أحدث الأخبار مع #جيميميلر


أخبارنا
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- أخبارنا
مراهقون خارج السيطرة
برعلا زكريا تلميذ يضرب أستاذته بما يشبه شاقور بمدينة أرفود ويرسلها للمستعجلات في حالة حرجة، واقعة مؤسفة تنضاف لأخرى لا تفصل بينهما سوى ثلاثة أيام راح ضحيتها تلميذ تلقى طعنة قاتلة على يد زميل له بإقليم شفشاون. هكذا تحولت حوادث العنف في صفوف المراهقين من وقائع متفرقة إلى ظاهرة مجتمعية مقلقة تستدعي وقفة تأملية عميقة. وفي خضم هذه التحولات الاجتماعية المتسارعة، يبرز سؤال جوهري يؤرق الآباء والمدرسين والمهتمين بالشأن التربوي: كيف انزلق جيل بأكمله نحو دوامة العنف المستعصية؟ لعل السلسلة البريطانية "Adolescence" التي تجتاح شاشات نتفليكس مؤخرا تمثل المرآة الأكثر قسوة وصدقا لهذه الظاهرة المرعبة، حيث تكشف بجرأة استثنائية عن الأسرار المظلمة للمراهقة المعاصرة في عالم فوضوي. تروي السلسلة - عبر شخصية جيمي ميلر البالغ من العمر 13 عاما - مأساة مراهق يرتكب جريمة قتل في مدرسته، لتفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات وجودية عميقة تخترق الوعي المجتمعي: هل المراهق مجرم بطبعه، أم ضحية منظومة اجتماعية مفككة تلفظ أبناءها إلى هاوية العنف؟ تتعدد مصادر هذا الانحدار المأساوي وتتشابك خيوطه بصورة معقدة، لكن السلسلة البريطانية تضع إصبعها بدقة على الجرح النازف: التأثيرات السلبية للإنترنت وثقافة التواصل الاجتماعي التي تجتاح عقول المراهقين دون رقيب. فمنصات التواصل تحولت إلى مختبر خطير للعنف الرمزي والجسدي، حيث يتشكل وعي المراهق من خلال سموم الذكورية المتطرفة وخطابات الكراهية التي تغذي النزعات العدوانية الكامنة. الشاهد الأبرز في العالم الغربي يتمثل في تأثير شخصيات مثل "أندرو تيت"، الذي أصبح أيقونة للمراهقين رغم ترويجه لثقافة ذكورية متطرفة تمجد العنف وتحط من قيمة المرأة وتكرس النظرة الاستعلائية. وفي المشهد المغربي، تتعدد النماذج المشابهة التي تستقطب اهتمام المراهقين وتسهم في تحطيم المنظومة التربوية والقيمية التقليدية. هذه المنظومة الفكرية السامة تجد طريقها بسهولة مخيفة إلى عقول المراهقين الباحثين عن الهوية والتأكيد في عالم لا يمنحهم مساحات كافية للتعبير والإبداع. بيد أن المسألة لا تتوقف عند حدود التأثيرات الرقمية وحدها. فالتفكك الأسري المتزايد، وتراجع دور المؤسسات التربوية، والضغوط الاقتصادية المرهقة، وانتشار المؤثرات العقلية بين المراهقين بصورة غير مسبوقة، كلها عوامل متضافرة تساهم في تشكيل بيئة محفوفة بالمخاطر النفسية والاجتماعية تغذي السلوكيات العدوانية. الأخطر من ذلك كله أن الظاهرة تجاوزت فضاء المدرسة والشارع لتقتحم الفضاء العائلي نفسه. فقد سجلت حالات متعددة تورط فيها مراهقون في إيذاء وقتل والديهم أو إخوتهم بعد خلافات عائلية، الأمر الذي يعمق من أبعاد الأزمة ويؤشر على تصدع القيم الأساسية التي تحكم المجتمع. فالعنف لم يعد مقتصرا على الشارع أو المدرسة، بل اقتحم أقدس المساحات: البيت والعلاقات العائلية التي كانت تمثل الملاذ الآمن الأخير. في مواجهة هذه الظاهرة المقلقة، ثبت عجز المقاربات الأمنية التقليدية عن احتواء المشكلة. فالحلول القمعية لا تعالج جذور الأزمة، بل قد تزيد من تفاقمها من خلال تعميق شعور المراهقين بالاغتراب والعزلة. ما نحتاجه حقا هو منهجية شاملة متعددة الأبعاد تتجاوز المسكنات المؤقتة لتعالج الأسباب العميقة للظاهرة. يتطلب الأمر إعادة نظر جذرية في المنظومة التربوية بأكملها، بحيث تركز على بناء شخصية متوازنة للمراهق وليس مجرد تلقينه المعارف النظرية. كما يستدعي تفعيل برامج متخصصة للدعم النفسي داخل المؤسسات التعليمية، وتأهيل الأسر للتعامل مع تحديات المراهقة في العصر الرقمي، وتنظيم صارم للمحتوى الإلكتروني الذي يستهدف الفئات العمرية الهشة. سلسلة "Adolescence" ليست مجرد عمل فني يسعى للإثارة، بل هي صرخة إنذار مدوية تدعونا للوقوف طويلا أمام المرآة والاعتراف بعمق الجرح النازف في جسد المجتمع. إنها دعوة صريحة لمراجعة الذات المجتمعية والفردية، وإعادة النظر في المنظومة القيمية التي نورثها للأجيال القادمة. في النهاية، يجب أن ندرك أن المراهق ليس وحشا يجب إقصاؤه أو معاقبته، بل إنسان في طور التكوين يحتاج للفهم والاحتواء والتوجيه السليم. والمعركة الحقيقية ليست ضد المراهق نفسه، بل ضد المنظومات الاجتماعية والتربوية والإعلامية التي تدفعه - عن قصد أو غير قصد - نحو هاوية العنف والتطرف.


أخبار مصر
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- أخبار مصر
Adolescence. مسلسل درامي عرض على نتفليكس وشكل صدمة للجمهور بقصة جيمي ميلر (أوين كوبر) ابن ال13 عامًا وتسليطه الضوء على قضايا مؤثرة في عالم المراهقين
ET بالعربي | Adolescence. مسلسل درامي عرض على نتفليكس وشكل صدمة للجمهور بقصة جيمي ميلر (أوين كوبر) ابن ال13 عامًا وتسليطه الضوء على قضايا مؤثرة في عالم المراهقين


Independent عربية
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
"المراهقة"... دراما بلقطة واحدة عن التنمر المتسلسل
يستند مسلسل "المراهقة" البريطاني إلى قصة من الواقع لينقل قضية التنمر الإلكتروني الذي يتعرض له المراهقون وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في قالب مكتمل العناصر وتصوير رائع. وخلال أسابيع قليلة من بداية عرضه على "نتفليكس" استطاع مسلسل "المراهقة" Adolescence أن يتصدر قائمة المسلسلات التلفزيونية الإنجليزية الأكثر مشاهدة على المنصة. وبحسب موقع "تودوم" التابع لـ"نتفليكس" استطاع المسلسل أن يقفز من المرتبة التاسعة إلى الرابعة على قائمة أكثر الأعمال الإنجليزية شعبية بعد أقل من شهر من صدوره، محققاً أكثر من 114 مليون مشاهدة. يعود النجاح الواسع الذي حققه المسلسل الذي يخاطب المراهقين وأهلهم مستنداً إلى قصة من الواقع لعناصر عديدة أسهمت معاً في ذلك. حتى إنه عرض في عديد من المدارس الثانوية في المملكة المتحدة بفضل الرسالة الواقعية المؤثرة التي ينقلها، ونظراً إلى تناوله مواضيع حساسة عن المراهقين وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي عليهم، لذلك وصل إلى جمهور متنوع من المراهقين والشباب والمعلمين، إضافة إلى الأهل. أحداث من الواقع تدور أحداث مسلسل Adolescence الذي صور في بريطانيا حول المراهق جيمي ميلر البالغ من العمر 13 سنة الذي يعتقل بتهمة قتل أحد رفاقه في المدرسة مع ما سببه ذلك من حالة ارتباك واضطراب للأهل. ويظهر فيه أيضاً والد جيمي والمحقق، إضافة إلى خبيرة علم النفس التي تتابعه. ويتميز المسلسل الذي أخرجه فيليل بارانتيني، وهو من تأليف ستيفن غراهام وجاك ثورن، بعناصر عديدة لافتة، منها طريقة التصوير في كل من حلقاته بلقطة واحدة مستمرة، مما أعطاه طابعاً درامياً متكاملاً وجعل من مشاهدته تجربة لافتة. وإضافة إلى طريقة التصوير التي تميزه تبرز فيه القضية التي يطرحها. وعلى رغم أن الأعمال والمسلسلات الدرامية كثيرة على المنصات، ومنها "نتفليكس"، وعلى رغم كثرة الأعمال التي تدور حول قضايا المراهقين، حقق المسلسل نجاحاً بسرعة قياسية بفضل طريقة المعالجة والطرح الجريء والأسلوب السردي المختلف، والإخراج البصري اللافت، والنقاش الذي أثاره في بريطانيا والعالم حول كيفية حماية الأطفال من التنمر الإلكتروني ومن المحتويات الضارة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا إلى جانب التسلسل الدرامي الذي استطاع من خلاله أن يمرر رسائل عدة في أقل من أربع ساعات، بما أنه يتألف من 4 حلقات، مدة كل منها 65 دقيقة. هذه العناصر التي اجتمعت واستطاع من خلالها أن يحقق نجاحاً عالمياً، وبفضل تأثيره المجتمعي اللافت وما أثاره من نقاشات، دعم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مبادرة من "نتفليكس" لبثِّ المسلسل الدرامي مجاناً في المدارس الثانوية في البلاد، ليشاهده أكبر عدد ممكن من المراهقين. وكان طالب بعرض المسلسل الذي تصدر محركات البحث على وسائل التواصل الاجتماعي في المدارس كأداة تعليمية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) قصة تحاكي المراهقين بحسب الاختصاصي في المعالجة النفسية أنطوان الشرتوني تكمن أهمية المسلسل في أنه يخاطب المراهقين متناولاً إشكالية قد يواجهها كثر منهم، وهي التنمر، وتحديداً التنمر الرقمي، كما يتناول موضوع قتل مراهقة استناداً إلى قصة من الواقع. وصحيح أنه يخاطب المراهقين مباشرة، لكنه لا يخاطبهم حصرياً، وإنما يخاطب الأهل أيضاً، فيما يدعوهم إلى التنبه لكل التفاصيل التي تتعلق بأبنائهم. في الوقت نفسه ما يميز المسلسل بصورة خاصة هو ما يكشفه عن الدينامية في العائلة، وردود الفعل للأم والأب والمراهق وشقيقته، بصورة تعكس الواقع، "هو عمل رائع ومتكامل من النواحي كافة، بمختلف العناصر الرائعة فيه، بنصه البسيط والفعال، خصوصاً في الحلقة الثالثة التي تكشف دور خبيرة علم النفس وتصرفاتها ومخاوفها وتساؤلاتها، مما يجعله عملاً رائعاً يفسر نجاحه". ويتناول المسلسل موضوع التنمر انطلاقاً من الجريمة التي حصلت والتهمة الموجهة إلى المراهق. وفي الحلقتين الثانية والثالثة تكشف خبيرة علم النفس في مساعيها إلى اكتشاف الحقيقة تلك العلاقة بين التنمر الإلكتروني والقتل. بالنسبة إلى الشرتوني عالج المخرج القصة بطريقة رائعة تجعل المشاهد في حالة ترقب لما سيكشف عنه المسلسل حول الجريمة، وما إذا كان المراهق قد أقدم فعلاً على قتل رفيقته في المدرسة، ولا يكشف ذلك إلا في الدقيقة الأخيرة، لذلك يجذب المسلسل المشاهد من اللحظة الأولى حتى الدقيقة الأخيرة من دون توقف، بحيث يجد صعوبة في التوقف عن المشاهدة في أي وقت من الأوقات. ولا يؤيد الشرتوني عرض المسلسل في المدارس كأداة تعليمية ولا يراه مناسباً في هذا الإطار وإن كان من الممكن للأطفال مشاهدته من عمر 12 سنة، فيكون مناسباً لهم من هذه السن للاستمتاع به والاستفادة من الرسائل التي فيه، خصوصاً أنه في هذه السن من الممكن أن تبدأ سلوكيات التنمر بين الأطفال. فهو في الواقع لا يظهر حتى معاناة أهل الفتاة بصورة واضحة ومستمرة، ولا يسلط الضوء على قضية التنمر بصورة متواصلة، بل على جزء منها فقط. كما لا يركز على المعاناة المرتبطة بالتنمر من خلال شخصية صديقتها المراهقة إلا في مشاهد معينة وبصورة محدودة، مع ما ظهر لديها من مشاعر غضب وردود فعل، لذلك لا يراه فيلماً تثقيفياً عن التنمر، لأنه ليس هناك تركيز كافٍ على ذلك، فيما يرى أن فيلم Marion 13 ans pour toujours مناسب بصورة أمثل لهذا الهدف بتركيزه على التنمر كأداة تثقيفية. فهو يظهر معاناة الأهل بعد انتحار ابنتهم بسبب التنمر، ويسلط الضوء على أثر التنمر، وأيضاً على معاناة أهل الطفل المتنمر. فهي طفلة عاشت حتى عمر 13 سنة وأقدمت على الانتحار بسبب التنمر الذي تعرضت له. على رغم ذلك يعد مسلسل "المراهقة" رائعاً ويمكن أن يشاهده المراهقون لأنه ينقل رسائل معينة، وهو يخاطبهم مباشرة من دون أن يكون فيلماً تربوياً. وقد نقل الرسالة بطريقة ذكية وكشف دينامية العائلة ودينامية المراهقة مع خبيرة علم النفس والمراهقين في المدرسة. كل المشاهد والرسائل واضحة فيه، وحتى بالنسبة إلى التحقيقات التي تجرى مع مراهق، هي تراعي سنه في طريقة التعامل معه بهدوء، بوجود من يمثله، ويحضر التحقيقات مراعاة لسنه، "هذا ما يجعله عملاً متكاملاً بطريقة المعالجة، والجماليات التي فيه التي هي أكثر من رائعة، إضافة إلى التنفيذ والتصوير والإخراج والسيناريو الرائع والتمثيل المبدع. وخبيرة علم النفس لعبت الدور بصورة ممتازة وجسدته بكل ما فيه من مشاعر". تقنيات سينمائية من جهته يتوقع الناقد والمستشار السينمائي إلياس دمّر أن يحصد المسلسل عديداً من الجوائز، وقد يحصل على جائزة أفضل مسلسل قصير، كونه يشكل تجربة فنية متميزة في عالم الدراما التلفزيونية، إذ اعتمد على تقنيات تصوير مبتكرة لتعزيز التأثير الدرامي للقصة الحساسة والمؤثرة. ومن أهم التقنيات المجدية فيه تقنية التصوير بلقطة واحدة مستمرة من دون انقطاع في كل حلقة للتحول إلى ما يشبه الفيلم، ومثل هذه التقنية في التصوير تتطلب تنسيقاً أمثل ودقيقاً بين الممثلين والمصورين. وهذا الأسلوب ينقل إلى المشاهد واقعية الأحداث ويعزز التوتر الدرامي لقصة مشحونة. وقد استغرق تصوير الحلقة الأولى وحدها يوماً كاملاً، وفق التقارير. أما في باقي الحلقات فتكرر التصوير ليصل أحياناً إلى 16 مرة للوصول إلى لقطة مُثلى متواصلة في الحلقة لمدة 50 دقيقة، لأن هذا يتطلب درجة عالية من الاحتراف في التنسيق بين فرقاء العمل، حتى إنه كان هناك تعقيد في التصوير في لقطة واحدة متواصلة، وتم تطويره عبر إضافة التصوير الجوي بالطائرة المسيرة، مما يتطلب تنسيقاً عالي المستوى. وكان هناك انتقال من التصوير الجوي إلى الأرضي بصورة مثالية لا خطأ فيها، وهذا ما فرض تحديات لضمان هذا التنفيذ العالي المستوى مع أسابيع من التحضيرات حتى تأتي المشاهد سلسة، علماً أن التنقل بالكاميرا بين مواقع مختلفة بهذه الصورة غير مسبوق في التلفزيون ولا حتى في السينما، بحسب دمّر. هذا الإبهار التقني انعكس بصورة واضحة على السرد الدرامي لتعزيز أثره، مما جعل المشاهد والنقاد يشعرون بواقعية الأحداث، وأضاف بُعداً فنياً أبرز التحديات النفسية التي يعانيها المراهق وعائلته وأصدقاؤه، والتحديات الاجتماعية التي تواجهها الشخصيات حتى اللحظة الأخيرة، وهذا ما جعل التجربة البصرية أكثر اندماجاً مع التسلسل الدرامي. ويعتبر دمّر أن هذا العمل يشكل نقطة مفصلية، وهو رائد في استعمال هذه التقنيات، ويعد نموذجاً رائداً أمام أعمال أخرى في اعتماد التقنيات السينمائية المتقدمة في الإنتاج التلفزيوني، كما يشكل نقطة مفصلية في إشكاليات المراهقة والهوية الشبابية وما تتعرض له من إذلال وتنمر إلكتروني، مع دخوله في التفاصيل وتفسيرات وتحليلات ذكية لزوايا تتعلق بهذا الشأن. وبصورة عامة يعتبر دمّر أنه لم تغلب التقنية التصويرية على المحتوى الدرامي، كما أن البعد الفني الدرامي لم يغلب على التقنية فيه، بل كمل كل منهما الآخر، مما أعادنا إلى روعة السينما التي انتقلت إلى التلفزيون. في ما يخص البناء الدرامي أتى السرد كما لو كان في الزمن الحقيقي بسبب طريقة التصوير بأسلوب يترك المشاهد مع أعلى درجات التوتر الدرامي من دون انقطاع أو تهدئة في سياق الأحداث. إلا أن التوتر كان ينمو شيئاً فشيئاً ليبلغ الذروة في مكان ما، وعندما انكشفت الروايات المتعددة، خلق ذلك للمشاهد حالة الشك المستمرة بسبب طريقة الكتابة. فهناك تساؤلات مستمرة حول ما إذا كان المراهق مذنباً فعلاً أو ضحية، على رغم الحقائق التي تعرض. ويشيد دمّر بشخصية المراهق المعقدة، الذي يبدو ضحية البيئة السامة والتنمر الرقمي، وكذلك شخصية الضحية المقتولة التي تمثل الصوت الغائب. فوجودها الوهمي شكل العمود الفقري للعاطفة الدرامية، حيث تكشف شخصيتها شيئاً فشيئاً. وعلى رغم أنها ضحية وغائبة، هي في العمل رمز لانهيار القيم المجتمعية. ويظهر أيضاً في العمل عدم فهم الراشدين معاناة المراهقين في استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي. ومن الشخصيات المهمة أيضاً الأم والأب اللذان تظهر لديهما مشاعر الارتباك لعدم قدرتهما على تصديق ما حصل، بالتالي يسلط المسلسل الضوء على تسلسل أفكار الذكورية المتطرفة التي تسرب عبر الإنترنت إلى عقول الشباب بصورة تظهر من خلال تفاصيل يومية، كما يبرز الشرخ الموجود بين الأجيال، وعدم تفهم الراشدين للأطفال، وعدم تعبير المراهقين بالصورة المناسبة للراشدين، وهذا ما يخلق هوة بين الجيلين. أما المشكلة الثالثة التي يبرزها، فهي الهوية والانتماء لدى المراهق في بحثه عن مكان في العالم، وهو في حالة عجز مستمرة، فيتوه في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحتمي بالتجمعات الإلكترونية التي أصبحت عنيفة للغاية. يعبر دمّر عن إعجابه الشديد بهذا العمل بما يتخلله من تجريد للمشاعر في الأسلوب الدرامي والإخراجي بواقعية شديدة من دون مونتاج وبغياب الموسيقى التصويرية، مما يجعل المشاهد مرغماً على مواجهة المشاهد كما هي من دون تزيين وإضافات، إضافة إلى التداخل السردي مع الزمن النفسي. وعلى رغم الوجود في زمن واحد كأنه ثمة تضارب في الأزمنة بين مختلف الشخصيات، "أروع ما في العمل أنه يظهر كيف يمكن أن تحصل الجريمة في صمت، فيما لا يعرف أحد أن المراهق البريء يمكن أن يتحول إلى قاتل في أعين المجتمع، بينما الحقيقة معقدة أكثر بكثير، لذلك فإن الدراما موجودة لطرح أسئلة أخلاقية وإنسانية من دون أجوبة واضحة".