أحدث الأخبار مع #خيرىشلبى


بوابة ماسبيرو
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
زين خيرى شلبى يستعيد سيرة والده الكبير
أبى عمل صبى جزار وصبى نجار وصبـــــــى حداد فى صباه الباكر.. استمر لسنوات طويلة يكتب بأحد الأحواش فى منطقة قايتباى.. ثم تفرغ للكتابة فى البيت منذ التسعينات أمى هيأت له كل الظروف ليبدع مشروعه الأدبى..وكان يعتبر أنها تولت تربيته معنا فاطمة نوحاية هو الاسم الحقيقى لفاطمة تعلبة.. ووالدى أصر على ترشيح هدى سلطان ويوسف شعبان لبطولة الوتد لم يحب مسلسل وكالة عطية.. ورأى أنه نُفذ برؤية تختلف عن رؤيته فى الرواية شهادة نجيب محفوظ أسعدته كثيرا.. لكنه لم يكن من مريديه المقربين سيرة الأستاذ والمعلم والعم خيرى شلبى رحمه الله عطرة دائما.. هو الحكاء العظيم والروائى الكبير الذى نال شهادة بتمام وجمال إبداعه موثقة ومختومة بختم صاحب نوبل الأستاذ نجيب محفوظ..(عم خيرى).. هى الجملة البسيطة الصغيرة الموحية التى كان ينادى بها الجميع الأستاذ خيرى شلبى..حتى من يكبرونه سنا.. كانوا يشعرون بنفس مشاعر البنوة تجاه الأب والعم خيرى شلبى، ففوق أنه مبدع كبير حقا..يقف فى الصف الأول لكبار الروائيين العرب، فهو إنسان عظيم طيب نبيل. كان لى أنا كاتب هذه السطور شرف القرب منه والحديث معه والاستماع إلى حكاياته بحكم زمالتى له فى رحاب مجلتنا الحبيبة الإذاعة والتلفزيون.. عن خيرى شلبى الأب والأستاذ والمعلم شرفت بهذا الحوار من ابنه الكبير الذى يحمل رؤيته ويواصل مسيرته الكاتب الصحفى بمؤسسة الأهرام زين العابدين خيرى شلبى. سألت الأستاذ زين فى البداية عن خيرى شلبى الأب..كيف كان حال هذا المبدع الكبير فى أبوته وعلاقته بأبنائه لينطلق زين فى الحديث عن الأب خيرى شلبى. كانت علاقة خيرى شلبى بنا نحن أبناءه من شقين كأب وككاتب ومبدع كبير: علاقتى به كأب أستطيع أن أقول إنه كان أبا طيبًا جدا، وكان حنونا جدا لكنه أيضا كان أبا مشغولا بشكل كبير لأنه كان مخلصا لمشروعه. وكان هذا يؤدى إلى أننا لا نراه كثيرا فى أوقات كثيرة، خاصة فى فترة طفولتنا كان ملتزما بالذهاب إلى عمله بشكل يومى، وحين يعود إلى البيت يسهر ليلا نكون قد نمنا، نستيقظ صباحا نذهب إلى المدرسة وهو نائم، نرجع نلاقيه راح شغله، لكن لما كبرنا وهو كبر كان بيتواجد فى البيت لفترات أكبر.. العلاقة به توطدت أكتر، لكن هو كان أبا طيبا جدا، كنا بنخاف منه لكن خوف الاحترام، لم يضرب واحدا فينا أبدا. وطبعا طباعه الريفية استمرت موجودة بشكل كبير جدا، رغم أنه ترك قريته شباس عمير فى وقت مبكر من حياته وهو عنده 14 او 15 سنة، لكن استمرت كل طباعه الريفية موجودة، بالإضافة إلى أنه تزوج من قريبته (أمى) وهى بنت ابن عمته، وبالتالى العلاقة بقريته شباس عمير كانت موجودة طوال الوقت ولم تنقطع ابدا، وكان بالتأكيد يكلمنا عن قريته وعن أقربائه، وكنا نقرأها فى أعماله، أما الشق التانى فى علاقتنا به فهو كان كأديب وأنا كقارئ طبعا أنا شخصيا معجب جدا بأدبه وقرأته كله. وهنا ينتقل الحوار إلى الحديث عن دور زوجة خيرى شلبى وأم أولاده ليقول زين: دور أمى كان كبيرا جدا فى نجاح والدى، وهو كان يقول لنا دائما إنها ربتنا نحن الخمسة.. يقصد نفسه ثم أولاده أنا وأخواتى ريم وإسلام والمرحومة ايمان رحمها الله..هو كان يعتبر أنها مسئولة عنه كما هى مسئولة عنا نحن أبناؤهما.. أمى هيأت كل الأجواء سواء له أو لنا للنجاح فى حياتنا، وكانت المسئولة عن كل شىء فى تنظيم هذه الحياة فى ظل ظروف مادية صعبة جدا جدا، فوالدى كان يعيش ويعيشنا على راتبه من مجلة الإذاعة والتليفزيون.. أما الأدب فلا يؤكل عيشا.. مافيش مكسب مادى منه، لكن كان الأهم بالنسبة له المكسب الأدبى فقط.. كانت الظروف صعبة وهى نجحت فى توفير كل الظروف التى تساعده على أن يبدع و يكتب ويستمر ويكمل مشروعه، وفى نفس الوقت احنا نشوف دراستنا وأحـــوالـنا والــحــمـــد لله نـجــحــت على كل المستويات. طقوس الكتابة وعلى ذكر الكتابة أسأل زين خيرى شلبى عن تلك الطقوس التى كانت تصاحب والده وهو يكتب ويبدع فيجيب: بالنسبة لطقوس الكتابة عند والدى أقول إنه قضى فترة طويلة يكتب فى منطقة قايتباى المحاطة بالمقابر التاريخية والأثرية المهمة، وكان يعشق المنطقة ويحب أن يتواجد بها حيث كانت تذكره بطفولته فى مدينة فوة حين كان يزور جدته التى كانت تعيش فى هذه المدينة، وهى مدينة اثرية تشبه تماما مدينة رشيد فى بيوتها القديمة ومشربياتها وشغل الأرابيسك، كما تشبه جدا منطقة قايتباى فكان يحب هذه المنطقة (قايتباى) جدا، وأحيانا كانت (بتكون سهراته وقعداته أو كتاباته فى أحد الأحواش هناك اللى هو كان يشبه القصر) لأن أغلبها مقابر قايتباى هى مقابر خديوية فعلا.. كان يحب أن يتواجد ويكتب فى قايتباى، واستمر كذلك لسنين طويلة، بالإضافة إلى أنه كانت له غرفة مكتب كان يكتب فيها وطبعا (كان ممنوع تماما الصوت فى الصالة وهو قاعد شغال)، لكن كان أغلب وقته فى الكتابة فى منطقة قايتباى حتى بداية التسعينات، خلاص بقى يكتب فى البيت لأننا كنا قد كبرنا ومفيش دوشة فاستمر يكتب فى البيت حتى وفاته. ويواصل زين خيرى شلبى أهم شىء فى طقوس الكتابة إنه (كان بيقعد فترة يجهز أقلامه قبل ما يبتدى، هو كان بيكتب بالأقلام الحبر، كان بيبقى معاه مجموعة كبيرة من الأقلام، كان الأول بينظفها بالماء الساخن علشان يتخلص من الحبر الناشف ثم يملأها من دواية الحبر التقليدية القديمة، ويبدأ فى رص الأقلام أمامه، وحين ينتهى من هذه العملية يكون دخل فى مود الكتابة وكأنه يستدعى بها الوحى بتاع الكتابة ويبدأ فى الكتابة وبعدها مافيش حاجة بتعطله. معاناة البدايات ينتقل الحوار إلى منطقة شديدة الأهمية فى حياة خيرى شلبى وأسأل زين عن محطة البدايات فى حياة خيرى شلبى ليجيب: البدايات كانت صعبة بالتأكيد ليس فقط فى القاهرة، لكنه تعب كثيرا أيضا فى الإسكندرية، لأنه بعد إقامته فى دمنهور فى صباه سافر إلى الإسكندرية وكان لديه أمل كبير أن يغير مساره التعليمى ويلتحق بجامعة الاسكندرية، لكن هذا لم يحدث كقبول فى الجامعة على المستوى الأكاديمى الرسمى، لكنه كان كمن التحق بالجامعة فعلا عن طريق أصدقائه الذين كان يسكن معهم فى المدينة الكبيرة.. كان أغلبهم طلبة بجامعة الإسكندرية، وبالتالى كان يذاكر معهم ويقرأ معهم ويحضر معهم المحاضرات ويتعرف على أساتذتهم.. فى هذه الفترة عمل فى كل المهن المعروفة تقريبا غير المهن التى عمل بها فى طفولته مثل صبى نجار وصبى ترزى وصبى حداد وكعامل زراعى مع عمال التراحيل وغيرهم، وبعدها اشتغل مندوب مبيعات لحاجات كتيرة منها.. زهرة الغسيل فى القاهرة.. وفى رواية موال البيات والنوم فيه حاجات كثيرة توضح بشكل كبير المعاناة التى عاناها فى بداية حياته فى القاهرة، ثم بدأ يعمل فى الشغل المرتبط بالموهبة، فبدأ كمحرر صحفى فى عدد من المجلات والصحف، وفى هذه الفترة اشتغل فى كتابة المسلسلات الإذاعية وفى إعداد الروايات للمسرح، وقدم معالجات كتيرة للمسرح وكتب كثيرا جدا من السيناريوهات للمسلسلات الإذاعية. الوتد ووكالة عطية ارتبط خيرى شلبى كثيرا بقريته شباس عمير، ومنها أبدع روايته القصيرة الوتد التى تحولت إلى مسلسل تليفزيونى شهير..حدثنا عن هذه المسألة بشكل مفصل؟ يجيب زين مسلسل الوتد معروف إنه قصة حقيقية كتبها فى روايته القصيرة الوتد، هى كانت جزءا من رباعية اسمها الوتد، وكانت الشخصية الحقيقية اسمها فاطمة نوح، وفى ذلك الزمن كانوا فى قريتهم يؤنثون اسم العيلة لو الشخصية مؤنثة، ففاطمة تبقى فاطمة نوحاية، وهكذا فى كل أسماء العائلات فهى شخصية حقيقية، وكانت زوجة عمه، أما شخصية والدى فى المسلسل فكان الطفل الذى يروى الحكاية الحقيقية، وطبعا الشخصيات ليست بالضبط كما كانت فى الواقع، لكن الخيال داخل بشكل كبير، فهو دمج شخصيات وفكك شخصيات اخرى، لكن هو كان يحب هذا المسلسل بشكل كبير، وشارك فى اختيارات الممثلين والأبطال، وأصر على بعضهم مثل هدى سلطان ويوسف شعبان وكان فيه ترشيحات أخرى لممثلين آخرين، وهو كان شايف هدى سلطان ويوسف شعبان أفضل من يؤديان دورى فاطمة تعلبة والحاج درويش. ويواصل زين بالنسبة لمسلسلاته الأخرى لم يكن خيرى شلبى يحبها بنفس قدر حبه للوتد لأسباب كثيرة فى التفاصيل (وأسباب كتيرة خلتهم ما ينجحوش النجاح الذى حققه مسلسل الوتد)، وبالتالى هو ما كانش حاببها وكان حينما لا يحب شيئا لا يتكلم عنه كتيرا..فهو بصراحة لم يحب مسلسل "وكالة عطية" المأخوذ عن روايته الشهيرة وكالة عطية (وده كان أكتر مسلسل لا يحبه) واعتبر أنه ما اتعملش، وذلك بسبب اختلاف الرؤية التى قدم بها الأستاذ رأفت الميهى المسلسل.. كانت رؤية مختلفة تماما عن الرؤية التى كتبت بها الرواية، وبمناسبة وكالة عطية هى ليست الرواية الوحيدة التى بها جانب من السيرة الذاتية لخيرى شلبى، وتقريبا كل رواياته فيها جوانب من سيرته الذاتية، خصوصا رواياته الأولى مثلا روايات الريف كلها وحتى روايات المدينة مثل صالح هيصة وصحراء المماليك ونسف الأدمغة شخصيته موجودة بشكل كبير داخل الرواية، لكن وكالة عطية تمثل مرحلة مهمة فى حياته هى مرحلة مدرسة المعلمين بعدما انتقل من قريته بعد نهاية المرحلة الابتدائية وبدأ دراسة دبلوم المعلمين حتى انتهت نهايتها المأساوية بعدم استكمال الدراسة، والرواية تتكلم عن الحياة بشكل عام فى مدينة دمنهور لصبى فى سن الصبا.. طبعا الوكالة نفسها لا وجود حقيقى لها، لكنه خيال المبدع والدمج ما بينه وبين الواقع، ومن الدراما التليفزيونية إلى السينما وأسأل زين.. لماذا لم تلتفت السينما كثيرا إلى خيرى شلبى ليقول: علاقة خيرى شلبى بالسينما لم تكن علاقة وطيدة من حيث تحويل السينما لأعماله الأدبية رغم أنه عاشق للسينما العربية والأجنبية، صحيح وأنا موافق على أن السينما لم تلتفت فعلا لخيرى شلبى ولم تتعاون معه التعاون الذى يليق بإبداعه.. هناك فيلم الشطار عام ٩٣ من بطولة نادية الجندى وكمال الشناوى (وما كانش حابب التجربة لأنه تم تفصيل أحداث الرواية على مقاس الأفلام فى ذلك الوقت، رغم أن الكتابة أعمق وأهم، أما سارق الفرح التى كتب لها السيناريو والحوار والإخراج داوود عبد السيد، وقام ببطولته نور الشريف ولوسى فهو مأخوذ عن قصة قصيرة من مجموعة الفرح.. وكانت التجربة أفضل كثيرا (أبى أحب المعالجة والشخصيات التى أضيفت للفيلم والنتيجة كانت جيدة جدا، لكن بصراحة السينما كانت بعيدة جيدا عن أعمال خيرى شلبى وربما تلتفت إليه فى الفترة القادمة). البورتريه.. فن سردى رائع تميز به خيرى شلبى حيث كتب مئات البورتريهات لمشاهير كان وصفه وسرده فيها إبداعا عبقريا فى حد ذاته.. حدثنا عن بورتريه خيرى شلبى. البورتريه هذا العمل المتفرد الذى كان ينشره خيرى شلبى أسبوعيا بمجلة الإذاعة والتليفزيون يعتبر من أهم المشاريع التى أنجزها أبى فى حياته.. كتب عن مئات الشخصيات، وقد جمعت مؤخرا 280 بورترها كتبها عن شخصيات مصرية لتصدر فى سبعة أجزاء فى مشروع خاص بإحدى دور النشر وأعتقد أنه مشروع مهم جدا. يظهر للناس كيف كانت مصر عظيمة بشخصياتها وأبنائها الكبار فى كل المجالات فى القرن العشرين.. خيرى شلبى هو ابن مصر عاشق لترابها محب جدا لمصر فى كل أحوالها وطبقاتها، وبالتالى كان يظهر هذا الحب من خلال وصفه وكتابته عن الشخصيات التى تناولها حتى لو كان على خلاف شخصى مع بعضهم، لكن دائما كان يعترف لهم بالقيمة بغض النظر عن الخلاف الشخصى وكان يقول دائما إن مصر ولادة. وماذا عن كتبه ودراساته الأخرى غير الرواية؟ يقول زين: بالنسبة لكتب خيرى شلبى الأخرى، فقد كتب فى جميع المجالات كتب فى كل أنواع الدراسات، وله كتب فى النقد وكتب فى الدراسات الإسلامية، وقد اكتشف أعمالا ومسرحيات لشخصيات لم يكن أحد يعرف أنهم كتبوها.. إنهم مثل مصطفى كامل حيث اكتشف مسرحيته فتح الأندلس، واكتشف رواية للشيخ أمين الخولى، ومن ضمن اكتشافاته كتابه المهم والمرجع(محاكمة طه حسين) الذى وضع فيه نص تحقيق النيابة العامة فى قضية الشعر الجاهلى اكتشف قرار وكيل النائب العام محمد نور وحقق الكتاب ونشره وصدر فى عدة طبعات.. كذلك كتب نقدا فى كل المجالات وكتبا فى المسرح والموسيقى والدراسات الإسلامية والصوفية وغيرها. هو.. ونجيب محفوظ حين سُئل نجيب محفوظ لماذا لا تتناول الريف المصرى فى رواياتك كما تناولت مجتمع المدينة قال: خيرى شلبى قام بهذا الدور تماما ولا يستطيع أحد أن يطاوله فى الكتابة عن الريف..كيف كان رد فعل الأستاذ خيرى على هذه الشهادة العظيمة من صاحب نوبل؟ يقول زين: بالتأكيد كان سعيدا جدا حينما سمع شهادة العظيم نجيب محفوظ بعد نوبل عن إبداعه عن الريف المصرى، وأن خيرى شلبى هو الأقدر على كتابة الريف المصرى.. عموما هو علاقته بنجيب محفوظ كانت علاقة جميلة جدا.. صحيح لم يكن من مريديه المقربين أو تلاميذه المباشرين لكن التقى به كثيرا جدا، وكان من عشاق جلساته حينما كان يتاح له التواجد بها فى الأماكن المختلفة التى تنقل فيها نجيب محفوظ، وفى ندواته الأسبوعية التى كان يجريها فى مقاه مختلفة، وقد كان يرى أن نجيب محفوظ رائد الرواية العربية واعترف بأستاذيته، وكتب كثيرا عن نجيب محفوظ وأعماله حتى آخر أعماله كتب عنها، وكانت سعادته كبيرة حين فاز بجائزة تحمل اسم نجيب محفوظ. وبشكل عام كانت علاقته جيدة جدا بكل الكتاب المصريين والعرب، وحينما كانوا يتواجدون فى القاهرة لأسباب كثيرة منها التواجد فى معرض الكتاب كان يلتقى بهم وكانت علاقته بالجميع علاقة احترام باستمرار. وبالنسبة للجوائز والتكريمات التى حصل عليها خيرى شلبى..ماذا عنها؟ الجوائز التى حصل عليها ليست جوائز تنافسية لكنها جوائز تكريمية، وكان سعيداً جدا بها يعنى لم يدخل مسابقات لكنه حصل على جائزة الدولة التشجيعية والتقديرية و الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب، وكان اسمها جائزة التميز وكانت أول جائزة يطلقها اتحاد الكتاب.. كان سعيدا بهذه الجوائز لارتباطها بالدولة، فهى جوائز من الدولة ولكننى أعتقد أنه حصل على جائزة الدولة التقديرية متأخرا جدا جدا، وكان يجب أن يحصل على جائزه النيل..لكن بشكل عام هو كان راضيا جدا بما حصل عليه من جوائز مرتبطة باسم الدولة، وأضيف أنه كان يرفض تماما فكرة التنافس أو أن الأديب يقدم عملا للحصول على جائزة. وماذا عن مقتنيات خيرى شلبى الخاصة؟ يقول زين: كان أبى يحب الاحتفاظ بمقتنياته الخاصة.. كان عنده سيارة فولكس فاجن قديمة جدا كان اسمها الخنفسة، كان يحبها جدا واشتهر بها فى الوسط الأدبى موديل 59. وكان قد اشتراها مستعملة واستمرت موجودة معه إلى أن أصبحنا أنا وأخى الأصغر المخرج إسلام خيرى نقودها، ولم يغيرها إلا بعدما تهالكت تماما ولكنه لم يحتفظ بالسيارة بالجديدة وأعطاها لأختى الكبيرة ريم، بعد أن بدأ يشعر بالضيق الشديد من من القيادة والـــزحمة التـــى كــانت تسبب لــه التــوتــر الشديــد فبدأ يركب التاكسيات حتى وفاته. أما عن مقتنياته الأخرى فقد كان يحتفظ بأشيائه المحببة الخواتم والعصيان والسبح والأقلام، وكان يخصنا بنصائح أهم حاجة ينصح بالمبادئ العامة والقيم والمثل، ويؤكد دائما على فكرة عدم التنازل على الإطلاق، وكان يردد دائما أن الإنسان لا يتنازل عن مبادئه لأى سبب من الأسباب، وكان يقول دائما إن طريق التنازل يبدأ بخطوة لو اتخذها الإنسان خلاص مش هايعرف يوقف نفسه وكانت حكمته المفضلة (أنت حيث تضع نفسك)، وبالتـــالى لا تضـــع نفسك فى مواطن شبهات وبالتالى لو حصلك حاجة يبقى أنت السبب فى ده. نهاية الرحلة أخيرا..حدثنا عن الأيام الأخيرة فى حياة المبدع الكبير خيرى شلبى.. يجيب زين: الحمد لله لم يمرض ومات دون أن يرقد مريضا، وهو ما كان يتمناه.. هو كان تعب مرة واحدة قبل موته بعشر سنوات ودخل العناية المركزة بسبب التدخين، لكن بعدها فاق واستعاد صحته ولياقته الأدبية واستمر يكتب، وكان يصدر رواية وربما معها كتاب آخر فى العام الواحد، ونشر عدة روايات بشكل سنوى، وكانت أمنية حياته التى كان يدعو بها الله باستمرار أن يموت بدون تعب ولا مرض، فقد كان يتمنى ألا يكون عبئا على أحد، وهى الأمنية التى تحققت بالفعل، فقد مات على سريره وهو يتكلم مع والدتى التى كانت قد طلبت منه أن (يقوم من على المكتب) بعد أن لاحظت عليه بعض الإرهاب وهو قاعد يشتغل ويكتب، و قالت له قوم ريح.. كانت نهاية مثالية بالنسبة له مات وهو يكتب.. مات وهو يمارس المهنة التى أحبها. الكتابة.. والحقيقة أننا ما شيلناش همه ولا تعب.. عاش زى النسمة ومات ميتة سريعة.. صحيح أنها ميتة مؤلمة بسبب الفقد المفاجئ وبالنسبة لنا هو لم يمت.. إحنا سايبين حاجاته كما هى.. مكتبه رصة حاجاته وحقيقى.. اللى ألف ما ماتش.. هو ألف و خلف وإن شاء الله نفضل محافظين على سيرته و ميراثه.


بوابة الأهرام
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الأهرام
«الحب» فى طبق واحد
لم تكن «فاطمة تعلبة» مجرد حكاية عابرة عن ربة المنزل الأم «الوتد» التى تجمع شمل الأبناء والأحفاد من حولها، بل هى حدوتة مصرية حاضرة فى معظم البيوت خاصة فى الأرياف التى لا تقبل غير «اللمة» منهجا ووسيلة للحفاظ على روح الأسرة وقوامها. للوهلة الأولى رأيت فى هذه السيدة «فاطمة تعلبة» جدة وأما تروى تجاعيد وجهها ويديها تفاصيل حكاية عمرها الذى قدمته من أجل الحفاظ على تلك اللحظة الغالية، لحظة دفء وونس ولمّة لا غنى عنها ولا عوض. الجدة والجد والأولاد ومعهم الأحفاد يفترشون الأرض حول طبق واحد، صنف واحد من الطعام وأصناف متنوعة من الود والضحك والروح الحلوة التى تظل أشهى إضافات تطيل مدة تناول الوجبة وتزيد حلاوة مذاقها. «وتد» آخر يشبه فى بعض تفاصيله ما سرده الكاتب الراحل خيرى شلبى عن حياة «فاطمة تعلبة» وحرصها على لمة شمل الأولاد، وربما يكون الالتفاف حول طعام واحد أهم سبل الحفاظ على هذا الهدف. عادة غالية باتت مهددة فى زمن «التيك أواى» والأكلة السريعة التى أصبحت كذلك حتى لو كانت صناعة منزلية بسبب تناولها بقواعد الوجبات الجاهزة نفسها، حين يقرر كل فرد الحصول على حصته منفردا ليتناولها فى الوقت والمكان الذى يريد، ليبقى التجمع العائلى حول مائدة واحدة فى مناسبات متفرقة. ولكن ستبقى هذه الصورة دستورا لايزال يتمسك بتطبيقه الكثيرون، هؤلاء الذين يرون فى الطبق الواحد ما هو أكثر من شبع البطون.


الدستور
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
"الوتد" رواية خيري شلبي عن فاطمة تعلبة وعامود الخيمة
من روائع الادب العالمى الوتد هي واحدة من صنف الرواية القصيرة "النوفيلا" للكاتب الكبير خيرى شلبى الذى أراد أن يقول إن استقرار كل أمر لا بد وأن يكون له رسوخ فى الأرض، فكما جعل الله الجبال أوتادا لإرساء الأرض يجعل لكل أمة دولة ترسخها، ولكل عائلة أم أو أب يحافظ على استقرارها وثبوتها، واختار لنا الكاتب خيرى شلبى الحكى عن أسرة مصرية تعيش فى الدلتا فى منتصف القرن الماضى، وهى أسرة مكونة من ثمانية رجال لهم زواجات وأبناء وأخت أرملة لها ولد، كلهم يعيشون بسند الأم فاطمة تعلبة التى كانت هى السند بل هى الوتد وعامود الخيمة، الذى يحافظ على توازن هذه الأسرة الكبيرة التى تتلاقى فى صفات وتختلف فى صفات أخرى. العنوان. كان خيرى شلبى ذكيا ومبدعا كعادته فى اختيار العنوان حيث شبه الأم فاطمة تعلبة بالوتد فالوتد المغروس فى قلب الأرض لحفظ التوازن والاستقرار. اللغة كعادته اختار خيرى شلبى لنفسه لغة لا يضاهيه فى أى كاتب ٱخر فحين تقرأ ولو صفحة واحدة من كتابات خيرى شلبى تعرف أنها لهذا الكاتب المحترف الذى يستطيع بطريقة السهل الممتنع أن يمزج بين الفصحى والعامية بطريقة سلسلة تنم عن عبقرية الكاتب. تفاصيل القصة تبدأ القصة بالطفل الذى يحكى عن أسرته المكونة من ثمانية رجال وزوجاتهم وأبناءهم وشقيقتهم الأرملة وهم ينتظرون كالعادة إعلان الصرخات على الأم الكبرى الحاجة فاطمة تعلبة، بعض النسوة يتململن وبعضهن يرغبن فى رحيل الحاجة فاطمة الحاسمة التى تقود البيت بالحديد والنار، ولكن يفاجئنا الراوى العليم أن الحاجة فاطمة ثعلبة استفاقت من رقدتها وسألت من حولها هل أذن المغرب أم لا؟. بما يعنى أنها مدركة لكل ما حولها حتى أن عقلها لم ينس الوقت. ثم يستعرض لنا الطفل حياة بيت العكايشة وما يدور فى أروقة البيت الذى يغلق عليهم بابه بعد.صلاة العشاء فى نظام صارم على الكبير والصغير بما فيهم الإبن الأكبر درويش، الذى يحل ويربط فى القرية كلها لكنه ينصاع لأوامر والدته الحاجة فاطمة فيطأطئ رأسه ليقبل كفها بنتهى الرضا. يتطرق الراوى العليم إلى حياة الأبناء وزوجاتهم كل بصفته ودوافعه النفسية المختلفة عن الأخر فمنهم القائد ومنهم الشيخ ومنهم الجمال ومنهم من يغزل الصوف ومنهم الفلاتى ومنهم المزواج الذى لم ينجب رغم تعدد زوجاته، كما يعرج بنا إلى الزوجات فمنهن الكسولة ومنهن النشيطة ومنهن خفيفة الظل ومنهن المتحررة ثم يقف بنا عند شخصية الحاجة فاطمة تعلبة التى تحج بيت الله كل عام، وتعالج المرضى باستخراج الدود من عيونهم وآذانهم دون مقابل مادى، لكنها تقبل الهدايا التى تملأ البيت بالخيرات الكثيرة، فى أنفة وكبرياء. نهاية القصة كما بدأ خيرى شلبى روايته بمرض فاطمة ثعلبة وإشرافها على الموت أنهى قصته بنفس الحدث، فالكل يترقب وفاة السيدة فاطمة ثعلبة، فقام ابنها الكبير درويش بتجهيز المقبرة وشراء الكفن، وبينما ينتظر القارئ خبر وفاة الأم يفاجئنا خيرى شلبى بوفاة الإبن الحاج درويش. لينهى قصته بطريقة مباغتة ليترك بداخلنا السؤال الأهم 'هل ماتت فاطمة تعلبة'؟.


الدستور
١٥-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
"الأوباش" رواية خيرى شلبي عن السخرة وكلاب السرايا
من روائع الادب العالمى الأوباش هي رواية بديعة للكاتب الكبير خيري شلبي صدرت الطبعة الأولى منها عام 1978. وإذا وقفنا عند العتبة الأولى للنص وهي العنوان، سنجد أن الكاتب خيرى شلبى اختار عنوانا من طينة الأرض المصرية وخاصة الدلتا التى وقعت بها الأحداث. ومعنى كلمة الأوباش فى العامية المصرية المهملون الذين لا قيمة لهم. وهى مفردة تدل على الوضاعة. ولقد جاءت هذه المفردة على لسان خدم السرايا فى بداية الخمسينات وكان يخص بها الفلاحين المعدمين الذين أهدرت كرامتهم في العمل بالسخرة. وبالقطع كان الكاتب يريد أن يوضح مدى المهانة التي لحقت بالفقراء فى ربوع مصر فى ظل الحكم الملكى الذى جعل المجتمع بين سادة وعبيد. اللغة استطاع خيري شلبي كما لم يستطع غيره من الكتاب أن يستخدم لغة محيرة تخلب العقول فكان الحوار فى روايته البديعة الأوباش ليس بالفصحى وليس بالعامية فهو مزج غريب بين الإثنين فى الجملة الواحدة بها مفردات فصحى وأخرى عامية دون أن تشعر أن هناك خللا فى سياق الجملة وكأنه اخترع لغة جديدة يمكننا أن نسميها لغة خيرى شلبى. الحبكة الدرامية بطريقة الكاتب المتفرد جعلنا خيرى شلبى فى روايته الأوباش أن نقف على قدم وساق ونحن نتتبع خطين دراميين متوازيين الأول منهما حكاية طلعت الغلام الذى ذهب مع جده للعمل فى السخرة مع الغرابوة رغم أن أبيه كان قاضيا. ثم يوضح لنا الكاتب أن هذا القاضى نزل إلى القرية وكان على علاقة بالعمدة فأعجبته توحيدة بنت ميهوب الفقير المعدم فطلبها للزواج، ثم دخل بها فى بيت العمدة ثم رحل ولم يعد تاركا بداخلها نطفة جاءت بهذا الفتى طلعت الذى لم يعرف أين يوجد أبيه. فيظل القارئ مترقبا هل لقاء طلعت بوالده فى نهاية الأحداث. ومن الحبكات الدرامية المتفردة أن القصة التى يعيشها طلعت وجده والفلاحين كانت مكتوبة فى دفتر وجده عمر صديق طلعت حين كان يقضى حاجته فأصبحنا بين عالم يعيشه أبطال الرواية وعالم مكتوب عنهم تفاصيل الرواية تحكى القصة عن الجد ميهوب وحقة طلعت بن القاضى وهما بصحبة الفلاحين الذين يعانون ويلات السخرة من قبل العمدة وشيخ البلد والباشكاتب وجلاديهم فى وسية افندينا، وعلى الجانب الٱخر تحكى الرواية عن سرقة حقيبة الحاج سليم مقاول الأنفار التى سرقت من بيت العمدة، وقصة القاضى الذى يحقق فى الأمر والذى لم يؤكد الكاتب أو ينفى هل هو والد طلعت أم أنه شخص آخر. تحكى الرواية عن عذابات الفلاحين من خدم السرايا الذين نكلوا بالفلاحين وساموهم سزء العذاب، حتى قتلوا من تذمر ولو بحروف قليلة لينهى المطاف بطلعت الذى فقد جده والعديد من أصحابة بالفرار إلى المئذنة ليبتهل إلى الله كى ينجى مصر من هذا العذاب الهدف من الرواية أراد الكاتب الكبير خيرى شلبى أن يرصد حال البسطاء فى ظل النظام الملكى وزبانيته الذى عاملهوهم معاملة العبيد. وكان الكاتب أراد أن ينتصر لثورة يوليو التى أطاحت بهذا النظام الفاسد.

مصرس
٠٤-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
صدر لها حديثًا «شباك المنور».. فاطمة الشرنوبي: الفوز بجائزة خيري شلبي شهادة ميلاد ذهبية لىّ
- أعظم ما تعلمته عن الكاتب الكبير إعادة اكتشاف العالم فى أبسط صوره قدمت جائزة خيرى شلبى للعمل الروائى الأول منذ انطلاقها، وعلى مدى خمس دورات العديد من الأقلام الأدبية المميزة، وأخرجت للنور أصوات إبداعية شابة تتطمح لتأسيس مشروع كتابى أدبى يجعل لها مكانًا مميزًا فى دنيا الإبداع، وساهم فى ذلك ارتباط الجائزة باسم الأديب الكبير خيرى شلبى، وبتبنى دار الشروق الجائزة ونشرها للروايات الفائزة بالإضافة أيضًا إلى بعض الروايات التى تزكى من لجان تحكيم الجائزة فى دوراتها المختلفة.فى الدورة الخامسة من جائزة خيرى شلبى للعمل الروائى الأول لعام 2024 فازت الكاتبة فاطمة الشرنوبى بالجائزة عن روايتها «شباك المنور»، وأصدرت دار الشروق الرواية حديثًا.ماذا مثل لك الفوز بجائزة خيرى شلبى للعمل الروائى الأول؟- الفوز بجائزة خيرى شلبى للعمل الروائى الأول كان بمثابة شهادة ميلاد ذهبية لى ككاتبة. خيرى شلبى هو أعظم كتّاب جيل الستينيات وكم هى صدفة جميلة أن تجرى هذا الحوار معى، وأنا أعيش هذه الأيام مع رائعة «وكالة عطية» لشيخ الحكّائين ونصير المهمّشين خيرى شلبى. أن أدرك أننى أحمل جائزة لروايتى الأولى باسم صانع الشوادفى وسيّد (وإن لم يكن قد ذكر اسمه فى الرواية، ولكن اسمه كان كذلك فى المسلسل المأخوذ عن الرواية) ودميانة القرداتية وداية والحانوتى وبدرية وقطيطة أمرٌ يحمّلنى المسئولية كى أُسائل نفسى فى كل مرة أكتب فيها نصًا جديدًا. ولدى العديد من الأصدقاء الذين يحاربون من أجل نشر رواياتهم مع دور نشر عريقة وكبيرة، فإن يأخذنى القدر لأنشر أولى رواياتى مع دار نشر كبيرة بحجم «دار الشروق» يعنى أنه القدر الذى قرّر أن يصاحبنى والحظّ الوفير الذى حظيت به مع تلك الجائزة. و«دار الشروق» هى دار عريقة نشر معها أغلب كبار الكتّاب فى مصر والعالم العربى، وقد حظيت من اليوم الأول فى رحابهم بالاحترام والتكريم والاحتواء شاعرة أنه بيتى الثانى الذى أطمئن إلى التواجد فيه.حدثينى أكثر عن شخصية رقية بطلة الرواية والمشاكل التى تعانى منها؟- رقية ببساطة تمثّل فتيات كُثُر هن بيننا، نلتقى بهنّ فى المدرسة والجامعة والمكاتب والشارع والمواصلات العامة، غير أننا لا نعرف شيئًا عمّا يجرى معهنّ فى أوقات حالكة كالحة غير مرئية للجمهور؛ رقية كأنثى تعرضت لما تتعرض له فتيات كثيرات فى مجتمعنا من سوء معاملة فى المدرسة وفى البيت والشارع وساحات العمل؛ الختان والتحرش وكشف العذرية، إذا شكّ أحد بأمرها، كل ذلك مباحًا ما دام أن المجتمع أعطى الحقّ لنفسه كى يحقّق ويحكم ويجلد ويطهّر ويُؤدّب، تمامًا مثلما صرخت رقية فى سرّها، ولم تكن لها الجرأة بأن تبوح بما يدور فى خلدها، «أنا بخسة حقًّا.. أنا من شأنكم وليسَت لنفسى شأن بى!»، كما وصفت نفسها لاحقًا، قائلة: «كبضاعة رخيصة». رقية عاقبها الزمن مرتين: مرة لأنها أنثى، ومرة من خلال أمها لسِرّ قد انكشف ستاره لها.حدثينا عن فكرة قفزات الزمن بالرواية؟- تقديمًا لنظرة أشمل على حياة رقية وإبرازًا للتغيرات النفسية بفعالية كان لا بدّ من بعض القفزات من نقطة زمنية إلى أخرى بشكل مباشر متجاوزة الفترات الزمنية التى لن تضيف الكثير للحبكة. كانت هذه التقنية، التى كنت أخشاها كثيرًا قبيل الفوز بالجائزة، المفاجأة الكبرى؛ إذ تحولت إلى إحدى أبرز النقاط التى أجمعت لجنة التحكيم على الإشادة بها، فرفعت من مستوى التقييم وجعلت الرواية فى الصدارة.وماذا عن تأثير خيرى شلبى عليك؟- الحروف تعجز عن احتواء هذا الأثر. خيرى شلبى، بسحر قلمه، جعل المستحيل ممكنًا، وحوّل اللا معقول إلى واقع مألوف، وأعاد صياغة العادى، بل شديد العادية، ليغدو فى عينى القارئ قمة فى الإثارة.أراقب البشر من حولى طيلة الوقت: أصواتهم، أنفاسهم، نظراتهم، لغة أجسادهم، كلماتهم، وحتى اهتماماتهم الصغيرة العابرة. كنت أعتقد أن بعض التفاصيل ليست مثيرة بما يكفى لأضمنها فى كتاباتى، أو أن تأثيرها هامشى. لكن حين قرأت بعض أعمال خيرى شلبى، فوجئت بحرفيته المدهشة. كان قادرًا على التقاط أكثر اللحظات بساطة وإضفاء قيمة درامية عميقة عليها، بل ربطها بمجرى الأحداث بسلاسة. بأسلوبه، أعاد تعريف العادى ليصبح استثنائيًا، وتجلت عبقريته فى استغلال اللغة وذائقته الأدبية التى تخطت حدود المتوقع.ربما هذا هو أعظم ما تعلّمته عن خيرى شلبى حتى الآن: إعادة اكتشاف العالم فى أبسط صوره، وتوظيف هذه البساطة بحرفية تجعلها تخطف القلوب وتجذب الأرواح إلى السطور.كيف تفكرين فى القادم؟- أودّ ألا أتكاسل أو أتباطأ فى كتابتى الإبداعية. أعمل منذ شهور على روايتى الثانية التى كتبت منها حتى الآن ما يزيد على 28 ألف كلمة. ستحمل فى طياتها قضايا جديدة غير تلك التى أثرتها فى «شُباك المنور»، كما ستقدم تنوعًا أكبر فى الشخصيات الروائية، ولن تكون الأحداث متمركزة حول شخصية واحدة، وفقط كما كان فى «شُباك المنور».