أحدث الأخبار مع #خليلالشيخ


جريدة الايام
منذ 2 أيام
- سياسة
- جريدة الايام
شمال القطاع: الاحتلال يجبر الناس على النزوح ويقتلهم بالنار
كتب خليل الشيخ: يعجز الأب عماد الدين الشافعي (39 عاماً) أمام حاجة أطفاله الذين يتضورون جوعاً ويطالبونه بجلب الطعام. اعتبر نفسه وعائلته ناجين من الموت المحقق عندما هربوا من جحيم بلدة بيت لاهيا التي تتعرض للإبادة منذ عدة أيام. يقول الشافعي بنبرة حزينة بعدما حط رحاله على قارعة الطريق في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، إنه يكافح من أجل سد رمقهم حتى ولو ببضع حبات من الأرز عقب مرور أيام لم يتناولوا فيه أي طعام، وسط حالة من الخوف الذي مر به الأطفال أثناء مغادرتهم محل سكنهم تحت أزيز الطائرات ودوي المدافع. "باستثناء طبق أو أكثر أكله أطفالي وزوجتي على مدار خمسة أيام مضت، لم يتناولوا أي طعام، وليس هذا فحسب، بل قضينا وقتاً كبيراً ونحن نشعر بالعطش اكثر من الوقت الذي نشعر به بالارتواء" قال الشافعي الذي تحدث لـ"الأيام" عن قسوة الظروف ومرها، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي يوم الخميس الماضي. ويضيف: "كنا ننزح في خيمة بداخل مراكز إيواء شرق بيت لاهيا وعندما شعرنا بالخطر غادرت بصحبة عائلتي بدون أن أحمل معي أية فرشات أو ملابس، وكنت أتوقع أن نستشهد في أي وقت". وأوضح الشافعي، الذي بدت عليه علامات الإعياء والتعب أن رحلته كانت محفوفة بالمخاطر وسبقها جوع وعطش مستمران، حيث توقف عمل "التكية" التي كانوا يعتمدون عليها وهم بداخل مركز الإيواء. ويقول: "لم نكن نعرف وجهتنا لكن ما نعرفه هو أن نغادر المنطقة التي تتعرض للقصف الشديد". في السياق قال مسؤولون في منظمات دولية إن الناس في شمال القطاع ومناطق أخرى في الوسط والجنوب ينتظرون الموت فقط في أي لحظة ويشعرون باليأس والوحدة، ويحاولون الهرب لكن الظروف لا تسمح لبعضهم. وقالت مصادر محلية لـ"الأيام" إن الاحتلال يمارس إبادة جماعية بحق السكان المتبقين في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا. وتضيف المصادر إن قوات الاحتلال تمارس القتل والتهجير لإجبارهم على إخلاء المناطق تمهيداً للسيطرة عليها ومن ثم تقوم باستهدافهم على الطرق والمفترقات العامة. يقول الشافعي: نزحنا قبل أن تصل الدبابات إلى منطقة الإندونيسي والتي كانت تحت سيطرة المسيرات وطائرات "كواد كابتر" واستطعنا الخروج باتجاه غرب المخيم بمعجزة حيث كنا نراقب ونسمع عن استهدافها للنازحين على الطرق لا سيما غرب بيت لاهيا. ويضيف: "قبل النزوح بيومين توجهت إلى المستشفى الإندونيسي بحثاً عن علاج لأحد أبنائي وحاولت الحصول على الطعام من هناك، لكن لم يكن طعام ووجدت غالبية المرضى يتضورون جوعاً". يذكر أن المستشفى الإندونيسي يتعرض للحصار والتدمير منذ عدة أيام كما أبلغ شهود عيان عن وجود جثامين لشهداء ولا يستطيع أحد الوصول إليهم. وأشارت مصادر محلية أخرى لـ"الأيام" إلى أن قوات الاحتلال تحاصر بالنار، الأجزاء الشرقية لمخيم جباليا وبيت لاهيا، فيما تمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول للشهداء والجرحى على الطرق، لافتة إلى أن هناك أنباء عن استشهاد مصابين في مكان إصابتهم نتيجة لعدم انتشالهم. "لم يعد المواطن الشافعي يلتفت للقصف بعدما شعر بأنه في مأمن عن الغارات والقذائف، وبدأ بالبحث عن فتات طعام بين بسطات مفترق "الصاروخ" أقصى شمال حي الشيخ رضوان ليسد جوع أطفاله الذين قضوا يومهم وليلتهم على جانب الطريق. وسيحاول الشافعي كغيره من المواطنين الحصول على مساعدات غذائية بعد سماعه عن إدخال شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، أمس.


جريدة الايام
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الايام
ذهب لإحضار الدقيق لشقيقاته الجائعات فعاد شهيداً
كتب خليل الشيخ: "كان رايح يجيب كيس طحين لخواته البنات اللي كانن يشعرن بالجوع الشديد منذ عدة أيام"، هكذا قال والد الشهيد فايز أبو سمرة (15 عاماً) وهو ينعى ابنه الوحيد، مع أربع بنات، الذي أصر على سد جوع شقيقاته بجلب الدقيق للمنزل. وأضاف الأب المكلوم: "طلبت منه عدم المخاطرة بحياته والتعرض لطائرات وقذائف الاحتلال لتجنب مخاطر إطلاق النار نحوه، إلا أنه أصر على ذلك، تلبية لواجبه العائلي والإنساني في توفير الطعام للأسرة". وتقطن الأسرة بظروف قهرية وصعبة في منزل شبه مدمّر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وحسب أقرباء لأسرة "أبو سمرة" تحدثوا لـ"الأيام" فإن الأسرة تعاني من الجوع منذ فترة طويلة، وتفتقد للأصناف الغذائية الأساسية، مشيرين إلى أنهم كانوا بحاجة إلى بعض الدقيق المفقود في قطاع غزة. ويوماً بعد يوم تزداد المجاعة وأزمة الغذاء الشديدة للأسر الغزية، في ظل استمرار الحصار التي تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع منذ مطلع آذار الماضي، والذي تمنع بموجبه إدخال المساعدات الغذائية بكل أصنافها، لا سيما الدقيق، إلى غزة. نقل مشيعون لجثمان الفتى "أبو سمرة" أنه قال عندما رفض الدعوات بعدم التعرض للخطر من طائرات ومسيّرات الاحتلال: "أنا أنسان ويجب عليّ أن أسد جوع شقيقاتي، فأنا لا أستحمل مشاهدتهن وهن يتضورن جوعاً". والفتى "أبو سمرة" هو الوحيد لوالديه وشقيق لأربع طفلات جميعهن يعانين من المجاعة التي تضرب قطاع غزة. تابع الأب وهو يتوسط بناته الطفلات اللواتي كن يبكين شقيقهن قبيل تشييعه إلى مثواه الأخير: "راح يجبلكن طحين عشان تاكلوا يا بابا"، وسط حالة بكاء ودموع لتختلط آلام الجوع الذي يشعرن به مع آلام فقدان شقيقهن الوحيد. وبينت مصادر محلية أن طائرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت قنبلة باتجاه الفتى "أبو سمرة" وأصابت شظاياها رأسه، وقتلته على الفور ليعود لأسرته محملاً على الأكتاف، بدلاً من أن يعود إليهم حاملاً كيس الدقيق. "فجعت شقيقاته الأربع عند وصول نبأ استشهاده، وبدأن بالصراخ والعويل وسط حشد من المتضامنين مع العائلة"، حسب روايات شهود العيان. وأشار أحد الشهود: "كن ينتظرن كيساً به كميه من الدقيق ويستعدن لصناعة الخبز الذي يشتهينه، لكنهن حصلن على كيس بداخله جثمانه الطاهر". وقالت إحدى شقيقاته وهي تصرخ وتبكي على هامش مسيرة التشييع: "ياريتو ماراح ولا خاطر بنفسه وبنضلنا نستحمل الجوع"، معبرة عن حزنها الشديد لفقدانه. وتلا استشهاد الفتى "فايز" بساعات فقط حادثة استشهاد المسن سليمان شمالي ونجليه أحمد وأمجد بصاروخين استهدفا منزلهم في منطقة "الشعف" شرق مدنية غزة. ووفق روايات الشهود فإن أحد أبنائه توجه لتفقد منزلهم الذي نزحوا منه وجلب كيس من الطحين لمواجهة أزمة الغذاء، إلا أن الاحتلال قصف المنزل بصاروخ ما أدى إلى استشهاده. وأوضحت مصادر محلية أن الوالد سليمان وابنه الثاني توجها لإنقاذه إلا أن الاحتلال قصف المنزل بصاروخ ثانٍ، ما أدى إلى استشهاد ثلاثتهم بينما بقي باقي أفراد الأسرة في خيمتهم ينتظرون الكيس الموعود من الدقيق. وتواصل إسرائيل عدوانها على الغزيين بعد كسرها للهدنة في الثامن عشر من آذار الماضي، وتعمدت في سياق ذلك استهداف "تكايا" الطعام في مختلف مناطق القطاع، كان آخرها "تكية" توزع وجبات من العدس على النازحين في شارع البركة وسط مدينة دير البلح، ما أدى إلى استشهاد وجرح مجموعة من النازحين.