logo
#

أحدث الأخبار مع #حسنأوريد

دليلُ المغربي حسن أوريد لفهم الهويّة ومعضلاتها
دليلُ المغربي حسن أوريد لفهم الهويّة ومعضلاتها

النهار

timeمنذ 14 ساعات

  • سياسة
  • النهار

دليلُ المغربي حسن أوريد لفهم الهويّة ومعضلاتها

للوهلة الأولى، سيبدو عنوان هذه المقالة مُفارِقاً لمن يعلم أن "فخّ الهويّات" كتابٌ للكاتب المفكر المغربي حسن أوريد (صادرٌ أخيراً عن نوفل هاشيت أنطوان، بيروت) يعرض ويشرح ويحلل فيه قضيّة أقل ما تُنعتُ به أنها إشكالية، تحوّلت إلى ظاهرة تنامت واتسعت في إطار نزعة، بل نزعات في العالم أجمع تقريباً، كسّرت بنية الكيانات الواحدة المهيمنة باسم قومية واحدة ومنمّطة. وجه المفارقة، ربما المفارقات، لن نقترب منه قبل الاطلاع على العناوين والمضامين العامة لكتاب يبدأ بسيطاً، غايته التعريف البيداغوجي بقضية تيمة، ثم ما يلبث أن يتشعّب في كل اتجاه، ينصرف إلى شرح أوضاع الجاليات العربية (المسلمة) في أوروبا، في فرنسا خاصة، بكثير من التفصيل، يقول المؤلف إنه متمرِّسٌ بها، وبوصفها "الساحة المحتدمة لصراع الهويات". يشتغل كتاب حسن أوريد في موضوعه موزّعاً في الوصف والتحليل بين قطبين: العربي، والغربي، مغلِّباً الأخير الذي منه يستمدّ مرجعياته وأمثلته الكبرى، الفكرية والحدَثيّة، ليقابلها مع أوضاع المهاجرين على رغم اختلاف السياقات والأسباب، بما يعدّد معاني الهويات وأزماتها، آخذاً الحيطة بإعلان أنه يستخدم في عمله (المبضع الموضوعي) فيستعين بعلماء اجتماع درسوا ظواهر معقدة يعدّدها: الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام أو بغضه)؛ عودة العرقية؛ المجتمع الأرخبيلي؛ الانقباض الهويّاتي (نظرية الاستبدال) وأخيراً، نقض حركة الاستعمار. هي المحاور الكبرى التي يقاربها كتاب يحدّد موضوعه في "مسألة الهوية التي لم تعد موضوعاً عرَضيّاً في العالم كلِّه، وهي النقطة العرَضانية للأبحاث المتضمنة فيه" (9). وإذ نقرأ اتهامه قاطنة الضفة الغربية بعيشهم (تلوّثاً فكريّاً) من خلال سكبِ مفاهيم مجتثةٍ عن سياقها، وفرْضِها على واقعنا، وقلب سُلّم القيم، يقرر مباشرة أن بحثه يستمد شرعيته من وعيه "تداخل القضايا الاجتماعية والثقافية للضفة الأخرى تلحّ علينا (...) من خلال الدفع بمفاهيم، وتصورات، وخيارات، وتقنيات..."(10). سنعثر في هذا الكتاب على تحذيرات من مزالق الهوية وأخطارها أكثر من تعريف يحدّدها، من قبيل أن مجالها: "لا ينبغي أن يسيء للعيش المشترك، أو يرهَن المواطنة"؛ و"إن أطلق لها العنان جمحت بلا كابح"(12). خطاب الهوية عَكِرٌ، إذا استند في ماضيه إلى دواعي الاعتراف، والكرامة، والتنوّع الثقافي، فقد أضحى: "أدواتٍ للاختراق والتوظيف الأجنبي" تضعُف الدولة وقد تختطفها، وتحدث توترات في المجتمعات الهشّة. وبما أن أيّ إشهار للهوية يؤدّي إلى الاصطدام بأخرى، النصيحة هي "تصوّر الهوية كحرف عطف، لا كأداة نفي، كجمع لا كطرح، كإضافة لا كاختزال، في إطار عقد اجتماعي، تصاغ بنودُه باستمرار، لأن الهوية ليست قارة، ومن أجل مصير مشترك (...) وثقافة حوار، وعمق دراسة تضطلع بها الجامعة" (13). هذا برنامجُ ومجملُ تصوّرٍ وفهرست عمل لمحتوى كيفية دراسة تيمة الهوية مرفق بحكم جازم أن خطابها "لا يغيّر من وضع قائم، لأنه يفتُّ من جبهة محتملة أو قيد التشكّل" (15). يبتغي مؤلَّف حسن أوريد الشمول، أولاً، والاستقصاء، ثانياً، ثم المنعطفات الفرعية أخيراً، فتشعّب واستطرد ليُشبع البحث درساً كما يقال، وقد فعل وأغنى حتى زاغ عنه أو كاد. نتبيّن هذا من عناوين فصوله العشرة: 1- مأزق الهوية. 2- الانفلات الهوياتي-حالة العالم العربي. 3- صناعة العدُوّ أو "نظرية الكراهية". 4- الإسلاموفوبيا أو الانكفاء الهوياتي. 5- العلمانية من قيمة إلى إيديولوجيا. 6- عالم الضواحي في فرنسا والهويات المتناثرة. 7- من صراع الطبقات إلى صراع الأعراق. 8- المجتمع الأرخبيلي-الحالة الفرنسية. 9- الانقباض الهوياتي أو الاستبدال الكبير. 10- نقض الاستعمار. يتعذر في مساحة المقال تفصيل القول فيها جميعها، نكتفي بالإلماع لأوْكدها صلةً بقضيّة الهوية وإشكالياتها وعرضِ أهم المقولات والمفاهيم القرينة بها تستوفيها تقريباً، منها: - لا مطلق لخطاب الهوية، إنه قابلٌ للتطور، ويتأثر بسياقات متعددة. - ليس هناك خطابُ هوية من دون استعداء آخرَ يصبح الغير. - كلّ خطابٍ هوياتي ينتهي إلى مأزق وفخّ، ما يستوجب صوغ هوية مشتركة لبلد على أسس المواطنة والعيش المشترك؛ أو الانطلاق من واقع الاختلاف ووضع قوانين تدبيره. - يكمن مأزق خطاب الهوية أيضاً في "شيطنة الآخر ورميه بكل المثالب" (37). كذلك في أخطار التعددية الثقافية من قبيل الإجهاز على الحرية الفردية والقولبة الجماعية (39). - الحلّ المقترح لتخطّي المثالب، بحسب الدراسات المنجزة، هو الاندماج في ظلّ قيم كونية (44). - بالنسبة إلى العالم العربي، نُظر إلى خصوصية الهوية من زاوية وحدة الصف في ظلّ الدولة الوطنية، بما أفضى في نظر أوريد إلى واقع مجحفٍ لثقافات [أخرى] وتهميش دُعاتها وتخوينهم، يعني بهم الأمازيغيين في عموم المغرب العربي، والشيعة في العراق، والأكراد في العراق. - خضع خطاب الهوية في العالم العربي للحيطة والتوجّس، ولم يُطبّع معه إلا ببطء وفي حدود. - بعد إسهاب ومناقشة لأطروحات المفكرين الغربيين وأمثلة من واقعهم وتاريخهم، وفي ما يشبه التركيب للمسألة الهوياتية والهوية الوطنية، يرى الباحث أوريد خلاصها من خلال قيم المواطنة، والتنشئة المدرسية الفعالة، والعدالة الاجتماعية والتنوع بأشكاله وتدبيره. (67). ننتهي إلى ما سمّيناه التشعّب في هذا الكتاب الذي ابتغى الشمول، فجاءت فصوله الأخيرة مخصصةً لظواهر ومعضلات الهجرة والمهاجرين العرب في فرنسا تحديداً، وأساليب تعامل السلطات الفرنسية معها، كجزء من الصراع حول إثبات الهويات ونقائضها وعوائقها، وهو تحليلٌ نظريٌّ معتمدٌ على الكتب والمستندات أكثر من المعاش، فإثبات حق الهوية صراعٌ يومي، عِلماً بأن المؤلف أعلن في بداية تأليفه المتعدد أنه ينطلق من تجربة شخصية ضاعت ملامحها في اكتظاظ المرجعيات والإحالات الفكرية الغربية، حتى ليبدو الكتاب مترجماً من الفرنسية. أما المفارقة الأم، فتكمن في أن المنبّه لإشكالية الهوية ومحاذيرها، والمأزق من أوصافها، لا ينجو منها حين نقرأه ينافح عن هوية مقابل أخرى [ظالمة ومتعدية] لإثبات شرعيتها، ويصطفّ إلى جانبها. وإن كان من حقه الانتماء الهويّاتي، فلا بأس لو نحن تساءلنا عن "سبب النزول".

"فخ الهويات".. حسن أوريد يحذر من تحول الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر
"فخ الهويات".. حسن أوريد يحذر من تحول الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر

الدستور

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

"فخ الهويات".. حسن أوريد يحذر من تحول الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر

صدر حديثًا، بالتعاون بين "دار نوفل" دمغة الناشر "هاشيت أنطوان"، ودار "الفاضل للنشر"، كتاب "فخ الهويات" للكاتب والسياسي المغربي حسن أوريد. حسن أوريد يحذّر من تحوّل خطاب الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر في كتابه الأحدث، "فخ الهويات"، يحذّر المفكر المغربي حسن أوريد، من تحوّل خطاب الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر، ثم استعدائه، أو ما يُعرف بالشيطنة، ما يثير ردود فعل هويات أخرى، ومن ثم تضارب الهويات، وتقابلها، وصولًا إلى "أنكر الداء" أو الأسوأ: انفراط العقد الاجتماعي. ويشدد المفكّر المغربي، في كتابه "فخ الهويات"، الذي يقع في 200 صفحة، على ضرورة تحديد المجال الذي يمكن أن تنشط فيه الهويّات والذي لا ينبغي أن يسيء للعيش المشترك. ويخلص إلى أن "على القانون الأسمى أن يكون حضن المواطنة وحصنها" باعتبار أن "الجامع المشترك في المجتمعات الحديثة، هو المواطنة". وبحسب الناشر في الكلمة التي حملها الغلاف الخلفي للكتاب: "فخ الهويات – منذ انهيار السرديّة الشيوعيّة، حلّتْ الهويّة محلّ الطبقة، والثقافة محلّ الاقتصاد، وعرف العالم طلبًا هويّاتيًّا يُلبّي الرغبة في الاعتراف، لكنّ هذا الطلب ما لبث أن عرف زَيْغًا اختلفت أشكاله، أفضى في الغالب إلى إضعاف سبيكة المجتمعات، وتهديد العيش المشترك، وخلخلة الدولة، ما كان يُراد أن يكون حلًّا، أضحى مُشكِلًا. كيف التوفيق بين الطلب الهويّاتيّ، ومقتضى المواطَنة؟ كيف التأليف ما بين الخصوصيّة والعالميّة؟ وكيف يمكن تحقيق توزيعٍ عادل للرموز، دون الازدراء بأيّ مكوّنٍ من مكوّنات المجتمع؟، تطفح المجتمعات الغربيّة باحتدام خطابات الهويّة، بين الأصليّين والوافدين من مهاجرين مسلمين، ويغدو مشكل الهويّة الجانب المرئيَّ لمشاكل معقّدة، تُخفي أكثر ممّا تُبدي. هذا الكتاب محاولةٌ لفهم خطاب الهويّة، مشروعيّته وزَيْغه، والفخّ الذي يَؤول إليه، في الغرب والعالم العربيّ، على السواء، هو سَبْحٌ في قضايا ذات بعدٍ كونيّ، كالإسلاموفوبيا، وعودة العرقيّة في العالم، المجتمع الأرخبيلي، والاستبدال الكبير، وخطاب نقض الاستعمار، وقبل كلّ هذا، العدوّ الحميم، وكبش الفداء الضروريّ. عسى أن تُسعف قراءته في الإحاطة بأسئلةٍ حارقة تتوزّع العالم!". لمحة عن المفكر المغربي حسن أوريد تجدر الإشارة إلي أن، حسن أوريد، كاتب وروائي مغربي حاز في العام 2015 على جائزة بوشكين للآداب لرصيده الأدبي، ومن ضمنه: «رَواء مكّة»، «رباط التنبي»، «ربيع قرطبة»، «الموريسكي»، «سيرة حمار». كما حقّقت كتبه الفكرية انتشارًا واسعًا، ومن ضمنها «عالم بلا معالم» و«أفول الغرب» و«إغراء الشعبوية في العالم العربي».

«فخ الهويات» للمفكر المغربي حسن أوريد
«فخ الهويات» للمفكر المغربي حسن أوريد

صحيفة الخليج

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صحيفة الخليج

«فخ الهويات» للمفكر المغربي حسن أوريد

بيروت: «الخليج» صدر حديثاً، بالتعاون بين «دار نوفل» دمغة الناشر «هاشيت أنطوان» ودار «الفاضل للنشر»، كتاب «فخ الهويات» للكاتب والسياسي المغربي حسن أوريد وفيه يحذّر أوريد من تحوّل خطاب الهوية إلى أداة لإقصاء الآخر، ثم استعدائه، أو ما يُعرف بالشيطنة، ما يثير ردود فعل هويات أخرى ومن ثم تضارب الهويات وتقابلها وصولاً إلى «أنكر الداء» أو الأسوأ: انفراط العقد الاجتماعي. ويشدد المفكّر المغربي، في كتابه «فخ الهويات»، الذي يقع في 200 صفحة، على ضرورة تحديد المجال الذي يمكن أن تنشط فيه الهويّات والذي لا ينبغي أن يسيء للعيش المشترك ويخلص إلى أن «على القانون الأسمى أن يكون حضن المواطنة وحصنها» باعتبار أن «الجامع المشترك في المجتمعات الحديثة، هو المواطنة». فخ الهويات منذ انهيار السرديّة الشيوعيّة، حلّتْ الهويّة محلّ الطبقة والثقافة محلّ الاقتصاد وعرف العالم طلباً هويّاتيّاً يُلبّي الرغبة في الاعتراف، لكنّ هذا الطلب ما لبث أن عرف زَيْغًا اختلفت أشكاله، أفضى في الغالب إلى إضعاف سبيكة المجتمعات وتهديد عيشها المشترك. كيف التوفيق بين الطلب الهويّاتيّ، ومقتضى المواطَنة؟ كيف التأليف ما بين الخصوصيّة والعالميّة؟ وكيف يمكن تحقيق توزيعٍ عادل للرموز، دون الازدراء بأيّ مكوّنٍ من مكوّنات المجتمع؟

في لقاء مع منتدى تاونات : المفكر حسن أوريد يقاربُ التغيّرات الجيوسياسية وتأثيراتها على المَغرب
في لقاء مع منتدى تاونات : المفكر حسن أوريد يقاربُ التغيّرات الجيوسياسية وتأثيراتها على المَغرب

حدث كم

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • حدث كم

في لقاء مع منتدى تاونات : المفكر حسن أوريد يقاربُ التغيّرات الجيوسياسية وتأثيراتها على المَغرب

احتضن مؤخرا أحد مطاعم مدينة سلا محاضرة ألقاها المفكر والأكاديمي حسن أوريد في سمر رمضاني، كانت تحت عنوان:'التغيّرات الجيوسياسية وتأثيرها على المغرب'؛ سيّرها الوزير الأسبق البروفسور نجيب زروالي وارثي. الدكتور حسن أوريد قال في هذا اللقاء الذي كان من تنظيم 'منتدى كفاءات إقليم تاونات'، بأن 'الناس تتماهى عادة بالفطرة مع السياسة، وتكاد تكون معها في علاقة انصهار'؛ مُذكرًا في ذات السياق أن 'العالم الذي نعرفه قد انتهى مع سقوط جدار برلين'، ومع سقوطه 'انتهت المنظومة القديمة بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية' على المستويين الإقليمي والعالمي. وأضاف أوريد في سياق مختلف أن 'العالم تخلص من الالتزامات والمعاهدات الدولية'، وأصبحنا أمام واقع جديد' لا يعترف إلا بالقوة'. وأشار أنه في الوقت الذي اعتقدت أوربا أنها 'حصّنت نفسها وتعافت من داء الحروب، وجدت نفسها تنغمس مُكرهَة في أتونها'، وأن الحرب تعنيها، عكس ما كانت تعتقد سابقا من أن 'الأمر لا يهم سوى جنوب الكرة الارضية'، واعتقدت أوروبا واهمة أن وضع يوغسلافيا 'لا يعدو أن يكون نشازا، ليس إلا…!!' واعتبر أوريد من جهة أخرى أن 'حدود الدول لم تعد مُحصنة كما كانت'، حتى أنه في حرب الخليج الثانية 'تم تأديب الرئيس صدام حسين، لأنه خرج عن المألوف، وتهجّم على الحدود بالقوة'، وهو 'ما لم نلمسه في الحرب الرّوسية الاوكرانية' يقول المحاضر. في هذه الحرب، ولأول مرة في التاريخ الحديث 'تم التلويح والتهديد باستعمال السلاح النووي، ولو بشكل جزئي وإن تكتيكي'، بعدما كان هذا النوع من السلاح مُجرّد سلاح للتهديد بالرّدع في إطار توازن الرُّعب بين القطبين التقليديين. كما عرَّج المُحاضر على الحدث الأبرز الثاني، متمثلا في حرب غزة الأخيرة أو ما عُرف بطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وهذه الحالة 'اكتست صفة حرب دون مراعاة لضوابط القانون الدولي'، كما أوضح المحاضر في كلمته. وأضاف حسن أوريد بأن 'هذا الحدث في حدّ ذاته عبّر عن وحشية في استعمال القوة'. وكل ما سلف، يقول المحاضر، أفرز لنا واقعا عالميا جديدا، متجاوزا بذلك 'النطاق الجغرافي الشرق أوسطي، مشكلا حديقة خلفية للحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما أعطى لروسيا فرصة لإتمام ترتيباتها العسكرية في المنطقة'. بعد ذلك، انتقل المحاضر إلى الحديث عن الظاهرة الثالثة، متمثلة في رجوع دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واعتبر المحاضر ذلك بأنه ظهور 'ترامبية جديدة'. هذه الترامبية، يقول أوريد، تتبنى رؤى جديدة، مما يعتبر مدا للشعبوية اليمينية الأكثر تعقيدا في العصر الحالي. وأن الأمر قد تجاوز الاستحواذ على ما تحت الأرض من خيرات، إلى المطالبة بالأرض نفسها. واستحضر المحاضر في هذا الباب أحداثا بذاتها، من قبيل: «وضع اليد على جرينلاند' مرورا بمسألة 'الترحيل القسري للفلسطينيين من قطاع غزّة'، وكذلك 'التخلي على الحليف الأوكراني، ومعه حتى بعض الحلفاء الأوروبيين'، وهذه السلوكيات تبدو تجاوزا للقانون والاعراف الدولية. ويمكن اعتبار السياق الدولي الحالي بمثابة «تهليل لصالح قومية جديدة'، كما أوضح أوريد في محاضرته. وتابع أوريد قائلا بأن «جدية الموضوع تستدعي استحضار مفاتيح أخرى جديدة لكي نفهم بتأني ما يجري من حولنا، معتبرا في ذات الوقت بأن «الأمر ليس علما، وأنه علينا أن نحافظ على discipline'،لأن 'الجيوسياسية والجيو بوليتيك تختلط عادة عند العامة بالجيو- استراتيجية، علما بأن الأمران مختلفان تماما'. وتفاديا لأي لبس في المفهوم والمفاهيم، يقول أوريد أن 'الجيوستراتيجية هي تأثير الجغرافية في المجال، أما الجيوبوليتيك فهي تأثير السياسة في الجغرافيا، وذلك انطلاقا من تصور يفرزه السياسي'. واسترسل أوريد قائلا بأننا 'أمام عالم قديم- جديد مع دخول الصين بصفتها فاعلا جديدا، وهي صاحبة التحدي الوجودي، كما ينظر إليه ترامب'. واستحضر جملة شهيرة تقول: 'إذا كانت روسيا عاصفة، فإن الصين هي تغيير مناخي، وبالتالي هناك تغييرات حتمية قادمة، ستغيّر من ملامح خريطة العالم مستقبلا'. أما المغرب من جهته، كما يقول أوريد دائما، فقد 'ساير بكل حنكة ظروف الحرب الباردة، ومع سقوط برلين أصبح أكثر انفتاحا. وبعد هجمات11سبتمبر، أصبح للمقاربة الأمنية دورا كبيرا'. كما استحضر حسن أوريد قضية المغرب الوجودية الأولى، متمثلة في صحرائه ووحدته الترابية، مُستحضرًا في ذات الوقت ما أفرزته حرب غزة المدعومة من إيران، وما خلفه سقوط بشار الأسد في سوريا من تداعيات في البلقان والشرق أوسط، وهو ما انعكس سلبا على دولة الجزائر. وأكد في ذات السياق أن 'خيار الحرب كان واردا، ولكنه لم يكن أبدا في صالح الجزائر'، واستحضر في المحاضرة التي ألقاها أمام جمهور نوعي الهزائم التي مُنيت بها الدبلوماسية الجزائرية في المحافل الدولية، ممّا حتم عليها العمل على 'إعادة انتشار دبلوماسيتها، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي بدأت في الخروج تدريجيا عن عروبيتها، ومغازلة هذه القوة العالمية، وهو ما عبّر عنه السفير بوقادوم باستعداد الجزائر بيع معادنها النفيسة للولايات المتحدة الامريكية'. بعد ذلك، انتقل المحاضر إلى طرح إشكالية سياسية تهم الطريقة المثلى للتعامل اليوم مع ثلاثة فاعلين أساسيين في العالم، ويتعلق الأمر بالولايات المتحدة الأمريكية، أوربا والصين. ورأى أوريد أن الحل قد يكون كما فعلت بعض الدول الآسيوية، ولكنها 'وجدت نفسها بين فكّي كمّاشة، وبالتالي كان عليها أن تتعامل مع النقيضين، مثل حالة سنغافورة مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ودول أخرى التي اختارت الملاءمة، وخلقت نوعا من التوازن'. كما شدّد المحاضر على أن 'الخيار الأطلسي الذي أطلقه الملك محمد السادس، يبقى هو الخيار الاستراتيجي، ويمكن للمغرب أن يستثمر فيه. وعلينا أن نبقى مستمرين في علاقتنا مع الدول التي تربطنا بها علاقات اقتصادية، وأن نكون حاضرين بقوة في الساحة العربية، وخاصة مع دول الخليج التي أصبحت طرفا مُهمّا في المُعادلة الدولية. كما يجب علينا كمغاربة أن نكون حاضرين بقوة مع الولايات المتحدة الامريكية'. وركّز أوريد في محاضرته على ضرورة 'استعمال مفاتيح جديدة لأقفال تغيّرت، حتى نتمكن من فهم العالم الجديد'. وفي الختام فتح باب المناقشة، وانهارت الأسئلة من جامعيّين وعمداء كليات ووزراء سابقين واطر عليا ومثقفين، تلتها أجوبة شافية من المُحاضر. بعدها سلم رئيس المنتدى الأستاذ إدريس الوالي درعا وشهادة تقديرية للأكاديمي حسن أوريد. تجدر الإشارة أن رئيس 'منتدى كفاءات إقليم تاونات' إدريس الوالي عبّر من خلال كلمته في بداية اللقاء عن شكر المفكر حسن أوريد على تلبية الدّعوة، مُعرّجًا في ذات الوقت على التعريف بالمُنتدى وأهدافه وسبب اختيار الموضوع، كما قدم نُبذة من سيرة المُحاضر. د.و

المفكّر حسن أوريد بمدينة إنزكان.. قد يتساءل البعض ومن بعد…!؟
المفكّر حسن أوريد بمدينة إنزكان.. قد يتساءل البعض ومن بعد…!؟

أكادير 24

time٢٣-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • أكادير 24

المفكّر حسن أوريد بمدينة إنزكان.. قد يتساءل البعض ومن بعد…!؟

أكادير24 | Agadir24 قد يتساءل البعض ومن بعد…!؟ نعم لو عدنا إلى الاسئلة التى طرحت مباشرة بعد طرح ملصق الإعلان عن لقاء المفكر المغربي الدكتور حسن أوريد مع جمهور قرائه بمدينة إنزكان تزامناً مع إصدار الأخير ( رواية الفقيه) في إطار أنشطة جمعية مركز واد سوس ومجلة نبض المجتمع، كان طرح ملصق التظاهرة أسبوعا قبل موعد اللقاء – الجمعة 21 فبراير بقاعة الحسين قرير بجانب الإخوة الأساتذة الذين تكلفوا بتنشيطه الاستاذ عبد السلام الرجواني وعبد ربّه وبإدارة الدكتور الحسين بويعقوبي.. كان كافياً ان لا تنقطع رنّات هواتفنا للإستفسار عن مكان تواجد القاعة المحتضنة للقاء..! ؟ بل وأين توجد البلدية!..؟ هي نفسها وعلى شكل رسائل نصيّة لكن السؤال الغريب والعجيب أن بعضهم تساءل وبنبرة لا تخلو من استهزاء استعلائي أوريد بإنزكان.. ( حثة واحدة) كما عند المصريين.! من زاوية معيّنة له الحق مقارنة مع التصور العام الذي تمّ به تسويق المدينة جهويا ووطنيا على أنها لا تصلح للتسوق والتجول بين اسواقها الممتدة حتى إلى الدروب والأزقة.. هي الصورة الذهنية لدى الجميع… وضالة كل باحث عن حاجة اوغرض ما..وبلازمة متكررة عند المجرب.. ( سير لانزكان أصاحبي.. أصاحبتي) وواقع الحال يؤكد ذلك، ففضاء المدينة موزّع بين السوق الممتاز والعادي.. بين العشوائي الممتاز والأكثر عشوائية..وسط زمن يوصل النهار بالليل حتّى انك تصادف داخل مقاهي هذه الأسواق ومطاعمها أن الناذل قد يأتي بوجبة عشاء لزبون بيده اليمنى والأخرى وجبة فطور لزبون بجانبه هي مدينة لا تنام. بين فعلى البيع والشراء شراء كل شيء.. حتّى القرار البلدي.. بل وصنّاع القرار.. والأكثر أن الأسواق هنا هي من تصنع رئيس الجماعة البلدية التي لم ترافع إلا على كعكعة السوق ولم تتّحدد إلا على منافع هذا السوق ولم تتصارع وتتقاتل إلا على قرار ذات الصلة بالسوق.. نعم نحن مدينة وسط السوق.. لا يرفع على الوصف واختزالها بهذه الصفة القدحية ظلم وحيف في حق تاريخ هذه المدينة.. في حق الساكنة وعموم شبابها. المدينة أكبر من السوق والتسوق.. أبداً أبداً … بل هي حاضرة مدينة ومدنيّة قبل هذه الفوضى …ويكفي للمرء ان يستحضر دورها الرئيسي في قيادة الاقليم وإدارة شؤون الإنقاذ وإعادة الإعمار بعد زلزال اكادير حيث استقبلت مقرات الادارات المؤقتة كمؤسسة المندوبية السامية لإعادة الإعمار وآوت قرابة نصف أعداد المنكوبين …بل هناك من الساكنة من يتذكر كيف يترجّل المرحوم الحسن الثاني كولي العهد آنذاك وسط المدينة ؛كمشرف مباشر على ورش الإعمار .. هي المدينة التي صوتت بالاجماع في بداية انطلاق المسلسل الديمقراطي سنة 75 على لون سياسي واحد ومعارض ولا يمكن أن يقرأ ذلك إلا بكون هذه الحاضرة تشكّل وعيها السياسي والمدني منذ زمان وليس الامر ايضا غريبا إذاعرفنا ان حقها من الاعتقالات السياسية إبان سنوات الرصاص كان وافرا جدا ومن مختلف المشارب والقناعات الفكرية ..بل ومن كل المهن والحرف حتى ان الزعيم السياسي للتيار ( لنخدم الشعب ) تم اعتقاله بانزكان ومن هنا نؤكد وبأعلى صوت لهذا اللوبي التسويقي العامل على تزييف ذاكرة المدينة بأننا لم نكن عابرين في تاريخ الجهة والوطن بل إن تواجدها كحاضرة طلائعية كان قويا في أهم الأحداث الجهوية والوطنية قبل هذه الصورة التسويقية. إنزكان بمسجدها الكبير وبمدرسة اشتهرت بالقراء وحفظة الذكر الحكيم درًس فيها عدد من العلماء والفقهاء كالمقرئ عبد القادر بن احمد وسيدي مبارك بن طالب وعلي بيروك وكلهم فقهاء ومشايخ ذاع صيتهم وسط قبائل المنطقة …وازدهرت المدرسة بشكل كبير أوائل الخمسينات من القرن الماضي حين تولى التدريس فيها الحاج عبد الرحمان بن احمد الانزكاني وكلهم فقهاء ومشايخ ذاع صيتهم وسط قبائل المنطقة إنزكان مهد الاغنية الامازيغية وظاهرة مجموعة ايزنزارن رائدة الإيقاع الامازيغي.. وأن بداية تأسيس تجربة الفيلم الامازيغي لم تنطلق إلا من هذه المدينة كفكرة وموضوع وطاقم بشري من الممثلين من الجرف والمسدورة ….في شريط (تمغارت ن اوورغ) إضافة الى تجارب في المسرح والرسم والتشكيل … هو تاريخ المدينة وبالخصوص لمن يتجاهله ويحاول ما أمكن ان يعير للمدينة وجها آخر؛ هي انزكان التي احتضنت شوارعها وأقسامها أيضا الطبيب الجراح الخاص للمرحوم الحسن الثاني … هي زنقة المدارس التي فكًت أزمة البلوكاج الحكومي من خلال تعيين ابن المدينة رئيسا للحكومة هي مدينة الثقافة والمثقفين اليوم بدءاًبالأخوين ( المرحوم الحسين أفا، وعمر أفا)، العميد أحمد صابر، الكاتب والشاعر حسن وهبي، الباحث الجامعي عبد الله المنتصر،….وصولاً إلى كتاب كيل كبد ( كية مدينة) للمؤلف احمد إدو خراز الإنزكاني هي شذرات من ذاكرة مدينة أكبر بكثير من هذه الوجوه الجاثمة على المشهد العام بالمدينة ومستقبلها فشكرا للمفكر حسن أوريد… فقراؤك جاءوا إلى مدينتنا بفعل ونية التسوق الثقافي هذه المرة وعذراً عن غياب صناع القرار تلك الأمسية الثقافية الماتعة فهم لايفقهون إلا في السوق والتسوق وتحصيل منافع التوسط التوسط في عمليتي البيع والشراء ويجهلون أن جملة المغفور له محمد الخامس ( لئن حكمت الاقدار بخراب أكادير فإن بناءها موكول إلى إرادتنا وإيماننا) قد أطلق إشعاعها بمدينة إنزكان يوسف غريب الإنزكاني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store