منذ 2 أيام
نحن وشات جي بي تي 5: إمبراطورية جوجل تشهد تمرّدا رقميا عاصفا
هل يلقى محرك البحث جوجل مصير إنترنت إكسبلورر أو موقع yahooأو موبايلات نوكيا؟
وهل يتحوّل من بوابة الإنترنت الأولى إلى مجرد ممر جانبي؟ كيف انقلبت خارطة الوصول إلى المعرفة وأصبح المستخدم يبحث عن إجابات جاهزة لا عن روابط؟
جوجل إمبراطورية رقمية هائلة لكنّها اليوم تشهد تمرّدًا رقميًا غير مسبوق تقوده أدوات الذكاء الاصطناعي التي تغيّر جذريًا طريقة الوصول إلى المعلومات. والسؤال اليوم ليس عن قدرة جوجل التقنية بل عن قدرتها على التكيّف السريع مع موجة الذكاء الاصطناعي، فقد تجد نفسها في الموقع ذاته الذي كانت فيه مايكروسوفت حين شاهدت إنترنت إكسبلورر يتهاوى أمام محرك جوجل نفسه. فالإمبراطوريات لا تنهار فجأة بل عندما تعتقد أن عرشها أبدي.
المستخدم لا يريد روابط بل إجابات
التحوّل الجوهري الذي يحدث اليوم لا علاقة له بالتكنولوجيا فقط بل بسلوك المستخدم نفسه. لأن جيل الإنترنت الأول كان يقبل بخدمة بحث تقدم له مئات الروابط ليختار منها ما يناسبه. لكن الجيل الجديد المعتاد على السرعة والتخصيص والاختصار يريد النتيجة فورًا وجاهزة وملخّصة.
فالذكاء الاصطناعي لا يقدم محرك بحث بديل، بل يقدم نموذجًا جديدًا كليًا على شكل مساعد ذكي يفهم سؤالك ويُنتج لك جوابًا مصنوعًا خصيصًا لك. وهو ما يجعل هذه النماذج تتجاوز جوجل كتابة المحتوى والتحرير وإعداد العروض والخطط والنصوص والتحليل المقارن والتلخيص السريع.
جوجل ترد لكن هل الرد كافٍ؟
جوجل لم تقف مكتوفة الأيدي فمنذ 2023 تختبر واجهة جديدة للبحث تقدم فيها إجابات ذكية باستخدام نماذج ذكاء اصطناعي. كما أطلقت جيمناي ودمجته تدريجيًا في بعض منتجاتها مثل جيميل وكروم. لكنها لا تزال حبيسة نموذج الإعلانات والروابط مما يضعف مرونة التحول الجذري في تجربة المستخدم.
الخطر هنا أن جوجل تبقى مقيدة بحجمها وأسلوب عملها الربحي الذي يحقق لها مئات المليارات سنويًا، فكيف تجرب نموذجًا جديدًا غير مضمون النتائج؟ فهل ستبقى أسيرة إرثها حتى تجد نفسها في موقف شركة كوداك التي اخترعت الكاميرا الرقمية لكنها رفضت تبنيها خوفًا على مبيعاتها من الأفلام الفوتوغرافية؟
فإذا استمر المستخدمون في تفضيل إجابات نماذج الذكاء الاصطناعي على تصفح نتائج البحث، وإذا بقيت شركة جوجل مترددة في التحول إلى نموذج مساعد شخصي فعّال، فربما لن ينقرض محرك جوجل لكن سيتحوّل من بوابة رئيسية للإنترنت إلى مجرد ممر جانبي.
مجد الأمس لا يكفي لعرش الغد، فالمستخدم تغيّر فلم يعد يرضى بالبحث بل يطالب بالنتائج السريعة المخصصة. فإذا لم تتحول شركة جوجل من محرك بحث إلى عقل مساعد فقد تجد نفسها تلاحق موجة بدل أن تقودها وتلقى مصير yahoo.