
التراث والإبداع في الإمارات.. علاقة ترتكز على الأصالة وتفوح بالجمال
تستمد كثير من الأعمال الإبداعية بصورها الأدبية والفنية المختلفة عناصر خلودها وروعتها من التراث الإماراتي الأصيل، وتصنع من مفرداته أساليبها الغنية بالدهشة وتجاوز المألوف، ويرحل المبدعون بخيالاتهم في جوانب ذلك التراث وزواياه العميقة، فتفيض عليهم بجمالياته العذبة وأسراره الفاتنة.
ومن جهة أخرى، يكتسب التراث عوامل بقائه واستمراريته من توظيف الإبداع لملامحه الفريدة داخل نسيج الصنعة الإبداعية، لتنجح أشكال الأدب والفن المتنوعة في تأكيد أحقية المجتمع بتراثه الذي يشكل بصمته المميزة بين سائر الشعوب.
مصدر إلهام
وأكد الكاتب والباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، لـ «البيان»، أن التراث الإماراتي بشقيه المادي الذي يشتمل على الجانب المعماري، وكذلك المعنوي الذي يتضمن تفاصيل الحياة القديمة، يشكل مصدر إلهام للأعمال الإبداعية، مشيداً بالمهرجانات التراثية التي تستعرض زوايا مهمة من التراث المدون.
وأوضح أن دور تلك المهرجانات التي ترعاها الدولة يبرز من خلال تحويل ما هو مكتوب من التراث إلى واقع يشاهده أفراد المجتمع، الأمر الذي يسهم في إحيائه، داعياً إلى ضرورة التركيز في الكتابات الأدبية على القرى الإماراتية البعيدة، وخصوصاً في المناطق الجبلية، التي تزخر بقيم تراثية غنية.
قيمة إنسانية
من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي الإماراتي عبد الرحيم سالم أنه سعى من خلال أعماله الفنية ومفرداتها ذات الدلالات الثرية إلى التعبير عن التراث الإماراتي بوصفه قيمة إنسانية أصيلة تشترك مع ثقافات العالم في نقاط التقاء عدة، مؤكداً أن ثمة علاقة بين البيوت القديمة في الإمارات وفي غيرها من البلدان العربية كالدول الخليجية ومصر، ما يعني أن التراث يشكل لغة إنسانية واحدة.
ولفت سالم إلى أنه ركز عبر مسيرته الإبداعية على محاكاة الأشكال الحجرية في الصحراء والمناطق الجبلية وعلى شواطئ الإمارات لما تمثله من عنصر تراثي فريد، مبيناً أن الحجر يرمز في التاريخ البشري إلى البناء والإعمار كما يشير أيضاً إلى السلاح الأول الذي عرفه الإنسان من بيئته واستعمله.
من جهته، أكد الدكتور مأمون عبد الكريم، نائب عميد كلية الآداب وأستاذ الآثار والتاريخ في جامعة الشارقة، أهمية الأعمال الإبداعية بأنواعها المختلفة ودورها الفعال في حفظ التراث وحمايته وضمان بقائه جيلاً بعد جيل، مشيراً إلى أنها تسهم في رفع الوعي بقيمة التراث إذا احترمت تفاصيله ومفرداته. وأوضح عبد الكريم أن الكثيرين ربما لا يقرؤون عن تراثهم بصورة كافية، لكن الأعمال الإبداعية، ولا سيما الدرامية، قادرة على الوصول إلى الجميع ومخاطبة الفكر بلغة فنية، لافتاً إلى أن الإبداع ينجح عادة في تعريف المجتمع بقضايا استثنائية تتعلق بتراثه العريق، بشرط عدم التلاعب بها لأغراض تجارية.
وأشاد بالدور اللافت الذي تنهض به الإمارات في سبيل خدمة التراث وتعزيز الارتباط الوثيق به، والذي يظهر من خلال الحركة المتحفية والاهتمام بالمقتنيات التاريخية وتوثيقها ودراستها واحتضان اللقاءات الفكرية ذات الصلة، منوهاً باختيار دبي لاستضافة المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025» لتكون أول مدينة عربية في الشرق الأوسط تحظى بشرف التنظيم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الشارقة 24
جامعة الشارقة تحتفي بإبداعات طلبتها بمعرض مشاريع تخرج كلية الفنون
الشارقة 24: افتتح الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة، المعرض السنوي لمشاريع تخرج طلبة كلية الفنون الجميلة والتصميم "Exit Show 20"، والذي يعد هذا العام أكبر معرض في تاريخ الكلية من حيث عدد المشاركين، حيث يضم 109 مشروعات من مختلف التخصصات الفنية والتصميمية. وخلال افتتاح المعرض، أعرب الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة عن سعادته بمستوى المشاريع المعروضة قائلاً: "إن معرض Exit Show 20 يعكس رؤية سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، في تخريج أجيال مبدعة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل والمساهمة في النهضة الثقافية والفنية للدولة. كما أنه يجسد التزام الجامعة بتقديم تعليم نوعي يواكب أحدث التطورات العالمية في مجالات الفنون والتصميم." وأضاف مدير الجامعة، أن مستوى الإبداع والاحترافية الذي أظهره الطلبة في المشاريع المعروضة، يجعلنا على ثقة تامة في قدرتهم على المنافسة محليًا وعالميًا، والمساهمة في دعم الاقتصاد الإبداعي لدولة الإمارات. من جانبها، صرحت الأستاذة الدكتورة نادية الحسني، عميدة كلية الفنون الجميلة والتصميم قائلةً: " لقد شهدنا تطورًا ملحوظًا في مستوى المشاريع المقدمة عاماً بعد عام، مما يعكس التزام الكلية بمواكبة أحدث الاتجاهات العالمية في مجالات الفنون والتصميم. وأضافت العميدة: "ما يميز دفعة هذا العام هو ليس فقط كونها الأكبر من حيث العدد، بل أيضاً تنوع المشاريع واستجابتها للتحديات المعاصرة، حيث نلاحظ توجها واضحا نحو الاستدامة والتقنيات الرقمية والحلول الإبداعية للقضايا المجتمعية. إن إنجازات طلبتنا تثبت أن الاستثمار في تعليم الفن والتصميم يعود بنتائج إيجابية على المجتمع والاقتصاد الإبداعي للدولة. ويشكل المعرض، الذي يقام سنوياً، تتويجاً لمسيرة الطلبة الأكاديمية في الكلية، ويعرض نتاج سنوات دراستهم ومهاراتهم الإبداعية التي اكتسبوها خلال فترة دراستهم الجامعية، والتي تعكس مستوى التعليم المتميز الذي يتلقونه في جامعة الشارقة، كما يعد المعرض فرصة للطلبة لعرض مشروعاتهم أمام الجمهور والمتخصصين وأصحاب العمل، مما يفتح أمامهم آفاقاً واسعة للعمل والإبداع بعد التخرج. وشارك في المعرض هذا العام 7 مشاريع من قسم الفنون الجميلة، و14 مشروعا من قسم تصميم الأزياء والمنسوجات، ومن قسم التصميم الداخلي ضم 54 مشروعا، و34 مشروعا من قسم الاتصال المرئي، ليشكلوا معاً أكبر دفعة تخرج في تاريخ الكلية. ويضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية والتصميمية التي تعكس مهارات الطلبة وإبداعاتهم في مختلف المجالات، من أعمال النحت، إلى تصاميم أزياء مبتكرة، ومشروعات تصميم داخلي تلبي احتياجات المجتمع، بالإضافة إلى حلول إبداعية في مجال الاتصال المرئي، وتصميم الخطوط، وأفلام الرسوم المتحركة، والتي تم تقييمها جميعا من قبل لجان تحكيم تضمنت 42 محكما خارجيا بين أساتذة جامعيين ومهنيين من مؤسسات وهيئات حكومية وخاصة ومكاتب استشارية.


صحيفة الخليج
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- صحيفة الخليج
جامعة الشارقة تستضيف برنامج «تيد إكس» العالمي
الشارقة: «الخليج» استضافت جامعة الشارقة برنامج «تيد إكس» العالمي، تحت شعار: «تحفيز الفضول، والآن تَحدث في وقتك»، الذي يُعد من أبرز المنصات التفاعلية لتبادل الآراء والتجارب الملهمة بين الشباب في شتى الميادين، وتعزيز ثقافة المجتمع ودعم أصحاب الأفكار الريادية والمشاريع المبتكرة. وشهد الحدث مشاركة واسعة من طلبة جامعة الشارقة من مختلف الكليات، حيث قدّموا عروضاً تفاعلية تناولت موضوعات متنوعة في مجالات البحث العلمي والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، والاقتصاد، والتصميم الجرافيكي، والعلوم، والفيزياء. نظم اللقاء عمادة شؤون الطالبات، بحضور الدكتورة أمينة المرزوقي، نائب مدير الجامعة لشؤون الطلبة، وعدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، والطلبة.


الشارقة 24
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الشارقة 24
لوجو-أوكاندو يسلط الضوء على ابتكارات طلبة جامعة الشارقة
الشارقة 24: أجرت "الشارقة 24" مقابلة مع البروفيسور هايرو الوجو-أوكاندو، عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة، على هامش معرض "سبارك 17"، معرض مشاريع تخرج الطلبة السنوي. وقد تحدّث خلال اللقاء عن دورة هذا العام، مشيداً بمنجزات طلبة جامعة الشارقة. وأشار إلى أن دورة المعرض السابعة عشرة، تُعد تتويجاً لأربع سنوات من الجهد المتواصل والعمل الأكاديمي، وبيّن أن الحدث، الذي يستمر على مدار يومين، ويشتمل على مهرجان للأفلام، يقدم فرصة استثنائية لعرض مواهب الطلبة، ووجّه الشكر لجميع من ساهم في إنجاح دورة هذا العام. وأفاد البروفيسور لوجو-أوكاندو لـ "الشارقة 24" بأنه تم اختيار المملكة دولة ضيف هذا العام، وتقدم بالشكر لمدينة الشارقة للإعلام على دعمها. ووجّه دعوة مفتوحة للجمهور لزيارة المعرض والاطلاع على الأعمال المتميزة التي يقدمها الطلبة. ونوّه لوجو-أوكاندو إلى أن أكثر من 60 طالباً يعرضون مشاريعهم إضافة إلى باقة من الأفلام المتنوعة؛ وتتضمن المشاريع حملات إعلامية ومحتوى بصرياً وأعمال الواقع الافتراضي. كما أثنى على الشراكات التي أنجزها الطلبة مع شركات وجهات خيرية، مؤكّداً أن المعرض يرحب بجميع الزوّار، ويدعوهم لاستكشاف مختلف أقسامه.