logo
#

أحدث الأخبار مع #داؤد

من يقرر إنهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية؟ - إيطاليا تلغراف
من يقرر إنهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية؟ - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 11 ساعات

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

من يقرر إنهاء الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية؟ - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف نشر في 20 يونيو 2025 الساعة 8 و 37 دقيقة إيطاليا تلغراف يحيى الكبيسي كاتب عراقي بعد الضربة الإيرانية الأولى بتاريخ نيسان 2024، والتي جاءت ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كتبت مقالا بعنوان: «هل خسرت إيران استراتيجية الردع؟» قلت فيه إن المانع الرئيسي لعدم شن نتنياهو هجوما على المنشآت النووية الإيرانية هو الخشية من إمكانية الردع الإيرانية؛ فالصواريخ البالستية الإيرانية، والتي كانت إيران تعلن عن تطويرها بشكل دائم، وباحتفاء كبير منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، لم تستخدم إلا على نطاق ضيق، وقد ظلت إمكانياتها وقدراتها التدميرية الحقيقية غير معروفة، أما الطائرات المسيرة الإيرانية شاهد 131، وشاهد 136 الانتحارية ذات الاستخدام الواحد، والمسيرة مهاجر- 6 متعددة المهام، التي أثبتت نجاعتها في الحرب الروسية الأوكرانية، وفي هجمات أخرى للحوثيين والميليشيات العراقية، فإنها لم تختبر في سياق مواجهات طويلة المدى، وضد دفاعات جوية متقدمة (ولم تثبت نجاحها في هذه المواجهة أيضا). لكن إسقاط الغالبية العظمى من الصواريخ والطائرات التي استخدمت في تلك الضربة، ونجاح منظومة الدفاع الجوي الثلاثية (القبة الحديدية ومقلاع داؤد والسهم) جعلني أكتب حينها تغريدة قلت فيها: اعتمدت إيران، دائما، على استراتيجية ردع عبر صواريخها البالستية ومسيّراتها، وكان هذا وحده ما دفع أمريكا للضغط على إسرائيل لعدم استهداف البرنامج النووي الإيراني، ومنع الولايات المتحدة من التورط ولو بمواجهة محدودة مع إيران. كل هذا انتهى اليوم، فلم تتمكن الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى أهدافها، وواضح أن المسافة الطويلة قد أبطلت فاعلية مسيّراتها (تحدث الجيش الإسرائيلي عن إسقاط 99٪، في حين قالت صحيفة معاويف عن إسقاط 84٪) ولم يعد بالنهاية لدى إيران ردع مقابل الردع! وأن هذا الفشل سيدفع إسرائيل لاستغلال اللحظة لضربة مضادة، لاختبار ما تبقى من إمكانيات الردع الإيرانية. وبالفعل تحقق ذلك في تشرين الأول عندما قامت إسرائيل بالرد على الضربة الإيرانية التي سميت «الوعد الصادق 2»؛ فالضربة الإيرانية والتي شملت 400 صاروخ مختلف، وفقا للمصادر الإيرانية، تمكنت من الوصول إلى بعض الأهداف، لكنها أهداف محدودة التأثير على المستوى الاستراتيجي، وقد كشف رد الفعل الإسرائيلي عن مشكلة حقيقية في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية. فوفقا للبيان الذي أصدره الجيش الإسرائيلي، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منشآت لإنتاج الصواريخ (صرح نتنياهو أن إسرائيل ضربت قدرة إيران على إنتاج الصواريخ بقوة) ومنظومات صواريخ أرض ـ جو، دون أن تتمكن إيران من إسقاط أي طائرة. وتحدثت أنباء لاحقة عن تدمير كامل للدفاعات الجوية الإيرانية، تحديدا بطاريات إس ـ 300 الروسية (تدمير ثلاث بطاريات، في حين تم تدمير بطارية رابعة في هجوم نيسان). لهذا يجب قراءة الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية، وأهداف أخرى، يوم 13 حزيران وفق هذا السياق؛ فبعد أن خسرت إيران دور حزب الله كقاعدة أمامية، وبعد زلزال سوريا، وقبول الميليشيات الشيعية في العراق بالأمر الواقع المفروض أمريكيا، وفشل الحوثيين في أن يشكلوا تهديدا استراتيجيا لإسرائيل، رغم ضرباتهم الموجعة، لم يعد أمام إيران إلا أن تواجه إسرائيل بشكل مباشر بعيدا عن وكلائها. وكان من الواضح أن إيران فشلت في قراءة المتغيرات العميقة التي تكرست في العقيدة الإسرائيلية بعد طوفان الأقصى، وهي القبول بالخسائر في الأرواح لأهداف استراتيجية، وأن مجرد وجود خطر سقوط قتلى إسرائيليين لم يعد حاسما في صياغة القرار السياسي والعسكري (بدأت هذا مع توجيه حنبعل في العام 1986 والذي استخدم بشكل واسع في 7 تشرين الأول). والهيمنة الجوية التي تحققت في الهجوم الأخير، كانت نتيجة مباشرة لانعدام دفاع جوي فعال قادر على مواجهة طائرات إف-15 وإف-16 وإف-35، فضلا عن انعدام طيران حربي قادر على مواجهة هذه الطائرات، وليس معروفا أين ذهبت طائرات سوخوي Su-35SE التي اشترتها إيران من روسيا والتي لم تظهر مطلقا (تملك إيران بضع طائرات شبه حديثة من طراز سوخوي24 وميغ29 الروسية، وطائرات ميراج إف 1 الفرنسية وهي طائرات سبق للعراق أن نقلها إلى إيران وفق اتفاق رسمي لمنع تدميرها في حرب تحرير الكويت، لكن إيران احتفظت بها ورفضت إعادتها للعراق). لكن المفاجأة كانت في تمكن إسرائيل من استهداف قيادات عسكرية كبيرة، وعلماء نوويين، وأجرت عمليات من داخل إيران نفسها، وهو ما كشف عن اختراق استخباري غير مفهوم، شبيه بالاختراق الذي تعرض له حزب الله. والمفاجأة الأكبر هو استمرار هذه الاغتيالات وهذه العمليات حتى بعد أن انكشف الأمر، وهو ما يؤكد استمرار الاختراق! وبعيدا عن سردية الخداع الاستراتيجي الذي تعرضت له إيران، ودور الولايات المتحدة في ذلك، يبقى من غير المفهوم كيف أن الرد الإيراني لا يزال غير متناسب إلى حد بعيد مع الضربات التي تعرضت لها، فعدد الصواريخ والمسيرات التي استخدمت إلى حد هذه اللحظة محدود جدا، كما أن تأثيرها ما زال محدودا ولم يشكل تهديدا جديا على المستوى الاستراتيجي، خاصة وأن عدد الصواريخ التي تمكنت من الإفلات من منظومة الدفاع الإسرائيلية وتحقيق أهدافها قليلة نسبيا. أما فيما يتعلق بالمنشآت النووية، فإن إسرائيل تدرك تماما أنها لا تمتلك القدرة على استهداف منشأة فوردو بشكل مؤثر، وأن قدرتها على تدمير منشأة نطنز هي موضع شك أيضا، وهذا يعني أن هدف إسرائيل المعلن لتدمير البرنامج النووي الإيراني، بشكل نهائي، يبقى غير قابل للتحقق دون تدخل أمريكي مباشر، وهو ما يشي وجود خطة إسرائيلية ــ أمريكية مسبقة لتوزيع الأدوار، وأن الخطة كانت تتضمن التدخل الأمريكي المباشر لإكمال المهمة بشكل عسكري (قصف مباشر) أو بشكل سياسي (استثمار الهجوم الإسرائيلي لإجبار إيران على التوقيع على شروط إذعان وهو ما يبدو مستبعدا) وهذا ما يفسر جزئيا الموقف الأمريكي المراوغ، والذي حوله ترامب شخصيا الى أحجيات استخدم فيها لغة مهينة ومستفزة! وإذا ما تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر وقصفت منشأة فوردو، وربما نطنز أيضا، ما هو سيناريو اللحظة التالية؟ إذ من المستبعد تماما أن تستسلم إيران كما يعتقد ترامب، وبعيدا عن ردها المتوقع على هكذا هجوم أمريكي، وحدوده، أو المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة في مواجهتها مع إيران بعد ذلك، خاصة إذا اقتنع ترامب بخرافة إسقاط النظام. والأسئلة الجوهرية هنا: كيف ستنتهي الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ ومن سيقرر هذه النهاية؟ وماذا إذا قررت إيران الاستمرار في حرب استنزاف مع إسرائيل حتى لو أعلنت الأخيرة انتهاء المهمة وأوقفت هجماتها؟ وهل إسرائيل وحدها من لا تتحمل هكذا حرب استنزاف، أم أن إيران أيضا لا تتحملها؟ وهل يمكن لحرب استنزاف، إن حدثت، أن تكون ورقة ضغط إيرانية، قد تكون الوحيدة، في أي مفاوضات قادمة مع الأمريكيين؟ السابق هل الإيرانيون مهتمون بالذهاب للبيت الأبيض لاستئناف المفاوضات؟ التالي أسامة المسلّم… القراءة باتجاه آخر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store