logo
#

أحدث الأخبار مع #حاتمالنعيمات

بعد زيارة ترامب للخليج: هل يمكن منافسة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا؟
بعد زيارة ترامب للخليج: هل يمكن منافسة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا؟

الانباط اليومية

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الانباط اليومية

بعد زيارة ترامب للخليج: هل يمكن منافسة اللوبي الإسرائيلي في أمريكا؟

الأنباط - حاتم النعيمات تعد زيارة الرئيس الأمريكي إلى الخليج غاية في الأهمية نظرًا لما تم توقيعه خلالها من استثمارات واتفاقيات ستنعكس إيجابًا على الخليج العربي والمنطقة بأسرها. فقد تمحورت عناوين اللقاءات حول ملفات حيوية كالدفاع والطاقة والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى القضايا الإقليمية وفي مقدمتها فلسطين وسوريا. الاستثمارات الخليجية أخذت بعدًا زمنيًا يمتد إلى عشر سنوات في بعض المجالات، وهو ما يعكس الطمأنينة على عمق العلاقات الخليجية الأمريكية ويؤكد رغبة الجانبين في الحفاظ على هذه الشراكة مستقبلًا. وهذا مؤشر استقرار مهم ينبغي التوقف عنده. المستجد اللافت في هذه الزيارة هو اقتراب دول الخليج أكثر من مركز صنع القرار الأمريكي من خلال تعزيز قدرات "جماعات الضغط' الخليجية عبر توقيع شراكات ضخمة مع شركات التكنولوجيا والطاقة، وأقصد تلك الشركات التي بات لها نفوذ واسع في الإدارة الأمريكية، خاصة مع قدوم الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض. وأقول تعزيز قدرات لأن نتائج الزيارة تضاف إلى الجهود التي بدأتها بعض الدول الخليجية منذ عام 2015 تقريبًا لتأسيس جماعات ضغط تخدم مصالحها، وهي جهود قانونية ومشروعة داخل الإطار الأمريكي، وليست مخالفة كما يتصور البعض. الدول الخليجية التي زارها ترامب ركزت بشكل واضح على الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والطاقة إدراكًا منها لقوة التحالف القائم بين ترامب وهذه الشركات. ومن هذا المنطلق، فإن تأسيس جماعة ضغط خليجية متفوقة على منافسيها بات أكثر قابلية للتنفيذ. من المعلوم للجميع أن اللوبي الإسرائيلي (AIPAC) لا يزال هو الأقوى في الولايات المتحدة، وهو لوبي قديم ومتجذر وله امتدادات سياسية واستثمارية وإعلامية، ويشكّل السبب الجوهري في استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل. ولا يُخفى أن هناك لوبيات أخرى لدول مثل تركيا، لكنها لا ترقى إلى مستوى التأثير الإسرائيلي. ومع ذلك فإن التحركات الخليجية الأخيرة تبشّر بتغيرات في هذه الوضعية. لذلك فإن زيارة ترامب هذه والتي أُعلن خلالها عن استثمارات تقارب التريليوني دولار، تمثّل فرصة استراتيجية لدول الخليج للدخول في مضمار المنافسة مع اللوبي الإسرائيلي، حتى وإن كانت المنافسة صعبة. فثمة واقع دولي يتغير، وإسرائيل تواجه اليوم تراجعًا كبيرًا في علاقاتها مع أوروبا والصين وروسيا والأمم المتحدة والكثير من المؤسسات الأممية بسبب ما ارتكبته من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين وتصرفاتها العنجهية، هذا كله يفتح أمام دول الخليج آفاقًا جديدة لتغيير وجهة المنطقة. وتحت نفس العنوان فإن التحالفات الكلاسيكية للوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة، لا سيما في الإعلام والمجمع الصناعي العسكري، فقدت الكثير من قوتها، خصوصًا في ظل صعود شبكات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي كبديل للإعلام، وفي ظل تحالف الجمهوريين مع شركات الطاقة والتكنولوجيا كبديل للمجمع الصناعي العسكري تماشيًا مع سياسة "اللاحروب' التي يتبناها ترامب. لكن هذا كله لا يعني أن اللوبي الإسرائيلي سقط، بل يعني أنه أصبح طبيعيًا بحيث يمكن منافسته ما، ومع ذلك، يبقى هذا اللوبي قوي، وقوته نابعة من امتلاكه قاعدة شعبية ومؤسساتية داخل الولايات المتحدة، فضلًا عن عمق ديني وثقافي يرتكز على عقائد مسيحية يمينية تؤمن بـ'أرض الميعاد' ورموزها التوراتية. لذا، فإن المال والاستثمارات وحدها لا تكفي لصناعة لوبي ناجح، بل يجب أن يُدعّما بقاعدة اجتماعية وفكرية تعزز الحضور الخليجي داخل مصنع القرار الأمريكي. ورغم أن ترامب سعى في زيارته الأخيرة إلى فك ارتباط الخليج عن مساره العربي، غير أن تشابك ملفات الخليج مع قضايا مصيرية كالقضية السورية والفلسطينية أبطل هذه المساعي. وقد تجلّى ذلك في إعلان ترامب عن نيّته رفع العقوبات عن سوريا بضغط سعودي، كما ظهر أيضًا في موقف السعودية الحازم الرافض للتطبيع دون قيام دولة فلسطينية. أما الأردن، فهو يمتلك علاقات مميزة مع السعودية والإمارات، كما تربطه بالولايات المتحدة شراكة استراتيجية فريدة، فهو الدولة الوحيدة التي استعادت المساعدات بعد قرارات تعليقها. وعليه، فإن إعادة قراءة المتغيرات التي أعقبت الزيارة ضرورة وطنية أردنية، كما أن الاستفادة من تنامي النفوذ الخليجي في واشنطن هو حق مشروع نظرًا للعلاقات الأردنية الخليجية الوثيقة.

زيارة ترامب للمنطقة: الفُرَص والتحديات والنتائج.
زيارة ترامب للمنطقة: الفُرَص والتحديات والنتائج.

جهينة نيوز

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جهينة نيوز

زيارة ترامب للمنطقة: الفُرَص والتحديات والنتائج.

تاريخ النشر : 2025-05-11 - 11:41 pm حاتم النعيمات من المرجّح أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة دول خليجية ابتداءً من منتصف الأسبوع الحالي، وهذه الزيارة مهمة لأن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى إلى إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية والسياسية بعد الهزة الكبيرة التي تعرضت لها المنطقة بعد السابع من أكتوبر. يبدو أن واحد من أهم أهداف هو تعزيز التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وأقول "تعاون" لأن هناك من يريد تصوير هذه العلاقة بأنها لمصلحة طرف واحد، وهذا غير صحيح، فالرئيس الأمريكي يسعى إلى زيادة مستوى الاستثمارات والتبادل الاقتصادي في العديد من المجالات كالطاقة، والذكاء الاصطناعي، والمعادن الحيوية، والدفاع، وتسعى الدول الخليجية إلى الاستفادة من هذه الاستثمارات وإلى توسيع قاعدة المنافع السياسية بشكل أكبر. العلاقات بين الولايات المتحدة والخليج هي علاقات تبادلية يستفيد منها الخليج كما تستفيد أمريكا، والدليل أن الدول الخليجية الشقيقة قد زادت مساحة حركتها باتجاه الصين وروسيا وإيران بعد زيارة ترامب السابقة عام 2017، وهذا يفنّد تلك الدعاية التي تريد تشويه صورة السياسة الخليجية الخارجية وتصويرها على أنها مكسب للولايات المتحدة لوحدها. دليل آخر على ازدياد مساحة حركة دول الخليج العربي سياسيًا وهو أن السعودية -كأكبر دولة خليجية- أوقفت مفاوضات التطبيع مع إسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة، رغم أن التطبيع كان وما زال غاية رئيسية مُلحة للإدارات الأمريكية، والإدارة الحالية ليست استثناء. وقد أدت الحرب على قطاع غزة إلى تجمّيد مسار التطبيع برغبة منفردة من المملكة العربية السعودية؛ فالمملكة تُصر على وقف إطلاق النار في غزة كشرط أولي لاستئناف محادثات التطبيع وتفرض أن تقود هذه المحادثات إلى قيام دولة فلسطينية. ورغم أن هناك فتورًا في اهتمام الإدارة الأمريكية الحالية في موضوع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن هناك توقعات بأن تضع دول الخليج ملف إنهاء العدوان على طاولة النقاش مع ترامب، مع ملاحظة أن ترامب لم يدرج إسرائيل ضمن جدول زيارته، مما قد يُفسَّر على أنه نوع من التوتر بين ترامب ونتنياهو، لأن الأخير -على ما يبدو- قد أمعن في ازدراء تعهدات ترامب التي أطلقها بداية ولايته، وهذا قد يكون مدخلًا جيدًا لفرض المصالح الفلسطينية والعربية. على صعيد آخر فإن الزيارة تأتي على وقع جولة جديدة من المفاوضات بين واشنطن وطهران في عُمان بشأن البرنامج النووي الإيراني، ومن المرجّح في هذا العنوان أن تحاول دول الخليج فرض حضورها على طاولة المفاوضات لأنها باختصار طرف رئيسي جغرافيًا وسياسيًا ولا يمكن استبعادها عن المشهد، فالولايات المتحدة تناقش مصالحها بشكل عام حيث تركز على فرض تخفيض عمليات تخصيب اليورانيوم على طهران مقابل تخفيف العقوبات، في المقابل تُصر طهران على حقها في التخصيب. ما يهم الخليج هو كبح جماح البرنامج النووي الإيراني وعدم السماح لطهران بإعادة استرجاع طموحاتها في المنطقة كنتيجة لرفع العقوبات عنها من قبل واشنطن. وقد احتجت السعودية في 2015 على عدم دعوتها لتكون طرفًا في المفاوضات الأولى آنذاك. الخليج العربي لاعب أساسي في المنطقة، وترامب قادم لإعادة تثبيت النفوذ الأمريكي بعد أن تخلخل بسبب تقلبات السياسة الأمريكية الخارجية، خصوصًا بعد إدراكه أن دول الخليج تملك القدرة على تنويع خياراتها السياسية وقد فعلت ذلك بعدما رأت بأم عينها انخفاض الائتمانية الدبلوماسية الأمريكية. من المتوقع أيضًا أن يبحث ترامب مع زعماء دول الخليج إمكانية لعب دور أكبر في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، مستفيدًا من العلاقات الجيدة التي تتمتع بها دول الخليج مع طرفي الصراع. يأتي ذلك في إطار جهود ترامب لإيجاد حلول دبلوماسية للنزاع سعيًا منه لتقليل الفجوة بين وعوده وأفعاله، فهذه الفجوة أضعفته أمام نتنياهو واليمين المتطرف الموجود داخل إدارته. نتائج هذه الزيارة قد تعزز تماسك الموقف العربي اتجاه قضية فلسطين، لأن ما سيكسبه الخليج من مساحة سياسية إضافية سينعكس مباشرة على بقية الدول العربية المعنية بشكل مباشر في إنهاء الغطرسة الإسرائيلية في فلسطين. تابعو جهينة نيوز على

ضرورة إنعاش الدور العربي بعد انهيار الهدنة: ما هو وضع الأردن؟
ضرورة إنعاش الدور العربي بعد انهيار الهدنة: ما هو وضع الأردن؟

الانباط اليومية

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الانباط اليومية

ضرورة إنعاش الدور العربي بعد انهيار الهدنة: ما هو وضع الأردن؟

حاتم النعيمات يزداد الضغط على الأردن ومصر فيما يخص قبول التهجير من خلال استئناف إسرائيل لعدوانها على القطاع، والذي تسعى من خلاله إلى تعميق الكارثة الإنسانية هناك حيث تعتقد إسرائيل أنها ستجبر به سكان القطاع على الدخول عنوة إلى مصر. اليمين الإسرائيلي أعاد لملمة أوراقه بإعادة الوزير المتطرف (بنغفير) إلى الحكومة، وبإقالة رئيس الشاباك (رونين بار) المحسوب على المعسكر المعارض لنتنياهو، حيث كان موقف بار رافضًا لقانون إصلاح القضاء الذي تبناه اليمين الإسرائيلي وذلك منذ ما قبل السابع من أكتوبر. الترتيبات الداخلية في إسرائيل تعطي مؤشرًا على ما هو قادم، فعودة بن غفر تعني عودة القتال في غزة والضفة الغربية كأهم جبهتين على الأقل، وهذا القتال لن يستمر إلى ما لا نهاية لذلك فهو يهدف أيضًا إلى زيادة الضغط على حركة حماس لتنفيذ مطالب إسرائيل والولايات المتحدة، والضغط هذا كبير جدًا، خصوصًا عندما اعتمدت إسرائيل سياسة اغتيالات قادة الحركة، حيث تم اغتيال عدد من القيادات منذ عودة القتال في 18 مارس. الدور العربي تراجع إلى حد ما بعد انهيار الهدنة، واكتفى -لغاية الآن- بالوساطة بين إسرائيل وحماس، وهذه الأخيرة لا تريد -للأسف- أن تضع مصلحة سكان القطاع في معادلتها، وتكتفي بإعادة نفس الوصفات التي استخدمتها منذ بداية العدوان، بالتالي فهناك قطع في التأثير العربي على المشهد تسببت به حماس. صاعق التفجير الذي قد يودي بالمنطقة إلى حرب شاملة هو التهجير، والأقرب للانفجار -لا سمح الله- هو التهجير من قطاع غزة باتجاه مصر، حيث عادت إسرائيل واحتلت محور نتساريم المهم للسيطرة على الحركة في القطاع، واستأنف جيش الاحتلال الحديث عن الإخلاءات والترحيل القسري داخل القطاع. عليه، فإن مصر تقف أمام خطر لا يمكن الاستهانة به؛ فالإشارات التي تأتي من مصر تقول أن الجيش المصري يضع خيار الحرب على الطاولة. بالنسبة للأردن، فما زال هناك شيء من الوقاية التي يمكن استغلالها لتوفير تكاليف العلاج في حال اختار حلف نتنياهو- ترامب أن ينفذ تهديداته، وهذه الوقاية تتلخص في إعادة صياغة الوضع القانوني لسكان الضفة الغربية، وبدعم السلطة الفلسطينية بكل قوة وبأي شكل، وباستخدام كامل قدراتنا الدبلوماسية خصوصًا بتفعيل الدور الأوروبي. لا يمكن التراخي أبدًا أمام هذا الجنون اليميني الذي يحاول الاطباق على المنطقة، فالحاجة أصبحت واضحة لإعادة التعبئة الاجتماعية لترسيخ حقوق الشعب الفلسطيني مثل حقه في قيام دولته وحقه في العودة والتعويض. لن يفهم نتنياهو لغةً سوى لغة الضغط، فمشروع التهجير يقابله حق العودة، ومشروع الاستيطان يقابله حق قيام الدولة. الأردن قد يقف وحيدًا -لا سمح الله- إذا تغيّر الموقف العربي ولو بشكل بسيط؛ لأن الجغرافيا مع الضفة تفرض نفسها، ولأن الوضع القانوني لسكان الضفة مختلفٌ عن وضع سكان غزة بالنسبة لمصر، لذلك، لا بد لنا من إعادة تقييم كل شيء وعدم أخذ كلام الأمريكان على محمل الحقيقة المطلقة؛ فالتقلبات في السياسة الأمريكية أصبحت واقع يجب التعامل معه. هناك أوراق أردنية قوية مثل معاهدة السلام والكتلة السكانية من الأشقاء الفلسطينيين التي لم ولن تتنازل يومًا عن حقوقها في فلسطين، ولدينا أيضًا سلة متنوعة من العلاقات مع دول العالم يجب أن نستغلها. كل هذا مع التأكيد على الثقة الكاملة بقيادتنا الحكيمة وبقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وبوطنية الأردنيين واستعدادهم للتضحية لأجل بلدهم.

كيف نبني على الإنجاز الدبلوماسي؟
كيف نبني على الإنجاز الدبلوماسي؟

الانباط اليومية

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الانباط اليومية

كيف نبني على الإنجاز الدبلوماسي؟

حاتم النعيمات ما بعد الزيارة الملكية لواشنطن، وكل اللغط الذي أحاط بها، والهجمة الشرسة على الأردن وموقفه، بات من الضروري اليوم أن نناقش ما بعد هذه الزيارة ونتائجها. من الواضح أن جلالة الملك استطاع تغيير التصور الأمريكي للحل في غزة؛ فبيان البيت الأبيض الذي أعقب اللقاء، والفيديو الذي شكر فيه ترامب الشعب الأردني وهنّأه على قيادته العظيمة ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني، كلها مؤشرات على اقتناع الإدارة الأمريكية بوجهة النظر الأردنية، ومن يتابع الأحداث يلاحظ أن الحديث عن التهجير قد توقف من قبل ترامب. لقد كان جلالة الملك حازمًا في رفضه لفكرة التهجير، حيث صاحب ذلك الرفض تقديم بديل لإعادة البناء برؤية عربية. وقد أدرك ترامب بعد اللقاء خطورة التهجير على الأردن، وعرف أن الموقف الأردني في هذا الشأن غير مرتبط بالمساعدات أبدًا بل هو موقف مبدأي. المثير في المشهد أن قسمًا كبيرًا من موظفي الإدارة الأمريكية وعددًا معتبرًا من أعضاء الكونغرس وإدارات أخرى أظهروا امتنانهم لجلالة الملك لأنه استطاع تثبيط اندفاع الرئيس المُربك في موضوع التهجير وإعادة الإعمار، حيث بدا للجميع أن الرئيس ذاته لا يملك تصورًا واضحًا لما يسميه خطة لحل الأزمة في غزة. صحيح أن ما حدث ليس نهاية الطموحات الإسرائيلية، وأن الموقف الأردني انتصر في جولة من جولات حرب طويلة مع اليمين الإسرائيلي-الأمريكي، لكن المكاسب الأردنية على الصعيدين الداخلي والخارجي كانت ممتازة. فعلى الصعيد الداخلي، كان الالتفاف حول القيادة والدولة واضحًا، وشكّل رسالة قوية للجميع، أما خارجيًا، فقد ظهر الأردن كقوة دبلوماسية لا يُستهان بها على مستوى العالم، كما استطاع الأردن إعادة احياء التفاهم العربي والتكاتف، إضافة إلى اعتماد استراتيجية وضع مصالح أمريكا مع العرب ضمن إطار جماعي "بالجملة"، وليس وفق نهج التعامل مع كل دولة على حدة. سيتحرك الأردن عربيًا لإكمال صورة الحل ولسحب الذرائع من اليمين الإسرائيلي-الأمريكي. وعليه بالإضافة إلى ذلك، أن يتحرك داخليًا لضبط الخارطة السياسية، ومعالجة بعض التيارات التي كانت مصبًّا للحملات الخارجية التي ثارت ضدنا، والتي أثارها نجاح جلالة الملك في إحداث اختراق في تعنُّت الإدارة الأمريكية ومشاريعها كأول حاكم عربي يزور واشنطن. ترتيب الداخل الأردني مهم بعد أن اكتشفنا قوتنا الدبلوماسية الخارجية، ولإتمام ذلك، يتوجب على الجميع المساهمة في تعزيز خطاب الوعي. كما أن على الدولة إعادة تقييم وزن جميع التيارات السياسية، خصوصًا بعد التغيرات الهائلة في المنطقة، فلا يمكن البناء على الإنجازات الخارجية إلا بتعزيز الإنجازات الداخلية والوصول إلى مشهد سياسي يتبع فقط لمصالح الأردن وشؤونها.

الموقف الأردني: كيف تم امتصاص الصدمة وتوزيع الضغط.
الموقف الأردني: كيف تم امتصاص الصدمة وتوزيع الضغط.

جهينة نيوز

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جهينة نيوز

الموقف الأردني: كيف تم امتصاص الصدمة وتوزيع الضغط.

تاريخ النشر : 2025-02-12 - 11:59 pm حاتم النعيمات من الواضح أن سلوك إدارة ترامب يمثل ذروة التحيّز الأمريكي لإسرائيل تاريخيًا، إذ لم يسبق أن عبّر رئيس أمريكي علنًا عن تبنّيه لأزهى أحلام الإسرائيليين المتمثلة في ترحيل ملايين الفلسطينيين من أرضهم. فالتفريغ السكاني يشكّل الدافع لجميع الأفعال الإجرامية التي تقترفها إسرائيل في فلسطين منذ تأسيسها. يدرك كل من الأردن ومصر والدول العربية حقيقة هذه الذروة في التحيُّز الأمريكي تجاه إسرائيل، والتي سيتبعها منطقيًا هبوط. ولهذا رأينا موقفًا أردنيًا صلبًا من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني خلال مواجهة ترامب في البيت الأبيض. الحكمة والقدرة الدبلوماسية العالية التي أظهرها جلالته في البيت الأبيض هدفت في البداية إلى امتصاص اندفاع ترامب عبر التذكير بأهمية العلاقات الأردنية-الأمريكية، والإشارة إلى الرغبة في التعاون لإيجاد السلام في المنطقة، كما أوصل جلالته رسالة عميقة للأمريكان مفادها أن الأردن لن يتعامل مع هذا الملف بمفرده، ولن تتعامل مصر أيضًا معه لوحدها، بل وسّع جلالته مساحة التأثير لتشمل الموقف العربي الموحد، وهنا برزت استراتيجية توزيع الضغط. ومن الجدير بالذكر أن الأردن كان المحرّك الأبرز لخلق هذا الموقف المصري-العربي، إذ حذّر منذ اليوم الأول للحرب من خطر التهجير ومن خطر التعامل مع الضفة الغربية وغزة كل على حدى، وركز في تعامله على تقديم كل أشكال الدعم الإنساني لتثبيت الصمود الفلسطيني. بالنسبة للموقف العربي فإنه يتميّز هذه المرة بأنه مشفوع بثقة متآكلة في سياسات الولايات المتحدة تجاه أهم حلفائها مثل الأردن ومصر والسعودية. حيث بدأت هذه التصدعات مع القرارات الأمريكية التي جلبت الفوضى إلى المنطقة، بدءًا من غزو العراق، مرورًا بدعم ما سُمّي بالربيع العربي الذي سمح لإيران وإسرائيل بتبادل التمركزات في المنطقة، وصولًا إلى محاولات فرض التهجير الأخيرة. ببساطة، لم يعد أقرب الحلفاء لواشنطن يشعر بالاطمئنان أمام خطر التقلبات السياسية الأمريكية. كان التنسيق العربي واضحًا خلال زيارة جلالة الملك إلى واشنطن وبعدها. فالموقف المصري الذي أعلن عنه "خلال" الاجتماع الأردني الأمريكي في البيت الأبيض مثّل ركنًا أساسيًا في عملية سحب الذرائع من الإدارة الأمريكية؛ إذ أكد المصريون امتلاكهم "خطتين"، لا خطة واحدة لإعادة إعمار القطاع دون تهجير فلسطيني واحد. وفي التوقيت ذاته، صدر عن الرئاسة الفلسطينية تصريح يؤكد أن تفريغ غزة لن يتم إلا بإبادة سكانها، في إشارة واضحة إلى تمسك الفلسطينيين بأرضهم. في السياق ذاته فقد بدأ الموقف العربي يجذب دعم الدول الغاضبة من الغطرسة الأمريكية، بما في ذلك الدول الأوروبية، التي أصبح موقفها قريبًا جدًا من الموقف العربي. كما بدأ هذا الرفض العربي يثير التساؤلات داخل الولايات المتحدة ذاتها حول منطقية مقترحات ترامب، وهنا يتحقق عنصر التحشيد الدولي ضد السياسات الأمريكية. في الأردن، ليس أمامنا سوى استثمار هذه المكاسب الدبلوماسية والبناء عليها. فالتفوق الدبلوماسي الأردني بات جليًا، والدليل على ذلك محاولة البعض تحريك جيوشهم الإلكترونية لتشويه موقف الأردن، وتصويره زورًا وكأنه باع غزة، رغم أنه لا يملكها ورغم أن هناك من له نفوذ أكبر عليها. وللأسف، استندت هذه الحملة إلى ترجمة "خاطئة' لتصريحات جلالة الملك من قبل إحدى القنوات العربية. تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store