أحدث الأخبار مع #ديكرإيفليث


الجزيرة
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
خبير أميركي: صاروخ "أوريشنيك" الروسي خبر سيئ للناتو
أطلقت روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي صاروخًا جديدًا متوسط المدى يُعرف باسم " أوريشنيك" (شجرة البندق) خلال هجوم على مدينة دنيبرو الأوكرانية، ويتميز هذا السلاح بقدرته على حمل 6 رؤوس حربية يحتوي كل منها على 6 ذخائر فرعية بإجمالي 36 رأسا، وهو ما يمكنه من إحداث أضرار واسعة النطاق، مما يشير إلى إستراتيجية روسية جديدة تستهدف تحسين قدراتها التقليدية وتقليل اعتمادها على الترسانة النووية. هذا ما لخص به محلل الأبحاث الأميركي ديكر إيفليث مقالا له بمجلة فورين بوليسي حذر دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن روسيا ربما تستخدم، في حالة اندلاع حرب مع الحلف، هذا الصاروخ لمهاجمة القواعد الجوية الحيوية للحلف في الأيام الأولى للصراع إذ إنها تدرك جيدًا التفوق الجوي لحلف شمال الأطلسي، وهي تأمل منح قواتها فرصة للالتقاط الأنفاس من خلال تدمير قدرة حلف شمال الأطلسي على الاستجابة أو على الأقل تأخيرها. وقال إيفليث -وهو يعد الآن دراسة عن الأوضاع النووية الأجنبية باستخدام صور الأقمار الاصطناعية- إنه يرجح أن يكون هذا الصاروخ قادرا على حمل رؤوس نووية، لكن حتى باستخدام الذخيرة التقليدية يمكنه أن يضرب بدقة قواعد جوية حيوية، ومراكز قيادة، ومنشآت عسكرية أخرى، وفقا للخبير. إعلان ولفت إلى أن القواعد الجوية التي تعمل كمراكز لصيانة طائرات متطورة، مثل مقاتلات "إف-35" (F-35)، تمثل أهدافًا مثالية لهذا الصاروخ بسبب تركيز القوة الجوية للناتو في عدد محدود من القواعد، مما يجعلها عرضة لهجمات مدمرة. ورغم أن الصواريخ النووية الروسية يمكن أن تحقق النتائج ذاتها، فإن الكاتب يؤكد أن "أوريشنيك" يوفر خيارًا غير نووي فعالا يمكن أن يربك استجابات الناتو في المرحلة المبكرة من أي صراع. التحديات أمام الدفاعات الأوروبية وأبرز أن الدفاعات الصاروخية الحالية للناتو، مثل الأنظمة المتعددة الطبقات و"باتريوت"، ليست بالجودة الكافية لمواجهة "أوريشنيك". وأوضح أن هذا الصاروخ يتميز بقدرته على الطيران خارج نطاق الاعتراض والعودة بسرعة فائقة إلى الأرض، مما يجعله صعب الإيقاف، حتى الأنظمة الأكثر تطورًا، مثل "آرو 3" و"إس إم-3 بلوك IIA"، قد تكون محدودة الفاعلية ضد هذه التهديدات بسبب قلة المخزون وفاعلية التكتيكات الروسية مثل إطلاق أهداف وهمية. حلول للناتو لمواجهة تهديدات "أوريشنيك"، يرى الكاتب أن على الناتو تبنّي إستراتيجيات تقليل الاعتماد على القواعد الجوية الرئيسية، وتشمل: تشتيت الطائرات: نشر الطائرات في مواقع مختلفة مثل المدارج الثانوية والطرق السريعة لتقليل فرص استهدافها. تعزيز الدعم الميداني: الاستثمار في وحدات صيانة متنقلة قادرة على إجراء الإصلاحات الميدانية، إضافة إلى تحسين مخزونات قطع الغيار في جميع أنحاء الأراضي الأوروبية. تدريب ميداني مكثف: تنظيم تدريبات مشتركة بين دول الناتو لتحسين القدرة على إدارة الصيانة والإصلاح عبر الجبهات المختلفة. التحديات اللوجستية والحلول المحتملة يواجه الناتو مشكلتين رئيسيتين: إعلان نقص قطع الغيار: الميزانيات المحدودة أثرت على جاهزية طائرات مثل إف-35، مما يستدعي تخصيص موارد إضافية لتجاوز هذا النقص. نقص الخبرة: قلة الممارسة في صيانة الطائرات المعقدة تجعل من الضروري تدريب الأفراد العسكريين بشكل دوري لتعزيز الجاهزية. التوقعات المستقبلية يتعين على الناتو أن يبدأ الآن في التحضير لمواجهة احتمال إعادة تسليح روسيا بأسلحة متطورة مثل "أوريشنيك". وبتمكين قواته من العمل في بيئات مجزأة وبعيدة عن القواعد الكبرى، يمكن للحلف تعزيز قدرته على الردع وتقليل تأثير الهجمات في أي صراع مستقبلي. ورغم نجاح الدفاعات الأوكرانية في صد الهجمات الروسية جزئيا، فإن التطورات مثل "أوريشنيك" تفرض تحديات جديدة تستوجب استعدادًا طويل الأمد من جانب أوروبا وحلفائها.


النهار
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- النهار
جيش التحرير الشعبي الصيني يتحضر لعيده المئة بترسانة ضخمة
في خطوة لافتة لكنها غير مفاجئة، تقوم الصين ببناء مجمع ضخم غرب العاصمة بكين، يبلغ حجمه 10 أضعاف مقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بحسب ما كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين. وأشارت إلى أن أجهزة الإستخبارات الأميركية تعتقد أنه سيتم استخدامه كمركز قيادة للحروب، وأطلقت على الموقع اسم "مدينة بكين العسكرية". ونقلت الصحيفة البريطانية عن دينيس وايلدر، الرئيس السابق لقسم التحليلات المتعلقة بالصين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أن هذا المخبأ يشير إلى "نيّة بكين بناء قوة عسكرية تقليدية من الطراز العالمي، بالإضافة إلى قدرة متقدمة على خوض الحروب النووية". بدوره قال ديكر إيفليث الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية لوكالة "رويترز" إن "صور الأقمار الصناعية تظهر أربعة أذرع خارجية ستضم عنابر الليزر وعنبر تجارب مركزياً، فيه غرفة ستحتوي على نظائر الهيدروجين التي ستدمجها أشعة الليزر القوية لإنتاج الطاقة"، وقدّر إفيليث أن عنبر التجارب في المركز الصيني أكبر بنحو 50 في المئة من ذلك الموجود في منشأة الإشعال الوطنية الأمريكية، والتي تعدّ الأكبر في العالم حالياً. أما بالنسبة لمحلل السياسة النووية في مركز "هنري أل ستيمسون" وليام ألبرك، فإن أي دولة لديها منشأة مثل تلك الأميركية يمكن أن تزداد ثقتها و"تحسن تصميمات الأسلحة الحالية وتسهل تصميم القنابل في المستقبل بدون اختبار الأسلحة نفسها". هذا النتاج ما هو إلّا حصيلة الصراع الجيوسياسي المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، الممتد على طول البحار والمحيطات والقارات السبع من ضمنها القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا. قبل عامين تقريباً، أورد تقرير أصدره معهد الأبحاث الأميركية Aid Data في جامعة ويليام أند ميري في ولاية فرجينيا أسماء الدول المرشحة لاستضافة قواعد صينية ومنها سريلانكا وغينيا الإستوائية وموريتانيا والكاميرون وباكستان. ورأى المعهد في ذلك الوقت أن الأسباب وراء اختيار هذه الدول هو الرغبة الصينيّة في التوسع عسكرياً للحدّ من النفوذ الأميركي وبالتالي تأمين مسار مبادرة "الحزام والطريق" هذا بالإضافة إلى أن هذه القواعد تعزز قدرات الصين الإستخباراتية. وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن الصين أنفقت مليارات الدولارات لتحويل المناطق والموانئ البحرية إلى مجمعات عسكرية لاسيما في بحر الصين الجنوبي، بما في ذلك كهف للغواصات الصاروخية النووية. وكل هذا، بحسب الصحيفة الأميركية، لحماية الطرق البحرية التي تغذي اقتصاد الصين، ومواجهة أي تحرك غربي نحو تايوان. جرس إنذار التعزيزات العسكرية الصينية وتوسعها في العالم على حساب النفوذ الأميركي جعل من بعض الباحثين يرون في الأمر على أنه "جرس إنذار" على حدّ قول كبير الباحثين في مؤسسة "هيرتيدج" للأبحاث نايل غاردنير. سلسلة القواعد البحرية التي تقوم بكين ببنائها، أو ما يُعرف بـ"عقد اللؤلؤ" على سواحل المحيط الهندي، مثل بنغلاديش وميانمار وسريلانكا، تهدف إلى تعزيز وحماية الموانئ التجارية التي تشكل "الحزام" ضمن مبادرة إعادة إحياء "طريق الحرير" التاريخية. وهذه القواعد لا تثير قلق واشنطن فقط، إنما أيضاً جارتها النووية الهند، ومجموع دول آسيان، وكان آخر ما كشفت عنه الأقمار الإصطناعية هي قاعدة ريام البحرية في كمبوديا. وقال موقع Breaking Defense في تقرير نشر في تموز/يوليو الماضي إن "أحدث منشأة عسكرية صينية في الخارج جاهزة للعمل، مما يؤكد سنوات من الشكوك حول وجود الصين في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا". وتتمثل الأسباب الرئيسة لبناء هذه القاعدة وتطويرها، أنها تشرف على الموقع الاستراتيجي لمضيق ملقا، الممر المائي الذي تمرّ عبره ما يقارب من 20 في المئة من التجارة العالمية، و حوالي 60 في المئة من إجمالي تجارة الصين الخارجية. ولطالما كان هناك قلق صيني من سيطرة الجيش الأميركي على المضيق وممرات الملاحة المرتبطة به في منطقة بحر الصين الجنوبي سواء مباشرة من خلال قواعده أو من خلال حلفائه في المنطقة. وفي نهاية العام الماضي، رست سفينة حربية أميركية في كمبوديا على بعد بضعة كيلومترات فقط من القاعدة الصينية، وما هذه الزيارة سوى ترجمة ميدانيّة لاحتدام التنافس بين القوتين في جنوب شرق آسيا. لكنها تعكس في الوقت عينه رغبة دول المنطقة بتنويع خياراتها السياسية تماماً كما اقتصاداتها. وكانت الصين قد افتتحت في آب/أغسطس من عام 2017 رسمياً أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها وكانت في جيبوتي في القرن الأفريقي، وجاء ذلك في ذات اليوم الذي يحتفل فيه "جيش التحرير الشعبي" الصيني بالذكرى الـ 90 لتأسيسه في عام 1927. وبالعودة إلى "مدينة بكين العسكرية" فإن الترجيحات تشير إلى أن انتهاء العمل سيكون بحلول عام 2027 تزامناً مع الذكرى المئوية لجيش التحرير الشعبي، مع تقديرات بأن هذا الموقع سوف يلعب دوراً رئيسياً في الاستراتيجية العسكرية الصينية لمواجهة النفوذ الأميركي بدء من بحر الصين الجنوبي وعلى طول امتداد المحيطين الهندي والهادئ وكل ما يقع بينهما.