
«نحو نقلة نوعية لأنماط القيادة التربوية في البلاد العربية».. التحول من التقليدي إلى المعاصر
سعدت باتصال من الزميلة والخبيرة التربوية الدكتورة منى مؤتمن حؤبشة لإعلامي بصدور كتابها الجديد «نحو نقلةٍ نوعيّة لأنماط القيادة التربويّة في البلاد العربيّة» عن دار اليازوري للنشر لتضيفه إلى مؤلفاتها التربوية السابقة.
قدم للمؤلف الأستاذ الدكتور راتب السعود أستاذ السياسات والقيادة التربويّة بالجامعة الأردنيّة، ورئيس الجمعيّة الأردنيّة للعلوم التربويّة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، وعضو مجلس النواب 12 ومجلس الأعيان 23.
يُركز المؤلف على أهمية وضرورة «التحوّل من الأنماط القياديّة التقليديّة إلى تبنّي الأنماط والنماذج المُعاصرة في القيادة التربويّة»، حيث أن القيادة هي «كسبُ القلوب والعقول معًا». وكما أشارت د. منى في مضمون مؤلفها بأنه يُمكن تعميم ما ورد في هذا الكتاب من أنماطٍ قيادية مُعاصرة على جميع أنواع القيادة في مختلف القطاعات والسلطات والمؤسسات، وليس التربوية فقط.
زاملت د. منى مؤتمن وتعرفت وتعلمت منها الكثير خلال خدمتها في وزارة التربية والتعليم لسنوات ليست بالقصيرة وكانت تدافع باستمرار عن ضرورة المساهمة في العطاء التربوي من خلال البحث والتخطيط والتأليف وربط الحوار التربوي بمتطلبات التطوير واستشراف المستقبل، ولهذا سعدت بمؤلفها الجديد والذي ربط بين المُستجدات والتغييرات التي طالت بيئة المؤسسات على اختلاف مجالات عملها وبفعل العولمة وعالميّة المعرفة وسرعة التطوّرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي، وبين عدم جدوى الأنماط القياديّة القديمة في ظل الظروف الاقتصاديّة والبيئات المؤسسيّة الراهنة.
يُعد المؤلف مُساهمةً مَعرِفيّةً في مجالات العلوم السلوكيّة والإداريّة تُراعي أهمية تطوير القيادة التربوية ضمن إطارٍ فكريٍ حديث، يُراعي قابليةَ القيادة للتعلّم والتطوير وإعادةِ الصياغة بما ينسجمُ مع مُتطلّباتِ العصر ومُستجداتهِ وتقنياته، والعناية بتدريبِ قادة وقائدات المؤسسات التربوية على توظيف الاستراتيجياتِ التي أكّدت الدراساتُ والبحوثُ في مجال القيادةِ نَجاعتها، أثناء سعيهم لإعادة تشكيل نمطهم القيادي وتجديد مُمارساتهم وكفاياتهم وتجويدِ نوعيتها، وذلك من خلال تناوله لأنماطِ القيادةِ التربويّةِ المُعاصرةِ التي تحمل في ثناياها أبعادًا سلوكيّة إيجابيّة والتي من خلال تبنّيها سوف تُسهم في تحفيز الأفراد العاملين/ات في المؤسساتِ التربويّةِ لمُمارسة السلوكاتِ الإيجابيّةِ البناءةِ سعيًا للارتقاء بالأداء الفردي والمؤسسي والمُجتمع. يضم المؤلف بين دفتيه بابين رئيسين وتِسعةَ عَشَرَ فصلًا. يُعنى البابُ الأول بالتعريفِ بالقيادة، مفهومها، أنواعها، أدوارها، وأبرزِ مهاراتِها، بينما يُعنى الباب الثاني باستعراضِ الأنماطِ المُعاصرةِ للقيادة التربويّة، ويضمُ سِتّةَ عَشَرَ فصلًا تتناول سِتّةَ عَشَرَ نمطًا قياديًا مُعاصرًا. وقد أعجبني رفد د. منى مؤتمن للمؤلف بمُلخصاتٍ وافيةٍ لعينةٍ تألّفت من ثلاثٍ وثلاثينَ (33) دراسةً تم تنفيذها حول الأنماطِ القياديةِ المُعاصرةِ بمُعدلٍ مِقدارهُ دراستان حول كلِ نمطٍ قيادي، باستثناء النمطِ الأخير (القيادةِ بالحب) فقد تضمَّن ثلاثَ دراسات. وقد تم القيامُ بإجراءِ هذه الدراساتِ في عددٍ من الدولِ العربيّةِ، وهي: الأردن، وفلسطين، والعراق، ومصر، والسعودية، والكويت، وعُمان. وقد تناولت هذه الدراساتُ مؤسساتِ التعليم العام (المدرسي) والتعليم العالي والتعليم المهني والتقني، وشَملت مدارسَ ومعاهدَ وجامعاتٍ حكوميّة وخاصة. المؤلّف مفيد لكل من رجال الإدارة والقيادة ونسائِها، في حقليّ التعليم العام والتعليم العالي والِتقني، فضلًا عن الباحثين وطلبةِ الدراسات العليا، وبما يُسهّل عليهم اختيار موضوعاتٍ لدراساتهم وإجراءِ دراساتٍ مُماثلةٍ حول مدى تطبيقِ أنماطِ القيادةِ المُعاصرةِ في مؤسساتهم التربويّة، أو تناولِ الأنماط القياديّةِ المُعاصرةِ وربطِها بمُتغيّراتٍ أخرى، أو توسيعِ نطاقِ البحث ليشملَ مراحلَ دراسيّة مُختلفة ومناطقَ تعليميّة مُختلفة داخل الأنظمةِ التربوية في البلادِ العربيّة، أو تنفيذ الدراساتِ في مؤسساتٍ وقطاعاتٍ مُختلفةٍ وبيئات عملٍ أخرى غير البيئاتِ التربويّة. تحية للزميلة والخبيرة التربوية هذا الإنجاز التربوي والذي ينصح به والاستفادة منه على الوجه المناسب وفي مجالات القيادة كافة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
مرشحات كلية الأميرة منى للتمريض يؤدين القسم القانوني
عمان - الدستور احتفلت كلية الأميرة منى للتمريض اليوم الثلاثاء بأداء القسم القانوني لمرشحات الفوج الخامس والعشرين، بحضور مساعد الادارة والقوى البشرية ونائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون العسكرية. وبُدئ الاحتفال بآيات عطرة من الذكر الحكيم. وقال المساعد للإدارة والقوى البشرية في كلمة له: "إن مهنة التمريض هي محط أنظار ورعاية واهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، وعليكن ان تحافظن على هذه الرسالة النبيلة وأن توظفن كل ما لديكن من خبرة وعلم ومعرفة اكتسبتموها من وحي هذا المكان، وأن تكُنَّ سنداً لك لكل محتاج وعوناً لكل ضعيف". بدورها قالت عميد الكلية: "إن القسم هو بداية مرحلة جديدة للانضمام إلى ميدان الإنسانية، الذي لا يعرف إلا الرحمة، ويختبر فيه الضمير قبل المهارة، وأن كلية الأميرة منى كانت ومازالت منارة للعلم، ترفد الوطن بفيض من الكوادر المؤهلة والمدربة"، داعيةً الخريجات بأن يكُنًّ رايات للعطاء وقلوب لا تعرف التردد في دروب البذل. من جهته أكد مفتي القوات المسلحة الأردنية خلال كلمة له على ضرورة التحلي بالصبر والنشاط والجدية في العمل، داعياً إلى المحافظة على أسرار المرضى ومراعاة خصوصياتهم والصبر على اخلاقهم والمساواة في تقديم المعالجة اللازمة، موصياً الخريجات بتقوى الله تعالى والإخلاص له في هذه المهنة، والتقيد بتعليمات القوات المسلحة ودستور الشرف العسكري وعلو الهمة الذي يعد سبباً من أسباب النجاح وعلو المراتب وأدّت المرشحات الخريجات القسم القانوني بعد أن أنهينَ متطلبات التخرج الأكاديمي والذي يؤهلهن للعمل، كممرضات قانونيات في الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات والمراكز التابعة لها في محافظات المملكة.


أخبارنا
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
مؤتمرون يدعون إلى تعزيز القيادة التربوية وتفعيل برامج إعداد المعلمين وتنميتهم
أخبارنا : أوصى المؤتمر السنوي التاسع للجمعية الأردنية للعلوم التربوية في اختتام أعماله في العقبة أمس، بضرورة العمل على تعزيز مفهوم أخلاقيات القيادة التربوية في جميع المؤسسات التعليمية، وتفعيل برامج إعداد المعلمين وتنميتهم والإشراف التربوي عليهم وتقييم أدائهم. ودعا المشاركون في المؤتمر الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع جامعة القدس، إلى تفعيل برامج إعداد مديري المدارس وتدريبهم ومساءلتهم، والاهتمام بالقيادة الرقمية والسعي نحو تحويل البيئات التعليمية إلى بيئات ذكية. وشددوا على ضرورة تفعيل برامج إعداد مربيات رياض الأطفال ومديراتها وتطوير كفاياتهن التربوية والإدارية، وتطوير سياسات التعليم المهني وتفعيل برامج تدريب المدربين والإداريين. وأكدوا أهمية إنشاء مراكز متخصصة للكشف عن الطلبة الموهوبين ورعايتهم، وتبني وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والجامعات العربية استراتيجيات لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، والتحديث المستمر للمناهج الدراسية في المدارس والجامعات ومواكبة التطورات العالمية فيها والتوعية بمخاطر البيئات التربوية السامة ومخاطر الإدمان الإلكتروني. وأعلن رئيس الجمعية الوزير الأسبق الدكتور راتب السعود، عن عقد الجمعية لمؤتمرها العاشر في تشرين الأول المقبل بالتعاون مع جامعة القاهرة في جمهورية مصر العربية. كما أكد اعتزاز الجمعية بشراكتها مع جامعة القدس والجامعات الأردنية والعربية في مواصلة عقد هذه المؤتمرات، لما لها من أهمية في إثراء العملية التعليمية والتعلمية العربية، والمساهمة في تجويد مخرجاتها وصولا إلى التنافسية العالمية. من جانبه، أشاد رئيس جامعة القدس الدكتور حنا عبدالنور، بالشراكة بين الجامعة والجمعية، مشيرا إلى أهمية المؤتمر ومخرجاته والجهود التي تبذلها الجمعية لتطوير قدرات وإمكانيات الكوادر التربوية والتعليمية الأردنية والعربية. وأكد حرص الجامعة على استمرار التعاون مع الجمعية لخدمة العملية التربوية في فلسطين، وتعزيز مسيرتها والاستفادة من الخبرات التربوية والأكاديمية الأردنية في هذا المجال. وناقش المؤتمر الذي عقد بعنوان "رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم: النظم التعليمية في الدول العربية ومتغيرات العصر"، عددا من المحاور التي ركزت على تطوير السياسات والقيادة التربوية، والإدارة والأصول والإشراف التربوي، وتطوير المناهج التربوية وطرق التدريس، وإعداد المعلمين وتنميتهم والتدريب التربوي، وتطوير تعليم قبل المدرسي ورياض الأطفال، وتوظيف التكنولوجيا في التعليم والإعلام التربوي، والعلوم النفسية، والتصنيف العالمي للجامعات (QS).


الرأي
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- الرأي
«نحو نقلة نوعية لأنماط القيادة التربوية في البلاد العربية».. التحول من التقليدي إلى المعاصر
سعدت باتصال من الزميلة والخبيرة التربوية الدكتورة منى مؤتمن حؤبشة لإعلامي بصدور كتابها الجديد «نحو نقلةٍ نوعيّة لأنماط القيادة التربويّة في البلاد العربيّة» عن دار اليازوري للنشر لتضيفه إلى مؤلفاتها التربوية السابقة. قدم للمؤلف الأستاذ الدكتور راتب السعود أستاذ السياسات والقيادة التربويّة بالجامعة الأردنيّة، ورئيس الجمعيّة الأردنيّة للعلوم التربويّة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، وعضو مجلس النواب 12 ومجلس الأعيان 23. يُركز المؤلف على أهمية وضرورة «التحوّل من الأنماط القياديّة التقليديّة إلى تبنّي الأنماط والنماذج المُعاصرة في القيادة التربويّة»، حيث أن القيادة هي «كسبُ القلوب والعقول معًا». وكما أشارت د. منى في مضمون مؤلفها بأنه يُمكن تعميم ما ورد في هذا الكتاب من أنماطٍ قيادية مُعاصرة على جميع أنواع القيادة في مختلف القطاعات والسلطات والمؤسسات، وليس التربوية فقط. زاملت د. منى مؤتمن وتعرفت وتعلمت منها الكثير خلال خدمتها في وزارة التربية والتعليم لسنوات ليست بالقصيرة وكانت تدافع باستمرار عن ضرورة المساهمة في العطاء التربوي من خلال البحث والتخطيط والتأليف وربط الحوار التربوي بمتطلبات التطوير واستشراف المستقبل، ولهذا سعدت بمؤلفها الجديد والذي ربط بين المُستجدات والتغييرات التي طالت بيئة المؤسسات على اختلاف مجالات عملها وبفعل العولمة وعالميّة المعرفة وسرعة التطوّرات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي، وبين عدم جدوى الأنماط القياديّة القديمة في ظل الظروف الاقتصاديّة والبيئات المؤسسيّة الراهنة. يُعد المؤلف مُساهمةً مَعرِفيّةً في مجالات العلوم السلوكيّة والإداريّة تُراعي أهمية تطوير القيادة التربوية ضمن إطارٍ فكريٍ حديث، يُراعي قابليةَ القيادة للتعلّم والتطوير وإعادةِ الصياغة بما ينسجمُ مع مُتطلّباتِ العصر ومُستجداتهِ وتقنياته، والعناية بتدريبِ قادة وقائدات المؤسسات التربوية على توظيف الاستراتيجياتِ التي أكّدت الدراساتُ والبحوثُ في مجال القيادةِ نَجاعتها، أثناء سعيهم لإعادة تشكيل نمطهم القيادي وتجديد مُمارساتهم وكفاياتهم وتجويدِ نوعيتها، وذلك من خلال تناوله لأنماطِ القيادةِ التربويّةِ المُعاصرةِ التي تحمل في ثناياها أبعادًا سلوكيّة إيجابيّة والتي من خلال تبنّيها سوف تُسهم في تحفيز الأفراد العاملين/ات في المؤسساتِ التربويّةِ لمُمارسة السلوكاتِ الإيجابيّةِ البناءةِ سعيًا للارتقاء بالأداء الفردي والمؤسسي والمُجتمع. يضم المؤلف بين دفتيه بابين رئيسين وتِسعةَ عَشَرَ فصلًا. يُعنى البابُ الأول بالتعريفِ بالقيادة، مفهومها، أنواعها، أدوارها، وأبرزِ مهاراتِها، بينما يُعنى الباب الثاني باستعراضِ الأنماطِ المُعاصرةِ للقيادة التربويّة، ويضمُ سِتّةَ عَشَرَ فصلًا تتناول سِتّةَ عَشَرَ نمطًا قياديًا مُعاصرًا. وقد أعجبني رفد د. منى مؤتمن للمؤلف بمُلخصاتٍ وافيةٍ لعينةٍ تألّفت من ثلاثٍ وثلاثينَ (33) دراسةً تم تنفيذها حول الأنماطِ القياديةِ المُعاصرةِ بمُعدلٍ مِقدارهُ دراستان حول كلِ نمطٍ قيادي، باستثناء النمطِ الأخير (القيادةِ بالحب) فقد تضمَّن ثلاثَ دراسات. وقد تم القيامُ بإجراءِ هذه الدراساتِ في عددٍ من الدولِ العربيّةِ، وهي: الأردن، وفلسطين، والعراق، ومصر، والسعودية، والكويت، وعُمان. وقد تناولت هذه الدراساتُ مؤسساتِ التعليم العام (المدرسي) والتعليم العالي والتعليم المهني والتقني، وشَملت مدارسَ ومعاهدَ وجامعاتٍ حكوميّة وخاصة. المؤلّف مفيد لكل من رجال الإدارة والقيادة ونسائِها، في حقليّ التعليم العام والتعليم العالي والِتقني، فضلًا عن الباحثين وطلبةِ الدراسات العليا، وبما يُسهّل عليهم اختيار موضوعاتٍ لدراساتهم وإجراءِ دراساتٍ مُماثلةٍ حول مدى تطبيقِ أنماطِ القيادةِ المُعاصرةِ في مؤسساتهم التربويّة، أو تناولِ الأنماط القياديّةِ المُعاصرةِ وربطِها بمُتغيّراتٍ أخرى، أو توسيعِ نطاقِ البحث ليشملَ مراحلَ دراسيّة مُختلفة ومناطقَ تعليميّة مُختلفة داخل الأنظمةِ التربوية في البلادِ العربيّة، أو تنفيذ الدراساتِ في مؤسساتٍ وقطاعاتٍ مُختلفةٍ وبيئات عملٍ أخرى غير البيئاتِ التربويّة. تحية للزميلة والخبيرة التربوية هذا الإنجاز التربوي والذي ينصح به والاستفادة منه على الوجه المناسب وفي مجالات القيادة كافة.