أحدث الأخبار مع #حزبالمؤتمرالوطنيالهندي


الجزيرة
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
"لغة استقلال الهند".. حرب اللغات في شبه القارة تستهدف الأردية المتأثرة بالفارسية والعربية
شهدت شبه القارة الهندية عدة صراعات على اللغات، حيث انفصلت بنغلاديش عن باكستان بدعم هندي بعد حرب دامية لاستعادة مكانة اللغة البنغالية. كما كان تصنيف اللغة السنهالية كلغة رسمية (لغة أكبر مجموعة عرقية في سريلانكا)، دون أي اعتراف رسمي باللغة التاميلية، ما كان أحد أبرز أسباب الحرب الأهلية في سريلانكا. في المشهد الهندي، تتهم الولايات الجنوبية الحكومات المركزية المتعاقبة، سواء بقيادة حزب المؤتمر الوطني الهندي أو حزب بهاراتيا جاناتا، بفرض اللغة الهندية على عموم البلاد، حيث يُتهم المركز بمحاولة تصفية اللغات المحلية في الولايات الجنوبية. في هذا السياق، تواجه اللغة الأردية، المنتشرة بين المسلمين في الهند، هجمات موجهة من القوميين الهندوسيين، وكان رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، الراهب الهندوسي يوغي أديتياناث، آخر من هاجم اللغة الأردية، متهمَها بأنها تُستخدم لتعليم الطلاب المسلمين، ليصبحوا رجال دين متعصبين بدلاً من أن يكونوا علماء في المجالات العلمية. ويذكر، أن اللغة الأردية تُستخدم إلى جانب اللغة العربية في شبه القارة الهندية لتدريس الإسلام في المدارس الدينية. وجاءت تصريحات أديتياناث عقب طلب المعارضة في الجمعية التشريعية للولاية توفير إجراءات الجمعية باللغة الأردية، بعد أن أعلن رئيس الجمعية، أن الإجراءات ستتوفر باللغات المحلية، إضافة إلى الهندية والإنجليزية، دون أن تشمل اللغة الأردية ضمن اللغات المحلية. "لغة استقلال الهند" يُذكر أن ولاية أوتار براديش تعترف بالأردية لغةً رسمية إلى جانب الهندية، ولكن حسب الدكتور محمد نعيم الرحمن، نائب رئيس أكاديمية اللغة الأردية التابعة لحكومة ولاية تاميل نادو، فإن سبب كراهية القوميين الهندوسيين اللغة الأردية يعود إلى اعتبارها لغة خاصة بالمسلمين. قال الخبير في اللغة الأردية نعيم الرحمن، للجزيرة نت، "كانت اللغة الأردية لغة أم، وثقافة لكثير من الهندوس، والسيخ، والسندي، والجينيين عبر القرون، وقد ساهموا في إثرائها، كما تُرجمت كتبهم المقدسة إليها". من جهته، أدان أسد الدين عويسي، البرلماني وزعيم حزب مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند، تصريحاتِ أديتياناث، معتبراً أن اللغة الأردية هي "لغة استقلال الهند". كما أدان طلاب جامعة مولانا آزاد الوطنية للغة الأردية تصريحات أديتياناث، قائلين، "الأردية ليست مجرد جزء لا يتجزأ من الإرث اللغوي والثقافي للهند، بل لها مكانة خاصة عند المسلمين الهنود، وتصريحات أديتياناث ليست مجرد هجوم على لغة، بل تستهدف الإرث الفكري والسياسي والثقافي العميق للمسلمين المرتبط باللغة الأردية". جذور وإرث شهد القرن الثاني عشر ولادة اللغة الأردية، التي كان أحد أسمائها آنذاك اللغة الهندوستانية، عندما حاولت جيوش السلاطين المسلمين التواصل باستخدام الكلمات الفارسية والعربية مع السكان المحليين في شبه القارة الهندية. وبحسب نعيم الرحمن، فإن هذه الولادة الجديدة جعلت الأردية تتأثر بأسلوب التحدث باللغة السنسكريتية، التي كانت مهيمنة آنذاك، إلى جانب استعارتها حروفاً وكلمات من الفارسية والعربية، اللتين كانتا من أهم اللغات في العالم الإسلامي. وعن المكتبة الأردية، قال نعيم الرحمن للجزيرة نت، إنها تضم كتباً عالمية مشهورة، مثل بانجاتانترا، المعروف في العالم العربي باسم كليلة ودمنة، والكتب الهندوسية المقدسة، مثل ماهابهارتا، إلى جانب الإنجيل والكتب الإسلامية. وأضاف، أن آلاف الشعراء أثروا اللغة الأردية، منهم أمير خسرو، ذو الأصل التركي، الذي كان متصوفاً من الطريقة الجشتية (نسبة إلى قرية جشت من أعمال هراة في أفغانستان) في القرن الثالث عشر، وحتى العلامة محمد إقبال، ولا يزال هذا التوجه مستمراً حتى اليوم، حيث أُثريت الأردية بنتاج شعري وأدبي غني. في السياق، أشار الخبير الأردي إلى أن كثيرًا من غير المسلمين ساهموا في إثراء اللغة الأردية في الهند، مثل منشي بريم تشاند، الذي كان رائدًا في الأدب الخيالي، وبريج نارايان جكسبت، ورام براساد بسمل، اللذين نظما أشعارًا في الوطنية، ولا يزال هذا الاتجاه مستمرًا، حيث يواصل الشعراء والكتاب غير المسلمين المساهمة في الأدب الأردي حتى اليوم. مع مرور الزمن، تصاعدت التوترات السياسية بين الهندوس والمسلمين في ظل الاستعمار البريطاني، ووفقاً لما أوضحه نعيم الرحمن، فإنه في وسط هذه التوترات بدأ الهندوس باستخدام الحروف الديفاناغارية لكتابة اللغة الأردية واستبدلوا الكلمات ذات الجذور الفارسية والعربية بأخرى سنسكريتية، لتنشأ بذلك اللغة الهندية. "مع تصاعد التوترات السياسية بين الهندوس والمسلمين في ظل الاستعمار البريطاني بدأ الهندوس باستخدام الحروف الديفاناغارية لكتابة اللغة الأردية واستبدلوا الكلمات ذات الجذور الفارسية والعربية بأخرى سنسكريتية، لتنشأ بذلك اللغة الهندية" بعد استقلال الهند وباكستان، تم الاعتراف بالأردية لغةً رسمية إلى جانب الإنجليزية في باكستان، بينما اعترفت الهند بالهندية لغةً رسمية إلى جانب الإنجليزية، كما أُدرجت الأردية ضمن اللغات المعترف بها رسمياً في البلاد إلى جانب العديد من اللغات المحلية. وفي سياق آخر، أشار نعيم الرحمن إلى أنه رغم اعتبار أفلام بوليوود أفلاماً ناطقة باللغة الهندية، فإن الحوارات والأغاني تُكتب في الواقع باللغة الأردية حتى اليوم، باستخدام كلمات ذات جذور فارسية وعربية. أمل إلى جانب تصريحات رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، أثار قرار حكومة ولاية راجستان، بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا، تبديل تدريس اللغة الأردية بتدريس اللغة السنسكريتية، حزن الخبير الأردي نعيم الرحمن، الذي عبّر عن حزنه لما وصفه بالتعامل مع الأردية كلغة من الدرجة الثانية. وأشار إلى أن كل ولاية في الهند تتمتع بلغة محلية سائدة، تعمل حكومات الولايات على ترويجها وإثرائها، لكن الأردية لا تحظى بهذه الفرصة كونها لغةً أقلية في جميع الولايات الهندية، ولذلك، طالب بتعيين مزيد من مدرسي اللغة الأردية في المدارس للحفاظ عليها. وختم الخبير الأردي: "لطالما كانت اللغة الأردية عاملاً لتحقيق الوحدة الوطنية في الماضي، ومن الممكن أن تساهم، مرة أخرى، في تحقيق هذه الوحدة بين جميع الأديان".


مصراوي
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصراوي
بعد إلغاء منحة الـ21 مليون دولار.. الهند تتهم واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية
كتبت- سلمى سمير: يواجه قرار إدارة "كفاءة الحكومة الأمريكية"، بإلغاء منحة بقيمة 21 مليون دولار مخصصة لتعزيز نسبة المشاركة الانتخابية في الهند، ردود فعل متباينة على المستويين الأمريكي والهندي، فمن جهته دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القرار، متسائلًا عن سبب تخصيص أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لدعم الانتخابات في الهند. وقال ترامب: "لماذا نقدم 21 مليون دولار للهند؟ لديهم أموال أكثر بكثير. إنهم من بين أعلى الدول فرضًا للضرائب علينا، ولا يمكننا بالكاد دخول أسواقهم بسبب التعريفات الجمركية المرتفعة. لدي احترام كبير للهند ورئيس وزرائها، ولكن منح 21 مليون دولار لتعزيز المشاركة الانتخابية في الهند؟ ماذا عن نسبة المشاركة هنا؟". وجاء تعليق ترامب خلال حديثه في مقر إقامته في "مار-آ-لاجو" بولاية فلوريدا، حيث أبدى استغرابه من تخصيص هذه الأموال لبلد يفرض تعريفات مرتفعة على المنتجات الأمريكية. وفي 16 فبراير الماضي، كشفت واشنطن عن قائمة بالمشاريع الممولة من أموال الضرائب الأمريكية والتي تم إلغاؤها، ومن بينها الـ21 مليون دولار المخصصة للهند. وأعلنت الإدارة عن القرار عبر منشور على منصة "إكس"، مؤكدة أن الأموال كانت تُنفق على برامج اعتبرتها غير مبررة أو مبالغ فيها. إلى جانب تمويل الهند، تضمنت القائمة برامج أخرى تم إلغاؤها، من بينها 29 مليون دولار لدعم "تعزيز المشهد السياسي في بنجلاديش، و39 مليون دولار لبرامج "الفيدرالية المالية" و"حماية التنوع البيولوجي" في نيبال. كيف ردت الهند؟ من جانبها، اعتبرت الحكومة الهندية القرار تأكيدًا على "التدخل الخارجي" في شؤونها الانتخابية. وصرح المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا، أميت مالفيا، قائلًا: "21 مليون دولار لتعزيز نسبة التصويت؟ هذا بالتأكيد تدخل خارجي في العملية الانتخابية الهندية. من المستفيد من ذلك؟ بالتأكيد ليس الحزب الحاكم!". وذهب مالفيا إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"الاختراق المنهجي" للمؤسسات الهندية من قبل جهات أجنبية. كما ربط هذا التمويل بالملياردير الأمريكي جورج سوروس، المتهم من قبل تيارات يمينية عالمية بالتأثير على السياسات الداخلية عبر منظمته "أوبن سوسيتي فونديشنز". كما استشهد مالفيا بمذكرة تفاهم موقعة عام 2012 بين لجنة الانتخابات الهندية ومؤسسة IFES الدولية، وهي منظمة مدعومة من مؤسسة جورج سوروس، متهمًا الحكومة السابقة بقيادة حزب المؤتمر الوطني الهندي بتمكين التدخل الأجنبي في النظام الانتخابي الهندي. وأضاف مالفيا: "من المثير للسخرية أن أولئك الذين ينتقدون تعيين مفوض الانتخابات الهندي – وهي عملية شفافة وشاملة لأول مرة في ديمقراطيتنا – لم يترددوا في تسليم لجنة الانتخابات بالكامل لجهات أجنبية". واتهم مالفيا، حكومة التحالف التقدمي المتحد السابقة، بقيادة حزب المؤتمر، بالسماح بتغلغل نفوذ أجنبي داخل المؤسسات الهندية، قائلًا: "حكومة التحالف بقيادة الكونجرس مهدت الطريق لتغلغل القوى الأجنبية في المؤسسات الهندية، مما أضعف البلاد في كل فرصة ممكنة".