logo
#

أحدث الأخبار مع #داراليازوري

دلالة العنوان في مجموعة «انكسارات على حبات المسبحة» لناريمان أبو إسماعيل
دلالة العنوان في مجموعة «انكسارات على حبات المسبحة» لناريمان أبو إسماعيل

الدستور

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

دلالة العنوان في مجموعة «انكسارات على حبات المسبحة» لناريمان أبو إسماعيل

هاني علي الهندييعد العنوان ركناً أساساً من أركان العمل الأدبي فهو عتبة النص وبوابته الرئيسية للولوج إلى عمق النص، ومن خلاله يفهم القارئ النص ويغريه بالتأمل، فهو المفتاح الذي من خلاله يتم فتح المنافذ الموصلة إلى الحقيقة التي يختبئ خلفها النص القصصي، ولأهميته خُصص له علم خاص يسمى علم العنونة، تناوله النقاد مثل: جرار جينيت، وليو هوك، وكلود دودشي وجون كوهين وغيرهم في أبحاثهم ودراساتهم.فالعنوان صورة مكثفة أمام المتلقي تخبره عما تريد أن تقوله الأحداث عبر إشارات وقرائن لتضع القارئ أمام تجربة تفاعلية مع النص الأدبي، ففهم العنوان يكشف الغموض إذا كان فيه بعض الغموض.ما بين أيدينا مجموعة قصصية تحمل عنوان (انكسارات على حبات المسبحة) للقاصة ناريمان أبو إسماعيل الصادرة عن دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، نحاول في هذه الدراسة الوقوف على جماليات ودلالة العنوان.غلاف المجموعة القصصية:تلعب لوحة الغلاف دورا كبيرا وأساسيا في تشكيل العلاقة بين النص والمتلقِّي فهو يحمل رؤية لغوية ودلالة بصرية تمكِّنه من إثارة المتلقِّي وإغرائه، ومن خلال القراءة البصرية لهذه اللوحة نجد إنها تشكلت من خمسة عناصر هي: خلفية اللوحة والعنوان ومسبحة طويلة و يد يبدو عليها التعب والإرهاق تحمل المسبحة، وصورة صاحب اليد يلبس ثوبا صحراوي اللون لا تظهر معالم وجهه.طغى اللون الأسود على خلفية اللوحة، واللون الأسود يحمل عدة دلالات منها؛ لغموض، والتمرد، والتحدي وغيرها، فهل ناريمان تعلن التمرد والتحدي لهذه الانكسارات؟ فتقول: «كنت سعيدة بالقفز، والتوازن الذي كنت أحققه، بعد ترنحي». ص69كما تقول: «تلك النقطة قررت أن تتمرد، وتثور على كل أصول التعبير والكتابة؛ فغافلت الكاتب، وغادرت النص على عجل» ص87.كما تضمنت صورة الغلاف مسبحة طويلة وكأننا نرى في كل حبة انكسار يداعبه صاحب صورة اليد الذي يلبس ثوبا صحراوي اللون لا تظهر معالم وجهه.عنوان المجموعة القصصية:تشكل عنوان المجموعة القصصية للكاتبة ناريمان من أربع كلمات؛ (انكسارات على حبات المسبحة)، وهي جملة حذف فيها المبتدأ لتمنح المتلقي فسحة شغل فراغ المبتدأ في الجملة الاسمية بما ينسجم مع السياق الإيحائي للعنوان. جاء العنوان بلون من درجات (الأبيض) الداكن الذي يميل إلى اللون الصحراوي الذي يرمز للقسوة والتيه والضياع، وجاءت لفظة (انكسارات) بحجم خط أكبر من خط (على حبات المسبحة)، ما يشير إلى ضخامة الانكسارات التي تشغل مضامين المجموعة القصصية، وجاء اسم القاصة ناريمان أبو اسماعيل في أعلى اللوحة يشغل مساحة لفظة انكسارات تقريبا ليعلن تحديه وإنه فوق كل الانكسارات.عناوين قصص المجموعة:تتشكل المجموعة القصصية من ست وعشرين قصة، تحمل كل قصة عنوانا منفصلا يصلها دلاليا بالعنوان الرئيس إذ تكررت الإشارة إلى الانكسار أو ما في معناها على امتداد المجموعة سواء على مستوى عنوان كل قصة، أم على مستوى أحداثها، وهذا يعني إن القاصة أبدعت نصوصها «بمنطق المجموعة القصصية وليس بمنطق القصص الفردية المتفرقة من حيث زمن الإنتاج أو من حيث الأسس الموضوعاتية والجمالية التي تقوم عليها قصص المجموعة» يعود كثرة العناوين الداخلية في «انكسارات على حبات المسبحة»، إلى إن أن خمس عشْرة قصة من مجموع قصص لا تتجاوز الصفحة الواحدة، وثلاث قصص جاءت ما بين (4 ـ 6) صفحات وخمس قصص جاءت بصفحتين، ولذلك لم تجنس ناريمان مجموعتها بالقصة القصيرة أو بالقصة القصيرة جدا، وإنما اكتفت بمفردة قصص جاءت في أعلى لوحة الغلاف، وهذا يعني إن القاصة لم تقيد نفسها بطول أو قصر الشكل القصصي، وإنما جاء حسب ما تمليه الفكرة.العناوين المفردة:هيمن العنوان المفرد النكرة في المجموعة (جرس، حلم، صنم، غرق، لقاء... عمارة)، هذه الصيغة تفتح أمام المتلقي أفاقا من القراءات وتغرقه بالتأمل والقراءة.البنية التركيبية لعناوين القصص:هيمنت الجملة الاسمية من حيث بنيتها التركيبية على عناوين القصص باستثناء قصة واحدة جاءت جملة فعلية هي (ما زال يعنيه المطر)، وكما هو معروف فإن الجملة الأسمية تدل على الثبوت والاستقرار، كما تساهم في رفع نسبة الانفعال العاطفي، وتجسدت الجملة الفعلية في عنوان وحيد كشف مدى انفعال القاصة نفسيا واجتماعيا. وبالعود إلى الجملة الاسمية نجد إنها جاءت:مبتدأ محذوف + خبر: جرس، غرق، حلم، صنم، الحجلة، خذلان، موت، لقاء، عمارة، النقطة، قرار، تمرد، رقص. وهو ما يوفر للعنوان إمكانات متعددة للتأويل.مبتدأ محذوف + خبر+ مضاف إليه: عمارة الأحلام، لما يمكن أن تنهض به علاقة الإضافة في مثل هذا السياق التركيبي من دور في تحديد المضاف (الخبر) وتخصيصه، لكن المضاف إليه مثل خرقا لوظيفة المضاف إليه في علاقته بالمضاف النكرة، فكان عبئا على المضاف ولم يزده إلا غموضا وإبهاما، وهو اختيار مقصود من الكاتبة لتشكيل العنوان وفق نسق انزياحي، فعلاقة الإضافة قامت بين الأحلام والعمارة لم توضح الدلالة، بل زادتها غموضا وإبهاما، إذ ما الصلة بين الأحلام والعمارة؟ وهل للأحلام عمارة؟مبتدأ محذوف +خبر+ توكيد: جميعهن سلمىمبتدأ محذوف +خبر+ صفة حادث مروري، الفستان الأحمر، ما جعل مركز العنونة ينتقل من الخبر إلى الصفةمبتدأ محذوف + خبر+ حرف جزم + فعل مضارع صورة لم تكتملمبتدأ محذوف+ حرف جر+ اسم مجرور+ مضاف إليه انكسارات على حبات المسبحةاعتمدت القاصة نمط التركيب القائم على حذف المبتدأ في كل عناوين القصص القصيرة للمجموعة، ربما لعدم الاهتمام بالمحذوف، ومحدودية دوره ووظيفته. بالعودة إلى عناوين قصص مجموعة «انكسارات على حبات المسبحة» نجد هيمنة العنوان المفرد، حيث بلغ (14) قصة من (26) قصة، أي بنسبة 54% من مجموع القصص، فهل أرادت القاصة من ذلك تشويش أفكار المتلقي وحثه البحث عن دلالات وإيحاءات العنوان؟وبالعودة إلى مضامين المجموعة وعنوانها نجد المحور الناظم لمعظم القصص تمحور حول الانكسار، خاصة في العلاقة بين المرأة والرجل، فهي الزوجة التي تعاني من تسلط الرجل وسيطرته عليها «منذ أن تزوجته لم أعد أملك نفسي، فكل خططي مرتبة بناء على رغبته» ص 16 وهي الحبيبة الغائبة التي تركته وحيدا «يجلس في المقعد المجاور لغيابها... لمرات لم يعد يذكر عددها» ص32وهي المعلمة الإنسانة التي تعاطفت مع سلمى الطالبة الفقيرة التي تحلم بملابس جديدة ومائدة طعام... لتكتشف المعلمة فيما بعد إن جميع الطالبات دون استثناء كلهن سلمى.وهي الطفلة التي تستعيد ذكرياتها مع لعبة (الحجلة) لتعلن في نهاية القصة تمردها على التأطير والقيود.ص69وهي الابنة التي قررت أن تتجاوز انكساراتها وتتقدم نحو أحلامها. ص97.وفي ختام هذه الدّراسة السيمائية نجد أنَّ غلاف المجموعة القصصية جاء لوحة معبرة عن مضامين القصص التي عكست نفسية، وذهنية القاصة ناريمان أبو إسماعيل التي اختارت العناوين المناسبة لمجموعتها القصصيّة. كما إن المحتوى الدلالي لمجمل قصص المجموعة، ارتبط بتجليات حضور المرأة وبطبيعة العلاقة التي قامت بينها وبين الرجل، والتي غالبا ما تكون صدامية لا تخرج منها المرأة إلا وهي في حالتين؛ هزيمة وانكسار أو إصرار على المواجهة.

«نحو نقلة نوعية لأنماط القيادة التربوية في البلاد العربية».. التحول من التقليدي إلى المعاصر
«نحو نقلة نوعية لأنماط القيادة التربوية في البلاد العربية».. التحول من التقليدي إلى المعاصر

الرأي

time٠٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرأي

«نحو نقلة نوعية لأنماط القيادة التربوية في البلاد العربية».. التحول من التقليدي إلى المعاصر

سعدت باتصال من الزميلة والخبيرة التربوية الدكتورة منى مؤتمن حؤبشة لإعلامي بصدور كتابها الجديد «نحو نقلةٍ نوعيّة لأنماط القيادة التربويّة في البلاد العربيّة» عن دار اليازوري للنشر لتضيفه إلى مؤلفاتها التربوية السابقة. قدم للمؤلف الأستاذ الدكتور راتب السعود أستاذ السياسات والقيادة التربويّة بالجامعة الأردنيّة، ورئيس الجمعيّة الأردنيّة للعلوم التربويّة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، وعضو مجلس النواب 12 ومجلس الأعيان 23. يُركز المؤلف على أهمية وضرورة «التحوّل من الأنماط القياديّة التقليديّة إلى تبنّي الأنماط والنماذج المُعاصرة في القيادة التربويّة»، حيث أن القيادة هي «كسبُ القلوب والعقول معًا». وكما أشارت د. منى في مضمون مؤلفها بأنه يُمكن تعميم ما ورد في هذا الكتاب من أنماطٍ قيادية مُعاصرة على جميع أنواع القيادة في مختلف القطاعات والسلطات والمؤسسات، وليس التربوية فقط. زاملت د. منى مؤتمن وتعرفت وتعلمت منها الكثير خلال خدمتها في وزارة التربية والتعليم لسنوات ليست بالقصيرة وكانت تدافع باستمرار عن ضرورة المساهمة في العطاء التربوي من خلال البحث والتخطيط والتأليف وربط الحوار التربوي بمتطلبات التطوير واستشراف المستقبل، ولهذا سعدت بمؤلفها الجديد والذي ربط بين المُستجدات والتغييرات التي طالت بيئة المؤسسات على اختلاف مجالات عملها وبفعل العولمة وعالميّة المعرفة وسرعة التطوّرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي، وبين عدم جدوى الأنماط القياديّة القديمة في ظل الظروف الاقتصاديّة والبيئات المؤسسيّة الراهنة. يُعد المؤلف مُساهمةً مَعرِفيّةً في مجالات العلوم السلوكيّة والإداريّة تُراعي أهمية تطوير القيادة التربوية ضمن إطارٍ فكريٍ حديث، يُراعي قابليةَ القيادة للتعلّم والتطوير وإعادةِ الصياغة بما ينسجمُ مع مُتطلّباتِ العصر ومُستجداتهِ وتقنياته، والعناية بتدريبِ قادة وقائدات المؤسسات التربوية على توظيف الاستراتيجياتِ التي أكّدت الدراساتُ والبحوثُ في مجال القيادةِ نَجاعتها، أثناء سعيهم لإعادة تشكيل نمطهم القيادي وتجديد مُمارساتهم وكفاياتهم وتجويدِ نوعيتها، وذلك من خلال تناوله لأنماطِ القيادةِ التربويّةِ المُعاصرةِ التي تحمل في ثناياها أبعادًا سلوكيّة إيجابيّة والتي من خلال تبنّيها سوف تُسهم في تحفيز الأفراد العاملين/ات في المؤسساتِ التربويّةِ لمُمارسة السلوكاتِ الإيجابيّةِ البناءةِ سعيًا للارتقاء بالأداء الفردي والمؤسسي والمُجتمع. يضم المؤلف بين دفتيه بابين رئيسين وتِسعةَ عَشَرَ فصلًا. يُعنى البابُ الأول بالتعريفِ بالقيادة، مفهومها، أنواعها، أدوارها، وأبرزِ مهاراتِها، بينما يُعنى الباب الثاني باستعراضِ الأنماطِ المُعاصرةِ للقيادة التربويّة، ويضمُ سِتّةَ عَشَرَ فصلًا تتناول سِتّةَ عَشَرَ نمطًا قياديًا مُعاصرًا. وقد أعجبني رفد د. منى مؤتمن للمؤلف بمُلخصاتٍ وافيةٍ لعينةٍ تألّفت من ثلاثٍ وثلاثينَ (33) دراسةً تم تنفيذها حول الأنماطِ القياديةِ المُعاصرةِ بمُعدلٍ مِقدارهُ دراستان حول كلِ نمطٍ قيادي، باستثناء النمطِ الأخير (القيادةِ بالحب) فقد تضمَّن ثلاثَ دراسات. وقد تم القيامُ بإجراءِ هذه الدراساتِ في عددٍ من الدولِ العربيّةِ، وهي: الأردن، وفلسطين، والعراق، ومصر، والسعودية، والكويت، وعُمان. وقد تناولت هذه الدراساتُ مؤسساتِ التعليم العام (المدرسي) والتعليم العالي والتعليم المهني والتقني، وشَملت مدارسَ ومعاهدَ وجامعاتٍ حكوميّة وخاصة. المؤلّف مفيد لكل من رجال الإدارة والقيادة ونسائِها، في حقليّ التعليم العام والتعليم العالي والِتقني، فضلًا عن الباحثين وطلبةِ الدراسات العليا، وبما يُسهّل عليهم اختيار موضوعاتٍ لدراساتهم وإجراءِ دراساتٍ مُماثلةٍ حول مدى تطبيقِ أنماطِ القيادةِ المُعاصرةِ في مؤسساتهم التربويّة، أو تناولِ الأنماط القياديّةِ المُعاصرةِ وربطِها بمُتغيّراتٍ أخرى، أو توسيعِ نطاقِ البحث ليشملَ مراحلَ دراسيّة مُختلفة ومناطقَ تعليميّة مُختلفة داخل الأنظمةِ التربوية في البلادِ العربيّة، أو تنفيذ الدراساتِ في مؤسساتٍ وقطاعاتٍ مُختلفةٍ وبيئات عملٍ أخرى غير البيئاتِ التربويّة. تحية للزميلة والخبيرة التربوية هذا الإنجاز التربوي والذي ينصح به والاستفادة منه على الوجه المناسب وفي مجالات القيادة كافة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store