logo
#

أحدث الأخبار مع #حزب«البعث»

استهداف البيروقراطية.. «اجتثاث البعث» على الطريقة الأميركية
استهداف البيروقراطية.. «اجتثاث البعث» على الطريقة الأميركية

الاتحاد

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الاتحاد

استهداف البيروقراطية.. «اجتثاث البعث» على الطريقة الأميركية

استهداف البيروقراطية.. «اجتثاث البعث» على الطريقة الأميركية في عام 2021، وحين حل ضيفاً على إحدى جلسات «بودكاست»، شبّه نائبُ الرئيس الأميركي جيه دي فانس طموحاته في سيطرة المحافظين على أميركا بسياسة الولايات المتحدة في العراق بعد الحرب إذ قال: «إننا في حاجة إلى ما يشبه برنامج اجتثاث «البعث»، بل برنامج لاجتثاث الأفكار اليسارية في الولايات المتحدة.. في إشارة إلى حملة اجتثاث أعضاء حزب «البعث»، الذي كان يرأسه صدام حسين. وقال «فانس»: إنه إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، عليه «أن يطرد كل بيروقراطي من المستوى المتوسط، وكل موظف مدني في الدولة الإدارية، واستبدالهم برجالنا». كلمات «فانس» كانت بمثابة نبوءة، لأن الأيام الأولى من ولاية ترامب الرئاسية الثانية حملت أجواء ومشاعر تذكّر بـ«سلطة الائتلاف المؤقتة» في العراق. وبالنسبة للمحظوظين الذين لا يتذكرونها، فإن المقصود بـ«سلطة الائتلاف المؤقتة» هي الإدارة التي وضعها جورج دبليو بوش وفريقه، بعد أن غزوا العراق بتهور، اعتقاداً منهم بأنه سيكون من السهل إعادة تشكيل حكومة لا يعرفون عنها شيئاً تقريباً. هذه «السلطة» كانت مليئة بالأنصار اليمينيين، الذين كان بعضهم قد تخرّج لتوه في الجامعة، وأُسندت إليهم مسؤوليات هائلة. ومنهم 6 أشخاص كانوا معينين في وظائف إدارية منخفضة المستوى في البداية، بعد أن أرسلوا سيرهم الذاتية إلى مؤسسة «هيريتيدج فاونديشن» اليمينية المحافظة ليجدوا أنفسهم مكلفين بإدارة ميزانية العراق البالغة 13 مليار دولار. كما كلِّف أخصائي اجتماعي كان يعمل مديراً في مؤسسة خيرية مسيحية بمسؤولية إعادة بناء نظام الرعاية الصحية. وفي الأثناء، فُصل ما بين 50 ألفاً إلى 100 ألف موظف حكومي عراقي، العديد منهم كانوا قد انضموا إلى حزب «البعث» بهدف الحصول على وظائفهم فقط. وأصبحت المدارس بلا معلمين. وكما كتب سيروس سولو جين في مجلة «تايم»، فإن الأخطاء الفادحة في الميزانية التي ارتكبها مبتدئون تحت وطأة المهام الكثيرة التي كانت مناطة بهم كان من نتائجها عدم توصل أفراد الشرطة برواتبهم في الوقت المحدد. باختصار، إن عملية اجتثاث «البعث»، التي أراد «فانس» محاكاتها يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها كارثة ساهمت في الفوضى القاتلة وعدم الاستقرار الذي أعقب الغزو الأميركي. وبالطبع، فإن حكومة الولايات المتحدة، حتى الآن على الأقل، لم تفكَّك بالقدر نفسه الذي فُككت به الحكومة العراقية، وإنْ لم يكن ذلك بسبب عدم المحاولة. وخلال الفترة الانتقالية، استخدم حلفاء ترامب عبارة «الصدمة والرعب» - وهي عبارة أخرى تعود بنا إلى زمن حرب العراق - لوصف خططه للمئة يوم الأولى. وبعد فترة قصيرة من توليهم زمام الأمور، تسببوا في أزمة نتيجة إيقاف قطاعات ضخمة من إنفاق الحكومة الفيدرالية، وإن كانوا قد استأنفوا بعض المدفوعات على الأقل، بعد أن أصدر قاض أمراً قضائياً بذلك. وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، بسط إيلون ماسك سيطرته على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة، والذي يصرف تريليونات الدولارات، ويتضمن بيانات حساسة عن ملايين الأميركيين. ويبدو أن بعض الأشخاص الذين يساعدونه على تولي أمر الحكومة - ومن بينهم 6 مهندسين تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عاماً، كما ذكرت مجلة «وايرد» - أقل خبرة حتى من الموظفين الجدد الذين عملوا ضمن «سلطة الائتلاف المؤقتة» في العراق. وفي وزارة التعليم، تم إيقاف موظفين عن العمل بسبب مشاركتهم في دورات تدريبية حول التنوع كان رؤساؤهم قد أوصوا بها، وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن ترامب سيبدأ قريباً في تفكيك الوزارة بالكامل. كما تم إبلاغ أكثر من 1000 شخص في «وكالة حماية البيئة» يعملون في قضايا مثل التغير المناخي، والحد من التلوث بأنهم قد يُفصلون من وظائفهم قريباً. وفي غضون ذلك، يقوم أتباع ترامب بتطهير الأجهزة الأمنية. إذ يجري التدقيق في عمل الآلاف من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب مشاركتهم في التحقيق مع مثيري الشغب في مقر الكونجرس وملاحقتهم، ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإن العشرات، أو حتى المئات من الضباط قد يتعرضون للطرد. وفي الأثناء، تذهب الوظائف القيادية في الإدارة إلى المتعصبين. فالعام الماضي، كتب دارين بيتي، الذي يقال إن ترامب يعتزم الاستعانة به ليكون وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة: «يجب أن يتولى المسؤولية رجال بيض أكفاء إذا أردت أن تسير الأمور على ما يرام». الكثيرون يصفون هجوم «ماسك» على البيروقراطية الفيدرالية بأنه انقلاب، وهذا ليس صحيحاً تماماً. فترامب انتُخب للأسف، ومنح ماسك تفويضاً كبيراً طواعية، غيرأ ن السبب في أن الأمر يبدو أشبه بالانقلاب هو أنه ليس لدينا سابقة لإدارة أميركية تعاملت مع حكومتها كمنطقة معادية. وفي مذكراته عن الحرب الأميركية على العراق وما تلاها، وصف غيث عبد الأحد بأن بلاده خضعت لحكم «شباب متعصبين كانوا يتمتعون بسلطات غير قابلة للطعن من أجل إعادة تشكيل العراق بالطريقة التي يريدها أسيادهم». وها نحن اليوم نتذوق بعضاً من طعم تلك التجربة. الأمر أشبه بإتمامنا دورة كاملة، وعودتنا إلى نقطة البداية، ذلك أن الحرب الأميركية في العراق، وعلاوة على قتلها مئات الآلاف من العراقيين، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، مهّدت الطريق أيضاً لصعود ترامب من خلال تعزيزها شعوراً واسعاً في الولايات المتحدة بانعدام الثقة. وبدروه، ها هو ترامب يفرض علينا الآن نسخة أكثر اعتدالاً من الحكم غير الخاضع للمساءلة الذي أقمناه هناك. في النهاية، لن يكون من الممكن إنكار الدمار الذي جلبه هذا النظام الجديد، حتى بالنسبة لبعض مؤيديه، غير أن تحطيم بلد، للأسف، أسهل بكثير من ترميمه وإعادة تجميعه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store