أحدث الأخبار مع #دارالفارابي


ليبانون 24
منذ 4 أيام
- ترفيه
- ليبانون 24
اليوم الثاني لمعرض بيروت للكتاب الـ66... زحمة زوار وندوات عن الذكاء الإصطناعي
تميّز اليوم الثاني من فعليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 66 بالكثير من الندوات وحفلات تواقيع الكتب، إلى جانب النشاط الترفيهي الخاص بالأطفال، وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1000 طالب من 25 مدرسة ومعهد وجامعة من مناطق مختلفة من بيروت والجنوب وجبل لبنان والشمال، إضافة إلى زحمة من الزوار. رواد نهضويون من طرابلس نظم النادي الثقافي العربي ندوة عن إصدار "رواد نهضويون من طرابلس"، شارك فيها كل من مصطفى حلوة وجمانة الشهال وأدارها الكاتب والناشر سليمان بختي،حيث تناول المتحدثون سِيَر عدد من الأعلام الطرابلسيين الذين أسهموا في النهضة الفكرية والثقافية والاجتماعية، وكان لهم أثرٌ واضح في صناعة الوعي الوطني والعربي من طرابلس إلى سائر المدن اللبنانية. استعرضت الندوة محطات بارزة من حياة هؤلاء الرواد، وسلطت الضوء على مساهماتهم في ميادين الصحافة والتعليم والنضال الاجتماعي، وسط حضور نوعي من المهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي للمدينة، وعدد من الباحثين والإعلاميين، كما وشكّلت الندوة فرصة لاستعادة الذاكرة الجماعية في مكانة طرابلس كمنارة فكرية في لبنان والعالم العربي، وما قدّمه أبناؤها من إنتاج معرفي وإنساني يُستحق إعادة قراءته في الحاضر. الذكاء الاصطناعي والتربية نظم "النادي الثقافي العربي"، ومكتب اليونسكو في بيروت ندوة عن إصدار "الذكاء الاصطناعي والتربية"، شارك فيها كل من ميسون شهاب والنائب سليم الصايغ وهيام اسحق، وناقشت الندوة "الذكاء الاصطناعي في التعليم في المنطقة العربية: بين الحوكمة، التعلم الرقمي، ورؤية الشباب". واختُتمت الندوة بمداخلات شبابية أكّدت ضرورة إشراك الجيل الجديد في صياغة السياسات التعليمية المستقبلية، مع توافق عام على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن المعلم، بل شريك في بناء تعليم أكثر عدالة وابتكارًا. أمسية شعرية نظم "النادي الثقافي العربي"، ومعهد العالم العربي في باريس أمسية شعرية أحياها الشاعر العراقي شوقي عبد الأمير الذي قدم ديوانه الجديد "أحجار تفضح الصمت". أدار الأمسية الشاعر اللبناني محمود وهبة ، الذي استعرض مسيرة عبد الأمير الشعرية، متحدثًا عن لغته وأسلوبه الذي يجمع بين المرارة العراقية واليوميات الصعبة، ما يضفي على قصائده طابعًا من الغرابة والحيرة. نظم "دار الفارابي" ندوة عن كتاب "همس الرحيل" للمؤلفة غنوة الدقدوقي، شارك فيها كل من الكاتبة هدى عيد، سالم المعوش، الشاعر نبيل الحاج، الشاعر يوسف لحود والفنان نبيل سعد. أدار الندوة يقظان التقي، الذي بدأ كلمته بتعريف الشعر كجوهر ونص مفتوح مع نبذة عن غنوة الدقدوقي الذي وصفها بالمرأة القوية المخضرمة. الكاتبة عيد أكدت قوة النساء مستعينة بجملة "وان دمروني بانفجار وغارة سأصنع من اشلائي سندا وقوة"، ومن ثم قرأت قصيدة "انا بيروت". وكانت كلمة للنائب بهية الحريري ، شكرت خلالها كل من حضر هذه الندوة وساعد في كتاب همس الرحيل. الدكتورة الدقدوقي استعانت ببيت شعر لمحمود درويش "فوقفت على ناصية الحلم أحارب". حتى ينجو الوطن نظم مركز الامام موسى الصدر ندوة بعنوان "حتى ينجوالوطن"، أدارها نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري وشارك فيها كل من المونسينيور عبدو أبو كسم وطلال عتريسي. أفتتحت الندوة بكلمة ترحيب لنجل الإمام السيد صدر الدين الصدر قال فيها: "نجتمع اليوم في ندوة حتى ينجو الوطن)، وهي مبادرة استوحاها زميلاتي وزملائي في مراكز الأبحاث ضمن مشروع "في ذاكرة الوطن)، وفاءً لذاك الاعتصام التاريخي الذي مضى عليه أكثر من خمسين عامًا.هذه الندوة تمثّل منطلقًا حيويًا لاستكشاف كيف يمكن للذاكرة أن تلهم حلولًا مبتكرة، وترسم ملامح الغد الذي نطمح إليه"... الأب أبو كسم عرف الإمام المغيّب موسى الصدر، بخطابه التوحيدي، وسعيه الدائم إلى الحوار والمصالحة بين الطوائف، التي اعتبرها نعمة، في حين رأى أن الطائفية نقمة، وبخاصة في زمنٍ كانت البلاد تتجه فيه إلى الحرب والانقسام. وأشار إلى أن الإمام "خاض تجربة فكرية وسياسية إصلاحية مبكرة في لبنان، ما زالت آثارها حاضرة في الخطاب الوطني. لو كان بيننا اليوم، لما كنا نناقش مسائل كالمناصفة في بلدية بيروت، لأنه كان يؤمن بالعدالة الشاملة والمواطنة. واجه الإقطاع السياسي، وقدم نموذجًا جديدًا يجمع بين الدين والحياة، ورفض الانخراط في الصراع المسلح. ومن أبرز مبادراته في المصالحة الوطنية، أسس خطاب الوحدة اللبنانية، مؤكدًا أن التعدد الطائفي ليس خطرًا، وإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969، وجعله مقرًا للطائفة ومنبرًا للحوار الوطني، وتأسيس هيئة نصرة الجنوب، وضمّها شخصيات من كل الطوائف، كالمطران خريش والمفتين والزعماء السياسيين، بهدف التصدي للعدوان الإسرائيلي والحفاظ على وحدة الصف،وقيادة مبادرات إصلاحية واضحة، ورفض للانجرار إلى الحرب، وتأسيس حركة أمل، أفواج المقاومة اللبنانية، كحركة وطنية لا طائفية، وتعزيز كرامة الإنسان والدعوة إلى الدولة المدنية، وإعتبار أن لبنان بلد متعدد الطوائف ويجب أن يكون نموذجًا للشرق والغرب في الوحدة ضمن التنوع". الدكتور طلال عتريسي رأى أن الحديث عن الإمام الصدر "ليس مجرد استذكار لذكراه، بل هو ضرورة ملحّة لفهم واقعنا اللبناني الراهن. خلال الحرب الأهلية، كان الإمام يسلك طريقًا مختلفًا، فكرّس الرفض للانجرار إلى العنف، وكانت مبادراته تستند إلى رؤية فكرية شاملة، لا إلى مصالح سياسية".


الجزيرة
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في العناوين
دمشق – يجلس رضوان بشير سراقبي أمام مكتبة ودار الفردوس للنشر التي يمتلكها في حي الحلبوني في دمشق، ويستهل حديثه للجزيرة نت بتوضيح تاريخ الدار التي أُسست عام 1920، ويصف علاقة النظام الأسدي المخلوع بمهنة بيع الكتب ونشرها بأنها خصومة شديدة، استمرت لأكثر من 50 عاما بين حكم الأب والابن، شكل فيها النظام السابق جدارا يفصل السوريين عن العلم وأهل العلم. يتحدث الرجل السبعيني عن نشأته في المكتبة منذ عام 1965، وما ناله العلماء والناشرون من سطوة النظام، فيكفي أن يتوفر كتاب ممنوع لتنهال عليهم طلبات مراجعة الأفرع الأمنية، يستطرد أن بعض هذه العناوين كانت موجودة في المكتبة الوطنية (الأسد سابقا) غير أن تداولها كان ممنوعا. ولدى سؤاله عن أسباب المنع، يجيب سراقبي بأنها غامضة وغير واضحة، ويذكر على سبيل المثال كتب الروائي الفلسطيني أدهم الشرقاوي، التي منعت من دون إيضاحات، مما أضرّ أصحاب المكتبات بسحب نحو 30 عنوانا للكاتب، قبل عودتها إلى الرفوف بعد سقوط النظام. سوق الحلبوني.. وجهة لطلبة الجامعة يجاور الحي الدمشقي كليات الحقوق والشريعة والفنون الجميلة في جامعة دمشق، وتنتشر المكتبات على امتداده، بعضها تختص بالكتب الدينية، وأخرى بالقواميس، بينما معظم المكتبات تنوع تخصصاتها، وقد أسهم تراجع الوضع الاقتصادي باعتماد بعض المكتبات على العمل ببيع القرطاسية ولوازم الدراسة الجامعية. خلال جولة الجزيرة نت في الحي، صادفنا طلبة يبحثون عن روايات مترجمة وكتب دينية، يعلق أبو راتب (28 عاما) -الذي يعمل في دار الفارابي للنشر- أن هناك زيادة في حركة السوق، ويقدر انخفاض الأسعار بنحو 30% أسوة بمعظم الأسعار التي هبطت، أما زيادة العناوين في السوق، فلا يعتبرها كبيرة، إذ اقتصرت على عودة الكتب الممنوعة للتداول، وغالبها من أدب السجون. في إحدى المكتبات المختصة بالدراسات الإسلامية، يتحدث عامل المكتبة -الذي فضل عدم ذكر اسمه- عن أن هناك طلبا يزداد على الكتب الدينية، وقد كان ذِكر بعض أسماء العلماء محظورا في السابق، بيد أن المكتبة لم توفر بعض العناوين حتى الآن، إذ تسعى لنشر مؤلفات علماء بلاد الشام باختلاف توجهاتهم ومذاهبهم. ولا يقتصر بيع الكتب في الحلبوني على المكتبات، حيث تحضر بسطات الكتب المستعملة والجديدة على الأرصفة. التقت الجزيرة نت فادي الإمام الذي يدير عمله على رصيف في المنطقة، ويوضح الشاب الثلاثيني أن توفر الكتب يعني انخفاض سعرها، وهذه هي الحال بالنسبة للكتب الدينية والسياسية، وعن شريحة الزبائن الأساسية، يؤكد الإمام أنهم من طلبة الجامعة. وكانت العاصمة قد شهدت إزالة بعض بسطات الكتب في مناطق متباينة، بينما يوضح الشاب أن بسطته تمتلك ترخيصا من وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف، ولم تتعرض لأي إشكالية تتعلق بإشغال الرصيف. مبادرات شبابية وأنشطة ثقافيّة يتمدد النشاط الثقافي في دمشق بعيدا عن المكتبات والهيئات الثقافية الرسمية، وشهدت المقاهي انتعاشا كبيرا، وبات مقهى الروضة الذي يتوسط شارع العابد محطة أساسية عند الحديث عن النشاطات الثقافية والحقوقية في العاصمة السورية، وقد نظمت دار نينوى حفلا لتوقيع وإشهار رواية "السماق المر" للكاتبة حسيبة عبد الرحمن في مقهى الروضة الثلاثاء الماضي. شهد حفل التوقيع حضورا كبيرا، ملأ صالة المقهى، وغلب عليه أهل السياسة من المعارضين التاريخيين لنظام الأسد، فالكاتبة كانت من معتقلات الرأي في سوريا، وسبق لها النشر في نوع أدب السجون ضمن روايتها "الشرنقة"، التي تتحدث عن ظروف اعتقالها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وصرحت حسيبة عبد الرحمن للوكالة السورية للأنباء "سانا" بأن توقيع الرواية علنا أشبه بحلم لا تستطيع تصديقه، ويعكس هذا التصريح الفضاء الجديد للحياة الثقافية السورية، لا سيما في العاصمة. كذلك يشكل البيع عبر شبكات التواصل الاجتماعي جزءا كبيرا من تداول الكتب في سوريا، وتحظى مجموعات التبادل والشراء بمتابعة كبيرة. وعن تجربته في هذا المجال، يتحدث الكاتب والمحرر الفلسطيني السوري يوسف شرقاوي للجزيرة نت: "أعتقد أن طموح بعض التجارب التي نشأت في بيع الكتب كان يطال أن تتحول إلى بديل لمكتبات مثل نوبل وأطلس والزهراء والعائلة وإيتانا واليقظة"، وتعد هذه من المكتبات الأثيرة في سوريا وأغلقت أبوابها تباعا خلال السنوات الماضية. ويقسّم شرقاوي تاريخ بيع الكتب في سوريا إلى مؤسسي -أي المكتبة النظامية ذات المكان الثابت- وخروج عن المؤسسة، على حد تعبيره. ويصنف الخروج عن المؤسسة ببسطات الكتب التي أوجدت لنفسها مكانا في الشارع، ثم يقارب البيع الأونلاين كخروج عن الخروج، وهي آلية حديثة العهد، فرضها الواقع وانعدام الأمكنة، حسب تفسيره. عن تجربته الشخصية، يقول المحرر لدى دار ممدوح عدوان للنشر: "بدأت بائعا ثم أسست مع الصديق فادي حداد مشروع بيع الكتب (كتاب اطلبني) عن طريق موقع فيسبوك. ويضيف أن الطموح كان تحول المشروع إلى مكتبة، لكن العقبات كانت أكبر، بقي المشروع أونلاين مع جهد هائل، غير أن حسناته تتمثل في عرض أكبر قدر من الكتب في مكان واحد، عائم وغير ملموس، لكنه يمكّن شريحة واسعة من الوصول إليه، ويختتم بقوله اكتشفنا أنه كما حرر الفقر المسرح حسب تعبير خوسيه كوينتيرو، فيمكنه أن يحرر المكتبة بوصفها نظاما أيضا".


Independent عربية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- Independent عربية
إلياس لحود الشاعر المتمرد المنفتح على الطرافة التعبيرية
غداة رحيل الشاعر الياس لحود، التقت "اندبندنت عربية" الباحث والأكاديمي والشاعر اللبناني ديزيريه سقال الذي أولى عناية خاصة بتجربة لحود، وكتب عنه دراسات عدة، فتحدث عن علاقته بالشاعر، وعن تجربته وأبعاده الشعرية ومنعرجات القصيدة الحديثة وظاهرة شعراء الجنوب وشجون أخرى عدة. يتحدث سقال عن الخصائص التي دفعته إلى الاهتمام بتجربته الشعرية. يفتتح حديثه قائلاً: "بدأت علاقتي بإلياس لحود عام 1971، حين كنت في الصف الخامس التكميلي، فقد درسنا اللغة العربية في مدرسة "الليسيه اللبنانية" بعد وفاة مدرس اللغة العربية الذي كان قبله. كان أثره فينا منذ الوهلة الأولى كبيراً، وأذكر أن الطلاب آنذاك كان أكثرهم يتقن العربية، وكنت أنا من بينهم قد تعلمت العروض على نفسي، وبدأت أنظم الشعر 'على الوزن والقافية'، كما يقولون. كنت أقرأ كثيراً الشعر القديم، وأقرأ تفسيراته لأتمكن من فهم مفرداته العويصة. الجزء الأول من أعماله الشعرية (دار الفارابي) مع إلياس تغير الأمر، فقد شرح لنا أول ما شرح قصيدة 'أنشودة المطر' للسياب. كان هذا أول احتكاك لي آنذاك بالشعر الحديث. هذه القصيدة ذهلتني بلغتها وطريقة تعبيرها ورؤياها، هنا بدأ التحول. وكان إلياس قد اكتشف فيَّ سريعاً شاعرية اعتبرها آنذاك موهبة واضحة، فلازمته وصرت أقرأ له مما أكتب، فنصحني بهجر الطريقة القديمة وبكتابة القصيدة الحديثة لأنها تحررني من عبء الشكل التقليدي المفروض، وتوسع قدرتي على التعبير، بالتفعيلة طبعاً، هكذا بدأت رحلتي مع القصيدة الحديثة بسببه. وما إن عرفت أن أستاذي شاعر حتى رحت أتابع أعماله، فقرأت ديوانيه الأولين اللذين كان أصدرهما آنذاك، ثم دعاني إلى حضور أمسية شعرية يلقي فيها الشعر هو والشاعر الراحل محمد علي شمس الدين في أحد نوادي شارع محمد الحوت، فألقى فيها قصائد من ديوانه الذي كان سيصدر بعد وقت قليل، أي 'فكاهيات بلباس الميدان'. كانت نصوصه آنذاك مذهلة، وأثرت في الحاضرين، وجعلتني أعيد النظر في ما أعرفه، على قلته في ذاك الوقت، عن الشعر والقصيدة، لهذا السبب وجدت في تجربة إلياس، منذ ذلك الحين، تجربة مميزة، لا تشبه تجارب الشعراء الآخرين، ولا سيما في العالم العربي، شدتني إليها، وصوتاً شعرياً يغرد مختلفاً عن الأصوات الأخرى". شعرية النضال والقضايا ننتقل معه إلى السؤال عن كيفية إدراج إلياس لحود في سياق الجيل الذي انتمى إليه وهو جيل شعراء الجنوب، علماً أنه كان مخضرماً فيجيب: "يمكن أن نعتبر بدايات إلياس لحود مع شعراء الستينيات، لأن ديوانه الأول 'على دروب الخريف' صدر عام 1962، وبعده ديوان 'والسد بنيناه' (1967). الديوان الأول كان ديوان حداثة عمره، لأنه أصدره وهو في العشرين، وكان قد أنجز كتابة قصائده قبل هذا بما لا يقل عن سنتين أو ثلاث، كما قال لي، وبعضها كتبه في الـ15 من عمره. الديوان ذو طابع رومنطيقي بصورة عامة، لكن "والسد بنيناه" كان ينقل فيه توجهه السياسي، وهو كتب، كما أعرف، وحمل عنوانه بتأثير من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. في هذا الديوان الثاني يظهر توجهه الوطني العربي. بعد هذا، في بداية السبعينيات بدأ نجم شعراء الجنوب يتصاعد، وإلياس لحود من بينهم، وكان هؤلاء يمثلون تياراً خاصاً في الشعر اللبناني خصوصاً، والشعر العربي عموماً، ولهم موضوعهم المحوري. هذه المرحلة كانت بداية مرحلة النضال من أجل القضية الفلسطينية". في أمسية شعرية (دار كتابات) ويضيف شارحاً أسباب توسع هذا التيار المقترن بقضايا الجنوب اللبناني والنضال فيقول: "توسع هذا التيار مع المرحلة الأولى من الحرب اللبنانية التي انفجرت عام 1975، وظل أثره قوياً حتى أوائل التسعينيات، وله شعراؤه المرموقون، إلى جانب إلياس لحود، أمثال شوقي بزيع وجودت فخر الدين ومحمد علي شمس الدين ومحمد العبدالله، وسواهم، وقد أصدر عدد من هؤلاء ديواناً فيه قصيدة لكل منهم، يحمل العنوان 'وكل الجهات الجنوب'". ويعقب: "لكن إلياس وسع دائرة شعره لتشمل الإنسان العربي واللبناني والهموم التي تعصف بالوطن، وظل الجنوب في قلبه وانعكس دائماً في شعره. واللافت أن ظهور إلياس لحود الشعري واكب جيل الحداثة التي آمن بها ومؤسسيها، وكان على علاقة بمعظمهم. وعلى هذا يمكن اعتبار هذا الشاعر من آخر الرعيل الأول من جيل الحداثة المؤسس، لأن الجيل الأول يكبره بين 10 و15 عاماً، ومنهم يوسف الخال (ولد عام 1917) وأدونيس (ولد عام 1930)، والبياتي (ولد عام 1926)، والسياب (ولد عام 1926)، وصلاح عبدالصبور (ولد عام 1931)، وسواهم". أما عن الخصائص التي ميزت شعره وجعلته مختلفاً فيفسر: "تميز شعر إلياس لحود بانسيابية خاصة وتركيز على الصورة التي من خلالها تتجلى الفكرة، فالفكر لا يكون ظاهراً في نصه، بل نشعر به كأنه رذاذ، هنا وهناك، ليكون معبراً لا مصرحاً، كذلك فإنه كان يكره التقليد، لأنه يرى فيه تكراراً كثيراً للأصول، وإلياس كان، بطبعه، يكره الإطناب والرجوع إلى الماضي"، ويردف قائلاً: "أذكر أنه كان يقول لي: لا تكترث لما يقولون لك، واكتب كما تريد. وبالفعل كان هو يقوم بهذا من غير أن يقع في محظور التقليد، وفي كل ما يكتبه كان جديداً ومتجدداً. على هذا جاء شعره متحرراً من معظم القيود التي يمكن أن يُتحرر منها، وجاءت الكلمة في قصيدته لا تشبه كلمة أي شاعر آخر. وقد بدأ هذا التوجه عنده يتجلى منذ ديوانه الثالث 'فكاهيات بلباس الميدان' إذ تظهر نقلة نوعية في التعبير عنده، تطورت أكثر فأكثر في دواوينه اللاحقة. هذا التمرد هو أول ما يميز شعر لحود". سوريالية عربية الشاعر واأكاديمي ديزيريه سقال الباحث في شعر لحود (دار كتابات) بعد ذلك ندخل أكثر من تفاصيل شعرية لحود لنحاول تحديد مكانته لو كان سوريالياً بطابع عربي ولبناني فيقول: "كان إلياس لحود، في معظم شعره يحمل شيئاً كبيراً من السوريالية، من غير أن يكون ملتزماً بها. وهذه السوريالية تظهر، أكثر ما تظهر في دواوينه 'فكاهيات بلباس الميدان'، ثم 'ركاميات الصديق توما وأغاني زهران'، ثم 'المشاهد'، و'شمس لبقية السهرة'. ومع ديوان 'الإناء والراهبة' بدأت نزعة جديدة تتجلى في شعره، إلى جانب بقايا السوريالية، فيها جدية أكثر، وتحول عن الفكاهة الدرامية التي طبعت قصائده ودواوينه السوريالية، ولا سيما 'الفكاهيات'". ويضيف مؤكداً في هذا المجال: "غير أن سوريالية هذا الشاعر لا تشبه سوريالية الغربيين التي تخرب بقوة، وتجعلك تضيع في ما سموه 'الكتابة الآلية'، حتى السورياليون الغربيون راحوا يبتعدون عن هذه الطريقة، وكانت ظهرت بفعل التأثر بنظريات اللاوعي التي أرساها في الشعر أندريه بريتون، فقد أراد أن تعبر القصيدة عن مكنونات اللاوعي، فعندما تكتب يجب ألا تفكر، بل تدون أول ما يخطر في فكرك وليس من الضروري أن يكون فيه سياق، فاللاوعي يشكل له سياقه الخاص. إلياس لحود لم يتبن هذه الطريقة، بل كانت له سورياليته الخاصة، إذا صح التعبير، التي تمرد من خلالها على الموروث، وعبر عن كوامن نفسه". مع حديثه عن السوريالية يخطر لنا أن نستفسر عن تلك الظاهرة المتواترة في شعر لحود التي تبدو كأنها طرافة تسخر من العالم فيجيبنا: "إلياس لحود، بطبعه، طريف، وميال إلى الغرابة. والطرافة التي تظهر من خلال السخرية في شعره عموماً، وفي دواوينه 'فكاهيات بلباس الميدان' و'ركاميات الصديق توما' خصوصاً، محاولة لكسر الواقع بجعله مضحكاً لإفقاده أهميته. لكنها فكاهة مأسوية بامتياز، بمعنى أنها تشبه المرحلة القصوى التي تتداخل فيها المشاعر لقوة الإحساس، وقوة الفاجعة، فيبكي فيها الإنسان لفرحة ويضحك لألمه. هذا يمثل أعلى ما يمكن أن يصل إليه الشعور الإنساني". مسارات الكتابة المتعددة رسمة للشاعر لحود (مؤسسة العويس) بعد هذا نذهب لسؤاله عن ظاهرة التنويع في الشعر، وبخاصة في تجربة الراحل إذ تنوعت بين الفصيح والعامي ونستفسر عن قراءته هذا التنويع في الأسلوب فيؤكد: "إلياس شاعر، والشعر شعر سواء كان باللهجة العامية أم باللغة الفصيحة. وشعر إلياس العامي لا يختلف، في جوهره، عن شعره الفصيح كثيراً، حتى بناء القصيدة عنده يكاد يتشابه، بل حتى لغته لا تختلف كثيراً، إضافة إلى هذا تجد طابع السخرية في قصائده باللهجة العامية". نعرج بعد ذلك إلى السؤال عن أبرز المفاصل التي يمكن أن يهبها لقارئ إلياس لحود، أو المفاتيح التي تعين على هذه القراءة فيقول: "إذا أردت الدخول إلى شعر إلياس لحود يجب أن تبدأ بنسيان البلاغة التقليدية التي يستحيل من خلالها أن تلج قصيدته، ومثلها اللغة الأنيقة. مفتاح قصيدة هذا الشاعر هو البساطة، ويجب أن نفهم وظيفتها هنا، فهو يستمد من الواقع صوره ولغته، ويذيبها لتصير شعراً في قلب القصيدة. كذلك يجب أن تستعد للصدمة في نصه، فالجملة كثيراً ما لا تقودك عنده إلى ما تتوقع، والتعبير يفتح لك أبواباً لتعبيرات كثيرة مختلفة غابت عنك. يجب أن تترك كل ما هو رسمي لتدخل إلى نصه، وأن تبحث عن مفاتيح المعنى من خلال رذاذ الصور والحالات التي يخلقها في النص، فهو لا يقودك إلى معنى ثابت، راسخ، بل إلى إمكانات متعددة، لك أن تتلمس فيها ما تريد، بحسب ثقافتك. ومهما بدت الفكرة بسيطة، فمن الممكن أن تحوي على دلالة عميقة لن تتجلى لك إلا إذا ربطتها بلوحة المشاعر العامة التي تتوزع على أنحاء النص". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويستطرد موضحاً: "أعطيك مثالاً على هذا. في ديوان 'مراثي بازوليني' نفهم أن بازوليني الذي يحمل الديوان اسمه هو مخرج كبير، له أفلام ذات طابع درامي. وبازوليني هنا هو 'ماهر' في القصيدة، قد دعاه أصحابه بهذا الاسم، كما يقول الشاعر. 'ماهر' مناضل جنوبي يواجه زحف الأعداء. وهذه الدرامية هي التي أوحت إلى إلياس بدرامية بازوليني، لكن 'ماهراً' هذا، في الواقع، قصته هي التي يمكن من خلالها أن نفهم القصائد، ولا سيما 'المرثية الثانية'. كان هذا الشخص تلميذاً معنا في المدرسة، في صفنا، اسمه 'ماهر فاعور'، استشهد في الجنوب في شهر آب، وتبلغ إلياس بهذا الأمر، وتأثر كثيراً به، وصودف أن أمطرت السماء في شهر آب. وقد ظهر هذا في كلامه على المطر في 'المرثية الثانية'. هكذا تذوب الفكرة في شعر إلياس لتصير قصيدة، ولكنها لا تغيب. تتكسر، وتتناثر، من غير أن تغيب. هذا هو المفتاح الأساس للدخول إلى شعر إلياس لحود". نختم معه لنقول بأن لحود بدأ الكتابة بالعامية والفصحى قبل أن ينتقل إلى القصيدة الحرة و"قصيدة النثر"، ليصبح أحد المؤسسين الفعليين للحداثة الشعرية في لبنان، فنطلب منه توضيحاً حول قراءة هذا التنويع وما أثره الوظيفي والدلالي والأسلوبي في تجربة الشاعر فيبين لنا أن: "مرد هذا التنويع هو نضج الشاعر الشعري. ففي ديوانه الأول كان إلياس لا يزال يافعاً، ومتمكناً من الشعر التقليدي، ولكنه لم يلبث أن تحول نحو القصيدة المفعلة (الحرة: قصيدة التفعيلة) والتزمها، من غير أن يفقد مهارته في القصيدة التقليدية، فالشاعر الأصيل يبقى متمكناً من الأنواع الشعرية، لكن التجربة تواكب تطور الإنسان، وتتطور في قصيدته. وهذا ما حدث مع إلياس، كما يحدث مع معظم الشعراء. لكل قصيدة توجهها ووجهها المميز، فالقصيدة المفعلة لها رونقها، والقصيدة الخالية من الوزن (وأنا لا أحب تسمية "قصيدة النثر" لأنها ترجمة سيئة عن الفرنسية، والمقصود بها القصيدة التي لا تستعمل الوزن) لها رونق أيضاً، ولكن بشرط أن يتمكن الشاعر من أن يولد فيها توازيات إيقاعية تكون بديلاً من الوزن، وتستوعب الصورة والتجربة وتناسبهما". ويختم قائلاً: "لقد تطورت تجربة إلياس لحود مع الوقت، ونمت، وأفادت من المعطيات النظرية التي اطلع عليها، ولا ننسى أنه كان صاحب مجلة 'كتابات معاصرة' التي كانت تعد من أهم المجلات الفكرية العربية وتنشر أحدث الدراسات، إلى جانب القصائد، وأنا واحد من هيئة التحرير فيها. لقد أفاد إلياس مما اطلع عليه من تنظير شعري، ولكنه ظل أكبر منه، لأنه ظل يثمن نفسه في الكتابة، ويبقى هو أكبر من التنظير".


صحيفة الخليج
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- صحيفة الخليج
رحيل الياس لحود رائد الحداثة الشعرية اللبنانية
توفي يوم أمس السبت الشاعر اللبناني إلياس لحود في العاصمة الفرنسية باريس، بعد مسيرة شعرية امتدت لأكثر من سبعة عقود، ولحود من رواد الحداثة الشعرية خاصة في لبنان، كتب قصيدة النثر والشعر العامي، فهو دمج بين الفصيحة والعامية بأسلوب شعري فريد، وكانت قصائده في المحكية لا تقل أثراً عن قصائده الفصيحة خاصة الحرة والنثرية، حيث راوح في موضوعاته بين البعد الشخصي والسياسي، والوجداني والوطني. ولد لحود، في بلدة مرجعيون بجنوب لبنان عام 1942، وبدأت علاقته المبكرة بالكلمة حين كتب أولى قصائده باللغة الفرنسية وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، قبل أن يتحول إلى الكتابة بالفصحى والعامية اللبنانية، ويستقر في القصيدة الحرة وقصيدة النثر، التي كان من أوائل من أسس لها في السياق اللبناني المعاصر. ساهم لحود في تأسيس مجلتي «الفكر العربي» و«الفكر العربي المعاصر»، قبل أن يطلق عام 1988 مجلته الخاصة «كتابات معاصرة»، والتي شكلت منبراً مهماً لأصوات ما بعد الحداثة في الشعر والفكر العربيين. صدر ديوانه الأول «على دروب الخريف» عام 1962، وهو في العشرين من عمره، وتميز بنزعة رومانسية شفافة، قبل أن تتبلور تجربته في مراحل لاحقة عبر أعمال مثل «السدّ بنيناه»، «ركاميات الصديق توما»، «مراثي بازوليني»، و«قصائد باريس». وقد تم جمع أعماله الشعرية الكاملة في 4 مجلدات عن دار الفارابي عام 2012، ما رسّخ مكانته في المشهد الأدبي اللبناني والعربي. نال لحود عدة جوائز تقديرية أبرزها: جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها ال 17 بين (2020 – 2021)، عن فئة الشعر، وهي من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي، عرف عن الراحل انحيازه لقضايا الإنسان العربي، وخصوصاً القضية الفلسطينية، وقضية الجنوب اللبناني، كما ارتبط اسمه بجماعة «شعراء الجنوب»، إلى جانب أسماء مثل جوزيف حرب، وحبيب صادق، حيث شكلوا معاً صوتاً جديداً خرج من الجنوب ليكتب بلغة مختلفة عن الحب والوطن والانكسار. برحيله، تفقد الساحة الشعرية العربية أحد أبنائها المبرزين، حيث عرف عنه وفاؤه للقصيدة، ودفاعه عن حرية الكلمة، وهذا برز واضحاً في شعريته المتجددة عميقة الأثر في المشهد الإبداعي اللبناني والعربي. أصدر الراحل العديد من الدواوين الشعرية منها: على دروب الخريف، السد بنيناه، فكاهيات بلباس الميداني، ركاميات الصديق توما، شمس لبقية السهرة، الإناء والراهبة، مراثي بازوليني، سيناريو الأرجوان، قصائد باريس، وغيرها الكثير.


صيدا أون لاين
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- صيدا أون لاين
بهية الحريري تسلمت من مروان القطب كتابه "الوجيز في القانون الإداري العام" ومن غنوة دقدوقي ديوانها الجديد "همس الرحيل"
استقبلت رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري في دارة مجدليون ، الدكتور مروان محيي الدين القطب الذي أهداها كتابه " الوجيز في القانون الإداري العام " الصادر عن "منشورات الحلبي الحقوقية" ، ويتناول فيه القواعد القانونية التي تنظّم عمل الإدارة العامة في لبنان، مستندًا إلى ما راكمها من خبرة في هذا المجال على مدى خمسة عشر عاماً من العمل في وزارة المالية اللبنانية، إلى تجربته الأكاديمية والإدارية في إدارة كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية. وقد سعى المؤلف إلى الربط بين الإطارين النظري والعملي، فجاء الكتاب جامعًا بين العمق القانوني والرؤية الواقعية، مصوغًا بعين الخبير الملمّ بتفاصيل الأداء الإداري وتحدياته. كما استقبلت الحريري الدكتورة غنوة دقدوقي التي قدمت لها ديوانها الشعري الجديد " همس الرحيل " الصادر عن دار الفارابي . ودونت دودقي في صدر الكتاب إهداءً خاصاً للحريري جاء فيه: الى المرأة القدوة التي علمتني أن العطاء لا يتربط بمكان او مركز لكنه أسلوب حياة وهدف ننال به رضى رب العالمين. نشهد أنك على عهد الرئيس الشهيد وحملت الأمانة دون كلل" .