logo
#

أحدث الأخبار مع #خامنئي،

خامنئي يصف مطالب واشنطن بـ «الفظيعة» ويُشكك بأن تؤدي المفاوضات إلى «نتيجة»
خامنئي يصف مطالب واشنطن بـ «الفظيعة» ويُشكك بأن تؤدي المفاوضات إلى «نتيجة»

الرأي

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • الرأي

خامنئي يصف مطالب واشنطن بـ «الفظيعة» ويُشكك بأن تؤدي المفاوضات إلى «نتيجة»

، وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، المطالب الأميركية بأن تمتنع طهران عن تخصيب اليورانيوم بأنها «مهينة ومبالغ فيها وفظيعة»، معبراً عن شكوكه في أن تؤدي المباحثات النووية إلى «أي نتيجة». وقال خامنئي، في أول مراسم لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، في طهران، إنه في عهد رئاسة رئيسي «كانت المفاوضات غير مباشرة، لكنها لم تُفضِ إلى نتيجة، ولا نظن أنها ستُفضي إلى نتيجة الآن أيضاً، ولا نعلم ما الذي سيحدث». واعتبر أن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم «زائدة عن الحد ومهينة». من جانبه، قال وزير الخارجية عباس عراقجي الذي يقود الوفد المفاوض، «لقد شهدنا في الأيام الأخيرة مواقف أميركية تتنافى مع أي منطق (...) ما يضرّ بصورة فادحة بمسار المفاوضات». وأشار إلى أنه لم يجر تأكيد أي موعد حتى الآن للجولة المقبلة من المفاوضات. وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أمس، إن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران «لن يكون سهلاً». وفي القدس، أعلن جهاز «الشاباك» اعتقال شابين من بلدة نيشر بشبهة التجسس لمصلحة إيران، بعد محاولتهما مراقبة منزل وزير الدفاع يسرائيل كاتس وتركيب كاميرات في محيطه. وذكرت صحيفة «معاريف» أن أحد المعتقلين تواصل مع جهات إيرانية عبر الإنترنت ونفذ مهام مقابل مبالغ مالية بسيطة، بينها نقل طرد مشبوه يُعتقد أنه كان يحتوي على متفجرات.

خامنئي: لا نظن أن المفاوضات مع واشنطن سوف تثمر ولا نعرف ماذا سيحدث
خامنئي: لا نظن أن المفاوضات مع واشنطن سوف تثمر ولا نعرف ماذا سيحدث

يورو نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • يورو نيوز

خامنئي: لا نظن أن المفاوضات مع واشنطن سوف تثمر ولا نعرف ماذا سيحدث

وأوضح خامنئي، اليوم الثلاثاء، أن المفاوضات غير المباشرة التي جرت في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي لم تسفر عن أي نتائج ملموسة. وشدد خامنئي على أن إيران لن تنتظر إذنًا من أحد في ما يتعلق ببرنامجها النووي، قائلاً: "نقول للطرف الأميركي إن إيران لا تنتظر الإذن من أحد لتخصيب اليورانيوم". وأضاف أن "يقول الأميركيون أننا لا نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم هو كلام فارغ"، داعيًا واشنطن إلى وقف ما وصفها بـ"الترهات" في ما يتعلق بالمحادثات غير المباشرة. وشدد على أنه "لا يمكن جلب طهران إلى طاولة المفاوضات من خلال التهديد". من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار حول زمان ومكان الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وجاءت تصريحات خامنئي بعد تصريحات أدلى بها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف والتي أكد فيها أن موقف بلاده واضح، مشددا على أن الشرط الأساسي لأي اتفاق محتمل مع إيران هو عدم تخصيب اليورانيوم، حتى "بنسبة 1%". وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "ABC" الأمريكية: "قدمنا مقترحا نعتقد أنه يعالج بعض الإشكالات، دون أن يسيء للإيرانيين، لكن كل شيء يبدأ باتفاق لا يتضمن التخصيب، لأن التخصيب يجعل من الممكن امتلاك سلاح نووي، وهذا ما نرفضه تماما". وفي رد على هذه تصريحات ويتكوف، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم، مشددا في الوقت نفسه على استعداد إيران لإثبات سلمية برنامجها النووي إذا أظهرت واشنطن نوايا واقعية. في المقابل، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، إن هناك زخماً إيجابياً في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول تفادي تصعيد مع إيران وهذا إيجابي. وتابع "نبحث مع نظرائنا في إيران وسلطنة عمان أفكارا تردم الهوة بين واشنطن وطهران".

"التخصيب الصفري"... هل يفضي إلى اتفاق بين أميركا وإيران؟
"التخصيب الصفري"... هل يفضي إلى اتفاق بين أميركا وإيران؟

Independent عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

"التخصيب الصفري"... هل يفضي إلى اتفاق بين أميركا وإيران؟

فيما أنهى الوفدان الأميركي والإيراني الجولة الرابعة من المفاوضات في شأن البرنامج النووي الإيراني، في سلطنة عمان، استبق المرشد علي خامنئي المفاوضات بالتعبير عن موقف مشدد ضد الولايات المتحدة الأميركية، معبراً عن ترحيبه بترديد شعار "الموت لأميركا"، ووجه انتقادات لاذعة ضد واشنطن. بحسب ما أفاد به موقع المرشد، قال خامنئي خلال لقائه مجموعة من العمال الإيرانيين: "فلسطين ستنتصر على إسرائيل، وهذا الأمر سيحدث حتماً، ويجب ألا يسمح بأن تنسى القضية الفلسطينية". وأضاف المرشد خامنئي، مؤكداً أن "الأميركيين يدعمون جرائم إسرائيل بشكل فعلي وحقيقي، والواقع أن الشعب الفلسطيني المظلوم وسكان غزة اليوم لا يواجهون إسرائيل وحدها فحسب، بل يواجهون الولايات المتحدة وبريطانيا أيضاً". وكان المرشد خامنئي، الذي سبق أن قال إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست "حكيمة ولا شريفة"، على رغم من أن المفاوضات الجارية تجرى بإشرافه المباشر، قد عبر خلال كلمته أمام العمال عن رضاه عندما هتف الحضور "الموت لأميركا"، مؤكداً ذلك بقوله: "تشخيصكم صحيح". وأنهى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأحد، في سلطنة عمان، الجولة الرابعة من المحادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. ووصل عراقجي ظهر السبت إلى مدينة جدة، حيث التقى بمسؤولين رفيعي المستوى في المملكة العربية السعودية. وبعدها توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في مؤتمر "الحوار بين إيران والعالم العربي"، قبل أن يتوجه إلى مسقط للمشاركة في جولة المفاوضات. غياب الفرق الفنية في حين أن الجولة السابقة من المفاوضات بين طهران وواشنطن عقدت بمشاركة خبراء فنيين، أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية بأن الجولة الرابعة عقدت على مستوى رفيع، ولن يشارك فيها الفريقان الفنيان المكلفان بمناقشة التفاصيل مثل آلية رفع العقوبات. وبحسب عدد من الخبراء، فإن غياب الفرق الفنية يعد مؤشراً على حالة من الانسداد في مسار التفاوض، ويعكس على ما يبدو تبايناً واضحاً في مطالب الطرفين الأميركي والإيراني. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطلع أن هذه الجولة من المفاوضات من المحتمل أنها أجريت بشكل مباشر وغير مباشر على حد سواء. وفي المقابل، تؤكد طهران أن وفدها سيجري المحادثات فقط بشكل غير مباشر، عبر وساطة سلطنة عمان، مع المبعوث الأميركي ويتكوف. وقال رئيس مجلس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، يوم الجمعة الماضي في تصريحاته، إن المفاوضات الحالية هي مفاوضات غير مباشرة. وأكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد طلب من إيران في رسالة قبول "اقتراح محدد". وبحسب قاليباف، فإن خامنئي رفض هذا الطلب واعتبره "غير شريف" ورفضه كلياً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) محمد باقر قاليباف زعم قائلاً إنه "إذا ما كانت المفاوضات تجرى اليوم بشكل غير مباشر، فإن ذلك يعود إلى تراجع ترمب عن مواقفه السابقة". في الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولون في إيران عن تراجع الولايات المتحدة عن مواقفها، شدد ترمب على أن إيران إما أن تتخذ خطوات نحو التوصل إلى اتفاق نووي، أو أنها ستواجه خيارات مثل زيادة العقوبات وحتى القصف. تفكيك منشآت التخصيب في مقابلة لويتكوف مع مؤسسة "بريتبارت" الإعلامية الأميركية، شدد الأخير على أن منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران "يجب تفكيكها" حتى تتمكن واشنطن من تحقيق مطالبها. وأضاف ويتكوف قائلاً إن "النظام الإيراني لا يمكنه امتلاك أجهزة طرد مركزي. وبالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم تخفيف جميع الوقود الذي أنتجوه وإرساله إلى مكان بعيد". وفي ما يتعلق بتهديد ترمب بقصف المنشآت النووية ومصير المفاوضات مع إيران، قال ويتكوف إن "برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران هو خط أحمر لنا، وإنني أعتقد أن النظام الإيراني ليس لديه خيار سوى قبول موقف دونالد ترمب بشأن تفكيك منشآت التخصيب. ومن الواضح أنهم يمكنهم رفض ذلك واختبار الرئيس ترمب، لكنني أعتقد أن هذا ليس تصرفاً حكيماً". وفي الشهر الماضي، كان ويتكوف قد أعلن أن الولايات المتحدة تسعى فقط إلى الحد من تخصيب اليورانيوم في إيران، وليس وقفه تماماً. وكان هذا الموقف مخالفاً لمطالب ورغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والعديد من معارضي البرنامج النووي الإيراني. إلا أن ويتكوف تراجع فوراً عن تصريحاته بعد ذلك، وقال إن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يعتمد على "الإيقاف الكامل والقضاء على البرنامج النووي والتسلحي الإيراني". أهداف واشنطن لم تتغير سيباستيان جوركا، من مساعدي قسم مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أكد يوم الجمعة الماضي في حديثه مع قناة "الشرق" أن المفاوضات مع النظام الإيراني ما زالت مستمرة، إلا أن أهداف واشنطن ومطالبها لم تتغير. وأشار جوركا إلى الموقف الحازم للإدارة الأميركية، مضيفاً أن "الرئيس ترمب وجه رسالة واضحة جداً إلى المرشد الإيراني، يطالبه فيها بتفكيك كامل لقدرات إيران على إنتاج الأسلحة النووية." "إما أن نفجرهم بلطف أو بعنف" كما رد الرئيس الأميركي في حديث له مع المذيع الإذاعي الشهير هيو هيويت، الذي سأله عما إذا كانت الولايات المتحدة قد خيرت إيران بين تسليم أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم أو التعرض للقصف الجوي، قال ترمب: "الأمر بهذه البساطة. أنا بالتأكيد أفضل اتفاقاً قوياً وقابلاً للتحقق، يتم فيه بالفعل تدمير أجهزة الطرد المركزي... أو أن نقضي ببساطة على برنامجهم النووي. هناك خياران فقط: إما أن نفجرهم بلطف، أو بعنف". من ناحية أخرى، أشار ماركو روبيو، الذي يتولى حالياً منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي، بشكل واضح إلى سياسة "التخصيب الصفري". وأوضح أن النظام الإيراني يمكنه امتلاك مفاعل نووي لأغراض سلمية، لكن عليه أن يتخلى كلياً عن التخصيب، ويكتفي باستيراد اليورانيوم المخصب من الخارج. "التخصيب الصفري" طرحت مسألة "التخصيب الصفري" أيضاً خلال مفاوضات إدارة باراك أوباما مع طهران، لكن بسبب إصرار النظام الإيراني على رفضها، قرر المفاوضون الأميركيون آنذاك استبعاد هذا المطلب، إلى جانب ملفي الصواريخ الباليستية والدعم الإيراني للوكلاء والجماعات، من أجل تسريع الوصول إلى اتفاق مع طهران. أما اليوم، فتؤكد الولايات المتحدة أن الاتفاق المرتقب لن يشبه الاتفاق النووي السابق (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وأن على طهران التخلي نهائياً عن تخصيب اليورانيوم. وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها أن ستيف ويتكوف قدم مقترحاً يقضي بأن تقوم الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران والتخلي عن الخيار العسكري، في حال وافقت طهران على تفكيك برنامجها النووي بالكامل وشراء اليورانيوم المخصب من الولايات المتحدة. اقتراب مواجهة عسكرية من جهتها، نشرت صحيفة "كيهان"، التي تصدر بإشراف ممثل المرشد خامنئي، مقالاً أكدت فيه أنه "لا ينبغي أن ننخدع بالابتسامات أو رسائل التفاوض أو مظاهر التراجع. فصداقة ترمب وعداوته ليستا إلا وسيلتين للخداع، وليستا مؤشراً على حدود حقيقية. في مواجهة شخصية كهذه، فإن التماسك الداخلي إلى جانب الحفاظ على الكرامة والعزة الوطنية هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر." وكانت مجلة "نيوزويك" قد نشرت في وقت سابق تقريراً أشارت فيه إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران خلال الأسابيع الماضية، مع ظهور مؤشرات على احتمال اقتراب مواجهة عسكرية. ووفقاً للتقرير، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة، ونقلت قاذفاتها من طراز B-2 وB-52 إلى قاعدة دييغو غارسيا الاستراتيجية. نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

مستشار خامنئي: رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في التخصيب يضمنان التوصل لاتفاق
مستشار خامنئي: رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في التخصيب يضمنان التوصل لاتفاق

الدستور

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

مستشار خامنئي: رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في التخصيب يضمنان التوصل لاتفاق

قال مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، إن رفع العقوبات والاعتراف بحق إيران في التخصيب الصناعي لليورانيوم يضمنان التوصل لاتفاق؛ وفقًا لنبأ عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية". وأكد مستشار خامنئي، أن الولايات المتحدة وإيران عازمتان على مواصلة المسار الصحيح للمحادثات النووية.

"رويترز": وثائق تكشف "خطة مارشال" إيرانية في سوريا أحبطها سقوط الأسد
"رويترز": وثائق تكشف "خطة مارشال" إيرانية في سوريا أحبطها سقوط الأسد

الشرق السعودية

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الشرق السعودية

"رويترز": وثائق تكشف "خطة مارشال" إيرانية في سوريا أحبطها سقوط الأسد

كشفت وثائق إيرانية أن طهران كانت لديها خطة كبرى لسوريا مستلهَمة من مشروع ضخم لدولة تعتبرها أكبر أعدائها؛ فمثلما أحكمت الولايات المتحدة هيمنتها على العالم باستثمار مليارات الدولارات في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، كانت طهران تسعى لتكرار التجربة ذاتها في الشرق الأوسط من خلال إعادة إعمار سوريا التي مزقتها الحرب. وأشارت الخطة الطموح، المفصلة في دراسة إيرانية رسمية من 33 صفحة، عدة مرات إلى "مشروع مارشال" الأميركي لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب. ووفقاً لما جاء في عرض تقديمي مصاحب للدراسة نجحت استراتيجية الولايات المتحدة في جعل أوروبا "معتمدة على أميركا"، من خلال "التأسيس لتبعية اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية". وعثر مراسلو "رويترز" على الوثيقة، التي تحمل تاريخ مايو 2022، في سفارة طهران بدمشق التي تعرضت للنهب، عندما زاروا المبنى في ديسمبر. وأعدت الدراسة وحدة إيرانية متخصصة في السياسات الاقتصادية تمركزت في سوريا. وكانت الوثيقة من بين مئات الأوراق التي عثروا عليها هناك وفي مواقع أخرى بالعاصمة، منها رسائل وعقود ومخططات للبنية التحتية، وتظهر جميعها كيف خططت طهران لاستعادة المليارات التي أنفقتها لإنقاذ الرئيس السابق بشار الأسد خلال الحرب الأهلية الطويلة. وتحتوي وثيقة استراتيجية على تصور لبناء إمبراطورية اقتصادية في سوريا وتعزيز النفوذ الإيراني فيها. وتشير واحدة من النقاط الواردة في الدراسة إلى ما وصفتها بأنها "فرصة بقيمة 400 مليار دولار". تحديات المستثمرين الإيرانيين وتحطمت هذه الطموحات التوسعية حينما أطاحت جماعات من المعارضة المسلحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر، وأجبرته على الفرار إلى روسيا. كما خرجت الجماعات المسلحة التابعة لطهران والدبلوماسيون والشركات الإيرانية من سوريا على عجل، وتعرضت سفارة طهران في دمشق للنهب. وكان المبنى مليئاً بالوثائق التي تسلط الضوء على تحديات واجهت المستثمرين الإيرانيين. وتمنح تلك الوثائق، إلى جانب الأشهر الطويلة التي استغرقها الإعداد لهذا التقرير، نظرة جديدة على جهود أخفقت في تحويل سوريا إلى دولة تدور في فلك إيران وتدر لها الأموال. وأجرت وكالة "رويترز" مقابلات مع أكثر من 10 من رجال الأعمال من إيران وسوريا، وتحرت في أمر شبكة شركات إيرانية تلتف على العقوبات الدولية، وزارت بعض مواقع لاستثمارات إيرانية مهجورة في سوريا، شملت منشآت دينية وصناعية وعسكرية. وتعطلت تلك الاستثمارات بسبب هجمات المسلحين والفساد المحلي والعقوبات وموجات القصف الغربية. ومن بين تلك الاستثمارات محطة كهرباء بقيمة 411 مليون يورو في اللاذقية على البحر المتوسط، كانت تبنيها شركة هندسية إيرانية. وتعطلت الأعمال في المحطة. وتخلت طهران أيضاً عن مشروع لاستخراج النفط في الصحراء الشرقية لسوريا، كما انهار جسر سكة حديد شيدته جمعية خيرية مرتبطة بالمرشد الإيراني علي خامنئي، على نهر الفرات بتكلفة 26 مليون دولار، في غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قبل سنوات، ولم يجر إصلاحه أو تسديد ثمنه بالكامل. ولا تمثل المشروعات الـ40 تقريباً الواردة في وثائق السفارة سوى النزر اليسير من إجمالي استثمارات إيران. لكن في تلك المجموعة وحدها وجدت "رويترز" أن ديون سوريا المستحقة للشركات الإيرانية بلغت قرب نهاية الحرب ما لا يقل عن 178 مليون دولار. وقدّر نواب إيرانيون سابقون في تصريحات علنية إجمالي ديون حكومة الأسد لطهران بأكثر من 30 مليار دولار. وعلى سبيل المثال، خسر رجل أعمال إيراني يدعى حسن شاخصي 16 مليون يورو، بعد أن شحن قطع غيار سيارات إلى ميناء اللاذقية قبيل سقوط الأسد. وقال شاخصي: "أسست مكتباً ومنزلاً في سوريا. وضاعا". وأوضح أنه لم يتحصل على أي أموال مقابل البضائع التي اختفت، قائلاً: "أتمنى ألا يكون تاريخ إيران الطويل مع سوريا قد انتهى. أنا حالياً مضطر للبحث عن عمل في مكان آخر". وفي نهاية المطاف، آلت طموحات إيران في استنساخ مشروع "مارشال"، وبناء إمبراطورية اقتصادية تشمل سوريا، إلى مصير يشبه نكسات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. ودعم التدخل المبكر في الحرب الأهلية السورية لمساندة الأسد نفوذ طهران في الدولة المطلة على البحر المتوسط. وتكشف الأموال التي تبددت في تلك الاستثمارات عن مخاطر مالية صاحبت ذلك التدخل، وكيف أضر الاعتماد المتبادل بين حكومتي سوريا وإيران بكليهما. وجاء سقوط الأسد وانهيار طموحات طهران في سوريا في وقت حرج لقادة طهران؛ فقد تعرضت إيران لضربة قوية وجهتها إسرائيل لحليفتيها جماعة "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في قطاع غزة. كما تتعرض طهران لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للتفاوض على اتفاق من شأنه وضع قيود على البرنامج النووي الإيراني، أو التعرض لعمل عسكري إذا رفضت. وتسارع أطراف إقليمية منافسة، منها تركيا وإسرائيل، إلى ملء الفراغ الذي نتج عن تراجع نفوذ إيران في المنطقة. ويتعين على الحكومة السورية الجديدة التعامل مع العديد من مشاريع البنية التحتية المتوقفة، بينما تحاول إعادة بناء دولة مزقتها الحرب. وعثر مراسلو "رويترز" على مجموعة من الوثائق أثناء زيارتهم لمؤسسات القوة الناعمة الإيرانية في سوريا بعد سقوط الأسد، منها مكاتب دبلوماسية واقتصادية وثقافية، وقاموا بتصوير ما يقرب من ألفي وثيقة، من بينها عقود تجارية ومخططات اقتصادية وبرقيات رسمية، قبل أن يتركوها حيث وجدت. واستخدم الصحافيون الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك برنامج المساعدة القانونية بالذكاء الاصطناعي "كو كاونسيل" المملوك لشركة تومسون رويترز، لتلخيص وتحليل النصوص. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في ديسمبر، إنه يتوقع من القيادة السورية الجديدة الوفاء بالتزاماتها تجاه بلاده. لكن ذلك ليس ضمن أولويات الحكومة الجديدة. "جرح سوري" ولم يرد مسؤولون بالحكومة الإيرانية على طلبات للتعليق على ما توصلت إليه "رويترز". وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مقابلة أجريت معه في ديسمبر، إن الشعب السوري يعاني من جرح سببته إيران وسيحتاج إلى وقت طويل حتى يلتئم. ولم يرد الشرع ولا أي مسؤول آخر من الحكومة السورية الجديدة على طلبات من "رويترز" للتعليق على دور إيران مع النظام السوري المنهار. وبالنسبة لمعظم السوريين، كان رحيل الأسد والفصائل المدعومة من إيران مدعاة للاحتفال. إلا أن السوريين الذين عملوا مع الإيرانيين لديهم مشاعر متباينة تجاه هجرة الشركات الإيرانية، بعدما تركت العديد منهم دون دخل. قال مهندس سوري عمل في محطة توليد الكهرباء المعطلة باللاذقية: "إيران كانت هنا، كان هذا هو الواقع، وظللت لفترة أكسب رزقي من وجودها". وطلب المهندس عدم الكشف عن اسمه خوفاً من الانتقام لعمله مع شركة إيرانية. وقال لـ"رويترز"، إن مشروع اللاذقية استعان بإيرانيين غير مؤهلين وواجه صعوبات مالية وفساداً، لكن كان من شأنه عند اكتماله أن يعزز شبكة الكهرباء السورية التي تعاني من ضغوط. وأضاف: "كانت محطة توليد الكهرباء شيئاً لمستقبل سوريا". رجل إيران في سوريا كان الرجل المكلف بتنفيذ الخطط الاقتصادية الإيرانية في سوريا مدير إنشاءات من الحرس الثوري الإيراني يدعى عباس أكبري. ورُقي أكبري وسط ضجة إعلامية في مارس 2022 لقيادة وحدة "مركز تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية". وكُلفت الوحدة بتعزيز التجارة واسترجاع عوائد من الاستثمارات الإيرانية. وأعد فريقه دراسة اتخذت من خطة مارشال نموذجاً. واستعان أكبري برفاقه في الحرس الثوري للمساعدة في الخدمات اللوجستية للمشاريع المدنية. وعثرت "رويترز" على رسائل موقعة من أكبري في السفارة الإيرانية المنهوبة، تتضمن الوثائق تفاصيل المشاريع التي دعمها والأموال التي أُنفقت. وبالقرب من الأوراق المتناثرة، اكتشف مقاتلون كانوا يحرسون المبنى قبواً وحزمة من متفجرات (سي 4). ولم يرد أكبري على طلب من "رويترز" للتعليق. بدأ التدخل الإيراني في سوريا قبل وصول أكبري بوقت طويل. فقد فازت مجموعة "مبنا" وهي تكتل إيراني للبنية التحتية وظف المهندس السوري الذي عمل في مشروع اللاذقية، بأول عقد رئيسي لها عام 2008 لتوسيع محطة كهرباء قرب دمشق. وسرعان ما تبع ذلك عقد ثان لبناء محطة أخرى قرب مدينة حمص. كانت الصفقات جزءاً من استثمار إيراني متنام في سوريا خلال السنوات التي سبقت انتفاضة عام 2011 ضد الأسد، إذ عزلت العقوبات الأميركية كلا البلدين عن الغرب. وكانت ثمرة علاقة تعود إلى الثورة الإيرانية عام 1979 التي أطاحت بنظام الشاه وأسست الجمهورية. مشاكل البيروقراطية في أواخر ديسمبر 2011، اصطدمت شركة مبنا بواقع العمل في سوريا في زمن الحرب. وأفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية بأن مسلحين سوريين خطفوا 7 إيرانيين من محطة جندر للطاقة قرب حمص. ولقي اثنان منهم حتفهما، وفقاً لرسالة من الشركة عام 2018 لوزير الكهرباء السوري. لكن الصراع زاد من استثمارات مبنا، إذ أتاح لها عقوداً جديدة لإصلاح شبكة الكهرباء السورية المتضررة جراء المعارك، والتي كانت بحلول عام 2015 تنتج أقل من نصف إنتاجها قبل الحرب. وكانت الصفقة الأكثر طموحاً هي بناء محطة اللاذقية. وبحسب رسائل من الشركة، وما كشفه المهندس السوري الذي عمل في اللاذقية، كانت المشاريع متعثرة ومكلفة منذ البداية. وقال المهندس: "كان من المفترض أن يستغرق مشروع اللاذقية 20 شهراً، بدءاً من عام 2018 تقريباً. والآن المشروع متوقف". وأعلنت شركة مبنا في نوفمبر 2024، أي قبل شهر من الإطاحة بالأسد، أنها قطعت نصف الطريق تقريباً في البناء. وقال المهندس إن سوريا أصرت على التعاقد مع مقاول فرعي مرتبط بعائلة الأسد، والذي وظف في كثير من الأحيان بنائين ومهندسين غير مؤهلين. وأضاف أن مبنا نفسها كان لديها عمال مؤهلون، فيما حصل آخرون على وظائفهم من خلال علاقات مع إيرانيين على ما يبدو. وتابع: "كانت هناك دائماً مشاكل مالية (منها) تأخير في المدفوعات بين الحكومتين، بالإضافة إلى تقلبات أسعار العملات". وتأكدت رواية المهندس عن مشاكل الدفع والبيروقراطية السورية من خلال رسائل في السفارة، أظهرت أيضاً كيف كان رأس مال "مبنا" ذاته معرضاً للخطر. وفي رسالة من "مبنا" عام 2017 إلى السفير الإيراني، ذكرت الشركة أن سوريا تغير بنود صفقات جرى إبرامها بالفعل، تاركة إياها أمام مسؤولية تمويل محطة توليد الكهرباء في اللاذقية بالكامل، بالإضافة إلى مشروع آخر جرى الاتفاق عليه مبدئياً بتمويل 60% من الشركة. وبعد عام، اشتكى رئيس الشركة في رسالة إلى وزير الكهرباء السوري من تجاهل الحكومة عرضاً لشحن قطع غيار لمحطة في حلب، ومن تباطؤها أيضاً في الموافقة على عقود أخرى مع "مبنا" كلفت الشركة عشرات الملايين من اليورو. وختم عباس علي آبادي، رئيس الشركة ووزير الطاقة الإيراني الحالي، رسالته المحبطة عام 2018 قائلاً: "لم تترك مجموعة مبنا إخوانها في وزارة الكهرباء السورية وحدهم أبداً... خلال 7 سنوات من الحروب الأهلية، بينما غادرت جميع الشركات الأجنبية". ولم يرد موظفو وزارة الطاقة وعلي آبادي و"مبنا" ومديروها الذين اتصلت بهم "رويترز" على طلبات للتعليق. كما لم تكشف الشركة عن حجم إنفاقها في سوريا، أو ما إذا كانت المدفوعات قد سُويت. دعم الحرس الثوري وتظهر رسائل داخلية أن الشركة تلقت في بعض الأحيان مساعدات لوجستية من أكبري، مدير الإنشاءات التابع للحرس الثوري. وشمل ذلك مطالبة وحدات الحرس الثوري الإيراني بتخصيص وقود لـ"مبنا". وأصلحت "مبنا" محطة حلب الحرارية على نحو جزئي بحلول صيف عام 2022. وظهر الأسد في صورة تذكارية وهو يتجول مزهواً في المحطة. وظلت مشاريع أخرى قيد التنفيذ. وتعمل محطة جندر، التي تضررت أثناء القتال، بطاقة منخفضة. ترك المهندس السوري مشروع اللاذقية عام 2021، لرفضه العمل لدى المقاول السوري المرتبط بالأسد بسبب الفساد، واعتبر المشروع محكوماً عليه بالفشل. وقال: "عانيت من أجل العثور على عمل دائم منذ ذلك الحين". عقوبات وديون تكررت المشاكل الأمنية والمالية لشركة "مبنا" مع عدد من الشركات الإيرانية الأخرى في سوريا. فقد فازت شركة "كوبر وورلد"، وهي شركة خاصة للأسلاك الكهربائية مقرها طهران، بمناقصة لتوريد كابلات لشركة كابلات سورية قبيل الحرب. وعندما بدأ القتال، بدا وضع الاستثمار غير مستقر. وقال مصدر مطلع على الصفقات إن المعارضة المسلحة سرقت شحنة بملايين الدولارات في سوريا عام 2012. وأضاف أن "كوبر وورلد" مضت قدماً في سوريا لأن العقوبات أغلقت أسواقاً أخرى أمامها. وطالبت "كوبر وورلد" بتعويضات من خلال المحاكم السورية، واستعادت بعضاً من خسائر الصادرات. أما الباقي، المستحق على الشركة الوطنية للتأمين السورية، فلم يدفع حتى الآن. وأضاف المصدر أن شركة الكابلات السورية طالبت بمبلغ 50 ألف دولار كشرط لمنح "كوبر وورلد" عقداً جديداً، في حين كانت تبرم الصفقة ذاتها مع شركة مصرية منافسة. وقارنت الشركتان البيانات واكتشفتا ما كان يحدث. ولم تعرف "رويترز" كيف تمت الصفقة. وفي مناسبة أخرى، استخدمت شركة سورية لتحويل الأموال، مكلفة بتحويل الأموال إلى "كوبر وورلد"، أسعار صرف قديمة للمدفوعات وقت انخفاض قيمة الليرة السورية، ما أدى إلى نقص في تمويل "كوبر وورلد". وقال المصدر إن "التحويلات المصرفية وتقلبات أسعار العملات قضيا على ذلك الاستثمار". وطلبت رسالة من "كوبر وورلد" عُثر عليها بالسفارة الإيرانية مساعدة أكبري في تجاوز صعوباتها المالية في سوريا. وطلبت الرسالة منه الضغط على مصرف سوريا المركزي وشركة تحويل الأموال لدفع 2.4 مليون دولار مستحقة لها. وتضمن جدول منفصل لمشاريع ومدفوعات عالقة وتكاليف إضافية، شرحه مسؤولون إيرانيون، عشرات التأخيرات ومشاكل دفع لشركات أخرى. تضاعف الاستثمارات الإيرانية ومع ذلك، ورغم محنة "مبنا" و"كوبر وورلد" وغيرهما، ضاعفت إيران استثماراتها في سوريا. ووقعت طهران اتفاقية تجارة حرة عام 2011 مع سوريا، ركزت على الصناعة والتعدين والزراعة. وفتحت الحكومة الإيرانية خط ائتمان لدمشق بقيمة 3.6 مليار دولار في عام 2013، وخطاً ثانياً بقيمة مليار دولار في عام 2015، في بداية سلسلة قروض كبيرة لمساعدة دمشق على سداد قيمة الواردات، بما في ذلك النفط. وذكرت الأمم المتحدة في تقديرات نشرت مؤخراً أن إيران كانت تنفق 6 مليارات دولار سنوياً في سوريا بحلول عام 2015. ووصفت طهران تقديرات إنفاقها في سوريا بالمبالغ فيها، لكنها لم تقدم رقماً رسمياً. ووقعت إيران وسوريا سلسلة من الاتفاقيات بين عامي 2015 و2020 لسد الديون المستحقة لطهران لدى دمشق. وشملت الاتفاقيات حصول إيران على أرض زراعية، ورخصة لتشغيل شبكة للهواتف المحمولة، ومشاريع إسكان، وحقوق لتعدين الفوسفات، وعقود للتنقيب عن النفط. وخلصت "رويترز" إلى أن العديد من هذه المشاريع واجهت صعوبات مماثلة؛ تتعلق بالعقوبات والقوى العاملة والأمن، ولم تحقق دخلاً يذكر أمام تلك المصاعب. ولم ترد أي من الشركات المعنية على طلبات التعليق. في غضون ذلك، كانت إيران تخسر صفقات لصالح دول أخرى. وأفادت دراسة أكبري بأن روسيا، الحليف الكبير الآخر لسوريا، ركزت على "القطاعات المربحة" في البلاد، مثل النفط والغاز. وبعد 7 أشهر من الموافقة على تولي إيران إدارة ميناء اللاذقية، جددت سوريا في المقابل عقد إيجار مع شركة فرنسية. "المافيا الاقتصادية والتجارية" كان أكبري ورؤساؤه في طهران يدركون تماماً ضآلة عائد استثماراتهم في سوريا، وذلك بحلول الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإيرانية عن منصبه الجديد على رأس "مركز تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية" عام 2022. أُجريت الدراسة التي أشارت إلى خطة مارشال في عهد أكبري. وتُعدد الدراسة سلسلة من المشاكل التي عانت منها إيران داخل سوريا في القطاع المصرفي والنقل، و"انعدام الأمن"، والروتين. كما أشارت إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي وكالة المساعدات الأميركية التي أوقف ترمب تمويلها. وشأنها شأن خطة مارشال، اعتبر الإيرانيون الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أداة فعالة للغاية لترسيخ القوة الاقتصادية والقوة الناعمة الأميركية، وهو نموذج "بناء أمة" أرادوا اعتماده في سوريا. وذكرت الدراسة أن ذلك سيساعد إيران على "تحقيق أهداف مثل تعزيز الأمن الإقليمي"، بالإضافة إلى "تحييد" العقوبات الأميركية. وبدون ذكر دول أخرى بالتفصيل، أشارت إلى أن سوريا تقع على "خط المواجهة" في معركة إيران مع إسرائيل، وحلقة وصل رئيسية مع جماعة حزب الله في لبنان. وتشمل مشاريع القوة الناعمة الإقليمية لإيران الأعمال الخيرية وأعمال البناء في العراق، وتمويل المعاهد الدينية في لبنان. وقابل الإيرانيون هذا الإنفاق بانتقادات متزايدة بسبب معاناتهم في ظل تدهور الاقتصاد المحلي. ومع تولي أكبري لمنصبه، كان الأسد قد دحر الانتفاضة إلى حد كبير بمساعدة إيرانية وروسية. وجنت إيران بعض المكافآت الاستراتيجية، إذ عمقت نفوذها في الجيش السوري، وشكلت فصائل محلية مسلحة إلى جانب تلك التي جلبتها من الخارج، ونشرت قوات شبه عسكرية في مراكز رئيسية مثل دمشق والسيدة زينب وحلب. لكن الشركات الإيرانية بدأت تفقد اهتمامها، وبعد انحسار القتال، لم تسجل سوى 11 شركة مرتبطة بإيران سنوياً في سوريا في عامي 2022 و2023، وهو عدد يفوق بقليل ما كان عليه الحال خلال أسوأ سنوات الحرب الأهلية، وفقاً لتحليل شاركه الخبير الاقتصادي السياسي السوري كرم شعار. جاء في رسالة من مركز أكبري إلى السفير الإيراني في سوريا، أن "عدم سداد البنوك السورية مستحقات الشركات الإيرانية يُثبط الاستثمار". وألقى المركز باللوم على "البيروقراطية السورية المعقدة". واقترح عرض تقديمي على برنامج باور بوينت، كان موضوعاً بجوار دراسة المركز في السفارة الإيرانية، حلاً بديلاً وهو "التعرف على أصحاب المصلحة الرئيسيين والمافيا الاقتصادية والتجارية" في سوريا. وقال المركز إن العقوبات ستظل تمنع سوريا من التعامل مع الغرب، ما يجعل إيران أحد خياراتها القليلة. ومن الخيارات الأخرى الدول العربية وتركيا، التي سعت لإحياء علاقاتها مع الأسد بعد سنوات من دعمها للمعارضة. ومضى أكبري في جهوده. ففي صورة مرفقة بنسخة مطبوعة من محضر اجتماع داخلي، يجلس الرجل مبتسماً أمام وزير الصناعة السوري في فندق بحلب. وجاء في محضر الاجتماع "طلب السيد أكبري من الجانب السوري تحديد المصانع غير المكتملة" لتبنيها الشركات الإيرانية. وقعت إيران اتفاقيات جديدة مع سوريا في عامي 2023 و2024، شملت إنشاء بنك مشترك، وتجارة خالية من الرسوم الجمركية، ومحاولة ثانية لتنفيذ معاملات باستخدام العملات المحلية، وهي خطوة من شأنها تجنب العقوبات من خلال الحد من استخدام الدولار. لكن الوقت كان يوشك على النفاد أمام أكبري ومهمته. انقلاب الأوضاع تميط الأوراق والأغراض والمعدات العسكرية المتناثرة في أنحاء السفارة الإيرانية في دمشق، وفندق للمهندسين والعمال الإيرانيين مجاور لمقام السيدة زينب، ومركز ثقافي قريب، اللثام عن مزيج من العقود والخطط وأنشطة لنشر المذهب الشيعي والخدمات اللوجستية العسكرية الصناعية. وبجانب مجلدات الفقه الإسلامي وكتاب للتعريف بالمذهب الشيعي في المركز الثقافي، توجد طلبات مقدمة من إيرانيات للالتحاق بقوات الباسيج شبه العسكرية الإيرانية. وإلى جوار خطط بشأن تجديد مقام السيدة زينب، ظهر دفتر ملاحظات شخصية كان عامل إيراني في الفندق المجاور يعلم نفسه اللغة العربية فيه. ورغم المشاكل المتعددة، ظلت إيران تضخ الأموال بسخاء لصيانة مقام السيدة زينب. كما كانت تدفع رواتب للعائلات الإيرانية التي انتقلت إلى المنطقة، وفقاً لوثائق إيرانية عثر عليها في مقام السيدة زينب. وأسدل سقوط الأسد العام الماضي، الستار على خطة أكبري في سوريا. وحتى قبل ذلك، كانت إسرائيل قد شنت هجمات على الجماعات المدعومة من إيران في المنطقى، وقتلت قادة حركة حماس الفلسطينية، وجماعة حزب الله اللبنانية، إلى جانب قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني في سوريا. وفي أبريل 2024، دمر هجوم إسرائيلي مبنى القنصلية الملحق بسفارة دمشق. وكان أبو غسان واحداً من مقاتلي الحكومة السورية الجديدة المكلفين بحراسة السفارة في الأيام التي تلت سقوط الأسد. وقال إنه وزملاءه عثروا على عبوة ناسفة مخبأة في أحد الممرات وبعض صناديق الذخيرة الفارغة. وأضاف: "لا يزال سكان من المنطقة يأتون بحثاً عن المال أو الذهب. لكن لم يتبق شيء له قيمة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store