أحدث الأخبار مع #حتشبسوت


العربي الجديد
٠٤-٠٧-٢٠٢٥
- العربي الجديد
تحطيم تماثيل حتشبسوت... إلغاء القوة الرمزية
لأكثر من قرن، هيمنت صورة الملكة حتشبسوت بوصفها ضحيةً للطمس والتشويه على الروايات التاريخية. ورسّخ علماء المصريات هذا التصور حين ربطوا إزالة اسمها من النقوش وتحطيم تماثيلها بإرادة انتقامية من ابن أخيها وخليفتها، تحتمس الثالث، بدافع الغضب من امرأة استأثرت بالعرش. لكن دراسة حديثة تقلب هذه الفرضية رأساً على عقب، مقدمة تفسيراً أعقد، وأقل درامية. البحث الذي نُشر في عدد يونيو/حزيران الماضي من مجلة Antiquity البريطانية ، أنجزه الباحث جون يي وونغ خلال عمله باحثاً زائراً في قسم الفنون المصرية في متحف متروبوليتان في نيويورك. يعتمد وونغ في تحليله على أرشيف غير منشور من حفريات العالِم هربرت وينلوك التي أجراها في عشرينيات القرن الماضي، في معبد حتشبسوت في الدير البحري في الأقصر، إلى جانب فحص دقيق لحالة التماثيل ومواضع العثور عليها. كانت حتشبسوت أرملةً شابة حين توفي زوجها تحتمس الثاني، وعُيّنت وصيةً على العرش نيابة عن ابن زوجها من زوجة أخرى. وبعد سبع سنوات من الوصاية، أعلنت نفسها حاكمة لمصر رسمياً، لتصبح واحدة من قلة نادرة من الملكات حملت ألقاب الفراعنة الذكور، وحكمت لنحو 15 عاماً. بعد وفاتها نحو عام 1458 قبل الميلاد، ظهرت مؤشرات قوية على حملة ممنهجة لمحو ذكراها، إذ حُذف اسمها من النقوش على المعابد، أما تماثيلها، فقد كُسرت أو اختفت. لكنّ وونغ يقدّم سرداً مغايراً، فبينما يشير إلى أن حتشبسوت تعرّضت بالفعل لما يسميه المؤرخون بالتجريم السياسي بعد الوفاة، إلا أن الأدلة التي كشفها تؤكد أن كثيراً من التماثيل التي نُسب تحطيمها إلى الحقد أو الانتقام، قد تكون في الحقيقة خضعت لعملية تُعرف في المعتقدات المصرية القديمة باسم "إلغاء القوة الرمزية". في تلك العقيدة، لم تكن التماثيل مجرّد أشكال زخرفية، بل كائنات حية رمزياً، تحمل جزءاً من قوة الشخصية التي تمثلها. وبالتالي، كان تحطيمها طقساً ضرورياً لتعطيل هذه القوة، خصوصاً عند انتقال السلطة. يجري هذا التعطيل عادة عبر كسر التمثال في نقاط الضعف، مثل الرقبة والخصر والركبتين. أما الوجه، فيُترك غالباً سليماً، وهو ما يبدو أنه حدث مع عدد كبير من تماثيل حتشبسوت. تشير الدراسة إلى أن التماثيل التي نُحتت لتزيّن معبد حتشبسوت الجنائزي كانت من أنواع ثلاثة: تماثيل معمارية ضخمة كانت مدمجة في البناء، وتماثيل على هيئة أبو الهول، و تماثيل أخرى قائمة بذاتها. ووجد وونغ، عبر تتبّع مواضع العثور على التماثيل، أن كثيراً منها لم يُحطَّم دفعة واحدة، بل فُكّكت جزئياً، وتُرك بعضها مكشوفاً لفترات طويلة. ووُجدت شظايا من هذه التماثيل مبعثرة في مواقع متفرقة، إذ عُثر على بعضها داخل محجر قرب المعبد، حشوةً في جسر يؤدي إلى معبد تحتمس الثالث، ووجدت أخرى في قبور ومبانٍ من الطوب، بل وفي بعض المنازل المبنية لاحقاً قرب الموقع. كذلك فإن كثيراً من التماثيل حُوّلت إلى أدوات أو أعيد استخدامها لتكون مادة بناء. اللافت هنا أن عدداً من هذه التماثيل نُقل من دون أن تُمسّ وجوهها، ما يناقض فكرة التحطيم المتعمّد للملامح. وفي المقابل، فإن التماثيل التي وُجدت بوجوه مشوّهة تعود في معظمها إلى فترات لاحقة، ما يرجّح أن الضرر اللاحق بها ليس بالضرورة من فعل تحتمس الثالث. ولكن، لمَ طُمست بعض التماثيل ، ولم تُمسّ أخرى؟ يشير أحد الاكتشافات اللافتة في الدراسة إلى أن التماثيل القائمة بذاتها، والمصنوعة من حجارة صلبة كالديوريت أو الغرانيت، كانت أكثر احتفاظاً بوجوهها من التماثيل المعمارية التي كانت مُركّبة ومكوّنة من كتل حجرية. ويعود ذلك، وفقاً للتحليل، إلى طبيعة البناء، فأجزاء الجسد كانت منتظمة وسهلة التدوير بوصفها مادة بناء، بعكس الرؤوس ذات التفاصيل المعقدة. أما تماثيل أبو الهول، فقد اقتُلعت وأُعيد استخدامها، ففي بعض الحالات حُوّل إلى أعمدة، وهو ما يفسّر فقدان أغلبها لقاعدتها أو لأجزاء منها. علوم وآثار التحديثات الحية فسيفساء الإسكندرية... الآثار تبحث عن متحف يؤويها يقرّ وونغ بأن إزالة اسم حتشبسوت من النقوش كانت خطوة محسوبة من تحتمس الثالث ، لكنها لا تعني بالضرورة انتقاماً شخصياً. فالصور التي نملكها عن حتشبسوت كثيراً ما تكون محمّلة بانطباعات مسبقة تتعلق بجنسها، لكن الدوافع وراء أفعال تحتمس الثالث تبدو أعقد مما نظن. وبالفعل، فإن صورة الفرعون الغاضب من امرأة حكمت مكانه، تبدو أقل إقناعاً حين نُقابلها بالأدلة المادية التي تشير إلى أن ما جرى كان أقرب إلى طقس انتقالي، أو إلى إجراء عملي لإعادة استخدام مواد نادرة، أكثر منه فعلاً انتقامياً من امرأة تحدّت النظام. وبحسب الدراسة، فإن الضرر الذي لحق بتماثيل حتشبسوت نتج من مزيج من عوامل متداخلة؛ لذلك، فإن التفسير الذي يربط كل هذا العنف الرمزي بكراهية النساء يبدو واهياً، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى المكانة التي تمتعت بها المرأة في الحضارة المصرية القديمة. لم تكن تماثيل حتشبسوت فقط ضحيةً للسياسة، بل أيضاً لاحتياجات البناء، وتقلبات الزمن، وأحكامنا المعاصرة المسبقة.


24 القاهرة
٠٢-٠٧-٢٠٢٥
- علوم
- 24 القاهرة
العلماء لم يصدقوا ما وجدوه.. اكتشاف هياكل ما قبل التاريخ وآثار حضارة غامضة داخل كهف بـ إسبانيا
في واقعة قد تغيّر نظرة العلماء للتاريخ البشري المبكر، عثرت مجموعة من علماء الآثار على واحدة من أهم الاكتشافات الجيولوجية والأثرية تحت الأرض، وذلك خلال استكشافهم لكهف كوفا دونيس الواقع في بلدة ميلاريس بمقاطعة فالنسيا، شرق إسبانيا. الاكتشاف الذي تم وصفه بأنه استثنائي، تضمن أكثر من 100 هيكل من الصواعد المعدلة يدويًا تُعرف علميًا باسم speleofacts، وهي تكوينات جيرية يُعتقد أن البشر في عصور ما قبل التاريخ قاموا بتكسيرها، ثم إعادة ترتيبها بشكل متعمد داخل الكهف. تعديل متعمّد للبيئة الجوفية ووفقًا للباحثين من جامعتي أليكانتي وسرقسطة، فإن هذه الهياكل لا يمكن أن تكون نتاجًا للطبيعة فقط، بل تشير الأدلة إلى تدخل بشري واضح، ربما لأغراض طقوسية أو تنظيمية داخل الكهف. ويجعل هذا الاكتشاف كهف كوفا دونيس واحدًا من أندر مواقع علم الآثار تحت الأرض في أوروبا، ليُقارن فقط بكهف سان مارسيل في فرنسا من حيث الأهمية. تحاليل تؤكد أصله العميق في التاريخ أُجريت تحاليل دقيقة على شقوق الكالسيوم الموجودة ضمن هذه التكوينات، وأكدت أنها تعود إلى فترات ما قبل التاريخ. كما أشار الباحثون إلى أن أعمال الدراسة والتحليل ما زالت جارية بهدف تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لهذه الهياكل، إضافة إلى محاولة فهم الغرض من إنشائها والتسلسل الزمني لتطورها. علماء يكشفون سبب تدمير آثار الملكة حتشبسوت | دراسة تاريخ فني عريق أيضًا يُذكر، أن كهف كوفا دونيس نال اهتمام الباحثين سابقًا، ففي عام 2023 نشرت مجلة Antiquity دراسة أكدت وجود أكثر من 100 لوحة ونقش صخري داخل الكهف يعود عمرها لأكثر من 22،000 عام، ما يجعل من هذا الموقع واحدًا من أهم مواقع الفن الحجري القديم على الساحل المتوسطي لإسبانيا. وحتى الآن، لم يُحدد الباحثون ما إذا كانت هذه الهياكل تُستخدم لأداء طقوس معينة، أو أنها كانت جزءًا من تخطيط داخلي للكهف، إلا أن حجم التعقيد في تركيبها يشير إلى فهم عميق للفراغات الجوفية وأهميتها من قبل المجتمعات البشرية القديمة.


نافذة على العالم
٣٠-٠٦-٢٠٢٥
- علوم
- نافذة على العالم
ثقافة : حتشبسوت وحكاية التماثيل المحطمة.. هل حطمها الغضب؟
الاثنين 30 يونيو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - توجد ضمن مقتنيات المتحف المصرى رأس تمثال الملكة حتشبسوت وهى من أجمل روائع المتحف المصري بالقاهرة وكانت هذه الرأس جزءا من تمثال ضخم يصورها فى الوضع الأوزيري ولكن عثر على التمثال مُحطم تماماً ولم يتبق منه سوى هذه الرأس الرائعة والتى تصور الملكة بهيئة الرجال تأكيدًا لأحقيتها فى حكم البلاد. الرأس مصنوعة من الحجر الجيري الملون والعرض 55 سم، والإرتفاع 61 سم، ترجع لعهد الأسرة الثامنة عشر، وتحمل رقم 56259/CG وعثر عليها فى معبدها بالدير البحرى وتُعرض حالياً برواق 11 بالدور الأرضي بالمتحف ويلفت النظر هنا العثور على أغلب تماثيل حتشبسوت محطمة. ومن بين جميع فراعنة مصر القديمة، ربما تكون حتشبسوت هي الأكثر شهرة بين نساء مصر القديمة حيث كانت رائدة مبكرة في مجال "قوة المرأة"، وفي شبابها اتخذت خطوة غير عادية بتتويج نفسها ملكاً، وشاركت في حكم مصر لمدة 20 عاماً تقريباً. بحلول وقت وفاتها عام 1458 قبل الميلاد، كانت حتشبسوت قد أشرفت على أكثر فترات مملكتها سلمًا وازدهارًا منذ أجيال ووفقًا للأسطورة، سرعان ما مُحيت آثار نجاحها أو نُقلت إلى أسلافها الذكور، مع تحطيم تماثيلها وتدميرها. رأس حتشبسوت سر تدمير التماثيل هناك دراسة جديدة تُشير الآن إلى أن حتشبسوت لم تكن مكروهة بين خلفائها الذكور كما وثّق التاريخ حيث يعتقد خبير في جامعة تورنتو أن تماثيل حتشبسوت - التي كانت ملكًا وملكة في آن واحد - دُمرت فقط لإعادة استخدام موادها. وقد صرح جون يي وونج، عالم المصريات في جامعة تورنتو، لصحيفة "ديلى ميل": "كانت حتشبسوت بانية غزيرة الإنتاج للآثار، وشهد عهدها ابتكارات عظيمة في المجال الفني". وأضاف: "يشير بحثي إلى أن نسبة كبيرة من الدمار الذي لحق بتماثيل حتشبسوت كان في الواقع نتيجة لإعادة استخدام هذه التماثيل كمواد خام". ويعرض تمثال حتشبسوت في متحف المتروبوليتان للفنون وهى ابنة الفرعون تحتمس الأول، وقد أصبحت ملكة مصر عندما تزوجت من أخيها غير الشقيق، تحتمس الثاني، في أوائل مراهقتهما وبعد وفاة تحتمس الثاني، تولت حتشبسوت في البداية منصب الوصية على ابنه الصغير، تحتمس الثالث، قبل أن تُعلن نفسها فرعونًا وتُشاركه حكم مصر. وحكمت حتشبسوت مصر خلال الأسرة الثامنة عشرة، التي تُعتبر من أكثر الفترات ازدهارًا وقوةً في تاريخ مصر القديمة وعُثر على رفاتها في وادي الملوك بمصر عام 1930. وعلى الرغم من نجاح حكمها الذي استمر عقدين من الزمن، إلا أن التاريخ قد نسي الملكة حتشبسوت إلى حد كبير، تلك المرأة القوية في عالم الرجال ودُمّرت العديد من آثارها، لذا فإن صورها المُصوّرة كامرأة نادرة للغاية. ولكن خلال عشرينيات القرن الماضي، عُثر في الحفريات في موقع الدير البحري الأثري بالأقصر، مصر، على العديد من تماثيل حتشبسوت المجزأة ومنذ ذلك الحين، اعتُبر هذا التدمير عملاً عنيفًا ارتكبه ابن أخيها وخليفتها، تحتمس الثالث. ومع ذلك، ووفقًا للدكتور وونج، فقد نجا العديد من التماثيل في حالة جيدة نسبيًا، ووجوهها سليمة تقريبًا وهذا يُشكك في فكرة أن التدمير كان بدافع عداء تحتمس الثالث لحتشبسوت. ولتحديد الدافع الحقيقي وراء تدمير تلك الآثار التي عثر عليها في شظايا، قام الدكتور وونج بفحص المذكرات الميدانية غير المنشورة والرسومات والصور والمراسلات من الحفريات التي جرت في عشرينيات القرن العشرين. وتشير نتائجه، المنشورة في مجلة Antiquity، إلى أن العديد من التماثيل لحقت بها أضرارٌ بطريقةٍ منهجيةٍ محددة، ولم يكن سببها تحتمس الثالث وبدلاً من تحطيمها عشوائيًا كما لو كانت في حالة غضب، أشارت التحليلات إلى أنها كُسرت عند نقاط ضعفها - الرقبة والخصر والركبتين. وأُعيد استخدام العديد من التماثيل المكسورة استراتيجيًا في فتراتٍ لاحقة كمواد بناء وأدوات وكانت الممارسة التاريخية، المعروفة باسم "التعطيل"، تهدف إلى تحييد أي عبادةٍ أو تبجيلٍ مُتصوَّرٍ لفرعونٍ لم يعد يحكم أو موجودًا وكما يوضح، فإن الضرر الذي لحق بالتماثيل حدث إلى حدٍ كبيرٍ نتيجة "التعطيل الطقسي" وإعادة استخدامها لاحقًا، وليس التدمير المتعمد.


نافذة على العالم
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
ثقافة : كشف لغز ملكة مصر القديمة.. دراسة تكشف أسرار حتشبسوت
السبت 28 يونيو 2025 11:30 صباحاً نافذة على العالم - من بين جميع فراعنة مصر القديمة، ربما تكون حتشبسوت هي الأكثر شهرة بين نساء مصر القديمة حيث كانت رائدة مبكرة في مجال "قوة المرأة"، وفي شبابها اتخذت خطوة غير عادية بتتويج نفسها ملكاً، وشاركت في حكم مصر لمدة 20 عاماً تقريباً. بحلول وقت وفاتها عام 1458 قبل الميلاد، كانت حتشبسوت قد أشرفت على أكثر فترات مملكتها سلمًا وازدهارًا منذ أجيال ووفقًا للأسطورة، سرعان ما مُحيت آثار نجاحها أو نُقلت إلى أسلافها الذكور، مع تحطيم تماثيلها وتدميرها. لكن دراسة جديدة تُشير الآن إلى أن حتشبسوت لم تكن مكروهة بين خلفائها الذكور كما وثّق التاريخ حيث يعتقد خبير في جامعة تورنتو أن تماثيل حتشبسوت - التي كانت ملكًا وملكة في آن واحد - دُمرت فقط لإعادة استخدام موادها. وقد صرح جون يي وونج، عالم المصريات في جامعة تورنتو، لصحيفة "ديلى ميل": "كانت حتشبسوت بانية غزيرة الإنتاج للآثار، وشهد عهدها ابتكارات عظيمة في المجال الفني". وأضاف: "يشير بحثي إلى أن نسبة كبيرة من الدمار الذي لحق بتماثيل حتشبسوت كان في الواقع نتيجة لإعادة استخدام هذه التماثيل كمواد خام". ويعرض تمثال حتشبسوت في متحف المتروبوليتان للفنون وهى ابنة الفرعون تحتمس الأول، وقد أصبحت ملكة مصر عندما تزوجت من أخيها غير الشقيق، تحتمس الثاني، في أوائل مراهقتهما وبعد وفاة تحتمس الثاني، تولت حتشبسوت في البداية منصب الوصية على ابنه الصغير، تحتمس الثالث، قبل أن تُعلن نفسها فرعونًا وتُشاركه حكم مصر. وحكمت حتشبسوت مصر خلال الأسرة الثامنة عشرة، التي تُعتبر من أكثر الفترات ازدهارًا وقوةً في تاريخ مصر القديمة وعُثر على رفاتها في وادي الملوك بمصر عام 1930. على الرغم من نجاح حكمها الذي استمر عقدين من الزمن، إلا أن التاريخ قد نسي الملكة حتشبسوت إلى حد كبير، تلك المرأة القوية في عالم الرجال ودُمّرت العديد من آثارها، لذا فإن صورها المُصوّرة كامرأة نادرة للغاية. ولكن خلال عشرينيات القرن الماضي، عُثر في الحفريات في موقع الدير البحري الأثري بالأقصر، مصر، على العديد من تماثيل حتشبسوت المجزأة. ومنذ ذلك الحين، اعتُبر هذا التدمير عملاً عنيفًا ارتكبه ابن أخيها وخليفتها، تحتمس الثالث. ومع ذلك، ووفقًا للدكتور وونج، فقد نجا العديد من التماثيل في حالة جيدة نسبيًا، ووجوهها سليمة تقريبًا وهذا يُشكك في فكرة أن التدمير كان بدافع عداء تحتمس الثالث لحتشبسوت. ولتحديد الدافع الحقيقي وراء تدمير تلك الآثار التي عثر عليها في شظايا، قام الدكتور وونج بفحص المذكرات الميدانية غير المنشورة والرسومات والصور والمراسلات من الحفريات التي جرت في عشرينيات القرن العشرين. وتشير نتائجه، المنشورة في مجلة Antiquity، إلى أن العديد من التماثيل لحقت بها أضرارٌ بطريقةٍ منهجيةٍ محددة، ولم يكن سببها تحتمس الثالث وبدلاً من تحطيمها عشوائيًا كما لو كانت في حالة غضب، أشارت التحليلات إلى أنها كُسرت عند نقاط ضعفها - الرقبة والخصر والركبتين. وأُعيد استخدام العديد من التماثيل المكسورة استراتيجيًا في فتراتٍ لاحقة كمواد بناء وأدوات وكانت الممارسة التاريخية، المعروفة باسم "التعطيل"، تهدف إلى تحييد أي عبادةٍ أو تبجيلٍ مُتصوَّرٍ لفرعونٍ لم يعد يحكم أو موجودًا وكما يوضح، فإن الضرر الذي لحق بالتماثيل حدث إلى حدٍ كبيرٍ نتيجة "التعطيل الطقسي" وإعادة استخدامها لاحقًا، وليس التدمير المتعمد.


نافذة على العالم
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- منوعات
- نافذة على العالم
ثقافة : صورة نادرة من الدير البحري.. حفريات المنصة الوسطى من عام 1894
السبت 28 يونيو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - تظهر الصورة النادرة الموجودة من كتاب "الدير البحري" لتي جي إتش جيمس في "الدراسات المصرية القديمة: السنوات الأولى" تطهير الفناء الأوسط لمعبد حتشبسوت وفى الصورة غطت أكوام الأنقاض أسفل الفناء العلوي الأعمدة التي احتوت على بعض أهم سلاسل المشاهد والنقوش في المعبد: إلى الجنوب من المنحدر المركزي (على اليسار) تسلسل إحياء ذكرى رحلة بونت، وخلفه ضريح الإلهة حتحور (على اليمين)، ويصور التسلسل العلوي تتويج حتشبسوت ملكًا على يد والدها تحتمس الأول. ويسجل التسلسل السفلي زواج أحمس وآمون، وولادة لحتشبسوت إلى الشمال حيث يقع ضريح أنوبيس المزخرف بشكل جميل. واشتهر موقع الدير البحرى باحتوائه المعبد الجنائزى للملكة حتشبسوت "1473- 1458 ق.م" بالبر الغربى لمدينة الأقصر، ويتكون المعبد من ثلاث طبقات متدرجة فى باطن الوادى، حيث كانت تقام فيه الطقوس الجنائزية لكل من الملكة حتشبسوت "والتى حصلت على لقب ملك"، بالإضافة إلى أبيها الملك تحتمس الأول، حيث كانت تقدم فى القرابين كى تضمن روح الملكة حياة أبدية سالمة فى العالم الآخر. وكان موقع الدير البحرى يحمل قدر من القداسة لأنه مرتبط بالمعبودة حتحور التى ترعى ملوك مصر فى مقدمتهم الرب حورس الحاكم الأول والخرافى لمصر، وكان من المعتقد أن تجسيد تلك المعبودة فى التلال ذاتها التى يقع ظلها على معبد حتشبسوت، وعلى الجانب الآخر منها حيث تقع مقابر بعض أشهر ملوك مصر القديمة بالدولة الحديثة بمنطقة وادى الملوك، فنرى اللوحات التى تحمل صلوات لحتحور فى صورة بقرة تخرج من هذه الجبال والتى تظهر قمتها على شكل هرمى. وكان موقع المعبد الجنائزى بالبر الغربى مرتبطاً بفكرة غروب الشمس، حيث رحلة رب الشمس السفلية فى العالم الآخر، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، كما كان هذا المعبد على الجانب الآخر مع معبد آمون بالكرنك بالبر الشرقى، حيث كانت تماثيل الرب آمون وزوجته موت وابنهما خونسو تسير فى موكب احتفالى سنوى يعرف باسم عيد الوادى الجميل ليعبر النيل ويزور المعابد الجنائزية الملكية ومنها معبد حتشبسوت والذى كان احدى المحطات المهمة لهذا الموكب. وقد سبق حتشبسوت ملك آخر فى إقامة معبده الجنائزى فى تلك المنطقة الهامة بنحو 600 عام، وهو الملك منتوحتب نب حبت رع "2055-2004 ق.م" من الدولة الوسطى، حيث شيد معبده على شكل متدرج اقتبست الملكة حتشبسوت تصميم معبدها منه. الدير البحرى