logo
#

أحدث الأخبار مع #حزبه«الشّيوعي

فليكن السيد رشيد الخيون : ضرورة التوثيق في الوقائع التاريخية …!عارف معروف
فليكن السيد رشيد الخيون : ضرورة التوثيق في الوقائع التاريخية …!عارف معروف

ساحة التحرير

time٢٢-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

فليكن السيد رشيد الخيون : ضرورة التوثيق في الوقائع التاريخية …!عارف معروف

فليكن السيد رشيد الخيون : ضرورة التوثيق في الوقائع التاريخية …! عارف معروف نشر الكاتب رشيد الخيون مقالا في جريدة الزمان بالامس عنوانه ' مكرم الطالباني .. المخضرم السياسي الأخير ' رثى فيه الراحل واكد على مناقبه ، وقد رأيت ان اعرض ملاحظات وتساؤلات بصدد بعض الوقائع التي اوردها السيد الكاتب وكتبتها في تعليق له وادرجها لكم هنا مع مقال السيد الخيون ايضا ، نظرا لاهمية اي تناول لموضوع ' تاريخي '، حسب ما اعتقد ، وما يستلزمه ذلك من عناية وتوثيق : السيد رشيد الخيون المحترم ، بعد التحية ، ارجو ان يتسع المقام لبعض الاسئلة والملاحظات بصدد المقال : 1- نفى البعث جملة وتفصيلا ان يكون قد استشار الشيوعي وطلب منه المشاركة ، وسخر القيادي البعثي المشارك في انقلاب 17 تموز تايه عبد الكريم من ذلك حين سؤل عنه في لقاءه المتسلسل مع حميد عبد الله ، وهذا امر منطقي وينسجم مع طبيعة الاشياء اذ كيف يمكن لحزب يخطط ويعد لانقلاب عسكري وقد احاط الامر بسرية تامة حتى عن اعضاءهِ ان يستشير حزبا آخر ويدعوه للمشاركة مع واقع نهر الدماء والاحقاد بينهما ؟! ان ذكر ذلك لم يرد الاّ عابرا في مذكرات المرحوم رحيم عجينة وهو ينقل رواية ويقول بصددها انهم حينما وقع الانقلاب (17 ) تموز كانوا يجتمعون في بيت قريب منه، في حي السكك ، وخمنوا او توقعوا جهة التنفيذ . في حين انك تقرره كواقعة منتهية دون توثيق او اسارة الى مصدر يعتد به. 2- الانقلاب عرفه الناس منذ ساعته الاولى والبيانات والاناشيد كانت تشير الى البعث وكذلك برقيات التهنئة ، ولم تكن هناك تلاوات قرآنية تتكرر (!) وكنت شاهدا على ذلك رغم صغر سني بسبب اهتمام العائلة ومتابعتهم للوقائع . 3- ليس هناك مصدر او دليل موثق على ان الشيوعيين هم من اخبر البعثيين بخطة انقلاب 1970 ، او ان موسكو اعلمتهم بذلك ، هذا ان كانت هناك خطة انقلاب او مؤامرة أصلا ، والراجح ان البعثيين ارادوا تصفية خصومهم السياسيين فتغدوا بهم وقادوهم على اختلاف الوانهم الى مسلخ قصر النهاية وقتلوا الكثير منهم : قوميين على شيوعيين على اسلاميين ورجال دين وعسكريين ، فكانت اطراف المؤامرة المزعومة : سمك على لبن على تمر هندي ، كما يقول المثل المصري… 4- كان الراحل الطالباني شخصية وازنة ومحترمة فعلا لكن النزاهة والعيش ضمن الراتب كانت صفة لم يختص بها وحده اذ لم يكن معروفا عن الوزراء والمسؤولين خلال العقود الجمهورية كلها ، عدا ما اشيع عن طاهر يحيى ، والذي قد يكون افتراءا من صنع الدعاية البعثية التي سبقت الانقلاب ومهدت له ، وحتى وزراء صدام نفسه ،فسادا او انهم لم يكونوا يكتفون برواتبهم وامتيازاتهم المعلنة والمحدودة ، عدا عائلته واقاربه ، وكانوا بعيدين ، حقا وفعلا ، وقد عرفت بعضهم عن كثب ، عن حال الفساد الذي شهدناه بعد 2003 وما نزال نشهد له ومنه صورا مخزية . 5- ان علاقة الراحل الطالباني بصدام حسين وبقاءه في بغداد بعد هرب الشيوعيين ولعبه دور الوساطة لصالح صدام ونظامه كان موضع ريبة وتساؤل وكان فيه الكثير مما يحسب عليه لا له ، رحمه الله . كرم الطَّالبانيّ .. المخضرم السّياسيّ الأخير رشيد الخيون عاصر المحامي والوزير مكرم الطَّالبانيّ(1923-2025) عهود الدَّولة العراقيَّة كافة؛ مِن العهد الملكيّ(1921-1958)، والجمهوريّ بانقلاباته(1958-2003)؛ وفي العهود كافة: كان إمَّا سجيناً، وحزبياً تحت الأرض، أو وزيراً. أحد المحامين(1947) عن يوسف سلمان يوسف(فهد/ اُعدم1949)، مؤسس حزبه «الشّيوعي العراقيَّ»، بعدها سُجن وأطلق سراحه، ليكون بعد( 14 يوليو 1958) مديراً ومفتشاً عام، ثم تكليفه بوزارة البلديات(1959)، لكنه لم يبدِ حماساً، لأنها كانت مشروطة بالتخلي عن انتمائه الحزبيّ، وحين توزر ممثلاً لحزبه(1972) بعد إعلان الميثاق الوطني وقيام الجبهة بين البعث الحاكم والشّيوعي(1973-1979)، فأصبح وزيراً للري ثم للنقل. لكلّ ما تقدم يكون مُكرم الطَّالبانيّ آخر السَّاسة المخضرمين. كان وجهاً معروفاً لدى النّظام الجديد آنذاك(1968-2003)، فقبيل اِستلام البعث السّلطة(الأربعاء 17 يوليو 1968)، طلب أمين حزب «البعث» وقائد الانقلاب الجديد أحمد حسن البكر(تـ: 1982) مقابلته سراً، فوصله بهيئة طبيب، للتمويه؛ طالباً اِشتراك حزبه الشّيوعي بالانقلاب على العهد «العارفيّ»؛ ولم تحصل الموافقة، لتجربة اليسار المريرة مع «البعث» والقوميين السنة(1963). لذا؛ عندما بُثت البيانات، قبل إعلان البكر رئيساً للجمهورية، سمعها الطَّالبانيّ ببرود، وسط وجوم العراقيين، فهو مِن القلائل، مِن غير قادة «البعث»، لديه عِلم بالانقلاب، فقد ظلت هوية الانقلاب مخفيةً لأيام، وإذاعة لا تبثُ غير القرآن والبيانات. جبهة وطنيَّة كنا نسمع أنَّ الحزب الشِّيوعيّ، قبل الجبهة الوطنيَّة، كشف سر اِنقلاب مدبر ضد حكومة «البعث»، وساعة الصّفر يوم (1 يناير1970)، كان أحد الانقلابيين الضَّابط عبد الغني الرَّواي(تـ: 2011)، الذي لحزب مكرم واقعة مؤلمة معه، يوم كُلف بتنفيذ الشّريعة بالشّيوعيين وأنصارهم(1963)، لهذا الغرض أخذ فتاوى من فقهاء المذهبين، الشِّيعي والسّنيّ، لهذا كان حزب الطَّالباني حريصاً على كشف الانقلاب، فكلفته قيادته، لصلته بالبكر، حمل رسالة له، وحال تسليمها اتَّخذ الإجراء لإحباطه. استغل الطَّالباني الفرصة، بما قَدمه للبكر مِن فضلٍ، ونجح بإطلاق سراح المحكومين بالإعدام مِن رفاقه، بحوادث الموصل(1959). خرج معظم قادة حزبه مِن العِراق، بعد إلغاء الجبهة بينهم وبين «البعث»، بسبب المطاردات والإعدامات التي نالتهم. ظل الطَّالباني داخل العراق، بعد تقديم استقالته مِن الوزارة، وربّما خرج وعاد، فلعب دوراً في الوساطة، بين النّظام والمعارضة، ويلتقي بين فترة وأخرى بصدام حسين(أعدم: 2006)، بشأن الوساطة، أو الشَّفاعة لمحكومين بالإعدام. مثلما التقى بالبعثيين قُبيل نجاحهم باستلام الحُكم(1968) ممثلين بأحمد حسن البكر، التقى بهم قُبيل سقوطهم(2003)، ممثلين بصدام حسين، وبطلبٍ من الأخير، فالـ(35) سنة، بوقائعها الهوائل، مرت مرور السّحابة، بين اِرتفاع وسقوط. بحث صدام مع الطَّالبانيّ المسألة الكرديّة ومقترحات المعارضة، وكأنه لم يسمع سنابك الخيل تطرق على حدوده؛ فحينها كانت استعدادات الغزو قد تمت، وقضي الأمرُ. أناقة معهودة أتذكر، اِحتفل اليسار بانتصار الفيتناميين (ربيع 1975) على الأميركان، يومها رأينا الطَّالباني، بأناقته المعهودة، يُقدم الشّاعر محمَّد صالح بحر العلوم (تـ: 1992)، في مجلس السلم والتضامن ببغداد، يشحذ فيه روح الأربعينيات، عندما قال قصيدته السَّائرة آنذاك «أين حقّي»، لكن ما أنشده بحر العلوم ليتنا لم نسمعه، لتبقى صورته كما رسمناها للشَّاعر المطبوع، فما سمعناه كان صدىً خافتاً، وقد بلغ مِن الكبر عتياً، وبعدها نكسته المدائح المبتذلات.مَن يقرأ مذكرات الطَّالبانيّ يشعر به يماهي بين الماركسيّة والصوفيَّة؛ فتراه مع اِعتزازه بيساريته، أظهر اعتزازاً بتكية أجداه الطَّالبانيين، نسبة لقرية «طالبان» الكُرديَّة، مِن تكايا القادريّة، التي اِتَّخذت مِن علي بن أبي طالب عميد سلسلتها، وتقاسمت إقليم كردستان مع البارزانيّة، إحدى تفرعات النّقشبنديّة، التي تَّتخذ مِن أبي بكر الصِّدِّيق عميداً، دون ظهور نزاعٍ بين العميدين، علي وأبي بكر، في أعراف التكيتين، خلاف الحدة المذهبيَّة الطَّاغية(بعد 2003). لم يكن الطَّالباني آخر السِّياسيين المخضرمين فحسب، بل آخر الوزراء، الذين لم يدخل بيوتهم غير معاشهم(الرَّاتب)؛ وأظنها أمةً قد خلت. كاتب عراقي ‎2025-‎02-‎22

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store