منذ 10 ساعات
"أين خامنئي؟"... غيابه يربك الداخل الإيراني ويشعل التكهنات
لا تزال إيران وإسرائيل في خضم اختبار وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه صباح الثلاثاء الماضي بعد 12 يوماً من الضربات العسكرية المتتالية، وسط تضارب في الأنباء والتقارير والتحليلات حول تدمير البرنامج النووي لإيران من عدمه.
في الأثناء كثرت التساؤلات حول وضع المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والذي لم يظهر علناً منذ نحو أسبوع، فيما كانت تل أبيب قد اغتالت في الأسبوعين الماضيين عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الإيرانية إلى جانب مجموعة من العلماء النوويين في البلاد.
في السياق نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً صباح اليوم الخميس بعنوان "غياب القائد الأعلى يثير القلق في إيران"، وفيه تساءلت عن مكان المرشد الأعلى، ومشيرة إلى أن غيابه يثير قلقاً كبيراً.
غياب على رغم التطورات الكبرى
خامنئي ظهر في كلمة مسجلة ظهر اليوم يتحدث فيها عن ما بعد انتهاء الحرب، لكنه قبل ذلك لم يُرَ علناً أو يسمع عنه منذ قرابة أسبوع ولم يصدر أي تصريحات عامة على رغم كل التطورات الكبيرة التي حصلت في الأيام الماضية، من الضربة الإيرانية الانتقامية التي استهدفت قاعدة العديد الأميركية في قطر وصولاً إلى إعلان وقف إطلاق النار، وتقول الصحيفة الأميركية إن هذا الغياب أثار دهشة الجميع، من المطلعين على الشأن السياسي إلى عامة الناس.
وتتوقف عند تصريح رئيس مكتب أرشيف المرشد الأعلى مهدي فضائلي، الذي طرح عليه سؤال في الإعلام وهو "هل يمكنك أن تخبرنا كيف هو حاله؟"، ليرد فضائلي عبر إجابة غير حاسمة بالقول إنه تلقى هو الآخر العديد من الاستفسارات من مسؤولين وآخرين قلقين على آية الله بعد حملة القصف الشرسة التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة، وتابع "علينا جميعاً أن ندعو له... الأشخاص المكلفون بحماية القائد الأعلى يقومون بعملهم على أكمل وجه وسيتمكن شعبنا من الاحتفال بالنصر بجانب قائدهم، إن شاء الله".
وكان مسؤولون إيرانيون قد صرحوا بأن خامنئي يقيم في ملجأ ويتجنب الاتصالات الإلكترونية للحيلولة دون محاولات اغتياله، فيما لوحت إسرائيل مراراً نيتها استهدافه فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدوره إنهم يعرفون مكانه.
وتضيف الصحيفة الأميركية أنه على رغم الأزمة الكبرى التي تمر بها البلاد، لم يشاهد أو يسمع من خامنئي علناً منذ أسبوع ما أثار قلقاً بين الجميع من داخل الدوائر السياسية إلى عامة المواطنين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إسرائيل قد تحاول اغتيال خامنئي حتى في ظل الهدنة
يقول بدوره رئيس تحرير صحيفة "خانمان" اليومية محسن خليفة "غياب خامنئي لعدة أيام جعلنا، نحن من نحبه، نشعر بقلق بالغ... وإذا كان قد توفي، فإن جنازته ستكون الأروع والأكثر تاريخية."
فيما يعتبر المحلل السياسي حمزة صفوي أن المسؤولين الأمنيين الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل قد تحاول اغتيال خامنئي حتى في ظل الهدنة، لذا يُطبقون بروتوكولات أمنية صارمة، تشمل تقليص الاتصال بالعالم الخارجي، مشيراً إلى أن هناك رؤية براغماتية بدأت تتشكل لإدارة إيران للخروج من هذه الأزمة تستند إلى تمكين قادة آخرين، مثل الرئيس مسعود بزشكيان، ومع ذلك لا يزال خامنئي يدلي برأيه في القرارات الرئيسية عن بعد.
في السياق نفسه، نقلت "نيويورك تايمز" عن أربعة مسؤولين إيرانيين كبار مطلعين على المناقشات الحكومية الحالية أن السياسيين والقادة العسكريين، في غياب خامنئي، يشكلون تحالفات ويتنافسون على السلطة.
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "تشاتهام هاوس" سانام فاكيل إن غياب خامنئي يُعد أمراً ملحوظاً ويُظهر أن القادة الإيرانيين يتصرفون بأقصى درجات الحذر والحيطة الأمنية. وتابعت "إذا لم نرَ خامنئي بحلول عاشوراء فذلك سيكون إشارة سيئة... عليه أن يظهر".
وفيما ينظر كثيرون إلى خطبة يوم غد الجمعة على أنها التأكيد الفعلي لوضع المرشد، باعتبار أنه اعتاد الظهور علناً خلالها ومباشرة، تسأل الصحافية سايح رحيمي في موقع "اندبندنت فارسي" عن غياب خامنئي ومؤشرات الفراغ في السلطة داخل إيران، وتقول "أكثر من أسبوعين مرا على بدء هجوم إسرائيل على منشآت حيوية لإيران واغتيال قادة عسكريين كبار ونشطاء في برنامجها النووي. خلال هذه الفترة، لم ينشر علي خامنئي، المرشد الأعلى، الذي كان صرح سابقاً بحزم أن "لا حرب ستقع ولا تفاوض سنجري"، سوى رسالتين مصورتين، وأجرى بعض التعيينات، كما نشرت رسائل عدة من حساب منسوب إليه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس".
وتتابع "الفحص الفني للرسالتين المصورتين للمرشد الأعلى بعد بدء الحرب يظهر أن موقعه الجغرافي تغير، وتعزز مجموعة البيانات المتوفرة هذا الاحتمال بأن خامنئي، حتى لو كان حياً وبصحة جيدة، فإن الوصول إليه ليس سهلاً حتى للمسؤولين الكبار في النظام".