أحدث الأخبار مع #حزبالامة

سودارس
منذ يوم واحد
- سياسة
- سودارس
محمد وداعة يكتب: اختيار حمدوك .. خفايا و ملابسات
*اول مخالفة للوثيقة الدستورية كانت فى مخالفة المادة 17/2 و التى اشترطت التوافق فى قبول ترشيح مزدوجى الجنسية* *حمدوك رفض ان يتخلى عن جنسيته الاخرى ، فتم الغاء الشرط وهو نص دستورى* *بطريقة مشكوك فيها تم تمرير الغاء شرط عدم ازدواج الجنسية ليتم قبول ترشيح حمدوك* *ابو على… كان يدفع بسخاء لتليين مواقف رافضة لترشيح د. حمدوك* *ابو على ، استهدف غالب قيادات الحرية و التغيير ( لجنة الاتصال ، لجنة الوثيقة الدستورية ، لجنة الترشيحات)* *حمدوك خالف معايير الاختيار للوزراء ، و تخطى شرط الترتيب فى التأهيل و المقدرة و القبول* كانت لجنة الترشيحات قد قطعت شوطآ طويلآ فى مناقشة اسماء مرشحة من الكتل المكونة للحرية و التغيير لمنصب رئيس الوزراء ، استنادآ على المعايير التى اتفقت عليها بالاجماع و اهمها الا يكون المرشح لمنصب رئيس الوزراء من مزدوجى الجنسية ، و لما كان هذا الشرط يقف حجر عثرة امام ترشيح حمدوك ، و لم يؤخذ بمقترح ان يتخلى حمدوك عن جنسيته الاخرى ، تم تعليق اجتماعات لجنة الترشيحات ، و عقدت ورشة على عجل لالغاء شرط عدم ازدواج الجنسية ، و تم اجازة توصيات الورشة بالتمرير بطريقة مشكوك فيها ، و اتضح فيما بعد ان هناك كتلتين لم يتم التشاور معهم اصلآ، احداهما كتلة نداء السودان ، ابو على ،أماراتى الجنسية ، كانت له مقرات عديدة ، اهمها فى مجمع النفيدى ، و يقوم بعمله تحت عنوان (مجلس الانماء العربى) ، و كان يجتمع مع بعض قيادات الحرية و التغيير، و مهمته اقناع الرافضين لترشيح حمدوك ، و غطت اتصالاته غالب قيادات الحرية و التغيير ( لجنة الاتصال ، لجنة الوثيقة الدستورية ، لجنة الترشيحات)، و بالرغم من ان الامام الراحل الصادق المهدى كان رافضآ لترشيح حمدوك ، الا ان السيد صلاح مناع كان الاكثر حماسآ، و فى تقديرى ان التحركات التى قام بها ابو على، و قد اشتهر بالسخاء، ساهمت فى الترويج لترشيح حمدوك و كان لها تأثير كبير على تراجع ترشيح د. منتصر الطيب و بالذات من الكتلة التى رشحته ابتداءآ ، فجأة.. تخلت عن ترشيحها لدكتور منتصر ، و قدمت و تمسكت بترشيح د . حمدوك ، محاولات عديدة و اغراءات ، الا ان (العبد لله) و بعد موافقة حزب الامة لم يتبقى فى كتلة نداء السودان غير حزب البعث السودانى ، تمسك بموقف الحزب و بدعم من مكتبه السياسى حتى آخر لحظة ، و سجل تحفظ حزب البعث السودانى على اختيار د. عبد الله حمدوك لمنصب رئيس الوزراء فى محضر اللجنة و فى اجتماع المجلس المركزى ، رغم ضغوط الدقائق الاخيرة و التى كانت تتمنى ان يكون الاختيار بالاجماع ، هذا لم يكن شخصيا ، كان بناءا على معلومات و تحليلات اثبتتها الايام ، و بينما وافقت كل الكتل على الترشيح ، كان الامام الصادق المهدى رحمه الله ممانعآ ، و تعرض لضغوط هائلة من داخل و خارج حزب الامة ،وهو السبب الذى جعل كتلة نداء السودان تكون آخر الكتل التى وافقت على ترشيح حمدوك ، حتى ذلك الوقت كانت قوى الحرية و التغيير تنتهج التوافق و الاجماع ما امكن ذلك فى اتخاذ القرارات ،و كان تحفظ حزب الامة و البعث السودانى كافيآ لعدم الموافقة بالرغم من ان بقية مكونات الكتلة ( وافقت ) منذ وقت مبكر على ترشيح حمدوك وهى (حزب المؤتمر السودانى و الوطنى الاتحادى و الحزب القومى و التحالف السودانى و حركة حق و المحاربين القدامى ) ، حظرت الوثيقة الدستورية فى المادة 17/2 ازدواج الجنسية فى مناصب (رئيس الوزراء ، وزراء الدفاع ، الداخلية ، الخارجية ، العدل ) ،واشترطت الا يتمتع شاغل المنصب بجنسية دولة اخرى ، و استثناء بالتوافق بين (الحرية و التغيير و مجلس السيادة) لمنصب رئيس الوزراء ، و بين(الحرية و التغيير و رئيس الوزراء ) لمناصب الوزراء ، و لم يكن هنالك توافق قد حدث حول الاستثناء الوارد فى المادة 17 ، ولم يحفل احد بالالتزام بالنص الدستورى و لو شكلآ ، و حتى اداء القسم لم يطلعنا احد على التوافق الذى حدث بموجب المادة 17 ، و ما جرى يعتبر اول مخالفة للوثيقة الدستورية بعد بضعة ايام على توقيعها، بتاريخ 22 اغسطس ادى د. عبد الله حمدوك القسم ر ئيسآ للوزراء ، امام السيد رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ، وفى حضور الفريق شمس الدين كباشى ، و استاذة عائشة موسى ، و الاستاذ محمد الفكى اعضاء مجلس السيادة ، و حتى اعتماد الوزارة و اعلانها بتاريخ 8 سبتمبر ، و فى خلال هذين الاسبوعين تغيرت وجهة و منهج لجنة الترشيحات بطريقة ناعمة، و لم يجد ذلك ، فتم اتخاذ قرار باغراقها بازدواج التمثيل و ليس توسيع قاعدة المشاركة ، فى اول اجتماع عقده رئيس الوزراء حمدوك ، تعرف على طريقة عمل اللجنة و طلب اضافة معايير جديدة لم تكن معتمدة حرفيا ( التمثيل الجغرافى .. واى زول يشوف نفسه فى الحكومة ) ، هذا الطلب تسبب فى ارباك اللجنة ، و حتى اللحظات الاخيرة لم يكن واضحآ اسماء المكلفين بوزارة الزراعة و الثروة الحيوانية و النقل و البنى التحتية ، وفى هذين الاسبوعين عقد السيد رئيس الوزراء الدكتور حمدوك عدة اجتماعات مع اللجنة و تقدم بمرشحين و اوحى ببعضهم ، و طلب تغيير ترشيح د. عمر مانيس من الحكم الاتحادى الى وزارة مجلس الوزراء التى كانت تصر كتلة ( المجتمع المدنى ) ان تكون من نصيب الاستاذ مدنى عباس مدنى ( وهذه قصة أخرى ) ، و بالرغم من ان معاييراللجنة كانت تقليص الوزارات و انشاء مجالس ( للتعليم – الثقافة و الاعلام –الحكم الاتحادى – الشؤون الدينية ) ، و ايضآ و لذات الاسباب تخطى الاستاذ نصر الدين عبد البارى ثلاثة مرشحين اكثر تاهيلا و تفضيلآ لدى اللجنة و هم حسب الترتيب (ابتسام سنهورى ، د. عثمان محمد على ، د. محمد عبد السلام ) و تسلم وزارة العدل ، وبنفس الطريقة تقدمت الاستاذة ولاء البوشى من المركز الرابع الى الاول وزيرة للشباب و الرياضة متخطية (د. محجوب سعيد ، د. جعفر سيداحمد قريش ، ماجد محمد طلعت فريد) ،


موقع كتابات
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع كتابات
قطع الدومينو
رفضت بغداد ضغوطا امريكية بسبب 'النفوذ الايراني' للانظمام لمحور معاقبة طهران، في وقت تهدد فيه واشنطن بـ'تخفيض' امدادات الدولار للعراق، وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بغداد ليست جزءاً مما يُعرف بـ«محور المقاومة, ولا يقبل بوحدة الساحات، نؤمن بالساحة العراقية فقط, وأوضح حسين أن «الدستور العراقي يمنع أي تشكيل مسلح خارج إطار المؤسسة الرسمية العسكرية، ولا يسمح بخوض حرب ضد أحد بقرار فردي, وأكد أن «التفكير في المصالح العراقية لم يكن سائداً قبل التطورات الأخيرة التي حدثت لا سيما بعد التهديدات الواضحة من قِبل الإدارة الأميركية لدول المنطقة ومنها العراقوتعمل بغداد على 'ثلاثة خطوط' لتجنب ضربات إسرائيلية محتملة، بحسب وزارة الخارجية العراقية.ويكشف سياسي عراقي عن فحوى رسائل أمريكية 'غير قابلة للتفاوض' أُرسلت إلى بغداد، منها قطع التمويل عن 'الحوثيين'.ويُفترض أن يبدأ البرلمان مقدمات لـ'حل الفصائل' وفق الأمر الديواني الذي صدر عام 2019 والذي سيكون نواة 'هيكلة الحشد'، قد رُفض تطبيقه من قِبل عدة فصائل. ووفق مصادر ان أطراف سياسية شيعية, اصرت ، على تقديم 'هيكلة الحشد' على قانون 'خدمة وتقاعد الحشد,, خاصة ان واشنطن ابلغت الحكومة العراقية بوصول 3 مليارات و400 مليون دولار سنويا الى ايران عن طريق الاموال المخصصة للحشد حسب تصريحات مثال الالوسي زعيم حزب الامة العراقي , كما هناك شكوك وتدور شبهات حول 'الحشد' تتعلق بوجود 'فضائيين'، بحسب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.كذلك، هناك شكوك في 'رواتب الحشد'، و'أعداد المنتسبين'، وفق ما يقوله النائب عدنان الزرفي.وتحاول الحكومة 'السيطرة على الحشد وتنظيمه بشكل مؤسساتي'، وفقًا لما تقوله المعلوماتوزير الخارجية الأسبق للعراق هوشيار زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في لقاء متلفز اكد وجود مخاطر حقيقية ستضرب الاقتصاد العراقي وتشلّه بعد شهر رمضان من خلال عقوبات أميركية على البنك المركزي العراقي وشركة سومو المسؤولة عن تسويق النفط , زيباري لا يتحدث من فراغ، عندما ندرك أن للكرد لوبيا قويا داخل الإدارة الأميركية، ولهذا يدرك جيدا هذا المسؤول ما يقول، وقد يكون هناك مشروع أميركي لتغيير النظام في العراق باستخدام أدوات اقتصادية، حسب ما كشف عنه بعض نواب البرلمان العراقي , مضيفا أيام صعبة في انتظار العراقيين، بعد أن ربط البعض من ساسته مصيرهم بطهران التي أوشكت على الانهيار. هؤلاء الساسة تراهم يدافعون عن إيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم، فهل هناك حديث عن سيادة في بلد مخطوف بقوة السلاح تتقاذفه الولاءات المتعددة والخيانات المزدوجة.,حتى أصبح العراق رهينة بيد مجموعة لم تبق شيئا إلا وراهنت عليه من وطن وشعب، وتلك هي المصيبةوقال عدنان الزرفي، وهو مرشح سابق لتشكيل الحكومة، إن «هناك نصيحة أميركية للعراق بوقف التدخل في الشركة الوطنية لتصدير النفط والبنك المركزي وجهاز مكافحة الإرهاب ,, في غضون ذلك قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى سابقا ديفيد شينكر، ، إن الرئيس الامريكي وضع العراق ضمن سياسية 'الضغط القصوى' ضد إيران. وقال شينكر في منتدى اربيل: 'لا أعتقد أن ترامب يفكر كثيرا في العراق، لكن يتخذه كجزء من حملة سياسة الضغط القصوى التي يمارسها ترامب على إيرانقطع الدومينو التي بدأت تتساقط في تفكيك الميليشيات كان آخرها دعوة عبدالله أوجلان لحزب العمال الكردستاني إلى إلقاء سلاحه، ربما كانت ورقة متساقطة من أوراق الميليشيات التي كانت تراهن عليها إيران والتي يُعتقد أنها بداية لقرار دولي لتفكيك الفصائل ,, و تحاول أطراف عراقية وإيرانية فك الحصار عن 'الأذرع المسلحة'، بحسب مصادر خاصة تواجه الجماعات التي تُعرف بـ'محور المقاومة' أزمة مالية حادة بعد التغييرات الأخيرة في المنطقة، وخاصة ما جرى في سوريا، حيث تعجز عن دفع الرواتب.الهدف من العقوبات الأمريكية هو تأزيم الوضع الاقتصادي الداخلي الإيراني، من خلال غلق الأبواب التي يتنفس منها الاقتصاد الإيراني سواء من العراق والاستثناءات التي كانت مقدمة له، أو عبر العلاقات الاقتصادية التي تمارسها إيران مع عدد من الشركات في الهند وآسيا وأنحاء مختلفة من العالم,, العراق يعد أحد أهم البوابات الاقتصادية لإيران، لذلك لن يقتصر تأثير هذه العقوبات على إيران بل يمتد إلى الإقليم والدول التي تملك علاقات اقتصادية قوية مع إيران وبشكل خاص العراق , مفاجآت ترامب التي ستعمل على إخراج العراق من المنطقةالرمادية إلى دائرة النفوذ الأميركي، مما يعني أن من ضمن الشروط الأميركية التي بدأت تُنفذ في الحال هو التعامل العراقي مع شركة جنرال إلكتريك الأميركية للعمل على تأمين الطاقة الكهربائية في العراق والتخلي عن الالتحاق بالشركات الصينية أو الألمانية مثل سيمنز,,, الولايات المتحدة تريد السيطرة بشكل كامل على كل المصارف في العراق التي يمكن أن تورد العملة إلى إيران ولبنان، وتحديدًا حزب الله'. الحزب تعرض إلى ضربات شديدة عقب استشهاد زعيمه حسن نصر الله العام الماضي، وتدمير نحو 80% من قدراته العسكرية، وفقًا لمحللين, وترصد مؤسسات أميركية معنية بتنفيذ مذكرة ترمب شبكة واسعة من الأنشطة العراقية المرتبطة بإيران، تشمل حتى مصالح تجارية صغيرة، التصنيف قد يصل إلى نقاط تفتيش يستخدمها وكلاء إيران لجباية الأموال , ولن تأخذ العقوبات في الاعتبار «الجهات المرجعية» للمشمولين، سواء كانت غطاءً حكومياً أو «الحشد الشعبي»، أو الفصائل المسلحة، بسبب اعتماد معايير وردت في مذكرة الرئيس ترمب، وفقاً لمحللين , وتشير مصادر دبلوماسية «من بين الاحتمالات المنظورة أن تراجع الولايات تقليص الدفعات النقدية الحيوية للبنك المركزي العراقي شهرياً من حسابه في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وجعلها ملائمة للاحتياج الوطني، لضمان عدم تحويل الفائض إلى جهات وكيانات في إيرانوانشغل سياسيون عراقيون بتصريحات عن عقوبات أميركية، مرجحين موعدها «بعد شهر رمضان»، قوى شيعية بدأ ت بتقيّم هذه المرحلة وتتسأل عن الجدوى من استمرار التزامها بالولاء لإيران، في إطار نقاشات نادرة تختبرها للمرة الأولى منذ سنوات,, وعلى نحو مفاجئ، لوّح قادة شيعة بالانفصال وتاسيس اقليم شيعي يضم وسط وجنوب العراق إذا استمر ابتزاز الشيعة , وقد اعتبرها البعض انها ورقة ضغط من جماعات على صلة بإيران على الولايات المتحدة ودول فاعلة في المنطقة لتفادي الضغط الأقصى الذي يفرضه ترمبالسياسيون العراقيون يقدمون أنفسهم باعتبارهم حاملي لواء الدفاع عن المكون المذهبي أو القومي، ونجدهم عندما يتحدثون بخطاب يوحي بأنهم يمثلون الطائفة وغيرهم لا، وأنهم يمثلون العراق، وغيرهم لا!لذلك،كما يقول اكاديميون – يمكن وصف نظامنا السياسي بأنه نظام الحكم 'البلوتوقراطي': وهو النظام السياسي الذي تكون فيه الطبقات السياسية المسيطرة والماسكة بزمام السلطة طبقة الأغنياء وأصحاب الثروات. مع الاختلاف حول أنه في الأعم الأغلب من ساسة العراق أصبحوا من طبقة الأغنياء وأصحاب الثروات بعد عملهم بالسياسة وليس قبل دخولهم العمل السياسي. ومن هنا يكون الوضع أكثر تعقيدا في هذا النظام، إذ تصبح وظيفة الطبقة الحاكمة المحافظة على منظومة الحكم لضمان إدامة نفوذها السياسي الذي يضمن حصتها من الاقتصاد الريعي والسيطرة على النشاط الاقتصادي في الدولة, قاصبح لنظام الحكم في العراق هو نظام 'حكم اللصوص,, فهو النظام الذي يسمح بالفساد وسرقة المال العام والخاص من خلال تسهيل استغلال المناصب الإدارية والسياسية من قبل القائمين على مرافق الدولة، ويعبر عن نظام حكم جوهره الفساد واللصوصية أو نهب الثروات العامة.

سودارس
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
الصادق الرزيقي يكتب: صورة مقربة لملهاة نيروبي…
جاءت وجوه أياديها ملطخة بالعار، تمتد الأظافر كالخناجر، وتلتقي الحوافر بالسوافر بالنصال، جاءوا ولم تزل محاجرهم وأصابعهم و أكفهم السفلي، تقطر من دم النساء والأطفال والرجال والشيوخ من أهل بلادنا، من ضحايا حربهم الملعونة، ألم ترهم يتلفتون وهم بالقاعة البكماء في وجل وخوف وارتعاش، أرواح البسطاء الضحايا والشهداء في الفاشر والقطينة وود النورة ومعسكر زمزم وكل مكان نازف، تلاحقهم تركض خلفهم، و تمد حبالها المنسوجة من الدم المسفوح حول رقابهم المغموسة في الذل والمال الحرام، وتغوص أرجلهم في قعر الخيانة المعتم … لتدوس وجوههم الخائبة المرتعدة سنابك النصر المتوالي لجيشنا الباسل في مسارح العمليات كل صبح ومساء . تجمعوا في نيروبي كبغاث الطير،تكاد تقفز قلوبهم من بين أضلعهم وهم يتصنعون الإبتسامات الخادعة اللئيمة، في القاعة المزخرفة يشعرون في دواخلهم الخواء أنهم داخل قفص حديدي مزركش، احاطتهم المليشيا بجراب مالها وقبله بحرابها المسننة المدببة، جلسوا كالببغاوات الثرثارات يحملقون في السقف المزين بالهزيمة، ويرددون نشيد الإنشاد تملقاً و تقرباً زلفي لقادة المليشيا، وصديد الخيانة يلامس الأنوف والشفاه الذاهلة الذابلة .. شاهدنا الحلو … يحمل عاره الأبدي .. يدخل القاعة كالملدوغ، قبض الثمن ولم يقبض الوطن، ضاعت نظراته التائهة بين ضحاياه وهزائمه وأحلامه المهيضة الجناح منذ تمرده الأول وسيره في ركاب قرنق، فهو لم يحقق شيئاً وقد أفني عمره متمرداً مدحوراً يسكن كالخفافيش بين صلد الصخور، فبالأمس اتكأ على عكازة المليشيا اليابسة، أقعي أمام مصاصي الدماء، ينشد مجداً لا يأتي ابداً،و لم يصنعه يوماً، فتوهمه بالأمس وظن غافلاً أنه سيجده في مكب النفايات ذاك، وسيصعد به من سفح الخيبة، فإذا به يدخل أحشاء الأفعي الشرهة .. وجاءت حفنة من تراب السياسة النجس، يتامى مطرودين من أحزابهم وحركاتهم، فضل الله برمة ناصر، جاء فقط ليدنس ثياباً ما كانت يليق به أبداً، ثوب الجندية السابق، و جلباب حزب الامة الذي صنع الاستقلال لدولة 56، فألقي بالثوبين وبنفسه في نار المليشيا غير المقدسة، كما الفراشة العمياء فأحرق تاريخ الثوبين و أحترق .. و إختار قادة الحركات السابقة ( الهادي ادريس – الطاهر حجر – سليمان صندل ) المشي خلف جنازة الوطن القتيل، حملوا هزائمهم وهواجسهم وأحلامهم الحرام، وتقيأوا مراراتهم وسخام نفوسهم، وربطوا أياديهم و أعناقهم بخيط مغموس في صبغة الذل، فنبحوا كثيراً وهم يسيرون خلف قافلة المليشيا، وعلت وجوههم أكداس من الغبار والسعال والحسرة وقلة الحيلة والطمع، واهاليهم يقتلون ويذبحون ويقصفون، فبئس الخيانة وبئس المسعى المقيت. وأختار سليل المراغنة، أن توضع على ظهره بردعة المليشيا المتمردة، جعلوا على فمه خطاماً كخطام البعير، وزينوه بزينة برّاقة من الزيف والكذب والخداع، وما دروا أن كان بالفعل بعيراً أجرب عندما لفظه حزبه وعافه رهطه، فنال بجدارة لقب الأخرق المستغفل اليتيم، فقد رضي لنفسه أن يكون ذيلاً.. فكان … وكم في السياسة من ديوث … بعض رموز القبائل على قلتهم، لا يمثلون شيئاً غير أنهم زينة وضعوها لتجميل القاعة، جلابيبهم الباهتة كمواقفهم مثل قشور الخديعة، تبرق عيونهم من فرط الحيرة، تناسلت في جنباتهم إنكسارات المواقف الهشة المهلكة، وهم يخنون وطناً أعطاهم كل شيء، فخانوه عندما لهثوا وراء الدرهم والدينار، وحال بينهم وبين الوطن الموج الكاسر، فلا شيء يعصمهم من الغرق في مستنقع المليشيا الحمضي المتلاطم، رأهم الناس بالأمس و لم تبق في الوجوه مزعة لحم …. أما الشرفاء من قيادات الإدارة الاهلية وقيادات قبائل السودان العفيفة الشريفة، فقد ركلت دعوات المليشيا وجفان دولة الإمارات وهباتها ومالها، فحافظوا على الإرث والتاريخ والاسم ولم يرضوا أن يتلوث، رفضوا الدعوة وقاطعوا، أما من ذهبوا إلي نيروبي فقد ذهبوا مع الريح … بقية الزعانف السياسية والناشطين، لم نعرف أكثرهم، لأنهم مجرد أصفار لا قيمة لها في حساب العمل العام، وجوه لم يشاهدها من قبل أحد، غوغاء ملأوا بهم المكان، تراصوا كأحجار الأرصفة، فرحين ما وجدوا في الطقس الكرنفالي البئيس، يتصايحون كأنهم في مركب ضائع، الملح في حلوقهم التي شرخت من الهتاف اللعين، و السأم في عيونهم التي لم تر أفقاً في السماء ولا درباً يفضي للوطن، فحاروا في صحراء التيه، وهم يعبدون عجل السامري الإماراتي الحنيذ . اما النور حمد ونصر الدين عبد الباري ومحمد حسن التعايشي وبقية الناشطين، فلا شأن لنا بهم فهم يخرجون بلا أجنحة من جيفة التمرد المدحورة .. جاءوا من الفراغ وإليه سيعودوا، فالضرب على الميت حرام .. وأخيراً … كل الذين حضروا …كانوا يحلمون بحدث إحتفالي يرتدي عباءة مخططة بخيوط من ذهب، فإذا بهم و احتفالهم عرايا من كل قيمة، فسيعودوا خلال أيام، كلٌ إلى مكانه و مهجعه، فمن كان في المرابض عاد لها وواصل النباح، ومن مرقده المزابل هجع إليها يهش عن وجهه الذباب، ومن حرفته الارتزاق تعلم فناً من فنون التسول، ومن صنعته الإنتظار فلينتظر مع السراب ….فوفاض المليشيا خاو …