
جيش التحرير الشعبي الصيني يتحضر لعيده المئة بترسانة ضخمة
في خطوة لافتة لكنها غير مفاجئة، تقوم الصين ببناء مجمع ضخم غرب العاصمة بكين، يبلغ حجمه 10 أضعاف مقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بحسب ما كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين. وأشارت إلى أن أجهزة الإستخبارات الأميركية تعتقد أنه سيتم استخدامه كمركز قيادة للحروب، وأطلقت على الموقع اسم "مدينة بكين العسكرية".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن دينيس وايلدر، الرئيس السابق لقسم التحليلات المتعلقة بالصين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أن هذا المخبأ يشير إلى "نيّة بكين بناء قوة عسكرية تقليدية من الطراز العالمي، بالإضافة إلى قدرة متقدمة على خوض الحروب النووية".
بدوره قال ديكر إيفليث الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية لوكالة "رويترز" إن "صور الأقمار الصناعية تظهر أربعة أذرع خارجية ستضم عنابر الليزر وعنبر تجارب مركزياً، فيه غرفة ستحتوي على نظائر الهيدروجين التي ستدمجها أشعة الليزر القوية لإنتاج الطاقة"، وقدّر إفيليث أن عنبر التجارب في المركز الصيني أكبر بنحو 50 في المئة من ذلك الموجود في منشأة الإشعال الوطنية الأمريكية، والتي تعدّ الأكبر في العالم حالياً.
أما بالنسبة لمحلل السياسة النووية في مركز "هنري أل ستيمسون" وليام ألبرك، فإن أي دولة لديها منشأة مثل تلك الأميركية يمكن أن تزداد ثقتها و"تحسن تصميمات الأسلحة الحالية وتسهل تصميم القنابل في المستقبل بدون اختبار الأسلحة نفسها".
هذا النتاج ما هو إلّا حصيلة الصراع الجيوسياسي المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، الممتد على طول البحار والمحيطات والقارات السبع من ضمنها القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا.
قبل عامين تقريباً، أورد تقرير أصدره معهد الأبحاث الأميركية Aid Data في جامعة ويليام أند ميري في ولاية فرجينيا أسماء الدول المرشحة لاستضافة قواعد صينية ومنها سريلانكا وغينيا الإستوائية وموريتانيا والكاميرون وباكستان. ورأى المعهد في ذلك الوقت أن الأسباب وراء اختيار هذه الدول هو الرغبة الصينيّة في التوسع عسكرياً للحدّ من النفوذ الأميركي وبالتالي تأمين مسار مبادرة "الحزام والطريق" هذا بالإضافة إلى أن هذه القواعد تعزز قدرات الصين الإستخباراتية.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن الصين أنفقت مليارات الدولارات لتحويل المناطق والموانئ البحرية إلى مجمعات عسكرية لاسيما في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك كهف للغواصات الصاروخية النووية. وكل هذا، بحسب الصحيفة الأميركية، لحماية الطرق البحرية التي تغذي اقتصاد الصين، ومواجهة أي تحرك غربي نحو تايوان.
جرس إنذار
التعزيزات العسكرية الصينية وتوسعها في العالم على حساب النفوذ الأميركي جعل من بعض الباحثين يرون في الأمر على أنه "جرس إنذار" على حدّ قول كبير الباحثين في مؤسسة "هيرتيدج" للأبحاث نايل غاردنير.
سلسلة القواعد البحرية التي تقوم بكين ببنائها، أو ما يُعرف بـ"عقد اللؤلؤ" على سواحل المحيط الهندي، مثل بنغلاديش وميانمار وسريلانكا، تهدف إلى تعزيز وحماية الموانئ التجارية التي تشكل "الحزام" ضمن مبادرة إعادة إحياء "طريق الحرير" التاريخية.
وهذه القواعد لا تثير قلق واشنطن فقط، إنما أيضاً جارتها النووية الهند، ومجموع دول آسيان، وكان آخر ما كشفت عنه الأقمار الإصطناعية هي قاعدة ريام البحرية في كمبوديا. وقال موقع Breaking Defense في تقرير نشر في تموز/يوليو الماضي إن "أحدث منشأة عسكرية صينية في الخارج جاهزة للعمل، مما يؤكد سنوات من الشكوك حول وجود الصين في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا".
وتتمثل الأسباب الرئيسة لبناء هذه القاعدة وتطويرها، أنها تشرف على الموقع الاستراتيجي لمضيق ملقا، الممر المائي الذي تمرّ عبره ما يقارب من 20 في المئة من التجارة العالمية، و حوالي 60 في المئة من إجمالي تجارة الصين الخارجية. ولطالما كان هناك قلق صيني من سيطرة الجيش الأميركي على المضيق وممرات الملاحة المرتبطة به في منطقة بحر الصين الجنوبي سواء مباشرة من خلال قواعده أو من خلال حلفائه في المنطقة.
وفي نهاية العام الماضي، رست سفينة حربية أميركية في كمبوديا على بعد بضعة كيلومترات فقط من القاعدة الصينية، وما هذه الزيارة سوى ترجمة ميدانيّة لاحتدام التنافس بين القوتين في جنوب شرق آسيا. لكنها تعكس في الوقت عينه رغبة دول المنطقة بتنويع خياراتها السياسية تماماً كما اقتصاداتها.
وكانت الصين قد افتتحت في آب/أغسطس من عام 2017 رسمياً أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها وكانت في جيبوتي في القرن الأفريقي، وجاء ذلك في ذات اليوم الذي يحتفل فيه "جيش التحرير الشعبي" الصيني بالذكرى الـ 90 لتأسيسه في عام 1927.
وبالعودة إلى "مدينة بكين العسكرية" فإن الترجيحات تشير إلى أن انتهاء العمل سيكون بحلول عام 2027 تزامناً مع الذكرى المئوية لجيش التحرير الشعبي، مع تقديرات بأن هذا الموقع سوف يلعب دوراً رئيسياً في الاستراتيجية العسكرية الصينية لمواجهة النفوذ الأميركي بدء من بحر الصين الجنوبي وعلى طول امتداد المحيطين الهندي والهادئ وكل ما يقع بينهما.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 20 ساعات
- الديار
خريطة الطريق إلى كنز طاقة نظيفة يكفي البشرية لـ170 ألف سنة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب جمع فريق بحثي قائمة بالعوامل الجيولوجية التي تساعد في تحديد مواقع خزانات كبيرة للهيدروجين النظيف، وهو عنصر أساسي في الانتقال إلى طاقة أنظف بعيدا عن الوقود الأحفوري. وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود خزانات هيدروجين مدفونة في مناطق عديدة حول العالم، منها 30 ولاية أمريكية على الأقل. ويأمل الباحثون أن يسرّع العثور على هذه الخزانات عملية التحول العالمي في مجال الطاقة. لكن الفهم الجيولوجي لتشكل تراكمات الهيدروجين الكبيرة وأماكن وجودها ظل محدودا. لذلك، وضع فريق البحث بقيادة كريس بالنتين، أستاذ الكيمياء الجيولوجية في جامعة أكسفورد، قائمة بالعوامل التي تؤدي إلى تكوين وتراكم الهيدروجين الطبيعي في قشرة الأرض. وقال بالنتين: "المهمة الآن هي تحديد أماكن إطلاق الهيدروجين وتجمعه واحتجازه تحت الأرض". ووفقا للباحثين، فإن قشرة الأرض قد أنتجت خلال المليار سنة الماضية كمية من الهيدروجين تكفي لتغطية احتياجاتنا الحالية من الطاقة لمدة 170 ألف عام تقريبا. وتتطلب خزانات الهيدروجين الطبيعي 3 مكونات رئيسية: مصدر للهيدروجين، وصخور قادرة على استضافته (صخور الخزان)، وأختام طبيعية تحبس الغاز في باطن الأرض. وتنتج عشرات العمليات الطبيعية الهيدروجين، أبسطها تفاعل كيميائي يقسم الماء إلى هيدروجين وأكسجين. وتعد الصخور التي تحتوي على هذه العمليات مصادر محتملة للهيدروجين، وفقا لبالنتين. ومن الأمثلة على المواقع الواعدة ولاية كانساس الأميركية، حيث أدى صدع عميق تشكل قبل مليار سنة إلى تراكم صخور البازلت التي تتفاعل مع الماء لإنتاج الهيدروجين. ويبحث الباحثون هناك عن هياكل جيولوجية قد تكون حبست هذا الغاز. وأشار الفريق إلى أن الضغط التكتوني وارتفاع حرارة باطن الأرض يساعدان في دفع الهيدروجين إلى الطبقات القريبة من السطح، حيث يمكن أن يتراكم ويشكل مخزونا قابلا للاستخدام التجاري. وتضمنت الدراسة أيضا تقييم أنواع الصخور والسياقات الجيولوجية التي تعتبر واعدة، مثل مجمعات الأوفيوليت — وهي كتل من قشرة الأرض كانت في الأصل تحت المحيط — والمناطق النارية وأحزمة الحجر الأخضر الأركي التي يعود عمرها إلى مليارات السنين. وفي عام 2024، اكتشف باحثون خزانا ضخما للهيدروجين داخل مجمع أوفيوليت في ألبانيا، ما يؤكد إمكانية وجود مثل هذه الخزانات حول العالم. كما نبهت الدراسة إلى أن وجود ميكروبات جوفية تتغذى على الهيدروجين قد يؤثر على تراكمه، ما يجعل بعض البيئات أقل ملاءمة للاستكشاف. حاليا، يُستخدم الهيدروجين في صناعة مواد كيميائية أساسية مثل الأمونيا والميثانول، كما أنه يملك دورا متزايدا في التحول نحو الطاقة النظيفة، خاصة في تشغيل السيارات ومحطات الكهرباء. إلا أن معظم الهيدروجين المنتج اليوم يأتي من الهيدروكربونات، ما يسبب انبعاثات كربونية عالية. وفي المقابل، يتميز الهيدروجين النظيف المتكون طبيعيا في قشرة الأرض ببصمة كربونية أقل. وأكد الباحثون على أن الأرض تنتج كمية كبيرة من الهيدروجين، وأن التحدي الحالي هو تتبع الظروف الجيولوجية المناسبة للعثور عليه واستخراجه.


صيدا أون لاين
منذ 3 أيام
- صيدا أون لاين
للمرة الأولى على المريخ... مركبة فضائية ترصد ظاهرة الشفق المرئي بالعين المجردة
رصدت مركبة بيرسيفيرانس التابعة لـ"ناسا" ظاهرة الشفق على شكل ضوء مرئي بالعين المجردة حيث تألقت السماء في نعومة باللون الأخضر وذلك في أول مشاهدة له على المريخ. وقال العلماء إن الشفق ظهر في 18 آذار 2024، حين واجهت جسيمات فائقة الطاقة من الشمس الغلاف الجوي للمريخ، ما أدى إلى تفاعل أسفر عن توهج خافت عبر سماء الليل بالكامل. ورصدت أقمار اصطناعية الشفق سابقا على المريخ من مدار في نطاق الأطوال الموجية فوق البنفسجية، لكن لم يكن على شكل الضوء المرئي. وأطلقت الشمس قبل ذلك بثلاثة أيام توهجا شمسيا رافقه انبعاث ضخم للغاز والطاقة المغناطيسية التي انطلقت إلى الخارج عبر النظام الشمسي. ويتشكل الشفق على المريخ بالطريقة نفسها التي يتشكل بها على الأرض، حيث تتصادم الجسيمات المشحونة النشطة مع الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى إثارة الإلكترونات لتبعث جسيمات ضوئية تسمى الفوتونات. وظهر اللون الأخضر بسبب التفاعل بين الجسيمات المشحونة من الشمس والأوكسجين في الغلاف الجوي للمريخ لكن الشفق الذي تم رصده على المريخ كان باهتا جدا، وفق ما نقلت "رويترز".


المردة
منذ 4 أيام
- المردة
قنبلة الصين الهيدروجينية الحارقة.. كيف تعمل وبماذا تتميز؟
اختبرت الصين في أبريل 2025 للمرة الأولى نوعا جديدا من الذخيرة عبارة عن قنبلة هيدروجينية غير نووية تعتمد في عملها على مركب 'هيدريد المغنيسيوم'. هذا المركب عبارة عن مسحوق صلب يختزن الهيدروجين في حجم أعلى ألف مرة من حجمه عند درجة الحرارة القياسية، ما يسمح عند التفجير بإطلاق كميات كبيرة من خليط الهيدروجين والأكسجين في أجزاء من الثانية. أثناء اختبار هذه القنبلة الهيدروجينية غير النووية الجديدة التي يبلغ وزنها 2 كيلوغراما، ظهرت بعد الانفجار كرة نارية زادت الحرارة فيها عن 1000 درجة مئوية، واستمرت لأكثر من ثانيتين، أي أطول 15 مرة من الانفجارات باستخدام القنابل التي تعتمد كليا على مادة 'تي إن تي' التقليدية. عملية اختبار قنبلة الهيدروجين الجديدة قام بها فريق من العلماء بقيادة وانغ شيوي فنغ من 'معهد الأبحاث 705 ' التابع لمؤسسة بناء السفن الحكومية الصينية، وهي مؤسسة تقوم بتطوير أسلحة تحت الماء. تعمل هذه القنبلة أولا بواسطة متفجرات قياسية من مادة 'تي إن تي'، ما يتسبب في تفتيت مركب 'هيدريد المغنيسيوم'، وانطلاق الهيدروجين واشتعاله مكونا سحابة شديدة السخونة قادرة على إذابة المعادن. على سبيل المثال، أظهرت التحاليل أن ألواح الألمونيوم تفقد تماسكها عند حرارة 600 درجة مئوية، والمواد الداخلة في صناعة الطائرات المسيرة تتفحم عند حرارة 800 درجة مئوية، فيما تتوقف الأجهزة الإلكترونية عن العمل عند 400 درجة مئوية، ما يعني أن هذا النوع من القنابل قادر على تدمير الأهداف المختلفة من الداخل وجعلها مثل فرن بحرارة هائلة. ينتج عن هذه القنبلة ضغط يعادل 40 بالمئة مقارنة بمادة 'تي إن تي'، إلا أن فعاليتها تكمن في الحرارة المتواصلة بدلا من الموجة الانفجارية الفورية. الطاقة الحرارية المنبعثة من هذه القنبلة ومدة تأثيرها تجعلها فعالة في تدمير المعدات والتحصينات وتساعد على إقامة مناطق يُحظر الوصول إليها، كما يتم فيها الحفاظ على التفاعل الحراري المتسلسل الناج ما بقي الوقود متاحا، ما يزيد من تأثير هذا النوع من الذخائر. الصين يبدو أنها تعول على السلاح الجديد. يظهر ذلك في اتقانها عملية إنتاج مركب 'هيدريد المغنيسيوم'، وتشييدها مصنعا ينتج سنويا 150 طنا من هذا المسحوق بطريقة آمنة وقليلة التكلفة مقارنة بطرق سابقة معقدة. مميزات القنبلة الهيدروجينية غير النووية: يمكن لهذه الذخيرة تدمير الأهداف الحساسة مثل أسراب الطائرات المسيرة والمركبات والأنفاق والمخابئ. تتيح تدمير أهداف محددة بأضرار جانبية أقل من تلك الناجمة عن القنابل التقليدية. وزن هذه القنبلة الخفيف يسهل عمليات نقلها واستخدامها في مختلف التضاريس. تنجم عنها تأثيرات موضعية من دون أضرار طويلة المدى على البيئة. لا تشملها المعاهدات الدولية، ولا تصنف في الأسلحة النووية، ما يسهل عملية تطويرها من دون انتهاك الاتفاقيات الدولية. التكنولوجية المستخدمة في هذه القنبلة الجديدة قد تصبح في المستقبل مصدرا لوقود الغواصات والسفن. من جهة أخرى، تسبب هذه القنبلة أضرارا واسعة النطاق بحرارتها العالية، ما قد يدفع في المستقبل إلى تقييد استخدامها. الخبراء يعتقدون أن هذا النوع الجديد من الذخائر قد يحدث تغييرات كبيرة في التكتيكات العسكرية، وهو أيضا عامل سيزيد من قلق الدول المعادية للصين من تفوق أسلحتها الجديدة.