منذ 2 أيام
الخليج وحرب الـ 12 يوماً
انتهت حرب الـ12 يوما بين جمهورية إيران الإسلامية والاحتلال الإسرائيلي التي مثلت تطورا خطيرا شهدته منطقة الشرق الأوسط، حيث بدا الوضع أشبه بفتح بوابة الجحيم.
نمط التصعيد كان متسارعا جدا، وتسارعت معه التصريحات، والتهديدات، والمواقف بين الخصمين. وكان من المقرر أن تعقد جلسات حوار بين الجانب الإيراني والولايات المتحدة في سلطنة عمان لبحث ملف النووي الإيراني والمنشآت النووية الإيرانية التي أصبحت هاجسا مرعبا لمنطقة الخليج تحديدا، وباقي الدول المجاورة.
إلا أن سرعة العدوان من قوات الجيش الإسرائيلي جاءت عكس ذلك الترتيب الذي تعرفه طاولة المفاوضات الباردة، فأصبح الوضع الإقليمي بين هجوم ورد هجوم، وصواريخ متنوعة، وطائرات مسيرة تسبح في سماء المنطقة، متسببة في تعليق الأجواء وحركة الطيران كذلك.
الأضرار كانت كثيرة للطرفين، باختلاف شدتها، من اغتيالات، وتدمير منشآت نووية وعسكرية، أو مبان سكنية ومدنية.
هي المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذا التصعيد والرد السريع من الجانب الإيراني، بصواريخ مختلفة ومتعددة الأسماء، تصيب العدوان الإسرائيلي في قلب العاصمة تل أبيب.
إعلاميا، كل الأطراف استخدمت هذا النهج والأسلوب بوسائل التواصل الاجتماعي، وسخرت لها حسابات في منصة إكس، لتسرد الأضرار والهجوم، وأنواع الصواريخ وقوتها، وكأنها دعاية لفيلم السهرة، يسوق له ويبقى الجميع مستيقظين لمتابعة الأحداث.
النقطة المفصلية كانت في تدخل القوات الأميركية بطائراتها الشبح بي-2، وصواريخ توماهوك، التي زلزلت ودمرت المنشآت النووية الإيرانية.
وما كان من الجانب الإيراني إلا أن بحث عن رده ونفذ تهديده بالهجوم على المصالح الأميركية في منطقة الخليج، وقد تم ذلك في الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر.. الهجوم لم يسبب أضرارا كبيرة، لكنه أعطى بعدا آخر، وهو ضرب دولة خليجية عربية مسلمة، حتى وإن كان الاستهداف لقاعدة عسكرية ضمن أراضيها للأميركان.
رفضت دول الخليج هذا التصعيد الخطير جدا، وأعتقد أن هذه كانت النقطة التي استطاع فيها الجانب الإيراني إنهاء الحرب عليه، بسبب التحرك الديبلوماسي الخليجي الرافض لتحويل المنطقة إلى ساحة حرب مدمرة.
توقف إطلاق النار ووقفت الحرب، وكل طرف قال بعدها إنه انتصر على الآخر، لكن كما ذكرنا كان ذلك خطيرا على دول مجلس التعاون الخليجي.
ولكل شيء تبعات أخرى، ونحن مازلنا نترقب بحذر ما سيتم من مفاوضات واتفاقات لجعل المنطقة أكثر هدوءا وبعيدة عن الصراعات لأطول مدة ممكنة.
في الختام: الحقائق السياسية، والعسكرية، والاستخباراتية، والجواسيس، والخطط، والأسلحة، والصواريخ المستخدمة زادت من القلق على مستقبل المنطقة، الذي يحتاج إلى مزيد من التيقظ والاستعداد.
أما بالنسبة لموقفنا، فنحن دون أدنى شك ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك رافضون وبشدة لأي عدوان على أي دولة خليجية، وتهييج المنطقة، وجرها إلى حرب نحن في غنى عنها.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، ودمتم بخير.