أحدث الأخبار مع #حمدبنصراي،


البيان
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- البيان
التراث والإبداع في الإمارات.. علاقة ترتكز على الأصالة وتفوح بالجمال
تستمد كثير من الأعمال الإبداعية بصورها الأدبية والفنية المختلفة عناصر خلودها وروعتها من التراث الإماراتي الأصيل، وتصنع من مفرداته أساليبها الغنية بالدهشة وتجاوز المألوف، ويرحل المبدعون بخيالاتهم في جوانب ذلك التراث وزواياه العميقة، فتفيض عليهم بجمالياته العذبة وأسراره الفاتنة. ومن جهة أخرى، يكتسب التراث عوامل بقائه واستمراريته من توظيف الإبداع لملامحه الفريدة داخل نسيج الصنعة الإبداعية، لتنجح أشكال الأدب والفن المتنوعة في تأكيد أحقية المجتمع بتراثه الذي يشكل بصمته المميزة بين سائر الشعوب. مصدر إلهام وأكد الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، لـ «البيان»، أن التراث الإماراتي بشقيه المادي الذي يشتمل على الجانب المعماري، وكذلك المعنوي الذي يتضمن تفاصيل الحياة القديمة، يشكل مصدر إلهام للأعمال الإبداعية، مشيداً بالمهرجانات التراثية التي تستعرض زوايا مهمة من التراث المدون. وأوضح أن دور تلك المهرجانات التي ترعاها الدولة يبرز من خلال تحويل ما هو مكتوب من التراث إلى واقع يشاهده أفراد المجتمع، الأمر الذي يسهم في إحيائه، داعياً إلى ضرورة التركيز في الكتابات الأدبية على القرى الإماراتية البعيدة، وخصوصاً في المناطق الجبلية، التي تزخر بقيم تراثية غنية. قيمة إنسانية من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي الإماراتي عبد الرحيم سالم أنه سعى من خلال أعماله الفنية ومفرداتها ذات الدلالات الثرية إلى التعبير عن التراث الإماراتي بوصفه قيمة إنسانية أصيلة تشترك مع ثقافات العالم في نقاط التقاء عدة، مؤكداً أن ثمة علاقة بين البيوت القديمة في الإمارات وفي غيرها من البلدان العربية كالدول الخليجية ومصر، ما يعني أن التراث يشكل لغة إنسانية واحدة. ولفت سالم إلى أنه ركز عبر مسيرته الإبداعية على محاكاة الأشكال الحجرية في الصحراء والمناطق الجبلية وعلى شواطئ الإمارات لما تمثله من عنصر تراثي فريد، مبيناً أن الحجر يرمز في التاريخ البشري إلى البناء والإعمار كما يشير أيضاً إلى السلاح الأول الذي عرفه الإنسان من بيئته واستعمله. من جهته، أكد الدكتور مأمون عبد الكريم، نائب عميد كلية الآداب وأستاذ الآثار والتاريخ في جامعة الشارقة، أهمية الأعمال الإبداعية بأنواعها المختلفة ودورها الفعال في حفظ التراث وحمايته وضمان بقائه جيلاً بعد جيل، مشيراً إلى أنها تسهم في رفع الوعي بقيمة التراث إذا احترمت تفاصيله ومفرداته. وأوضح عبد الكريم أن الكثيرين ربما لا يقرؤون عن تراثهم بصورة كافية، لكن الأعمال الإبداعية، ولا سيما الدرامية، قادرة على الوصول إلى الجميع ومخاطبة الفكر بلغة فنية، لافتاً إلى أن الإبداع ينجح عادة في تعريف المجتمع بقضايا استثنائية تتعلق بتراثه العريق، بشرط عدم التلاعب بها لأغراض تجارية. وأشاد بالدور اللافت الذي تنهض به الإمارات في سبيل خدمة التراث وتعزيز الارتباط الوثيق به، والذي يظهر من خلال الحركة المتحفية والاهتمام بالمقتنيات التاريخية وتوثيقها ودراستها واحتضان اللقاءات الفكرية ذات الصلة، منوهاً باختيار دبي لاستضافة المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025» لتكون أول مدينة عربية في الشرق الأوسط تحظى بشرف التنظيم.


الاتحاد
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
«الويلية» الإماراتي.. فن الشجن والعاطفة
أبوظبي (الاتحاد) صدر عن مركز أبوظبي للغة العربية كتاب «فن الويلية- الدان: جمالياته، أشعاره، أداؤه»، للدكتور حمد بن صراي، الذي يرى أنه «لم يعد الاهتمام بتراث الإمارات بسبب كونه جزءاً من الهوية الوطنية فحسب، بل على اعتباره عامل وحدة بين أفراد المجتمع الواحد، وامتداد السلف في الخلف». وبهذه الكلمات بدأ المؤلف كتابه عن فن من الفنون الشعبية الإماراتية وهو فن الويلية الدان، مؤكداً أهمية التراث والدور الاجتماعي له، وضرورة الحفاظ على تراث الأجداد والآباء التي لا تزال آثاره باقية أمام الأعين، وضرورة توثيق التراث قبل أن يتلاشى. وحدد المؤلف أهداف مشروعه في توثيق فن الويلية أو الدان ومنها: توثيق جهود الآباء وحفظها في ميدان الفنون الشعبية، والتعرف على أداء فن الويلية، والتعرف على الطرايق والأشعار الخاصة بهذا الفن، وتوثيق السنع والمذهب والأصول التي يقوم عليه فن الويلية، وتوثيق أسماء الأبوة الذين ارتبطوا بفن الويلية، والتوثيق الميداني لفن الويلية من خلال اللقاءات والمقابلات مع المؤدين الكبار. والدان كلمة عامة شائعة من الدندنة بكل ما فيها من شجن، وهي من ألفاظ الترنم تستخدم في ضبط النغم قبل بدء أداء الشلة، وهي كأنها مناداة باللحن، ودخول إلى أداء الفن. أما الويلية: فهي الفن الأصلي، وهو المعتمد، ويعتقد البعض أن اللفظ جاء من الويل والحزن، وقد تختلف التسميات باختلاف المواقع الجغرافية التي يعرف فيها هذا النمط. ويمارس فن الويلية (الدان) منذ القدم وربما سبق غيره من الفنون الشعبية، وله شعبية كبيرة، ويغلب على أشعاره الشجن والعاطفة والوجد، وهي عميقة وتلامس القلب. ويعتبر فن الويلية فناً برياً لا بحرياً، وهو من الرقصات الاحتفالية التي لعبت أدواراً جلية في الأعراس والمناسبات وغيرها. ويعتبر الفنان محمد الهفيت أو (العور) أبو الدان الأكبر. وقد ورث الفن من آبائه الأولين، وكان الكل يصغى إليه، وينجذب لصوته، حتى يقال إن الطير يقف يستمع لهذا اللحن الشجي، وهناك الفنان حسن بن محمد الوصلة بإمارة رأس الخيمة. كما كان لفن الويلية (الدان) حضور قوي في إمارة أبوظبي مع اختلافات في طريقة الأداء، والدق، واللحن. وعن حالة فن الويلية في العصر الراهن، يذكر المؤلف أن فن الويلية يكاد يتلاشى بسبب قلة مؤديه، ويكاد يندثر لقلة التسجيل والتوثيق. ثم عرض المؤلف للمقابلات التفصيلية مع رواد فن الويلية بشكل مفصل، وعرض لحكاياتهم وذكرياتهم مع هذا الفن، وأصوله وطرق الأداء المتنوعة في كل المناطق، ودور كل فرد في الفرقة أثناء الأداء، وقوانين الويلية. ويعد هذا الكتاب مرجعاً قيماً وشاملاً لفن الويلية (الدان)، وهو فن شعبي كان معروفاً في الإمارات منذ زمن بعيد، وهذا الكتاب يستعرض تاريخ هذا الفن وطريقة الأداء وأشهر الشعراء والفرق. كما يعد رسالة ودعوة للاهتمام بهذا الفن وتوثيقه وحفظه ودعم القائمين عليه، وتقديمه للأجيال القادمة كمعبر عن الهوية الإماراتية، لما فيه من قيم وأخلاقيات تعبر عن المجتمع الإماراتي وحضارته.