logo
#

أحدث الأخبار مع #خيرىعبدالدايم،

نحن لا نكتب للتسلية.. بل لمصلحة الوطن والمواطن
نحن لا نكتب للتسلية.. بل لمصلحة الوطن والمواطن

المصري اليوم

timeمنذ 13 ساعات

  • صحة
  • المصري اليوم

نحن لا نكتب للتسلية.. بل لمصلحة الوطن والمواطن

لست كاتبا محترفا.. ولا أتكسب مما أكتب، لكننى طبيب يمارس الطب من خمسين عاما.. وأعلم علم اليقين ما يعانيه المريض المصرى فى كل ربوع مصر، وللأسف الشديد فإن همزة الوصل بين المواطن والمسؤول عن المواطن ليست على ما يرام والأمثلة كثيرة، فعندما تقدمت بالشكوى مما يحدث فى مدينة القاهرة الجديدة من مشاكل وإهمال وانقطاع المياه وفوضى المرور وغيرها لم يتحرك وزير الإسكان وعند لجوئى إلى السيد رئيس الوزراء، لم يحاسب المسؤول عن القاهرة الجديدة ولا وزير الإسكان وهو الأمر الذى يزيد من احتقان الشارع والغضب فلمصلحة من هذا التجاهل؟. واليوم سوف أتحدث عن المريض المصرى وما يعانيه فى كل ربوع مصر وأتذكر ما قلته فى أحد البرامج التليفزيونية منذ عدة سنوات بأن المواطن المصرى المبتلى بالمرض فإنه كمن دخل نفقا لا يدرى متى وكيف يخرج منه بسلام.. وللأسف الشديد فإن هذه المقولة لاتزال تحيط بالمريض المصرى بغير هوادة.. وحيث إن الطبيب هو المسؤول عن صحة المواطنين وبعد أن زادت هجرة الأطباء بشدة لأسباب كثيرة تحدثنا عنها ولم تتحرك الحكومة حتى الآن، بل فوجئنا بحديث منذ عدة أسابيع للسيد رئيس الوزراء وهو يبشرنا بحل مشكلة هجرة الأطباء عن طريق زيادة أعداد المقبولين بالسنة الأولى فى كليات الطب من ١٥ ألفا إلى ٢٩ ألف طالب – أى الضعف تقريبا – وهى كارثة حقيقية بكل المقاييس، كما عبر عن ذلك أستاذنا الفاضل أ. د خيرى عبد الدايم، أستاذ القلب الشهير ونقيب الأطباء الأسبق، وإليكم ملخص ما قاله أستاذنا الفاضل: (أنشأت الحكومة بنفسها ١١ كلية طب أهلية جديدة وسمحت للقطاع الخاص بإنشاء ١١ كلية طب خاصة وذلك بدون تجهيزات أو معامل كافية – بل والأخطر – بدون مستشفى تعليمى جامعى صالح ومؤهل لتعليم وتقييم وتخريج طبيب يملك الحد الأدنى المقبول عالميا من المعارف والمهارات اللازمة لعلاج المرضى وبدون كوادر من أعضاء هيئة تدريس خاصة بهذه الكليات لكى يقوموا بتعليم وتدريب الـ ١٤ ألف طالب الجدد معتمدة على الندب من الجامعات القديمة «أستاذ الشنطة».. ونتج عن ذلك أن الحد الأدنى لمجموع الثانوية العامة المقبول فى كليات الطب والذى كان يفوق ١٠٠٪ تدنى إلى ٧٤٪ فأصبح لدينا طلبة غير صالحين من الأساس عقليا ونفسيا لدراسة الطب يتلقون تعليما وتدريبا لا يصلح لإعداد طبيب.. والنتيجة الحتمية لكل ذلك أنه بعد ٦ سنوات من الآن سنقابل طوفانا ممن يحمل شهادة بأنه طبيب لكنه غير صالح معرفيا ومهاريا وعلميا للقيام بهذه المهمة وسوف تنهار المهنة وتصبح سمعة الطبيب المصرى فى الحضيض. إن خيرة أطباء مصر سيهاجرون ولن يبقى لعلاج المصريين سوى ناقصى العلم والمهارة ممن لا يستطيعون السفر لأنهم غير مؤهلين.. ما يحدث الآن هو جريمة فى حق صحة الشعب المصرى سنعانى منها طويلا.. ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد).. انتهت رسالة أستاذنا الجليل.. وتبقى عدة استفسارات تحتاج إلى توضيح من السيد وزير التعليم العالى: ١- لماذا نسمح للطلاب الوافدين بأن يلتحقوا بالجامعات المصرية- أتحدث عن كليات الطب تحديدا- بدرجات متدنية (مجموع ٧٥٪) فى حين يحرم الطلاب المصريون المتفوقون فى الثانوية العامة من أجل حفنة من الدولارات (٨ آلاف دولار بالنسبة للبكالوريوس والدراسات العليا) ولماذا لا ينضمون إلى الجامعات الخاصة والأهلية وتكون الأولوية للمصرى المتفوق؟ ٢- لماذا نصر على نشر الطبقية المقيتة تحت قبة جامعة القاهرة حيث يدفع الطالب الميسور آلاف الجنيهات من أجل دراسة أفضل، وعلى الطالب الآخر أن ينضم إلى زحام المدرجات!! وهو تصرف غير أخلاقى وإهانة لم نرها منذ التحقنا بطب القاهرة ويجب أن تتوقف فورا. ٣- لماذا لا يدفع الطالب المهمل عند رسوبه فى أى مادة مبلغا يقدره القسم المختص تشجيعا للمتفوقين؟ ٤- أطالب بدراسة عمل اختبار علمى ونفسى واجتماعى لكل الراغبين فى الالتحاق بالكليات الطبية (بشرى وأسنان وبيطرى وصيدلة والعلاج الطبيعى) كما يحدث فى الكثير من الدول التى سبقتنا، فالطب مهنة مقدسة فى المقام الأول وبإضافة نصف درجة الثانوية العامة إلى نصف الاختبار يكون الاتجاه التخصصى. ٥- ما الهدف من إنشاء كل هذه الجامعات الخاصة والأهلية ومعظمها تشمل كليات الطب وبغير مستشفى تعليمى!!، والمفترض أن تكون الجامعات الأهلية لا تهدف إلى الربح وهو ما لا يحدث فى معظم هذه الجامعات؟. ٦- ما الهدف من وراء إنشاء كليات طب باللغة الفرنسية؟ وما مصير الطالب الذى يتخرج طبيبا وكيف يتعامل مع المريض المصرى؟ وهل سوف يهاجر هؤلاء إلى القارة الإفريقية؟ وإلى متى؟. ٧- بدأ العمل فى جامعة القاهرة الأهلية وفيه كلية للطب بمبلغ ١٥٠ ألف جنيه.. وأخرى لطب الأسنان بمبلغ ١٢٠ ألف جنيه وثالثة للصيدلة بمبلغ ٩٥ ألف جنيه فى الوقت الذى تشكو فيه نقابتا الأسنان والصيدلة من كثرة أعدادهم.. فلمصلحة من؟. ويبقى أخيرا السؤال عن أحوال المستشفى التعليمى الجديد (الفرنساوى) والذى تم افتتاحه فى ٨ إبريل عام ١٩٩٦ بعد هدم مبنى قصر العينى القديم ليحل محله مبنى حديث يتواكب مع مستحدثات العصر وللأسف الشديد تدهورت أحوال المستشفى فى السنوات الأخيرة بعد أن كان قبلة المصريين من كل الفئات وكل المحافظات وأعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة وقد تولى مسؤولية هذا الصرح الزميل الفاضل د. إيهاب الشيحى، ولكن الحمل ثقيل، وأطالب الحكومة، ممثلة فى وزارة التعليم العالى، بالإسراع فى عودة هذا الصرح الكبير إلى مكانته من أجل صحة المصريين جميعا. أكتفى بهذا القدر، ونستكمل بعد ذلك إن شاء الله أحوال المريض المصرى المغلوب على أمره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store