logo
#

أحدث الأخبار مع #دارالساقي

"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة
"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة

الدستور

timeمنذ 19 ساعات

  • ترفيه
  • الدستور

"خريطة تحترق" للشاعر السوري جعفر العلوني.. قصائد عن ذات عربية مأزومة

عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء صدر حديثاً عن دار الساقي في بيروت ديوان "خريطة تحترق" للشاعر والمترجم السوري جعفر العلوني، المقيم في إسبانيا، وهو عمل شعري ينتقل بين الأساليب والتقنيات والموضوعات، مقدِّماً صورة بانورامية لذات عربية مأزومة تعيش في عالم يلتهب النص الافتتاحي "صديق الموت"، يضع العلوني قارئه في مواجهة مباشرة مع فكرة العبور من الحياة إلى الحافة، حيث لا مكان للانتماء إلا في القصيدة، ولا زمن إلا ما تصنعه اللغة. يقول: "أعيشُ حياةً لا تستطيع الحياةُ أن تحيا فيها... وحدهُ الشعرُ كشفَ خطواته." القصيدة هنا ليست تعبيراً فحسب، بل وسيلة إنقاذ، ومخرجاً للطوارئ. ويتّخذ العلوني من التنقّل والهجرة رمزاً للتشظّي، ومن الرحلة مجازاً للتعبير عن الذات العربية المشتّتة، التي لا تسكن إلا الخرائط أو القصائد. يقول: "رجل المسافات جاءَ متعباً من كثرة الموت على كتفه / جاء متعباً من ثقل الحياة في صدره / ها أنا، رجل المسافات، أعود من حيث لا عودة / لا وقت له، لا مكان، لا قلب، ولا دم." في القسم الثاني من الديوان، "توقعات الأبراج للإنسان العربي"، يدخل العلوني تجربة هجائية كونية ذات طابع رمزي، حيث يتحوّل كل برج من الأبراج الفلكية إلى استعارة كاشفة عن البنية السياسية والاجتماعية للعالم العربي. هنا لا نجد قراءة في الطالع بقدر ما نقرأ واقعاً مفتّتاً: برج الحمل يتحوّل إلى ذبيحة أبدية على موائد الحكام، والثور يُستدرج إلى حلبة صراع لا تنتهي، بينما تتعطّل أعضاء برج الجوزاء كأن الشلل أصاب الأمة كلها، والعذراء تعيش على هامش جسدها كرمز لأنوثة مكبوتة أو مهدورة. هذه النصوص ليست ساخرة بقدر ما هي مرآة دامية تعكس الواقع العربي المأساوي، وقد اختار الشاعر تقديمها في شكل فني غير مباشر، يستعير فيه لغة التنجيم ليمارس فعلاً نقدياً صارخاً. أما القسم الثالث، "هكذا أروي حياتي لنفسي"، فيقدّم نمطاً مغايراً في البناء والتوجّه. فيه ينكسر الزمن كما يكسره الطاغية، فلا تتبع القصائد ترتيباً كرونولوجياً أو سردياً، بل تتناثر على هيئة شذرات تشبه النصوص اليومية، والاعترافات، والمونولوجات الداخلية. وهذه ليست مجرّد تجزئة شكلية، بل تعبير عميق عن تفكك الذات نفسها، وعن العيش في منفى وجودي دائم، حتى داخل اللغة الأم. يُلفت في نصوص الكتاب حضور أنثوي طيفي، لا يتجسّد في صورة امرأة، بل كصوت داخلي، أو احتمال للحياة. هذا الحضور الأنثوي يتكرّر، يتلوّن، ويتنقّل من دور إلى آخر: تارةً يظهر في صورة هاجس، وتارةً أخرى في شكل سؤال. وفي أحيان كثيرة، يتجسّد في صورة امرأة لا تُمسك، لكنها تفرض نفسها كآخر خفي في رحلة السقوط والصعود معاً. في القسم الأخير، "تحولات آلية"، يبلغ الديوان ذروة التجريب اللغوي والمضموني. هنا نقرأ قصائد ميتاشعرية تمزج بين اللغة الشعرية والمفاهيم التقنية، لتعيد طرح سؤال الإنسان في زمن ما بعد الحداثة. الجسد يتفكك، الحواس تتحوّل إلى إشارات كهربائية، والحب يختبر حدوده في عالم رقمي. تتحول الحبيبة إلى واجهة إلكترونية، ويغدو الشاعر ذاته شيفرة. في هذا السياق، لا يعود السؤال: "من نحن؟" بل: "هل لا نزال بشراً، أم أننا أصبحنا نسخاً رقمية؟" يمثل هذا القسم تأملاً شعرياً فيما يمكن تسميته "مصير الكائن" حين ينفصل عن طبيعته العضوية ويصبح جزءاً من آلة أكبر. ويُذكر أن جعفر العلوني شاعر ومترجم سوري مقيم في إسبانيا. من ترجماته إلى العربية: "الجمالية في الفكر الأندلسي" (2024)، "شاعر من تشيلي" (2022)، و"تجريد الفن من النزعة الإنسانية" (2013). من ترجماته إلى الإسبانية: "ديوان الشاعرات العربيات المعاصرات" (2017)، "أول الجسد آخر البحر" (2021)، "بين الثابت والمتحوّل" (2023)، و"أدونياد" (2023).

إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"
إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • Independent عربية

إيمانويل تود يعيد قراءة المشهد العالمي في "هزيمة الغرب"

في فبراير (شباط) عام 2022 ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شاشات العالم أجمع ليعلن دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، معللاً ذلك بقوله إن "التمدد المستمر في البنى التحتية لحلف شمالي الأطلسي والتهيئة العسكرية لأرض أوكرانيا مرفوضان بالنسبة إلينا، لا نريد أن تفاجأ روسيا كما في صيف عام 1941، فجاء تحركنا دفاعاً عن النفس". ولم تُدَر هذه الحرب كما كان متوقعاً لها، إذ تكشفت عن مفاجآت كثيرة بالنسبة إلى روسيا أو الغرب لأنها حرب حقيقية بين دولتين في أوروبا التي حسبت نفسها هاجعة إلى سلام دائم، وهي كذلك شكلت مجابهة بين الولايات المتحدة وروسيا عبر الأوكرانيين. وكأن من المفاجئ صمود أوكرانيا العسكري التي وجدت في الحرب مبرراً لوجودها المهدد، لكن المفاجأة الكبرى كانت صمود الاقتصاد الروسي، فإن الغرب راهن على انهيار روسيا وتركيعها بعقوبات اقتصادية كبيرة واستبعاد مصارفها من منظومة "سويفت"، لكن الروس عرفوا كيف يتكيفون مع هذه العقوبات بمرونة تقنية واقتصادية واجتماعية. ومن المفاجئ أيضاً دخول المملكة المتحدة في الحرب على روسيا وتزويدها أوكرانيا بدبابات ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى، بينما أعلنت الولايات المتحدة، القوة العظمى في العالم عن عجزها عن توفير أية أسلحة لأوكرانيا. أما المفاجأة الأكبر والأكثر إرباكاً للغرب، فتمثلت في عزلته الأيديولوجية واستمرار مساندة الصين للروس، فضلاً عن حسبان العالم الإسلامي بأسره روسيا شريكاً أكثر من أنها خصم، وهذه الوقائع التي انجلت عنها الحرب تؤكد هزيمة الغرب برأي إيمانويل تود في كتابه "هزيمة الغرب"، ترجمة محمود مروة عن دار الساقي 2025، فهذه الهزيمة كما يقول المؤلف "يقينية لأن الغرب يتدمر ذاتياً، أكثر من كون روسيا تهاجمه، فليست روسيا هي ما يعرض توازن الكوكب للخطر" بل إنها "أزمة غربية وبصورة خاصة أميركية". وهذا ما توقعه أيضاً أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة شيكاغو جون ميرشايمر الذي رأى أن روسيا ستكسب الحرب لأن أوكرانيا مسألة وجودية لها، في حين أنها ليست كذلك للولايات المتحدة. ويتفق تود مع ميرشايمر في أن تصرف حلف شمالي الأطلسي ليس سوى انعدام عقلانية ومسؤولية، في وقت تتزعم الغرب إمبراطورية تخلو من مركز ومشروع، توجهها مجموعة تفتقر إلى ثقافة مركزية بالمعنى الأنثروبولوجي، في وقت تبقى قائمة فيها آلة دولتية عسكرية عملاقة، مما يطرح في نظر المؤلف سؤالاً مركزياً، لماذا استخف الغربيون بخصمهم الروسي إلى هذا الحد في وقت لم يكُن هناك شيء مخفي من أوراقه الرابحة؟ وفي ظل مجتمع استخباراتي يضم 100 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها، كيف أمكن التصور أن قطع نظام "سويفت" وفرض عقوبات سيرديان ببلد يمتد على 17 مليون كيلومتر مربع ويتوافر على الموارد الطبيعية الممكنة كافة ويستعد جهاراً منذ عام 2014 لمواجهة عقوبات كهذه؟ وإذا كانت صلابة روسيا شكلت واحدة من مفاجآت الحرب، فإن الأرقام والإحصاءات تؤكد قوة روسيا وارتقاءها خلال عهد بوتين على الضد مما يدعيه الإعلام الغربي، فبين عامي 2000 و2017 انخفض بصورة كبيرة معدل الوفيات الناجمة عن تناول الكحول، وتراجعت معدلات الانتحار وجرائم القتل ووفيات الرضع، كما تدنت معدلات البطالة، وتحقق الاكتفاء الذاتي غذائياً، وصارت روسيا واحدة من أكبر مصدري المنتجات الزراعية في العالم، بحيث تضاعفت صادرات الأغذية الروسية ثلاث مرات. ومن المدهش حفاظ روسيا على مكانتها كثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، وأكبر مصدر لمحطات الطاقة النووية، وقد يكون مثال إنتاج القمح أشد إعجاباً، إذ إن روسيا أنتجت عام 2012، 37 مليون طن من القمح، ثم 80 مليون طن عام 2022. وعلى صعيد التعليم العالي بلغت نسبة الملتحقين بدراسة الهندسة 23.4 في المئة عام 2020 في روسيا، مقابل 18.5 في اليابان و24.2 في ألمانيا و14.1 في فرنسا، وعلى رغم تفاوت عدد السكان، تصل روسيا إلى تكوين مهندسين أكثر بكثير من الولايات المتحدة. ويعوّل المؤلف على الطبقات الوسطى في التغيير، فهي الجاذبة لاهتمام علماء الاجتماع والسياسيين، ومن دونها يتعذر قيام مجتمع مستقر وديمقراطي وليبرالي، فالعامل الذي أطلق سقوط المنظومة الشيوعية لم يكُن الشلل الاقتصادي، بل ظهور طبقة وسطى حظيت بتعليم عالٍ، العامل الوحيد في نجاح الديمقراطية الليبرالية أو إخفاقها؟ فهل يمكننا أن نتصور بمعقولية أن الطبقات الوسطى الروسية ستطيح يوماً ما بنظام بوتين السلطوي؟ يحلم الغربيون بطبقات وسطى ذات تأثير مزدوج، فيكون من شأنها إسقاط بوتين بعدما أسقطت الشيوعية، وهذا الأمل ليس عبثياً تماماً، فأكثر المعارضين بحدة لبوتين في المدن الكبرى هم من الطبقات التي تتمتع بتعليم عالٍ حقاً، وهي الطبقات التي دعمت بوريس يلتسين مسقط الاتحاد السوفياتي، بيد أن ثمة ما يميز الطبقات الوسطى الروسية عن نظيرتها الغربية، وهو أحد العوامل التي تفسر صلابة روسيا في مواجهة الغرب. وما مكّنها من الحفاظ على سيادتها، قدرتها التلقائية على منع نمو فردانية مطلقة وتمسكها بالانتماء "الجماعي"، مما يكفي لكي يحيا المثل الأعلى لأمة متراصة على رغم تمركز الثروة والمداخيل، إذ نال الواحد في المئة الأعلى في روسيا 24 في المئة من المداخيل عام 2021 مقابل 19 في المئة في الولايات المتحدة و19 في المئة في فرنسا، وهكذا تبقى منظومة بوتين ثابتة لأنها نتاج التاريخ الروسي، وحلم الغرب بانتفاضة ضده لا يعدو كونه حلماً. إلا أن روسيا كذلك تعاني ضعفاً رئيساً هو الخصوبة المنخفضة، ودخلت في طور انكماش للسكان الذكور الذين يمكن تعبئتهم بنسبة 40 في المئة، ولذلك ليست أولوية الروس في الاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي، بل في خسارة العدد الأدنى من الرجال. ويعرف الروس أنهم لم يعودوا بوزن حلف الأطلسي الذي بلغ عدد سكانه 887 مليون عام 2023، فيما لن يتجاوز عدد سكان روسيا 143 مليوناً عام 2030، من هنا كان تحديد الجيش الروسي عقيدة عسكرية جديدة تأخذ في الحسبان الفاقة في الرجال وتجيز توجيه ضربات نووية تكتيكية إذا ما كانت الأمة والدولة الروسيتان مهددتين، وأدرك الأميركيون مشكلة روسيا الديموغرافية وأفرطوا في الاعتماد على التحليل الديموغرافي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) توقع الروس استسلام أوكرانيا أو انهيارها السريع لاعتبارهم إياها دولة فاشلة انخفض عدد سكانها بين عامي 1991 و2021 من 52 مليون نسمة إلى 41 مليوناً، وهي ذات تركيبة عرقية لغوية معقدة، ومع أنها عدت في الاتحاد السوفياتي واحدة من مناطق التنمية الأكثر حداثة، لم تنجح في تطوير دولة خاصة بها أي دولة أمة، إلا أن الروس كما الغرب فوجئوا بصمود أوكرانيا. ووجدت أوروبا نفسها منتظمة في حرب تتعارض مع مصالحها ومدمرة ذاتياً، بينما يتحدث الأوروبيون منذ 30 عاماً عن اتحاد أوروبي في طريقه ليكون قوة مستقلة، وفي حين أن روسيا لا تشكل أي تهديد لأوروبا، بل تسعى إلى إقامة شراكة اقتصادية معها. وخصص المؤلف حيزاً واسعاً من كتابه للولايات المتحدة التي هي القوة العسكرية الأولى في العالم، ولكنها لا تملك القدرة على السيطرة المباشرة على كل شيء، وتواجه الآن أخطاراً كثيرة، فاعتمادها الاقتصادي على بقية العالم صار هائلاً ومجتمعها يتفكك، والإشكال الحقيقي الذي يواجهه العالم اليوم ليس في إرادة القوة الروسية المحدودة جداً، بل في انحطاط مركز القوة الأميركي وهو بلا حدود. وإزاء تفتت المجتمع الأوكراني واستقرار المجتمع الروسي ونهاية الحلم الأوروبي بالاستقلال وانحراف مسار الدول الاسكندنافية، نقترب من موطن الأزمة العالمية، أي الثقب الأسود الأميركي، فمنذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة دخل العالم الأنغلو- أميركي في حال انعدام جاذبية. ومنذ ذلك الحين، بتنا نشاهد ونضطر إلى تفسير قرارات استراتيجية خالية من المنطق، فعام 2023 رفضت الولايات المتحدة التصويت لمصلحة قرار "هدنة إنسانية" في غزة اقترحه الأردن، وصوتت عليه 120 دولة فيما رفضته 14 دولة، وجاء التصويت الأميركي ضد الهدنة عدمياً، رافضاً للأخلاق المشتركة للإنسانية، مما يعني في الوقت نفسه أن الولايات قررت معاداة العالم المسلم بصورة فورية ودائمة، أما حلف شمالي الأطلسي فهو بصدد خسارة الحرب الصناعية بعدما تبين أنه عاجز عن إنتاج الذخائر والصواريخ بكميات كافية. في خلاصة استنتاجاته، يرى المؤلف أنه إذا أردنا توقع الخيارات الاستراتيجية لأميركا، فعلينا التخلي على وجه السرعة عن بديهية العقلانية، ذلك أن الحال السوسيولوجية لأميركا تحول دون أي تنبؤ متعقل بالقرارات الأخيرة التي سيتخذها قادتها، لكن العدمية تجعل كل شيء على الإطلاق، ممكناً. ونرى ختاماً أن الكتاب يخلخل كثيراً من التصورات، ويعيد النظر في كثير من المسلمات، كما يضيء على الخلفيات التاريخية والاقتصادية والديموغرافية للاستراتيجيات السياسية الراهنة، كاشفاً في العمق عن جذور الصراع الذي بات يهدد المصير الإنساني، ولذلك فإنه يشكل إضافة جدية إلى الفكر السياسي في العالم العربي.

ثقافة : صدر حديثا.. صناعة الوحوش كيف يجرد البشر من إنسانيتهم؟
ثقافة : صدر حديثا.. صناعة الوحوش كيف يجرد البشر من إنسانيتهم؟

نافذة على العالم

timeمنذ 6 أيام

  • نافذة على العالم

ثقافة : صدر حديثا.. صناعة الوحوش كيف يجرد البشر من إنسانيتهم؟

الاثنين 19 مايو 2025 01:30 مساءً نافذة على العالم - صدر حديثًا عن دار الساقي طبعة عربية من كتاب صناعة الوحوش كيف يجرّد البشر من إنسانيتهم للكاتب ديفيد ل. سميث وترجمة: سلمى الحافي ويعتمد الكاتب في رؤيته على حوادث حقيقية وأحداث وقعت في بلدان مختلفة حول العالم ومن ذلك قصص من أفريقيا وبالتحديد من رواندا حيث يعود بالزمن إلى الحرب الأهلية التى جرت هناك وبشهادة واحد من القبائل المتصارعة والذي قال: «لم أكن أقبل أنّهم بشر. أرى طفلاً يبتسم لي ومع ذلك أقتله» هكذا شرحَ رجلٌ من قبيلة الهوتو ما شعر به عندما ذبحَ شخصاً من قبيلة التوتسي في رواندا عامَ 1994. هذه التصريحات صادمة، ومع ذلك نعترف بها ونسمع أصداءَها في الروايات عن الإبادات الجماعية والمجازر عبر التاريخ. فكيف يمكن لبعض الناس الاعتقاد بأن أعداءهم وحوش وبالتالي يسهل قتلهم؟ يقدّم ديفيد سميث قراءةً مؤثّرةً في الجذور الفلسفية والنفسية للتجريد من الإنسانية، ويستكشف معناه وكيف ولماذا نمارسه. ويؤكد الكاتب عبر صفحات كتابه أن التجريد من الإنسانية متجذّر بعمقٍ في نفوسنا. ولأنّنا جميعاً بشر، نحن عرضة للتلاعب من قبل أولئك الذين يتاجرون في سياسات الشيطنة والعنف. ديفيد ل. سميث متخصّص في فلسفة فرويد وأستاذ الفلسفة في جامعة University of New England وقد صدر له سبعة كتب بالإضافة إلى عدد من المقالات والأبحاث الأكاديمية.

الموجة النسوية الثالثة كما تتجلى في 4 روايات
الموجة النسوية الثالثة كما تتجلى في 4 روايات

Independent عربية

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

الموجة النسوية الثالثة كما تتجلى في 4 روايات

اعتمدت هالة كمال في كتابها "رواية الموجة النسوية الثالثة: دراسة مقارنة" (سلسلة كتابات نقدية – الهيئة العامة لقصور الثقافة – القاهرة)، في تناول الروايات الأربع، الصادرة بين عامي 2005 و2012 على ما لاحظته من اشتراكها في طرح القضايا ذاتها التي نادت بها الموجة النسوية الثالثة وسعت إلى تحقيقها. وهذه الموجة تشكلت في الفترة من 1991 إلى 1995، وبدأت باعتبارها رد فعل عنيف على ما اختبرته النسوية في عام 1980 حين أعلنت وسائل الإعلام في الغرب وفاة النسوية، وأن حركة النساء في عامي 1960 و1970 حققت أهدافها، ومن ثم لم تعد هناك حاجة للنسوية وتميزت هذه الموجة. وأهم القضايا التي طرحتها تلك الموجة هي قضية الأخذ بمفهوم الجنوسة gender باعتباره نسقاً اجتماعياً بديلاً للجنس الثنائي الذي يقسم الأفراد إلى رجال ونساء. وكذلك قضية "معايير الجمال"، لجهة الانحياز إلى حق كل سيدة في اختيار طريقتها الخاصة فيما يتعلق بجسدها ومظهرها الخارجي. وقضية "درء الخرافات حول المرأة"، من قبيل أنّ لا غنى للمرأة عن الزواج، أو أن من الأفضل لها ألا تزاحم الرجال في سوق العمل، فالزواج من وجهة نظرهن ليس بوابة عبور إلى حياة يقدمها لهن الأزواج، وينطبق ذلك على "تينا" في رواية "أوقف الساعة" 2012، و"سيليا" في رواية "بداية" 2009، و"سارة" في رواية "نون" 2007، و"ميشيل" في رواية "بنات الرياض" 2005. وهناك أيضاً قضية "الرابطة الأخواتية بين النساء"، وتعني دعم النساء لبعضهن البعض، "مع التركيز على أهمية الفرد وعدم إلغاء هويته داخل المجموع، وعدم النظر للنساء باعتبارهن ضحايا يجب أن يتحدن للدفاع عن أنفسهن، ولكن باعتبارهن قادرات على تحقيق الإنجازات" ص 14. فردية المرأة رواية "سحر الموجي" (نيل وفرات) يتشابه موقف سحر الموجي في تركيزها على فردية المرأة في رواية "نون" مع موقف إلسون ميرسر في رواية "أوقف الساعة"، حيث انفصلت "لوسي" عن زوجها "آدم" في نهاية الفصل الأول من الرواية؛ لتبدأ من جديد البحث عن ذاتها. ولم تبدأ علاقة أخرى إلا عندما شارفت الرواية على الانتهاء، حيث يدفعها اعتزازها بفرديتها إلى التروي والتردد في تقديم الرفيق الجديد إلى ابنتها حتى يستطيع زيارتها في المنزل. بينما ركَّزت رجاء الصانع على معاناة الفتيات وتصوير الظلم الواقع عليهن، وجاء تحررهن من ظلم الرجال وقرارهن بالاعتماد على أنفسهن في نهاية الرواية. وفيما اعتمدت سحر الموجي الحذف الصريح والحذف الضمني للقفز على أمور مسكوت عنها وللانتقال من زمن إلى آخر، جاء إيقاع السرد سريعاً في رواية "بنات الرياض"، ومن ثم اعتمدت الكاتبة على تقنيتي التلخيص والحذف لتزيد من سرعة الإيقاع، مع مراعاة الناحية الدلالية لذلك الحذف. ومن جانبها استخدمت أليسون ميرسر تقنية الحذف في مستهل روايتها لإسقاط عشر سنوات بين الافتتاحية المعنونة بـ "ليلة رأس السنة 1999"، والفصل الأول المعنون بـ "ربيع 2009 مقاطعة سبرينج"؛ لرصد التطورات الحياتية لشخصيات الحكاية ولتسريع وتيرة السرد وإيضاح المدة المنقضية بعد أحداث كبرى أثَّرت في مسار السرد. في حين قلَّ استخدام جولي كورتني سوليفان لتقنية الحذف واقتصر استخدامها لها في بعض العبارات مثل "في اليوم التالي"، أو "في الصباح". الاحتدام الدرامي رواية رجاء الصانع (دار الساقي) ويتميز "المشهد" في رواية "نون" بتزامن الحدث والنص، حيث نرى – تقول هالة كمال - الشخصيات وهي تتحرك وتفكر وتحلم، فهو يمثل الانتقال من عمومية السرد إلى الخصوصية الدرامية. وفي رواية "بنات الرياض" نجد أن "المَشاهد" احتلت مساحة كبيرة من السرد، حتى إن هناك فصلين كاملين لا تستعين فيهما الكاتبة سوى بالحوار ولكن مع الحرص على استخدام الجمل الخبرية القصيرة واللغة السهلة، التي تتناسب مع الشكل الرسائلي للرواية. وفي رواية "أوقف الساعة" تنوعت المشاهد الحوارية بين الطول والقصر وجاءت في معظم المواقف لتبرز الاحتدام الدرامي بين الشخصيات. وفي رواية "بداية" أساءت الساردة توظيف تقنية المشهد؛ إذ اعتمدت عليه بكثرة مع عدم الموازنة بينها وبين تقنية الملخص، مما أدى إلى بطء إيقاع السرد وخلق شعورا بالملل لدى القارئ. وعاجت الباحثة في الفصل الثالث اللغة والجندر، ولاحظت تركيز الكاتبات في الروايات الأربع على التجارب الأنثوية الخاصة بطبيعتهن الجسدية المختلفة عن الرجال ومن ذلك تجربة الحمل والأمومة. وبالنسبة إلى الألفاظ المستخدمة في وصف العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، استخدمت سحر الموجي لغة مجازية أكثر جرأة من لغة رجاء الصانع، بينما استخدمت كل من أليسون ميرسر وجولي سوليفان لغة واقعية تعنى بالتفاصيل الحسية، لنقل تلك التجربة. تقنية المونولوغ وفي السياق ذاته لاحظت هالة كمال، أستاذة الأدب الإنجليزي ودراسات الجندر المساعدة، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، كلية الآداب، جامعة القاهرة، أن الروائيات الأربع استفدن استفادة واضحة من إمكانيات تقنية المونولوغ فطرحنها نصياً بقصد الكشف عن العالم الداخلي والأسرار المكنونة للذات المأزومة والوقوف على مكبوتاتها ورغباتها. وسعت سحر الموجي ورجاء الصانع إلى التجديد في تقنية المونولوغ للتعبير عن الحالات الوجدانية التي يعيشها أبطال النصوص. ووظَّفت أليسون ميرسر المونولوغ المرْوي؛ لتقدم لنا ما تفعله الشخصية في العالم الخارجي وما تقوله في عالمها الداخلي من خلال ضمير الغائب. ومن جانبها استخدمت جولي سوليفان المونولوغ الطويل في استبطان الساردة دواخل الشخصيات النسائية في الحكاية وإطلاع القارئ على ما يفكرن ويشعرن به. ولاحظت هالة كمال كذلك أن الكاتبات الأربع؛ "عمدن إلى عدم غلق حبكة النص؛ فجاءت نهايات النصوص مفتوحة، وكأنها تجعل من النص حواراً أبدياً" ص 250. وقدمت لغة الحوار المطروحة باللهجة العامية في روايتي "نون" و"بنات الرياض" النبرة الخاصة للشخصية المصرية والسعودية، والحس المميز لوعيها بالحياة عن طريق اللغة. واختلف طرح موضوع اللهجة أو الحوار بالعامية في الروايتين الأميركية والانجليزية، حيث اكتفت الكاتبتان باستخدام الكلمات العاميةslang بدلاً من استخدام اللهجات الخاصة Dialect التي ذاع استخدامها في الروايات الإنجليزية والأميركية في القرن التاسع عشر، مع المذهب الواقعي في الأدب. النزعة الغنائية ولاحظت هالة كمال أن رواية "بنات الرياض" حملت أكبر عدد من الاقتباسات الشعرية من دواوين الشعراء الرجال، مثل نزار قباني وفاروق جويدة، فيما اقتبست سحر الموجي من كاتبات من مختلف العصور والحقب الزمنية. وأضفت الاقتباسات الشعرية والغنائية في ثنايا النص في رواية "نون" قدراً من الغنائية، بالمقارنة مع رواية بنات الرياض" حيث وظفت رجاء الصانع هذه التقنية مع إحدى شخوص الحكاية فحسب، وهي "سديم"، بينما استخدمتها سحر الموجي لاستبطان مشاعر جميع أبطال رواية "نون"، ومن ثم جاءت الاقتباسات معبرة عن حالات وجدانية أكثر تنوعا واختلافاً. ونجد - تقول هالة كمال – أن هذا النزوع نحو الغنائية يكاد يكون مقتصراً على النصين العربيين؛ "إذ لم يرد لدى جولي سوليفان سوى استشهاد شعري واحد، وقدمت ميرسر الاقتباس الشعري خارج المتن السردي باعتباره إحدى عتبات النص" ص 186. وتفاوت طرح الكاتبات لثقافة الاستهلاك، بينما كان التركيز على الهوية الأنثوية من خلال احتفاء المرأة بجسدها ومظهرها ملمحاً نسوياً مشتركاً في النصوص موضع الدراسة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولاحظت هالة كمال أن سحر الموجي وظَّفت المنظور الأيديولوجي النسوي في اختيار الساردة "حتحور" والسماح لها بالهيمنة على بنية السرد. وظهر صوت الساردة واضحاً في روايتي "نون" و"بنات الرياض" حيث تمتعت الروايتان بـ "الوعي الذاتي" في مخاطبة القراء، بخلاف الراوية في "أوقف الساعة" و"بداية"؛ إذ بدا أسلوبهما أقرب إلى صيغة كاتب المذكرات أو اليوميات الذي يخاطب نفسه. ما بعد العلمانية جاءت الدراسة في أربعة فصول، أولها جاء تحت عنوان "الزمان السردي: مفارقة الأزمنة"، والثاني "المكان السردي: مفارقة المجتمعات"، والثالث "اللغة والجندر"، والرابع "مستويات المنظور الروائي". وفي المقدمة حرصت هالة كمال على توضيح أن اقتصار الدراسة على أربعة نماذج روائية، يعكس إيمانها بأنه كلما ضاقت رقعة النماذج كلما أمكن استيعاب الأبعاد والأعماق المختلفة للنصوص ووفائها حقها من الاستقصاء التحليلي. وفي الخاتمة لاحظت تشابهاً بين الأيديولوجيا السائدة لدى أفراد طبقة "صفوة المعرفة" في المجتمعات المختلفة، من حيث الموقف الساخط على الحداثة، والميل إلى تأييد الفكر التحرري اليساري للنظام الاستراكي! وكشفت الدراسة عن اهتمام الكاتبات الأربع بما عرف بـ "نسوية ما بعد العلمانية"، التي تهتم بالجانب الروحاني، الذي ظهر في رواية "نون" من خلال حضور الساردة "حتحور" وعلاقتها المتماهية مع الشخصيات. وفي رواية "بنات الرياض" ظهر الدين الإسلامي بوصفه المنبع الروحاني الذي تستمد منه بطلات الحكاية الدعم في أزماتهن. أما في روايتي "أوقف الساعة" و"بداية"، فكانت "الرابطة الأخواتية"؛ "هي الملمح الروحاني الوحيادة العلمانية في المجتمعات الغربية، مما يجعل منها الرابط الأقدر على التوحيد بين النساء على اختلاف عقائدهن وثقافاتهن" ص 421.

هزيمة أم تراجع
هزيمة أم تراجع

السوسنة

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • السوسنة

هزيمة أم تراجع

أوائل القرن الماضي صدر كتاب من جزأين للمفكر أُوزوَلد شبينغلر بعنوان «تراجع الغرب» أثار جدلاً واسعاً طيلة عقود. وقبل وفاته بأشهر، صدر للكاتب والمفكر الفرنسي إيمانويل تود كتاباً اختار له عنوان «هزيمة الغرب» (دار الساقي) كأنه استكمال أو حسم للكتاب الأول.لا يُخفي تود، الذي توفي بعد صدور كتابه بقليل، موقفه النقدي من الحضارة الغربية وما آلت إليه. وهو لا يُخفي أيضاً إعجابَه بالتجربة الروسية، وما أدّاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدولة الكبرى، في مقابل التراجع الذي سجله الغرب. حتى في النزاع الروسي - الأوكراني يُحمّل تود أوكرانيا المسؤوليةَ الكبرى، وليس موسكو، ويُبدي إعجاباً شديداً بصمود الكرملين، مع أن موسكو لا تزال تخوض حرباً قاسية في مواجهة الغرب وحليفته أوكرانيا.يرسم تود هذه اللوحة الإعجابية بالروس استناداً إلى أرقام لا تقبل الشك.بين عامي 2000 و2017؛ المرحلة الرئيسية في إرساء الاستقرار خلال عهد بوتين، انخفض معدل الوفيات الناجمة عن الكحوليات في البلاد من 25.6 لكل مائة ألف نسمة إلى 8.4، ومعدّل الانتحار من 39.1 إلى 13.8، ومعّدل جرائم القتل من 28.2 إلى 6.2. هذا يعني، بالأرقام الإجمالية، أن الوفيات الناجمة عن الكحوليات قد انخفضت من 37 ألفاً و214 حالة سنوياً إلى 12 ألفاً و276 حالة، وكذلك حالات الانتحار من 56 ألفاً و934 إلى 20 ألفاً و278، والقتل من 41 ألفاً و90 جريمة إلى 9 آلاف و48. هو بلد عاش هذا الارتقاء خلال وقت يُقال لنا فيه إنه في «هبوط مديد إلى الجحيم».بحلول عام 2020، انخفض معدّل جرائم القتل بصورة أكبر، فبلغ 4.7 لكل 100 ألف نسمة، أي أقل 6 مرّات مما كان عليه عندما تولّى بوتين السلطة. أما معدّل الانتحار فانخفض في عام 2021 إلى 10.7، أي أقل بـ3.6 مرة.وبشأن المعدّل السنوي لوفيات الرضّع، فقد تراجع من 19 لكل ألف «طفل وُلدوا أحياء» في عام 2000، إلى 4.4 في عام 2020، أي إنه أخفضُ من المعدّل الأميركي البالغ 5.4 (وفق «اليونيسف»). لكن بقدر ما يتعلّق هذا المؤشر الأخير بِأَوْهَنِ أفراد المجتمع، تأتي أهميته، خصوصاً في تقييم الحالة العامة لهذا المجتمع.يشدد تود أيضاً على انخفاض مُعَدَّلَيْ الوفيات والبطالة في روسيا، وارتفاع مستوى المعيشة، وعلى أن روسيا عثرت على مكانة لها في التقدم الاقتصادي، وحققت نجاحاً مذهلاً في مجال الزراعة، فهي لم تحقق الاكتفاء الذاتي فقط؛ بل أصبحت من أكبر مصدّري المنتجات الزراعية في العالم. إضافة إلى ذلك كله، حافظت على مكانتها بصفتها ثانيَ أكبر مصدّر للأسلحة في العالم. ولم يَقلّ نجاحها في حقل الإنترنت، الذي هو جوهر الحداثة... واللائحة تطول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store