logo
#

أحدث الأخبار مع #دارسائرالمشرق

عودة الاهتمام للمؤلفات السياسية في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب…
عودة الاهتمام للمؤلفات السياسية في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب…

الناس نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • الناس نيوز

عودة الاهتمام للمؤلفات السياسية في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب…

بيروت وكالات – الناس نيوز :: لاحظ عدد من الناشرين المشاركين في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي افتُتِحت دورته السادسة والستون الخميس أنّ للمؤلفات السياسية حضورا بارزا في هذه النسخة من الحدث الثقافي اللبناني، وأن اهتمام القراء بات يميل أكثر إلى هذا النوع بعدما كان الطلب ينصبّ على الرواية والشعر. وفق فرانس برس . ويواصِل عددُ دور النشر المُشاركة في المعرض هذه السنة الارتفاع مقارنة بالأعوام الأخيرة منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان وجائحة كوفيد، على ما افاد المنظمون. وأكدت رئيسة النادي الثقافي العربي الذي ينظم المعرض منذ العام 1956 سلوى السنيورة بعاصيري لوكالة فرانس برس أن من بين دور النشر الـ134 المُشاركة في هذه الدورة التي تمتد إلى 25 أيار/مايو الجاري، جهات عربية عدة، من قطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وسوريا، ومعهد العالم العربي في باريس، إلى جانب الحضور المحلي. وأوضحت بعاصيري في تصريحها أن إحجام دور النشر العربية عن المشاركة في الدورات الأخيرة كان 'لأسباب أمنية، إذ أن الظروف في لبنان كانت حتى القريب غير مؤاتية لهذا الحضور'، لكنّ 'الجميع يشعر الآن أن ثمة مناخا مختلفا'. وقال المدير العام لدار 'الشروق' المصرية أحمد بدير لوكالة فرانس برس 'انقطعنا (عن المشاركة) لأعوام لكنّ (…) تأليف الحكومة الجديدة شكّل لنا دافعا للعودة بقوة'. وتوقعت بعاصيري 'أن يزيد الحضور العربي في الدورة المقبلة' وأن يكون 'كثيفا'. وشدّد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في افتتاح الدورة السادسة والستين الأربعاء على أن 'بيروت لم ولن تتعب من حمل راية الثقافة رغم كل الجراح'. وذكّر سلام المعروف بشغفه بالمطالعة وقال عنه عريف الحفل الاعلامي زافين قيومجيان إن 'منزله معرض كتاب'، بأن المعرض 'تقليد راسخ (…) يعكس نبض بيروت الثقافي وتراثها الفكري ودورها التاريخي كعاصمة عريقة للمعرفة والابداع'. 'تفاعل مع الأحداث'- وفي جناح دار 'النهار' التي عرضت مؤلفاتها الجديدة ومن أبرزها كتب عن العلاقات بين بيروت وطهران وعن الشأن السياسي اللبناني، قالت المديرة الادارية للدار العريقة كارلا قرقفي زيادة لوكالة فرانس برس 'نحن نحب المعارض، لأنّ فيها تفاعلا مع القارئ (…) لا يهمنا ما سنجنيه من أرباح، لكن نحب ان نحافظ على هذا التفاعل'. ولاحظت المسؤولة عن 'دار رياض الريس' فاطمة الريس أن 'القارئ كان يهتم لسنوات بالرواية والشعر، لكنه اليوم بات يميل إلى الكتب التي تطرح مواضيع فكرية وسياسية'. وتشكّل المؤلفات السياسية 80 في المئة من إصدارات دار 'سائر المشرق' التي كانت تشهد مثلا في يوم الافتتاح توقيع كتاب للباحث محمد عبد الجليل غزيّل، يتناول 'دور رئيس مجلس الوزراء في بناء الهوية الوطنية وقيادة الاصلاحات السياسية والاقتصادية'، على ما أوضح. ومن الإصدارات في المعرض كتاب عن مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر الذي كان قبل اختفائه عام 1978 أحد أبرز الشخصيات الشيعية في لبنان. وقالت شقيقته ورئيس المؤسسة التي تحمل اسمه رباب الصدر إن الكتاب يتناول موضوع الاعتصام الذي أقامه الإمام الصدر في أحد المساجد عام 1975 للدعوة إلى وقف الحرب الأهلية. ورأت استاذة القانون والكاتبة ندى شاوول أن 'معرض الكتاب العربي يتاثر اكثر من سواه بالمسائل السياسية والسوسيولوجية (…) ويتفاعل اكثر مع الاحداث'. ندوات ومعارض وفنون – وتشارك شاوول في إدارة نقاش عن مؤسسة 'الندوة اللبنانية' التي أدت ما بين 1946 و1984 'دورا تثقيفيا في حقبة من تاريخ لبنان المضيء'، بحسب بعاصيري، وهي واحدة من نحو 60 نشاطا مماثلا خلال المعرض. واشارت بعاصيري إلى أن من أبرز الندوات الأخرى، واحدة عن المسرح، وأخرى عن الكاتب الراحل الياس خوري، وسواهما مثلا عن مئوية الأديب للبناني سليمان البستاني المعروف بترجمته 'الإلياذة'، وعن الأديب والمؤرخ والرحّالة أمين الريحاني في الذكرى المئوية لكتابه 'ملوك العرب'، إضافة إلى واحدة عن المطربة أم كلثوم. وتتمحور إحدى الندوات على إمام بيروت وسائر الشّام عبد الرحمن الأوزاعي في الذكرى الـ1250 لوفاته، 'لِما عُرف عنه من تسامح ديني ونهج إصلاحي'. وهذه الندوات تندرج ضمن توجه المعرض، بحسب بعاصيري، إلى 'ألاّ يقتصر (…) على كونه منصة للكتاب بل ايضاً مساحة مفتوحة لفنون الكتاب وما يدور في فلكه'، على ما شرحت في كلمتها الافتتاحية. وأشارت في تصريحها لوكالة فرانس برس إلى أن ما يميز هذه النسخة 'التركيز على المعارض الفنية المختصة' التي يصل عددها إلى ستة، يضيء أحدها على 'دور مدينة طرابلس الثقافي والمعرفي'، ويتناول آخر تطور السينما في لبنان من خلال الملصقات، ويستعيد ثالث محطات المعرض نفسه منذ نشأته، إضافة إلى آخر عن رسوم كاريكاتورية متعلقة بغزة. ولأن 'الثقافة متعددة الأوجه، وهي فن وموسيقى وكتابة وتأليف وشعر'، على قول بعاصيري، طعّم المعرض برنامجه بعدد من الحفلات الموسيقية، يُحيي إحداها عازف البيانو الفرنسي اللبناني عبد الرحمن الباشا في مناسبة مرور مئة عام على ولادة والده المؤلف الموسيقي توفيق الباشا.

المؤلفات السياسية تتصدّر المشهد في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب
المؤلفات السياسية تتصدّر المشهد في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب

جريدة الايام

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • جريدة الايام

المؤلفات السياسية تتصدّر المشهد في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب

بيروت (لبنان) - أ ف ب: لاحظ عدد من الناشرين المشاركين في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي افتُتِحت دورته السادسة والستون، أول من أمس، أنّ للمؤلفات السياسية حضوراً بارزاً في هذه النسخة من الحدث الثقافي اللبناني، وأن اهتمام القراء بات يميل أكثر إلى هذا النوع بعدما كان الطلب ينصبّ على الرواية والشعر. ويواصِل عددُ دور النشر المُشاركة في المعرض هذه السنة الارتفاع مقارنة بالأعوام الأخيرة منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان وجائحة كوفيد، على ما أفاد المنظمون. وأكدت رئيسة النادي الثقافي العربي، الذي ينظم المعرض منذ العام 1956 سلوى السنيورة بعاصيري، أن من بين دور النشر الـ134 المُشاركة في هذه الدورة التي تمتد إلى 25 أيار الجاري، جهات عربية عدة، من قطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وسورية، ومعهد العالم العربي في باريس، إلى جانب الحضور المحلي. وأوضحت بعاصيري في تصريحها أن إحجام دور النشر العربية عن المشاركة في الدورات الأخيرة كان "لأسباب أمنية، إذ إن الظروف في لبنان كانت حتى القريب غير مؤاتية لهذا الحضور"، لكنّ "الجميع يشعر الآن أن ثمة مناخاً مختلفاً". وقال المدير العام لدار "الشروق" المصرية أحمد بدير: "انقطعنا عن المشاركة لأعوام لكنّ تأليف الحكومة الجديدة شكّل لنا دافعا للعودة بقوة"، وتوقعت بعاصيري "أن يزيد الحضور العربي في الدورة المقبلة"، وأن يكون "كثيفاً". وشدّد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، في افتتاح الدورة السادسة والستين، أول من أمس، على أن "بيروت لم ولن تتعب من حمل راية الثقافة رغم كل الجراح". وذكّر سلام المعروف بشغفه بالمطالعة، وقال عنه عريف الحفل الإعلامي زافين قيومجيان: إن "منزله معرض كتاب"، بأن المعرض "تقليد راسخ، يعكس نبض بيروت الثقافي وتراثها الفكري ودورها التاريخي كعاصمة عريقة للمعرفة والإبداع". وفي جناح دار "النهار" التي عرضت مؤلفاتها الجديدة ومن أبرزها كتب عن العلاقات بين بيروت وطهران وعن الشأن السياسي اللبناني، قالت المديرة الإدارية للدار العريقة كارلا قرقفي زيادة: "نحن نحب المعارض، لأنّ فيها تفاعلاً مع القارئ.. لا يهمنا ما سنجنيه من أرباح، لكن نحب أن نحافظ على هذا التفاعل". ولاحظت المسؤولة عن "دار رياض الريس" فاطمة الريس أن "القارئ كان يهتم لسنوات بالرواية والشعر، لكنه اليوم بات يميل إلى الكتب التي تطرح مواضيع فكرية وسياسية". وتشكّل المؤلفات السياسية 80 في المئة من إصدارات دار "سائر المشرق" التي كانت تشهد مثلاً في يوم الافتتاح توقيع كتاب للباحث محمد عبد الجليل غزيّل، يتناول "دور رئيس مجلس الوزراء في بناء الهوية الوطنية وقيادة الإصلاحات السياسية والاقتصادية"، على ما أوضح. ومن الإصدارات في المعرض كتاب عن مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر، الذي كان قبل اختفائه في العام 1978 أحد أبرز الشخصيات الشيعية في لبنان. وقالت شقيقته ورئيس المؤسسة التي تحمل اسمه رباب الصدر: إن الكتاب يتناول موضوع الاعتصام الذي أقامه الإمام الصدر في أحد المساجد العام 1975 للدعوة إلى وقف الحرب الأهلية. ورأت أستاذة القانون والكاتبة ندى شاوول أن "معرض الكتاب العربي يتأثر أكثر من سواه بالمسائل السياسية والسوسيولوجية، ويتفاعل أكثر مع الأحداث". وتشارك شاوول في إدارة نقاش عن مؤسسة "الندوة اللبنانية" التي أدت ما بين 1946 و1984 "دوراً تثقيفياً في حقبة من تاريخ لبنان المضيء"، بحسب بعاصيري، وهي واحدة من نحو 60 نشاطاً مماثلاً خلال المعرض. وأشارت بعاصيري إلى أن من أبرز الندوات الأخرى، واحدة عن المسرح، وأخرى عن الكاتب الراحل إلياس خوري، وسواهما مثلاً عن مئوية الأديب للبناني سليمان البستاني المعروف بترجمته "الإلياذة"، وعن الأديب والمؤرخ والرحّالة أمين الريحاني في الذكرى المئوية لكتابه "ملوك العرب"، إضافة إلى واحدة عن المطربة أم كلثوم. وتتمحور إحدى الندوات على إمام بيروت وسائر الشّام عبد الرحمن الأوزاعي في الذكرى الـ1250 لوفاته، "لِما عُرف عنه من تسامح ديني ونهج إصلاحي". وهذه الندوات تندرج ضمن توجه المعرض، بحسب بعاصيري، إلى "ألا يقتصر، على كونه منصة للكتاب بل أيضاً مساحة مفتوحة لفنون الكتاب وما يدور في فلكه"، على ما شرحت في كلمتها الافتتاحية. وأشارت في تصريحها إلى أن ما يميز هذه النسخة "التركيز على المعارض الفنية المختصة" التي يصل عددها إلى ستة، يضيء أحدها على "دور مدينة طرابلس الثقافي والمعرفي"، ويتناول آخر تطور السينما في لبنان من خلال الملصقات، ويستعيد ثالث محطات المعرض نفسه منذ نشأته، إضافة إلى آخر عن رسوم كاريكاتورية متعلقة بغزة. ولأن "الثقافة متعددة الأوجه، وهي فن وموسيقى وكتابة وتأليف وشعر"، على قول بعاصيري، طعّم المعرض برنامجه بعدد من الحفلات الموسيقية، يُحيي إحداها عازف البيانو الفرنسي اللبناني عبد الرحمن الباشا في مناسبة مرور مئة عام على ولادة والده المؤلف الموسيقي توفيق الباشا.

"صراع الذات" لهلا أبو جوده: رؤية فلسفية وأسئلة وجودية جوهرية
"صراع الذات" لهلا أبو جوده: رؤية فلسفية وأسئلة وجودية جوهرية

النهار

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

"صراع الذات" لهلا أبو جوده: رؤية فلسفية وأسئلة وجودية جوهرية

في أجواء أدبية وفكرية، شهد جناح "دار سائر المشرق" ضمن معرض الكتاب في أنطلياس توقيع كتاب "صراع الذات: رحلة بين الموت والحياة" لهلا أبو جوده، وذلك في اليوم العالمي للمرأة. تميّز الحدث بتوزيع ورود بيضاء على الحضور، في إشارة رمزية إلى التوق الدائم للحقيقة، وهو المعنى الفلسفي الذي يحمله الكتاب في جوهره. حظي التوقيع بإقبال واسع، وبيعت أكثر من 150 نسخة، ما يعكس الاهتمام العميق بالفكرة التي يطرحها الكتاب، والتي تتجاوز السرد التقليدي نحو إعادة التفكير في المفاهيم الإنسانية الراسخة. يتوفر الكتاب اليوم في جميع المكتبات، بالإضافة إلى توفره على منصة "أمازون" الرقمية، ليصل إلى جمهور أوسع من القرّاء الباحثين عن تجربة فكرية مختلفة. يستند الكتاب إلى رؤية فلسفية مفادها أن الإنسان مدعوٌّ في كل لحظة إلى تجديد أفكاره وتفكيك المفاهيم التي نشأ عليها منذ صغره، فكل ما نعيشه قد لا يكون على حقيقته كما نتصوره، بل هو قابلٌ دوماً لإعادة التكوين والصياغة. تتجلى هذه الفكرة من خلال قصة امرأة تجد نفسها على قبرها، مجردة من كل شيء، فتقرر أن تبدأ رحلتها في اكتشاف العالم من جديد، بعيداً عن المسلّمات التي كانت تؤمن بها. وهنا، ينشأ صراعها بين ذاتها القديمة قبل الموت، وذاتها الجديدة بعده، مما يفتح باب التساؤل حول معاني أشياء لطالما بدت بديهية، مثل البحر، والسماء، والنار، والشهيد، والزواج، وبائعة الهوى، والمزيّنة، والرقص، والحب، والمرض، وغيرها من المفاهيم التي ترسّخت في أذهاننا دون أن نجرؤ على إعادة النظر فيها. وبعد هذه الرحلة العميقة والشاقة، يترك الكتاب للقارئ متعة اكتشاف النهاية المدهشة، التي تدفعه بدوره إلى مراجعة مفاهيمه الخاصة والتساؤل عمّا إذا كان مستعداً لخوض تجربة إعادة التفكير بكل ما يحيط به. نصوص مختارة من "صراع الذات: رحلة بين الموت والحياة": في يومٍ أسودَ لمن أحبّني، وأبيضَ لمن عَلِمَ أنني اتجهتُ إلى غدٍ خارج عقارب الزمان والمكان، أُعلِنَ خبرُ وفاتي على شاشات التلفاز وفي الساحات العامة. أُرسَلُ لجميع من عاش في قلبي، ومن تعمّد كسر قلبي، نعيًا بلونٍ رماديٍّ شاحبٍ كألوان الضجر، يشبه جميع النُعَيّات. لم أرَ نفسي سوى على قبرٍ رخاميٍّ جميلٍ يليق بأن يكون قبرًا بمستوى قصر. كنتُ أحبُّ الورود، ولكن لم تجذبني تلك الباهتة التي وضعها بائعُ التوابيت على هيئة الموت ذاته. كنتُ أتمنى لو زيّنها قليلًا لتليق بمستوى الوداع، وبفخامة اللقاء الأزلي. نظرت إلى القبر، فإذا باسمي محفورًا حفرًا عميقًا لا يصلح للمحو أو الشطب. حينها أدركت أن العودة إلى الوراء أصبحت مستحيلة، وأنني هنا، أنا ونفسي، وحيدة للمرة الأولى. … خلف الشجرة بحر واسع يكاد يغرقني من شدّة توقه إليّ، وشردت في البحر القابع خلف وحشة المقابر. فوقفت أمامه، وتفاجأت من هول ما رأيت. كيف كان لي البحر مدًّا وجزرًا؟ كيف كان لي سرّ صامت؟ كيف كان ذلك الملاذ للهدوء؛ كان يرعبنا بعمقه ويهدّئنا بلمسته؛ لم نكن نذهب إليه إلّا لنمتزج بهذا الصوت المخيف والساكن، وكأنّنا في دوّامة تناقض بين انبساط وانقباض؛ تريحنا وتربكنا، وها أنا الآن أشعر به كتابًا مفتوحًا مقروءًا مزخرفًا بعبارات تلقّناها منذ آلاف السنين، كلماته واضحة، وسهلة تصل إلى مسامعنا كالدّعاء عند الشدّة... كمزامير سليمان؛ كصلاة تحاكي آذان الإله. لمسني فابتسمت ابتسامة تعارف، فهو الذي كان الغائب، الحاضر، وهو الذي أعمتنا بصيرتنا عن ماهيّته؛ عن جوهره، عن أنّه امتزاج لمدّ وجزر لن نفهمه إلّا ساعة الامتزاج التامّ. … في تفكيري حول الزواج، والأزواج، تذكّرت مقولة أنّ الزواج الناجح يبنى على صداقة جيّدة. ولكن، ما هي الصداقة؟ أصابني نوع من التشوّش عند تفكيري بها، وكأنّها مفهوم أصبح غريبًا عن ذاتي الثانية، فاستغرقت في التفكير لاستبطن أعماق هذا المفهوم. وإذ به يتوضّح بعض الشيء مخالفًا كافة ما كنت أفكّر به. كنت أظنّه علاقة تبادليّة بين شخصين ينسجمان في تفكيرهما، فيختاران أن يترافقا، ويتواصلا، ويتبادلا. ولكن، لم أعد أرى الصداقة على هذا الواقع تمامًا، بل هي جرف كيانيّ خارج دائرة الاختيار. أقوى من الحب؛ أقوى من الدم. تتآلف الأرواح، وتآلفها أقوى من كل مشاعر الحب الهيّاجة؛ أقوى من علاقات الدم والقربة، ولا تخضع لترف الخيار. نظرت إلى وجوه أصدقائي المارّة أمام عينيّ، وإذ بهم ضحكة أتت إليّ في ساعات المغيب، لم اخترها أنا، بل هي فرضت نفسها، وأصبحت لي إدمانًا أرتشفها وقت وهني، وضعفي؛ جرعة تقوّيني على مشقّات الحياة، وخيباتها. … ورغم الكلل، والتعب، والتصادم بين ذاتي وذاتي، تابعت مسيرتي إلى الأمام، إلى حيث يشدّني القدر، وإذ بصوت ينادي بنبرة عالية من الفقر والحرمان. ها هي بائعة الورد تأتي نحوي حاملة باقة من الفقر. أفعلًا هي فقيرة؟ أم هي تملك ثروة لم يملكها ملوك العالم؟ فبعد خسارتي لكلّ ما هو كماليّ في هذه الحياة الفانية عرفت أنّ هذه الفتاة بالفعل محظوظة. هي بضعفها وفقرها ملكة؛ هي ملكة لمست الحياة بمعناها الوجوديّ الفعليّ؛ التجرّد التامّ من قيود التفاصيل اليوميّة ومشقّات العمل، والدرس، واللباس، والمجوهرات أعطاها كنزًا لا يزول؛ وهو التجرّد؛ الانعتاق حدّ الحريّة؛ فهي حرّة بشعرها... بلونها... بلغتها... بأكلها... كنت أظنّ أنّها بفقرها مثيرة للشفقة، ولكن العكس تمامًا، ففقرها أغناها حياة، أغناها فرحًا بالأمور البسيطة، وأغناها دهشة؛ فكنت أنا، دائمًا، التي لم تفرحها أجمل المفاجآت، وكانت هي، دائمًا، الفتاة الفرحة بباقة الفقر في يدها. … أخذني أنين هذا الصوت في أذني إلى المعضلة الأكبر، وهي الحبّ. هذا المارد الآتي من خيالات الأساطير. لم نفهمه قطّ كونه خارج مكامن الفهم والإدراك. كنت أظنّه أجمل ما يمكن للإنسان أن يشعر به، وإذا به ينكشف أمام ناظري بهيئة وحش. مخيف بأنيابه التي تقطع كل حبل إدراك في عقولنا. يرقص معنا كأمير متواضع؛ جميل، وإذا بنا نتمايل سويًّا حدّ النشوة والانصهار، فتضيع الخطوات، وتتبخّر الأنغام. يدخلنا في حالة من التصوّف، تلك التي تجعلنا أقرب إلى الجنون؛ يقاتل إدراكنا ممتهنًا فنّ المعارك، فلا يلتزم بأي هدنة، ويتخطّى جميع البنود؛ ذخيرته هائلة تتخطّى آلاف الجنود، وجواسيسه كثيرة؛ من قلب وعيون وروح. لا، بالطبع، لم يكن هذا المسالم الوديع الذي وصفناه بأجمل الصور، وألبسناه أبهى الحلل، بل كان ملكًا جزّارًا يشبه نيرون، أحرقنا، وأتلفنا، وسمّرنا آلاف المرّات على حافة البركان؛ مستشرفين بفارغ الصبر، والهدوء نيرانه تأكلنا؛ تمضعنا، وترمينا رمادًا على أزقة الوجع المميت. … وإذ بي أصغي إلى أغنية ثوريّة وضعها أحد الحاضرين في الجلسة الدافئة الصاخبة ليستذكر بها أباه؛ الشهيد! وكم من شهيد مرّ على مسمعي، وكم من شهيد أوقد في داخلي شعور الثورة والعنفوان. عشت وأنا بكامل قناعتي أنّني أحيا لأن غيري كحبّة الحنطة قد مات. كنت أشعر بغبطة لا توصف عندما أسمع خطابًا يتناول الشهيد، وكأنّني تصوّرته ملكًا على حصان أبيض، والعالم حوله يصفقّون له ابتهالًا، ولكن هل فعلًا كان هذا المشهد الذي كان يجب عليّ أن أتصوّره؟ هو بالفعل الشهيد يحيا يوم مماته، ولكنّه لم يذهب من هنا ممنونًا، ولا مغتبطًا، بل ذهب عنوة وقسرًا. لو خيّر العيش جنب ضناه الصغير لاختار الحياة، ولو خيّر العيش في كنف أمّه وأباه لاختار الحياة، ولو خُيّر بين العيش والموت لاختار الحياة! لم يختر هو أن يموت فداء للوطن، بل تربيته وبيئته ومعتقداته اختارت هي! وهذه جزء منّا، فنحن أبناء الحياة ولا نختار بتلقاء نفسنا أن نموت عمّن نحبّ، بل نختار العيش معه، ولكن، هناك دائمًا من يفرض على غيره مسار الطريق، ويحرمه حريّة الاختيار وصولًا إلى حرمانه الحقّ بالحياة. الشهيد لم يذهب من هنا على حصان أبيض يغمره العنفوان كما أردنا معزيّن أنفسنا أن نتخيّله؛ بل ذهب شامخًا، نعم؛ بطلًا؛ نعم؛ ولكن... مكسورًا، وحزينًا، ليس لأنّه مات، بل لأنّه حرم الحياة.

ندوة عن كتاب "المرأة في النهضة العربية" للدكتورة ليليان قربان في مهرجان الكتاب
ندوة عن كتاب "المرأة في النهضة العربية" للدكتورة ليليان قربان في مهرجان الكتاب

الوطنية للإعلام

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوطنية للإعلام

ندوة عن كتاب "المرأة في النهضة العربية" للدكتورة ليليان قربان في مهرجان الكتاب

وطنية - نظمت الحركة الثقافية –انطلياس، في إطار المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الثانية والاربعين، ندوة عن كتاب "المرأة في النهضة العربية" للدكتورة ليليان قربان عقل، الصادر حديثًا عن دار سائر المشرق، شارك فيها النائب السابق المحامي غسان مخيبر والدكتورة عزة الحاج سليمان، وادارتها الدكتورة نجاة الصليبي الطويل . مخيبر واعتبر مخيبر ان "هذا الكتاب يوفّر بحثًا في الجذور التاريخية للحركة النسوية في لبنان والمشرق منذالعام ١٨٥٨حتى العام ١٩٢٨"، داعيا "المرأة الى الابتعاد عن الصورة النمطية الجديدة التي تحصر المرأة في مواضيع حقوقها بالذات او المسائل ذات الطابع الاجتماعي والثقافي ( كما في زمن رائدات النهضة) لتنافس الرجل في كل المواضيع الاقتصادية والقانونية والمالية والامنية والسياسية". الحج سليمان واشارت الحاج سليمان الى ان "الكتاب يأتي مهمًّا في توقيته وموضوعه، اذ تناول النشاط الفكري النسوي في مرحلة تحولات تاريخية مهمة عاشتها مجتمعات المشرق"، وأكدت "اهمية البحث في معنى التحرر في الخطاب النسوي وابعاد التحرر بين الاجتماعي والوطني". قربان بدورها، شكرت قربان عقل "المشاركين على المداخلتين القيّمتين والحركة الثقافية على تنظيم الندوة، والدكتورة نجاة الصليبي الطويل على ادارتها المميزة". وطرحت الدكتورة عقل تساؤلات على هامش الندوة ابرزها: "كيف للمرأة العربية ان تحضر من جديد؟ أي تحديات تواجهها المرأة العربية في مجتمع المتغيرات الذي يتنازعه تياران : تقليدي آسر وتحديثي واعد؟ واي حق بل أي حقوق للمرأة على المجتمع تشريعًا وممارسة واشراكا في صناعة المستقبل؟" بعد الندوة وقعت الكتاب في جناح دار سائر المشرق. ==== و.خ

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store