجومية دولية بالمحيطين الهندي والهادئ

وستحمل هذه المهمة، المعروفة باسم "عملية هايماست" (Operation Highmast)، طابعا استراتيجيا واسع النطاق، إذ تتضمن تدريبات مشتركة وزيارات إلى أكثر من 40 دولة تشمل مناطق البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، واليابان، وأستراليا. ومن المقرر أن تبحر حاملة الطائرات، التي تبلغ قيمتها 3 مليارات جنيه إسترليني، يوم الثلاثاء من ميناء بورتسموث، برفقة المدمرة من الطراز 45 "إتش إم إس دونتليس" (HMS Dauntless). وستتوجه القطع البحرية إلى تشكيل بحري يضم سفنا حربية وسفن إمداد وطائرات، قبالة ساحل كورنوال. وتقود "برنس أوف ويلز"، بصفتها الأكبر ضمن فئة سفن البحرية الملكية، مجموعة الحاملة الضاربة رقم 25 (Carrier Strike Group 25 - CSG25). ويشارك في هذه المجموعة ما يقارب 2500 من أفراد البحرية الملكية البريطانية، إلى جانب 592 من سلاح الجو الملكي و900 من الجيش البريطاني. وفي مراحل لاحقة من المهمة، من المتوقع أن يرتفع عدد المشاركين إلى نحو 4500 عنصر عسكري خلال التدريبات التي ستجرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما ستشارك في هذه العمليات قوات من دول أخرى، من بينها النرويج وكندا وإسبانيا، ضمن تحالف يضم 12 دولة. وتبدأ أولى مهام مجموعة الحاملة الضاربة بالمشاركة في تدريب تابع لحلف شمال الأطلسي قبالة السواحل الفرنسية، يهدف إلى اختبار قدرات الدفاع الجوي، قبل أن تنتقل السفن إلى البحر المتوسط للتعاون مع قوة حاملة تقودها إيطاليا، ثم تتجه لاحقا شرقًا عبر البحر الأحمر. وتشمل الأصول العسكرية المشاركة في هذه المهمة مجموعة متنوعة من القدرات الجوية والبحرية، من بينها ما يصل إلى 24 مقاتلة من طراز "إف-35 بي لايتنينغ" تابعة لسلاح الجو الملكي، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر مضادة للغواصات من طراز "ميرلين إم كيه 2"، وطائرات "ميرلين إم كيه 4 كوماندوز"، و"وايلدكات". كما تضم المهمة طائرات مسيرة من طراز "تي-150 مالوي" و"بوما". ويأتي هذا الانتشار في إطار تعزيز الوجود العسكري البريطاني عالميًا، وإبراز قدرة المملكة المتحدة على تنفيذ عمليات بحرية معقدة بالتعاون مع حلفاء دوليين. المصدر: sky news أفادت جريدة "إكسبرس"، نقلا عن مصادر، بأن الجيش البريطاني قد أعلن عن استعداده لاحتجاز السفن الروسية قبالة السواحل البريطانية. أكدت صحيفة "تلغراف" أن الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوياتها نتيجة "الظروف المعيشية الرهيبة التي يعانونها، وتجاهل العسكريات الإناث والمحاربين القدامى". أعلن الجنرال البريطاني جيمس مارتن أن جيش بلاده فقد معظم قدراته بسبب التركيز على "حروب المتمردين" في بلدان أخرى. لم تستطع حاملة الطائرات البريطانية "إتش إم إس برينس أوف ويلز" مغادرة ميناء بورتسموث في الوقت المحدد للتوجه إلى الساحل النرويجي من أجل المشاركة في مناورة "المدافع الصامد".

صورة أقمار صناعية تكشف تحركات بكوريا الشمالية ومحللون يوضحون
صورة أقمار صناعية تكشف تحركات بكوريا الشمالية ومحللون يوضحون

CNN عربية

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • CNN عربية

صورة أقمار صناعية تكشف تحركات بكوريا الشمالية ومحللون يوضحون

(CNN)-- كشفت صور الأقمار الصناعية لقطات يحتمل أنها تظهر عمليات نقل المئات من القوات الكورية الشمالية عن طريق البحر إلى روسيا للقتال في حربها ضد أوكرانيا، وذلك وفقًا لتحليل جديد من مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة تمت مشاركته حصريًا مع شبكة CNN.ويُعتقد أن سفينتين بحريتين روسيتين على الأقل قامتا بنقل جنود كوريين شماليين إلى ميناء عسكري روسي في دوناي، في أقصى الشرق، في أكتوبر ونوفمبر، وفقًا للباحثين في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا. وتم التعرف على عمليات نقل السفن لأول مرة من قبل جهاز المخابرات الوطنية الكورية الجنوبية (NIS)، الذي قال في بيان صحفي العام الماضي إنه تم نقل بعض الجنود عبر مناطق الموانئ الكورية الشمالية في تشونغجين وهامهونغ وموسودان. لكن الوكالة الكورية الجنوبية لم تقدم سوى صورة رادارية في ذلك الوقت. وقال الباحث المشارك في مركز دراسات منع الانتشار النووي، سام لاير لشبكة CNN: "لا أعتقد أن الروس أو الكوريين الشماليين يريدون أن يتم تصوير عمليات النقل هذه بالكاميرات، فعنصر السرية مهم للغاية". والآن، تحقق الباحثون من أنه خلال نفس الفترة الزمنية التي أبلغت عنها المخابرات الكورية الجنوبية بشأن عمليات نقل القوات، رست السفن الروسية التي حددتها وكالة التجسس في ميناء دوناي في الجزء الشرقي النائي من روسيا. وقال الباحثون إنه في كوريا الشمالية، من المحتمل أن الجنود صعدوا على متن هذه السفن ليلاً، مما يجعل من الصعب الحصول على أدلة على عمليات النقل، لكن صور الأقمار الصناعية كشفت عن أنشطة في دوناي، "حيث يبدو أن الروس كانوا أقل حذرا". على سبيل المثال، في إحدى صور الأقمار الصناعية من Planet Labs، يمكن رؤية رافعة تمتد إلى إحدى سفن الإنزال البحرية الروسية، والتي يعتقد الباحثون أنها نيكولاي فيلكوف، في الميناء يوم 17 أكتوبر، وشاحنة بضائع مغطاة على الرصيف المجاور لها. وبحلول 20 أكتوبر/ تشرين الأول، تم سحب الرافعة، ويبدو أن عملية نقل الجنود قد اكتملت. وتمكن الباحثون من التعرف على السفن الروسية من طراز "روبوتشا" و"التمساح" في صور الأقمار الصناعية لأنها تتطابق مع الصور التي التقطتها وزارة الدفاع اليابانية في مارس 2022، عندما مرت السفن عبر المياه اليابانية. ويعتقد أن كل سفينة إنزال لديها القدرة على استيعاب عدة مئات من الجنود، وربما يصل إلى 400، وفقا للباحثين، في حين قال لاير إن دوناي هي منشأة عسكرية آمنة، مما يجعلها أكثر ملاءمة لعمليات النقل تحت الرادار من ميناء فلاديفوستوك الكبير القريب، والذي يقع في منطقة يعيش فيها المدنيون. وارسل ما يقدر بنحو 12 ألف جندي كوري شمالي إلى روسيا، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين وتقارير استخباراتية غربية في يناير، والتي تقول إن حوالي 4000 من هؤلاء الجنود قتلوا أو أصيبوا، وتقول كييف إنها أسرت جنديين كوريين شماليين على الأقل، ولم تؤكد موسكو ولا بيونغ يانغ وجود قوات كورية شمالية على الخطوط الأمامية. وتواصلت CNN مع وزارة الدفاع الروسية للتعليق. ماذا قال ترامب عن "فائدة" التواصل مع زعيم كوريا الشمالية؟

جيش التحرير الشعبي الصيني يتحضر لعيده المئة بترسانة ضخمة
جيش التحرير الشعبي الصيني يتحضر لعيده المئة بترسانة ضخمة

النهار

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • النهار

جيش التحرير الشعبي الصيني يتحضر لعيده المئة بترسانة ضخمة

في خطوة لافتة لكنها غير مفاجئة، تقوم الصين ببناء مجمع ضخم غرب العاصمة بكين، يبلغ حجمه 10 أضعاف مقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بحسب ما كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين. وأشارت إلى أن أجهزة الإستخبارات الأميركية تعتقد أنه سيتم استخدامه كمركز قيادة للحروب، وأطلقت على الموقع اسم "مدينة بكين العسكرية". ونقلت الصحيفة البريطانية عن دينيس وايلدر، الرئيس السابق لقسم التحليلات المتعلقة بالصين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أن هذا المخبأ يشير إلى "نيّة بكين بناء قوة عسكرية تقليدية من الطراز العالمي، بالإضافة إلى قدرة متقدمة على خوض الحروب النووية". بدوره قال ديكر إيفليث الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية لوكالة "رويترز" إن "صور الأقمار الصناعية تظهر أربعة أذرع خارجية ستضم عنابر الليزر وعنبر تجارب مركزياً، فيه غرفة ستحتوي على نظائر الهيدروجين التي ستدمجها أشعة الليزر القوية لإنتاج الطاقة"، وقدّر إفيليث أن عنبر التجارب في المركز الصيني أكبر بنحو 50 في المئة من ذلك الموجود في منشأة الإشعال الوطنية الأمريكية، والتي تعدّ الأكبر في العالم حالياً. أما بالنسبة لمحلل السياسة النووية في مركز "هنري أل ستيمسون" وليام ألبرك، فإن أي دولة لديها منشأة مثل تلك الأميركية يمكن أن تزداد ثقتها و"تحسن تصميمات الأسلحة الحالية وتسهل تصميم القنابل في المستقبل بدون اختبار الأسلحة نفسها". هذا النتاج ما هو إلّا حصيلة الصراع الجيوسياسي المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، الممتد على طول البحار والمحيطات والقارات السبع من ضمنها القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا. قبل عامين تقريباً، أورد تقرير أصدره معهد الأبحاث الأميركية Aid Data في جامعة ويليام أند ميري في ولاية فرجينيا أسماء الدول المرشحة لاستضافة قواعد صينية ومنها سريلانكا وغينيا الإستوائية وموريتانيا والكاميرون وباكستان. ورأى المعهد في ذلك الوقت أن الأسباب وراء اختيار هذه الدول هو الرغبة الصينيّة في التوسع عسكرياً للحدّ من النفوذ الأميركي وبالتالي تأمين مسار مبادرة "الحزام والطريق" هذا بالإضافة إلى أن هذه القواعد تعزز قدرات الصين الإستخباراتية. وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن الصين أنفقت مليارات الدولارات لتحويل المناطق والموانئ البحرية إلى مجمعات عسكرية لاسيما في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك كهف للغواصات الصاروخية النووية. وكل هذا، بحسب الصحيفة الأميركية، لحماية الطرق البحرية التي تغذي اقتصاد الصين، ومواجهة أي تحرك غربي نحو تايوان. جرس إنذار التعزيزات العسكرية الصينية وتوسعها في العالم على حساب النفوذ الأميركي جعل من بعض الباحثين يرون في الأمر على أنه "جرس إنذار" على حدّ قول كبير الباحثين في مؤسسة "هيرتيدج" للأبحاث نايل غاردنير. سلسلة القواعد البحرية التي تقوم بكين ببنائها، أو ما يُعرف بـ"عقد اللؤلؤ" على سواحل المحيط الهندي، مثل بنغلاديش وميانمار وسريلانكا، تهدف إلى تعزيز وحماية الموانئ التجارية التي تشكل "الحزام" ضمن مبادرة إعادة إحياء "طريق الحرير" التاريخية. وهذه القواعد لا تثير قلق واشنطن فقط، إنما أيضاً جارتها النووية الهند، ومجموع دول آسيان، وكان آخر ما كشفت عنه الأقمار الإصطناعية هي قاعدة ريام البحرية في كمبوديا. وقال موقع Breaking Defense في تقرير نشر في تموز/يوليو الماضي إن "أحدث منشأة عسكرية صينية في الخارج جاهزة للعمل، مما يؤكد سنوات من الشكوك حول وجود الصين في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا". وتتمثل الأسباب الرئيسة لبناء هذه القاعدة وتطويرها، أنها تشرف على الموقع الاستراتيجي لمضيق ملقا، الممر المائي الذي تمرّ عبره ما يقارب من 20 في المئة من التجارة العالمية، و حوالي 60 في المئة من إجمالي تجارة الصين الخارجية. ولطالما كان هناك قلق صيني من سيطرة الجيش الأميركي على المضيق وممرات الملاحة المرتبطة به في منطقة بحر الصين الجنوبي سواء مباشرة من خلال قواعده أو من خلال حلفائه في المنطقة. وفي نهاية العام الماضي، رست سفينة حربية أميركية في كمبوديا على بعد بضعة كيلومترات فقط من القاعدة الصينية، وما هذه الزيارة سوى ترجمة ميدانيّة لاحتدام التنافس بين القوتين في جنوب شرق آسيا. لكنها تعكس في الوقت عينه رغبة دول المنطقة بتنويع خياراتها السياسية تماماً كما اقتصاداتها. وكانت الصين قد افتتحت في آب/أغسطس من عام 2017 رسمياً أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها وكانت في جيبوتي في القرن الأفريقي، وجاء ذلك في ذات اليوم الذي يحتفل فيه "جيش التحرير الشعبي" الصيني بالذكرى الـ 90 لتأسيسه في عام 1927. وبالعودة إلى "مدينة بكين العسكرية" فإن الترجيحات تشير إلى أن انتهاء العمل سيكون بحلول عام 2027 تزامناً مع الذكرى المئوية لجيش التحرير الشعبي، مع تقديرات بأن هذا الموقع سوف يلعب دوراً رئيسياً في الاستراتيجية العسكرية الصينية لمواجهة النفوذ الأميركي بدء من بحر الصين الجنوبي وعلى طول امتداد المحيطين الهندي والهادئ وكل ما يقع بينهما.

الصين تخطف "كأس الاندماج النووي المقدسة" من أيدي الأميركيين
الصين تخطف "كأس الاندماج النووي المقدسة" من أيدي الأميركيين

Independent عربية

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

الصين تخطف "كأس الاندماج النووي المقدسة" من أيدي الأميركيين

يبدو وكأن فخ ثيوسيديدس المنصوب في منتصف المسافة ما بين واشنطن وبكين، يمثل قدراً مقدوراً في زمن منظور، لا سيما بعد وصول الرئيس دونالد ترمب إلى سدة الرئاسة الأميركية للمرة الثانية. هل الأمر موصول بالتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على الصين قبل أيام معدودات، وردود الفعل المنتظرة من بكين؟ بالتأكيد يبقى الصراع الاقتصادي في مقدم القضايا محل الخلاف بين الجانبين، غير أن واقع الحال يقطع بأن الصراع العسكري قائم وربما قادم لا محالة، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن سيد البيت الأبيض، يؤجل حسم العديد من الصراعات المهمة شرق أوسطياً، كالمواجهة مع النظام الإيراني، والقضاء المبرم على الاتفاق النووي لطهران، جراء انشغاله بما هو أهم وأكثر آنية، مثل الصراع مع الصين في منطقة المحيطين الهادئ والهندي من جهة، والملفات التي تمثل فتيلاً مشتعلاً سرعان ما يمكن أن ينفجر مثل الخلاف من حول جزيرة تايوان، وبحر الصين الجنوبي. ولعل الرئيس ترمب، الذي تدعمه وتزخمه أصوات أميركية عدة، في أزمة قناة بنما، يراكم خلافاً شديداً مع الصين، التي تبدو في حالة انفلاش مؤكدة في القارة اللاتينية الجنوبية، الخلفية الجغرافية للولايات المتحدة الأميركية تاريخياً. وأجج ذلك نيران الخلافات بين واشنطن وبكين أخيراً، وبات يدعو الجانب الأميركي بنوع خاص إلى تحسس رأسه، بل ومستقبله القطبي، في عالم استمرت فيه لنحو ثلاثة عقود ونصف العقد، سياسة القطب المنفرد بمقدرات العالم من غير خليق أو شريك؟ هذا ما نحاول تفكيكه في هذه الرؤية. عن صور منشأة "اندماج نووي" في الأيام الأخيرة من يناير (كانون الثاني) المنصرم، أظهرت صور للأقمار الاصطناعية الأميركية، أن الصين في طريقها لبناء منشأة أبحاث تختص بالاندماج النووي، تفوق في قدراتها نظيرتها الأميركية، وذلك في مدينة "ميانيانغ" بجنوب غربي البلاد، في تطور قد يساعد في تصميم الأسلحة النووية، والعمل على استكشاف توليد الطاقة. في هذا الصدد ذكر "ديكو إيفليت"، الباحث في منظمة "سي أن أي" (CNA) المستقلة للأبحاث، ومقرها الولايات المتحدة أن صور الأقمار الاصطناعية تظهر أربع "أذرع" خارجية ستضم عنابر الليزر، وعنبر تجارب مركزي به غرفة ستحتوي على نظائر الهيدروجين التي ستدمجها أشعة الليزر القوية لإنتاج الطاقة. هل قامت الصين بسرقة تصميمات أميركية مشابهة في الداخل الأميركي؟ تقول بعض المصادر الأميركية، إن المركز يعد مشابهاً لمنشأة الإشعال الوطنية الأميركية في شمال كاليفورنيا، والتي وصلت تكلفة بنائها إلى 3.5 مليار دولار، وولّدت في عام 2022 طاقة من تفاعل الإندماج أكثر من الليزر الذي يتم ضخه في هدف "التعادل العلمي". المثير في الأنباء الواردة من الداخل الأميركي، هو أن محللين في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية، في واشنطن، يقطعون بأن عنبر التجارب في المركز الصيني، أكبر بنحو 50 في المئة من ذلك الموجود في منشأة الإشعال الوطنية الأميركية، وهي الأكبر في العالم حالياً. هل الأمر جد مخيف بالنسبة إلى واشنطن؟ ولماذا ظهرت هذه الصور على هذا النحو في بداية رئاسة دونالد ترمب؟ المؤكد أن إحجام مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركي عن التعليق، يفيد بأن الحدث جلل بالفعل، وهذا ما دعا محلل السياسة النووية في مركز "هنري أل ستيمسون"، وليام ألبرك، إلى القول "إن أي دولة لديها منشأة مثل تلك الأميركية، يمكن أن تزداد ثقتها، وتحسن تصميمات الأسلحة النووية الخاصة بها في الوقت الحاضر، كما يسهل عليها تصميم القنابل في المستقبل من دون اختبار الأسلحة نفسها، وربما ستفعل ذلك". يعن للقارئ هنا أولاً أن يتساءل عن ماهية الاندماج النووي، كيف يجري علمياً؟ وما هي أهميته كقيمة مضافة؟ وهل تعزى مكانته العلمية إلى قدرته في دعم الصين بالأسلحة النووية فحسب، أم أن الأمر له فائدة عظمى أخرى، على صعيد توليد الطاقة بشكل عام؟ وهي القصة التي لا تقل أهمية عن تعزيز الترسانة النووية الصينية. عن ماهية عملية الاندماج النووي؟ من دون الانخراط في التفاصيل العلمية، لا سيما الفيزيائية المعقدة، فإن عملية الاندماج النووي هي تلك التي يتم من خلالها دمج ذرتين خفيفتين لتشكيل ذرة واحدة أثقل مع إطلاق كميات هائلة من الطاقة. وتحدث تفاعلات الاندماج في حالة من المادة تسمى البلازما، وهي عبارة عن غاز ساخن مشحون يتكون من أيونات موجبة وإلكترونات تتحرك بحرية ولها خصائص فريدة تختلف عن المواد الصلبة أو السوائل أو الغازات. والثابت أن عملية الإندماج النووي ليست جديدة أو حديثة فقد عرفها العلماء منذ أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، بعد أن استلهموا الدرس من التفاعلات التي تحدث داخل الشمس التي تعتمد مثلها مثل كل النجوم الأخرى على هذا التفاعل. ويمكن أن تولّد عملية الإندماج النووي طاقة أكبر بأربع مرات لكل كيلوغرام من الوقود مقارنةً بالانشطار المستخدم في محطات الطاقة النووية، وطاقة أكبر بنحو أربعة ملايين مرة من حرق النفط أو الفحم. ومن المهم أن نعرف أن الاندماج النووي، تماماً مثل الانشطار، لا ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون، أو غيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وبالتالي فإنه قد يكون مصدراً طويل الأجل للكهرباء منخفضة الكربون بدءاً من النصف الثاني من هذا القرن فصاعداً. على أنه وإن كان توفير الطاقة من الاندماج النووي أمر يعتبر على نطاق واسع بمثابة التحدي الهندسي الأعظم في القرن الحادي والعشرين، فإن التساؤل هو: "ما الذي يتعين على الدول القيام به لجعل طاقة الإندماج النووي مجدية تجارياً، ثم هل هذا هو ما تقوم به الصين تحديداً؟ المؤكد أن الصين ليست وحدها من تركز جهودها على عالم الاندماج النووي وتجاربه، حيث تجرى أبحاثه مع فيزياء البلازما في أكثر من 50 دولة، وأخيراً تمكن الباحثون من تحقيق مكاسب علمية في الطاقة في تجربة اندماج للمرة الأولى. وتوصل الخبراء إلى تصميمات مختلفة وآلات تعتمد على المغناطيس، يتم فيها الاندماج، مثل أجهزة الستياريتور، والتوكاماك، عطفاً على طرق تعتمد على الليزر. على أن المدة التي ستستغرقها عملية نشر الطاقة النووية الاندماجية ستعتمد على الموارد من خلال الشراكات والتعاون العالميين، وعلى مدى سرعة قدرة الصناعة على تطوير وإثبات وتأهيل تكنولوجيات الاندماج النووي الناشئة. وهناك قضية أخرى مهمة تتمثل في تطوير البنية الأساسية اللازمة بالتوازي، مثل المتطلبات والمعايير الجيدة لتحقيق هذا المصدر المستقبلي للطاقة. هل ستكون طاقة الاندماج النووي هي الفتح الجديد للإنسانية بحلول عام 2050، وإنقاذ كوكب الأرض من الأزمات الإيكولوجية القاتلة، أم أن أبحاث الأقطاب الدولية الكبرى، مثل الولايات المتحدة، والآن الصين وبلا شك روسيا والاتحاد الأوروبي، ستعمد إلى مثل هذا النوع من الطاقة في صناعاتها العسكرية، وبخاصة صناعة الأسلحة النووية والمتقدمة بنوع خاص؟ مفاعل الصين وتحطيم رقم قياسي لعل الزخم الكبير الذي اكتسبته الصين الأيام الماضية، في شأن قصة الاندماج النووي، يعود إلى أن مفاعل "الشمس الاصطناعية" أو "توكاماك" قد حطم رقمه القياسي العالمي في الحفاظ على البلازما الساخنة للغاية، مما يمثل معلماً آخر في الطريق الطويل نحو الطاقة النظيفة اللامحدودة تقريباً. حافظ مفاعل الاندماج النووي التجريبي المتقدم الفائق التوصيل على حلقة ثابتة ومحدودة للغاية من البلازما، وذلك لمدة 1066 ثانية يوم الإثنين 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو أكثر من ضعف أفضل رقم سابق له وهو 403 ثوانٍ، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية. هل توصلت الصين بالفعل إلى "الكأس المقدسة" القادرة على توليد الطاقة النظيفة؟ يرى البعض أن الأمر ليس على هذا النوع بالمطلق، أي أنه ليس إعلاناً مباشراً للتوصل إلى هذا المستوى الأسطوري من الاختراعات، ولكنه خطوة نحو مستقبل محتمل حيث تولد محطات الطاقة الاندماجية الكهرباء. يعتبر المفاعل الصيني الذي تملكه شركة "إيست" EAST مفاعل احتواء مغناطيسي، أو "توكاماك"، مصمم للحفاظ على احتراق البلازما بشكل مستمر لفترات طويلة. لم تحقق المفاعلات من هذا النوع الاشتعال قط، وهي النقطة التي تخلق عندها عملية الاندماج النووي طاقتها الخاصة وتحافظ على تفاعلها، لكن الرقم القياسي الجديد يمثل خطوة نحو الحفاظ على حلقات البلازما المحصورة المطولة التي ستحتاجها المفاعلات المستقبلية لتوليد الكهرباء. وفي تصريحه لوسائل الإعلام الصينية، قال "سونغ يونتاو" مدير معهد فيزياء البلازما، المسؤول عن مشروع الاندماج في الأكاديمية الصينية للعلوم، "يجب أن يحقق جهاز الاندماج تشغيلاً مستقراً بكفاءة عالية لآلاف الثواني لتمكين الدورة المستدامة للبلازما، وهو أمر بالغ الأهمية لتوليد الطاقة المستمر لمحطات الاندماج المستقبلية". فهل تخطط الصين للصعود السريع في عالم الاندماج النووي؟ الثابت أن بكين تستثمر مليارات الدولارات في مشروعات الطاقة الاندماجية، بل وتسابق الرياح للحصول على طاقة الاندماج الكاملة بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، أي بعد نحو عقد من الزمن من الوقت الحاضر، على رغم التحديات الهائلة التي لا تزال في الطريق. لقد بنت الصين مفاعلها الخاص في غضون ثلاث سنوات منذ إنشائها لشركة "إنرجي سينغولاريتي" (Energy Singularity) وهي شركة ناشئة في شنغهاي. هذا المفاعل هو أسرع من أي مفاعل مماثل تم بناؤه على الإطلاق، وهو عبارة عن آلة أسطوانية تعمل على تسخين الهيدروجين إلى درجات حرارة عالية، مما يشكل بلازما تشبه الحساء يحدث فيها تفاعل الاندماج النووي. وبالنسبة لشركة ناشئة تعمل على حل أحد أصعب الألغاز الفيزيائية في العالم، فإن شركة Energy Singularity متفائلة بشكل لا يصدق ولديها أسبابها لذلك. وقد باتت تتلقى مليارات الدولارات من الاستثمارات الخاصة، كما تعد أول شركة تحقق إنجازاً عالمياً هو الأول من نوعه، كما أن مفاعل التوكاماك الحالي الخاص بها هو الوحيد الذي استخدم مغناطيسيات متقدمة في تجربة البلازما. وتخطط الشركة لبناء مفاعل توكاماك من الجيل الثاني، وذلك لإثبات أن أساليبها قابلة للتطبيق تجارياً بحلول عام 2027، وتتوقع جهازاً من الجيل الثالث يمكنه تغذية الشبكة بالطاقة قبل عام 2035، وفقاً للشركة. الصين وضمان طاقة المستقبل هل ضمنت الصين مصدراً هائلاً وربما رخيصاً من الطاقة، يرفعها ويدفعها في مسارات ومدارات الهيمنة القطبية عبر عملية الاندماج النووي كطاقة مؤكدة للمستقبل؟ الثابت هو أن فكرة الاندماج النووي ليست وليدة اليوم، ذلك أن قصة التوكاماك ظهرت للمرة الأولى من قبل العالمين السوفياتيين، إيغور تام، وأندريه ساخاروف، في خمسينيات القرن الماضي، بينما نُسبت أول محطة توكاماك عاملة إلى العالم ناثان بافلينسكي قبلهما. اليوم يتساءل البعض عبر الأبواب الخلفية: "هل هذا التفوق الصيني الجديد له علاقة ما بالتحالف الروسي الصيني، والذي تشتد أواصره بعد الحرب الأوكرانية بنوع خاص؟ وفي كل الأحوال فإنه في خضم أزمة الطاقة وبهدف واضح يتمثل في إزالة الكربون من الاقتصاد، يتم البحث عن طرق جديدة لتوليد الطاقة للمساهمة في نظام طاقة أكثر كفاءة واستدامة، وتعويض نقاط الضعف التي قد تعاني منها مصادر أخرى مثل الطاقة المتجددة. على أن علامة الاستفهام التي تواجه الصين هي: "هل يمكن تخصيص استثمارات هائلة في هذا المجال، ليتحول الأمر من مجرد تجربة علمية رائدة، إلى واقع علمي اقتصادي مربح ومريح، يوفر على الصين الدخول في الصراعات الجغرافية والديموغرافية من أجل الحصول على النفط والغاز من مختلف البقاع والأصقاع؟ المثير في الجواب، هو أن روسيا بالتحديد ربما هي من يشعر بنوع من القلق من جراء التفوق الصيني في هذا السياق، لا سيما أن موارد الصين المالية، أكبر بكثير من نظيرتها الروسية، وإن تفوقت روسيا علمياً وتكنولوجياً حتى الساعة. وتستورد الصين الكثير من النفط والغاز من روسيا، غير أن ذلك قد لا يدوم، فالعارفون ببواطن العلاقات الروسية– الصينية، يقطعون بأن الطبقات الحضارية بين الجانبين غير مرتاحة إلى بعضها البعض، الأمر الذي ينذر بفض هذا التحالف في أي وقت. هنا تقول الدكتورة إيزابيل غارسيا كورتيس من مختبر الاندماج الوطني CIEMAT في كاليفورنيا إنه "مع أزمة الطاقة التي تمر بها البشرية، ومع النضوب المتوقع للوقود الأحفوري، والطبيعة المؤقتة للطاقة المتجددة، فإن كل مصادر الطاقة ستكون ضرورية، وإذا كان الاندماج النووي أحد هذه المصادر، فسيكون ذلك رائعاً، وهذا لا يعني أنه سيحل كل مشاكل الطاقة على كوكب الأرض، لكنه قد يلعب دوراً هاماً في توفير مزيد من الطاقة بين المتجددة وغيرها من المصادر الجديدة عند ظهورها. وعلى رغم أن الاندماج النووي لا يعتبر متجدداً، فإنه لا يعاني من مشكلة النفايات المشعة عالية المستوى مثل محطات الطاقة الانشطارية اليوم. كيف سيكون وضع الصين، حال توافرت لها مصادر الطاقة الاندماجية بوفرة وبكثرة. وكيف سيؤثر ذلك في صراعها المستقر والمستمر مع القوى الغربية والشرقية على حد سواء؟ تفوق الصين على أميركا وأوروبا هل تعني التجربة الصينية الأخيرة أن الصين باتت تتفوق على أوروبا وأميركا واليابان في مجال الاندماج النووي؟ المؤكد أن بكين بدأت تسطع شمسها الاندماجية النووية، بفضل الدعم الحكومي القوي والاستثمارات الكبيرة والتركيز على التكنولوجيا المتطورة، فيما تحاول أوروبا اللحاق بها بتركيزها على التعاون الدولي. لقد بذلت الولايات المتحدة جهوداً مكثفة في مجال أبحاث الاندماج النووي خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بقدراتها الهائلة على خفض الانبعاثات وإمكاناتها في ما يتصل بأمن الطاقة. وعلى النقيض من ذلك، لم تبدأ الصين في جهود الاندماج النووي إلا متأخرة، ولكنها خطت خطوات واسعة في هذه التكنولوجيا الرائدة أخيراً، ما قد يدفعها إلى التفوق وبسرعة على الجهود الأوروبية والأميركية وحتى اليابانية. في هذا الصدد تشعر الشركات الأميركية وخبراء الصناعة بالقلق من أن الولايات المتحدة تكاد تفقد تقدمها الذي دام عقوداً من الزمن في السابق، لإتقان هذا الشكل الذي لا حدود له تقريباً من الطاقة النظيفة، مع ظهور شركات الاندماج النووي الجديدة في جميع أنحاء الصين، وتفوق بكين على واشنطن في مجال الإنفاق. وفي مقابل التفوق الصيني، تبدو مفاعلات الاندماج النووي الأميركية قديمة، كما يقول أندرو هولاند، الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة الاندماج النووي، ومقرها العاصمة واشنطن، ونتيجة لهذا تعتمد الولايات المتحدة على أجهزة حلفائها في اليابان، وأوروبا، والمملكة المتحدة لمواصلة أبحاثها. على أن علامة الاستفهام التي تزعج الأميركيين هي: "هل استطاع الصينيون الوصول إلى أسرار المفاعلات الأميركية الاندماجية، على النحو المثير الذي تمضي من حوله الأحداث في الوقت الراهن؟ يرى هولاند أن مفاعل "بيست" BEST الذي تموله الدولة الصينية، والذي من المتوقع أن يكتمل بناؤه في عام 2027، هو نسخة من مفاعل صممته شركة "كومنولث فيوجن سيستم"Commonwealth Fusion System وهي شركة أميركية تقع في ماساشوستس وتعمل بالتنسيق مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (أم أي تي)، فهل الأمر فيه نوع من التشابه والنسخ فقط، أم أن الأمر يمتد لما هو أبعد من ذلك، أي سرقة الصين أسرار التكنولوجيا النووية الاندماجية الأميركية؟ اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الإندماج النووي وأزمة المناخ العالمي يطرح الاندماج النووي على طاولة النقاش تساؤلاً مهماً للغاية: هل هذا النوع من الطاقة، كفيل بأن ينهي أزمة المناخ العالمي مرة واحدة؟ أفضل من قدم جواب على علامة الاستفهام المتقدة، البروفيسور "فيليب بول"، الكاتب والمؤلف المتخصص في العلوم الفيزيائية، صاحب كتاب "كيف تعمل الحياة". يرى بول أنه من غير المرجح أن تتمكن البشرية من توليد الطاقة على نطاق واسع من الاندماج النووي قبل عام 2050 تقريباً، ونظراً لأن ارتفاع درجات الحرارة العالمية خلال القرن الحالي قد يتحدد إلى حد كبير بما نفعله، أو نفشل في فعله، في شأن انبعاثات الكربون قبل ذلك الوقت، فإن الاندماج النووي لا يمكن أن يكون المنقذ. أما عمر هوربكان، وهو قائد برنامج في "مختبر لورانس ليفرمور الوطني"، حيث يوجد مرفق الاندماج النووي الأميركي الأهم، فيقول أعتقد أن الاندماج النووي يبدو الآن أكثر معقولية مما كان عليه قبل عشر سنوات كمصدر للطاقة في المستقبل، ولكنه لم يكن قابلاً للتطبيق في غضون السنوات العشر إلى العشرين المقبلة، لذا فنحن في حاجة إلى حلول أخرى". في هذا السياق يبدو من الواضح أن إزالة الكربون بحلول منتصف القرن سيعتمد على تقنيات أخرى: مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والانشطار النووي، وربما تقنيات احتجاز الكربون. ولكن عندما ننظر إلى المستقبل، نجد أن هناك أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن الاندماج النووي سيشكل جزءاً رئيساً من اقتصاد الطاقة في النصف الثاني من القرن الحالي، وذلك عندما تبدأ مزيد من البلدان النامية في طلب ميزانيات طاقة بحجم الميزانيات الغربية، وحل مشكلة تغير المناخ ليس بالأمر السهل، وإذا تمكنا من تجاوز عنق الزجاجة في العقود المقبلة من دون تحويل المناخ بشكل جذري للغاية، فقد يكون الطريق إلى ما هو أبعد من ذلك أكثر سلاسة. على أنه وبعيداً من قضايا الطاقة البديلة، هل هناك في قصة الاندماج النووي الصيني، ما يزعج الولايات المتحدة بصورة خاصة، وبنحو غير مسبوق؟ الصين النووية وسيناريوهات مخيفة مستقبلياً الحديث هنا في حاجة إلى قراءة مستقلة قائمة بذاتها، لكن من دون اختصار مخل تتلخص المخاوف الأميركية في أن تتحول الصين إلى قوة نووية عسكرية، قادرة على تغيير الأوضاع وتبديل الطباع، وبصورة غير مسبوقة في عالم الغد. يقدم لنا أندرو هاردينغ، الباحث المساعد في مركز الدراسات الآسيوية في مؤسسة "هيرتيج" الأميركية الشهيرة، ومادلين هيستون، العضو في برنامج القادة الشباب، وروبرت بيترز، الزميل الباحث في مجال الردع النووي والدفاع الصاروخي، في مركز دوغلاس للأمن القومي، سيناريوهات عدة جميعها تقض مضاجع الأميركيين من جراء الصعود العسكري النووي الصيني، والذي سيجد حكماً دفعة قوية من جراء طاقة الاندماج النووي. ماذا عن تلك السيناريوهات؟ - السيناريو الأول: تحقق الصين التكافؤ النووي مع الولايات المتحدة وتقبل به. وفي هذا السيناريو تقوم الصين بتحديث وتنمية ترسانتها النووية لتشمل ما يقرب من 1500 سلاح نووي استراتيجي، بما في ذلك 200 سلاح نووي غير استراتيجي، وهو ما يضاهي أوضاع الولايات المتحدة. والدوافع الأساسية للصين في السعي إلى التكافؤ النووي وقبوله هو الهيمنة على شرق آسيا لإعادة تأكيد دورها التاريخي كقوة مهيمنة إقليمية وحرمان الولايات المتحدة من ممارسة القوة في المنطقة. في هذا السيناريو، ستنشر الصين ترسانة نووية جاهزة للعمليات، وتتكون من مجموعة متنوعة من الصواريخ والقاذفات والغواصات. وفي حين أن المزيد الدقيق للقوة غير معروف، فمن المرجح أن توسع الصين ترسانتها بطريقة تشبه وضعها الحالي ومزيج قوتها، مع التركيز بشكل أكبر على فكرة الرادع البحري عبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المحملة على غواصات صواريخ. - السيناريو الثاني: الصين تحقق التفوق النووي على الولايات المتحدة. وفي ظل هذا السيناريو، تكون الصين قد أنتجت 1550 سلاحاً استراتيجياً و2000 سلاح نووي تكتيكي، وهو ما يعادل تقريباً ما لدى روسيا من حيث العدد. والدوافع الأساسية التي تدفع الصين إلى تحقيق الميزة النووية تتلخص في مواكبة الولايات المتحدة كقوة نووية عالمية، وتعزيز قوتها على نحو عالمي حاسم أعظم. في هذا السيناريو ستنشر الصين تقريباً ما يقرب من 700 رأس حربي على صواريخ باليستية عابرة للقارات، و200 رأس حربي على صواريخ باليستية عابرة للقارات متحركة على الطرق، و600 رأس حربي على غواصات صواريخ باليستية، و300 رأس حربي يمكن إطلاقها من قاذفات استراتيجية مع 2000 رأس حربي غير نووي آخر على صواريخ هجومية برية ومضادة للسفن، إضافة إلى صواريخ كروز تفوق سرعتها سرعة الصوت وقنابل الجاذبية. ومعنى هذا هو أن طموحات الصين، تمتد من بناء القوة إلى ممارسة الهيمنة والنفوذ إلى ما هو أبعد من آسيا، أي الوصول إلى مرحلة "القوة الوطنية المركبة التي تعبد الطريق نحو النفوذ الدولي"، الأمر الذي يؤدي حتماً إلى عصر الصين التي تقترب من مركز الصدارة والفاعلة بقوة في مدارات البشرية المعاصرة. - السيناريو الثالث: الصين تحقق التفوق النووي على الولايات المتحدة وروسيا. وفي هذا السيناريو تكون الصين قد أنتجت وحصلت على 2000 رأس نووي استراتيجي و2500 سلاح نووي تكتيكي بحلول عام 2035، وحينها سيفوق مخزونها مخزون روسيا، وسيكون الدافع الرئيس وراء سعي الصين إلى تحقيق التفوق النووي هو الهيمنة العسكرية الصينية غير المتنازع عليها. وفي هذا السيناريو ستنشر الصين نحو 400 رأس حربي على صواريخ باليستية عابرة للقارات و400 رأس حربي على صواريخ باليستية عابرة للقارات متحركة على الطرق و900 رأس حربي على غواصات صواريخ باليستية، و300 رأس حربي يمكن إطلاقها من قاذفات استراتيجية، مع 2500 سلاح نووي غير استراتيجي آخر على صواريخ هجومية برية وصواريخ مضادة للسفن، فضلاً عن صواريخ كروز تفوق سرعتها سرعة الصوت، وقنابل الجاذبية، وأنظمة القصف المداري الجزئي. هنا يؤكد كتاب وباحثي "هيرتاج فاونديشن" أنه على رغم التعاون الصيني- الروسي الذي ازداد بشكل ملحوظ في أعقاب الحرب الروسية غير القانونية على أوكرانيا، فإن هذا التعاون يستند إلى حد كبير إلى المصالح المشتركة التي لم تصمد بعد أمام اختبار الزمن. فلروسيا والصين تاريخ طويل من انعدام الثقة والمصالح المتضاربة، وكان الانقسام الصيني- السوفياتي في ستينيات القرن العشرين مثالاً معروفاً على ذلك، وحتى اليوم هناك خلافات يمكن أن تتطور إلى نزاعات أوسع نطاقاً. يبدو من المؤكد أن حديث التفوق الصيني في عالم الاندماج النووي، أمر يضيف مدماكاً جديداً في الجدار القوي الذي تبنيه الصين، لا لتعزل نفسها عبره عن العالم الخارجي، بل لتعزز من قوتها وحضورها ونفوذها في مواجهة الولايات المتحدة غرباً، وروسيا الاتحادية شرقاً، ما يفيد بأنها تسعى جاهدة بالفعل في طريق السعي لحيازة وامتلاك "كأس الطاقة المقدسة" عما قريب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store